“نهاركم سعيد” – لبيروت منزوعة السلاح

مقابلات تلفزيونية 29 أغسطس 2010 0

س – كل يوم هناك حدث جديد، وكل حدث يبدو أخطر من حدث، هل هو قدرنا ومصيرنا أن نذهب مجدّداً نحو الفتنة؟

ج – قدرنا ومصيرنا الوقوف بوجه الفتنة وليس الذهاب نحو الفتنة، فهناك فرق بين القدر والمصير، وبين أخطاء أو قرارات سلبية تتخذها جهات في مدينة بيروت أو في غير مدينة بيروت، ويعتبرون أنفسهم انهم باستطاعتهم ان يخطئوا كل مرة دون ان يحاسبهم أحد ودون سؤالهم عما حصل .

هذه المرة أعتقد ان هناك إجماع شعبي، وهناك لجنة وزارية وبيانا صادر عن قيادة الجيش، وكلام صادر عن رئيس الجمهورية يؤكد ان هذه المرة ليست ككل المرات السابقة على الأقل ماهو ظاهر حتى الآن.

س- لقد قال الرئيس الحريري لن تكون هذه المرة شعارات، وغداً هناك اجتماع للجنة الوزارية، كذلك الهيئات المنتخبة في بيروت التي دعت الى بيروت منزوعة السلاح وكما تقولون ان هذه كرة ثلج سوف تكبر؟

ج- نحن اجتمعنا في كتلة “المستقبل” والهيئات الاقتصادية اجتمعت، والهيئات المنتخبة اجتمعت، واللجنة شُكلّت في مجلس الوزراء برئاسة الرئيس الحريري، وكل هذا مؤشرا بأن هذه المسألة لن تطوى إلا بتحقيق بيروت منزوعة السلاح.

س- كيف يمكن تحقيق هذا الموضوع ؟

ج- بقرار سياسي ليس خاضعاً لمسألة كيفية حدوث ذلك، هذه المسألة تحتاج الى قرار سياسي .

س- يقول الوزير بارود انه في العام 91 شُكلت لجنة وزارية لجمع السلاح ومن وقتها المشكلة موجودة ولا أحد يستطيع نزع السلاح؟

ج – نتمنى لو انه في عهد الوزير بارود تحل المشكلة، فهناك فرق بين منطق جمع السلاح وبين إعلان بيروت مدينة منزوعة السلاح، فلا أحد يقول ان حملة عسكرية ستشن لتجريد الناس من السلاح، ولكن الفكرة المطروحة، ان السلاح الحزبي الموجود في بيروت والذي لا مبرر له غير العمل والتشجيع على الفتنة، وغير التشجيع ايضاً على اشتباكات داخلية، وغير إهانة الناس وإحراق بيوتهم وأرزاقهم وممتلكاتهم وكراماتهم، هذا السلاح لابد من اتخاذ قرار سياسي بأنه نفس الجهات التي تملكه بأن يخرج من المدينة، لأنه لا علاقة له بأمن المدينة، ولا علاقة له بالمقاومة في المدينة، ولا علاقة له بحفظ كرامات الناس ولا يشجع على الصلاة في المدينة.

المنطق أصبح مريضاً، وأصبح لزاماً عليهم ان يخرجوا من هذا المنطق الذي يتكلمون به وكأنه أمر طبيعي أن تكون مدينة مثل بيروت فيها 40 بالمئة من سكان لبنان ليلاً و50 بالمئة في النهار، ومنها 75 بالمئة من الإقتصاد اللبناني، أي نسبة عاليه مركزية، وفي نفس الوقت كل هذا الأمر مرهون بإرادة هذه الجهة أو تلك من المجموعات الحزبية المسلحة التي تقرر منذ سنتين او أكثر، منذ 7 أيار حتى اليوم، بأن أملاك الناس وأرزاقها ليس بالضرورة أن تكون محفوظة ومُصانة، وانه بالإمكان الإعتداء عليها ساعة يشاؤون دون أن يحاسبهم أحد أو يسألهم .

هذه المرة ليس فقط اللجنة الوزارية، وليس فقط قيادة الجيش، ولا أي جهة أخرى فقط، هذه المرة المجتمع المدني هو أكثر جهة معنية بالدفاع عن نفسه وعن كرامته، وهؤلاء أهل بيروت معنيين أيضاً بأنه حان الوقت ليقولوا سنقوم بمقاومة مدنية للمحافظة على هذه المدينة والمحافظة على أهلها التي تضم كل الطوائف وكل الأحزاب وكل الإتجاهات وكل الأطراف، ولايمكن أن يُقال ان هذا الشارع يخص هذه الجهة أو هذا الشارع يخص هذه الطائفة، فكل الشوارع فيها كل المذاهب من المتحف الى السمرلند حيث حدود بيروت، لا يمكن لأحد أن يدّعي انه عنده منطقة نظيفة، أو من أي طائفة لبنانية أو من أي اتجاه لبناني سياسي، ما يحصل هو ظلم للناس لا بد من أن يتوقف بأي شكل من الأشكال .

س- اذا كنت تعتبر ان شعار بيروت منزوعة السلاح لايطبّق بالقوة فكيف يمكن تطبيقه؟

ج- بقرار سياسي، وفخامة رئيس الجمهورية في خطابه أول أمس خلال الإفطار في قصر بعبدا قال: ان هذه المسألة لن تتكرر. وهذا جيد ولكن كيف لن تتكرر؟ عملياً مطلوب منه، وأنا ناشدته منذ اليوم الأول لوقوع هذه الأحداث بدعوة هيئة الحوار ويجمعها في القصر الجمهوري كما فعل بالنسبة لما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية، للبحث في مسألة بيروت منزوعة السلاح، فهذه المسألة لا تقل أهمية عن أي عنوان عريض مطروح على هيئة الحوار, لذلك سأبدأ بنداء لأهل بيروت الذين يجب ان يمارسوا الضغط بالمقاومة المدنية والإعلان اليومي بضرورة أن تكون بيروت منزوعة السلاح، لكي يشعر هؤلاء الكبار وأن يتركوا القضايا الكبرى في فلسطين والحرب في العراق وينظروا قليلاً الى هؤلاء الناس المليون ونصف شخص الذين يعيشون في هذه المدينة.

س- لكن كيف يمكن فصل بيروت وكما ردّت مصادر المقاومة أو “حزب الله” بأن تكون بيروت “موناكو” وهناك جبهات أخرى في غير مكان ،وبالتالي هل يمكن فصل بيروت عن محيطها ؟

ج- ولكن هل يمكن الإبقاء على بيروت بيئة معادية؟ هذا السؤال المطلوب الإجابة عليه. يوجد سلاح للمقاومة، وبالمناسبة أنا من سنة 2006 حتى اليوم أنا مع سلاح المقاومة، أنا مع المواجهة العسكرية مع إسرائيل سواء في غزة أو في لبنان أو أي منطقة عربية فيها أراضي محتلة، وهذه مسألة مفروغ منها لا علاقة لها بما يحصل في بيروت، وكذلك لا أحد يطالب بفصل بيروت عن المحيط المطلوب، فصل بيروت عن السلاح الذي لا يقدّم شيء منذ ثلاث سنوات حتى اليوم، سوى خراب بيوت الناس، هل هي البيئة لهذا السلاح التي يجب ان تكون بيئة صديقة أم بيئة معادية؟ ما هو حاصل يومياً هو تحوّل البيئة الموجودة في مدينة بيروت الى بيئة معادية. هل مصلحة سلاح المقاومة أن يكون موجوداً في بيئة معادية له؟ فليشرحوا لنا ماهو الفرق وهم كل شعاراتهم قائمة على ان سلاح المقاومة هو الذي رفع رأس اللبنانيين وهو الذي حمى كرامة اللبنانيين، وهو الذي واجه الجيش الأقوى في المنطقة، وهو الذي صمد في حرب تموز، وهذا كلام كله صحيح وسليم، لا أحد ينكر على المقاومة هذا الدور ولكن هذا لا علاقة له بالمدينة وبحق الناس بالحياة ولا علاقة له بحق الناس بحفظ كراماتها . هذا السلاح في بيروت مهمته إهانة كرامات الناس وليس حفظ كرامات الناس، ومهمته تخريب بيوت الناس وأرزاقها وممتلكاتها وليس حفظها. السلاح في الجنوب وفي المناطق المحاذية لإسرائيل له معنى آخر .

س – طرح مسألة السلاح بهذا الشكل ألا تعتبر ان فيه تحدي يؤدي الى المزيد من التوتر والتمسك بهذا السلاح؟

ج- اولاً يُقال لا يموت حق وراءه مطالب، نحن كمجموعة سياسية وكجمهور رفيق الحريري هذه المسألة لن نتراجع عنها تحت أي ظرف من الظروف، وهذا ليس تحدياً، هذه دعوة لحياة كريمة ولعودة بيروت مدينة حاضنة ليست معادية ولا كارهة ولا حقودة .

أنا اسأل من أحصى البيوت التي احترقت أو أصيبت إذا كانت من هذا الإتجاه السياسي أو من هذه الطائفة أو من هذا المذهب، بالعكس كل الناس تضررت، وكل الناس خرّبت بيوتها في الإشتباك الذي وقع. عندما وقعت أحداث عاشة بكار منذ أقل من سنة طرحت ذات الشعار وأنا بدأت بطرح هذا الشعار، وكانت النتيجة مغمغة الموضوع، والجيش بريء ولا يجوز التعاطي مع الجيش، وما الى ذلك. وبالتالي لم تتم محاسبة أحد فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة أن الموضوع تكرر مرة أخرى، وبالتالي لا أحد يقف عند كلامه إذا اخطأ، ولا أحد يقف عند موقفه إذا كان مسيئاً، ولا أحد يقف عند سلاحه إذا كان السلاح مهين لكرامات الناس ولمفاهيمها. أصحاب هذا السلاح ان كان هذا سلاح المقاومة أو من أي سلاح حزبي آخر موجود في بيروت، لأن هذا الأمر لا يتعلق فقط بسلاح المقاومة، بل بكل التنظيمات الموجودة. أصحاب هذا السلاح لا يمكن ان ينتظروا من الناس ان يروا في هذا السلاح سلاح صديق أو سلاح حليف أو سلاح حبيب أو أي سلاح يتعلق بالدفاع عنهم وبالدفاع عن كراماتهم وعن حياتهم . ولذلك لا يُعقل ربط الأمور ببعضها البعض، وفي النهاية نجد ان كل الناس يتصرفون وكأنهم معصومين عن الخطأ، كلهم أئمة معصومين ونحن من هؤلاء ايضاً، حتى لا يكون الكلام لجهة دون أخرى .

كل ماحدث منذ العام 2008 حتى اليوم بالاشتباكات الثلاثة وبالاعتداءات على الناس، هل هذه قرارات سليمة ومنطقية وعاقلة؟ أليس هناك من يخطىء؟ وأليس هناك من يعترف بأنه أخطأ؟ وأليس هناك من يعترف بأن هؤلاء الناس الموجودين في هذه المدينة يستحقون الكلمة الطيبة، ويستحقون كلمة عن مقاومتهم التي بدأت قبل هذه المقاومة، كلمة طيبة عن عروبتهم المستمرة والدائمة والأكيدة والسلمية، كلمة طيبة عن لبنانيتهم، عن تأييدهم للمقاومة في أصعب الظروف، كل هذا ألا يريد أحد ان يعترف به، وبالتالي لا أحد يريد ان يعترف، إلا ان هناك مؤامرة عليهم، ولا شيء آخر غير القرار بأن يظهروا على التلفزيونات والقول بأن هناك مؤامرة علينا ونحن ضحايا؟ ولكن ضحايا مَن؟ أنتم ضحايا أنفسكم، وأنتم ضحايا إدارتكم السيئة للموضوع، وأنتم ضحايا وجودكم العسكري غير المبرر بين الأحياء وبين البيوت وفي الزواريب.

آن الآوان أن يتصرفوا كبشر، وان يقولوا اننا أخطأنا هنا ونريد أن نصلّح الأمور، وعلاقتنا مع هذه المدينة يجب مراجعتها ويجب ان نرى ماذا نفعل؟

ولكن نجد ان كل البحث يدور حول ان هناك تحقيق لمعرفة كيف وقع الحادث كما في السابق، كيف وقع الحادث الذي وقع من قبل، وكيف سيكون هذا الحادث غداً ، وبالتالي ولا مرة هناك تفكير بأن هذه البيئة هذه المدينة العظيمة التي تستأهل فعلاً حفظ كرامة أهلها، وحفظ أرزاقهم وممتلكاتهم وأولادهم ونساءهم وعجائزهم، أليس هناك من يفكر للحظة بأنه اخطأ؟ انما الكل معصوم عن الخطأ ماهذا المنطق، هذا منطق مرفوض .

س- لكن هنا المسؤولية هي مسؤولية كل القوى السياسية أن تتعاون في هذا الموضوع فإذا لم يتعاونوا أو يتجاوبوا، وإذا صدرت قرارات لم ينفذها أحد ماذا سيحصل؟

ج – لا يمكن أن يصدر أي قرار عن هيئة الحوار وهناك جهة سياسية لا تنفذ، هو مشارك في هيئة الحوار، وأي جهة معنية مشاركة في هيئة الحوار عليها مناقشة الموضوع في الداخل وأن تصل الى نتيجة، أما الإتفاق او عدم الإتفاق. ايضاً نحن لن نتراجع عن هذا المطلب بالحسن، بالكلمة الطيبة، بالدعوة الى التفاهم، بالسلم بالمقاومة المدنية، بالإصرار، نحن لن نتراجع عن هذا المطلب، وهذا المطلب ليس موجهاً ضد أحد، وكأن هذا الامر نخلعه من المدينة، بالعكس نحن ننزع السلاح الذي يسبب الفتنة لهذا الاحد ولسلاحه، ويسبب الفتنة لقدرته على التفاهم مع محيطه ومع بيئته.

س- تقول انه شعار لا يستهدف سلاح المقاومة ولكن أليس هذا مقدمة لنزع سلاح المقاومة؟

ج – ابداً دعينا لا نخلط الأمور ببعضها، ودعينا لا نكبّر الكلام وكأنه هناك مؤامرة، فليس هناك مؤامرة ولا من يريد أن يتآمر، إنما هناك مدينة من حقها الطبيعي أن تعيش بكرامتها وباستقرار وبأمان . تجربة وجود السلاح الحزبي في بيروت منذ سنة 2008 حتى الآن هي تجربة لن تحقق إلا خراب البيوت وإهانة الكرامات، ويكفي صور النساء والأولاد وهم يهربون من جحور الإشتباكات ليلة أحداث برج ابو حيدر والبسطة، وكيف كانوا يجرون أولادهم ويركضون بعد الإفطار وفي شهر رمضان الكريم الذي كلنا نفتخر انه شهر القيم، وشهر المُثل وشهر التعبد والإتجاه أكثر الى الله سبحانه وتعالى. ما حدث هو اتجاه الى الشيطان وليس الإتجاه الى الله سبحانه وتعالى، وبالتالي كفى المغالاة بهذا الأمر، وكفى الحديث عن مؤامرات، والحديث عن تخيلات وسيناريوهات. السيناريو الوحيد الموجود أمامنا هو مزيد من التعرّض للخراب، والمزيد من التعرّض للمشاكل والمزيد من الفتنة، إذا لم يكن هناك قرار جريء .

س- ماهي الضمانة التي تقدمونها بأن ليس هناك مؤامرة، والبعض يتحدث عن ان هذا يتم بدفع خارجي من قوى تستهدف المقاومة وتريد نزع سلاحها؟

ج- هذا كلام يُستعمل عادة كي لا يعترف الواحد بخطئه، ولكي لا يعترف بأنه مذنب، ولكي لايعترف بأنه لابد من مراجعة كل مسألة السلاح في بيروت، هذا كلام كبير دائماً يُستعمل للتغطية على الأشياء الحقيقية بأنه هناك مؤامرة وجهة كبرى تسعى الى نزع سلاح المقاومة . بالتأكيد إسرائيل تريد نزع سلاح المقاومة، وبالتأكيد هناك قوى عربية ودولية تريد نزع سلاح المقاومة، ولكن من يشجع هذا الكلام؟ هل يشجعه الناس الذين يطالبون بأن تكون بيروت منزوعة السلاح؟ أم اولئك الذين ينزلون الى الإشتباكات كلما اختلف شخصان ينزلون ويروّعون أحياء ويخربوا بيوت الناس، ويضعون الحواجز على الطرقات ويلغون وجود الدولة، ويلغون كل شيء طبيعي وحقيقي، وحق للناس بأن تعيش، وبالتالي من يشجع وينفذ هذا الكلام، هل من يقول انه يريد أن يعيش بكرامته وأن يحافظ على بيئته وعلى ممتلكاته.

س- ولكن دخولكم مباشرة على خط هذا الحادث الذي حصل رغم بشاعته وفظاعته للمطالبة بيروت منزوعة السلاح ولم تتعاطوا مع الموضوع في الإطار الذي وضعوه فيه بأنه حادث فردي؟

ج- سمعنا كلام بأن هذا الموضوع يُعالج في القضاء، فهل يعقل ان إحراق مسجد واطلاق النار و” الأر.بي.جي” وكل هذا السلاح الذي استعمل يعالج في القضاء. كذلك مثل هذه الفكرة السخيفة التي ظهرت ليلة الأحداث عن وقف العمل برخص السلاح، أنا أسأل هل هؤلاء الذين قاموا بهذه الإشتباكات يملكون رخصة سلاح؟ أو ان بالهم مشغول إذا كانت الرخصة سارية المفعول أو لا؟ وهل هذا السلاح الثقيل مرّخص؟ وبالتالي ما هذا الكلام وما هذا المنطق التبسيطي الذي لا يريد الإعتراف بأنه أخطأ والذي لا يريد الإعتراف بأنه اخطأ بحق الناس ويجب إيجاد الطريقة لمعالجة هذا الموضوع.

نحن لم نبدأ كمجموعة سياسية وعلى الأقل أنا شخصياً، نحن لم نبدأ الآن هذا الكلام، بل منذ أحداث عائشة بكار كان الشعار المرفوع هو بيروت مدينة منزوعة السلاح، ونحن ككتلة نواب قابلنا وزير الداخلية ووزير الدفاع وناقشناهم في هذا الموضوع، وطبعاُ وعدونا خيراً، لكن أقفل الموضوع في اليوم التالي، ولم يتم البحث فيه في أي هيئة من الهيئات القادرة على اتخاذ قرار سياسي .

س- ماذا يعني بيروت منزوعة السلاح؟ هل يعني بيروت السلاح فيها مخبأ لا يظهر أم أنه سيتم الدخول الى كل بيت والبحث عن السلاح؟

ج- لا أحد يريد أن يدخل البيوت إنما الحزبيين عليهم اتخاذ قرار مسؤول على مستوى شعاراتهم الكبيرة حول سلاح المقاومة بأن يتعهدوا هم وبقية الأحزاب، وبالتالي عندما يتعهد أي حزب ولا ينفّذ فعندها تكون هناك طريقة عسكرية للتفاهم معه، أما إذا كان هناك اتفاق سياسي وإعلان سياسي كبير، كل الناس يجب أن تلتزم، وبالتالي سلاح المقاومة لا علاقة له بالمدينة فلا يوجد عدو في المدينة ولا ” الآر.بي.جي” يمنع دخول العدو الى المدينة.

س- لكن يٌقال ان هذا الشعار يذكّر بشعار رُفع عشية الإجتياح الإسرائيلي عام 82 ووصول الإجتياح الى بيروت؟

ج- هذا الموضوع لم يُطرح، أنت تتحدثين عن أيام الفلسطينيين عام 82 ولكن الموضوع مختلف تماماً.

أولاً، لا يمكن أن أطلب من الفلسطينيين أن يكونوا مسؤولين تجاه لبنان وتجاه العاصمة كما أطلب من اللبنانيين، نحن الآن نتحدث عن جهات لبنانية مسؤولة وراغبة أن تكون في بيئة صديقة موجودة تعيش مع أهلها، تريد لأهلها في كل مكان أن يعيشوا بشكل آمن ومستقر محفوظي الكرامة وموفوري الأمن والإستقرار بواسطة الدولة. نحن لا نعيش الآن مرحلة أخطاء كبرى، وعندما تكون هناك أخطاء كبرى فلكل حادث حديث.

س- في هذه الحال يقولون إذاً نفذوا قرارات الحوار في ما يتعلق بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات؟

ج- طبعاً يجب نزع السلاح من هذه المخيمات، ومن الذي قال انه لا يجب نزع السلاح من المخيمات؟ ماذا يفعل سلاح المخيمات في بيروت الموجود منذ سنة 82 حتى اليوم؟ هل حماهم؟ ومن ماذا حمى المخيمات هذا السلاح؟ لم يُقدّم أي شيء.

س- هل أنتم قادرون على نزعه؟

ج- طبعاً أنا الآن أتحدث عن قرار سياسي كبير، على رئيس الجمهورية دعوة هيئة الحوار للبحث في هذا الموضوع . هل يريد رئيس الجمهورية والأعضاء الموجودين في هيئة الحوار الجلوس الى الطاولة والبحث في انه يحق لمدينة بيروت أن تعيش بشكل طبيعي نعم أم لا؟

قد تقولين ماذا عن باقي مناطق لبنان؟ هذا صحيح، ولكن يجب أن نبدأ بمكان، وبالتالي هل يعقل أما ان نفعل كل شيء أو لا نفعل شيء، لذلك يجب أن نبدأ بالمدينة التي فيها 50 بالمئة من الشعب اللبناني، وفيها كل الإقتصاد وكل المستششفيات وكل المدارس وكل التسهيلات لحياة الناس، وهي قبلة القادم من الخارج، وهي المنطقة السياحية الأولى، وهي عصب الإقتصاد فيها المطار وفيها الجامعات، وبالتالي لا يجوز التعاطي معها وكأنه لا يجوز ذلك لأن هناك منطقة أخرى فيها نفس المشكلة، وبالتالي يجب كل شيء وأما لا شيء. هذا كلام غير منطقي ولا عاقل . فالكلام المنطقي أن نبدأ من مكان ما، لذلك أنا لم أطرح الأمر على مجلس الوزراء، إنما أقول هناك هيئة مشكّلة هي هيئة الحوار يجب دعوتها للإجتماع .

س- ماذا لو ذهبت اجتماعاتها كاجتماعات البحث في الاستراتيجية الدفاعية؟

ج- لا بأس، ولكن يجب أن نبدأ من مكان، لذلك أنا أقول واجب أهل بيروت أن يمارسوا ضغط يومي بالمقاومة المدنية للضغط على هيئة الحوار لكي تجتمع، وأن تتخذ القرار بحق مدينتهم، أما ماهي نوعية هذا القرار والى أين يوصل فهذه مسالة تقرر في هيئة الحوار .

س- من هم أهل بيروت؟

ج- كل القاطنين في بيروت بدون استثناء .

س- نحن شاهدنا اجتماع الهيئات المنتخبة، ولكن مثلا النائب هاني قبيسي لم يشارك في الإجتماع؟

ج- حصل خطأ في دعوته باعتراف الزميل محمد قباني وهذا عائد للتوقيت لأنه تمت الدعوة للاجتماع في آخر لحظة، وهو كان خارج بيروت ولكن الأستاذ هاني سبق وخلال أحداث عائشة بكار ان كان معنا في لقاءات وزير الداخلية ووزير الدفاع .

س- لكن لم يكن مطروحاً في تلك اللقاءات ماهو مطروح اليوم هل كان ليشارك في هذا الاجتماع حول بيروت منزوعة السلاح؟

ج- هذا الموضوع كان مطروح بنفس الطريقة، وربما كان بالنسبة له أقل إلحاحاً إنما بالنسبة لي كان أكثر إلحاحاً من الآن.

الزميل ابو حسن قبيسي عضو في كتلة الرئيس بري النيابية، ومعلوماتي ان الرئيس بري أشرف شخصياً أثناء الإشتباكات على منع أي عنصر من مناصري أو منتسبي حركة “أمل” أن يخرج من منزله ولو اضطر ان يلزمهم بالبقاء بالقوة، وكان واضح ان الرئيس بري يعي الخطر ويعي الى أين يمكن ان تؤدي هذه الأمور، وعمل منذ اللحظة الأولى على لملمة هذا الموضوع بقدر المستطاع، وأنا لم أسمع منه انه معارض أو معادي لحق الناس في مدينة بيروت التي يسكنها وعائلته وأولاده وأقاربه.

س- لكن حركة “أمل” ألم تشارك في 7 أيار؟

ج- حركة “أمل” شاركت في 7 أيار، وهناك نظريات تقول ان ذلك لم يكن بقرار مركزي، وعلى كل حال، نحن نتحدث عن اليوم وعن عائشة بكار.

س- نُقل عن الرئيس بري قوله انه في هكذا حوادث السُني يتحول سُني والشيعي يتحول شيعي، وبالتالي تصبح حركة “أمل” و”حزب الله” “أحباش” و”مستقبل”؟

ج- لذلك أنا أقول الرئيس بري مارس دور الضابط والعامل بشدة وبإصرار على لملمة الموضوع ومنع جماعته من النزول الى الشارع بأي شكل من الأشكال، وأنا هنا أتحدث عن معلومات، وليس عن رأي، وكل الناس الذين يتابعون هذا الموضوع يعرفون ذلك. ايضاً أنا أراهن على ان الرئيس بري يستطيع أن يكون أكثر تفهماً وقدرة، وهو لا ينقصه شيء من القدرة على تحمّل المسؤوليات ولا النخوة ولا الرغبة بحفظ بيروت.

س- هناك تقارير اليوم تتحدث عن ان مجموعات مخابراتية خارجية تعمل لإحداث توترات أخرى تشبه أحداث برج ابي حيدر زُج اليها حركة “أمل” لإعطاء هذا الطابع السُني – الشيعي ؟

ج – طالما هذا السلاح الحزبي موجود في بيروت فهو أرض خصبة لكل هذه الأفكار بصرف النظر عما إذا كانت دقيقة هذه المعلومات أم لا، ولكن الأرض الخصبة لهذه الأفكار هو إبقاء مدينة بيروت رهينة أو محتلة من قبل أي سلاح حزبي.

س- انت تقول هذا الكلام عن الرئيس بري، ولكن هناك معلومات تقول انه قال انه تلقى تقارير تفيد بأن جهات عدّة استنفرت في العاصمة وانتشرت في أكثر من حي ولا تلتقي عقائدياً مع “الأحباش” فمن يقصد بذلك؟

ج- أنا لا أريد مناقشة معلومات من هذا النوع، ولكن في نفس المقال المنشور اليوم في صحيفة “النهار” مصادر تقول بأن هذا الشاب الذي يبلغ من العمر 19 سنة احمد عميرات، والذي كان يريد دخول المدرسة الحربية، عاد الى والده ملفوف بالعلم اللبناني شهيد أو ضحية من ضحايا الإشتباكات، هذا الشاب كان يحمل في عنقه صورة الرئيس بري، وكان يحمل السيد نصرالله وخطاباته على هاتفه الجوال.

س- أنا أرى هذا ما قصده الرئيس بري عن ان السُني تحوّل سُني والشيعي شيعي بغض النظرعن ذلك؟

ج- المسألة ليست من يتحول سُني ومن يتحول شيعي، المسألة ما هي عناصر هذا الإشتباك، هل ان هناك واحد سُني وواحد شيعي؟ كلا إنما عناصر هذا الإشتباك ان مجموعة تملك السلاح الثقيل والسلاح الخفيف وكل أنواع السلاح، قادرة على ان تقوم باشتباك وتحرق البيوت ويحصل كل ما حصل، أما كيف بدأ الإشتباك هل بحادث صغير أو كبير لا همّ. وهذه المجموعات هي نفسها عندها الجرأة وعندها الجنون وعندها الكفر الكافي بأن تدخل على مسجد وتحرقه لأنه يخص جهة سياسية معينة .

س- لكن يبدو ان من أحرق المسجد ينتمي الى طرف ثالث؟

ج- ياسيدتي طرف رابع، أياً كان هذا الطرف استغل كفر الآخرين ليصل الى هذا الموضوع، فأنا لا أحدّد من أحرق المسجد ولا أملك معلومات عن من قام بهذا العمل، والأفضل أن يكون هناك طرف ثالث، لذلك العاقل والمنطقي ومن يريد حماية سنيته ويحمي شيعيته في مدينته، يحمي أهله ويحمي بيئته ويحمي كرامات الناس، عليه ان يقولوا تعالوا لنناقش بالسياسة كيف يمكن سحب هذا السلاح من المدينة، بدون أن يكون هذا العنوان له علاقة بسلاح المقاومة أو لوجودها في أي منطقة هناك ضروروات عسكرية جدية لوجودها فيها لذلك هناك من عليه ان يعترف ويتنازل من عليائه ويقول اننا أخطأنا ويجب إيجاد العلاج لهذا الخطأ، وليس الإكتفاء بالقول ان هناك مؤامرة علينا، وان هناك من يتآمر علينا منذ ان وُلدنا ونحن لا نخطىء ونحن معصومون عن الخطأ .

س- وزير الداخلية زياد بارود في حديث لـ”المركزية” يقول هذه اللجنة الوزارية لن تجترح العجائب، وكأنه يوحي بأنها لن تأخذ قرارات، ويتابع يجب العمل على تنظيم وضبط السلاح؟

ج – أنا أحترم رأي الوزير بارود وهو صديق، ولكن لا أؤيده في هذا الكلام، وأعتبر هذا الكلام واقعيته أكثر من مسؤوليته، هذا ليس كلاماً لوزير داخلية، فوزير الداخلية ليست من مسؤوليته أن يتحدث عن واقعية القدرة أو عدم القدرة، هو مسؤول عن حماية الناس، وهو مسؤول عن إيجاد وسيلة لحماية الناس. وأنا هنا لا أتحدث عنه كشخص، بل أتحدث عنه كوزير، واللجنة الوزارية مهمتها معالجة الأخطاء وليس الإعتراف بالأخطاء سواءاً أكان الرئيس الحريري أو وزير الدفاع أو وزير الداخلية. وليس من مهمة اللجنة أن تصف لنا وكأن هذا الأمر مستحيل، فنحن كمجموعة سياسية نجد أن هذا الأمر ممكن وسنطالب به وزير الداخلية ووزير الدفاع ورئيس الحكومة أعضاء هذه اللجنة، ولن نتراجع عن هذا الموضوع سواءاً قام وزير الداخلية أو وزير الدفاع بواجباتهم ام لا، في الإتجاه السياسي على الأقل ومن ثم يُطلب منهم التنفيذ العملاني، ولكن فليبدأوا بالمعالجة السياسية فنحن ايضاً لنا حساب معهم وهذا الكلام لا يُرمى كأننا متحمسين ضد فلان أو فلان، هذا الكلام لنقول ان هناك خطة محدّدة تقول بأن تجتمع هيئة الحوار وتناقش هذا الموضوع وأن تضع تصوراً لقدرة هذه المدينة على الإستمرار، وقدرة أهلها على العيش بكرامة وحفظ أرزاقهم وممتلكاتهم وأهلهم وأولادهم وبيئتهم، وإلا فلنقف ونقول هذا الأمر غير ممكن وغير عملي، وليذهب كل واحد الى عمله وننتظر، بالتالي بعد ستة أشهر يحصل إشتباك أكبر وأقسى ويتعرض الناس لأقسى مما تعرّضوا له . أنا مؤمن بأن الوزير بارود اختصاصي أكثر مني بهذا الموضوع، أنا مؤمن بأن هذه الهيئات الأهلية والمدنيين قادرين على تشكيل مقاومة مدنية، وقادرين على الإجتماع كل يوم سلماً وبدون تعرّض لسلاح المقاومة، إلا اننا نريد بيروت مدينة منزوعة السلاح نعيش فيها بكرامتنا ونسعى فيها لرزقنا، وأن يذهب أولادنا كل صباح الى المدارس دون الخوف من سلاح أي سلاح كان.

س- ماذا يعني سلاح مقاومة وغير مقاومة، فسلاح المقاومة ربما يبدأ من المسدس الى الصاروخ؟

ج – أنا منذ البداية حدّدت بشكل واضح، أنا أتحدث هنا عن سلاح الأحزاب وليس عن سلاح الافراد.

س- لكن “حزب الله” مقاومة؟

ج – هذا جيد ولكن المقاومة غير موجودة في هذه الشوارع التي تشهد اشتباكات. المقاومة لا تمتد من كورنيش المزرعة الى برج ابي حيدر الى عائشة بكار فالبسطة الفوقا والتحتا.

هناك مقاومة في المناطق المحاذية لإسرائيل حيث العدو الإسرائيلي، كذلك الضاحية حيث قيل ان فيها قامات المسؤولين الكبار من الحزب، وفيها مبررات الحماية، وفيها تحديد العدو الإسرائيلي لهذه المنطقة بهدف عسكري، فيُفترض أن يكون فيها إجراءات أمنية لحفظ حياة القيادات، ففي وقت من الأوقات كان هذا المنطق مستمر، ومع ذلك نحن نسينا ان السيد نصرالله اضطر شخصياً لأن يقول ويرفع شعار “النظام من الإيمان” بسبب الفوضى والأخطاء بحق الناس، والإشتباكات والإعتداءات والمخدرات في تلك المنطقة، وبالتالي إذا كان في المنطقة الأمنية حيث هناك إقرار واقعي بوجود هذه الحماية اضطر السيد شخصياً يعلن شعار “النظام من الايمان”، السيد اضطر شخصياً أن يتدخل بالسير وبالبلدية وبإعطاء القوى الأمنية مجال للعمل، فكيف في مدينة مثل بيروت حيث لا قيادات ولا من يلزمه حماية ولا من يريد قذائف وأسلحة ثقيلة لمواجهة جاره أو الاحياء المجاورة له؟.

أنا أتحدث هنا عن سلاح الأحزاب الموجود في بيروت، لا أحد يمكنه إقناعي بأن سلاح “جمعية المشاريع” هو لإقناع الناس بالمزيد من الإنتساب الى هذه الجمعية، ولا سلاح “حزب الله” الموجود في بيروت هو لمزيد من خلق بيئة حاضنة، ولا سلاح حركة “أمل” ولا “الحزب القومي السوري” ولا سلاح أي تنظيم من التنظيمات، وإذا كان هناك من سلاح لـ”تيار المستقبل” فهو أول سلاح يجب نزعه وإخراجه من المدينة، لكي لا يكون لأحد فضل على الآخرين في هذا الموضوع .

س- يُقال ان الجيش يعد خطة جديدة لموضوع بيروت، فما هو المطلوب من القوى الأمنية وانتم هاجمتم الجيش ودوره في هذه الأحداث، حيث إعتبرتم انه تأخر ولم يقم بواجبه حتى دعيتم الى محاسبة الضباط ومعاقبتهم، فما هو المطلوب من الجيش؟

ج- إذا عدنا الى الوراء قليلاً ماذا حصل في أحداث مار مخايل؟ قامت الدنيا ولم تقعد، لم يبق ستر مغطى على ضابط، ولم تبق قيادة جيش دون اتهام ونُسف النظام اللبناني من أوله الى آخره بسبب تصرّف الجيش في أحداث مار مخايل.أما نحن فلم نُقم الدنيا ونقعدها بل ناقشنا هذا الموضوع في الكتلة .

س- لكن هناك قامت القيامة لأن الجيش تصرف، وهنا تقيمون القيامة لأن الجيش لم يتصرف؟

ج- ولكن هذا لا يمنع مسؤولية الجيش في المكانين.أنا ما أقول أبسط بكثير، نحن نتحدث عن قرار عسكري أم قرار سياسي؟ فمجلس الوزراء كلف الجيش منذ فترة طويلة بحفظ الأمن، وبالتالي على قيادة الجيش أما ان تصدر بيان تقول فيه ان هذا التكليف ليس ساري المفعول للأسباب التالية، وأما أن تقع المسؤولية على القيادة السياسية التي لم تستطع إلزام الجيش بالقيام بدوره، وعلى كل طرف أن يعرف حساباته ومسؤولياته، فأما أن تتحمل قيادة الجيش مسؤولية ما حدث وتقول هؤلاء الضباط لم ينفذوا الأوامر ويجب معاقبتهم، وأما أن تصدر هذه القيادة بيان شفاف تقول نحن كنا نحتاج الى غطاء سياسي له المواصفات التالية وهو لم يتحقق، عندها تصبح مسؤولية القيادة السياسية، والوزير المعني يتحمل المسؤولية في هذا القرار. وإذا كان الوزير المعني غير قادر عليه أن يظهر على الناس ويقول أنا لست قادراً للأسباب التالية، وبالتالي أن يحمّل المسؤولية حيث يجب ان تتحمل. لذلك نحن الآن لم نعد نبحث على تحديد المسؤوليات، نحن نبحث عن مسألة أوضح من ذلك. هناك هيئة حوار معنية شكّلها فخامة الرئيس، وتحدث عنها في خطابه بأنها واحة حوار وقدرة على التوافق، وبالتالي فلتجتمع وتقرر ماذا تفعل لأهل بيروت ولمدينة بيروت، فلتقرر ربما تقرر انه يجب نزع نصف السلاح أو كل السلاح أو يجب الإلتزام بخطة عسكرية ربما، ولكن المهم الوصول الى حل يمكّن للناس ان تعيش بشكل سليم ومنطقي واستقرار وأمن وكراماتها محفوظة.

س- برأيك ان الخطة الاولى هي انعقاد جلسة للحوار لمناقشة هذا الموضوع؟

ج- طبعاً، فبيروت ليست أقل أهمية من ذلك، وبالمناسبة لمن لا يقرأ، الصحف الأجنبية تحدثت عن بيروت، ونُشر مقال من صفحتين في صحيفة “نيويورك تايمز” منذ اربعة أشهر، وكذلك مقالات في ” الفايننشال تايمز” مدينة بيروت مدينة عظيمة، وربما هي أهم مدينة في الشرق الأوسط، لا يجب التعاطي معها على انها زاروب من الزواريب، وانه كلما خطر ببال أحدهم يمكن أن يمنع فيها أو يسمح للناس من أن تعيش أو لا تعيش، هذا كلام لا يجوز أن يستمر، وبالتالي من يتحمّل المسؤولية؟ أما مجلس الوزراء، وأما هيئة الحوار، فإذا لم تستطع اللجنة الوزارية شيء، فيجب الذهاب الى هيئة الحوار، وهذه اللجنة ستجتمع غداً وسنرى الوزراء أو السلطة السياسية ماذا باستطاعتها أن تفعل، وحينها يبنى على الشيء مقتضاه. ولكن هذا العنوان ليس عنواناً للتسلي أو للتباسط، هذا عنوان جدي سنبقى وراءه الى ان يتحقق، وأنا اعتقد انه ما من قاطن في بيروت أكان من بيروت أو من خارج بيروت إلا وله مصلحة في هذا العنوان، بأن تُحفظ كرامته ويكون آمن على أهله وعلى بيته وعلى أرزاقه.

أنا أسأل ليلة وقوع هذا الإشتباك، هل كان أهل الأشرفية الذين كانوا يسمعون أصوات القذائف، هل كانوا مرتاحين لما يحصل؟ وهل يمكن القول أنهم يسكنون خارج الإشتباك، بل هم في قلب الإشتباك، لأن أي اشتباك في مدينة بيروت يصيب كل مدينة بيروت، لذلك أكرر دعماً لهذه الفكرة، ودعماً لهذا المنطق يجب أن تتشكل مقاومة مدنية تنزل كل يوم في الليل بعد الاركيلة الساعة 9 ليلاً ينزلوا وأهلهم وأولادهم على الشارع ليعلنوا أنهم يريدون العيش بكرامتهم في مدينة منزوعة السلاح، ونحن لا نطلب أكثر من ذلك ولسنا معادين لأحد، وهذا لا يقلل من عروبة لبنان ولا يقلل من لبنانية بيروت، ولا يقلل من مقاومة بيروت التي بدأت منذ عام 82 ، وبالتالي كفى ضحك على بعضنا البعض .

س- لكن الآخرين الذين يملكون السلاح أليسوا أبناء بيروت؟

ج- طبعاً هم أبناء بيروت ومن قال غير ذلك، ولذا ولأنهم أبناء بيروت يجب سحب هذا السلاح الحزبي من المدينة. أنا هنا لا أحدّد هوياتهم يجب سحب سلاح الاحزاب من المدينة.

س- هناك جملة تستعملها دائما جمهور رفيق الحريري، هل أبناء بيروت فقط هم جمهور رفيق الحريري ؟

ج – أنا أتحدث عن جمهوره في بيروت، ولا أتحدث عن جمهوره في مناطق أخرى، وهؤلاء ناس موجودين من كل الطوائف، وأنا قلت ان 50 بالمئة من تعداد سكان لبنان موجودين في بيروت، وبالتالي ليسوا هؤلاء البيارتة فقط، إنما هؤلاء سكان بيروت وأنا هنا أتحدث عن سكان بيروت.

مثلاً بالأمس جاءتني دعوة من أجل عمل فني بمناسبة رمضان في مار الياس، وأنا أعتقد ان هذه الإحتفالات يجب أن تُلغى، فمار الياس ليست بعيدة عن مناطق الإشتباكات، والناس محزونة وتعيش عزاء، وهؤلاء الناس الذين كانوا يريدون الذهاب الى هذه المناسبة الفنية، الأفضل أن ينزلوا ويُعبّروا عن رأيهم بصمت بشعار واحد.

س- يعني الى ماذا تدعو؟ هل لاعتصامات أو إضرابات أو ماذا؟

ج- الأمور لم تصل الى حد الإضرابات، ربما سنصل اليها، ولكن الآن لم نطرح هذا الأمر، أنا أتحدث عن اعتصامات بسيطة أهلية محلية في الشوارع التي فيها حياة إقتصادية مثل مار الياس، الحمرا، فردان والأشرفية.

س- ألا يمكن أن تصل هذه التحركات الى مرحلة عصيان مدني مثلاً؟

ج- ان شاء الله لا نصل الى هذا، وعلى كل حال في اجتماع الهيئات المنتخبة كنت دائما على اتصال بالهيئات الإقتصادية رئيس جمعية تجار بيروت الاستاذ نقولا شماس ورئيس غرفة تجار بيروت الاستاذ محمد شقير الذي كان تجاوبه ممتازا مع كل الأفكار التي صدرت، وبيان الهيئات الإقتصادية كان ممتازاً وان شاء الله ان تتابع جمعية تجار بيروت مع الاستاذ شماس، هذه الجهود نحن نقول نريد التعبير عن رأينا سلميا بدون إضراب وبدون إغلاق محلات وبدون إغلاق شوارع، باستطاعة الناس أن ينزلوا الساعة 9 ليلا بعد الإفطار ويجلسوا في الشارع مع أولادهم ونسائهم ليقولوا نحن نريد أن نعيش في هذه المدينة بكرامتنا، وأرزاقنا وممتلكاتنا محمية، ونحن نريد بيروت منزوعة السلاح، هذا إذا كانوا مقتنعين بذلك، أما إذا كان العكس فما عليهم القيام بشيء وأن ينتظروا بعد ستة أشهر أو أكثر أن تتكرر الإشتباكات لأتفه سبب، ونصل الى نتيجة مشابهة للتي عشناها في عائشة بكار وفي برج ابي حيدر.

س- النائب وليد جنبلاط يقول انه يرفض اتهام الجيش بالتقصير وان خطأ حصل باتهام الجيش، كذلك نواب الجبل الذين التقوا الرئيس سليمان أمس، ينقلون ان الرئيس سليمان أكد ان الجيش لا يستطيع أن يعالج الأحداث الأمنية بالنيران، وتحديدا في الأحياء السكنية المكتظة، لأن هذا الأمر يؤدي الى مجزرة، وبالتالي برج ابي حيدر ليست نهر البارد؟

ج- أنا لن أناقش رئيس الجمهورية بالمسألة العسكرية، فهو بالتأكيد أعلم مني، ولكن أريد أن أناقشه بمسؤوليته الوطنية، فإذا كان الجيش غير قادر بهذه الطريقة، فليتفضل ويدعو هيئة الحوار ليقول لنا ما هي الطريقة الفضلى لحماية حياة الناس، نحن لا نبحث على تحميل المسؤولية للجيش، هذا الجيش العظيم البطل الذي قام بدور فعّال في حماية الأمن الوطني في مخيم نهر البارد، وبالتالي فضله وفضل شهدائه على رأس كل اللبنانيين، ولكن هذا كلام “ولا تقربوا الصلاة” تكفي هذه الجملة بأن الجيش لا يستطيع أن يواجه بالنيران، فكيف نؤمّن حياة الناس، فليعقد الرئيس سليمان هيئة الحوار وليبلغّنا كيف يؤمّن حياة الناس ما دام الجيش غير قادر بالنيران فبماذا هو قادر، أي الجيش؟.

س- الهجوم على الجيش من قبلكم وانتقاده هل يمهّد لدفع أو لإعطاء دور قوي أكبر لقوى الأمن الداخلي وتعزيزها؟

ج- قوى الامن الداخلي مسؤولة ومعنية والجيش يدعم قوى الأمن الداخلي، ويجب دعم دور قوى الأمن الداخلي، ويجب تسليحها ويجب تأكيد دورها بحماية أمن المواطنين، فليس هناك منافسة عمن يقصّر أكثر من الآخر بحق المواطنين، التقصير في الحادث حاليا هو من الجهتين، من قوى الأمن الداخلي ومن الجيش، وكل واحد لسبب. فخامة الرئيس يقول ان الجيش لا يقدر أن يواجه بالنيران.

س- لكن يبدو انكم حيّدتم قوى الأمن؟

ج- نحن لم نحيّد أحد، فقرار مجلس الوزراء يكلف الجيش بالأمن، ومنذ فترة طويلة وليس من الآن، وبالتالي لا ضرورة بأن يتم التركيز على انه قيل هذا الكلام عن الجيش أم لم يقال، فليس هذا هو الموضوع الرئيسي، الموضوع الرئيسي هو كيف نحمي حياة الناس، فإذا كان الجيش يعتقد كما تفضّل فخامة الرئيس بأنه غير قادر بالنيران، فإذاً مسؤولية هيئة الحوار برئاسة فخامة الرئيس الإجابة على سؤال كيف يمكن حماية الناس وممتلكاتهم وأرزاقهم؟ فنحن لا نفترض إتهام مسبق، نحن نطالب بحل لاحق، الحل اللاحق من المسؤول عنه؟ مسؤولة عنه الجهة السياسية الرئيسية المعنية بالعناوين الكبرى، وأنا أقول فلينزلوا قليلا من العناوين العظمى في العراق وفلسطين وأفغانستان وصولا الى مفاوضات السلام في واشنطن، فلينزلوا قليلا الى حياة الناس ليروا كيف يمكن حفظ أرزاق نصف اللبنانيين الذين يعيشون في هذه المدينة، وحفظ أمنهم واستقرارهم وكرامتهم وليبلغّونا بذلك، ونحن علينا أما أن نوافق أو نقول نريد هذا التعديل أو ذاك التعديل.

س- النائب وليد جنبلاط دعا الى لجان أحياء ولجان مناطقية موضعية، وأنتم في بيانكم رفضتم لجان التنسيق الأمنية؟

ج- أنا لا أوافقه على ذلك، وهذا الكلام إحياء لذاكرة الحرب، وهو تأكيد لذاكرة الحرب، وهو تأكيد لمنطق ولو كان برعاية الدولة، لمنطق غيرالدولة، هذا فتح لملف كلما وقع اشتباك تُشكّل لجنة أحياء مثلما حصل يوم وقعت الإشتباكات بين قوات اليونيفيل – القوات الفرنسية وبين الأهالي بين مزدوجين، انتهت بالإجتماعات. ان هناك أربعة أطراف على الطاولة: اليونيفيل، الأهالي، حزب الله والجيش، هذا الأمر لا يجوز، فالجيش يُمثل “حزب الله” والأهالي ويُمثل اللبنانيين جميعا.

س- ولكن نحن نعيش وسط معادلة الجيش والشعب والمقاومة؟

ج- أولاً هذه المعادلة في أساسها خاطئة، لأن هذه المكّونات الثلاث لهم إطار واحد هو الدولة وليس كل مكّون مستقل عن الآخر، الدولة هي التي تحمي الشعب وتدعم المقاومة وتسلّح الجيش وتأمره، فلا يوجد شيء اسمه نظام المقاومة ونظام الشعب ونظام الجيش، بل هناك الدولة اللبنانية التي تضم المقاومة والشعب والجيش وهي مسؤولة عنهم، وبالتالي لا يجب الحديث عن مكّونات مستقلة.

س- إذاً لماذا اعتمدت هذه المعادلة، كان يكفي أن نقول الدولة فقط هي المرجعية؟

ج- طبعا الدولة هي المرجعية، هي مرجعية الشعب ومرجعية الجيش والمقاومة.

س- لقد سماها حسن نصرالله معادلة ذهبية؟

ج- يمكن لسماحة السيد أن يسمّيها كما يشاء، هو عنده حق الإجتهاد الذي لا أملكه، أنا كل ما أحاول قوله ان هذه ليست مكّونات مستقلة عن بعضها البعض، وليست مكّونات مكمّلة لبعضها البعض، هذه المكّونات يضمها إطار واحد، إطار الدولة اللبنانية، والناس لا تعيش في نظام الجيش ولا في نظام الشعب ولا في نظام المقاومة، الناس تعيش في نظام الدولة، هذه الدولة معنية بحماية المقاومة ودعمها وبدعم الجيش وبتأمين حق الشعب بالحياة الكريمة، وهذا لا يلغي لا المقاومة ولا الجيش، ولا رغبتنا بقدرته ولا الشعب ولا حقه بالحياة الكريمة، هذا له إطار واحد هو إطار الدولة.

أنا أريد التأكيد على موقفي الذي بدأت به وهو أني مع وجود سلاح المقاومة والحفاظ عليه، باعتباره ضرورة وواجب بوجه عدو غاشم ليس لديه أي مؤشر لإظهار أي مؤشر من مؤشرات الرغبة بالسلام أو بالجلاء عن الأراضي المحتلة.

س- داوود الشرياني يقول اليوم في “الحياة”: يبدو ان الحكومة تواجه أزمة مصيرية وهي اصطدمت بالعقبة السياسية للسلاح، فالسلاح في لبنان لم ينتشر نتيجة تساهل أمني وتقاليد قبلية واجتماعية، لكنه جاء نتيجة خلل طائفي وسياسي شديد الحساسية والتعقيد؟

ج- صحيح ولذلك طرحت أنا هيئة الحوار لمناقشة هذا الموضوع، لا بد أن يكون هناك جهة يجب أن تتصرف بمسؤولية، وأعود أقول تنزل من عليائها لبحث القضايا الكبرى وتتصرّف بمسؤولية تجاه حياة الناس في المدينة ، تبدأ في المدينة وتنتقل الى باقي المناطق اللبنانية حيث لا مبرر لوجود السلاح فيها إلا إذا كان هناك مفهوم محدّد لوجود سلاح المقاومة، وهذا ضروري حيث يجب أن يوجد.

أنا قرأت في الصحف اليوم مقال للدكتورمروان اسكندر لكي تتحدث عن النجاحات ايضا وليس فقط عن المشاكل، يشير اسكندر الى ان ميزان المدفوعات حقّق تقدّم هذه السنة، لأن اللبنانيين في الخارج حوّلوا 8 مليار دولار الى لبنان خلال سنة، وهذا يدل مدى نجاح اللبنانيين، ايضا يشيرالى ان موجودات المصارف اللبنانية ازدادت بنسبة 23 بالمئة بعدما حققنا فائض في الميزان التجاري ب13 مليار، يعني عندما تدفق 21 مليار دولار السنة الماضية على لبنان.

س- لكن هذه الأموال تحوّلت عبء؟

ج- أبداً 8 مليارات تأتي الى أهالي اللبنانيين الموجودين في الخارج، وهذا دون سواه من الإستثمارات التجارية ودون الودائع، هذا يعني ان اللبنانيين قادرين على القيام بنجاحات وتاريخهم ليس فقط تاريخ مشاكل ومصائب.

س- يتابع داوود الشرياني في “الحياة” ليقول: مواجهة هذه المشكلة التي يمكن أن تتفشى تستوجب أن تأخذ بعدا عربيا؟

ج- هو دعا لقمة عربية ان شاء الله يتم ذلك، وهذا أمر جيد.

س- ايضا هناك معلومات بأن سوريا أبدت انزعاجها واستيائها من هذه الأحداث؟

ج- بالتأكيد الرئيس الأسد معني بتصرفه السياسي واتصالاته مع حلفائه ومع أصدقائه ومع كل الأطراف اللبنانية، معني بالإستقرار في لبنان، وسوريا بالتأكيد ملتزمة بالإتفاق السوري-السعودي، وزيارة خادم الحرمين الشريفين لبيروت وزيارة الرئيس الأسد لبيروت لها معنى كبير جرى تجاوزه بالأحداث التي وقعت، وبالتأكيد سوريا لا توافق عليه ولن ترضى بأن يتكرر مرة أخرى عبر اتصالاتها السياسية، ولكن المسؤولية تقع علينا، أولاً تقع على مجتمعنا، وتقع على جمعياتنا الأهلية التي هي أعلى هيئة تمثيل سياسي قادرة على مناقشة الموضوع والوصول الى نتيجة فيه. حين تفشل هيئة الحوار في الوصول الى نتيجة فمهمة المجتمع المدني أن يؤكد على حقه يوميا بالدفاع عن هذه المدينة التي يعيش فيها كل الناس، والمعني فيها كل الناس، والتي من حق كل الناس المحافظة على كرامتها وعلى نجاحات اللبنانيين التي تتحقق في الداخل وفي الخارج.

س- هل بيروت منزوعة السلاح قرار أكبر من الحكومة كما جاء في عناوين صحيفة “الديار”؟

ج- أنا لا أوافق ان الرئيس الحريري اتخذ القرار كما جاء في “الديار”، بمعنى ان الرئيس الحريري بالتأكيد يملك الرغبة والنخوة والمسؤولية بهذا الإتجاه، لكن القرار هو قرار كل الحكومة.

س- لكن هذا القرار شارك فيه “تيار المستقبل” وعقدت كتلة “المستقبل” اجتماعين في ظرف 24 ساعة؟

ج- كتلة “المستقبل” هي كتلة نيابية مسؤولة عن سياستها وتطالب الحكومة بما يريد الشعب أن يحصل عليه، أما رئيس الحكومة ولكي لا نضع الأمر في حضنه الآن، رئيس الحكومة هو مسؤول عن كل اللبنانيين، ومسؤول عن التفاهم مع كل الجهات السياسية للتوصل الى قرار من هذا النوع.

س- لقد تم انتقاد زيارة الرئيس الحريري لبرج ابي حيدر والمناطق التي تعرّضت للأحداث؟

ج- أين الخطأ في ذلك؟ بالعكس هذه مسؤوليته أن يذهب ويزور مناطق الأحداث، وهو لا يقصّر أبدا بمسؤولية من هذا النوع، هو كان سيُنتّقد لو لم يذهب، وباعتقادي ان المسؤولين الآخرين الذين لم يزوروا هذه المناطق هم الذين يجب انتقادهم وليس الرئيس الحريري.

س- لقد اعتبرت الزيارة انها لفئة أو لطائفة؟

ج- هذا غير صحيح، ومن يعرف مناطق برج ابي حيدر وعائشة بكار والبسطة الفوقا والبسطة التحتا، يعرف ان هذه مناطق عيب ان نقول مختلطة، بل فيها كل الناس، ولا يجوز أن نقول هذه المنطقة مخصصة لهذه الطائفة، وهذه المنطقة مخصصة لطائفة أخرى.

س- مثلاً لو احترقت حسينية هل كان سيزورها؟

ج- بالتأكيد كان سيقوم بذلك، وبالتالي برج ابي حيدر فيها حسينية قريبة منها في حي اللجا، الحمدلله انه لم يحصل شيء فيها، وبالتأكيد هذه مسؤوليته أن يذهب ويزور ان كانت حسينية أو جامع أو كنيسة، ولا يجوز التفسير بهذا المنطق أبدا، هو مسؤول عن كل اللبنانيين وعن كل شيء يتعرضون له، وأيضا هذه مدينته، فهو نائب عن بيروت، وهو النائب الأول عن بيروت.

س- في موضوع الحكومة والذي كان مطروح على خلفية المحكمة الدولية والقرار الظني، ولكن يقول الوزير بارود ان هذه الحكومة هي المؤهلة للتعاطي مع هذا الموضوع؟

ج- أنا لم أقرأ حديث البارود الذي قال فيه هذا الكلام.

س- يضيف بارود حكومة الوحدة الوطنية هي المؤهلة معالجة هذا الموضوع وليس أي حكومة سواها؟

ج- هذا صحيح، ولكن إذا كانت حكومة الوحدة الوطنية التي فيها كل هؤلاء الناس وفيها كل هذه الأطراف أمضت أربعة أشهر حتى أنجزت الموازنة الموجودة الآن في مجلس النواب منذ شهرين، فكيف لو كانت حكومة من جهة واحدة ماذا كنا سنفعل؟ أنا أعتقد ان هناك تقصير ولكن في ذات الوقت هذا لا يخلي أبدا مسؤولية الحكومة عن هذا الموضوع وغيره من المواضيع. أكيد ما يقوله الوزير بارود حقيقي، وبالعكس أنا أقول هذه الحكومة يجب أن تتجه الى هيئة الحوار لكي لا يُقال ان هناك قيادات غير موجودة على الطاولة، فهيئة الحوار تضم كل القيادات المسؤولة والمعنية.

س- لكن في حال فشلت الحكومة في اتخاذ قرارات من هذا النوع الذي تطالبون به، هل هناك تحركات في الشارع؟

ج- أولاً دعينا لا نستعجل الأمور، اللجنة الوزارية ستجتمع غدا، وأنا متأكد من ان الرئيس الحريري والوزراء في اللجنة، وخاصة الرئيس الحريري سيتصرفون بكل مسؤولية وبكل جدية تجاه رغبة الناس التي عبرت عنها كتلة “المستقبل”، هذه ليست رغبتنا، هذه رغبة سكان بيروت، لأن بيروت هي لسكانها، فعلى هويتي لم يُكتب أني بيروتي، ولكن بمجرد أن تكون في بيروت فمن حقك أن تعيش محفوظ الكرامة وبأمن واستقرار.

س- أمس المحور السياسي في صحيفة “السفير” يقول: ان رافعي هذا الشعار البراق والجميل وان كان البعض يؤيده، وان لا شبهة حول تمسكه ببيروت العاصمة، ولكن في معظمهم جاءوا من خارج هذه البيئة، بدليل من تولى المناقشات في مجلس الوزراء، ومن ثم في المنابر السياسية، وهذا يأتي تجسيدا لشعار الحياد التاريخي الذي أعيد الى الطاولة فجاة؟

ج- “السفير” هي جريدتي، ولذلك لن أجيب على هذا الكلام، وعلى كل حال، أنا أجاوب “السفير” بـ”السفير” وأقول لكل الإخوان الذين يسمعوني، ان بيروت مدينة عربية أصيلة لا يوجد أي زغل بعروبتها ولا بتوجهها ولا بقدرتها ولا برغبتها على مواجهة العدو الإسرائيلي، وليس هناك من حياد على الإطلاق بالمواقف الاستراتيجية والعناوين السياسية الكبرى. ما جرى في بيروت لا علاقة له بالمقاومة، ولا علاقة له بالقدرة على مواجهة إسرائيل، والذي يُسبب الحديث عن الحياد هم الذين قاموا بالإشتباك، وليس الذين دعوا الى بيروت منزوعة السلاح، الذين قاموا بالأشتباك في المرة الأولى وفي المرة الثانية والثالثة واستباحوا المدينة وأهلها، واستباحوا كرامات الناس، هم الذين يدفعون الناس نحو خيارات سياسية خاطئة، وليس الدعوة الى بيروت منزوعة السلاح.

س- يقول الشيخ نبيل قاووق انه استغلال رخيص لحادث فردي؟

ج- صحيح، هذا استغلال ولكن استغلال ثمين لجريمة رخيصة، وليس استغلال رخيص لحادث. أعود وأقول هذا المنطق الذي يتصرف وكأنهم كلهم أئمة معصومين عن الخطأ، هذا منطق مرضي يجب أن يتراجعوا عنه، ويجب الإعتراف بالخطأ الذي وقع، ويجب أن يعتذروا من أهل المدينة ومن سكانها، فليس من السهل أو القليل انه منذ سنتين حتى اليوم، وفي المرات الثلاث التي استبيحت فيها المدينة لم نجد شخص في كل هذه الجهة السياسية يقول كلمة طيبة عن المدينة، أو عن أهلها أو عن عروبتها أو عن لبنانيتها، أو عن مقاومتها لإسرائيل، كفانا هذا التحليق في سماء المعصومين ولينزلوا على الأرض ويعترفوا للناس بحقوقهم، ويعترفوا للناس بكرامتهم، ويعترفوا للناس بحقهم بالأمن والإستقرار.

س- ماذا قصد النائب محمد رعد عندما قال في أول موقف له بعد الحادثة عن موضوع البروفات والسيناريوهات التي كشفتها هذه الأحداث؟

ج- لا أعرف ماذا كان يقصد، ولكن أعرف ان هذا كلام ايضا هو جزء من المعصومية، وأنا أعرف ان هذا كلام خارج الكلام الطبيعي الذي يتعلق بحياة الناس، إذا كان هو يملك معلومات عن بروفات وسيناريوهات وافتعالات فكان يجب أن يكون عنده القدرة على إدارة أفضل وحزم وضبط أكثر. من أين يحصل اشتباك من هذا النوع يصل الى حرق بيوت الناس والى استشهاد شباب كبيرهم عمره 27 سنة؟.

س- النائب نواف الموسوي يقول ان استغلال حادثة برج ابي حيدر هو لحرف الإهتمام عن فرضية أن تكون إسرائيل متورطة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟

ج- أنا أسأل الإستغلال هو الحادث أم ما حصل هو الجريمة؟ دعينا نسأل هل حصل الإشتباك وسقط الضحايا واحترقت البيوت أم لا؟ إذا كان هذا الأمر قد حدث فهذا يعني ان لكل ساكن في بيروت حقه السياسي الطبيعي أن يطالب بخروج السلاح من بيروت، أما لو لم يحدث هذا الإشتباك لما كان هناك من يناقش هذا الموضوع، وبالتالي المشكلة هي ما حدث وليس المشكلة الحديث الذي قيل بعد الإشتباك.

أعود وأقول يجب أن يعترفوا بأن ما حصل خطأ أول مرة وثاني مرة وثالثة مرة، وأن يعتذروا من المدينة ومن أهلها ومن ساكنيها ومن كل الناس الموجودة فيها، ولا يجوز الكلام واختصار كل ما حصل بأنه استغلال أو مؤامرة او سيناريو وما الى ذلك، لماذا لا يعترفون بأنهم يمكن أن يخطئوا مثلهم مثل غيرهم.

س- لكن هم سقط لهم مسؤولان؟

ج- لا بأس وهذا سبب أكبر وهذا مع جهة حليفة ، فكيف لو كان مع خصم، أنا أعتبر الضحيتين اللذين سقطا فواز وجواد “ظِفرهم” أهم من كل هذا الكلام السياسي.

س- بالأمس كانت لافتة إطلالة السفيرالسعودي على عوض العسيري على شاشة الـ”او.تي.في”، هل هناك إشارة معينة برأيك من خلال هذه الإطلالة؟

ج- لا أعتقد بوجود إشارة تتعلق بال”او.تي.في” ولكن أنا سمعت معظم حديث سعادة السفير فكان كلامه جديا مسؤولا ورصينا بالموضوع اللبناني وبضرورة تفاهم اللبنانيين، وعن الدور السعودي وعن زيارة خادم الحرمين.

س- هو قال يجب التعامل مع المحكمة وما سيصدر عنها على أساس لبناني، وذلك لم يتم مناقشته بين السعودية وسوريا، واقترح على اللبنانيين وضع خطة للتعامل مع إفرازات أي قرار ظني كي لا تكون أثاره سلبية على أرض الواقع. ألا تعتقد ان هذا الكلام يؤشر الى ان السعودية تقول لا نستطيع أن نفعل شيئا أو لا نريد أن نفعل شيئا؟

ج- هي لم تقل انها تستطيع أن تفعل شيئا.

س- لكن الجميع عوّل على القمة مع الأسد؟

ج- الكل عوّل على القمة لمزيد من الإستقرار، وكان واضحا بزيارة الملك عبدالله والرئيس الأسد معه بأن هناك رضى سعودي كبير عن دور سوري بحفظ الإستقرار اللبناني، وكان الواضح من زيارة خادم الحرمين الشريفين الى منزل الرئيس الحريري – بيت الوسط بأن السعودية تدعم كل قرار حكيم يتخذه رئيس مجلس الوزراء بمسؤوليته عن كل اللبنانيين.

ما قاله السفير العسيري بالأمس هو كلام جدي ورصين ومسؤول، يعبّر عن الرأي السعودي بطريقة واضحة لا لُبس فيها، وهذا كلام ربما جديد بأننا نسمعه من السعوديين، ولكن هو دعا اللبنانيين الى اتخاذ كل الإحتياطات السياسية، دعا المسؤولين الى اتخاذ كل الإحتياط السياسي لصدور القرار الظني باعتبار ان لبنان هو الذي طالب بإنشاء المحكمة في ظروف الإغتيال السياسي.

موقفنا نحن من هذا الكلام، وأنا سبق وتحدثت في هذا البرنامج مرات ومرات عن القرار الظني، أولاً المحكمة الدولية هي المرجعية الوحيدة المعتمدة لعمليات الإغتيال السياسي، وهي الحماية الوحيدة الدولية والعربية واللبنانية، لكي لا يستمر اعتبار الإغتيال السياسي أمر مُباح ومتاح أمام كل جهة تريد أن تصفي حساباتها مع هذا السياسي اللبناني أو ذاك.

أما بشأن القرار الظني، فالقرار الظني هو قضاء وقدر لا ردّ له ومن يعتقد ان باستطاعته التغيير بالقرار الظني ولو بسطر واحد، يكون يعاني من سؤ تقدير كبير للمجتمع الدولي ولقرارات مجلس الأمن.

ان المحكمة المتعلقة بالإغتيالات في لبنان ليس هي المحكمة الوحيدة الصادرة عن مجلس الأمن، هي واحدة من عدّة محاكم سواء ما يتعلق بدارفور او بيوغوسلافيا او بافريقيا، وبالتالي هذا مسار لا يستطيع أحد أن يوقفه، يعني تضييع وقت وتضييع جهد. لذلك دعا السفير العسيري بمسؤولية اللبنانيين المعنيين الى أن يجلسوا ويضعوا خطة طوارىء لمواجهة القرار الظني أياً كان مضمونه.

س- لكن هل من إمكانية لذلك بعد الكلام الصادر عن “حزب الله” وعن السيد حسن نصرالله بشأن المحكمة؟

ج- السؤال هو هل هناك خيار آخر غير هذا الخيار؟

س- هم يطرحون خيارات يطالبون فيها الحكومة باتخاذ تدابير مثل وقف تهويل المحكمة وسحب القضاة اللبنانيين؟

ج- السيد نصرالله لم يقل هذا الكلام، ولم يتحدث عن وقف التهويل وسحب القضاة.

س- ربما غيره من مسؤولي “حزب الله” أوحى بذلك؟

ج- أنا أريد أن أسمع الكلام الذي قاله السيد نصرالله ، وأنا أعتقد ان سماحة السيد قال كلاما عنوانه الرئيسي هو التعبئة، وهو قال ان هذه معركة رأي عام، ونحن أخذنا قرار بعدم المواجهة بهذا الموضوع، وبالعكس نحن تبنينا الدعوة لتسليم الوثائق والمستندات، الرئيس الحريري طلب بناءا على البيان الذي قرأناه، تسليم هذه الوثائق والتسجيلات وكل ما يملك الحزب بعنوان اتهام إسرائيل أو إحتمال إتهام إسرائيل، وتم تسليم بعضها والبعض الآخر لم يُسلّم كما أعلن مكتب المدعي العام بلمار، والرئيس ميرزا يتابع هذا الموضوع، وبالتالي هذا مسار ساري المفعول.

أما بشأن خطاب سماحة السيد فأعود وأقول كلام قلته سابقا، سماحة السيد نراه يظهر على التلفزيون منذ شهرين ويتحدث، وهذا الكلام المعني فيه بشكل أو بآخر هو رئيس الحكومة اللبنانية، لذلك أريد أن أقول ان رئيس مجلس الوزراء لا يُخاطب عبر التلفزيونات، رئيس مجلس الوزراء يُخاطب مواجهة ومباشرة.

س- لكنه يخاطب الرأي العام؟

ج- صحيح هو خاطب الرأي العام بما يكفي، وآن الأوان أن يجلس هو والرئيس الحريري.

س- لماذا لا يجلسان؟

ج- لا أملك معلومات.

س- هناك معلومات ان الرئيس الحريري يلتقي المعاون السياسي للسيد نصرالله؟

ج- قرأت عنها، هناك لقاءات حصلت مع الحاج حسين خليل، ولكن هذه لا تكفي، مع احترامي لكفاءته وخبرته، ولكن أنا أعتقد انه بالمعنى السياسي هذه مسؤولية السيد نصرالله ومسؤولية الرئيس الحريري بالجلوس سوية لا فرق أن يبادر الرئيس الحريري او يبادر السيد نصرالله، فالشكليات لم تعد مهمة.

س- ألا تعتقد ان المشكلة تقف عند نقطة ان هناك من لا يريد أن يتحمل دم الرئيس الحريري، وهناك ابن الرئيس الحريري الذي يقول لا يستطيع أن ينسى دم والده؟

ج- بالعودة الى مسألة ولاية الدم، هذه ولاية وطنية وليست ولاية ابن الرئيس الحريري او عائلة الرئيس الحريري، هذه ولاية وطنية يشارك فيها كل اللبنانيين الذين كانوا موجودين في 14 آذار على الطريق، وبالتالي هذه ليست مسؤولية ولاية الرئيس سعد الحريري أو أياً كان من عائلة الحريري الكريمة التي أكن لها كل احترام، ولكن مسألة الإغتيالات السياسية كان الرئيس الحريري اولهم، وهناك الشيخ بيار الجميل، الاستاذ جبران التويني، جورج حاوي، الزميل الصديق وليد عيدو وآخرين، وبالتالي هذه ولاية وطنية وليست ولاية عائلة، هذا أولاً.

ثانيا: هذا حوار سياسي يتعلق بمصير البلد، وهذا حوار لا يتم عبر التلفزيون، إنما يتم بلقاءات مكثفة بين الرئيس الحريري وبين السيد نصر الله ليجلسوا ويروا ماذا عليهم أن يفعلوا بعباد الله، بمسؤوليتهم عن هؤلاء العباد وليس بالمواجهة التلفزيونية، ويسجل للرئيس الحريري انه حتى اليوم مرّ 16 يوما من رمضان وهو ينادي بالهدوء والحوار، وربما بعد أحداث برج ابي حيدر دخل على الموضوع السياسي، إنما كان دائما يقول كلام مسؤول بأن الحوار والهدوء يوصلان الى نتيجة.

بالأمس السفير العسيري وضع عنوان هذا النقاش، مواجهة القرار الظني وتداعياته، وليس الحديث عنه وكأنه لن يصدر . القرار الظني قضاء وقدر لا أحد يستطيع أن يغيّر في هذه المسألة، ولا أي دولة إقليمية ولا لبنان، ولا احد يستطيع الغاء القرار أو تغييره”.

س- بالأمس الرئيس بري دخل على خط هذا القرار، وتساءل عن حقيقة وصول مضمونه الى بعض الجهات، ومن حق السيد نصرالله يقول التصرف بالطريقة التي تصرّف بها لأن أصابع الإتهام وصلت الى عقر داره؟

ج- لا أريد أن أناقش ما اذا كان من حق السيد نصرالله أو غير السيد نصر الله، أنا أريد أن أقول ان الرئيس بري ايضا بمسؤوليته، عليه أن يساعد ويشارك ويسهل الحوار المباشر بين الرئيس الحريري وبين السيد نصرالله، وأي كلام خارج هذا الإطار، هو كلام حول الموضوع وليس في الموضوع، وأي مخاطبة تلفزيونية لا تحقق أي نتيجة.

الأمر الآخر الذي تحدثت عنه هو موضوع الحكومة، فلا أعتقد ان لدى أي كان أوهام حول القدرة على تغيير الحكومة، وعلى كل حال لو كان صار أي تغيير، أو أي رغبة بالتغيير، أو إنشغل على أي تغيير، بالتأكيد الرئيس الحريري باقِ حتى موعد الإنتخابات النيابية المقبلة وهو صاحب الحق، وهو صاحب الأكثرية النيابية أولا، وهو صاحب الغالبية العظمى من تمثيل المسلمين السُنة، وهذه مسألة غير خاضعة للبحث ولا للنقاش.

س- السيد نصرالله قال في آخر خطاب له وكان بذلك يرد على منتقدي التحركات على خلفية إنقطاع الكهرباء بالقول: ان هذه التحركات ليس هدفها إسقاط الحكومة، وبالتالي إذا أردنا العمل على إسقاط الحكومة فنحن قادرون على ذلك من خلال المجلس النيابي؟

ج- موضوع الكهرباء هو موضوع فولكلوري، وكذلك فإن الكلام عن ان إسقاط الحكومة يتم عبر البرلمان، فأنا أعتقد ان فيه بعض المبالغة، لأن الإفتراض بأن وليد بك والرئيس بري يسيران بالتصويت في اللحظة التي يقرر فيها “حزب الله” فيه مبالغة وعدم واقعية، أنا أعتقد ان الوزير جنبلاط في هذه المسألة يتصرف بحسابات مسؤولة أكثر بكثير، وليست بسيطة بقدر دعوة لإسقاط حكومة فينزل ويصوّت .

س- الى أي مدى يعتبر الرئيس الحريري ان سوريا تؤمن له حماية في هذا الموقع؟

ج- أعتقد ان الرئيس الحريري يبحث ويسعى ويعمل من أجل دور سوري بوساطة نزيهة مع حلفاء سوريا في لبنان، وهو لا يبحث عن حماية له في سوريا، لنكن واضحين، لأن حمايته تكون من الناس الذين انتخبوه، والذين أعطوه الأكثرية في الإنتخابات، وأعطته الغالبية العظمى من تمثيله بالطائفة وغير الطائفة، أيضا تمثيله اللبناني في كثير من المناطق، وحلفاؤه لا ينقصهم التمثيل النيابي. وأعود وأقول لا يراهن أحد على ان الأستاذ وليد جنبلاط سيذهب بعيدا دون حسابات دقيقة ومسؤولة تجاه الحكومة، وتجاه استمرارها وتجاه التأكيد على رئاسة سعد الحريري لهذه الحكومة، أو لأي حكومة أخرى، من الآن وحتى إنـتخابات أخرى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

س- أنت تقول القرار الظني قضاء وقدر؟

ج- أنا برأيي كان منذ اللحظة الأولى بأن هذا القرار الظني لا ردّ له، ولذلك أكدنا دائما على ان هذا القرار إذا لم يستند الى أدلة لا يرقى اليها الشك، كما عبّر عنه في وقت من الأوقات بالمؤتمر الصحافي الشهير المدعي العام بلمار، فإذا كانت هناك أية شكوك بأية أدلة في القرار الظني، كلنا سنتصرف بمسؤولية تجاه هذا الموضوع، ونرفض مضمونه المشكوك فيه، ونؤكد على حقنا بعدم إدانه أي بريء أو عدم إدانة أي شخص لا أحد يملك أدلة دامغة على اتهامه .

ولكن أكرر ان اقتراح السفيرالسعودي اقتراح وجيه وجدير بالمتابعة وبالمناقشة.

س- يجب أن نرى ما إذا كان هكذا اقتراح منسّق مع سوريا؟

ج- ليس بالضرورة أن يكون منسّقا مع سوريا، ولكن بالتأكيد سوريا تتحمس لأفكار لها علاقة بتحقيق الإستقرار، وبمزيد من التفاهم حول كل الأمور.

س- على كل حال ننتظر الجواب في كلمة السيد حسن نصرالله في 3 أيلول وفي مواقف سيعلنها ايضا الرئيس نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام الصدر؟

ج- بالتأكيد مواقف الرئيس بري ستكون مواقف مسؤولة، وان شاء الله تكون مواقف السيد نصرالله أقرب للقدرة على اللقاء المباشر بينه وبين الرئيس الحريري وأن يتحدثوا مع بعضهم، كفى يتحدثون الينا أويتحدثوا علينا.

س- الآن طرأ شعار بيروت منزوعة السلاح، ربما تعقدت الأمور أكثر بعد مشكلة القرار الظني ايضا؟

ج- بيروت منزوعة السلاح هي مسألة داخلية يجب بحثها في هيئة الحوار، ويجب على أهل بيروت سواء كانوا من أصول بيروتية أو غير أصول بيروتية، أن يمارسوا مسؤوليتهم بالقيام بمقاومة مدنية سلمية لحماية كراماتهم وأرزاقهم وممتلكاتهم، وخروج السلاح الحزبي من بيروت لا ينتقص من المقاومة، ولا يعرّض سلاحها، بالعكس يخلق بيئة حاضنة وإيجابية لهذا السلاح الموجه ضد العدو الإسرائيلي.