إحتفال “الحملة السعودية اللبنانية للحجّ والعمرة”: لن نقدم على أية خطوة دستورية قبل انتخاب رئيس الجمهورية

كلمات 30 سبتمبر 2016 0

%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%ac%d8%a7%d8%ac-7

تعودون من موسم حجّ مبارك ومبرور بإذن الله، والأهم أنكم تعودون من دولة واثقة وناجحة وقادرة قدمت أمام ملياري مسلم من العالم مشهداً منيراً في تنظيم هذه الشعيرة على الرغم من الدعاية السياسية المعادية المرافقة لموسم الحج. هذا الموسم الذي هو موسم تنقية الأرواح وتهدئة النفوس مهما أراد البعض من هذا الموسم مناسبة للشحن المذهبي والاستثمار السياسي وتوسعة الشقوق بين صفوف المسلمين.

لن ينجح أحد ولن ينجحوا جميعاً بالاعتداء على حرمة وهيبة ومقام الكعبة المشرف طالما أنها بعد عناية الله وجدت من يخدمها بأفضل الصور في القيادة السعودية وعموم الدولة السعودية الشقيقة وشعبها الطيب. الكعبة، كعبة المسلمين، عربية الموقع، وستبقى عربية الهوية وستبقى درة الجزيرة، هي إرث العرب وتاج العرب ويحميها سيف العرب وهي عربية عربية عربية.

%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%ac%d8%a7%d8%ac-13
يصونها بعد حب الله خادم الحرمين الشريفين خادماً أميناً صادقاً باسم كل مسلم على وجه الارض. فللكعبة رب يحميها، وللسعودية قادة ورجال منذ الملك المؤسس الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الى الملك المجدد سلمان بن عبد العزيز آل سعود يعرفون موقع السيل ويعرفون موقع الندى.

تسمعون كثيرا كلامأً كبيراً، حيث كل الناس تتناول بعضها البعض، الحقيقة، لا مبرر لكل ما نسمعه غير إن هناك من يرغب في ان يبقى البلد من دون مؤسسات، لا رئاسة للجمهورية، ولا رئاسة للحكومة، ولا مجلس للنواب، وإلا ما هو تفسير الكلام الكبير طوال النهار، لا تفسير آخر لما ذكرت. يجول الرئيس سعد الحريري من فريق الى آخر، ومن تيار الى آخر، يناقش الجميع بالخيارات المتوفرة، إذ أن البلد يرزح تحت وضع اقتصادي سيء ووضع مالي سيء أيضاً أقولها للمرة الاولى منذ سنوات طويلة. كما أن وضعنا اسوأ مما نعتقد داخل كل المؤسسات الدستورية، ومع ذلك تستفحل الاتهامات والمبالغات والاوصاف والاستهانة بالدستور.

aaa

كل ما أريد قوله انه منذ اللحظة الاولى كقوة سياسية اعتمدنا الدستور قاعدة لعملنا لانه في الازمات وفي الايام الصعبة لا ينقذ البلد ولا تستقيم الدولة الا بالتزام الدستور، وكل هذه الفوضى التي نعيشها سببها غياب الالتزام بالدستور. نحن برئاسة الرئيس سعد الحريري، ومشكور الحاج طارق بوصفه لي، لقد وصفني بأكثر مما استأهل، لكن الرئيس الحريري يستأهل هو أيضا الكثير من الأوصاف نظراً لقدرته على المواجهة، ولصموده، لكن الأهم لقدرته على الهدوء في مرحلة هي من أصعب مراحل البلد. وهذا الهدوء هو الدعوة التي نوجهها إلى كل القوى السياسية لاعتمادها كوسيلة للتخاطب والتفاهم والتشاور، ولعدم إلزام أحد بأحد لا من المرشحين ولا من المنتخبين، على أن يتم ذلك بهدوء ومن دون تهويل. لقد جربنا جميعاً الاتهامات ولم نصل جميعاً الى أي مكان، لذلك دعوتنا هي للهدوء. ليس إذا اختلفنا لا نتحدث مع بعضنا البعض ولا إذا اتفقنا نلزم احداً بما لا يريده وهذا هو الأهم.

%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%ac%d8%a7%d8%ac-6
يقول الدستور أنه بعد انتخاب رئيس الجمهورية يكلف رئيس مجلس الوزراء بأغلبية مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء المكلف يقوم بتشكيل الحكومة بالتشاور مع كل القوى السياسية. ما هي الحكمة إذاً من المناداة والبحث بتشكيل الحكومة قبل انتخاب رئيس جمهورية؟ لا أفهم ما دخل قانون الانتخابات بتشكيل الحكومة؟ قانون الانتخابات حق لكل القوى السياسية أن تبحثه طوال أيام السنة. الحقيقة من يطالب بهذا الكلام صديق قديم أنا أحترمه وأحبه وبيني وبينه ود عميق وقديم جداً وله في العروبة والوطنية باع طويل وليس هو المعني بالتعطيل، لكن صراحة بعد النقاش لم أستطع القبول بما يحصل.

dddهناك مقارنة بين الأيام التي ذهبنا بها إلى الدوحة التي أبرم فيها اتفاق سياسي وبين الأيام الحالية، ما دخل هذا بذاك؟ ذهبنا الى الدوحة نتيجة عمل عسكري مدان، يوم أسود في تاريخنا وفي ذاكرتنا ويوم أسود في تاريخ من اقترفه ألا وهو يوم 7 أيار. لماذا إيقاظ الشياطين اليوم؟ بصراحة لم أعد أفهم، ولا أريد أن أعطي تفسيرات كي لا أبالغ. لقد رفضنا ونرفض بكل أصواتنا وبكل مناطقنا 7 أيار، نحن نسعى إلى سحب هذه الواقعة من ذاكرتنا للتفاهم مع كل القوى في هذا البلد، فلماذا إعادة التذكير بهذا الملف والقول بأننا نحن اليوم نجتاز مرحلة كالمرحلة التي سبقت اتفاق الدوحة ويجب أن نبحث بتشكيل الحكومة وبقانون انتخابات وبعناوين أخرى قبل انتخاب رئيس للجمهورية في الحوار الوطني ، نقول لا، لن نقدم على أية خطوة دستورية قبل انتخاب رئيس للجمهورية. وهذا حق دستوري.واخيراً لماذا لا يكون الحوار الوطني مفتوحاً بدل أن يكون مشروطاً ؟.