“بانوراما العربية” مع منتهى الرمحي
ضيوف الحلقة: نهاد المشنوق ووزير الاعلام الاردني الاسبق صالح القلّاب
كيف كان وقع خطاب نصر الله الامس على الفئة الرافضة لهذا التدخل الواضح والعلني والسافر والمعلن عنه في الازمة السورية؟
نصر الله أعلن بوضوح أنه يسعى بكل جهده للفتنة السنية الشيعية ليس في لبنان او سوريا فقط بل في العالم العربي كله. هو يعلم بان اعلانه القتال بهذه الطريقة الوقحة وغير العاقلة في القصير هو اعلان عن تأكيد إحداث الفتنة المذهبية التي يحذّر منها بالقول ويعمل لها بالفعل. هذا كلام واضح ومحدد ولا يمكن قراءة الخطاب الا بأنه بداية مرحلة جديدة يعمل فيها “حزب الله “وأعوانه سواءً من النظام السوري او من الايرانيين، على تفجير الفتنة السنية- الشيعية في العالم العربي وليس في لبنان وسوريا فقط. أشدد في العالم العربي كله. هذا خطابٌ موجّه لكل المعنيين في العالم العربي بأنه سيسعى هو وحلفاؤه بكل مكان يستطيع الوصول اليه الى انقسام المجتمع وانقسام الناس بين مؤيد للنظام ومؤيد للمعارضة، وهو يعلم ان الاكثرية الغالبة من العرب السنّة يدعمون المعارضة السورية، ولم يجد حرجاًً في ان يقف الى جانب النظام متجاهلاً أن الثورة السورية عاشت لفترة طويلة على منطق السلم ولم تجد أي تجاوب من هذا النظام القاتل والمجرم.
كان واضحاً بأن نصرالله استثنى كل التيارات المعارضة للنظام السوري وركّز فقط على من وصفهم بأنهم “قاطعي الرؤوس” و”باقري البطون” والتنظيمات المتطرفة أي القاعدة، هو حاول أن يقنع الطرف الآخر بانه لا يقاتل بشكل طائفي وأنه يقاتل لحماية لبنان من الجماعات التكفيرية الموجودة في سوريا التي ستدخل لبنان عندما تنتهي من سوريا ولذلك قال سنقاتل حتى النهاية وسننتصر. على من سينتصر نصر الله؟
منطق النص السياسي لحزب الله قائم على اتهام 20مليون سوري بانهم قاعدة وتكفيريين. . هو يحدد التكفيريين على طريقة النظام السوري الذي في كل مرة يتحدث عن الثورة يقول هؤلاء تكفيريون ويرفضون الآخر ويشنّعون ويقترفون..لا يستطيع نصر الله أن ينتصر على أحد لأن جموع الشعب السوري الذين يقومون بهذه الثورة ليسوا تكفيريين. الشعب السوري شعب مناضل يسعى لكرامته ولحريته ولعدالته ولديمقراطيته، وبالتالي كل هذا الكلام غطاء لمحاولة اقناع الاخرين في العالم العربي انه يريد ان يقف حاجزاً لمنع انتشار الفكر التكفيري. هو في كلامه وفي ما قاله يدعم ويشجع الفكر التكفيري. هذا الكلام يقصد به تأكيد حصول الانقسام السني الشيعي،هو يتحدث نيابةً عن لبنان وعن سوريا وعن العالم العربي كله، باعتبار أن لبنان كلّفه أو الشعب العربي طلب منه أو الشعب السوري ترجّاه بأن يقوم بالدفاع عنه. هو لا يمثل العرب هو يمثل العرب الذين ينقسمون
هل تعتقد أن حسن نصر الله والحزب نفسه بدأ يستشعر بأن النظرة لهم بعد التدخل في الشأن السوري باتت نظرة طائفية بأن لا مبرر لوقوفهم مع نظام بشار الاسد بعد مقتل 80 ألف شخص وهو ما هو معلن عنه حتى الان، إلا من هذا المنطلق الطائفي لذلك هو يأتي على ذكر دعم القضية الفلسطينية ودعم المحاربين في البوسنة وكلهم سنة؟
هذا منطق لا يستطيع أن ينتج أرباح، هذا منطق لا ينتج الا خسائر وحروب وخراب ودمار في لبنان وفي سوريا وفي العراق وفي كل مكان يصل اليه صوت نصر الله أو يستمع اليه أحد المواطنين العرب. هذا كلام خارج المنطق وخارج العقل. هو شريك علني في جريمة قتل الشعب السوري وبالتالي هو يعلم ان الغالبية العظمى من الشعب السوري هي غالبية سنية لماذا التغطية على الموضوع؟ وهو يعلم أن الغالبية العظمى من الشعب العربي هي غالبية سنية وهو أعلن أنه يريد ان يواجه السنة كلهم عبر دعمه النظام السوري هذا باختصار ما قاله. وهو يواجه اللبنانيين كذلك، يتحدث عن لبنان وكأنه يمثل اللبنانيين جميعاً في هذا القتال. نصر الله لا يمثل الا حزبه وجمهوره فقط لا غير، وإذا استمر في هذا الكلام فيجب الدعوة الى خروج ممثلي “حزب الله” من الدولة اللبنانية لكي يصبحوا مجموعة مسلحة تقوم بما تريد ان تقوم به وفق رؤيتها السياسية الخاصة.
أحد المحللين سأل إذا كان نصر الله يريد ان يقاتل الاصولية المتشددة لأنها تكفيرية خشيةًً على لبنان، فممكن ان يكون لبنان مهدد من اية جهة أخرى، من أية دولة في العالم، فهل يذهب جيش نصر الله للقتال في ذلك المكان؟
اعتبار انه يقاتل التكفيريين قاعدة للنقاش هي قاعدة خطأ ولا يجوز الانطلاق منها، لانه يقاتل الى جانب نظام قاتل ومجرم في وجه الشعب السوري. لماذا اللف والدوران حول الموضوع؟ هو يريد إعطاء ما يحصل مرة صبغة مذهبية ومرة صبغة تكفيرية
استثنى نصر الله كل الشعب السوري في خطابه وتحدث إما عن مرتهنين للخارج واما قاعدة وإسلاميين ومتشددين؟
هو لم يسثنِ الشعب السوري هو تجاهله. وذكر الجهة الوحيدة التي يعتقد انه يستطيع أن يسوق لقتالها في العالم العربي اي التكفيريين. كل العالم يعرف أن ما يحدث في سوريا هي ثورة شعبية مسلحة بعد 8أشهر من السلم. ثورة شعبية فيها كل الشعب السوري، فيها 20مليون سوري.كل هؤلاء تكفيريين؟ هذا كلام يقصد به اعطاء مشروعية للقتال وهي مشروعية مستحيلة، لا وطنية ولا قومية ولا علاقة لها بفلسطين، هناك مشروعية واحدة لهذا القتال وهي المشروعية المذهبية فقط لا غير. هو اناب نفسه للتحدث باسم الشعب الفلسطيني ، الشعب الفلسطيني له تمثيله سواءً في المقاومة أو في السلطة ولا يحتاج لخدماته. والشعب اللبناني من جهته منقسم حول هذا الامر انقسام كبير، والعالم العربي بشعوبه أكثر من أنظمته يقف الى جانب الشعب السوري وثورته. نصر الله يقف بخطابه في وجه التاريخ يعنقد أنه يستطيع تغيير التاريخ. كل ماسيحدث ان الفتنة المذهبية ستزداد، والخسائر ستزداد في لبنان وفي سوريا. واليوم أعلن بشكل شبه رسمي أن قتلى حزب الله في القصير فقط أصبحوا 109 قتلى ، واليوم أيضا وصلت مجموعة كبيرة من القتلى والجرحى الى المستشفيات اللبنانية في بعلبك . كل هذا لا يمكن أن يكون لا في وجه التكفيريين ولا في وجه منطق التكفيريين. هذا الكلام، هذا المنطق من السيد نصر الله يجعل كل المسلمين تكفيريين بمجرد رغبتهم في الوقوف الى جانب الشعب السوري ومساندته . هذا كلام مخالف لحركة التاريخ. أعود للقول نصر الله لا يمثل لبنان ولا يمثل الشعب السوري ولا يمثل الفلسطينيين ولا يمثل العرب، هو يمثل محور سياسي يخوض معركة ابتداءً من طهران وصولاً الى جنوب لبنان مروراً بسوريا لتثبيت منطق انقسامي فتنوي لا يمكن أن يعزّز الا الفتنة السنية الشيعية في كل العالم العربي.
ما هو تعليقك سيد نهاد على دعوة نصر الله للأطياف اللبنانية بأن من يريد التقاتل فليقاتل في سوريا وليم تحييد لبنان. بأي منطق يتم العامل مع هكذا كلام؟
بنفس منطق خطابه الذي بدأ به. كيف يمكن تحييد لبنان وأنت تريد من لبنان أن يكون مقاتلاً في سوريا؟ هو موجود داخل الدولة اللبنانية. هو يتصرف باعتباره جزءاً من الدولة اللبنانية ، موجود في مجلس النواب وفي مجلس الوزراء وفي كل الهيئات السياسية ويقوم بالاعلان امام العالم اجمع بأنه يريد أن يقاتل في سوريا الى جانب النظام تحت مبررا ت غير منطقية وغير عاقلة ومستحيلة ولا أساس لها. هو يدّعي تمثيل النظام اللبناني.
الصواريخ التي أًطلقت على الضاحية الجنوبية من يمكن أن يكون أطلقها؟
تقديري الشخصي انها تخدم هدفين في الوقت نفسه، الهدف الاول هو ما يسعون اليه من تمديد للمجلس النيابي لمدة سنتين بحيث ينتظرون نهاية الوضع في سوريا ليقرروا الشكل السياسي للنظام اللبناني ، لان مشروعهم لا يزال قائماً على الانقلاب على النظام اللبناني ويعتقدون أن أي تقدم يحققونه في سوريا يستطيعون من خلاله ترجمة ذلك بالانقلاب على النظام في لبنان. الهدف الآخر أن هذا الصاروخ يخدم المنطق الذي تحدث عنه نصر الله بالامس حيث قال بان التكفيريين قادمون الى لبنان وهو يدعم منطقه بصاروخ بمواجهة الفكر التفكيري ويدعم منطق التمديد بصاروخ آخر لكي يضمن ان باستطاعه بعد تحقيق نصرٍ لن يحدث في سوريا الانقلاب على النظام اللبناني.