سحور طرابلس: الصراع يستهدف اتفاق الطائف، قوى داخلية وخارجية راغبة في تعديله
أكد عضو كتلة “المستقبل” النيابية النائب نهاد المشنوق أن الصراع الذي لا يتوقف في لبنان يدور حول ما يسمى “اتفاق الطائف”، مشيرا إلى “وجود قوى سياسية داخلية وخارجية راغبة في تعديله، وكل منها تريد تعديله لسبب معين”.
وقال المشنوق في كلمة ألقاها في حفلة سحور في مدينة طرابلس (في شمال لبنان) إن “هناك شيعية سياسية تريد تعديل الطائف اقتناعا منها بأن هذا الاتفاق لا يحمي وجود السلاح، ولا يحقق للذين حملوا هذا السلاح لتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة عام 2000، وفي صمودهم أمام العدو الإسرائيلي عام 2006 جوائز ترضية دستورية تعطى لهم”.
وأشار إلى أن “هناك سوريةً سياسية تعتقد أن اتفاق الطائف لم يستطع أن يحمي حتى خروجا لائقا للجيش السوري من لبنان، رغم أن رئيس مجلس النواب السابق والحالي (نبيه بري) ورئيس الجمهورية (إميل لحود) ورئيس الحكومة آنذاك (عمر كرامي) حلفاء حقيقيون ومقاتلون في الاتجاه السوري، إلا أنه رغم موقف الرؤساء الثلاثة لم يتحقق حتى الخروج اللائق للجيش السوري من لبنان. وهناك أيضا مارونية سياسية تقول إن اتفاق الطائف حصل في وقت كان الصراع المسيحي في أوجه ولم يشاركوا فيه بشكل جدي كما يعتقدون. ولم يتحقق لهم الاحتفاظ بصلاحيات رئاسية عفا عليها الزمن”.
أضاف: “هذه هي الأزمة الحقيقية التي يجب أن نواجهها في الفترة المقبلة ولمدة غير قصيرة، وليست المشكلة في تأليف الحكومة أو في تكليف سعد الحريري”.
وخاطب المشنوق الرئيس السوري بشار الأسد قائلا: “إن اتفاق الطائف كلّف دماءً لبنانية وسورية كثيرة وهو ليس فقط دستورا للبنان بل عنوانا لعروبة لبنان، وأول نص لبناني منذ عام 1943 يحسم أمورا كثيرة أولها وأهمها عروبة لبنان كهوية نهائية. لذلك، فإن الجغرافيا السياسية بيننا وبين سورية تجعل من الطائف عنوانا لعروبة دمشق وحمص وحلب وكل المدن السورية، وبالتالي فإن التعرض لاتفاق الطائف هو التعرض لعروبة السوريين الأصيلة الموجودة في كل مدينة وفي كل دسكرة سورية، ونحن معنيون بالتأكيد بالحفاظ على عروبتنا التي لا يمكن حمايتها إلا إذا كانت عروبة سورية بخير ولا تزال موجودة حيث نشأت، وحيث بقيت، وحيث ستستمر إن شاء الله؟”.
ودعا المشنوق الأسد إلى “تقديم سلامة العروبة وأصالتها على سنوات الأحقاد التي حان لنا أن نتجاوزها”.
وناشد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز “الإقدام لا التمهّل”. و”التعالي في سبيل الاستقرار العربي كما فعل في قمة الكويت بشجاعة استثنائية مقيمة في شخصه وفي سياسته متجاوزا المسائل الشخصية في سبيل ما عهدناه فيه دائما من فروسية وعروبة أصيلة تسعى دائما ودون كلل للحق العربي في كل مجال يرى فيه مصلحة الأمة”، مؤكدا ضرورة “الحفاظ على الطائف مفهوما لانتظام الحياة السياسية اللبنانية ودفاعا في الوقت نفسه عن الاستقرار العربي”.