القانون الانتخابي يجب أن يراعي الخصوصية المسيحية كاستثناء والطائف كقاعدة
تؤكد قوى 14 أذار المضي قدما باقتراح الدوائر الصغرى ورفضها النسبية فأي قاسم مشترك قد يجمعكم على صيغة توافقية مع باقي الافرقاء؟
مواقفنا من النسبية واضحة ومعلنة وذلك لاسباب تتعلق بقدرة الممارسة الديمقراطية الانتخابية الواقعية في المناطق التي يعود القرار فيها للسلاح، فاذا خلال سنة انفجرت ثلاث مخازن ذخيرة آخرها في النبي الشيت وقبلها في طير فلسيه وفي خربة سلم وغيرها، في حين ان الدولة بكل اجهزتها لا تستطيع قبل 72 ساعة ان تجري تحقيقاتها في وقت تكون كل الادلة قد اختفت، وبالتالي كيف يمكن ان يكون في هذه المناطق انتخابات طبيعية وناخبين طبيعيين ومرشحين طبيعيين؟. من جهة اخرى واضح ان هناك قوى اساسية غير موافقة على النسبية كتيار المستقبل ووليد جنبلاط ونبيه بري الذي صرح ان القانون يجب ان يكون اقرب الى الطائف ما يعني انه لا يكون على اساس النسبية، وكذلك القوات والكتائب خرجوا عمليا من النسبية الى الدوائر الصغرى.
اي صيغة ستشكل المخرج وهل من عودة الى قانون الستين؟
هناك اكثرية واقعية لقانون الانتخابات تقتضي وجود كتلة وليد جنبلاط الى جانبك او الى جانب الفريق الاخر، وهذه الواقعية الانتخابية وهي ليست بواقعية وطنية ستؤدي الى قانون يراعي الخصوصية المسيحية، الواضح انه لا يمكن تحقيقها الا من خلال الدوائر الصغرى القابلة للتعديل والتي لا يوجد اي شيء نهائي بعد بشأنها. والصيغة الوحيدة المنطقية والعاقلة والممكنة هي التي تأخذ بعين الاعتبار الخصوصية المسيحية كإستشناء والطائف كقاعدة وهذا الامر العملي الوحيد والذي سنصل اليه، واعتقد انه لا عودة الى قانون الستين.
يكثر الكلام مؤخرا عن احتمال تأجيل الانتخابات فما الذي يمكن ان يؤدي الى نسف هذا الاستحقاق؟
هذا الامر غير وارد وقرار القوى الداعمة لاجراء الانتخابات في موعدها داخليا واقليميا ودوليا اقوى بكثير من اي احتمال تأجيل للانتخابات واقوى من اي رغبة او هوى أمني بتأجيل الانتخابات.
اذا شعر حزب الله بعدم قدرته على كسب اكثرية هل يمكن ان يعمل على التأجيل؟
حزب الله لن يحصل على اكثرية وكذلك 14 اذار ومن سيحدد الاكثرية الواقعية حتى اشعار آخر هو كتلة وليد جنبلاط، وعمليا ان ميزان القوى الانتخابي سيشبه كثيرا العام 2009. ونحن سنربح الانتخابات لان وليد جنبلاط سيتحالف معنا، وهو اتخذ قرارا نهائيا بان يكون حليف تيار المستقبل. ومن الواضح ان هناك وسطية جديدة تنشأ وتضم جنبلاط ورئيس الجمهورية والى حد ما نبيه بري، هذا الثلاثي الجديد الذي سيتمحور حوله قانون الانتخاب.
وبالتالي هذا الثلاثي الجديد سيحدد مسار الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
رئيس الجمهورية في لبنان ولفترة طويلة لا يمكن ان يكون الا توافقي ومعتدل ولا احد بامكانه ان يحقق انتصارا مطلقا لا في الانتخابات النيابية ولا في الانتخابات الرئاسية. وبالتالي لا يمكن ان يكون هناك رئيس مواجهة.
ما النظرة الحقيقية اليوم لرئيس الجمهورية وهل لا يزال رئيسا لكل اللبنانيين؟
مواقف الرئيس سليمان وسطية وليست ضد جهة لصالح جهة اخرى، واما الخلل بالتوازن السياسي حصل بعد تشكيل هذه الحكومة، ويزداد اكثر فاكثر في ظل التصرف السياسي لهذه الحكومة تجاه الثورة في سورية وواضح ان من يتسبب بتحقيق توازن ما هو موقف الرئيس، والا كانت كل الدولة التي تعبر عنها الحكومة اما ملتزمة مواقف النظام السوري او غائبة عن السمع.
وفريق “8 اذار” وخاصة حزب الله يلعبون “سولد” بكل مواقفهم السياسية وهذا ما كان واضحا في المواقف الايرانية بان اسرائيل ستضرب من لبنان اذا ما اعتدت على ايران والكلام عن وجود خبراء ايرانيين يتدرجون من حارس الى جنرال في لبنان وكلام وزير الدفاع عن تقنية ايرانية تمثلت بالطائرة بدون طيار التي اطلقها حزب الله فوق اسرائيل، وكل هذه المواقف توحي انهم يخوضون المعركة في سورية ولبنان بحدها الاقصى.
لكن السيد نصرالله نفى اي دور لحزب الله في سوريا فما القرائن التي تملكونها عندما تتهموه بمشاركة النظام السوري في قمع شعبه؟
لن ادخل في تفسير لغوي ففي السياسة هذا قرار مواجهة ولا يحتاج الى قاموس سياسي لتفسيره، فايران خرجت من فلسطين وعمليا خرجت من سورية ايضا مهما كان شكل النظام الذي سيأتي، ولذلك فهي تحاول في الحد الاقصى السياسي وجزئيا العسكري بان تدافع عن وجودها السياسي في لبنان وهذا لن يحصل لسوء الحظ.
هل ستسائلون حزب الله في جلسة الحوار المقبلة على خطوته الاحادية في اطلاق طائرة الاستطلاع ؟ ام ان امكانية انعقاد هذه الجلسة بات على المحك؟
لن نتراجع عن موقفنا المبدئي من الحوار لان الحوار بحد ذاته يدعم موقف رئيس الجمهورية ويشجعه على المزيد من تحقيق التوازن في البلد، وعمليا ما حصل في موضوع الطائرة يتم تناوله وكأنه مشكلة تقنية او تفوق تقني او كأنه امتحان للقوى السياسية حول مدى عداوتها لاسرائيل او امتحان لمدى مطابقة هذا التصرف مع القرار 1701. ولكن هذه العناوين الثلاثة ليست الجدية للحديث حول الطائرة لان المشكلة هي هل المقاومة بعنوانها العريض هي جزء من توافق لبناني او تفرد حزبي او طائفي بهذه المقاومة؟ وهذا السؤال لم يتم الجواب عليه، ولكن يجب ان يجاوب عليه مهما طال الزمن. ومهما اعتقد حزب الله انه قادر ان يتجاوز كل القوى السياسية فهو مضطر في نهاية المطاف ان يعود الى توافق ما.
هل هو مستعد لهكذا توافق؟ وهل نحن على ابواب تسوية جديدة؟
قبل انتهاء الوضع في سورية لن يكون حزب الله جاهز او ناضج لاي نوع من انواع التوافق على سياسة المقاومة. ولبنان بلد تسويات وانتخابات وليس بلد انقلابات، وهذا ما اثبتته كل الانقلابات التي شهدها لبنان كبيرة كانت ام صغيرة. ولا خيار اخر عن اتفاق الطائف حتى ولو غاب الطرف السوري لا بل ان غياب الطرف السوري يؤكد اكثر فاكثر الحاجة الى اتفاق الطائف واي كلام اخر مضيعة للوقت.
بات غياب الرئيس الحريري صارخا ويترك اثره البالغ يوما بعد يوم، الم يحن موعد عودته الى لبنان خصوصا وان الحجة الامنية لم تعد مقنعة؟
انا متأكد عن الرئيس الحريري سيعود قبل رأس السنة وهذه مسألة باتت محسومة وغير قابلة للاجتهاد وهذا الخيار الوحيد امام الرئيس الحريري. ولم يعد هناك اية حجة مقنعة لاستمرار غيابه الى ما بعد رأس السنة.
هل اقتنع الرئيس الحريري بان عودته لن تكون عن طريق الشام؟
هو لم يقل ذلك وهو زعيم لبناني يعود عن طريق لبنان ويمارس خياراته السياسية في لبنان وهذا تفسير فولوكلوري وغير جدي.
نشهد اليوم مدا سلفيا على الساحة السنية فهل يشكل ذلك بديلا ما ومن يتحمل مسؤولية احتقان الشارع طائفيا ومذهبيا؟
لا اعتقد ان هناك مد حقيقي على قدر ما هناك ظواهر كانت موجودة اصلا، ربما اليوم ظهورها اكثر او صوتها اعلى ولكن سمة الغالبية العظمى من اهل السنة هي الاعتدال والباقي صورة موقتة اكثر مما هو واقع دائم.
والذي تسبب بهذا الاحتقان هو طريقة تشكيل هذه الحكومة وعملية الالغاء السياسي التي عبرت عنها، فكان من الطبيعي ان يولد هذا الاحتقان الا ان هذا الواقع لن يطول فهناك انتخابات قادمة والكل سيعبر عن رأيه وسينشأ وضع جديد.
ولكن سبق وحملتم شعارا طوال اشهر مطالبين باستقالة الحكومة، الا ان الحكومة يبدو انها باقية وستشرف على الانتخابات حتى؟
اسقاط الحكومة عمل سياسي مستمر لكننا لسنا من دعاة الفوضى و14 اذار منذ اللحظة الاولى قالت نحن حريصون على الاستقرار ولكن مستمرون بالمعارضة حتى اسقاط هذه الحكومة ولا زلنا مصرون على رفضنا ان تقوم هذه الحكومة بالاشراف على الانتخابات لانها غير شفافة ولا يمكن ان تؤتمن على الانتخابات. وسنسعى حتى آخر ساعة ان نحقق ذلك والظروف المقبلة ستساعد على تغييرها اكثر مما يتصوّر البعض دون ان نساهم بالفوضى او ان نذهب الى الفوضى.
هل ستشهد مدينة طرابلس مواجهة انتخابية حامية بين تيار المستقبل والرئيس ميقاتي؟
هذا تفصيل ولكن على كلٍّ الرئيس ميقاتي يعرف طرابلس جيدا وهو يدرك ان سياسة حكومته منذ توليه رئاستها حتى اليوم ليست في صالحه وفي صالح فهمه السياسي ولا لصالح قاعدته الانتخابية.
كيف يعقل ان يفرّ سجناء بهذه الخطورة من سجن رومية وتمر المسألة مرور الكرام؟
كل موضوع سجن رومية هو اسئلة منذ سنوات ولا احد يملك الحقيقة الكاملة فيها، ووضع سجن رومية هو اكثر صورة معبرة عن الوضع السياسي في البلد بكل سيئاته وامراضه وتعقيداته بالجانب القضائي والامني والسياسي والانساني.
يبدو ان هناك مشاكل عدة تبرز داخل 14 اذار والمشكلة تكمن في الامانة العامة على ما يبدو فهل من ورشة اصلاحية قد تبدأ فيها؟
رمزية 14 اذار لا تتحقق الا في الامانة العامة فكل القوى السياسية يمكنها ان تدعي ملكيتها للختم الفعلي لـ 14 اذار الا ان الرمزية لا تتحقق والتمثيل المختلط لا يتحقق وقاعدة اللقاء الا بالامانة العامة. ولنكن صريحين، اليوم هناك مشكلة ولكنها مشكلة خاضعة للعلاج وهذا طبيعي في حركة سياسية عمرها سبع سنوات، ولكن من جهة اخرى فرغم كل ما مرت به هذه الحركة استمر الحد الادنى من التماسك الذي لم يختفِ ابدا.
هل يمكن القول ان وليد جنبلاط عاد الى 14 اذار؟
انتخابيا عاد واما سياسيا فهو يحتفظ لنفسه بحق التمايز وهنا نعود مجددا الى المثلث الجديد الذي ينشأ.
يتهم حزب الله حكومة الرئيس السنيورة باستباحة المنطقة الاقتصادية الخالصة فلم فتح هذا الملف في هذا التوقيت بالذات؟
هذا ليس موضوع سياسي انما موضوع تقني حوّله حزب الله الى موضوع سياسي والى اتهام، ففي كل مرة نصل الى مفصل سياسي يتحول الحوار فورا الى اتهام والاتهام الى خيانة والخيانة الى جريمة والجريمة الى تنازلات، وهذه لغة لم تتوقف منذ العام 2005 الى اليوم. فالكلام حول هذا الموضوع يجب ان يكون موضع نقاش علمي لا موضع اتهامات. وعلى كل حال تعوّد الرئيس السنيورة على لغة التخوين والشتائم هذه.
كيف تقرأون تطورات الوضع السوري وهل من مكان للتسوية ام انه الى مزيد من التصعيد؟
النظام السوري غير قابل للاصلاح وغير قابل للتسوية فطبيعته لا تسمح وتركيبته وتاريخه وجرائمه والدم الذي سقط لا يسمح، فهو يتصرف منذ اللحظة الاولى على اساس ان شعبه هو مجموعة ارهابية. فهذا النظام انتهى والبحث هو حول طريقة الاخراج وليس حول وجود النظام او عدمه، والتطورات في المرحلة المقبلة هي لصالح انهاء النظام وليس لصالح ايجاد تسوية معه.
ولكن الا تعتبرون ان هناك تآمر دولي من جميع الاطراف على سورية؟
اؤيد لنظرية ان هناك رغبة دولية وتحديدا اميركية اسرائيلية بتدمير الدولة قبل انهاء هذا النظام ولكن في المقابل هناك قوى اوروبية وعربية جدية وترفض هذه السياسة وخلال ستة اشهر سيتم تظهير الصورة السورية بشكل جدي وسيربح مشروع ايجاد بديل لا مشروع تدمير الدولة.
الى حينه هل يمكن اعتبار ان لبنان بأمان ونجح بتحييد نفسه؟
لولا الاعلان الاخير لحزب الله عن وجود مقاتلين داخل سورية تحت اي عنوان كان لبنان قادر بشكل او بآخر ان يقول انه اصيب بالحد الادنى من الثورة السورية، ولكن اخاف من المستقبل والقوى السياسية اللبنانية غير قادرة على منع الحريق السوري من الوصول الى لبنان. والحل الوحيد هو نشر قوات دولية تساعد الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية السورية. ولكن للوهلة الاولى يبدو الكلام غير واقعي وغير قابل للتنفيذ ولكن لا شيء يمنع من الاستمرار بالعمل في هذا الاتجاه لان هذا هو الحل الفعلي الوحيد لحماية لبنان من الحريق السوري.