كلمة النائب نهاد المشنوق في قناة سكاي نيوز
نهاد المشنوق
سكاي نيوز
20 كانون الثاني 2020
*كنت حذّرت من انتقال المشهد من الشارع إلى المستشفيات، ومن دموية اليومين الماضيين. كيف تصف تعاطي السلطة الأمنية، وهذا الواقع الجديد في الحراك اللبناني؟
واضح خلال 48 ساعة ماضية، أو 72 ساعة الماضية. هناك 400 إصابة 40 منهم إصابات جدّية، وهذا مسار إذا بدأ لن يتوقف، الآن “الجنرال شتاء”، هو الذي أوقف كل هذه الاشتباكات واستمرار التظاهرات والتدمير للمصارف من قبل المتظاهرين، وردود الفعل الحادة والقاسية من قبل قوى الأمن للحفاظ على الممتلكات العامة وهذه واجباتهم.
ولكن بطبيعة الحال هذا المسار يؤدي إلى مزيد من العنف مزيد من الاشتباك مزيد من الدماء، بعد 95 يوماً من التظاهر ومن الاعتراض والاحتجاج لم يتغيّر أي شيء، هناك أشخاص بالسلطة يتصرّفون بإنكار تام لأهمية مطالب الحراك حتى الآن على الأقل.
وطبعاً هناك بين المتظاهرين من هو أكثر اندفاعاً وأكثر حدّة وأكثر قسوة وأكثر تخريباً، فالنتيجة الطبيعية أن نصل إلى مزيد من الإصابات ومزيد من الدم إذا استمر الإنكار والتجاهل لمطالب المتظاهرين.
*البيانات التي نشرتها كانت صدفة أو معلومات؟
أولاً، يجب أن تأخذي بالاعتبار أنّي بقيت في وزارة الداخلية حوالي من 5 سنوات، وهذا يعطيك أولاً خبرة من جهة بتطور أمور من هذا النوع، ويعطيك ثانياً نوعاً من أنواع الجهات التي يمكن أن تزودك بهذه المعلومات.
يمكن تفادي كل هذا الأمر، بتشكيل حكومة عاقلة منطقية من اختصاصيين، تأخذ بعين الاعتبار عناوين الانتفاضة والتي هي حاجة كل لبناني.
هناك مليونان رهينة لبناني الآن موجودون في المصارف اللبنانية، ليس غريباً أبداً أن يكون هذا الحجم من التطرّف أو العنف من قبل المتظاهرين وليس غريباً أيضاً رد فعل قوى الأمن أو الجيش بعد 95 يوماً. الناس عندما تتعب يكون لديها قابلية أكثر لأن تكون عنيفة ولديها قدرة أكثر أن تكون مسببة لاشتباكات.
*ما يحصل اليوم في بيروت كثيرون توقعوا حصوله، ألا تتحملون جزءاً من هذه المسؤولية لما آلت إليه الأمور اليوم خاصة ولديك خبرة في الداخلية؟
أنا من الأساس ومنذ الأيام الأولى للثورة، قلت في دار الإفتاء في بيروت أنّني وحتى إن كنت مداناً أو متهماً من قبل الثوار بأنيّ واحد منهم، باعتبار “كلن يعني كلن”، الشعار الأساسي. لكن هذا لا يمنع أنّ هذه انتفاضة شريفة ونزيهة ومحقة أيّاً كانت احتجاجاتها على السياسيين وأياً كانت طريقة تعبيرها.
لا شك أنّهم اعتمدوا أسلوب الابتعاد عن السياسية والاكتفاء بالمطالب الحياتية واليومية والتنموية.
نحن منذ 11- 12 – 13 سنة من دون كهرباء، وكأنّه اختراع ذرّي أن يكون هناك كهرباء، في بلد كان دائماً لديه كهرباء ودائماً كل الخدمات فيه ممتازة، خاصة بعد مرحلة إعادة الإعمار مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد العام 1992.
وكل ما مرّ الوقت ستظهر الصورة السياسية أبشع، والناس أيضاً ستعبّر بطريقة مختلفة حتى لو جلست في بيوتها، ولم تخرج منها. لذلك المطلوب التصرف بمسؤولية.
كلّف رئيس الحكومة المكلّف الدكتور حسان ديّاب منذ شهر، وهو يفاوض أحزاب مفترض أنّها متحالفة مع بعضها البعض، متفاهمة مع بعضها البعض، وليس هناك موالاة ومعارضة داخل الحكومة، وإنّما هناك مجموعة محددة من الأحزاب، ومع ذلك كلّ يوم هناك إشكال.
*كيف تصف الاجتماع الأمني اليوم في قصر بعبدا، وموقف الرئيس الحريري؟
أولاً، ما أعلن عن اجتماع بعبدا اليوم، سبق وكان يعلن دائماً من مجلس الدفاع الأعلى، بمعنى ضرورة التنسيق بين القوى الأمنية. هذا الكلام عمره أكثر من 5 سنوات، وكان يتم بالمراحل السابقة. بالفترة الأخيرة يبدو أنّه ظهر أنّ هناك تقصير أو خلل بالتنسيق، هذا الاجتماع لا شك أنّه سيعززه.
حماية المتظاهرين، صحيح، أكيد أنّ القوى الأمنية لا ترغب بالاعتداء على المتظاهرين، ولكن لا أحد يستطيع أن يضبط ردود فعل في حالات من هذا النوع، ولا أحد يستطيع أن يدّعي أنّ العلاقة بين القوات الأمنية وبين المتظاهرين علاقة سليمة، مع العلم أنّ كليهما مظلوم ومقهور وكليهما مصاب بذات المصائب بالانهيار المالي والانهيار الاقتصادي.
لا يوجد أيّ حكومة لتأخذ على الأقل قرار لتنظيم الخراب، وليس للإنطلاق من جديد. تنظيم الخراب يحتاج إلى هيئة سياسية مسؤولة دستورياً هي الحكومة اللبنانية.
ومع ذلك، خلال شهر، وكل كم يوم هناك نوع جديد من العراقيل، فلان لا يقبل، فلان يريد الثلث المعطل.. وبعد ذلك؟
هؤلاء الجرحى، هؤلاء الرهائن بالمصارف اللبنانية، حسابات الناس، 1850000 مودع لبناني وغير لبناني في المصارف اللبنانية، يأخذون 100$ و200$ في اليوم، ماذا ننتظر منهم، ننتظر أن يعبروا عن فرحتهم وعن سعادتهم باستمرار هذه الأزمة.
*تحدثت في البيان الثاني عن دماء على يدي صهر الرئاسة، ماذا عنيت بهذه البيان، وهل هناك توّجه لقطيعة مع رئاسة الجمهورية؟
أولاً أتمنى أن يؤخذ كلامي على أنّه ليس كلاماً شخصياً، أنا ليس لدي أيّ مشكلة شخصية، لا مع رئيس الجمهورية ولا مع أيّ كان من السياسيين. يجب أن نعتاد سماع الحقيقة وأن نتصرف على أساسها. عملياً الوزير باسيل حتى أمس أو أوّل أمس أو اليوم ربما، كان يصرّ على أن يكون وحده الحاصل على الثلث المعطّل في الحكومة، وهذا أمر لا منطق فيه ولا عقل ولا توازن. البلد لا يحكم بأطراف حادة، لا يحكم إلا بالتعقل والتفاهم والتوازن، التجربة التي عشناها في الـ3 سنوات الماضية هي التي أوصلت إلى هنا.
تجربة الانحياز، تجربة عدم الحياد، تجربة المواجهة الدائمة، طبيعي أن تولد ما ولدته في الشارع منذ 3 أشهر و10 أيام وحتى اليوم.
*في الموضوع الاقتصادي، هناك حملة ضد حاكم مصرف لبنان ودعوات من جهات إعلامية ودوائر سياسية لأحزاب معروفة قريبة من رئاسة الجمهورية، كيف يمكن اليوم حماية الواقع الاقتصادي والمصرفي أمام هذه الحملة؟
سمعت كلاماً الذي قيل بهذا الموضوع، وبالأمس سمعت زملاء من النواب يحملون حاكم مصرف لبنان المسؤولية، هناك رقم كلّ الأحزاب التي ساهمت في حصوله يتجاهلونه.
في العام 2005 بعد اغتيال الرئيس الحريري حتى اليوم، تعطلت المؤسسات الدستورية 7 سنوات ونصف، أكثر من نصف الوقت من 2005 لـ2020 الآن. حينما يكون لديك 15 سنة نصفها تعطيل، تعطيل مجلس النواب، حصار رئاسة الحكومة، كلّ تشكيل حكومة يأخذ 10 أشهر 11 شهر، بعض الأحيان يصل إلى سنة بـ3 حكومات.
كل هذا الكلام، 7 سنوات ونصف، وبسبب واضح وصريح ومعلن، هو تمسك حزب الله بالانحياز للسياسة الإيرانية وعرقلة تشكيل الحكومات، وعرقلة حكومة الرئيس السنيورة في الـ2007، وإقالة حكومة الرئيس سعد الحريري في الـ2010.
كل هذا الكلام أصبح مسؤولية رياض سلامة حاكم المصرف المركزي، ما هذا الكلام؟ لو كان هناك مسؤولية وكان هناك حكومات طبيعية وكان هناك رئاسة جمهورية طبيعية وليس فراغاً لمدة عامين ونصف، ما كان ليشتكي أحد لا من حاكم البنك المركزي، ولا من غير الحاكم.
حاكم البنك المركزي، دفع عنهم، ثمن الاستقرار، ثمن الانتظار، ثمن عدم القيام بأيّة إصلاحات جدّية بكل الحكومات التي مرّت بما فيها الحكومتين التي شاركت فيهما أنا، وأنا شاهد على كل ما حدث داخلهما.