لسنا دعاة عزل.. ومواجهة السلاح قد تكون بعصيان مدني

مقابلات مكتوبة 12 يوليو 2013 0

حاوره: عبد السلام موسى، هدى الحسيني، محمد شبارو، لينا صالح، وتمام العلي

رأى عضو كتلة “المستقبل” النائب نهاد المشنوق، في حديث خاص إلى الموقع الرسمي لـ”تيار المستقبل” (www.almustaqbal.org)، أنه “لا يمكن قراءة انفجار بئر العبد خارج إطار التدخل العسكري لـ”حزب الله” في سوريا”، لافتاً إلى “أن محاولاتهم التجميلية لهذا التدخل لا تنفي عنه صفة الانتحار السياسي لـحزب الله، الذي لن يعيد النظر بسياسته”، مؤكداً أن نتائج الإنفجار “تخدم المنطق الاسرائيلي المحرّض على الفتنة السنية – الشيعية”.

وإذ وصف الحملة التي شنّت ضد فريق “14 آذار”، وتحديدا “تيار المستقبل” عقب الإنفجار بـ”المهزلة”، توقف عند أحداث عبرا، فسأل: “ألا يحق لنا كمواطنين أن نعلم ما الذي حصل في هذه عبرا؟، ولم اعتبار السؤال إدانة أو اتهام؟”، موضحاً “أن الإدانة تتعلق بدور حزب الله وليس بدور الجيش”، متوقعاً أن ” تتكرر أحداث عبرا في مناطق لبنانية اخرى في حال استمر عدم الإجابة عن الأسئلة المشروعة التي تطرح حول دور “حزب الله” في ما حصل”.

ورأى أن موقف الرئيس سعد الحريري بالتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي “كان هدفه حماية الجيش وحماية دوره، وهو بهذا الموقف حمّل رصيده ثقلاً كبيراً بهدف حماية الجيش”، مؤكداً “الإلتزام بما أعلنه الرئيس الحريري عن التمديد لقهوجي، لذا نبحث عن الشكل والمخرج المناسبين لرفع سن التقاعد لقائد الجيش ورئيس الاركان، على اننا نرى ان الفراغ الامني يسري على اللواء اشرف ريفي بمفعول رجعي”.

وتوقف المشنوق عند الملف الحكومي، فاستبعد ان يقدم الرئيس المكلّف تمام سلام على الإعتذار، وقال :”نحن داعمون له وفق القواعد التي كُلف على اساسها”، معتبراً أن فريق 8 آذار “لا يريد تشكيل حكومة وفق القواعد التي وضعها الرئيس سلام”، لافتاً إلى أنهم “يريدون النصف زائد واحد بدلا من الثلث المعطل تحت شعار أن عون اصبح بمفرده”.

أما عن الجلسة التشريعية لمجلس النواب، فأكد دستورية الجلسة، موضحاً أن “الخلاف فقط هو على جدول الاعمال، والمخرج هو في الاتفاق على جدول اعمال جديد”.

وإذ شدد على أن “العلاقة مع الرئيس نبيه بري ضرورية، ولا فكاك منها، والتواصل بين بري و الحريري جدي “، أوضح أننا ” في “تيار المستقبل” لسنا من دعاة الإلغاء أو العزل”، مشدداً على أن “”سياسة العزل والالغاء قام بها حزب الله بحكومة ميقاتي، عبر الاقصاء، بعد ان ضم إلى تحالفه ثلاث نواب سنة ونصب منهم رئيس حكومة، وتجاهل الباقين، أما نحن فلا نتبع هذه السياسة، ولا نعتقد انها سياسة وطنية”.

وتوقف عند حديث الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله عن التكفيريين في لبنان وسوريا، متوجهاً إليه بالقول: “انت لا تريد التكفريين، ولا المعتدلين، والدليل ما قمت به مع سعد الحريري، اي انك لا تريد سنياً ممثلاً لطائفته، انت تقوم بسياستك وترى من يناسب سياستك من الطوائف الاخرى، وتأتي به أو تخترعه”، موضحاً أن “ان هناك تمايزا بين اجندتي بري و”حزب الله”، كون الرئيس بري ليس جزءا من المشروع الايراني في المنطقة”.

وقال المشنوق: “نحن لا ندعو لا إلى اقصاء ولا إلى عزل “حزب الله”، ولا يمكن لاحد ان يلغي تمثيلاً شعبياً. هم يعتقدون انهم يستحقون جائزة دستورية من النظام اللبناني، بعد الدور الذي قاموا به عام 2000 من حيث انهاء الاحتلال الاسرائيلي، ومن ثم دوره بالصمود في وجه الجيش الاسرائيلي في العام 2006. لكن النظام اللبناني بطبيعته لا ينتج جوائز لطائفة دون اخرى. لانه اذا فتحت الابواب على نظام جوائز “الموريكس دور” عندها يجر البلد فعلاً الى حرب اهلية”، لافتاً إلى أن “الرئيس بري كان يردد هذا الكلام من خلال قوله : ان تعديل الطائف يؤدي الى حرب اهلية”، ولكن فجأة أصبح نوابه يتحدثون عن تعديل الطائف باعتباره” نزهة سياسية” وليس مشروع حرب اهلية، لا اعرف لماذا التعاطي بخفة في هذا الموضوع”.

وعما اذا كان لبنان يحتاج الى انتاج ثورة جديدة بعد ثورة الارز، أكد المشنوق “ان لبنان قد يتجه بعد فترة الى ثورة أو حالة عصيان مدني لانه بات في حاجة اليها. عصيان مدني ضد السلاح، اذ لا يوجد من عطّل الدولة والنظام واستمرار الحياة والنمو غير السلاح خارج الدولة”.

وتوقف عند مواقف المملكة العربية السعودية، فقال :””قلوب السعوديين مازالت مفتوحة لجمهور حزب الله ولكن بحدود الحج والعمرة”، ولفت إلى “أن السعودية حتى في موضوع الحكومة هي مع التريث وليست من دعاة المواجهة”، نافياً “ان يكون للسعودية أو لرئيس استخباراتها دور في أي تفجير في لبنان لأن هذا النوع من العمليات لا ينسجم على الاطلاق مع سياسة خادم الحرمين الشريفين ولا حتى طريقة تفكيره أو قراءته للوضع اللبناني “.

نص الحوار
وفي ما يلي نص الحوار كاملاً مع النائب نهاد المشنوق:
بداية، رأى المشنوق أن انفجار بئر العبد “عملية أمنية دقيقة لجهة اختيارها المكان والزمان المناسبين لرسالتها، والتي هدفت الى حدٍ أدنى من الاصابات لان من استطاع إدخال سيارة مفخخة الى بئر العبد كان بإمكانه ركنها في مكان اكثر ازدحاماً كي تطال عدد اكبر من المواطنين”.

وإذ اعتبر الإنفجار “رسالة كبيرة لكنها محدودة الفعل “، شدد على أنه “لا يمكن قراءته خارج إطار التدخل العسكري لـ”حزب الله” في سوريا، بغض النظر عن الجهة التي قامت به”، لافتاً الى أن “جهات أمنية عدة يمكنها أن تقوم بهذا العمل،لكن حتماً من قام به هو جهة كبيرة لديها خبرة واسعة في هذه الأمور”.

“حزب الله” لن يعيد النظر بسياسته
وتوقف عند الفارق بين مسببات هذا الإنفجار ونتائجه، فاعتبر أن مسبباته “لا يمكن ان تكون خارج التدخل العسكري لـ”حزب الله “في سوريا، ان محاولاتهم التجميلية لهذا التدخل لا تنفي عنه صفة الانتحار السياسي لـ”حزب الله””. أما عن النتائج فأكد أنها “تخدم المنطق الاسرائيلي المحرّض على الفتنة السنية – الشيعية”، لافتاً الى إمكانية اعتبار هذا الانفجار “بداية مرحلة جديدة في الامن ، لا بد لها ان تدفع أي عاقل ومنطقي الى أن يعيد النظر بسياسته وهذا ما لن تقوم به قيادة حزب الله بتقديري”.

وقسّم الحالة التي يعيشها لبنان في المدة الاخيرة الى مرحلتين رئيسيتين وهما “مرحلة ما يسمى قبل الاعلان عن التدخل العسكري في سوريا لصالح النظام، ومرحلة ما بعد التدخل العسكري”. ورأى ان المرحلة الاولى اي “التدخل العسكري لحزب الله في سوريا ولّد وسيولّد ردود فعل تمتد من مجلس التعاون الخليجي وتصل الى مجلس الامن الدولي الذي اصدر بيانا رئيسيا باجماع الاعضاء ال15 ” ، فيما المرحلة الثانية هي ” مرحلة أمنية جديدة بدأت بالسيارة المفخخة في الضاحية”، مؤكداً أن “ليس هناك منطقة في العالم يمكن اعتبار الامن فيها نافذاً ومطلقاً “.

ما يقوم به نصر الله إنتحار سياسي
ونفى المشنوق ما يدّعيه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أن الحرب التي يقودها في سوريا وقائية واصفاً هذا المنطق “بالضعيف الذي لا قيمة له”، جازماً بأن ما يقوم به نصر الله “هو انتحار سياسي بالدرجة الاولى”.

وقال: “كل نظرية نصر الله القائمة على ان مصير شيعة لبنان والعراق يقرر الآن في سوريا هي نظرية خاطئة، إضافة الى ان نصرالله دخل في معركة خاسرة حتماً. لا يمكن لا للنظام السوري ولا لحلفائه الانتصار في الحرب الدائرة ، هناك استحالة لبقاء على هذا النظام القاتل الذي لن يحكم سوريا مرة أخرى. وأن اي تسوية مهما كان نوعها او طبيعتها لا يمكنها ان تحفظ بقاءه”.

اما عن الحملة التي شنّت ضد فريق “14 آذار” وتحديدا “تيار المستقبل” عقب انفجار بئر العبد، وصف المشنوق هذا الكلام بـ”المهزلة”، نافيا اي إدعاء ان “بيان 14 آذار الذي صدر عقب اجتماع مجدليون كشف الجيش”، متحديا “إيجاد فقرة واحد في البيان الصادر عن إجتماع مجدليون ضد الجيش” مؤكدا “أن هناك إجماعاً على مؤسسة الجيش، وهذا ليس خاضعا للنقاش، فليس لنا خيار آخر غير الجيش ومؤسسات الدولة”.

هل قيادة الجيش مقدسة والمواطنين مدانين؟
المشنوق طالب قيادة الجيش بإطلاع للبنانيين على تفاصيل ما حصل في أحداث عبرا، متسائلا “ألا يحق لنا كمواطنين أن نعلم ما الذي حصل في هذه المعركة؟ ولم اعتبار السؤال إدانة أو اتهام؟وهل قيادة الجيش مقدسة والمواطنين مدانين؟”.

وأوضح أن الإدانة في بيان قوى 14 اذار “تتعلق بدور حزب الله في معركة عبرا وليس بدور الجيش”، قائلاً: “لم يتهم أحد الجيش بالاعتداء على أحمد الاسير، وان كانت هناك ممارسات حادة نشرت على موقع التواصل الإجتماعي والـ”يوتيوب”، وتولى الجيش على أساسها التحقيق مع العسكريين وتم توقيف ضباط و عسكريين، إذاً موضوع التعذيب والاعتداء على المواطنين تم الاجابة عليه بواسطة القضاء العسكري، وما من اي نية للاقتراب او التعرض للمؤسسة العسكرية”.

ورفض المشنوق منطق “القيادة المقدسة و المواطنين المدانين”، مؤكداً أن الموضوع الذي يحتاج الى إجابة حقيقية ودقيقة هو “ماذا فعل حزب الله في عبرا وصيدا في منطقة عمليات الجيش؟”.

أضاف: “هناك 26 شهادة موثقة ومكتوبة عن الاعتداءات التي قام بها عناصر حزب الله على البيوت وإخراج الاهالي من بيوتهم، واعتماد البيوت في عبرا ومحيط صيدا كمحيط قتالي، بالاضافة الى تمركز “حزب الله” في أربعة مواقع، على التلال المحيطة، حيث أطلق النار من إحداها على دارة النائب بهية الحريري، ولهذا كله نؤكد ان الموضوع يتعلق بدور “حزب الله” في المعركة، هذا الدور الذي نرفضه ونعتبره اعتداء على كل اللبنانيين”.

وكرر تأكيده أنه “ليس هناك أي إشكال بيننا وبين الجيش”، ولفت الى أن “هناك مجموعة من المسلحين التابعين لحزب الله ظهروا بشهادات من خلال مقالات اجنبية ومنها ما ذكرها الصحافي نيكولاس بلانفورد في صحيفة “التايمز”، كما ان نائب في “حزب الله” اعترف بالقتال الدفاعي خلال احدى مقابلاته الصحافية”.

سعد الحريري أراد حماية الجيش
وعن توقيت اعلان الرئيس سعد الحريري التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي اثناء وقوع احداث عبرا، قال: “الهدف كان حماية الجيش وحماية دوره، لانه يعلم ان عملية عسكرية من هذا النوع كان من شانها ان تحدث فجوة كبيرة بين “المستقبل وجمهوره، وهو بهذا الموقف حمّل رصيده ثقلاً كبيراً بهدف حماية الجيش”.
وعن التخوف من تكرار أحداث عبرا في مناطق لبنانية اخرى، قال: “هذا يمكن في حال استمر عدم الإجابة عن الأسئلة المشروعة التي تطرح”، معتبراً انه “في حال اعتبرت قيادة الجيش ان ما جرى من قتال “حزب الله” في عبرا وصيدا امر طبيعي،فهذا يعني ان تكرار المعركة في مكان وزمان اخر قد يكون ايضا طبيعياً”.

وفي مسألة التمديد لقائد الجيش قال: “نحن ملتزمون بما اعلنه الرئيس سعد الحريري، ونبحث عن الشكل والمخرج المناسبين لرفع سن التقاعد لقائد الجيش ورئيس الاركان، على اننا نرى ان الفراغ الامني يسري على اللواء اشرف ريفي بمفعول رجعي”.

وتوقف عند الملف الحكومي، فاستبعد ان يقدم رئيس الحكومة المكلّف النائب تمام على الإعتذار، وقال :” لسنا في وارد مطالبته بذلك، نحن داعمون له وفق القواعد التي كلف على اساسها، اي حكومة خالية من الحدّة السياسية والتمثيل المباشر والثلث المعطل، وهو لا يزال ملتزماً بهذه القواعد”.

8 آذار لا يريد تشكيل الحكومة
وأكد أن فريق 8 آذار “لا يريد تشكيل حكومة وفق القواعد التي وضعها الرئيس سلام والتي كلف على اساسها”، معتبراً أن “الشعب اللبناني يستحق ان يكون لديه حكومة تهتم بمشاكله مقابل ان تذهب الصراعات السياسية الكبرى الى هيئة الحوار، فخفّف الى حد كبير من الانقسام العامودي السياسي داخل مجلس الوزراء.

وعن الكلام عن انفراط عقد 8 اذار، قال: “اعتقد انه يأتي من ضمن الحراك السياسي ، وانا مقتنع بأن التحالف استراتيجياً لا زال قائما، ولكن في اليوميات نعم هناك خلاف”، لافتاً إلى أنهم ” يريدون النصف زائد واحد بدلا من الثلث المعطل تحت شعار أن عون اصبح بمفرده”.

وعن تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذا السياق قال ممازحاً “ميزة كلام الرئيس بري، انه ينقل الصراع من سني – شيعي الى سني – مسيحي، باعتبار ان الصراع السني الشيعي ملتهب بما فيه الكفاية، ولكن هذا لا يعني تشكيل حكومة”.

الجلسة التشريعية دستورية
أما عن الجلسة التشريعية لمجلس النواب وما يدور في فلكها، قال المشنوق: “الرئيس بري ابلغ أعضاء لجنة التواصل النيابية أن المهلة الدستورية للتمديد التقني لمجلس النواب تنتهي في 31 ايار وطلب منهم العودة الى قياداتهم للتشاور لان فتح الدورة يحتاج الى مرسوم يوقعه رئيسا الجمهورية والحكومة لدورة استثنائية، ويمكن ألا يضع رئيس الجمهورية على جدول اعماله مسألة التمديد للمجلس “. أضاف: “لكن بعد 31 ايار، أصبح المجلس منعقداً بشكل كامل وكل قراراته دستورية، وقد اراد الرئيس بري من هذه الخطوة الانتهاء من التمديد قبل 31 ايار وهو يعلم ان المجلس في ظل حكومة مستقيلة يستمر في عمله”.

وأكد دستورية الجلسة، موضحاً أن “الخلاف فقط هو على جدول الاعمال فقط وليس على دستوريتها “، معتبراً أن “المخرج هو الاتفاق على جدول اعمال جديد، وأن البحث جدي لإيجاد مخارج لموضوع الجلسة، والكل مشارك فيه اكثر من موضوع الحكومة”.

الحديث مع المشنوق تطرق الى علاقة كتلة تيار المستقبل النيابية والرئيس الحريري مع الرئيس بري، فأكد أن “العلاقة معه ضرورية، ولا فكاك منها، لا من جهته ولا من جهتنا، هو رئيس مجلس نواب ونتعاطى معه على هذا الاساس”. وأوضح أن “هناك تواصلا دائماً بين بري وبين الرئيس سعد الحريري ،ويمكن القول ان التواصل جدي “، مستطردا بالقول “رغم أن جمهور تيار المستقبل يعارض هذا التواصل، لكن هذا لا يلغي الواقع لاننا لا نستطيع إلغاء التمثيل السياسي الشيعي، فنحن لسنا من دعاة الإلغاء أوالعزل”.

لسنا من دعاة الإلغاء أوالعزل
وشدد على ان “سياسة العزل والالغاء قام بها حزب الله بحكومة ميقاتي، عبر الاقصاء، بعد ان ضم إلى تحالفه ثلاث نواب سنة ونصب منهم رئيس حكومة، وتجاهل الباقين، أما نحن فلا نتبع هذه السياسة، ولا نعتقد انها سياسة وطنية”، موضحاً “ان هناك تمايزا بين اجندتي بري و”حزب الله”، كون الرئيس بري ليس جزءا من المشروع الايراني في المنطقة”.

وعن اصرار فريق 14 اذار على مطالبة “حزب الله” بنزع سلاحه، أوضح ” ان عبارتا نزع وسحب غير دقيقتين نحن نطالب بـضمّ السلاح الى الدولة”.

ولفت الى ان نصر الله يعتبر أنه “خارج المحاسبة كليا وان سلاحه خارج النقاش والتداول، وهذا المنطق مرفوض لدينا ، فموقفنا لا يتغير ومستمر على ما هو عليه. وفي النهاية، نصرالله ربط نفسه بشكل نهائي بالمشروع الايراني من دون اي اعتبار للوضع اللبناني الداخلي او للوضع العربي العام، إذا ربح هذا المشروع فهو يربح معه، وإذا خسر يخسر معه، وممكن ان تكون الخسارة كبيرة الى حين سقوط هذا المشروع”.

ولفت الى أن “المشروع الايراني غريب عن المنطقة، وهو جزء من تنظيمات او بعض التجمعات في المناطق، لان طبيعته طبيعة انقسامية، هو يقسم الناس بينه وبين النظام الوطني”، معتبراً “أن مشروعاً كهذا لن يربح على المدى المتوسط، وبالتالي فإن الحدة والقرار بمواجهته أعلى وأقوى بكثير من قبل”.

لبنان متجه إلى عصيان مدني ضد السلاح
وعما اذا كان لبنان يحتاج الى انتاج ثورة جديدة بعد ثورة الارز، أكد المشنوق “ان لبنان قد يتجه بعد فترة الى ثورة او حالة عصيان مدني لانه بات في حاجة اليها”. ورأى ” ان المجتمع الاستقلالي في لبنان يخرج تدريجياً من الاطار المغلق للتنظيمات سواء الكتائب او القوات او المستقبل، ونحن من سينضم اليه، وهذه المرة لن نكون رواده. وشدد ان “لا خيار بالمواجهة مستقبلا غير العصيان المدني، وسنصل اليه لأن الناس سيتعبون اكثر واكثر من وضع لبنان “بالكارنتينا” الاقتصادية، ونتائجه ستكون عصيان مدني ضد السلاح، اذ لا يوجد من عطّل الدولة والنظام واستمرار الحياة والنمو غير السلاح خارج الدولة”.

وفي توصيفه لما يمر به لبنان قال “منذ تاريخ 25- 11– 2012 اي يوم كُلّف الرئيس نجيب ميقاتي برئاسة الحكومة ، دخلنا في مرحلة الادارة الايرانية للبلد، الآن يوجد ادارة سياسية وامنية ايرانية كاملة في البلد، في لبنان وفي سوريا،لان سياسات حزب الله التي اُتبعت منذ 2008 واتفاق الدوحة الى اليوم، لم تتسبب إلا بالخسائر الكارثية على لبنان وليس على المستقبل فقط او قوى 14 آذار .انتهجوا منذ البداية سياسة القضم، لقد اخذوا من الرئيس الحريري خلال تشكيل حكومته الثلث المعطل والبيان الوزاري ثم دفعوه للاستقالة قبل ان يعودوا ويكلفوه مجددا،هذا عدا السياسات المتعلقة ببناء الدولة وفكرة الوطن، يقابلها سياسة قضم وكذب وعدم وفاء بالوعد. الم يلتزموا بالدوحة بعدم استمعال الوزير الملك؟ كانت النتيجة استقالة وزراء الحكومة”.

نصر الله لا يريد سنياً ممثلاً لطائفته
وتوقف عند حديث السيد نصر الله يتحدث عن التكفيريين في لبنان وسوريا، متوجهاً إليه بالقول: “انت لا تريد التكفريين، ولا المعتدلين، والدليل ما قمت به مع سعد الحريري، اي انك لا تريد سنياً ممثلاً لطائفته، انت تقوم بسياستك وترى من يناسب سياستك من الطوائف الاخرى، وتأتي به أو تخترعه”.

وعن التململ الموجود ضمن جمهور “تيار المستقبل”، أشار إلى انه “سيستمر وسيقوى. لأن كل منطقنا وسياستنا تقوم على فكرة الدولة، والدولة في اضعف ايامها ومن الممكن ان تضعف اكثر، اذن عمليا نحن نطالب بدولة هم في حالة يأس منها، فمعظم من يتعاطى بقرار المستقبل سواء ككتلة او تيار ليس لديهم خيار غير الدولة، ولن يراهنوا على مشروع آخر، لان اي مشروع آخر هو مشروع القضاء على الدولة وعلى كل البلد” وتساءل :” ما الذي كان ينقص الاسير قبل السلاح؟ عندما حمل السلاح سقط كغيره. وذهب بذلك الى ملعب حزب الله، ليحاربه بمنطقه اي بمنطق السلاح، علما ان حزب الله هو تنظيم عمره عشرات السنين و يعتمد على “سرايا الفتنة “التي يزرعها اينما كان”. وأكّد المشنوق انه رغم ضعف الدولة فنحن لن نتراجع عن مقاومتنا دفاعاً عنها . وعلى المدى المتوسط لا القصير ولا الطويل سيكتشف جمهورنا اننا على حق في سلميتنا .

جوائز “الموريكس دور” تجرنا الى حرب اهلية
أضاف: “نحن لا ندعو لا إلى اقصاء ولا إلى عزل “حزب الله”، ولا يمكن لاحد ان يلغي تمثيلاً شعبياً. هم يعتقدون انهم يستحقون جائزة دستورية من النظام اللبناني، بعد الدور الذي قاموا به عام 2000 من حيث انهاء الاحتلال الاسرائيلي، ومن ثم دوره بالصمود في وجه الجيش الاسرائيلي في العام 2006، بصرف النظر عن حجم الخسائر التي تسبب بها هذا القتال”.

وقال: “النظام اللبناني بطبيعته لا ينتج جوائز لطائفة دون اخرى. لانه اذا فتحت الابواب على نظام جوائز “الموريكس دور” عندها يجر البلد فعلا الى حرب اهلية، وكان الرئيس بري يردد هذا الكلام من خلال قوله : ان تعديل الطائف يؤدي الى حرب اهلية”، ولكن فجأة أصبح نوابه يتحدثون عن الطائف باعتباره” نزهة سياسية” وليس مشروع حرب اهلية، لا اعرف لماذا التعاطي بخفة في هذا الموضوع”.

قلوب السعوديين مفتوحة لـ”حزب الله” ولكن بحدود الحج والعمرة
وفي الاجابة عن سؤال حول انفتاح المملكة العربية السعودية على بعض الاطراف اللبنانية وزيارة السفير السعودي علي عوّاض العسيري الى النائب ميشال عون توقف المشنوق عند “برقية الملك عبد الله التي أرسلها إلى رئيس الجمهورية منذ اشهر طويلة، وأشار فيها إلى حزب الله دون ان يسميه”. وأكد ان “قلوب السعوديين مازالت مفتوحة لجمهور حزب الله ولكن بحدود الحج والعمرة”، مضيفاً: “يوجد قرار من دول مجلس التعاون بوضع لبنان في “كارنتينا” اقتصادية، أي بعزل اقتصادي، بسبب قتال حزب الله في سوريا، لأن هذا اعتداء على شعب آخر في دولة اخرى. وبيان مجلس الامن اليوم مهم جداً”.

ولفت إلى ان “السعودية دولة وليس افراد أو اشخاص. لا شك ان عون يدرك خطورة قتال حزب الله العسكري في سوريا، وهو يعلم ان هذا الامر تسبب بمشكلة كبيرة مع الدول العربية والمجتمع الدولي، وهو ليس مضطرا لتحمل هذا العبء الكبير، ليس لاسباب محلية داخلية بل لاسباب تتعلق بقراءته للمتغيرات في المنطقة”

ونفى ما يشاع عن صفقة سعودية – إيرانية، قال: ” هذا الكلام موجود وسمعته على لسان تمام سلام. لا اوافق عليه، باعتبار ان ازمة إيران وحزب الله مع الدول العربية والمجتمع الدولي اعمق من ذلك بكثير”.

وأكد ان “السعودية حتى في موضوع الحكومة هي مع التريث وليست من دعاة المواجهة. ملف السعودية الاول في هذه المنطقة هو الملف السوري، والملف اللبناني ليس على جدول اعمالها اليوم.هم دعاة تهدئة وتريث واستقرار، ولكن هذا لا يعني ايضا انهم دعاة مراعاة “حزب الله” سياسياً.

ونفى المشنوق ان يكون للسعودية أو لرئيس استخباراتها دور في أي تفجير في لبنان لأن هذا النوع من العمليات لا ينسجم على الاطلاق مع سياسة خادم الحرمين الشريفين ولا حتى طريقة تفكيره أو قراءته للوضع اللبناني .

ملايين المصريين يدعمون الجيش ليكون حامياً للمرحلة الانتقالية
وفي قراءة اقليمية لما يحصل، أشار المشنوق الى ” أن الثورات من شأنها ان تسبب هذه الاضطرابات التي تعيشها المنطقة بمجملها،لان مجتمعاتنا لم تعتد عليها، بل اعتادت على الانقلابات العسكرية”. وإذ أوضح أن “ما حصل في مصر هو انقلاب عسكري يستند الى أكثرية شعبية غير مسبوقة”، لفت الى وجود “عشرات ملايين المصريين يدعمون الجيش ليكون حامياً للمرحلة الانتقالية”، مؤكداً أن “الجيش المصري سيسّلم السلطة للمدنيين وسيستعيد النظام المصري ديموقراطيته”. وتابع: “الجيوش التركية والمصرية والباكستانية، هي ضامنة للانتظام العام وليس للنظام. لقد تم في السابق انقلابات في تركيا وباكستان ولكن سُلّمت السلطة في ما بعد للمدنيين، وهذا ما سيحصل في مصر”.