هل تنجح التسوية العسكرية؟!

مقالات 03 ديسمبر 2007 0

اكتشف سعد الحريري الزعيم الشاب لتيار المستقبل فجأة في شخص العماد ميشال سليمان صفات توافقية لم يعرفها من قبل، أو أنه عرفها مما يستند اليه في وضع المقاييس المعتمدة لاختيار رئيس للجمهورية من بين المرشحين العلنيين أو بين المرشحين المستحقين، والعماد سليمان برأيه من الفئة الثانية. وعرف الزعيم المخضرم وليد جنبلاط أن كل ما قاله عن العسكر رافضا وجودهم في الحكم هو كلام لا يجوز ترداده بعد الآن، وتأكد أن قائد الجيش الحالي الذي رشّحته كتلة الحريري ليس عسكريا بالمعنى الذي عرفه سيد المختارة وعارضه منذ تسع سنوات حتى الآن.
وتعلّم مسيحيو قوى الرابع عشر من آذار أن لا يرشحوا أنفسهم مرة اخرى الى سدة رئاسة الجمهورية ما دام هناك جنرال في اليرزة يترك للترشيح أن يسعى اليه بدلا من العكس. وتعلّم من رشح نفسه منهم أن مصلحة البلاد تأتي قبل مصلحتهم. وانهم ليسوا بالضرورة عالمين بمصلحة بلادهم بقدر معرفة من وجد في قائد الجيش مخرجا من الازمة الحالية.
كذلك في المعارضة لبس حزب الله قناع المفاجأة وبدأ بطرح التساؤلات حيث اعتقد أنه سيجد أجوبة عن المغزى من ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية. هل هناك اتفاق ما في مكان ما على سياسة ما لا يعرف الحزب ما يطمئنه الى جنرال يعرفه ويعرف عنه أكثر بكثير من الزعيمين الشاب والمخضرم، أي الحريري وجنبلاط.
المفاجأة الكبرى عند العماد ميشال عون رفيق السلاح ولو تقاعد فهو لا يستطيع أن يواجه ترشيحا لرجل يحمل الصفة العسكرية نفسها التي رشّح العماد عون نفسه على أساسها في العام 1989 باعتباره يمثل ومؤسسة الجيش الحل للأزمة اللبنانية. ولن يقول بالتأكيد ان الجيش الذي تحدث عنه ركيزة للحل آنذاك هو غير الجيش الذي يدعم قائده الحالي في ترشيحه الى رئاسة الجمهورية.
الأصعب انه ليس بإمكان القائد السابق للجيش والمستند في شعبيته اولا وقبل أي سند آخر الى عائلات العسكريين وانتشارهم على الأراضي اللبنانية… الأصعب انه ليس بإمكانه أن يلزم المرشح المساوي له في الرتبة بمتطلباته السياسية التي لم يفكر العماد عون حين وضعها شروطا لمبادرته، انه سيأتي اليوم الذي تكون فيه هذه الشروط مطلبا من زميل سلاح لاحق. فلا يستطيع إيقاعه في براثنها ولا يستسهل التراجع عنها.
لم يكن ترشيح العماد ميشال سليمان مفاجئا في المبدأ، إلا من حيث الجهة التي رشّحته أي تيار المستقبل. فالعماد قائد الجيش مرشح دائم على طاولة التداول السياسي منذ أن كان التداول الرئاسي مقررا. وهنا لا بد من التفرقة بين الصفة والشخص. الصفة مرشح دائم في تاريخ لبنان منذ الاستقلال والمرشح اللازم عند الأزمات وهي كثيرة. أما الشخص فهو الحالم من قادة الجيش الذي يبدأ في حلمه لرئاسة الجمهورية منذ اللحظة الاولى لتعيينه في المنصب العسكري الاول. وهو الذي يترك للمواطنين أن يأخذوا عنه صورة الانضباط المستقر التي يريدونها ملجأ لأيامهم.
***
هل تعمّد العماد سليمان الوصول الى تسمية مفاجئة من المستقبل وموافقة من جنبلاط، ومفاجئة ل حزب الله ومربكة للعماد المتقاعد ميشال عون؟
الجواب ببساطة يأتي بالنفي طبعا. فلا الهيكلية السياسية للاكثرية من جهة والمعارضة من جهة اخرى تسمح باستدراجها لمثل هذا الترشيح. ولا الإمكانات الموضوعية للعماد سليمان والاجهزة الامنية المؤتمرة به تشجّع على الاعتقاد بأنها قادرة على جر الجميع الى الالتزام بترشيحه.
كان اسم الجنرال سليمان مطروحا في لائحة المرشحين للرئاسة في كل مرة دار فيها الحديث عن مرشحي الرئاسة اللبنانية في العواصم المعنية. ولكن لترشيحه معنى آخر، فهو المرشح الشاهد على سقوط باقي المرشحين أمام إمكان التوافق على واحد منهم.
في واشنطن تسمع تقديرا، وهو مرتبة دون الثناء على التزامه العسكري في مواجهة الإرهاب ، في الدوائر السياسية، وتسمع ترشيحا محتملا عند الضرورة للرئاسة في الدوائر العسكرية. على الرغم من أن العماد سليمان رفض طلبا أميركيا باستقبال بعثة عسكرية مهمتها تقييم الأداء العسكري للجيش اللبناني في مواجهة مخيم نهر البارد في الشمال مع تنظيم فتح الإسلام والتي استمرت عدة أشهر.
في دمشق تسمع ثناء رصينا على شخصه لم ينقطع مع خروج الجيش السوري وأجهزته الأمنية من لبنان. العماد سليمان عيّن قائدا للجيش بعد خدمة في البقاع الغربي كقائد عسكري للمنطقة، حيث تعرّف الى اللواء غازي كنعان رئيس جهاز الامن والاستطلاع السوري وحاز على ثقته التي انتقلت الى حكومة الدكتور سليم الحص آنذاك والتي أخذت القرار بتعيينه قائدا للجيش.
إلا أن العماد سليمان حافظ على تراتبيته في علاقاته مع القيادة السورية فلم يتركها تتجاوز الصلة بالرئيس بشّار الاسد الذي تعرّف اليه قبل تسلّمه الرئاسة خلفا لوالده. ولم يتجاهل مرة الصلة الطبيعية بوزير الدفاع ورئيس أركان الجيش السوري. لذلك لم تتعرّض صورته من هذه العلاقات الى ما تعرّضت له صورة غيره من المسؤولين الذين غطسوا في بحر الأمن السياسي السوري.
وحين سمح لجمهور حزب الله بإحياء احتفالات الوداع للجيش السوري في الثامن من آذار، ثم سهّل لجمهور تحالف قوى الرابع عشر من آذار إعلان سياسته في ساحة الشهداء، وجد في دمشق الكثير من المتبرمين بقراراته والقليل من المتفهمين، إلا أنه لم يغيّر من سياساته. فكان لثباته عليها نصرة المتفهّمين على المتبرّمين.
في القاهرة، وجد العماد سليمان دائما من يريد قائد الجيش رئيسا للجمهورية. وهو حال القيادة المصرية منذ أن تم ترشيح العماد لحود للرئاسة في العام 95 ثم سحبه لصالح التمديد الرئيس الهراوي.
ربما تجد القيادة المصرية في قائد الجيش أيا يكن صورة اللواء فؤاد شهاب الذي استطاع مع الزعيم جمال عبد الناصر إرساء علاقات طبيعية بين لبنان وسوريا بعد المواجهة بين لبنانيين نصروا السياسة الناصرية والدولة التي يرأسها كميل شمعون وتدعم سياسة الغرب الممثلة بحلف بغداد آنذاك. لكن الأكيد أن تجربة العماد لحود ليست كافية لان تغيّر القيادة المصرية توجّهها نحو قائد الجيش في كل مرة يكبر فيها الاشتباك السياسي اللبناني.
في الرياض حيث الدور حاضر دائما للبنان، ما انقشع منه وما استتر، فإن للعاهل السعودي رغبة أكيدة بإجراء انتخابات رئاسية لبنانية حين يتوفر في شخص الرئيس الحد الادنى من التوافق، وهو أكثر من ذلك حتما مع العماد سليمان. لذلك فإن السفير السعودي بادر منذ ان أعلم من قبل سعد الحريري بدعمه ترشيح العماد سليمان الى إجراء الاتصالات اللازمة لتسهيل مهمة المرشح الجديد القديم وخاصة في الجانب المسيحي. حيث وضع ثقله في اتصال ثلاثي بينه وبين الدكتور سمير جعجع والسفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان. ويقال انه نجح في إزالة عقبات اخرى يتكتم السفير عبد العزيز خوجة في الحديث عنها.
حدث كل ذلك بالطبع بعد انتهاء المهلة الدستورية للانتخابات الرئاسية في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، وبعد أن قام خوجة بزيارة لليلة واحدة الى عاصمة بلاده حيث تشاور مع المسؤولين هناك في الخطوات الواجب القيام بها لمنع استمرار الفراغ في القصر الرئاسي.
أما في العواصم الأوروبية التي تنتشر جيوشها في الجنوب اللبناني تحت راية الامم المتحدة، فإن تجربة التنسيق الناجحة مع الجيش اللبناني بموجب القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي بعد العدوان الاسرائيلي على لبنان في صيف ,.2006 حققت لقائد الجيش رصيدا معنويا وعمليا في العواصم الاوروبية الكبرى مما يسهّل على المسؤولين الفرنسيين والايطاليين والاسبان، على الأقل، التشجيع على ترشيح العماد سليمان لرئاسة الجمهورية.
***
ليست جديدة هذه المعطيات، ليست أكيدة ايضا.
ليست جديدة اذ انها كانت متوفرة في العماد سليمان قبل انتهاء المهلة الدستورية للانتخابات الرئاسية، فلماذا لم تعتمد قاعدة للتوافق. ام انه يتحتّم على النظام السياسي ان يعلن إفلاسه من القدرة على التفاهم قبل اللجوء الى قائد الجيش جوابا لسؤال لم يستطع بطاركة النظام أن يجيبوا عليه؟
وليست أكيدة اذ ان المساومات السياسية الجارية حاليا بين بطاركة السياسة تهدف أول ما تهدف الى إسقاط هذه المعطيات من أولويات الرئيس العتيد.
فهل ينجح بطاركة السياسة في إيصال العماد سليمان الى الرئاسة دون معطياته؟
هل رأى فيه قادة الرابع عشر من آذار الشاب منهم والمخضرم منصة لاستمالة الجيش في وجه الوحشية السياسية التي يظهرها جيش حزب الله المنتشر حيث لا يعرفون والقادر حيث لا يريدون؟
أم ان قائد الجيش هو الوحيد القادر، ما عدا نسيب لحّود وبطرس حرب، من وجهة نظر القيادة نفسها، على الوقوف حاجزا ما بين قوتين سياسيتين تتزعّمهما طائفتان رئيسيتان تتوثبّان لبعضهما البعض، كلما عصفت بالمنطقة رياح ايرانية أو أمواج أميركية ثم يتراجعان بعد اجتماع سعودي ايراني يعقد في العاصمة السعودية؟
أم ان الحديث عن المتغيّرات الدولية جعل القيادة أمام خيار وحيد، هو العودة الى ماضي مهدّئات الصراع السياسي، أي الجيش؟
***
كبير في المعارضة يقول: ان ترشيح العماد سليمان ضربة معلّم من سعد الحريري تبقي في تحالف 14 آذار من يجب أن يبقى وتصيب بالتأكيد التحالف بين العماد عون وتياره و حزب الله ، مهما حاول الطرفان إثبات عكس ذلك.
ليس سهلا على وليد جنبلاط أن يبرّر هدوءه بعد أن دعا الى تبادل السيارات المفخخة مع دمشق في زياراته الى واشنطن. لكنه يجد في الصياغات الوطنية لكلامه أجوبة قد لا تكون مقنعة ولكنها صادقة.
في واحدة من تبريراته يقول: ماذا ينفعنا لو ذهبنا الى النهاية في الصراع السياسي نحو الانتخابات بالنصف زائدا واحدا من مجلس النواب. فتنهمر على بيروت فضائل الاشتباكات المذهبية وتتحول العاصمة اللبنانية الى شبيهة بغداد. في حين لا يعترف أحد من القوى العظمى التي دعمتنا في خروج الجيش السوري وفي إنشاء المحكمة الدولية، لا يعترف أحد منها بالرئيس الجديد. ذهبت الى واشنطن لأناقشهم في هذه النقطة بالذات. وجدتهم يحيلونني الى موافقة البطريرك صفير التي لم أحصل عليها .
أما سعد الحريري فيشير دون أن يقول ان لكلا المرشحين التوافقيين أي ميشال اده وروبير غانم صلة بالنظام السوري قديمة، وهنا من سماهما البطريرك صفير، فلماذا يؤخذ على العماد سليمان ما هو مقبول عند غيره. واذا كان هناك من روايات مرتبكة حول هرب شاكر العبسي زعيم فتح الاسلام من نهر البارد، فإن للإرهاب صورة القادر على الهرب في كل مكان من العالم فكيف في لبنان.
يصر سعد الحريري على القول ان ترشيح العماد سليمان هو صناعة لبنانية مئة في المئة في سياق عنوانه السياسي لبنان اولا. لذلك فقد اتخذ قرار ترشيح سليمان منفردا ولم يناقش فيه أول الأمر إلا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وحليفه وليد جنبلاط اللذين وافقا على هذا الخيار السياسي وفق معطيات صيانة الهدنة اللبنانية. ثم تدرّج في التشاور الى من رأى أولوية في مشاورته من القوى المسيحية من تحالفاته. وتعمّد هنا ان لا يكون الترشيح جزءا من الحوار بينه وبين الرئيس برّي حتى لا يظهر الامر وكأنه استجابة لقوى المعارضة التي يفترض الجميع بمن فيهم الرئيس برّي ان العماد سليمان هو المرشّح الذي تدعمه المعارضة وتؤيده دمشق. لم تؤثر الخفة التي رافقت أسلوب إعلان ترشيح سليمان على جدية المضمون الذي أراد الحريري إيصاله من وراء ترشيح قائد الجيش.
من أين أتت هذه الواقعية السياسية وهذا التواضع السياسي وهذه الشجاعة على التسوية الى الحريري وجنبلاط؟ أم ان الترشيح كمين سياسي بدلا من الكمين الأمني الذي قيل ان حصوله سيجعل من ترشيح العماد سليمان حقيقة، على الجميع التعامل معها بإيجابية؟
لا شك في أن الكلام الذي صدر في الأوساط المسيحية عن تسمية المسلمين لرئيس الجمهورية، جعل الحريري يعيد حساباته في طريقة التعامل مع الانتخابات الرئاسية. فهو لا يريد اتهاما بأنه يبحث عن رئيس مطواع لسياسته، مما يعطي العماد عون مدّا جديدا من القوة في محيطه. ولا يريد للبطريرك صفير أن يكون محاصرا بين دور فرنسي تحوّل الى صندوق بريد للأسماء وسافر القائمون عليه الى بلادهم عند العقبة الجدية الاولى، وبين صراع سياسي يخوضه هو مع المعارضة الممثلة بالرئيس بري ولو أخذ شكل الحوار.
من هنا جاء ترشيحه لقائد الجيش وكأنه إجابة على المخاوف المسيحية لا يستطيع أحد بعد هذا الترشيح إثارتها. وقد نجح في ذلك بالتأكيد.
أما خارجيا فقد جاء مؤتمر انابوليس ليعيد رسم السياسة الأميركية في المنطقة وفق أولويات قديمة جرى استعادتها. فأصبح الموضوع الفلسطيني هو الأول والأساس ثم الملف السوري ويأتي لبنان في الدرجة الثالثة. وهو الترتيب الذي أرادته وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس وعمل عليه العاهل الاردني الملك عبد الله بن الحسين في زيارته الاخيرة الى دمشق.
نجح العاهل الأردني ومعه الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي في تحقيق الحضور السوري لمؤتمر انابوليس رغم عدم إدراج الجولان المحتل على جدول الاعمال بشكل رسمي.
ونجح الرئيس السوري في إخراج الدور الفرنسي من لبنان بواسطة الحلفاء والإبقاء على صلة وثيقة بالإدارة الرئاسية الفرنسية، يستفاد منها في الوقت الضائع بين الإدارة الأميركية الحالية والإدارة المقبلة.
من المبالغة القول ان هناك صفقة أميركية سورية يجري العمل عليها سواء في باريس أو في عمّان. لكن الأدق هو وصف العاهل الأردني زيارته الى دمشق بأنها عملية الحضن الدافئ الذي يهدئ من المخاوف السورية دون أن يضمن لها مكاسب. وهو الهدف نفسه الذي يعمل عليه الرئيس ساركوزي. والمؤكد ايضا ان إعادة النظر الأميركية بالأولويات يعطي النظام السوري فرصة للتفكير بدلا من العمل على مواجهة مستمرة. وهو ما تحقق من خلال القرار السوري بإلغاء مؤتمر المعارضة الفلسطينية في دمشق وفي طهران ايضا بعد أن أعلن الرئيس الإيراني عن استعداد بلاده لاستضافة المؤتمر وتمويله ايضا وهو ما لم يحصل.
ألا تكفي هذه الوقائع لترشيح رئيس عسكري بدلا من الفراغ السوري؟
لا شك بأن في سوريا من فوجئ ايضا بترشيح العماد سليمان بعدما كانوا يكررون أمام زوارهم من العرب والفرنسيين انهم يدعون اللبنانيين للصبر على فراغ رئاسة الجمهورية لمدة سنة تخرج فيها الإدارة الأميركية الحالية من البيت الابيض وتدخل إدارة جديدة قادرة على التفاوض مع دمشق. وبعد أن أظهرت دمشق تبرّمها من مراجعات العواصم المعنية لها بشأن الانتخابات الرئاسية اللبنانية بعدما نادوا لمدة 3 سنوات بمنعها من التدخّل.
لكن ترشيح العماد سليمان جعل الرئيس السوري يقف أمام عرض لا يستطيع رفضه. لا بد من الاعتراف هنا بأن الصياغة السياسية التي جاءت على لسان العماد سليمان إبان معركة الشمال وضعت إطارا واقعيا لمرحلة ما بعد انتهاء المعارك. برّأ سوريا من اتهامات دعم فتح الإسلام ، وكذلك فعل مع تيار المستقبل المتهم آنذاك بتمويل حركة الإرهابيين في بداية عملهم في المخيم.
لم تكن البراءة الصادرة عن قيادة الجيش الذي ضحى بالشهداء هي العنصر الاهم، بل ان الصورة السياسية التي رسمها كلام العماد سليمان هي الصورة المطلوبة للعلاقات بين الجهات المتحاربة في دمشق وفي بيروت.
هل ينجح العماد سليمان في نقل هذه الصورة الى الرئاسة دون الحاجة الى اشتباك؟
مجلة ويكلي ستاندرد الأميركية استعجلت الجواب فكان عنوان مقالها الرئيسي الديموقراطية اللبنانية تدفع ثمن انابوليس .