“بانوراما العربية” مع منتهى الرمحي – الإصرار على الدولة العادلة في كل لبنان وليس في بعضه
ضيوف الحلقة: نهاد المشنوق، لقمان سليم، والعميد المتقاعد الياس حنا
س- الاشارة التي تفضل بها السيد لقمان سليم الى انه هناك ضعف في القاعدة السنية في لبنان سمعنا اليوم دعوات تطلب من الشيخ سعد الحريري العودة الى لبنان مهما كلًف الأمر لأن الشارع السني في لبنان يفتقد القيادة التي يلتف خلفها وهناك خوف من ان يتم الالتفاف خلف قيادات متطرفة كما يوصف الشيخ الاسير، هل فعلاً المشكلة في هذا السياق او ممكن ان تكون في جانب منه ؟
ج- أنا لا أقف عند النقاش حول مسألة الزعامة لا يزال جمهور رفيق الحريري بغالبيته العظمى يقف الى جانب الدولة والى جانب الجيش والى جانب مفهوم الدولة لأن هذا خياره الاستراتيجي .
ثانيا: الرئيس سعد الحريري هو زعيم هذه الغالبية بصرف النظر عن الحالات العسكرية او الدينية التي تولد في اكثر من منطقة .
ثالثا: خيارنا العملي هو استعمال الموقف السياسي لأن استعمال السلاح هو الذي يؤدي الى ما حدث في صيدا اليوم وممكن ان يحصل في اي مكان. أنا أوافق على ما قاله الاستاذ لقمان بأن هذا تراكم منذ عام 2005 حتى اليوم من اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى 7 أيار الى أحداث عكار إلى الأحداث المتنقلة في كل مكان لكن هذا لا يعني أن جمهور رفيق الحريري والسني تحديداً يئس من فكرة الدولة بالعكس أنا أعتقد أنهم اكثر اصراراً على فكرة الدولة ولكن الدولة العادلة التي لا تستند إلى معادلة مشوٌهة رسمها “الشعب والجيش والمقاومة” هذه مدرسة السلاح غير الشرعي بطبيعة الحال ستخلق مجموعات مسلحة في أكثر من مكان في لبنان وفي اكثر من مدينة وفي اكثر من مجال ولكن قرارنا وقرار جمهورنا النهائي والأكيد والدائم هو مواجهة هذه السياسة وهذا السلاح غير الشرعي .
س- قد يتساءل البعض بأن فكرة إستعمال الموقف السياسي حتى النهاية هي من الناحية السياسية في التعاطي مع الدولة هي الفكرة الأنسب والأسلم ولكن ماذا لو بقيت الأمور على حالها يعني مثلاً هناك مجاميع ملحة من حزب الله موجودة في اماكن مختلفة وكانت موجودة في احياء صيدا وساعدت الجيش او وقفت الى جانب الجيش في القضاء على مجموعة الاسير او التخلصٌ منهم في هذه المرحلة ومن هذا المكان تحديدا بقاء السلاح بهذه الطريقة عند ناس نعم وناس لا، ألا تعتقد بانه سيثير حفيظة الكثيرين الذين ممكن ان لا يصبروا على ضرورة استعمال الموقف السياسي حتى النهاية ؟
ج- صحيح ما تفضلت به ولكن هذه حالات محدودة وليست حالات بمعنى انها ليس لها صفة تمثيلية كاملة لأن الانغماس بمنطق السلاح غير الشرعي يؤدي الى الدمار لا يؤدي الى الحل ولا يؤدي الى انهاء حزب الله ولا يؤدي الى استعادة الدولة فكرة مواجهة حزب السلاح بالسلاح فكرة تقوم على مساعدة منطق الحزب لأن هذه تعني الانتقال الى ملعبه واللعب بسلاحه وهذا السلاح الموجود عند أي كان هو سلاح بمواجهة الدولة وليس بمواجهة حزب الله المشكلة الحقيقية التي طرأت في السنتين الماضيين. ان لبنان ترك من قبل كل الناس وكل الدول لادارة ايرانية عبٌرت عنها الحكومة الاخيرة التي كانت موجودة والمستقيلة الآن والتي تصرٌف الاعمال منذ بداية 2013 حتى الآن ، نحن نعيش في ايام الادارة الايرانية السياسية والامنية المباشرة سواء في سوريا او في لبنان مواجهة هذه الادارة لا تكون بالسلاح مع احترامي للاشخاص الذين يتحدثون عن هذا المنطق والذي هو تعبير عن اختناق يشعرون او تعبير عن احباط او تعبير عن حالة توتر ولكن هذا المنطق يخدم حزب الله .
س- لكن هناك مجموعات متطرفة عندما تريد الحصول على السلاح لا تنطلق من نفس منطلقاتك ما الذي يمكن ان يمنعها؟
ج- أنا أتحدث عن النجاح، صحيح أنا لا أقول أنها لن تحمل السلاح، أنا اسأل فقط سؤال غير سياسي هل يستطيع هذا السلاح إذا انتشر بين أيدي كل الناس أن يحقق نجاحا للأطراف الذي تحمله؟ الجواب كلا فإذا كان حزب الله وسلاحه الاستراتيجي الذي عمره 30 سنة من التدريب ومن القدرة ومن المال الايراني ومن العنوان العظيم السابق الذي اسمه مقاومة الإحتلال الاسرائيلي بدأ المشروع يتعرض الى هزائم سياسية متتالية سواءً في العالم العربي او في المجتمع الدولي او في الداخل اللبناني الآن سلاح حزب الله داخل سوريا هو سلاح يقف وحيداً لا يوجد طرف لبناني يقف الى جانبه فكيف بالنسبة للسلاح الآخر اياً كان حامله وأياً كانت سياسته واياً كان إيمانه كيف ممكن للسلاح الآخر أن يحقق اي نتيجة سوى المزيد من الدمار والمزيد من الفشل والمزيد من القتل .
س- لكن هذا لا يمنع أن نناقش كيف تفسٌر الناس بهذه الطريقة نحن نتحدث عن تنظيمات متطرفة فهناك نموذج كان في نهر البارد؟
ج- صحيح هناك تفكير من هذا النوع ولكن أنا أتحدث عن قدرة هذا التفكير على إيصال جمهوره إلى نتيجة.
س- إستمعت على ما قاله السيد لقمان سليم اولاً هل تتفق معه بأنا نؤرخ في تاريخ لبنان الحديث منذ عام 2000 وما بعده وهل إنتهى موضوع التوافق السياسي والآن هناك قوى تسعى إلى حصص أكثر وإذا كان السلاح هو الذي يحدد؟
ج- سأتحدث عن نقطتين :
النقطة الاولى : أعلم أن كلامي غير شعبي وخاصة للشباب الموجودين الآن في شوارع بيروت أو في شوارع طرابلس أو في اي منطقة فيها جمهور رفيق الحريري ولكن اريد أن أقول ايضاً أن اهل السنة هم اصل الدولة منذ 1400 سنة لم يغيّروا في شأنهم الاستراتيجي خلال هذه السنوات وفي لبنان تحديداً.
النقطة الثانية، التوافق الوطني هناك محاولات لم تستطع سوريا خلال وصايتها على لبنان ولا سلاح حزب الله بعد تحرير الجنوب ولا بعد حرب 2006 من تغيير هذا التوافق المكتوب واسمه الدستور اي الطائف ولا أعتقد أن الظروف الدولية أو العربية او الظرف اللبناني يسمح باي تعديل لصالح منطق حمل السلاح او لصالح منطق ان من يحمل السلاح والذي يريد ان يغيّر في النظام اللبناني لصالحه. هذا النظام لا يُنتج جوائز لطائفة دون أخرى في لبنان وإذا كان مشروع حزب الله قائم كما قال العميد الياس حنا على توازنات إقليمية وهو مشروع إيراني بطبيعة الحال يمتد من طهران إلى بيروت فهناك مشروع آخر يواجهه الآن ولا أعتقد أن المشروع الايراني في أحسن أيامه ولا مشروع النظام السوري في احسن ايامه حتى يستطيع التغيير في سوريا أو احتفاظه بالنظام في لبنان بمعنى تغييره لصالح حملة السلاح ، هذا الأمر صار من الماضي هو حلم لن يتحقق.
س- وهنا تتحدث عن ضرورة وجود حكمة للكثير من الأطراف ولمؤسسة الجيش حتى لا يتم اللعب في الوقت الضائع، فإذا كانت المعادلات ستتغير صدى الأزمة السورية سيُسمع. في لبنان ما الذي سيحصل للنظام السوري وهل سينعكس على حزب الله وعلى ايران حتى بعد الانتخابات الجديدة وحتى في الملف النووي؟ من هنا حتى حصول تغيير على الارض من الذي سيوازن المعادلات على الارض في لبنان ؟
ج- الموقع الوطني الوحيد المتوفر في لبنان الآن هو موقع رئاسة الجمهورية التي تعبٌر عن حرصها وعن تفهمها لمخاوف كل اللبنانيين ومسؤوليتها عن كل اللبنانيين ونحن بالمبدأ خيارنا الأمني الوطني الدائم والأكيد هو الجيش اللبناني ولكن على قاعدة ان تتصرف قيادة الجيش اللبناني بعدل وبتوازن بالنظر الى السلاح غير الشرعي لدى كل الاطراف، ماذا يفعل سلاح حزب الله وحركة أمل في محاصرة منزل السيدة بهية الحريري، ماذا يفعل في حارة صيدا؟
س- نحن نتحدث عن حزب الله في جنوب لبنان وفي القصير الآن نتحدث عن صيدا وما يسمى سرايا المقاومة ؟
ج- لا يمكن إقناع أحد بأن هذا السلاح هو سلاح مقاومة ولم يعد من الممكن اقناع احد بأن السلاح في سوريا سلاح حزب الله هو سلاح المقاومة هو سلاح داعم للنظام منذ أيام قال مساعد وزير الخارجية الروسي نقلاً عن نصر الله بأنهم ذهبوا الى سوريا لأنهم شعروا باقتراب سقوط دمشق وليس باقتراب سقوط المقاومة، هذا كلام اصبح من الماضي وسلاح حزب الله في لبنان جزء من مشروع إقليمي أما أن ينجح هذا المشروع الاقليمي ويُبنى على الشيء مقتضاه وهذا لن يحدث وأما أن يفشل وإن شاء الله هذا سيحصل في سوريا وفي لبنان وفي كل مكان عربي وتعود الدولة اللبنانية هي الحاكمة والسلاح في يدها لذلك نحن نُصر على أهمية الموقف السياسي لأن الدخول في لعبة السلاح هو الدخول في منطق حزب الله الداعم لوجود السلاح غير الشرعي على كل الأراضي اللبنانية.
س- اليوم عندما تدخل حزب الله وحركة أمل وبعض الأطراف الأخرى مع الجيش للقضاء على حركة الاسير واخراجها من صيدا كم تعتقد بأن ذلك سيعزز الطائفية ؟
ج- هناك مشكلة موجودة لا تحتاج الى احداث صيدا لتأكيدها نحن لا نتجاهل المشكل عندما نتحدث عن رهاننا على الجيش وعلى رئيس الجمهورية نحن نقول ان هذا الجيش هو جيشنا وما يقوم به حزب الله او أي تنظيم آخر سينقلب عليه لأن هذه صيدا هي صيدا العروبة لكل اللبنانيين وعندما يشعر أهل صيدا بأنه مُعتدى عليهم لن يشعروا بأن هذا من قبل الشيخ احمد الاسير لأنه واحد منهم عبّر عن وجهة نظر بطريقة لم تكن سليمة وأدت إلى النتيجة التي أدت اليها ولكن لا يكون تسويق السياسة بالإرغام هذا إرغام مهما عاش لن يستمر هذا إرغام لكل اللبنانيين الذين لا يؤيدون حزب الله إرغام لكل اهل السنة الذين لا يؤيدون اصلاً سياسة حزب الله وإرغام لكل المسيحيين الذين لا يؤيدون سياسة حزب الله خاصة وأنه بعد تدّخله في سوريا لم يعد له أي حليف في هذه السياسة التي ينتهجها .