هل تحول “حزب الله” إلى “حزب الإصبع”؟

مقابلات مكتوبة 06 يونيو 2009 0

بيروت- ثائر عباس

مرشح “المستقبل” في “دائرة التوافق” ببيروت يرى أن لا أكثرية لاغية ولا أقلية معطلة بعد الانتخابات.
تأخر حزب الله حتى الساعات الأخيرة لإعلان موقفه بشأن “اتفاق الدائرة الثانية” في بيروت الذي وقع في الدوحة وتضمن تقاسم الأكثرية والمعارضة لمقاعدها الأربعة. ورغم أن الموقف الذي صدر عن الحزب كان يتجه للإيجابية بالنسبة إلى التصويت لمرشح “تيار المستقبل” نهاد المشنوق، بالإضافة إلى مرشح حركة “أمل” هاني قبيسي، إلا أن علامات الاستفهام لم تغب عند أصحاب القرار في ضوء استمرار ترشيح النائب السابق عدنان عرقجي (سني) القريب من حزب الله والذي أعلن أنه لن ينسحب و”السماء زرقا” محاكيا شعار “تيار المستقبل” الشهير.
ويوضح المشنوق، المستشار الإعلامي السابق لرئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، لـ”الشرق الأوسط” أنه يخوض “معركة حوار” بعد سقوط أسباب المعركة الانتخابية، أو على الأقل تضاؤل فرصها. ويقول: “تم الاتفاق في الدوحة على تقاسم مقاعد الدائرة الثانية في إطار جو التهدئة الذي كان سائدا ولعدم رغبة الأطراف المعنية في حصول اشتباك مباشر. فالدائرة الثانية أكثر دائرة تعبر عن لبنان، حيث أصوات المسيحيين تكاد توازي أصوات المسلمين، وأصوات السنة تتساوى فيها تقريبا مع أصوات الشيعة. وقد أعلن الرئيس (نبيه) بري التزامه الاتفاق، وكذلك فعل النائب سعد الحريري. وأقوم مع مرشح الحركة (قبيسي) بجولات مشتركة. وحزب الله أعلن أخيرا التزامه التفاهم”.
ويرى المشنوق أنه يقوم بـ”حملة حوار قبل أن تكون حملة انتخابية، وبين الخصوم قبل الحلفاء”، مشيرا إلى أنه “حتى الساعة يعتبر أن حزب الله هو حزب لبناني بعناصره وقياداته وهم أهلنا وإخوتنا وجيراننا. ولا أستطيع أن أتصورهم في موقع الخصومة المجنونة”. ورغم أن المشنوق يعترف بوجود “خلاف سياسي”، يؤكد في المقابل أن “هناك شيئا اسمه حوار بين الناس يجب أن يعاد إليه اعتباره”. ويقول: “هناك خلاف حول مسألة المحكمة (ذات الطابع الدولي) وسلاح المقاومة وآلية النظام، نستطيع أن نجلس ونناقش هذه الأمور. فالمحكمة أصبحت خارج لبنان سياسيا وجغرافيا. وأي خطاب في مسألة المحكمة موجه إلى رئيس المحكمة ولا علاقة لأي لبناني به مهما قمنا بمطالعات. ونحن غير معنيين ـ حتى كجمهور لرفيق الحريري ـ بتنفيذ الأحكام. نحن معنيون بإدانة المتهم وهذا ما نطلبه”. ويستغرب المشنوق تجاهل الآخرين “الكلام الإيجابي للنائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط الذي لا يتم أخذه في الاعتبار، ومن هذا الكلام قول سعد الحريري إن الاتهام لسورية هو اتهام سياسي وتأكيده على عروبة لبنان والتزامه القومي”. ويعتبر أن في هذا الكلام “استعادة للخطاب التأسيسي للبنانيين المعنيين بالتزامهم القومي وعروبتهم ومسؤوليتهم اللبنانية أولا”. ويضيف أن “سلاح المقاومة، وهو موضع ارتباك الآن لأن لا أحد يستطيع أن ينكر ما حصل في 7 أيار 2008 (عندما احتل حزب الله بيروت)”. ويشير إلى أن “مهمة الحوار هي إعادة هذا السلاح إلى هدفه الأصلي والأساسي، وهذه مسؤولية قيادة الحزب”. ويقول: “لا يجوز أن تعامل بيروت على أنها مدينة خائنة، وليس صحيحا أن ما جرى كان بمواجهة تيار المستقبل، بل كان بوجه المدينة. كما أنها لم تكن قضية سنية ـ شيعية. فمن قال إن الشوارع مقسمة في بيروت؟ الناس تعيش معا. وهل كان تأثير ما حصل أقل على التجار والسكان الشيعة من بقية البيروتيين؟ بيروت فيها 54 ألف ناخب شيعي تضرروا مثلهم مثل غيرهم”. ويضيف سائلا: “ما هذا المنطق الانتخابي الذي يقوم من خلاله كل قيادي سياسي من حزب الله باستعمال إصبعه ورفعه بوجه من لا يتوافق معه في الرأي؟ فهل أصبح حزب الإصبع المرفوع؟ ومن يهددون غير أهلهم؟ هذا لا يجلب سوى المزيد من الخلاف والحقد والكره. وهل يحمي الحقد السلاح؟ لا شيء يحمي السلاح في وجه إسرائيل إلا عنوان واحد هو السلم الأهلي. وتاريخ لبنان واضح فليراجعوه ليعرفوا أين نجح هذا السلاح وأين فشل”.
ويرى المشنوق أن لبنان يتجه إلى “الحوار حيث لا أكثرية لاغية ولا أقلية معطلة”، ويقول: “هذه ستكون نتيجة الانتخابات”. ويضيف: “14 آذار ستحصل على الأكثرية، لكن مع حلفائها الذين سينتقلون إلى مكان آخر، فيضطر القادة إلى التحاور وتسليم أمرهم لأقلية متوازنة لا مقررة. لن يكون لدى الرئيس ثلث معطل، بل التوازن لأنه هو المؤتمن على الدستور، وهذا دوره. وواضح أن الرئيس (ميشال) سليمان على قدر هذه الآمال على الرغم من الخطاب الانتخابي الذي يتعرض إليه أحيانا الذي سينتهي مع انتهاء الانتخابات”..