130830172839-exp-lead-intv-hisham-melhem-obama-middle-east-credibility-00012409-horizontal-gallery

مع اقتراب سباق الانتخابات التمهيدية لمنصب الرئاسة من نهايته في منتصف الشهر المقبل تزداد مخاوف الديموقراطيين من تحول مؤتمرهم العام في 25 يوليو في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الذي سيختار مرشح الحزب ويحدد برنامجه، إلى مسرح لمواجهات حادة بين مؤيدي هيلاري كلينتون التي تقترب من الحصول على العدد الكافي من المندوبين لضمان ترشيحها، ومنافسها بيرني ساندرز، الذي يبين فوزه يوم الثلاثاء بولاية اوريغون أنه باق في السباق حتى النهاية.

هذه المخاوف تأتي على خلفية تبادل الاتهامات الحادة بين ساندرز وقيادة الحزب الديموقراطي في أعقاب الاحتجاجات الصاخبة لمؤيدي ساندرز خلال مؤتمر للحزب في ولاية نيفادا يوم السبت الماضي حيث اتهم أنصار ساندرز قيادة الحزب بأنها منحازة لحملة كلينتون ولا تعامل حملة ساندرز بإنصاف. وفي الأيام الماضية وجه ساندرز انتقادات حادة ومباشرة لقيادة الحزب وقال إن أمامها خيار بسيط، إما فتح أبواب الحزب للناخبين الشباب الذين أيدوا حملته ليلعبوا دورا هاما في أحداث التغيير السياسي والاجتماعي المطلوب أو الحفاظ على الوضع القائم والآسن والمبني على نفوذ أصحاب المصالح الخاصة والأثرياء في الحزب.

المفارقة هي أن معظم المراقبين خلال السباق الجمهوري الذي تميز بشراسة نافرة هذه المرة بسبب هيمنة المرشح دونالد ترامب بفظاظته وشوفينيته عليه، توقعوا أن يكون المؤتمر الجمهوري مضطربا وحافلا بالخلافات الإيديولوجية والشخصية، وأن تحسم هيلاري كلينتون السباق لصالحها في وقت مبكر. ولكن المؤكد الآن هو أنها ستواجه ساندرز كمرشح قوي ويتمتع بتأييد حماسي من أنصاره وسوف يصر في حال حصولها على ترشيح الحزب، أن تأخذ مواقفه ومطالبه السياسية وتلك المتعلقة بتعديل وإصلاح النظام الانتخابي للحزب بجدية خلال صياغة برنامج الحزب الانتخابي ولاحقا في المعركة ضد المرشح الجمهوري المفترض ترامب. ويدعي أنصار كلينتون أن بقاء ساندرز في السباق سيحرم كلينتون من بدء التحضير لمعركة الانتخابات العامة ضد ترامب، وسوف يضعفها لأن انتقادات ساندرز ستوفر ذخيرة فعالة لترامب في المعركة المقبلة.

كلينتون لم تطالب ساندرز بالانسحاب من السباق أو تعليق حملته، لأنها تذكر ما يذكره الجميع من أنها رفضت في الانتخابات التمهيدية لسنة 2008 ضد المرشح باراك أوباما الذي كان لديه العدد الأكبر من المندوبين في مثل هذا الوقت في السباق، رفضت أن تنسحب من السباق وبقيت فيه حتى نهايته. ولكن كلينتون كما يقول المقربون منها تشعر بإحباط كبير لأن ساندرز لا يرفض تعليق حملته فحسب، بل لأنه يواصل تحقيق النجاحات في الولايات المتبقية، على الرغم من أن معظم المراقبين يستبعدون حصوله على ترشيح الحزب. ولكن ساندرز يصر على البقاء في السباق حتى المؤتمر ولا يتصرف كمرشح عادي بل كقائد لحركة تغييرية داخل الحزب وفي البلاد.

ومع أن معظم استطلاعات الرأي حتى الآونة الأخيرة كانت تبين أن هيلاري كلينتون سوف تفوز بالرئاسة إذا كان منافسها الجمهوري دونالد ترامب. ولكن آخر استطلاع لشبكة التلفزيون فوكس أظهر أن ترامب متقدما على كلينتون 45 بالمئة مقابل 42 بالمئة.

وفي استطلاع مماثل أجري في إبريل الماضي كانت كلينتون متقدمة على ترامب بسبعة نقاط . الاستطلاع ذاته أظهر أن المرشح ساندرز متقدما على ترامب بأربعة نقاط. وأظهر الاستطلاع ما أظهرته الاستطلاعات العديدة السابقة، من أن كلا من كلينتون وترامب يعانيان من مشكلة الصدقية، وأن هناك شرائح اجتماعية هامة تنظر إليهما بسلبية، وأنهما المرشحان الأقل شعبية وقبولا في العقود الأخيرة.

وبينما تواجه كلينتون احتمال حدوث شروخ إضافية داخل الحزب الجمهوري في الأسابيع المقبلة، يواصل ترامب محاولاته لمد الجسور مع فعاليات وأقطاب الحزب الجمهوري في واشنطن وخارجها. ومع أنه يواصل إصدار التصريحات المثيرة للجدل في مجال السياسة الخارجية وآخرها قوله إنه مستعد في حال انتخابه الاجتماع بزعيم كوريا الشمالية، وهو موقف يتعارض مع الإجماع السائد في البلاد، إلا أنه يواصل سعيه للحصول على مباركة “حكماء” الحزب في مجال السياسة الخارجية حيث التقى بوزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر الأسبوع الماضي، كما اجتمع هذا الأسبوع بوزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر لمناقشة القضايا والنزاعات الخارجية.