نهاد المشنوق .. وكلام ” الطاووس” و “أبو قمبرة”!!

قالـوا عنه 02 سبتمبر 2009 0

أصغى اللبنانيون بالأمس لكلام صدر عن شخصيّة تتمتع باتزان وموضوعيّة ومترفعة في ردّها عن صغائر الأمور وكبائرها ، ومشهود لها بتجاهل “اللَّمَم” ، فقد أثلج وشفى “صدور قوم مؤمنين” الردّ الصادر عن نائب بيروت وابنها نهاد المشنوق وبنبرة واثقة على كلام “هزّ البدن” و”الاستخفاف” بعقول اللبنانيين من “ضابط سابق” ظنّ أنّه ما يزال راكباً ظهر البلد و”مدلدلاً” رجليه ، فكشف للبنانيين من أين جاءت أوامر “الطلة السمّاوية” و”بخّ السموم” في وجوه اللبنانيين.. “أتاري”، الضابط السابق كان يقوم بزيارة إلى أولياء امره وضبط “عقارب” لسانه ، وتحديد موعد “اللدغة” ، ولأن اللبنانيين منذ 14 شباط العام 2005 بعدما دوّى ذاك الانفجار المروّع ، بات يصحّ فيهم الحديث الشريف:”لا يُلدغ مؤمن من جحرٍ مرتين” ، فكيف وجحور كثيرة تحاول لدغ اللبنانيين من محاور إقليمية متعددة..
لم يندهش اللبنانيون عندما كشف لهم المشنوق أنّ كلام الضابط المُخلى سبيله جميل السيد، “جاء عقب زيارته لسورية منذ عشرة أيام”.. والملفت في الزيارة  هو تزامن توقيتها مع خبرٍ تناقلته وكالات الأنباء والمواقع الألكترونية عن تحرّك سوري باتجاه الأمم المتحدة يعدّ له فريق قانوني قد يرأسه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ، وبناء هذا التحرك ومحوره قائم على الكلام الذي نطق به جميل السيّد ، هذا إن لم تكن سورية قررت الاستعانة من جديد بخبراته التي أوصلتها إلى مآزق دولية وكلّفتها “عبقريّة” تخطيط رجلها في لبنان خروج جيشها بعدما مكّن لبقائه ثلاثين عاماً..
ولم يتفاجأ اللبنانيون بالمستور الذي انكشف ، فهم تماماً كنائب بيروت لا يوفرون مناسبة إلا ويؤكدون فيها أنّهم يريدون أفضل العلاقات مع جارتهم ، وهم لا يحتاجون إلى شهادة في صدق مشاعرهم لروابط النسب والقربى وصللات الرحم التي تربط بين الشعبيْن ، ولكن السؤال الجوهري الذي لم يطرحه اللبنانيون بعد على سورية: هل تريد هي ذلك؟ والإجابة لا تحتاج إلى طول تفكير ، فما تنجزه سورية أمام المجتمع الدولي لفك العزلة عنها تعود لتطالب بدفع ثمنه نفوذاً في لبنان ونسفاً للمحكمة ، فلمَ كل هذا التركيز لهدّ المحكمة رغم الادّعاءات طوال الوقت بأنهم غير معنيين بها..
نعم جاءنا  “حديث الطاووس (…)  يختال بريشه ، ينفث حقد ألوانه شمالاً ويميناً”، ولكن هل الحق على “الطاووس” أم على من عبأ “زمبركه” وأرسله ليفرغ شحنة اغتيال جديدة للشهيد رفيق الحريري “في قبره”!! يحزننا أن بعد هذه السنوات الأربع أن سورية لم تقتنع بعد ولا تريد أن تقتنع ، ولا تصغي كدولة عربية كبيرة إلا إلى صغار “كتبة” تقارير استخباراتها ، وأن تظل تتعامل مع لبنان بنفس الأسلوب القديم وبنفس الجوقة..
حسم نهاد المشنوق رواية ما حدث بتساؤل هو جوهر مسيرة اللبنانيين ومطالبتهم وترقبهم للمحكمة عندما قال:”هل يُمكن اختصار اغتيال الرئيس الحريري بإسمين أو ثلاثة أسماء؟ أم بشهود صادقين أو غير صادقين؟ أم أن هناك رواية جاء بها الطاووس من دمشق حيث كان منذ أيام في ضيافة كبار المسؤولين، ويريد أن يضعها في الحلقة الثانية من مسلسل عنوانه: اعتذار سعد الحريري عن اغتيال والده، وليس عن تشكيل الحكومة فقط”!!
أرسلت سورية سفيرها ليجاور السيء الذكر والعهد نائبها في رئاسة لبنان رئيس عهد الـ “لحود”، لأنها لا تريد أن تصدّق مقولة كل اللبنانيين ، التي أعاد تأكيدها نائب بيروت بالأمس: “قد انتهى الزمن الذي كانت فيه الدول الشقيقة تأكل حق الدول الجارة باعتبارها صغيرة، لن تستوي العلاقات بهمّة طاووس من هنا او منافق من هناك يحاضر في دمشق شاتماً اخوانه اللبنانيين في بيروت، هذه ليست علاقات بين بلدين، هذه علاقات بين أجهزة تعتقد أن باستطاعتها مرة أخرى أن تستعيد زمناً مضى ولن يعود”.
ربما كان أفضل ما سمعه اللبنانيّون بالأمس من نائب بيروت وصف “الطاووس” ، ولكن هل أتاكم حديث “أبو قمبرة” ، ثمة مثل بيروتي عتيق يقول:”كلّ الديوك دكدكت بعد فيه أبو قمبرة”، ومع أن “أبو قمبرة” في إجازة سفر ، إلا أنه ترك “قنبرته” في لبنان ليوزعوا الأحاديث ويسربوا الأخبار ، هو أيضاً له “زمبرك” لا نعرف ما إذا كانت تتم تعبأته في هذه الغيبة ، صدقوني ، يكاد لبنان يكون بلد “الدواجن” مع أنه عصيّ على التدجين ، بل بلد “الزقزقة” ، مصحّة مسيّجة “يقاقي فيها الدجاج ، ويزعق البط ، وتنعق الغربان ، حتى الصيصان في لبنان لم تعد “تُصوْصي” ، بل “تزأر” ، أما المتفائلون بحديث تكسير الجليد في عزّ آب ، فلن يطول الأمر حتى يخيب تفاؤلهم فأبو قنبرة عائد ، وخذوا على “دكدكة” ، في انتظار الوقت الإقليمي الإيراني ـ السوري ، وأزمة العلاقات اليمنية ـ الإيرانية ، وأزمة العلاقات العراقية ـ السورية غير المسبوقة في اتهاماتها ،  ساعة المنطقة الرملية بدأت بالنفاد ، والدقّ محاشر من التخطيط لاغتيال “أشكينازي” ، وتجربة التفجير الكيميائي التي أجراها العدو الإسرائيلي بإشراف خبراء أميركيين وأوروبيين ، فيما اللبنانيون مشغولون بمتابعة كرايز “الطاووس” أو “أبو قنبرة”!!