“نهاركــم سعيــــد” – أحداث كنيسة مارمخايل: لتحييد الجيش عن الاصطفاف السياسي

مقابلات تلفزيونية 03 فبراير 2008 0

س- كيف تقرأ قرار توقيف الضباط والعسكريين من الجيش اللبناني إضافة الى مدنيين في أعقاب أحداث مارمخايل؟

ج- أعتقد انه لولا الكلام السياسي الكبير الذي أحاط بالتحقيق لكان بدا ان التحقيق أمر طبيعي، وللحقيقة نحن نبالغ بإعطاء الأمور صفات غير متوفرة فيها ، فالتحقيق أمر طبيعي بعد سقوط سبعة شهداء وعدد كبير من الجرحى في حادث أو بصدامات ، أنا أعتقد ان التحقيق حتى الآن لا يمكن ان يعطي صورة واضحة مئة بالمئة.

برأيي ان ما حصل في أحداث كنيسة مارمخايل مسألة جدية لا بد من مراجعتها، ولكن بهدوء بدون وحشية سياسية غير مبرّرة، كالتي نشهد منذ أكثر من سنة وهي غير مبرّرة وغير منطقية ، لا تخدم الجيش ولا تخدم المدنيين ولا تخدم حزبيين ولا تخدم البلد.

س- هناك جهات ضغطت باتجاه تسريع التحقيق، بانتظار إنتهاء هذا التحقيق للبدء بالمسار السياسي، أي للبحث السياسي في هذه الحادثة، مارأيك بذلك؟

ج- هذا ما أسمّيه وحشية سياسية، فلا شيء اسمه موقف سياسي بانتظار جلاء التحقيق لأن التحقيق طبيعي سيحصل، ولماذا نعتبر ان هناك إلزام للجيش لإجراء تحقيق؟ هذا غير صحيح. التحقيق سيحصل وهذا أمر طبيعي ، ولكن الفرق بينه وبين أي تحقيق آخر في أي جريمة أخرى، أو بأي خطأ آخر ، أو بأي مكان وقع فيه شهداء آخرين انه وصل الى نتيجة سريعة.

س- برأيك هل كان سيصل الى نتيجة سريعة لولا هذا الضغط؟

ج- أعتقد من شاهد المنظر يوم الأحد الماضي على التلفزيون، يتوقع أن يصل التحقيق الى نتيجة سريعة، التي هي أفضل للمواطنين قبل كل الجهات السياسية التي تناولت الموضوع، وأفضل ايضا للجيش الذي يعبّر بطبيعته ولوحده، عن أكبر عدد ممكن من التمثيل الوطني في البلد، لأن الآخرين تعاطوا معه بطريقة ان البعض حريص على الدم، والبعض حريص على الجيش. ولكن أعتقد ان الجيش هو الوحيد الحريص على دم المواطنين وبذات الوقت حريص على حرية الحركة السياسية في البلد.

انا لا أعتقد ان الضغط السياسي الذي حصل من اجل إستعجال التحقيق، يُقصد منه فعلا إستعجال التحقيق ومحاسبة من قد يمكن أن يكون قد إرتكب.

س- ما المقصود من ذلك والبعص يسأل انه نتيجة هذا التحقيق ونتيجة التوقيفات ، هناك من يحاول تجميد دور الجيش؟

ج- هذه ليست محاولة ، هذه حدثت وبالتالي ليس هناك من يحاول، بل حدث هذا الأمر، ورأينا ان الجيش إنسحب من كل مناطق الإشتباك الذي وقع يوم الأحد الماضي، وهذا دليل على انه يتصرف على ان هذه منطقة أو بيئة غير آمنة او غير صديقة له، وهذا خطأ كبير، وهذا جريمة كبرى سببها الكلام السياسي الذي صدر، وليس وقوع الشهداء ولا أهل الشهداء، هذا الكلام الذي نسمعه عندما يقع أي حادث مع جهة سياسية معينة، هذا الكلام نسمعه عندما يقولون انه لولا جهودنا لكانت خرجت الجماهير الى الشارع، وفعلت ما لا يُفعل، وكأن هؤلاء الناس يتصرفون، وكأن الإعتراض هو إعتراض ناس آخرين، ومن بلد آخر ومن مدينة أخرى، ومن طبيعة أخرى، هؤلاء الشهداء الذين سقطوا هم شهداء كل الوطن وضحايا الوطن، هؤلاء ليسوا من حركة “أمل” ولا من “حزب الله” ولا من أي إتجاه سياسي، أنا ذهبت وقدّمت التعازي باثنين من الشهداء الذين سقطوا.

س- يؤخذ على النائب سعد الحريري، وهذا ما قرأته أمس في صحيفة “الأخبار” ، انه يؤخذ عليه مثلا إنه لم يقدّم التعازي لا للقيادات السياسية ولا الأهلية؟

ج- القيادات السياسية لا تعزّى، وهؤلاء الشهداء مواطنين لبنانيين، اما القيادات السياسية فمهمتها أن تتقبل التعازي لكي تعلن إنها حققت المزيد من الشهداء، ولكن هذا الكلام غير منطقي، وتقديم واجب العزاء يجب أن يكون لأهل هؤلاء، وأنا ذهبت وقدّمت التعازي لأني أعرفهم وليس لأسباب سياسية أو وطنية، ذهبت لأسباب شخصية، وهؤلاء ليسوا من حركة “أمل” ولا من “حزب الله” هم مواطنون لبنانيون، ومن بينهم أطفال تحت عمر الـ15 سنة. حرام إستعمال الدم لغايات سياسية، حرام ..حرام وهذا حصل من جميع الجهات وليس فقط من الحركة والحزب.

أما ما يخص النائب سعد الحريري فأعتقد ان “الأخبار” لا يمكنها إلا ان تعتب عليه، ولكن أعتقد ان حركة النائب الحريري الأمنية محدودة جدا وصعبة. ولكن أنا متأكد انه إتصل وقدّم التعازي ، وبالتالي البيان السياسي الذي صدر عنه وبشكل مختصر، قدّم التعازي من خلاله لكل الناس، ولا أعتقد انه كان بإمكانه أمنيا أن يذهب الى واحد من مجالس العزاء . باعتقادي إنه قدّم التعازي لأهل أحد الشهداء الذي يعرفهم معرفة جيدة، ولكن أنا أستطيع أن اقول لك أكثر من ذلك. أنا أعرف ان شخصا مقربا من سعد الحريري جدا ذهب لتقديم التعازي بابن أخ صديقه، وعندما إنتهى من واجب العزاء وأثناء خروجه من المنزل، كان هناك مجموعة أنا إسميها مجموعة الإستغلال السياسي، قامت بإسماعه كلاما بذيء وتهجّموا عليه، مما أدى الى تدخل أهل الشهيد، لتأمين وصوله الى سياراته ومغادرة المنطقة، هل يجوز هذا الأمر؟ هل هذا كلام بالسياسة؟ هل هذا كلام بالوطنية؟ هذا كلام سخيفة وتافه لا علاقة له لا بالسياسة ولا بالوطنية ولا باللبنانيين.

س- هذا كلام نسمعه نتيجة الإنقسام الذي نعيشه؟

ج- هذا إستغلال للإنقسام ، هذا ليس إنقساما، هذا إستغلال عندما يقع سبعة شهداء لبنانيين ويتصرف “حزب الله” على انهم شهدائه فقط، وهذا غير صحيح، هؤلاء شهداء لكل لبنان . ما علاقة “حزب الله” بولد عمره 14 سنة وآخر عمره 15 سنة، صحيح انه من بين الشهداء مسؤول التنسيق وإطفاء النار بين الجيش والمتظاهرين من حركة “أمل” وهناك شهيد آخر مسعف من “حزب الله” ، أما الآخرين فلا أعتقد ان لهم علاقة بهم يا سيدتي، حتى شهيدا الحزب والحركة بعد إستشهادهما أصبحا شهيدا كل لبنان.

س- لكن هذا ما هو حاصل في البلد ، مثلا شهداء الإغتيالات السياسية هم شهداء 14 آذار، شهداء أحداث الضاحية هم شهداء “حزب الله ” وحركة “أمل” وبالتالي هذا هو الإنقسام؟

ج- هذا ليس إنقساما، هذا إستغلال سياسي حقير لدم الشهداء وآسف لاستعمال هذا التعبير، وما يحصل هو وحشية سياسية، وجريمة بحق لبنان وبحق تنظيماتهم، لأنه ما معنى هذا الكلام الذي يقول ان هذا الشهيد لفلان وهذا الشهيد لفلان. عندما يستشهد ضابط في قوى الأمن هو الشهيد وسام عيد، هل هو شهيد لبلدته أو لقريته؟ أبدا هذا غير صحيح، هذا الشهيد سقط أثناء تأدية واجبه، وهناك فرق بينه وبين الخطأ أو الحادث أو الجريمة التي وقعت على مار مخايل.

س- ألم يحصل أثناء تشييع الشهيد عيد ان نزل المشيعين الى الشارع، وأطلقوا النار ووجهوا شتائم وإتهامات الى أطراف سياسية أخرى؟

ج- لنكن واضحين، أنا سمعت هذه الشعارات كانت موجهة ضد سوريا .

س- وأيضا ضد “حزب الله”؟

ج- أنا لا أعرف إذا حصل ذلك، ولكن ما سمعته على التلفزيون كان كلاما يتعلق بالنظام السوري. لكن إذا رجعنا الى بدايات هذا الموضوع، هذا الضابط ينتمي الى جهاز أمني موجود في البلد، فمنذ سنة ونصف حتى اليوم هناك جهة سياسية تركز في خطابها على هذا الجهاز ، من هي هذه الجهة ، لماذا لا نراجع هذه الأمور؟ أنا أعتقد ان هذا الوقت لا يسمح بهذا الكلام، ولكن لماذا إعتبار إستذكار هذه الجهة أثناء التشييع هو جريمة.

أنا لا أوافق لا على إطلاق النار، ولا على كل الشعارات التي أُطلقت، ولكن هناك وقائع تقول ان هناك جهة سياسية مع كل المتحالفين فيها، تركز مباشرة وبشكل واضح وصريح على هذا الجهاز.

أنا أعرف المقدم وسام الحسن رئيس هذا الجهاز، ولأول مرة سأقول هذا الكلام، أنا أعرف وسام الحسن منذ سنوات طويلة وقد عاشرته وإشتغلنا معا مع الرئيس الحريري لفترة ، وأعتقد ان شهادتي بوسام الحسن ليست دقيقة، ولكن أحاول أن أعطي شهادة محايدة الى حد كبير. وسام شخص مسؤول متوازن عاقل، لم يتخذ طوال حياته أي موقف ضد عقله أو ضد المنطق الذي يفكر فيه أو ضد مسؤوليته، وبالتالي لا يمكن لكل قوى 14 آذار إلزام وسام الحسن بأي موقف يخالف منطقه وتوازنه وعقله واندفاعه، وبالتالي فإن الكلام عن إنتماءاته السياسية غير صحيح ، وأنا أعتقد انه مسؤول أمن سياسي وليس مسؤولا جنائيا، هو مسؤول سياسي وهو يقوم بعمله بلبنانية صافية دون الإلتزام تحت أي ظرف من الظروف، بأي طلب ممكن أن يتقدّم به أي قيادي من 14 آذار بمخالفة توازنه وعقله، وهذا يسري على آخرين وليس فقط على وسام الحسن.

أنا أستغرب لما سمعته وقرأته نقلا عن نواب، بأن الجنرال ميشال سليمان إعتذر من السيد حسن نصرالله وزار الرئيس بري وإتصل بالسيد فضل الله، وإتصل بوئام وهاب صديقنا، ولكن هذا الإتصال جعل وئام يقول كلاما كبيرا، وأنا شاهدته على التلفزيون وكان يتكلم بوحشية ليست طبيعية بأننا سندفن الشهداء وندفن معهم من قتلهم.

س- هل تعتبر ان الجنرال سليمان أخطأ في هذا التصّرف؟

ج- طبعا أخطأ لماذا عليه أن يعتذر من السيد نصرالله وإستنادا الى ماذا؟

س- ممكن أنه قدّم التعازي؟

ج- أنا سمعت هذا الكلام على التلفزيون من “حزب الله” فلماذا عليه أن يعتذر من السيد نصرالله، عليه أن يعتذر من كل اللبنانيين ويقدّم التعازي لكل اللبنانيين، ولماذا هذا الحق الحصري بالشهداء من قبل “حزب الله” وتحويلهم فجأة من لبنانيتهم الى طائفيتهم ثم الى مذهبيتهم ثم الى حزبيتهم؟. أنا قد أخطيء وأعتذر ولكن قائد الجيش لا يمكن أن يخطيء ولماذا يعتذر، ومن قال ان هؤلاء الشهداء ينتمون الى “حزب الله” وحركة “أمل” فقط . أيضا إتصل بسماحة الشيخ عبدالامير قبلان.

س- ما دمت تقول هؤلاء شهداء كل لبنان، هل تعتقد انه اليوم في ذكرى اسبوع إستشهادهم سينزل كل اللبنانيين للمشاركة في هذه الذكرى؟

ج- أنا أسأل ماذا يقولون اليوم؟ هم يقولون اليوم هناك قداس لـ”التيار الوطني الحر” وقداس لـ”القوات اللبنانية”: وقداس للمسيحيين ، ماذا هذا الكلام؟ على الأقل إذا كانوا يقومون بهذا العمل ، فأنا لست مضطرا لموافقتهم، وأنا لست مضطرا للموافقة على تصرّفات أخرين أيضا من 14 آذار، فمثلا أنا لست مضطرا للموافقة على كلام الصديق الحميم والقديم احمد فتفت، وأنا سمعته اليوم قطع ووصل وحسم وجزم، هل سأل قبل أن يقول هذا الكلام ماذا حصل على الأرض؟ هناك ناس دائما يتكلمون بالسكين حتى لو كان “حزب الله” وحركة “أمل” يقومون بذلك ، لكن لا يجب أن نتمثل بهم ومن اجل ماذا؟ من أجل إقناع جمهوري. هذه وحشية سياسية لا توصل الى نتيجة، بل الى مزيد من خراب البلد.

أنا أقول هذا الكلام لأني لا أعتبر ان قائد الجيش جزءا من هذه الوحشية، وبالتالي الجنرال سليمان مضطرا لإعطاء المعركة التى وقعت طبيعة طائفية ولا مذهبية ولا حزبية ولا دينية؟ فلماذا مثلا لم يتصل بمطران بيروت للموارنة ومطران الروم؟.

س- ممكن انه اتصل بالشيخ قبلان وبالسيد فضل الله لأن الذين سقطوا هم من الطائفة الشيعية؟

ج- هذا صحيح، لكن الذين سقطوا مع الرائد وسام عيد أليسوا مسيحيين وسُنة ومن كل الطوائف؟.

س- لكن هؤلاء سقطوا بانفجار وليس بإطلاق النار عليهم من قبل الجيش؟

ج- فليكن، ولكن أنا أعتبر اني معني يشهادة هؤلاء الشيعة مثلي مثل غيري. وبالتالي كان عليه تقديم التعازي الى اللبنانيين. أنا لا أقبل تحت أي ظرف من الظروف إعتبار الشهيد هو شهيد حركة سياسية بمفردها. هذا ظلم وحرام ان نحوّل الشهيد الى جهة سياسية واحدة.

لقد تم التعاطي مع حادث مارمخايل وكأن هناك جهة مذهبية أو طائفية، مطلوب منها ان تكون محصورة بحزبية معينة، وهذه الحزبية ترتب على طائفتها أن تكون أمام واحد من خيارين: اما إنها طائفة مخيفة وهذا غير صحيح ، وأما انها طائفة خائقة وهذا غير طبيعي.

هؤلاء الناس موجودين في أرضهم وبين اهلهم وبيوتهم وبشارعهم وبكهربائهم التي هي مثل أي كهرباء عند الآخرين، ألم نسمع كلاما كثيرا عن الكهرباء؟ ويلقون خطابات عن الكهرباء، هناك شخص هادىء وموزون هو النائب محمد فنيش وزير الطاقة المستقيل، أنا أعرف انه قدّم تقريرا عن الكهرباء، وقد سمعت من الرئيس السنيورة تقديره الكبير لهذا التقرير، وانه أدرجه كما هو في باريس-3 ، فلماذا لم يتفضّل الوزير فنيش ويعلن ما إذا كان هناك فعلا تفضيل بالكهرباء لمنطقة على حساب منطقة، وبالتالي كل الناس تعاني من إنقطاع الكهرباء، لكن لم ينزلوا الى الشارع وأحرقوا الدواليب وقطعوا الطرقات أو إصطدموا بالجيش. أنا أقول هذه ليست معارضة سياسية، ولكن بهذه الوحشية السياسية، كأنهم يقولون ان هناك مجموعة من الناس لبنانيين معزولين عن آخرين من اللبنانيين، وضعوهم امام واحد من خيارين أما مخيف وأما خائف.

س- ممكن الوضعين؟

ج- هذا أسوأ، ولكن هم لا يخافوا ولا يخيفوا، نعم هم يخيفون إسرائيل ولكن لا يخيفوا اللبنانيين، وهم لا يخافون من أحد ولا يجب أن يخافوا من أحد، هم مثلهم مثل بقية اللبنانيين. أنا أريد ان أقول لقد فقدنا نهائيا القدرة على مخاطبة كل اللبنانيين.

س- أنت تقول انه لا يخيفون أحد، ألا تعتقد ان الفريق الآخر خائف منهم أو من سلاحهم من أن يتحوّل الى الداخل؟

ج- أنا مطمئن مئة بالمئة ان هذا السلاح لن يوجه الى الداخل، وهذا قرار لا يتخذه اللبنانيون ، وأنا آسف أن اقول ذلك ، هذا قرار اكبر من اللبنانيين.

س- يٌقال ربما هناك جهة ثالثة دخلت على الخط، في أحداث مارمخايل لمحاولة جر هذا السلاح الى الداخل؟

ج- لا يمكن لأحد أن يجر “حزب الله”، هو تنظيم متين ومتماسك ولا يمكن جرّه الى الداخل، وإحساسي السياسي والشخصي والمعلوماتي ان “حزب الله” لا يمكن أن يدخل في مواجهة عسكرية داخلية ، ولكن قد يدخل في معركة سياسية أسوأ من المعركة العسكرية، حيث يجر جماعته او طائفته او مذهبه الى مكان، على الاقل لا أريد أن يتحوّلوا الى هذا المكان.

أنا في وقت من الأوقات رفضت إنجرار طوائف أخرى، وإعتبار نفسها فقط معنية باغتيال الرئيس الحريري، أنا أعتبر انها معنية بلبنان ومعنية بقدرتها على الإحتواء، ومعنية بقدرتها على التفاهم مع الآخرين، لا يجوز أن نقفل الباب على أنفسنا لكي نقول ان فلانا يهجم علينا. أنا سمعت خطاب سماحة السيد ، هو تكلم عن المشروع الأميركي ولكن أنا أرى انه أضعف مشروع في لبنان بسبب خسائره في كل المنطقة ، وأقوى مشروع في لبنان لأنه بنصّه يعبّر عن الإستقرار والإطمئنان والآمان والإعتدال للبنانيين، فأنا برأيي ان تصرّف الحزب أو الآخرين أو أي كان يعمل بالسياسة، بمعنى الفوضى وعدم الإستقرار وعدم الإطمئنان وعدم الامان ، وبمعنى الحديث عن الكبير الكبير الكبير في السياسة يساعد المشروع الاميركي ولا يضعفه ، بمعنى اني عندما إشعر أني خائف وهناك وهم اسمه المشروع الأميركي أمامي فإلى أين سألجأ؟ طبيعي سألجأ الى هذا الوهم غير الموجود.

أنا لا أرى ان هناك مشروعا اميركيا منذ خمس سنوات على الأقل، لا أرى هذا المشروع وقد رأيته في العراق، وقد تبهدّل، ورأيته يتراجع في إفغانستان يوما بعد يوم ، ورأيت حالته الصعبة في باكستان وبالتالي أين هو هذا المشروع الأميركي؟.

س- لكن لولا هذا الوهم، لما كانت هذه القوة التي يتمتع بها أصحاب مواجهة هذا المشروع الذي تسميه وهما، وبالتالي لم يكن وهما ، هو تحوّل الى وهم نتيجة الخسائر التالية التي أصابته في هذه المناطق التي ذكرتها؟

ج- منذ اللحظة الأولى هو وهم، منذ اللحظة الاولى التي دخل فيها الجيش الأميركي الى العراق، إنتهى المشروع الأميركي في المنطقة وهذا ليس رأيي أنا، بل سمعته من رئيس مجلس العلاقات الخارجية الاميركي ريتشادر هارتس، وهو كبير المفكرين الليبراليين الأميركيين في نيويورك حيث قال في دراسة نشره له “نهاية العصر الأميركي”.

فإذا كان الأميركيون أنفسهم يقولون هذا الكلام، هل يعقل ان نقول ان هناك مشروع أميركي متحرك في لبنان قادر ونافذ وفاعل، قد يكون قادرا ونافذا وفاعلا طالما ان هناك من يعتقد ان الإستقرار والإطمئنان يعبّر عنه هذا المشروع الوهمي، وطالما ان التهديد بالإضطرابات والمشاكل وبخراب الإقتصاد وإحتلال وسط البلد يأتي من الجهة الأخرى، التي تقول له لن أدعك تستقر. إذا أنا أسأل من يخدم الآخر؟.

س- لماذا كتبت في نهاية آخر مقالاتك تدعو الى المواجهة السياسية مع الإدارة الأميركية، وكأن هناك مشروعا يجب مواجهته؟

ج- أنا دعوت العرب وتوجهت الى الجانب السعودي.

س- صح، تدعو العرب وتقول ان هذا قدر وليس خيارا؟

ج- يا سيدتي زيارة الرئيس بوش الى المنطقة أعطت انطباعا، بأن الدول الصديقة او الحليفة للولايات المتحدة، مستعدّة لتقبّل كل المقترحات الأميركية، دون مناقشتها ودون الإعتراض عليها ودون تعديلها ودون تصويبها، ربما قد يكون هذا الأمر ليس صحيحا، ولكن هذا ما هو مُعلن.

أنا أقول، ان العلم الفلسطيني الآن الذي هو العلم الوحيد والجدي والقضية المركزية الوحيدة والجدية في المنطقة، أخذ من هذه القوى السياسية وأمسكت به قوى سياسية أخرى لها توجّه مختلف عن هذه الدول، ولديها قوى راديكالية متحالفة معها في لبنان وفي فلسطين وفي سوريا وفي العراق، السؤال كيف يمكن إسترداد العلم الفلسطيني؟ برأيي نسترده من خلال المواجهة مع إدارة اميركية سياسية عاجزة عن إعطائك أي شيء مقابل إعتدالك.

س- بالعودة الى ما حصل وما توصل اليه التحقيق ، يبدو انه اليوم في ذكرى الاسبوع ستعطي المعارضة ردّها على ما وصل إليه التحقيق وتوقيف الضباط، هل ستعتبر المعارضة في ردّها انها أخذت بثأرها؟

ج- المعارضة ستعتبر ان التحقيق جرى من أجلها فقط، وليس من أجل لبنان واللبنانيين، وليس من أجل الجيش، ولكن لا أعتقد ان ما حصل هو بمثابة ثأر للمعارضة، هذا إسمّيه إحتلال للتحقيق. التحقيق جرى بناءا على ضغط سياسي وأعطى نتائجه الطبيعية، ولا لزوم لاستغلاله سياسيا، وإلا يكون بذلك يجرّون الآخرين الى إتخاذ نفس المواقف.

س- كيف ترى بعد الذي حصل، سيتصرّف الجيش تجاه أي أحداث قد تقع؟

ج- بطبيعة الحال واستنادا الى الكلام الذي نسمعه والصياغات التي تبدو، وطريقة التصرّف نقول ان الجيش سيقف جانبا مستقبلا. الآن نحن أمام خيار استراتيجي يتعلق بدور الجيش. قائد الجيش مرشح لرئاسة الجمهورية، وأصبح الأمر الآن وكأنه كما يُقال “يده التي توجعه” كلما أرادت جهة ان تأخذ منها شيئا، تذكّره بأنه مرشّح لرئاسة الجمهورية ويضربه على يده، كمن يقول له أنت تحت رحمتي، ربما أوافق عليك، ربما تعجبني، ربما لا تعجبني، تماما كما تصرف الوزير فرنجية بالأمس عندما قال”اصبح أقل توافقا بالنسبة لي” أكيد هو أصبح الآن أقل توافقا ، ولكن يجب أن نفهم من هذه الرسالة ان هناك جهات أساسية في سوريا ولبنان، قررت ان الجنرال سليمان ليس مرشحها، أو على الأقل إذا لم يستطيعوا مواجهة هذه التسمية العربية والدولية العرية للجنرال سليمان، سيضعوا أمامه زنارا من الضمانات، تمنعه من الحركة التي يعبّر عنها البطريرك صفير بشكل او بآخر.

ولكن أنا ما أريد أن أقوله ان الخيار الوحيد الآن أمام الجنرال سليمان وهو خيار إستراتيجي ، أما بقاء الأمور على ما هي عليه وتعطيل دور الجيش تدريجيا، أو دفعة واحدة بسبب هذا الحادث أو ذاك أو غيره أو غيره، وإما أن يتخذ موقفا تاريخيا بالعزوف عن الترشح للرئاسة والتفرّغ لدور الجيش الوطني أمام كل اللبنانيين ، هذا أولا.

ثانيا: إذا كانت هذه الجهات المحلية المعنية، أو الجهات العربية والدولية المعنية، قادرة فعلا على إيصاله الى رئاسة الجمهورية، يمكن أن توصله وهو جالس في قيادة الجيش دون أن يزور أحد، ودون أن يعتذر من أحد، ومن دون أن يتصل بأحد، لأنه يملك ضمانة إجماع جميع اللبنانيين المواطنين الأبرياء العزّل على شخصه. ورغم كل ما يُقال ورغم محاولات الحزبيين بسرقة طوائفهم أو باحتلال طوائفهم أو بعزل طوائفهم، وهذا هو الأسوأ ، رغم كل هذه المحاولات ، أنا أعتقد ان حزب الإعتدال وحزب الأبرياء وحزب المواطنية، هو أكبر حزب في البلد. ويجب ان يتأكد الجميع، ان من هو خارج “أمل” و”حزب الله” هو الغالبية العظمى من الشيعة ، ومن هو خارج “المستقبل” هم الغالبية العظمى من السُنة، وكذلك من هم خارج “التيار الوطني الحر” هم الغالبية العظمى من المسيحيين، وطبعا آخرين وآخرين.

س- لكن هؤلاء لا يمكن ان يوصلوا رئيس أو أن يشكّلوا حكومة؟

ج- صحيح، هو لو كان يريد أن يكون رئيسا لفعل، لكنه بدأ رئيسا وإنتهى مرشّحاً.

س- أمس نقل زوار عن العماد سليمان، انه لا يريد رئاسة ملوثّة بالدم والفتنة كما قالت “الأخبار”، ويقول هناك من يريد أن يوسم ترشيحه بالدم، وهو غير مستعد لذلك ويشعر أنه متروك لمواجهة أمر صعب؟

ج- هذا كلام تقني ولكن صحيفة “الأخبار” نفسها نشرت منذ فترة نبأ قالت فيه “انني انا غير مُلزمة بنشر بيانات مديرية التوجيه، لأن العماد سليمان مرشّحا وليس قائدا للجيش ، وهذه البيانات تصدر بصفته مرشّح” .

إذا وصلت الأمور الى هذا الحد ، يجب أن يقف ويقول انا قائد الجيش ، وعليه إصدار بيانا رسميا يُعلن فيه عزوفه نهائيا عن الترشيح، ويمارس دوره كقائد جيش وطني بين كل الأحزاب السياسية، وهو ما مارسه منذ ثلاث سنوات حتى الآن، وبذلك ينقذ نفسه وينقذ الجيش ويؤمن للمواطنين جهة يعودون إليها.

س- هل ترى بخلفية كل ما جرى إيصال الأمور الى ما وصلت إليه، بمعنى إسقاط ترشيحه وتحويله ضحية سياسية لكل ما جرى؟

ج-انا لا أحب صفة المؤامرات بالصياغة ، أنا أقول حصل حادث عبّرت عنه نتيجة التحقيق اليوم وهي واضحة ومُعلنة ، ولا لزوم للإجتهاد فيها والتفسير ، وبالتالي لنترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي، ولكن ما حصل هو إستغلال سياسي لهذا الحادث أدى الى النتائج التي تتحدثين عنها، إستغلال سياسي من قبل بعض قوى 14 آذار ، وإستغلال سياسي من “حزب الله” وأقل بكثير من حركة “أمل” ، هناك وحشية سياسية بالتعامل مع كل عنوان جامع ، وهناك وحشية سياسية بالتعامل مع كل شيء له علاقة بالمواطنية، وهناك وحشية سياسية بالكلام حول كل المواضيع التي تهم كل اللبنانيين، وهذه جريمة ليست محصورة بالحزب، وبالتالي موجود من برتكبها في 14 آذار، وطبعا الحزب له الحصة الكبرى و”التيار الوطني” له الحصة الأكبر، ولكن موجود في التيارات الأخرى، بردود الفعل السخيفة والمريضة والتي تؤدي الى المزيد من عزل الطوائف بعضها عن بعض.

ما معنى أن يُقام اليوم قداس للتيار؟ ما هذا الفولكلور؟ هل هو قداس لمجموعة معينة بالتزام سياسي؟ هل وصلت الأمور الى هذا الحد؟.

س- ربما هذا تفسير لوثيقة التفاهم بين الحزب والتيار؟

ج- هذا أيضا إستغلال. هذا إستغلال من 14 آذار وهذه مبالغة بتعيين ورقة التفاهم على انها هدف لما حدث ، وهذا غير صحيح.

س- لكن الرئيس بري يقول ان ما حصل من أهدافه ورقة التفاهم؟

ج- ولكني لست مضطرا لأن أوافق معه، ولكن أعتقد ان الرئيس بري ولا أزال على قناعتي بأنه يلعب دورا وطنيا جامعا، رغم كل ما يُقال ورغم كل الخلافات.

ولكن أنا أعتقد ان ما حصل في عين الرمانة والشياح وغيرها، هو حادث لا علاقة له بورقة التفاهم، هناك مجموعة من الشباب عُزل، وربما واحد منهم رمى قنبلة في فترة لاحقة دخلوا الى عين الرمانة ، أخطأوا أم لم يخطئوا بحق الناس أو جرحوا ناس، ولكنه حادث. وبالمناسبة لماذا لم يقم الجنرال سليمان بزيارة المسؤول السياسي لهؤلاء الذين جرحوا في عين الرمانة؟ .

الجنرال سليمان قائد جيش، يجب أن يكون معنيا بأمر كل اللبنانيين، ولا يوجد شيء إسمه انه مسؤول عن الصلة الشخصية، بأطراف سياسية ممارسة ومُرتكبة بكل شيء يحصل في الشارع. عليه أن يحقق ويعاقب ضباط وعسكريين وتوقيف مدنيين ، وهو جالس في مكتبه كقائد جيش، وليس ان يقوم بزيارات وإعتذارات.

س- الى أي مدى هذا الأمر عرّض المؤسسة العسكرية اللبنانية الى الإنكشاف، وبالتالي بعد توقيف هؤلاء الضباط والعسكريين، ماذا سيفعل الضباط الآخرون ومن يحميهم من ردود الفعل الشعبية؟

ج- يحمي الجيش ويحمي قائده ويحمي المواطنية اللبنانية، عزوف قائد الجيش عن الترشح للرئاسة، وجديا عزوفه.

س- إذاً أنت تدعوه الى العزوف؟

ج- طبعا.. طبعا وأنا أعني ما أقول، لأن هذا التصّرف هو الوحيد الذي ينقذ الجيش، عزوفه ببيان رسمي وعلني.

س- لكن قائد الجيش بكل الأحوال لم يترشح شخصيا، ولم يقل أنا مرشّح حتى انه تم إنتخابه في الجامعة العربية؟

ج- صحيح، ومع ذلك أنا أعتبر ما حدث في الجامعة العربية هو مخالف لكل الأعراف الدبلوماسية والسياسة ، لا يجوز أن تصدر الدول العربية بيانا بتسمية مرشّح بالإسم، ويحصل في الشياح ما حصل وتلي ذلك زيارات وإتصالات ، الإعتذار من قبل مرشّح 22 دولة عربية في القاهرة وببيان علني، نحن نريد الجنرال سليمان قائدا للجيش ، قائدا قادرا وناجحا وعلى مسافة من كل الأطراف ، وأقرب واحد هو الجيش الذي يقوده الى جموع المواطنين.

س- يعني هذه هي الطريق الوحيد اليوم لحماية المؤسسة العسكرية؟

ج- أي قراءة سياسية جدية تظهر، ان هناك إنقساما حادا وجديا بمسألة ترشيح العماد سليمان للرئاسة بين الدول العربية وبين الأطراف اللبنانية.

س- لكن هذا قد يطيح به نهائيا كمرشّح للرئاسة؟

ج- سؤالكِ وكأن هذا الشيء كان بحوزته ، ولكن هذا غير صحيح، فلو كان هناك إجماعا لكان أصبح رئيسا.

س- أمس قال الوزير السابق سليمان فرنجية لمحطة “الجزيرة” ان الجنرال سليمان “ليس مرشحنا في الأساس، ولكن كنا نقبل به، وكان عليه واجب إعطاء ضمانات للفريقين لا أن يقول لا دخل لي”؟

ج- الآن وصلت الأمور الى مكان، ان هناك وزيرا سابقا ونائب سقط في الإنتخابات هو من يحدّد مصير العماد سليمان، وبالتالي باسم من يتكلم الوزير فرنجية؟ من حق الوزير فرنجية أن يقول ما قاله، ولكن لو كان أي واحد آخر مكان العماد سليمان ألم يكن ليعرف مغزي هذا الكلام؟.

كيف يمكن للعماد سليمان إسترداد دوره ودور مؤسسته؟ يمكنه ذلك باسترداد إجماع المواطنين حوله، لأن الجهات السياسية لن توصله الى الرئاسة، وغير صحيح انها تريد ذلك وهي تعرف ذلك منذ البدء.

دعيني اقول لكِ لماذا؟ فلنترك كل ما يُقال ويٌنشر في الصحف. إن الأنظمة الأمنية والتنظيمات الأمنية مثل خبراء المتفجرات التي تعتبر ان الخطأ الأول في عملهم هو الخطأ الأخير، بمعنى ان خبير المتفجرات إذا كان بصدد تفكيك عبوة ، إذا أخطأ فإن ذلك سيؤدي الى انفجار العبوة ، وبالتالي يكون الخطأ الأول هو الخطأ الأخير ولا يوجد خطأ ثاني. كذلك الأنظمة الأمنية والتنظيمات الأمنية تعاملت مع العماد سليمان، على انه إرتكب الخطأ الأول بتفاهمه مع قوى 14 آذار والسعودية ومصر، بصرف النظر إذا كان هذا الأمر صحيح أو غير صحيح، هذا رأيهم، وهذه معلوماتهم وتقديرهم السياسي. ولهذا يتعاملون معه على ان الخطأ الأول هو الخطأ الأخير. لذلك أما أن يضعوا أمامه زنارا من الضمانات لا يستطيع تحقيقه ولا يستطيع القبول به، وإما عدم وصوله للرئاسة والإبقاء على الفوضى كما هي عليه.

أنا أقول المطلوب من العماد سليمان، أن ينأى بنفسه عن الأمراض السياسية للترشيح لرئاسة الجمهورية، وأن يستعيد دوره كقائد للجيش محايد بين جميع الأطراف السياسية، والمسؤول عن كل المواطنين اللبنانيين، وما لم يحدث ذلك نكون قد أضعنا الترشّح وأضعنا القيادة، وأضعنا دور الجيش لا سمح الله، وأضعنا أمن الناس وإجماع الناس.

س- لقد كتبت ان كل مظاهر الإحتجاج وحرق الدواليب في مارمخايل، مرتبطة بموضوع الإجتماع العربي في القاهرة ، ما إعتبرته بعض جهات في المعارضة ان هذه تحاليل سخيفة؟

ج- هذه ليست تحليلات سخيفة، هذه وقائع سياسية، ما حدث هو قيام حركة إحتجاج سياسية، هدفها كتابة بيان إجتماع وزراء الخارجية العرب على مارمخايل، ومن يقول كلام آخر لا يعرف بالسياسة، والدليل انه كتب على هذا الأساس.

س- ما هي إنعكاسات عزوف العماد سليمان على الوضع العام في البلد، خصوصا على المسار السياسي؟

ج- أولا نضمن ان لدينا جيش يحفظ دوره، وقائد جيش مستمر في دوره وبمسؤوليته عن كل اللبنانيين.

ثانيا : تعود الأمور السياسية كما هي الآن ، فأما أن يعودوا ويتفقوا عليه ، وإما أن يتفقوا على مرشّح آخر أو أن لا يتفقوا على أي واحد. الواضح اليوم ان المعارضة ليست بوارد الإتفاق على رئيس الآن. فلماذا اللف والدوران؟.

س- هل لدى المعارضة مرشح آخر غير العماد سليمان ، مرشح توافقي؟

ج- لا أعتقد ان لدى المعارضة مرشح آخر، لأن مرشحها هو الفراغ، ومرشّح المشروع الأميركي أيضا هو الفراغ، لأن الاميركيين يعتقدون ايضا ان الظروف السياسية الآن، لا تسمح لهم بالمجيء برئيس يناسب سياستهم، وبالتالي كلا الطرفين متفقان على الفراغ، ولهذا أنا أطالب العماد سليمان أن ينسحب من هذه المعركة.

س- كيف سيُدار الفراغ؟

ج- كما يُدار الآن، ولكن يجب أولا أن نحتفظ بالجيش وبقيادته، لكي نصل الى المكان الطبيعي.

س- لكن هناك رأي يقول ان هناك أكبر من الوصول الى الفراغ، وصولا الى تدمير كل مؤسسات الدولة؟

ج- وهذا ما يتم الآن تدريجيا، هناك مشروع لإفراغ النظام من مقوماته التي هي الجيش، القضاء، الحياة السياسية، الحريات والأمن هذه المقومات يتم إفراغها تدريجياً، مرة باغتيال الرئد عيد، ومرة باغتيال فلان وفلان والأن يتم إغتيال دورالجيش، ولاحقا يأتي دور القضاء فالحريات وغيرها وغيرها. وبرأيي ان عزوف قائد الجيش عن الترشّح يمنع إفراغ المؤسسات من مقوماتها ويمنع إفراغ دور الجيش.

س- لكن كيف سيمنع عزوف قائد الجيش ذلك، لنفترض انه تكررت هذه الحادثة هل ساعتها سيشعر الجيش انه تحرر من القيود بسبب عزوف قائد الجيش؟

ج- على الأقل ساعتها سيتصرّف على أساس ان قائده متحرر من إلتزامات الترشّح لانتخابات رئاسة الجمهورية ، وبذات الوقت يكون الجيش وقائد الجيش جزء من الحاجز بوجه نجاح مخطط إفراغ المؤسسة من مقوماتها.

س- برأيك هل هناك من يريد وقوع مواجهة بين الجيش اللبناني والمقاومة، من اجل طرح موضوع نزع سلاح “حزب الله”؟

ج- لا أظن ذلك، ودعينا لا نبالغ في هذا الأمر، باعتقادي ان هناك ضمانات جدية لدى الجانبين بعدم حصول هذا الأمر، ولا يجب ان ننسى ان هذا الجيش هو ذاته الجيش الذي ينسّق مع المقاومة منذ 14 سنة أو أكثر، لذلك أنا أستغرب هذه النبرة العالية بالتعاطي مع هذا الموضوع.

أولا : قائد الجيش الحالي هو نفسه الذي عُيّن بظروف سياسية ملائمة لتفاهم الجيش مع المقاومة، وقد أعلن قائد الجيش مرات وكرر لدرجة مبالغ فيها عن دعمه لدور المقاومة.

ثانيا: القوى الرئيسية في 14 آذار وأولهم سعد الحريري، كرر وقال عشرات المرات ان سلاح المقاومة يُعالج بالحوار الداخلي وبين اللبنانيين، وهو قال هذا الكلام على باب البيت الأبيض في واشنطن، وعلى باب الإليزيه في باريس، لذلك لا يجب إعطاء الأمور أكبر من حجمها.

س- لكن هذا كلام لا يُصدق من قبل الطرف الآخر، وقد قال “حزب الله” نحن لا نواجه الأكثرية ، نحن نواجه المشروع الأميركي الذي قلت عنه يريد تغليب طرف على طرف آخر؟

ج- أنا لا أجد هذا المشروع الاميركي.

س- لكنك كتبت انه يريد تغليب طرف على طرف؟

ج- لكنه لم يتحقق، ولذلك هذا المشروع يريد بقاء الوضع في لبنان على ما هو عليه، الى ان يجد ظروف سياسية يغلّب فيها طرف على طرف، وهذا ما قلته في المقال ولكن هذا غير مُحقّق، ولن يتحقق بمزيد من الحدة وبمزيد من عزل الطائفة، ومزيد من إعطاء الأمور وكأنها كلها طوائف.

أنا برأيي ما يقف بوجه تحقيقه أولا : تعقّل قيادة 14 آذار والتي يظهر عليها التعقُل في بعض الأحيان في هذا الموضوع بالذات، خاصة عند النائب الحريري ولاحقا عند وليد بك ، ولكن أنا أسأل لنفترض هذا الأمر صحيح، فكيف تواجهه قيادة الحزب؟ دعينا نتطرّق ولو قليلا الى تقرير فينوغراد. في هذا التقرير هناك ثلاث نقاط رئيسة:

– النقطة الاولى تتعلق بقدرة المقاومين اللبنانيين على الصمود في وجه أقوى جيش في الشرق الأوسط، ما يدعو الى إعادة النظر بقدرة الجيش الإسرائيلي وبدوره الخ..

– النقطة الثانية وهي الأهم : تماسك المجتمع الإسرائيلي في دعم دور جيشه وهذا يدعم إستمرار مفهوم دولة اسرائيل.

أنا أسأل هذا التماسك ألم يظهر على اللبنانيين في حرب تموز بشكل تآلف وبشيء من الوحدة، وبشيء من الإحتضان؟ وبالتالي كيف نحمي هذا التماسك ونطوّره في وقت فينوغراد يقول ما قاله عن تماسك المجتمع الإسرائيلي؟ بينما المجتمع اللبناني منذ حرب تموز حتى اليوم، يزداد إنقساما حول دور المقاومة نفسها؟ وهل هذا رغبة المشروع الأميركي فقط، أم يتحمل مسؤوليته الهجوم والإندفاع غير الطبيعي، مرة بغطرسة القوة ومرة بقلق الخائف؟.

غطرسة القوة خطأ وقلق الخائف خطأ، أنت تستطيع ممارسة غطرسة القوة على إسرائيل وليس على اللبنانيين، والخوف يكون من غير اللبنانيين لأن اللبنانيين ثبتوا في حرب تموز تضامنهم وتفهمهم وقبولهم بكل ما حدث. العماد عون نفسه المفترض انه من طائفة ومن بيئة ومدرسة سياسية لا علاقة لها بالمقاومة، قال عندما قصفت إسرائيل جسر المعاملتين “بالرزق ولا باصحابه”. كيف طوّرت قيادة “حزب الله” هذا المفهوم منذ حرب تموز حتى اليوم؟.

“حزب الله” يقول انه يريد حماية دوره وحماية سلاحه، ولكن كيف يستطيع ذلك إذا كان مجتمعه ضده، وإذا كان موقف هذا المجتمع يتطوّر يوما بعد يوم من حرب تموز حتى اليوم، من التضامن الكامل والإحتقان الكامل والإنفتاح الكامل ، الى الإنغلاق الكامل من كل الطوائف والمجتمعات السياسية.

عل كل حال وقعت حادثتين في لبنان ظهر خلالهما اللبنانيون بغالبيتهم العظمى ان لديهم قدرة على التفاهم:

1- يوم إغتيال الرئيس الحريري وما سمي 14 آذار قبل أن تتحول الى 14 شباط .

2 – حرب تموز.

وأنا أعتبرهما مفصلين تاريخيين في تاريخ البلد، ولكن أين هي القوى السياسية أو أي قوة سياسية أنبرت ودعت الى الإستخلاص مما حصل، أي إمكانية على التفاهم.

من السهل ان نقول فلان أخطأ وفلان متآمر وفلان قاتل وفلان مجرم ، وطبيعي أن يقول خصمك نفس الكلام، ولكن “حزب الله” ماذا فعل لكي يحقق لسلاحه ولطائفته اللبنانية ولوطنيته المزيد من الحماية والمزيد من التفاهم.

س- ماذا كان مطلوبا من “حزب الله”؟

ج- أنا لا أستطيع أن أضع نفسي مكان “حزب الله” لكي أقول ما المطلوب ان يفعل، ولكن أعتقد ان الحزب معني بالدفاع عن نفسه.

س- بعد 14 آذار، كانت هناك مناسبة الحلف الرباعي الذي اعتبر “حزب الله” انه خُدع بهذا التحالف. أيضا طرح “حزب الله” موضوع الحكومة والمشاركة على أسس جديدة، معتبرا ان الإنتصار الذي حققه في حرب تموز، يستأهل أن يحصّن بضمانة سياسية من خلال مشاركة معينة في الحكومة؟

ج- لنفترض ان هذا المنطق سليم وأنا لا أوافق عليه فما مدى التأييد الذي استطاع “حزب الله” الحصول عليه من خارج تأييده الطبيعي لهذا المنطق؟ لا شيء، بالعكس خسر ناس وخسر ناس من اللبنانيين ومازال يخسر يوما بعد يوم.

س- لكنه ربح فريقا أساسيا من المسيحيين هو “التيار الوطني الحر” وأبرم معه ورقة تفاهم؟

ج-انا لا أعترض على هذا الأمر، وأنا كتبت ان ورقة التفاهم حققت غرضها في وقت من الأوقات، بأنها أنهت عزلة كان يمكن ان يقع الحزب فيها وفتحت بابا للإستقرار لجزء كبير من المسيحيين، يعبر عنه العماد عون ونوابه في كتلة “التغيير والإصلاح”، لكن هذه الورقة أدت غرضها، وبالتالي بعد أن أدت هذه الورقة غرضها يجب أن يتبع ذلك إنفتاحا من قبل “حزب الله” والعماد عون على الآخرين.

س- لكنك إعتبرت في مقالك ان العماد عون أخذ الموقف المسيحي، الى حيث لا إطمئنان ولا إستقرار بتفاهمه مع العماد عون؟

ج- لأن الدور المسيحي هو الإنفتاح على كل الناس، وليس فقط مذكرة التفاهم، أنا اقول مذكرة التفاهم حققت غرضها، وفي وقتها كانت ضرورية وواجبة ولازمة، وبالتالي لا يستطيع أن يستمر على هذه القاعدة، يجب الإنفتاح.

س- تقصد انها بدأت بتفاهم ثنائية لتشمل تفاهمات مع كل الفرقاء؟

ج- نعم، ودون ذلك يكون قد عرّض الدور المسيحي والحضور والوجود المسيحي، لأكبر قدر ممكن من الخلاف مع القوى الأخرى.

هناك الآن ثلاث مؤسسات مسيحية مارونية معرّضة بشكل أو بآخر:

1- رئاسة الجمهورية – شغور ومجهول

2- قيادة الجيش- المشاكل والترشيح وحادث مار مخايل وكلام كبير وحصر المشكلة بطائفة ومذهب.

3- ما يتعرض له سيدنا البطريرك من قوى المعارضة.

كيف يمكن إقناعي بأن ما يحدث في هذه المؤسسات الثلاث، يخدم المشروع الوطني في لبنان؟ أنا أقول الآن وأكرر ما قلته سابقا، المسيحيون عنوان إستقرار وإعتدال وطمأنينة وأمن حيث هم موجودون ، كيف نحميهم؟ هل نحميهم باتخاذ مواقف حادة في محيط يمتد من أندونيسيا الى موريتانيا؟.

س- أيضا ألا ترى ان الفريق المسيحي الآخر يتخذ نفس الموقف والموقع؟ وكما عبر بالأمس البطريرك صفير عندما قال “هناك من يجر المسيحيين نحو الغرب وهناك من يجرهم نحو الشرق”؟

ج- صحيح وهذا خطأ وذاك خطأ ، ولكن هل هناك أحد غير سيدنا البطريرك يستطيع أن يقف في الوسط؟ ولكن نرى انهم يعطلون دوره. كذلك هل هناك غير الجيش يمكن أن يقف في الوسط؟ ولكن يتم تعطيل دوره، أيضا هل هناك غير رئاسة الجمهورية تستطيع أن تقف في الوسط؟ أيضا يتم تعطيلها.

أنا أقول ان الدور المسيحي ليس دور تحدي وليس دور إنقسام ولا دور تخرّب لهذه الجهة أو تلك ، الدور المسيحي في لبنان ولحمايته وضرورته، وهو دور له أول وليس له آخر، هو دور الإنفتاح على جميع القوى، ودور الإنفتاح على جميع الأدوار، ودور الإنفتاح على جميع الدول القادرة على مساعدتنا. وبالتالي لا يجب وضع غالبية المسيحيين في موقع ان حدودهم السياسية هي دمشق، في وقت ان دمشق على خلاف سياسي مع عدد كبير من الدول العربية.

أنا أقول ان عنوان الإستقرار في لبنان، هو عنوان مسيحي وليس عنوانا إسلاميا، المسيحيون هم الطرف الذي أسمّيه العازل بين القوى المتخاصمة اللبنانية.

س- هناك محطة في 11 شباط الجاري وهو موعد جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية، في ظل وضع مفتوح على جميع الإحتمالات السياسية والأمنية ، ونقلا عن دبلوماسي عربي ذكرت “الشرق الأوسط ” اليوم ، ان هناك سيناريوهات خطيرة جدا قد تواجهنا ولن يكون هناك مبادرة عربية أخرى، وان فشل المبادرة العربية القائمة اليوم قد يكون تمهيدا لتدويل الأزمة ، ما رأيك بذلك؟

ج- أذكر انني منذ شهرين ومن هنا بالذات قلت لكِ بأننا نتجه نحو مجلس الأمن الدولي، وهذا كان قبل المبادرة العربية التي لم تكن مطروحة في ذلك الوقت، واليوم أقول سنصل الى مجلس الأمن الدولي بسبب الوحشية السياسية التي يمارسها اللبنانيون، والتي تساعد على الإتجاه الى مجلس الأمن.

س- بسبب الوحشية السياسية؟ أم لأن هناك مخططا يسير مرحلة وراء مرحلة للوصول الى مجلس الأمن الدولي؟

ج- المخطط دائما موجود، ولكن يجب أن نبحث عن كيفية التخفيف من ضرره، هل بمزيد من التفاهم على ظروف بلدنا أم بمزيد من العصبية والإصطفاف مع الوحشية السياسية؟ صحيح أنا أوافقك هناك مخطط، والجميع يعرف ان هناك مخطط، قيادة “حزب الله” تعرف ذلك، وقيادات 14 آذار تعرف ذلك، وقيادة “تيار المستقبل” وايضا وليد بك، ولكن هل نواجه هذا المخطط بمزيد من التشدّد وبمزيد من الإصطفاف وبمزيد من العزل؟.

أنا سأعطي مثل بسيط يدل على المدى الذي وصلت اليه الوحشية السياسية، فقد وقف سماحة السيد نصرالله وقال “ان الحزب يملك أشلاء لجنود إسرائيليين” برأيي ان الوصف الذي سمعناه بشع إنسانيا، ولا يمكن أن يتقبله إنسان. ولكن كان واضحا ان السيد نصرالله بهذا الكلام يوجه رسالة مباشرة الى الإسرائيليين لا علاقة للبنانيين بها. والإسرائيليين تجاوبوا وإرتبكوا وإختلفوا وإتفقوا، استنادا للصياغة التي إستعملها، لأن مسألة الأشلاء مقدّسة عندهم . ولكن أنا أسأل كيف تلقينا أو عالجنا هذه الصياغة؟ هل تلقيناها بلطف وبهدء وقلنا له هذا إنسانيا لا يجوز، أم انبرى له من انبرى وقال هذا كلام وهذا كذا وكذا واننا لا نقبل الخ..

أنا أعرف ان كل الذين إعترضوا على كلامه وكل الذين واجهوه، ليسوا قدوة في الإعتراض على هذه التعابير ، كلهم من مدارس سياسية مارست هذه التعابير فعليا.

أنا أسأل ايضا ما المانع لو ان هؤلاء أخذوا الأمور برفق وبهدوء والإعتراض على الصياغة الإنسانية لهذا الكلام؟ المانع هو الوحشية السياسية، ويعتقد كل واحد انه بهذه المواجهة يستطيع أن يكسب أكثر وأكثر عند جماعته.

أنا أريد أن أقول للبنانيين الذين يسمعونني فلنوقف هذا الإصطفاف حتى لو كنتم توافقون على سياسة هذا الطرف أو ذاك، وابتعدوا عنه وفتشوا عن مصلحتكم. هذه الوحشية السياسية التي يمارسونها ليست لمصلحة اللبنانيين، وكل جهة تعمل لمصلحتها الشخصية فقط لا غير.

يجب على اللبنانيين كل من موقعه، أن يدافع عن قدرته على النظرة الجامعة، على التصرف الجامع قدر إستطاعته، وأن لا يقبل بالتصرف الآخر وأن لا يقبل بعزله.

أنا أقول ليس صحيحا ان كل الشيعة حزبيين، وليس صحيحا ان كل السُنة “تيار المستقبل”، وليس كل المسيحيين “تيار” او “قوات”، هناك ناس معنيين ببلدهم وهم كثرأكثر بكثير مما نعتقد. أنا أقول هناك قوى لبنانية معتدلة ولا بد للبنانيين من أن يخففوا من إصطفافهم وإلإكثار من إعتدالهم.

س- هل نستطيع القول ان المبادرة العربية إنتهت؟

ج- كلا لم تنته، أنا برأيي انها ستستمر .

س- كيف ستستمر عندما يقول سليمان فرنجية “لا نثق بالجامعة العربية وان عمرو موسى ليس حياديا”؟

ج- دائما الوزير فرنجية يقول أشياء لا تتحقق.

س- ألا يعكس ذلك موقفا ما؟

ج- طبعا، والسوريون لم يخبئوا موقفهم ، صحيقة تشرين السورية تناولت دور الجامعة قبل هذا الإجتماع.

س- كيف ستنجح المبادرة العربية إذاُ؟

ج- انا لم أقل ستنجح، انا قلت ستستمر الى حين الوصول الى موعد القمة العربية ، وأعتقد ان هذا الموعد سيكون مفصلا أما بإستمرار الأزمة وإما بانتخابات رئاسية. لكن حتى لو إستمرت الأزمة، أنا أقول المجتمع اللبناني يضم قوى خيّرة جدا وقوى إعتدال أكثر وفيها الكثير من المنطق والنجاحات، وبالتالي يجب هذا المنطق أن يبرز أكثر وأن يقوى أكثر.

س- ماذا يعني التدويل؟

ج- المزيد من الإشتباك السياسي ليس أكثر، وليس من الضرورة أن يكون عملا ناجحا للبنان، ولكن بالتأكيد عمل محرج للقوى المعنية بعدم إجراء الإنتخابات.

س- كيف سيؤثر على دور سوريا؟

ج- أعتقد ان مجلس الأمن الدولي يمتلك وسائله بالعقوبات الإقتصادية وغيرها، ممكن أن نصل الى هذا الأمر، ولكن هذه هي طريقة عمل مجلس الأمن الدولي، والتي بدأت تأخذ طريقها في إيران، وهي دولة أكبر بكثير من سوريا وإمكاناتها أكبر بكثير.

أنا أعتقد ان ما نشاهده الآن ليس الصياغة النهائية، ولا الصورة النهائية للوضع لا في لبنان ولا في المنطقة، نحن الآن في عين العاصفة، ويجب أن ننتظر لكي يصفو الجو وتنقشع الغيوم، ولكن هذا يفترض من القوى السياسية ومن اللبنانيين، التخفيف من أصطفافهم ومن الأوهام التي يضعوها برأسهم بدءا من حقوق المسيحيين، والحقيقة في إغتيال الرئيس الحريري والتي أصبحت مهمة دولية ، وأيضا سلاح المقاومة ، كل الطوائف أصبح عندها عناوبن، هذا حرام وغير صحيح اللبنانيون ليسوا كذلك.