العشاء التكريمي على شرف الوزير المشنوق في السفارة اللبنانية في الإمارات: النصر للأحرار في لبنان
أيها الاصدقاء والاحبة،
يشرفني أن أكون بينكم الليلة وكل واحد وواحدة منكم هو أو هي حكاية نجاح وانجاز. حكاية اللبناني الذي يقاتل بشرف من أجل مستقبل افضل للعائلة الصغيرة هنا في الامارات كما للعائلة الاكبر في لبنان أكانت أما او ابا او أختا او اخا. فالمغتربون اللبنانيون ليسوا فقط قوة رقمية تحتسب مساهمتهم في اقتصاد البلاد، وهي مساهمة كبيرة بلا شك، بل أنتم قوة قيمية تكرسون من خلالها معاني الخير لبلادكم ولاهلكم، هنا كما في لبنان.
وبالمقابل لا اذيع لكم سرا اذا نقلت لكم ما سمعته من كل المسؤولين الاماراتيين الذين التقيتهم وعلى رأسهم، وزير الداخلية سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان الذي تحدث بامتنان واخلاص عن فضل اللبنانيين على نهضة الامارات العربية المتحدة في ايامها الاولى، قبل الاتحاد وبعده، ومشاركتهم في تأسيس وانجاح قطاعات رئيسية شكلت ركيزة لهذه التجربة التنموية والنهضوية الرائدة والتي نتمنى لها الدوام والخير. هذا ان دل على شيء فعلى شراكة متينة وصلبة بين الشعبين اللبناني والاماراتي، وهي شراكة قائمة ودائمة ومستمرة، محصنة بالود والاحترام والمحبة. والواقع ان هذا النمط من الشراكة ما كان لينجح لولا انه وجد حاضنته الطبيعية في رحابة الاتحاد الاماراتي الذي رعاه صاحب السمو الراحل الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رحمه الله، الذي لا يتسع الوقت الليلة لانصاف تاريخ افضاله على العرب جميعاً، وهو ما يتابعه بعنايةٍ ووفاءٍ سلفه رئيس الدولة سمو الشيخ خليفة بن زايد.
لكن الشراكة لا تقف هنا وحسب. لا شك ان وردة الامارات محاطة باشواك كثيرة في حديقة الشرق الاوسط ولا شك انكم تقلقون من وخز هذه الاشواك اولا كاصحاب ارزاق في هذه البلاد، وتقلقون ثانياً كاخوة عرب يعنيكم رخاء الامارتيين وامنهم وسلامة بلادهم. لكن اسمحوا لي ان اقول هنا ان الثقة كبيرة وكبيرة جداً بالله اولاً ثم بالرؤية الاستراتيجية التي يتمتع بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، صاحب الدور الريادي في استعادة الاستقرار الى ام الدنيا مصر الدولة العربية الاولى والنموذج العائد باذن الله وخط الدفاع الاول عن ثقافة الاعتدال ومواجهة التطرف والتكفير ومنصة الوقوف في وجه من يريدون ادخال الدين الى الدولة كأن الاسلام يخضع لمنطق الاكثرية والاقلية، بينما هو دين كل المسلمين.
اين وجه الشراكة في هذه المعركة. وانا اجيب بصراحة وصدق ان أهمية هذه المعركة أكبر للبنانيين من بقية العرب. فليس سرا أن الاعتدال هو وحده صمام امان التجربة اللبنانية في العيش الواحد في الدولة التي يراسها الرئيس العربي اللبناني المسيحي الوحيد في العالمين العربي والاسلامي.
هذه معركة انتم معنيون بتفاصيلها ومعنيون كل من موقعكم في تغليب منطق الاعتدال على منطق التطرف.
هناك من يقول، شرقا وغربا، ان في لبنان دولة مخطوفة ولا فائدة من الاعتماد عليها او الانفتاح عليها او الرهان عليها. نعم لبنان دولة مُتعِبة ومتعَبة. لكن في لبنان ايضاً، وانا اقول هذا الكلام من أبوظبي منبر العقل المعتدل.
في لبنان، أحرار في الدولة وخارجها وهم يجاهدون سلما في سبيل اعتدالهم واستقلالهم وسيادتهم ودفعوا الكثير من الشهداء وما بدلوا تبديلا. هذا هو تاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم في الانحياز الدائم الى قيم الحرية والاعتدال باعتبارها من شروط الحياة اولا قبل ان تكون شروطا للسياسة. إن مجافاة هذه الحقيقة هو مساهمة في دعم التطرف والتكفير.والنصر للاحرار ولو طال الزمن.
نعم نحن نحب الامارات. نغار منها ونغار عليها. وكل واحد منكم يسال نفسه مرارا كيف يمكن الاستفادة والمراكمة على هذه التجربة التنموية المذهلة التي اسمها الامارات العربية المتحدة من اجل استعادة لبنان الذي يستحقه كل واحد منكم. وانا باسم هذا الرجاء اعاهدكم بما اوتيت ان لا اترك منبرا او موقعا او عاصمة او مدينة الا وسارفع الصوت من خلالها دفاعا عن هذا اللبنان، اولا قبل كل شيء. وفاء لذكرى الشهيد رفيق الحريري وكل شهداء لبنان الذين سقطوا دفاعا عن علم لبنان. سقط الكثير منا ولكن بقي لهذا العلم من يحمله وسيبقى مرفرفاً الى الابد.
عشتم وعاش لبنان