مع وليد… إلى يوم الحريّة
مع وليد… إلى يوم الحريّة
من يريد الانتقام من وليد جنبلاط يكون متمرّساً بالجهل جغرافياً وتاريخياً.
في تاريخ وليد جنبلاط الكثير من الجروح السياسية، جعلته عصيّاً على الوجع.
ما يحدث هو العكس تماماً، إذ كلّما لاح له جرح من بعيدٍ أو من قريب، ازداد صلابةً وقدرةً على المواجهة، ببراعة اللاعب السياسي الذي لا يترك أحداً يلتقط حجره السياسي، أيمنا نقّله من مكانه.
يملك دائماً حريّة القدرة على المبادرة مهما صعُبت الأيام عليه.
في الجغرافيا لبس وليد بك تاريخ الجبل وأضاف إليه ما لم يستطِع أحدٌ قبله أن يفعل. فامتلأ الجبل معه عزّة لا يستطيع أحدٌ مجاراتها أو تجاهلها.
عقد مصالحةً اعتذر فيها عن تاريخٍ من الدماء، ندم عليه باعتباره جزءًا من تحالف الأقليات الذي انتسب إليه ولو لفترة، جعلته يعيش يومياً مع اعتذاره.
نقل معه كلّ موروثه وندمه من الجبل إلى بيروت، فكانت له الصدارة لسنوات في 14 آذار، وملأ الفراغ عن جدارة، في بيوتات كان يمكن أن تُغلق لولا شجاعته الآتية معه من المختارة.
ليس في لبنان من يجمع التاريخ والجغرافيا في شخصه كما في وليد بك.
يذهب إلى المصالحة أو المصارحة، ومعه كلّ هذا الموروث. لذلك نجد صورتنا فيه أينما حلّ، إلى يوم الحريّة لنا جميعاً…