“نهاية الإسبوع” – مبادرة وزراء الخارجية العرب لحل الازمة في لبنان

مقابلات تلفزيونية 18 يناير 2008 0

س- هل فعلا لبنان أمام فرصة المبادرة الأخيرة أو الفرصة الأخيرة؟
ج- دائما هناك فرص، ولا يوجد شيء في السياسة إسمه فرصة أخيرة، ولكن الواضح ان هذه الفرصة المتاحة الآن المسماة مبادرة عربية، ليست فرصة حقيقية، والأبواب السورية ليست مفتوحة لها رغم كل ما يُقال.

س- بأي معنى هي ليست فرصة حقيقية هل بسبب الممانعة السورية فقط؟
ج- هناك تحالف الأقليات السياسية اللبنانية عبّر عنه الوزير سليمان فرنجية منذ يومين، يقول بأن العلاقة أو الإلتزام بالسياسة السورية هو حماية لهذه الأقلية وأن هذا أمر مقرّر بمواجهة المجموعة العربية الأخرى، التي هي أوسع مروحة من الدولة العربية، وعبّر عن ذلك بتوجيه الكلام الى مصر والسعودية.

فالواضح تماما أنه لم يعد أحد يخفي أوراقه، وكل الأوراق على الطاولة، وهناك من يقول في لبنان، مجموعة أقليات سياسية تقول، نحن نجد في التحالف مع سوريا الفرصة الوحيدة لإعادة تشكيل لبنان من جديد، وهذا الأمر يتعارض مع السياسة المصرية والسعودية.

س- عندما تقول تشكيل لبنان من جديد فهذا يعني أن المسألة تتخطى مسألة رئاسة الجمهورية وتتخطى مسألة الحكومة؟
ج- لا نقول تتخطى ، ولكن هذا جزء من التشيكل، الى ان يأتي وقت الإنتخابات النيابية في عام 2009، ويُعاد تشكيل التمثيل السياسي من جديد.

الموضوع واضح جدا، وهو ان القيادة السورية تجد في التفاوض مسألة بحد ذاتها وليس بالضرورة أن يوصل التفاوض الى نتيجة، لذلك دائما هناك مفاوضات وفرص جديدة ، ودائما هناك تعامل مع هذه الفرص، باعتبارها وسيلة لمزيد من المفاوضات ولمزيد من كسب الوقت.

آخر المعلومات الجدية في هذا الموضوع ان هناك نوع من إعادة الإتصال بين الفرنسيين والسوريين بدأ بين دمشق وباريس، الى أين سيصل؟ لا أعرف ، ولكن أعتقد أن هذا يؤشر أنه لا توجد رغبة بإنجاح المبادرة، ولا توجد موافقة على القراءة العربية للمبادرة نفسها.

إذا اردنا التكلم بالتفاصيل سيلزمنا الكثير من الكلام، لكن المعروف ان الإشكال هو حول الحكومة ورئاسة الجمهورية، والأكثرية والأقلية، والثلث المعطّل والنصف زائد واحد. أنا رأيي ان كل هذا أوهام لا يعبّر عن الواقع، والذي يعبّر عن الواقع فعلا هو الكلام الذي يقول بأن بوابة السياسة العربية لهذه المجموعة السياسية هي دمشق، بينما يقول آخرون أن البوابة العربية للبنان هي الإتفاق العربي.

س- هل نفهم من كلامك ان ما حدث في إجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي أنتج هذه المبادرة بموافقة السعودية وسوريا ، وطبعا بموافقة مصر ورعاية الجامعة، كان في سياق تمديد المفاوضات لتمديد الأزمة؟
ج- طبعا، تمديد المفاوضات لكسب الوقت، لأنه تبيّن بالأمس ان هناك ترجمة سورية للمبادرة العربية التي وافقت عليها في القاهرة، وهناك ترجمة للجامعة العربية التي عبّر عنها الأمين العام بالقول انه “لا إستئثار ولا تعطيل”، بمعنى ألا تأخذ الأكثرية النصف زائد واحد، ولا الأقلية تأخذ الثلث المعطّل، وهو أمر طبيعي في الوساطة.

فالصيغة أو الترجمة للمبادرة التي تقدّم بها الأمين العام للجامعة أمس، واضحة بأنها أخذت من الأكثرية النصف زائد واحد، ومنعت الأقلية من الوصول الى الثلث المعطّل.

ولكن فورا، بدأت ردود الفعل على انه ليست هذه هي الترجمة ، هذا الكلام ليس دقيقا، ونحن لا نوافق، وبأحسن الأحوال نقبل بثلاث عشرات، بمعنى عشرة للأكثرية وعشرة للأقلية وعشرة لرئيس الجمهورية.

أنا أعتقد ان هناك كثير من قوى المعارضة لا تريد وصول العماد سليمان الى رئاسة الجمهورية، وهناك من يسمع لها في دمشق، ويعتقد أنها على حق. وإذا كان لا بد من المجيء به فسيكون ذلك في وقت متأخر ووسط زنار من الضمانات الممكن إعتبارها سياسيا غير منطقية وغير عقلانية.

س- بالنسبة لسوريا هناك من يقول، انه على الأقل في ما يتعلق بالقمة العربية التي يجب عقدها في دمشق، بعد حوالي شهرين على الأقل ، يمكن الوصول الى حل توافقي ولو مؤقت في لبنان؟
ج- كيف سيتم الوصول الى حل توافقي مؤقت في لبنان وتُعقد القمة العربية في دمشق، وهناك قوى سياسية لبنانية للمرة الأولى، وربما منذ سنوات تهاجم السعودية ومصر، وتعتبر ان ترجمتها للمبادرة العربية ترجمة غير عادلة وغير عاقلة؟.

دعيني أذكرك في المرة الماضية، قلت لك لا جلسة لمجلس النواب. اليوم أقول لك لا قمة عربية كاملة في دمشق، وأصلا القيادة السورية لمّحت عدة مرات أنها قد تطلب عقد هذه القمة بالقاهرة، بالمقر الرئيسي للجامعة العربية بدلا من عقدها في دمشق، لكي لا تعتبر القمة أداة من أجل ليّ الذراع السياسية لسوريا.

س- المعارضة في سوريا في كثير من الأحيان، وخاصة بعد زيارة دايفيد وولش الى لبنان فجأة، تُحّمل الطرف الآخر المسؤولية تحت شعار ان الأميركيين يريدون هذا الحل أيضا؟
ج- ما هو هذا الحل؟.

س- ربما التوافق؟
ج- التوافق شيء والثلث المعطّل شيء آخر، ما حدث في الجامعة العربية هو الصياغة الطبيعية لأية تسوية منطقية، وهو حرمان الأكثرية من النصف زائد واحد، وعدم إعطاء المعارضة الثلث المعطّل.

ليس هناك من عاقل لا في لبنان ولا في العالم العربي، ولا في المجتمع الدولي يمكنه القبول بمنطق الثلث المعطّل، هذا منطق تعطيلي، وليس منطق بناء دولة ولا منطق بناء جهاز سياسي. لقد إعتقدت الأكثرية وخاصة سعد الحريري بأنه قدّم تنازلا كبيرا بتسمية العماد سليمان مرشحا للرئاسة الذي هو تاريخيا قريب من المعارضة، وقريب من النظام السوري، فتبيّن ان الشروط الموضوعة على أي مرشّح حتى من 14 آذار ، هي الشروط الموضوعة على العماد سليمان وبالتالي لا إمكانية للوصول الى نتيجة.

هناك إتجاهان مختلفان كليا ، إتجاه يقول ان التفاهم مع سوريا هو الباب لدخول العالم العربي، وإتجاه يقول بأن عروبة لبنان تنطلق من الإتفاق العربي وليس من الإختلاف العربي، بالوقوف الى هذا الجانب أو ذاك. لذلك لا يمكن أن يتوصلوا الى إتفاق وستشتد الأزمة، بمعنى العلاقات السورية- العربية والعلاقات السورية – الأوروبية، ولكن مرة أخرى بعد 27 الجاري ستنتهي المبادرة العربية، وتبدأ المبادرة الفرنسية من جديد، وندخل في مفاوضات أهم ما فيها انها تُكسب المعارضة والنظام السوري وقتا جديدا.

س- المعارضة ما تقوله، خاصة لناحية أوساط الرئيس بري الذي أنت قريب منه ، ان هناك إتفاقات يتم الوصول إليها وتنسحب منها الموالاة، خاصة الشيخ سعد، كيف تنظر الى هذا الكلام؟
ج- أنا أتمنى أن أكون قريب من الرئيس بري.

س- أقصد أنك تلتقيه من وقت الى آخر، وأتمنى ردّك على سؤالي؟
ج- أنا كتبت ما سأقوله عدّة مرات، باعتقادي ان الرئيس بري في هذا الموضوع يحمّل ضميره السياسي، نعم هناك مفاوضات تمت، وهناك صيغ وُضعت، ولكن لم يتم الإتفاق بشكل نهائي على أي صيغة من الصيغ.
ربما تقصدين بهذه المفاوضات والمبادرات، المبادرة الفرنسية والصياغة الفرنسية الأولى. فبالنسبة لرئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة، هناك صياغة فرنسية أعلن النائب سعد الحريري انه لا يوافق عليها، في وقت يقول الرئيس بري العكس، بأن سعد الحريري وافق عليها ثم بدّل رأيه ورفضها.

س- هل تتوقع حصول تقدّم في محادثات الامين العام للجامعة في دمشق؟
ج- أعتقد كإستنتاج انه لا تغيير إستراتيجي بأي خطة موضوعة.

===