واشنطن..

مقالات 03 يناير 2007 0

خلال أقل من سنتين صعد لبنان الى قمة الاهتمام الدولي بعد أربعة أحداث سياسية استراتيجية ، الحدث الأول هو اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، الثاني كان الانسحاب السوري الأمني والعسكري من الأراضي اللبنانية، الثالث هو الحرب الاسرائيلية على لبنان بعد أسر حزب الله لجنديين اسرائيليين في شهر تموز الماضي. هذه الحرب استمرت اكثر من شهر ولم تحقق إسرائيل فيها اي هدف استراتيجي، الحدث الرابع هو الصراع السياسي الدائر حالياً في لبنان حول المحكمة ذات الطابع الدولي المخصصة لعملية اغتيال الرئيس الحريري.
بداية أود أن أؤكد أن اغتيال الوزير الشاب بيار أمين الجميل حدث في اليوم نفسه ، لن يغّير شيئاً من المشهد السياسي اللبناني. ولن يؤثر على قدرة الرئيس السنيورة والوزراء المتضامنين معه على الصمود.
أعود الى النقاط السابقة. اغتيال الرئيس الحريري لم يكن فعل ثأر. من البساطة القول بأن اغتياله جاء في سياق العلاقات اللبنانية السورية. لأن نتائج الاغتيال أكبر من طبيعة هذه العلاقات. لذلك أفترض ان اغتياله جاء لإزاحته من طريق مشروع مقبل على المنطقة. والعنوان الوحيد المطروح على طاولة المنطقة هو المشروع الإيراني. هذا استنتاج سياسي وليس اتهاماً جنائياً. الحريري رجل الأحلام الكبيرة، لعب دوراً كبيراً في منطقته مما جعله لاعباً إقليمياً من الدرجة الأولى. أنا أجد في هذه المواصفات مبررات الاغتيال.
كان واضحاً منذ اليوم الأول ان القيادة السياسية الشيعية تتبنى الدفاع عن النظام السوري وصولاً الى استقالة وزرائها قبل جلسة إقرار المحكمة الدولية. الجديد في الموضوع ان الرئيس السوري يعلن جهراً دعمه للدور الإيراني الداعم برأيه للحقوق العربية.
لقد نجحت إيران في ملء فراغ الانسحاب السوري من لبنان وأمسك حليفها الرئيسي اي حزب الله بقرار الحرب والسلم ويسعى الى الحصول على حق الفيتو. هذا ليس مفاجئاً لأن الإيرانيين يبنون هيكلهم السياسي والعسكري في لبنان منذ 25 عاماً.
لا بد من الاعتراف بأن السياسة الأميركية وضعت حدوداً عبر مجلس الأمن الدولي للعمل العسكري ل “حزب الله”. لكنها فشلت في الإجابة على اسئلة الأمن في الجنوب اللبناني. كذلك فعلت اسرائيل في المواضيع نفسها. لقد تصرفت اسرائيل دائما على ان العنف هو الجواب على حقوق لبنان في مزارع شبعا وفي انتهاكها للأجواء اللبنانية.
المخرج الوحيد هو فصل سوريا عن تحالفها مع إيران وهذا لن يحدث إلا من خلال واحد من خيارين إما بالمفاوضات وإما باستعمال القوة. إذا لم يتحقق أي من الخيارين فإن الصراع داخل لبنان سيستمر لسنوات طويلة.