“نهاية الاسبوع” مع نجوى قاسم – نداء الى خادم الحرمين الشريفين: الطائف في خطر

مقابلات تلفزيونية 18 سبتمبر 2009 0

س- إذا كان التكليف الأول تمّ بأصوات أكبر من التكليف الثاني وانتهى الى الإعتذار بعد مشاورات واتصالات دامت حوالى 80 يوما، فكم من الوقت سيلزم لتشكيل الحكومة؟ وهل هناك حكومة؟
ج- بالتأكيد ستكون هناك حكومة. أما مسألة الوقت فأنا لاأعلّق عليها أهمية كبيرة، ويجب ان نبدأ الكلام بأنه توجد أزمة سياسية تتعلق بآلية النظام وبالحكم في لبنان، ولا تتعلق بآلية تشكيل الحكومة.

س- هل هذا يعني ان النظام في مأزق؟
ج- أعتقد اننا دخلنا في مأزق له علاقة بالنظام هذا صحيح، وأنا بالأمس وجّهت نداء في صحيفة “الشرق الأوسط” وفي كل الصحف اللبنانية الى خادم الحرمين الشريفين باعتبار ان هذا الأمر يحتاج الى حماية وليس الى رعاية.

حجم الأزمة أكبر بكثير من مسألة تشكيل الحكومة أو مسألة عدد الأصوات التي يمكن ان يحصل عليها رئيس الحكومة المكلّف، هذه مسألة تتعلق بآلية النظام، وهذا كلام يتطوّر ويتطوّر منذ سنوات الى ان كان اتفاق الدوحة السيء الذكر والنتيجة، والآن دخلنا في جو الدوحة في الجانب السلبي فقط، بمعنى انه في اتفاق الدوحة كان هناك جانب يتعلق بالسلم الأهلي وبالهدوء والتفاهم والحوار، وهذا مازال ساري المفعول، وأنا لا أعتقد ان الحوار توقف أو ان إمكانية التفاهم انقطعت، ولكن حجم الأزمة الموضوعة على الطاولة أكبر بكثير من الظاهر منها ، وأكبر بكثير من مسألة تسمية رئيس حكومة أو تشكيل حكومة برضا هذا الطرف او ذاك.

س- إذا كان النظام في مأزق، هل هذا يعني ان لبنان يحتاج الآن الى طائف جديد أو دوحة جيدة أو الى دستور جديد؟
ج- أنا أعتقد ان لبنان يحتاج الى تفهّم جدي لطبيعة الأزمة التي نعيشها من الدول المعنية سواء في الطائف أو في الدوحة أو في أي عاصمة عربية أخرى، والتعامل مع هذه الأزمة بحجمها الحقيقي وبمضمونها الحقيقي.

س- اللبنانيون معروفون بأنهم بارعون بالشعارات فكان هناك شعار تفاهم الـ س- س لكي يحصل تشكيل حكومة في لبنان، واليوم نسمع تسمية تفاهم أ- أ، أي أميركا – إيران، يعني سعودية سورية، اميركا – إيران ، هل هذا هو مربع سياسة لبنان فعلا اليوم؟
ج- انا أعتقد ان الشعار المتعلق بالسعودية وسوريا ليس براعة أو شطارة، بل هذه وقائع لها علاقة بتاريخ البلد وبطبيعة القوى السياسية الموجودة، وموضوع أميركا وإيران أعتقد انه اكبر منا وأكبر ايضا ممن يفكّر انه يستطيع أن يستفيد منه بالجانب اللبناني، أيا يكن هذا الذي يفكّر بذلك ، وبأن باستطاعته المجيء بأميركا وإيران الى لبنان ليتفاهموا عليه. فالمشكلة الأميركية -الإيرانية أكبر بكثير من لبنان، تكاد تكون أكبر من المنطقة.

أما مسألة إمكانية التفاهم السوري- السعودي على الإستقرار في لبنان وتحقيق مزيد من التفاهم، فهذه إمكانية موجودة دائما وحقيقية، وقد حدث في بداية التكليف الأول للرئيس الحريري ان كان هناك تفاهم سوري- سعودي ما على تشكيل هذه الحكومة وتسهيل أمرها وتسهيل أمور الرئيس المكلّف، ولكن الجانب السوري لأسباب تتعلق بتطورات كثيرة ربما جرت معه وحوله المزيد من الإرتباك والمزيد من الإشتباكات السياسية، وأنا اليوم قرأت انه هناك أمر ما في تركيا مع الجانب التركي يتعلق بالدور السوري في استقرر المنطقة، وأعتقد ان القيادة السورية تاريخيا كانت أكثر التزاما بما تتفاهم عليه مع تركيا من تفاهمها مع أي جهة عربية أو إقليمية أخرى.

س- يبدو من كلامك وكأنك توحي بأن هناك في لبنان أطراف تحاول الإستفادة من الأزمة أو الإستفادة مما يحصل بين أميركا وإيران داخليا، ولكن هناك من يعتقد انه العكس هو ما يحصل، ولبنان يُستخدم من قبل هذين الطرفين في مشكلتهما؟
ج- أنا لم أقل انه توجد أطراف تحاول الإستفادة من الأزمة الأميركية-الإيرانية ، إنما قلت ان الصراع الإيراني – الأميركي أكبر بكثير من لبنان. فاللبنانيين لا يستطيعون الإستفادة منه، ومن يعتقد انه يستطيع الإستفادة فهو واهم، فهذه أزمة دولية كبرى تتعلق بمنابع النفط وبأمن إسرائيل وبالنووي، وبالتالي لا يمكن القول ان المطلوب تفاهمهم على تشكيل الحكومة اللبنانية، بصرف النظر عن تأثيره على الساحة اللبنانية، ولكن إذا كان لهما من تأثير فهو بالتأكيد تأثير سلبي.

س- لقد اعتبرت في إحدى المقابلات التلفزيونية انه لا توجد أطراف لبنانية تستمع الى الموقف الأميركي في هذه الأيام؟
ج- أنا قلت لا يوجد تجاوب لبناني مع الطلبات الأميركية، وبالتالي الموقف الأميركي واضح والإدارة الأميركية أبلغت موقفها الى جميع المعنيين بأنها غير موافقة على صيغة 15+10+5 وغير موافقة على استعجال زيارة رئيس الحكومة اللبنانية الى دمشق ، بينما رئيس الحكومة المكلّف أكد منذ ثلاثة أيام ان زيارته لدمشق قائمة بعد تشكيله الحكومة، وأكد عند تكليفه الجديد أول امس ، ولكي أستعمل تعبيرا دقيقا ، ان روح الصيغة لا زالت موجودة، فلذلك عندما نسمع هذين الجوابين على هاتين النقطتين الرئيسيتين لا يمكن ان نفترض ان هناك من يتجاوب مع مطالب الإدارة الأميركية أو الرأي الدبلوماسي الأميركي ، بل بالعكس أنا أعتقد ان الرأي الدبلوماسي الأميركي فقد جزءا كبيرا جدا من تأثيره في السياسة اللبنانية أو في السياسيين اللبنانيين.

س- هل مازالت صيغة الـ15+10+5 مقبولة خاصة اننا لم نسمع من الرئيس المكلّف انه يتعهد بتشكيل حكومة وحدة وطنية مثلما حصل في التكليف الأول؟
ج- الرئيس المكلّف قال كلاما واضحا عندما قال انه سيسعى الى مشاركة أوسع مروحة ممكنة من الأطراف السياسية اللبنانية، وقال أيضا انه مازال على رأيه في حكومة الإئتلاف الوطني.

أنا أقول لكِ كلاما دقيقا ، روح صيغة 15+10+5 لا تزال في مكانها ، أما في ما خص موافقته على هذه الصيغة في التكليف الأول فمن الواضح ان موافقته المسبقة على هذه الصيغة لم تعطه نتيجة إيجابية لحركته. لذلك لا يمكن أن نطلب منه سلفا وأن يوقّع علنا على صيغة لم تقدّم له نتائج إيجابية في الماضي. الآن ربما في المفاوضات يتم إيجاد أجوبة لا نسمعها على شاشات التلفزيون وتكون مُريحة لجميع الأطراف.

أعود وأؤكد ان الدور الأميركي والدور الإيراني بهذا المعنى أؤكد انه في الأدوار الأميركية الثلاثة الأولى هو دور سلبي بقراءة الرئيس المكلّف لعلاقاته مع الأطراف السياسية اللبنانية ، وبقراءته لعلاقات لبنان يبسوريا بعد تشكيل الحكومة، وهو مُلح ومُصر ويؤكد بأنه سيقوم بالإشراف على حسن العلاقة مع سوريا بإقامة علاقات طبيعية وزيارة دمشق بعد تأليف الحكومة، وان روح صيغة 15+10+5 لا تزال موجودة ، إنما هذا كلام يدور بين الأطراف ولا يدور في الإعلام، وبالتالي ما أهمية القول بالإعلام؟ أنا ملتزم بالـ15+10+5 في الوقت الذي لم يقدّم له الإلتزام الأول أي دفع إيجابي لتشكيل الحكومة.

س- إذاً نحن أمام هامش جديد للمناورة؟
ج- كلا، لسنا أمام مناوات ، نحن أمام مسعى جدي من قبل الرئيس المكلّف للحوار الداخلي، وأنا بالأمس وجهت نداءا الى العاهل السعودي أناشد فيه أو أرجو فيه أو أستنجد بالعاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين ليعود الى دوره بحماية اتفاق الطائف وحماية الصيغة اللبنانية التي تعني الإستقرار العربي، وتوجّهت أيضا للرئيس الأسد بكلام واضح وقلت فيه ان اتفاق الطائف هو عنوان عروبة لبنان، وبالتالي هذه العروبة تسري على كل المدن السورية وعلى كل الشعب الذي دفع الثمن الغالي من أجل الوصول الى اتفاق الطائف.