نهاد المشنوق رئيساً للحكومة؟

قالـوا عنه 27 أكتوبر 2016 0
kllllknmn-mnnnnn-jhuyg

في أكثر من مفصل، أكد الرئيس سعد الحريري أنه لا يدخل في التسوية في سبيل الوصول إلى رئاسة الحكومة، وأنه لن يعود إلى رئاسة الحكومة إلا وفق توقيته وبشروطه هو. بمعزل عن صحة هذا الإعلان، فإن صداه يتردد الآن مع اقتراب انتخاب النائب ميشال عون رئيساً. ففي مقابل الكلام عن تنازل الحريري لمصلحة عون في سبيل عودته إلى الرئاسة الثالثة، تتردد معلومات تشير إلى صعوبة ذلك، واحتمال تسمية شخص آخر لتأليف أولى حكومات العهد.

أولى إشارات ذلك وأسبابه، رغم أرجحيّة انتخاب عون رئيساً، هي استمرار مرحلة ربط النزاع بين حزب الله وتيار المستقبل، في ظل الأوضاع الإقليمية. ولعل السبب الثاني هو أن الحريري لا يريد أن يكون “كبش محرقة” لتصفية حسابات بين عون وخصومه، وأنه لا يريد أن يكون في موقع الرئيس المكلّف غير القادر على التأليف، خصوصاً أن ثمة من يشير إلى أنه لن يحصل على أصوات كتلي حزب الله والرئيس نبيه برّي، الذي يعتبر أن رئيس المستقبل “غدر به”.

وللحريري حسابات وأولويّات أخرى، منها إعادة اللحمة إلى تياره. وبما أن المرحلة مرحلة انتخابات نيابية فهو يريد التفرّغ لهموم جمهوره، الذي يعتبر أن الحريري ابتعد عنه لسنوات طويلة. ولدى الحريري أيضاً مهمّة شاقة في المؤتمر العام للتيار وورشته الداخلية. عليه، قد لا يكون جاهزاً لتولّي الحكومة، خصوصاً أنها حكومة انتخابات ومدّتها قصيرة، لبضعة أشهر. إذ يكفيه، حاليّاً، أن يعكس صورة داخلية وخارجية عن نفسه، بأنّه الوحيد الذي استطاع تحريك الجمود الرئاسي والتقدّم بمبادرات تقود تسويات ناجحة. ما يعني أن لا بديل منه، في الحلّ والربط، في لبنان.
وهناك أجواء تؤّيد تريّث الحريري في تولّي الرئاسة الثالثة. منها الحرص على عدم الظهور في موقع مقدّم التنازلات في سبيل رئاسة الحكومة. بل عليه أن يظهر في صورة المترفّع الزاهد عن المناصب، خصوصاً بعد كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي اعتبر أن الحزب قادر على منعه من ترؤس الحكومة. وإزاء ذلك، ثمة من ينصح الحريري بأن يردّ الكرة إلى ملعب حزب الله من خلال رفض رئاسة الحكومة وتسمية مَن يريده لها. وبذلك يصبح صانع الرئيسين.

وسط ذلك، يتردد اسم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق. اولاً، بسبب علاقاته الواسعة محلياً وخارجياً، ومع القوى المتصارعة،  فقد نسج علاقة جيدة وباكرة مع الرابية، منذ مقولته الشهيرة: “لا يفتى بحضرة الجنرال”. وينسب البعض إليه الدور الأكبر في تبنّي الحريري ترشيح عون، وقد استبق الدخول في تفاصيل التسوية والكشف عنها بقوله: “لسنا تيار الانتظار السياسي، فإما التسوية أو المواجهة”. وإذا كانت الخسارة واقعة، فلا بد للمرء أن يخسر بقرار، لا أن ينتظر مراكمة خسارته بدون الهجوم عليها لضمان تعاكسها. وثانياً، لكونه قادراً على إدارة المرحلة الانتخابيّة بعد تجربته في الانتخابات البلدية.

هذا، أي تسمية المشنوق لرئاسة الحكومة، أحد السيناريوهات المتداولة في بيت الوسط وتيار المستقبل. ورغم أنه سيجد من يعترض مراهناً على رفض الحريري ذلك، إلا أنه احتمال، وقد بدأ الهمس به بين كوادر التيار والقوى الأخرى.