نهاد المشنوق يتحدث ل”الشراع” عن رفيق الحريري

مقابلات مكتوبة 11 فبراير 2008 0

بيروت-هدى الحسيني

*الحريري آمن بقدسية الطائف ورفض الادارة السياسية السورية
*اول انذار تلقاه الحريري من السوريين كان لثنيه عن اعادة اعمار العاصمة
*احب بري كثيراً.. وآمن بقدسية الطائف
*فرنجية وأرسلان ممن مارسوا الضغوط عليه لمنع اعادة اعمار العاصمة
*تعرفت على الحريري عام 1988 عن طريق جوني عبدو
*اول لقاء جمعنا كانت بيروت وإعادة اعمارها
*كان برنامجه سياسياً وانمائياً ونجح في البرنامجين
*نضجت تجربته السياسية خلال انتخابات الالفين
*آمن ان صياغة الادارة السياسية السورية للبلد اختلفت بعد الالفين
*بعد اجتماعه الشهير ببشار الاسد عام 2003 كاد يختنق
*كتاباتي بعد استشهاده انتصار لمفاهيمه وأفكاره

يروي نهاد المشنوق تجربة سنوات بدأت مع”الشيخ” رفيق الحريري رجل الاعمال الذي كان ينكبّ على اعداد “المشروع” الحلم لإعادة إعمار العاصمة بيروت واستمرت مع “الرئيس” رفيق الحريري الذي صدر مرسوم بتأليف اول حكومة له في الاول من تشرين الثاني عام 1992، ذلك التاريخ الذي تعمد الرئيس الياس الهراوي اختياره لاصدار المرسوم بمناسبة يوم ميلاد رفيق الحريري.
وبين المرحلتين “الشيخ” و”الرئيس” كان نهاد المشنوق مستشاراً يضع خبرته الاعلامية والسياسية في حضن تلك الشخصية التي جذبته منذ اللقاء الاول.
لم يخف المشنوق يوماً فرحة قربه من باني بيروت الحديثة، تلك “البيروت” التي تسابقا معاً “الحريري والمشنوق” على عشقها ومنها كانت البداية والنهاية.
يروي المشنوق في هذه السطور القليلة قصة ايام وليال تجمعت وشكلت سنوات عمر شهدت الحلو والمر، الاقتراب والتباعد، فمن الحضن الدافىء في قريطم كأحد افراد العائلة الى المنفى في باريس ممنوعاً ليس فقط من زيارة قريطم بل من زيارة لبنان وبيروته التي احبها وأقنع الحريري يوماً بالعودة عن عزوفه عن بنائها.
حوار لم يخل من زفرات تتصاعد من صدره ودموع تتحجر في المآقي وصراخ صامت مؤلم يحتج على الظلم، مشاعر لا يفهمها الا الذين عايشوا تلك العلاقة بين الرجلين وشهدوا جميع مراحلها وتناقضاتها.

خضت مع الرئيس رفيق الحريري تجربة طويلة كمستشار اعلامي، ما الذي جذبك الى هذا الرجل وجعلك تخوض هذه التجربة؟
لرفيق الحريري شخصية”مقدامة”، وما جذبني اليه قدرته وإقدامه على تحقيق مراده ولا يثنيه عن ذلك تعب او ملل مهما كانت التكاليف والصعوبات، وهذا الامر كثيراً ما انعكس على من هم حوله اذ يشعر المرء بقربه انه قادر على تحقيق ما لا يمكن تحقيقه.
ما هو المشروع الذي كان يستحوذ على تفكيره عندما تعرفت عليه؟
في الاساس ان مشروع الرئيس الحريري هو مشروع سياسي، وعندما تعرفت عليه عام 1988 عن طريق السفير جوني عبده كان قد طرح فكرة اعادة اعمار وسط بيروت وأنا كنت من المعجبين بهذه الفكرة الاستثنائية التي لم يكن ممكناً ان يقدم عليها أي شخص غير رفيق الحريري، الا انه وبعد فترة قصيرة اعلن عزوفه عن الخوض في هذا المشروع، عندها شعرت ان بيروت ستفقد قيامتها وبالتالي لا يحق لرفيق الحريري ان يمنع عنها ويحرمها هذه القيامة، وبما ان العلاقة كانت قد تطورت بيني وبينه شعرت نفسي انني امام مسؤولية وهي إعادة اقناعه للسير في بناء بيروت وأنه لا يحق له ان يتخذ هكذا قرار لأنه قرار يتعلق بتلك “البيروت” التي تعنيني وتعني كل لبناني، عندها قررت الذهاب اليه في “موناكو” مع الصديقين طلال المرعبي وخليل زنتوت، ودار النقاش حول مسؤوليته في إعادة اعمار بيروت، وكانت حدة النقاش ترتفع وتنخفض تبعاً للتفاصيل التي كنت اتطرق اليها والضغوط التي كان يواجهها.
ما هي تلك الضغوط؟
بعد طرحه لفكرته بانشاء مشروع “سوليدير” مورست عليه ضغوط كثيرة من مجموعات مقربة من السوريين بينهم سليمان فرنجية وطلال ارسلان بالاضافة الى اشخاص آخرين، الامر الذي اعتبره الحريري بمثابة انذار اولي يستتبعه انذارات متتالية لثنيه عن حلم راوده سنوات طويلة، عندها تطوعت في ان آخذ ترتيب الامور على عاتقي خصوصاً في ما يتعلق بتسويق الفكرة والاتصال مع الهيئات المعنية وصولاً الى إقرار مشروع “سوليدير”، عندها اقتنع بطرحي وانتقلت لأمارس هذه المهمة الصعبة من مكتبه الخاص في مبنى “اوجيه” آنذاك كان رشيد الصلح رئيساً للحكومة وأبدى تعاوناً كبيراً وأعطاني قوة دفع للعمل على الفكرة الى ان اقر مشروع “سوليدير”.
حين صدر قانون اعادة اعمار وسط بيروت التجاري كان الحريري ما زال في الخارج؟
نعم، زار بيروت بعد ذلك وذهبت انا وهو وبهيج طبارة الى احد مطاعم بيروت واحتفلنا بالمناسبة، وكانت قد نشأت علاقة وثيقة بيننا فتم تعييني مستشاراً له قبل توليه رئاسة الحكومة.

رجل الاعمال السياسي
تعرفت على رفيق الحريري “الشيخ” وبعدها اصبح “الرئيس” ما الفرق بين الاثنين؟
رفيق الحريري رجل الاعمال والسياسي هو نفسه يعمل بالاندفاع ذاته، لم يأبه كثيراً الى كونه رجل اعمال الا في ما يتعلق في قدرته على خدمة افكاره، ومنذ بدايته بالعمل السياسي ابتعد عن عالم الاعمال في لبنان وبات همه الوحيد العمل السياسي وإعادة اعمار لبنان، حتى انه كان يتميز بطبع رجل الاعمال السياسي.
ولكنه دخل عالم السياسة من باب عالم الاعمال؟
في خطابه الذي القاه في حفل التخرج في الجامعة الاميركية قبل تكليفه برئاسة الحكومة، تحدث عن مشروعه السياسي والانمائي، اعتقد انه سيتمكن من العمل على الاصلاح وتطبيق الطائف وإعادة ضبط البلد بعد الحرب وما عاناه من دمار في البنى التحتية والطرقات.. وغيرها.
في أي مجال نجح اكثر في السياسة ام الانماء والاعمار؟
اعتقد انه نجح في المجالين وذلك انطلاقاً من عمله الجدي الشغوف والطموح.
الى اين اراد ان يصل بطموحه؟
في المجال السياسي كان يعتقد ان الطائف نص مقدس وسعى الى تنفيذه بجميع بنوده الا انه لم يستطع ان يحقق تقدماً جدياً في هذا المجال. لقد كانت مسألة تنفيذ اتفاق الطائف من اهم طموحاته السياسية التي ارادها ان تتماهى مع نجاحه في تحقيق مشروع إعادة اعمار وسط بيروت الذي يعتبر علامة فارقة في الشرق الاوسط.
ما كانت فلسفته في الحياة؟
كان مؤمناً كثيراً ورجلاً قدرياً مستعداً للقتال من أجل ايمانه.
كم اثر هذا الايمان على حياته السياسية خصوصاً وان العمل السياسي يحتاج الى الكثير من المراوغة والمناورة وأحياناً اعتماد “الميكيافيللية”؟
لا شك انه في البداية وجد صعوبة كبيرة ولكن مع الوقت اعتاد على التصرف بشكل مختلف ولكن ايضاً ضمن قناعاته.
في أي مرحلة لمست نضج ثقافة الحكم وممارسة السلطة لديه؟
بدأت ألمس نضج تجربته منذ انتخابات الالفين، كان لديه استعداد كبير ليدافع عن قناعاته وأسلوبه، لم يكن موافقاً على الطريقة التي كانت سائدة لإدارة البلد في ظل الوجود السوري، وكان يردد دائماً “لا يمكن الاستمرار في إدارة سياسية صحيحة للبلد طالما هناك وجود للإدارة السياسية السورية”.
ما هي المعايير التي كان يعمل على اساسها في السياسة، قناعاته صداقاته ام مصلحة البلد؟
لا شك انه كان يتأثر بصداقاته ومعارفه وما يقال له من قبل المقربين، لكنه في النهاية كان يعمل لمصلحة البلد، وأن التسوية الدائمة في العلاقة مع سوريا كانت لمصلحة البلد.
من كان الاقرب له في السياسة و”الصداقة”؟
كان يرتاح نبيه بري كثيراً فطالما اعتبره من احد المحترفين الكبار في العمل السياسي، وقد نشأت بينهما صداقة من نوع خاص. كذلك وليد جنبلاط الذي استقرت علاقته به في السنوات الاخيرة.
هل كان الحريري شخصاً يبوح بأسراره الى المقربين منه ام يكتمها؟
كان كتوماً جداً.

بعد عام 2000
ما هي الفترة التي شعرت بها ان الرئيس الحريري يتعرض لضغوط ولم يرد البوح بها؟
جميع الضغوط التي مر بها لم تكن مماثلة لتلك التي عرفها بعد عام 2000، اذ ان صياغة الادارة السياسية السورية للبلد اختلفت بعد ذلك التاريخ، وبالتالي لم يكن الحريري على تماس مع الضغوط السورية منذ عام 1992 حتى عام 2000، اما الازمة الحقيقية التي تعرض لها فعلياً وأثرت عليه بشكل كبير فكانت في اواخر عام 2003 أي خلال الاجتماع الشهير مع الرئيس بشار الاسد بحضور الضباط السوريين.
هل زرته بعد الاجتماع وتناقشت معه في الموضوع، وماذا قال لك آنذاك؟
شعرت انه يكاد يختنق، كشف لي ما دار في احاديث خلال ذلك اللقاء وان ما كان يكتمه في حياته كُشف عنه بعد استشهاده.
ما هي الصورة التي تمثل امامك عندما تتذكر رفيق الحريري؟
مضت سنة على حادثة اغتياله وما زلت اشعر حتى اليوم بوجوده، انتظر مع كل صباح لأقرأ اخباره في الصحف، ربما لأن صورته ومسيرته حاضرتان امامنا بشكل يومي، فحضوره السياسي لم يغب بعد وحضوره طاغ ولا نحتاج الى صورة لنتذكره فكلما اسمع بـ”مشكلة” في البلد سياسية كانت ام اقتصادية افكر كيف كان وسيعمل على حلها، اغتياله لم يترك لي المجال لأكون موضوعياً، ومن اغتاله اراد ان يقضي على الموضوعية التي يتحلى بها كل العاقلين في البلد.
ماذا أحدث بك اغتياله حتى رأيناك تعود الى الصحافة المكتوبة بعد غياب سنوات طويلة وتقول ما لم تقله في حياة الرئيس؟
كنت اعاني من مشكلة الكتابة في حياته اذ ان ما كنت سأكتبه كان سيفهم انه بإيعاز من الرئيس الحريري وهذا ما يود ان يقوله هو او ما يفكر به، خصوصاً وانه كان من الصعب في عقول الناس الفصل بين شخصيتي وشخصية الرئيس الحريري لانهم اعتادوا على رؤيتنا سوياً على مدى سنوات، وهذا الامر كان يربكني كما انني فضلت عدم الكتابة منعاً لاحراجه في أي موقف سياسي اتخذه، اما اليوم فأعتبر كتاباتي هي بمثابة بداية الانتصار له ولمفاهيمه وللطريقة التي كان يفكر بها في إدارة شؤون البلد، ولو كان ما زال حياً لما نشرت هذه المقالات.
ماذا اردت ان تقول في هذه المقالات؟
ان اقول رأيي في كل الامور والمواضيع التي طرحت سابقاً وتطرح اليوم.
رأيك ام رأيه؟
هناك مزيج بين رأيي ورأيه حتى انه بات من الصعب الفصل بين الرأيين، كان يقول لي دائماً “انت مثلي صعب ان تقبل ما يقبله غيرك” لذلك وددت ان اكتب لانتصر لافكاره.
يحكى عن علاقة معقدة كانت نشأت بينه وبين معظم الذين حوله والمقربين منه؟
لم تكن هذه المشكلة لها وجود في علاقتنا التي سادها الكثير من الود واللطف والمحبة وفي الوقت نفسه الكثير من القدرة من جانبه على تحمل طبعي الصعب واستيعابي.
وطبعه ألم يكن صعباً؟
نعم كان صعباً لأنه لم يقبل الامور بالطريقة التي تطرح عليه، الا انه كان يستوعبني اكثر مما كنت استوعبه.
لماذا؟
بفضل ما خصه الله من قدرة هائلة على الاحتضان والاستيعاب وصرف الجهد، فهو على استعداد ان يعمل مع “الشياطين” ويطوعهم لجعلهم ينكبون على العمل.
كان لا يحب الكسل؟ لا يعرفه حتى يحبه.
اثناء السفر كان متعِباً؟
طبعاً، لا يتعب في النهار ولا حتى في الليل وكان يتميز عن غيره بأنه يستطيع النوم اينما كان، يقال ان عبد الناصر كان هكذا، كما انه لا يهتم بالاكل وغير متطلب في طريقة عيشه.
ما الذي كان يفرحه؟
العمل السياسي.. عندما يضع في رأسه خطة عمل يريد تنفيذها مهما حصل.
وفي حال لم تنجح الخطة؟
يستمر في المثابرة، ولا بد ان يصل الى مكان ما.
حنين الى فلسطين
كانت القومية العربية افقه الفكري السياسي، ماذا كانت تعني له ارض فلسطين واسترجاعها؟

كان عنده حنين كبير لأرض فلسطين اكثر من السعودية ولبنان، لم يكن على صلة وثيقة بالقيادات الفلسطينية، لكنه كان يشعر دائماً بألمهم وقدرتهم على المقاومة والتقدم، عموماً الموضوع الفلسطيني موضوع مركزي في الشرق الاوسط وهذه كانت نظرته.
تتحدث في بعض مقالاتك انك لم تتناقش معه مرة حول موضوع قوميته وعمله السري؟
لم يأت مرة على ذكر العمليات السرية التي قيل انه قام، يقال انه شارك بتهريب السلاح الى سوريا لكنه كلام غير مؤكد لم اسمعه منه لكنني سمعته من غيره.
هل وجهت له هذا السؤال؟
لا، لم اسأله ابداً.
لماذا؟
كانت الامور تجري بسرعة من حولنا، حتى انني اليوم اقول ان هناك عدة اسئلة كان لا بد من طرحها عليه ولم تخطر ببالي حينها.
مثلاً؟
– مثل قصة علاقته بالرئيس شيراك أي بداياتها وكيفية تطورها. لا اعرف شيئاً عنها، كذلك علاقته بالملك فهد وغيره، لم اكن اشعر انه سيرحل بسرعة وكنت اشعر ان الطريق امامي ما زال طويلاً لمعرفة ما اريد منه.
والمشكلة انه لم يكتب مذكراته لكنه سجّل بعضها على شرائط الا انها لم تكتمل وربما هذا هو السبب بعدم نشرها.
ما الذي اكتسبت منه وماذا قدمت له بدورك؟
وضعت بخدمته كل ما املك من خبرة وعلاقات وخرائطاً سياسية، كما اكتسبت منه الكثير وأهمها كما ذكرت ان من يعمل مع الحريري يشعر بأنه يستطيع اذا وجدت الارادة ان يفعل ما يريد ولا يثنيه عن ذلك امر.
يقال انك قبل لقاءاته بأشخاص لا يعرفهم كنت تحضر له الملفات الخاصة عن سيرة حياتهم؟
كنت اساعده بذلك اذا دعت الحاجة.
بعد خروجك من تجربة طويلة معه كمستشار بسبب ظروف فرضت هذا الامر هل خرجت متصدعاً ام متماسكاً؟
خرجت في البداية متصدعاً لكن ما لبثت ان تماسكت.
هل تنقم عليه اليوم خاصة انه وافق على الطلب السوري بإبعادك، ويقال ان نقمتك عليه جعلتك تبني علاقة مع السوريين ومع خصمه في السياسة الرئيس اميل لحود؟
لقد اتيت على ذكر هذه المواضيع في احدى مقالاتي، فقراري هذا لم يكن انتقاماً من الرئيس الحريري، ولكن وجدت نفسي انني لا استطيع البقاء وحيداً في المنـزل وقد زرت الرئيس الحريري وأطلعته على الامر.
هل تفكر في احد الايام ان تكتب مذكراتك عن تلك المرحلة؟
لا اعرف اذا كنت استطيع تدوين مذكراتي، فالمذكرات تعني الارتباط بالشأن العام، واذا كتبتها ستتكشف الامور عن جروح وعداوات واخطاء ومآسٍ.
ماذا تعني بالجروح والمآسي؟
جروح الناس والقسوة التي شهدتها سواء اكانت معي او ضدي.
السؤال الاخير، لماذا برأيك اغتيل الحريري؟
الحريري اغتيل ليس لدور اداه وانما لدور قد يلعبه في المستقبل، فكان المطلوب ازاحة شخص بقدره ومستواه من امام مشروع كبير يتم تحضيره في المنطقة واجتهدت في القول مبكراً انه المشروع الايراني ربما اخطىء او اصيب الا ان عقلي لا يقبل ان شخصاً بحجم الحريري يتم اغتياله بسبب سوء علاقة بينه وبين بشار الاسد.
كما ان الحريري كان قد بعث برسالة خطية للرئيس الاسد سلمها الى رستم غزالة تتضمن انذاراً مبكراً عن افكار دولية تدور حول الخروج السوري من لبنان قال فيها “انا لي كل الاستعداد والرغبة للتنسيق والوقوف في وجه الافكار الدولية لتعديلها او للتخفيف من اقرارها قدر الامكان الا ان الجواب من الاسد لم يأت”.