“مختصـــر مفيــــد” مع سعيد غريّب – أية دولة نريد؟
س- الكل ينادي بالدولة، وبالأمس ردد الشيخ سعد كلمة دولة في خطابه أكثر من عشرين مرة، وأيضاً وليد بك يشدّد على دولة الطائف، ومقدمة الأخبار في تلفزيون “المنار” أمس تحدثت عن دولة الطائف المنهوبة، ما هو جدوى الطائف بعد كل هذه الثغرات، وما اذا كان هذا الإتفاق صالحاً في فترة ما بعد الحرب ؟
ج- أولاً لا يوجد إتفاق بين اللبنانيين يوصف بالصالح أو إتفاق بين اللبنانيين قد يقال أن مدته تنتهي، وبالتالي نحن بحاجة إلى إتفاق جديد. الإتفاق بين اللبنانيين أمر طبيعي وموجود دائماً ، أما الإتفاق بين القوى السياسية فيحتاج للمناقشة .
س- هذا ما قصدته بين القوى السياسية؟
ج- لبنان دولة موجودة بعناوينها الرئيسية والأساسية، فإذا اردنا مناقشة الأمور المبدئية ما هي عناصر الدولة:
1- أرض موجودة في ما عدا الإحتلال الباقي في جنوب لبنان.
2- شعب موجود.
3- المؤسسات الدستورية موجودة.
4- الإعتراف الدولي بهذه المؤسسات موجود.
إذا هذه هي عناصر الدولة.
أنا سمعت الشيخ سعد في خطابه، وسمعت الأستاذ وليد وغيرهما من السياسيين كلهم ينادون بالدولة ولكن هناك جملة ناقصة دائماً في كلامهم، وهي عن أي دولة يتحدثون ؟ وهل النقاش يكون حول الدولة الإدارية؟ فهل نفتش عن دولة فيها ضمان الشيخوخة، والتنظيم المدني، ووزارة الأشغال وكل الوزارات أو غيرها. وإذا أردنا البحث في دور الدولة، فيجب أن يكون في دورها السياسي في منطقة النزاع التي نعيش فيها. وما هي هوية الدولة التي سنعيش في ظلها، في منطقة ما يسمى بهلال الأزمات الذي يسبب مشاكل يومية سياسية أو عسكرية أو أمنية، ولكن هذا البحث لا نسمعه اليوم ، سواء على لسان الشيخ سعد أو وليد بك أو غيرهما من السياسيين ، وبالتالي كل هذه التمنيات التي نسمعها عن الدولة، والدولة، والدولة القوية والقادرة ودولة الطائف والخ… هي تمنيات طبيعية، ولكن هذه ليست موضع خلاف بين اللبنانيين.
س- ماذا عن المطالبة بالعودة إلى الطائف؟
ج- لا يوجد شيء إسمه العودة للطائف، نحن نعيش في قلب الطائف.
س- لكنه لم يطبّق؟
ج- لم يطبّق طوال الفترة السابقة.
س- هل هو صالح الآن؟
ج- طبعا.
س- هل يغطي ما سمعناه من السيد حسن نصرالله عن الدولة العادلة والقوية؟
ج- أمر طبيعي أن تكون الدولة قوية وعادلة، وبالأصل تعريف الدولة الرئيسي، هو ان الدولة هي السلطة الشرعية التي تملك حق الإرغام ، فالإرغام من أين يأتي؟ يأتي من شرعية الدولة، من قوانينها ومؤسساتها الدستورية ، ومن أعرافها ، هذه هي الدولة ، فمن الطبيعي ان تكون قوية وعادلة.
س- هناك إنطباع وتأكيدات عند الناس العاديين والمسؤولين، ان لبنان بعد 14 آب 2006 بعد هذه الحرب لن يكون كما كان عليه الأمر قبل 12 تموز، أنت كيف ترى الأمور؟
ج- نحن نستعمل تعابير كبيرة. طبعا لا بد من أن يكون هناك نتائج سياسية وإجتماعية ومدنية وإعمارية للحرب التي حدثت ، ولكننا نستعمل تعابير وكأن ما حدث هو إنقلاب كبير ، وإن الإنقلاب قد تم.
دعنا نناقش نقطتين لكي يكون هناك صوابية في النقاش:
الأولى: تتعلق بالدولة ، انا أعتقد ان كل الذين يسألون هذه الأسئلة بما فيه وصف سماحة السيد حسن، هي أسئلة غير دقيقة ووصف غير دقيق، لأن الخلاف بين هاتين المجموعتين السياسيتين هو خلاف حول دور لبنان في مواجهة الإعتداءات الإسرائيلية، وليس حول دور الدولة اللبنانية بنظام الإستشفاء للمواطنين، ولا يمكن ان يكون السيد حسن أو الشيخ سعد أو وليد بك مختلفين على الوزارات الإدارية، ومدى أهميتها بشأن تقديم الخدمات للمواطنين، ولكن الخلاف يتمحور حول نقطة محددة وواضحة، يهربون منها ويدورون حولها، وبالتالي يفتش كل منهم على جواب يناسبه، وهو هل لبنان دولة مواجهة أو دولة لا سلم ولا حرب، أو دولة سلام مع إسرائيل، مطلوب منهم الإجابة على هذا السؤال ، وليس منا نحن المواطنين.
هذا هو المطلوب من طاولة الحوار، حيث يناقشون الإستراتيجية الدفاعية قبل هذه الحرب، قد يتغير العنوان، ولكن هذا هو الموضوع الرئيسي، الذي لم يُحسم بعد في هوية هذه الدولة في الصراع العربي- الإسرائيلي وليس هوية الشعب اللبناني. فلبنان معروف انه دولة عربية.
س- لقد طالب وليد بك، السيد حسن بتحديد موقفه من إتفاق الطائف، ماذا تقول؟ لأن هناك شكوكا عند وليد بك بـأن الأمور ستتغير ، ما رأيك بذلك؟
ج- أولا، هذا لبنان ، دعنا لا ننسى ذلك. لقد إعتقدت قوى 14 آذار منذ سنة والنصف لسوء الحظ إنها حققت إنتصارا لا مثيل له على الآخرين، وأنها ستفعل وستفعل وستفعل، وكنا نسمع منهم كلاما لا علاقة له بطبيعة لبنان في ذلك الحين.
السيد حسن لم يقل أنا أرفض إتفاق الطائف، وأنا سمعت من بعض القياديين في “حزب الله” بأنهم مع إتفاق الطائف، هذا الإتفاق هو عقد سياسي بين جميع الأطراف اللبنانية وجميع الطوائف اللبنانية، وجميع الأنسجة اللبنانية وجميع الأفكار اللبنانية، وهو مشروع تسوية ممتازة.
س- أنت تابعت ولادة هذا الإتفاق، هل يمكن أن نقول ان هناك التزاما بهذا الإتفاق منذ ولادته حتى اليوم؟
ج- أعتقد انه منذ العام 1990 وحتى 2005، ما كان يحكم لبنان هو الإتفاق الثلاثي الذي رعاه النظام السوري، وهو إتفاق يقوم على مجموعة من الناس، منهم الشهيد رفيق الحريري ومنهم الرئيس نبيه بري، ومنهم المرحوم الرئيس الياس الهراوي ، ومنهم المرحوم ايلي حبيقة ومنهم دولة الرئيس ميشال المر.
هذه المجموعة حكمت لبنان وفقا لاتفاق وقعوه سنة 1985 – 1986 وبعد مشاركة النظام السوري في حرب تحرير الكويت من العراق، عاد هذا النظام سنة 1990 وسلّم لبنان الى هذه المجموعة ومنهم وليد بك أيضا ، وبالتالي إتفاق الطائف لم يطّبق.
س- هناك ثغرات جوهرية في هذا الإتفاق، أهمها أنه لم يلحظ آلية ديموقراطية لحل الخلافات؟
ج- بالعكس ، إتفاق الطائف هو الآلية لحل الخلافات، المتمثل بالنظام الديموقراطي بالتصويت داخل مجلس الوزراء.
س- إذا تعتبر أن المرجعية موجودة في الطائف؟
ج- طبعا، والطائف نص ممتاز، والخلاف هو على من ينفذ الطائف وكيف ينفذه؟
س- من هو رئيس السلطة الإجرائية في لبنان؟
ج- رئيس مجلس الوزراء وهذا أمر موجود .
س- عندما يترأس رئيس الجمهورية جلسة مجلس الوزراء، من يكون رئيس السلطة الإجرائية؟
ج- في هذه الحالة رئيس الجمهورية رئيس الجلسة، وليس رئيس السلطة الإجرائية .
س- عندما يترأس رئيس الجمهورية مجلس الوزراء، ساعة يشاء كما جاء في الدستور، ألم يصبح بذلك رئيساً للسلطة الإجرائية؟
ج- كلا هو رئيس الجلسة كما قلت .
س- النائب علي عمار يقول : من الطبيعي أن يكون للإنتصار العسكري مفاعيل سياسية ماذا يعني ذلك؟
ج- صحيح وهذا من حقه . الآن حصلت حرب جدية وكبيرة إنتصر فيها “حزب الله” عسكرياً وسياسياً وسبّب نوعاً من الزلزال داخل إسرائيل، ونوعاً من الهزات داخل العالم العربي، ونوعاً من العاصفة التي لا سابق لها لشخصية لبنانية في العالم الإسلامي، كل هذا لا بد من أن يتمرس سياسياً في مكان ما ، من يقول أن هذا الأمر لن يثمر يكون مخطئا.
س- كيف سيترجم ذلك؟
ج- أعتقد أن هناك وسيلتين لترجمة ذلك سياسياً:
الأولى: هي إجراء إنتخابات والموافقة على إنتخابات مبكرة .
الثانية: تعديل أساسي داخل الحكومة .
هذا أمر طبيعي، نحن أمام واقع ولا بد من أن نعترف أولاً بأن هناك إنتصاراً سياسياً كبيراً تحقق وعسكرياً أكبر. من المؤكد أن هذه الحرب أدت إلى خسائر مادية كبيرة وإلى دمار وما إلى ذلك .
إذاً أمامنا الآن هذا الإنتصار وهذه الوقائع المتعلقة بالخسائر المادية أنا شخصياً أفضّل الحديث عن الإنتصار، ولا أسمح لنفسي أن أضيّع الإنتصار بكلام حول الوضع الإقتصادي، لأن هناك هيئات وأشخاصا معنيين بمعالجة هذا الموضوع في الوقت المناسب وبالوسيلة المناسبة.
س- هناك مثل شعبي يقول الدنيا لمن غلب؟
ج- من قال هذا المثل لا يعرف لبنان.
س- هناك حديث داخل 14 آذار عن دولة “حزب الله” هل يمكن أن يكون لبنان دولة “حزب الله”؟
ج- أولا، لو كان بالإمكان وجود دولة “حزب الله” لكان بالإمكان وجود دولة مسيحية في لبنان، ودولة لطائفة أخرى في لبنان. انا دائما أقول وأردد ذلك، لبنان معادلة كيميائية أي خلل في جزء منها يصيب كل مكوناته.
أنا لا أرى ان هناك دولة “حزب الله” والصيغة اللبنانية بالأصل غير مؤهلة ولا تستطيع هضم أي صيغة مخالفة.
على كل حال، أريد أن أختصر بكلمتين ما حصل في لبنان هو إنتصار ، كفانا مبالغة ، كفانا قراءة خاطئة لما حدث، هذه القراءة الخطأ أو المبالغة أو سوء النية هي تخريب بحق من يقول ذلك، وليس بحق المنتصر.
أريد أن أقول لأهل بيروت، المدينة العظيمة الحاضنة للجميع، وأقول لأهل طرابلس أهل الخير، وأهل عكار، ولن أقول شيئا لصيدا ، لأن السيدة بهية موجودة وتهتم بالقول وبالفعل، أريد أن أقول لكل هؤلاء أنتم عروبة لبنان، وأنتم إنتصاره، هذا الإنتصار هو إنتصار لعروبتكم ولإيمانكم بلبنايتكم، هذا إنتصار لجمهور رفيق الحريري ولعروبة رفيق الحريري ولإيمان رفيق الحريري. نحن تعودّنا المشاركة بالهزيمة ، واليوم عندنا إنتصار لماذا نهرب منه؟.
س- من يهرب منه؟
ج- بعض الذين سألتني عن طريقة كلامهم وخطابهم. بالأمس شاهدت أحدهم على التلفزيون ، وكان يقول “نحن لا نقبل كذا وكذا وكذا”، غريب هذا الكلام، هناك وقائع وهناك إنتصارسيترجم سياسيا، هذا أمر طبيعي. حضرتك ترجمت الخروج السوري من لبنان، إنه إنتصار ، فلماذا يسمح لك أن تترجم بهذه الطريقة ولا يحق ذلك للآخرين ، هذا لا يجوز.
لا يصح هذا الكلام ، إما بالعقل والتأني وبالنقاش وبالحوار نصل الى نتيجة منطقية وطبيعية ، وليس بالرفض وبالهرب من إنتصار وبتفسيره بأنه خطأ. يا جماعة إذا كان الإسرائيليون يعتبرون ان هذا الإنتصار ألغى هزيمة 1967 عندما هزموا العرب، فكيف لا نقبل نحن بهذا الإنتصار؟. هناك نتيجة سياسية لهذا الإنتصار، هناك نتيجة سياسية لا تعني ان “حزب الله ” سينتصر على آخرين ، وهو قال هذا الكلام.
س- الطائف أنتج دولة ولم ينتج سلطة، هل ترى انهم يسعون اليوم من أجل السلطة أم من اجل الدولة؟
ج- كل الناس تسعى نحو السلطة، ولكن عندما تدخل السلطة لا بد أن تعمل للدولة.
س- هل تم هذا الأمر؟
ج- أعتقد انه تمّ لدى بعض الأشخاص، فهل تشك لحظة ان الرئيس السنيورة لا يعمل من أجل دولة.
س- طرأ تطور على مستوى الخطاب السياسي بدأ في دمشق، وأنتهى أمس في المختارة وبيروت، لماذا طرأ هذا الخطاب وكيف تمت قراءة هذا الخطاب؟
ج- أولا هذ خطاب حاقد وثأري وليس خطابا سياسيا.
ثانيا: ان كل هذا الكلام لا أعتبره جديا ولا نهائيا ولا تنفيذيا، وكنت أتمنى لو الشيخ سعد ووليد بك لم يهتما لهذا الخطاب ولم يجيبا عليه.
س- كيف لا يتم الرد على خطاب رئيس دولة؟
ج- ماشي الحال، هو قرر المخاطبة بهذه الطريقة، وبالتالي لا أعتبر نفسي مؤهلا للمناقشة بهذه الطريقة، هذا خطاب حاقد وثأري كأنه إنتصر على مجموعة من اللبنانيين لن أناقشه، ماشي الحال وليكمل إنتصاره.
س- تحدث وليد بك أمس عن الثقة التي هُدمت كيف نبنيها من جديد؟
ج- الثقة هُدمت بين مَن ومَن؟
س- كان وليد بك يوجه خطابه الى السيد حسن نصرالله ؟
ج- باعتقادي عبر جلسة حوار بين الرجلين، يستطيعان بناء الثقة من خلال هذا الحوار.
س- أيضا يقول وليد بك ان مال إيران موجود على حساب خراب لبنان سهل جدا، لكن الثقة أصعب بكثير، هل ترى أن بالإمكان ترتيب الأمور بين اللبنانيين؟
ج- الأمور تترتب دائما بين اللبنانيين وكل يوم يحصل ذلك، والدليل: طاولة الحوار التي دعا اليها الرئيس بري وجلس عليها الجميع منذ حوالي ستة أو سبعة أشهر، حينها شعر الرئيس بري ان هذا هو التوقيت المناسب لهذه الطاولة، حيث رأى ان الجميع في مأزق.
س- هل مازال هناك معنى لهذه الطاولة؟
ج- لا معنى لأي أمر في السياسة يوازي معنى هذه الطاولة.
س- أين رئيس الحكومة في هذا المشهد السائد في لبنان؟
ج- لا أعتقد ان الرئيس السنيورة ينتمي الى أي محور، وهو ليس شخصا محوريا، ولم يكن كذلك في حياته.
س- لكن في السياسة ، أليس حليفا لـ14 آذار؟
ج- هو إختير من قبل 14 آذار، ولكنه ليس محوريا ، هو الآن رئيس حكومة لبنان، وليس رئيس حكومة 14 آذار. وهو يتصرف على هذا الأساس بمستوى جيد جدا، وثبُت انه خلال فترة الشهرين من الحرب ثبت ان من كسب سياسيا في الدرجة الأولى كان فؤاد السنيورة.
س- ألا ترى إنه يتناغم مع هذه الفئة أو تلك؟
ج- هو لا يتحزب لهذه الفئة أو تلك. أما انه يتناغم فمن الطبيعي انه يستمع لكل الأطراف ولكنه منذ ان دخل مكتب رئاسة الحكومة ، يتصرف على أنه رئيس حكومة كل اللبنانيين وخاصة في الأزمات.
س- هل تعتبر ان الشيخ سعد راضٍ عن أداء الرئيس السنيورة؟
ج- أنا شخصيا لا أعرف، ولكن سمعته على التلفاز يعلن تأييده ودعمه للرئيس السنيورة.
س- هل عندك معلومات غير ما سمعته على التلفاز؟
ج- لا أملك معلومات شخصية، ولكن من المؤكد ان هناك إنسجاما وتفهما من سعد الحريري للإدارة السياسة للرئيس السنيورة.
س- هل يعني ذلك ان ما يقوله الشيخ سعد في خطاباته يوافق عليه الرئيس السنيورة؟
ج- الرئيس السنيورة غير مُلزم بالموافقة على كلام الشيخ سعد، هو مُلزم بالكلام الذي يتفق عليه جميع اللبنانيين.
س- بالأمس تحدث الرئيس الأسد عن إتفاق 17 أيار عام 1987 هل يمكن تشبيه المرحلة الحالية أو الظروف العربية والدولية اليوم ، بالظروف التي كانت سائدة في العام 1987، وكيف عاد الجيش السوري الى لبنان بعد الهجوم المضاد الذي قام به الرئيس حافظ الأسد على قوى 17 أيار؟
ج- أولا، ان من قام بالهجوم الصاعق على قوى 17 أيار هو وليد بك، والرئيس بري ومعهما العضو السري في ذلك الحين الشيخ رفيق الحريري، لكن في ما خص مقولة هل سيتكرر مشهد 87، فأنا أقول سوريا لن ترجع، ولا يوجد في لبنان قوى 17 أيار، وإذا كان هناك من لديه رغبات مماثلة لـ17 أيار فلا قيمة له ولا فعالية ولا أي قدرة.
س- أميركا اليوم في مأزق ، اسرائيل في مأزق وسوريا أيضا والدول العربية في مأزق، ماذا تتوقع أن يحصل؟
ج- أولا: اسرائيل هي في المأزق الأكبر، ويجب أن نفرح بالإنتصار، ثانيا : هناك جهد واضح يبذله الآن المصريون والسعوديون، وخاصة السعودية لعقد قمة عربية التي لا أعتقد ان خطاب بشار الأسد قضى على آمال إنعقادها.
س- برأيك هل ستتم معالجة الأمور بين سوريا والأنظمة العربية؟
ج- هذه ليست أول أزمة تمر في العلاقات العربية – السورية، ولا أعتقد ان الوضع العربي أو الوضع اللبناني، يسمح أو يشجع على وصول الأمور الى مكان لا عودة عنه، رغم كل الكلام الكبيرالذي نسمعه.
س- ماذا تتوقع على مستوى لبنان بعد هذه الحرب؟ حربا إقليمية؟
ج- الواضح انه ليس هناك حروب إقليمية، وأنا أعتقد ان إنتشار الجيش اللبناني في الجنوب قرار كبير وليس شكليا، لأن وجود الجيش في الجنوب يعني وجود علم لبنان، أي وجود شرعية لبنان. وباعتقادي ان اي وضع عسكري مقبل سيكون صعبا على إسرائيل، لأنه في هذه الحالة، الشرعية اللبنانية هي الموجودة، وهي التي ستقاوم أو تشتبك مع الإسرائيلي.
س- ما هو توقعك بالنسبة لموضوع سلاح “حزب الله” على المدى البعيد؟
ج- هذه مسألة تناقش وتحدّد على أساس الإتفاق على هوية الدولة اللبنانية، ما هي هويتها في النزاع العربي -الإسرائيلي، هل هي دولة حرب، أم سلم، أم دولة هدنة؟
س- هل تعتقد ان المناقشة بعد الإنتصار أسهل مما كانت قبل الإنتصار؟
ج- أكيد، أكيد وأنا قلت ان النقاش مع “حزب الله” المهزوم، أصعب بكثير من النقاش معه وهو منتصر، ولا سمح الله أن يكون مهزوما.
س- السيد حسن قال خافوا من الهزيمة وليس من الإنتصار؟
ج- يسلم فمه! انا اليوم طلبت كل خطاباته خلال الحرب وأعتقد انه من المفيد قراءتها والتدقيق فيها.
س- تقول رايس ان تطبيق القرار 1701 يشكّل نكسة لسوريا ولبنان فور تطبيقه، ماذا يعني ذلك؟
ج- هذا يفسر على أنه تحقيق برغبة شخصية، ولا أعتقد ان الإتفاق نكسة لسوريا ، اما لإيران لا أعرف وهذا الإتفاق يفتح الباب الأسبوع القادم للنقاش مع سوريا، قد يتم أو لا يتم هذا قرار القيادة السورية.
س- هل ترى ان هناك رابطا بين ما حدث في لبنان وملف إيران النووي؟
ج- لا أعتقد ولكن حتى لو كان هناك رابط، فإيران لا تستطيع الإستفادة مما حصل في لبنان في ملفها النووي.
س- ما إنعكاسات أي تسوية في الملف النووي الإيراني على لبنان والمنطقة؟
ج- المزيد من الهدوء.
س- وإذ لم تحصل ، مزيد من التشنج؟
ج- كلا فلبنان أدّى دوره في هذا المعنى، وهو إستنفذ قدرته ودوره.
س- هل إنتهت الحرب؟
ج- أعتقد ان ما شهدناه هو آخر حروب لبنان، ولا أتصور ان هناك جهة لبنانية بما فيها “حزب الله” يريد أن يتكرر ما حدث للبنانيين، من دمار وتخريب وأزمة إقتصادية.
س- ما رأيك بعودة المهجرين بعد يوم من الحرب إلى قراهم في الجنوب؟
ج- أنا كتبت عن ذلك وأرى فيه مشهدا رائعا لا يمكن أن يحصل في أي بلد من العالم، لقد إختفوا من الأماكن التي كانوا فيها ، وكأنهم ما كانوا ، وهذا دليل على تشبث اللبنانيين بأرضهم.
س- هل هناك فواتير ستدفع ومحاسبات وغير ذلك؟
ج- أنا قرأت هذا الكلام السخيف الذي لا يعني شيئاً، ولا يحقق شيئاً وهو ليس عملياً وليس بنداً من بنود الطوائف.
أنا أحترم وليد بك ولكن أعتبر أن حتى أسئلته جاءت في وقت مبكر جداً قد تكون أسئلة مشروعة، لكنها مبكرة، ولا بأس بطرح هذه الأسئلة بعد شهر أو 20 يوماً، لماذا الإستعجال اليوم .
س- لقد إعتبر البعض أنهم إغتالوا الطائف بإغتيال الرئيس الحريري ما رأيك؟
ج- أنا لا أوافق على هذا الرأي لأن الصيغة السياسية للبنان أقوى من الرئيس الحريري رحمه الله ، وبالتالي لا تذهب الصيغة لأن الشخص قد ذهب مهما بلغ حجمه، وهو بالأصل كان يقول كلما كبر لبنان أفرح ان أصغر أمام بلدي، فكيف كان إغتياله سبباً لإغتيال الصيغة اللبنانية ، هو إغتيل لإزالته كحاجز من أمام مشروع كبير في المنطقة.
س- هل كان القرار 1559 لمصلحة لبنان؟
ج- بالمفهوم الدولي أكبر
س- هل أتى علينا بالخير؟
ج- كلا ولكن أتى علينا بالأمر الطبيعي، لأن الدولة الطبيعية، تكون بإنسحاب الجيش السوري منها، وسيطرة قواها الأمنية على أراضيها.
س- كيف تتصور لبنان بعد الحرب، دون الكلام الكلاسيكي، إلى اين يتوجه لبنان بعد إنتهاء الحرب وبداية مرحلة العمران؟
ج- من المبكر الإجابة على هكذا أسئلة، لأن ما حصل في لبنان أمر كبير جداً.
س- هل تعتقد أننا بحاجة إلى صدمة إيجابية؟
ج- الصدمة الإيجابية هي قيام هذه الحكومة أولاً بواجباتها في المفاصل الإنسانية والإجتماعية، وثانياً العودة إلى نقطة الحوار، وأعتقد أن الرئيس بري سيختار الوقت المناسب لمعاودة دعوة هيئة الحوار للجلوس، ومناقشة توجه البلد في موضوع الصراع العربي – الإسرائيلي .
=======