نهاد المشنوق … خامة رجل دولة

قالـوا عنه 27 أكتوبر 2014 0

في خضم الفراغ المؤسساتي الذي يعاني منه لبنان، والتهديدات الأمنية التي تحيط به من كل جانب، وانتشار السلاح في كل مكان, ووجود ميليشيات مرتبطة بأجندات خارجية، نرى في هذا البلد العربي الصغير بصيص أمل في استعادته قدرته على حماية نفسه وحماية كل من يفد اليه من العرب والاجانب.
هذا البصيص يتمثل باسلوب وزير الداخلية الزميل نهاد المشنوق في معالجة الخلل الامني, وعدم التهاون في مواجهة الخارجين على القانون، مهما كانت المظلة السياسية التي تغطيهم، بدليل أن الخطط الامنية اعادت الاستقرار الى العديد من المناطق.
لم يسبق لنهاد المشنوق ان تولى اي منصب وزاري، رغم ذلك نجح في اكثر الوزارات حساسية لأنه يسعى الى اعادة صورة لبنان التي رسمها, أكان خلال عمله في اللقاء الاسلامي الذي كان من اركانه، او في مقالاته الكثيرة ورفضه للحرب الاهلية التي مزقت هذا البلد الذي كان واحة الحرية العربية ومنارتها، ونموذجا لحياة التعدد والانفتاح والحوار.
يقاتل المشنوق في سبيل مبادئ وطنية غير ملوثة بمصالح حزبية أو طائفية, لذلك نراه صقرا في مواجهة من تسول له نفسه المس بأسس لبنان، وفي المقابل حمامة سلام في كل حوار بنَّاء يقدم خدمة للبنان واللبنانيين.
ما مر به لبنان في السنوات الماضية جعل وضعه الامني كرة نار، وفي الاشهر الماضية اثبت المشنوق قدرته على تبريدها، ورغم صعوبة المهمة الموكلة اليه لم يغفل ايضا عن متابعة شؤون الكويتيين والخليجيين الذين يرون في لبنان وطنهم الثاني، فهو يتابع بدقة كل امر يتعلق بهؤلاء، يستمع الى شكاواهم من مضايقات بعض المافيات والعصابات وفارضي الاتاوات وبعض عمليات الخطف لطلب فدية، التي لا شك تسيء للبنان واللبنانيين، و يعمل على معالجة هذه الظاهرة باذلا اقصى جهوده للقضاء عليها.
منذ بداية تسلمه وزارة الداخلية تراقب دول الخليج اداء المشنوق، وخصوصا في ما يتعلق بأمور ابنائها الشغوفين بلبنان، وألا يكون هؤلاء ضحايا للاشرار الذين يتمتع بعضهم بحصانة سياسية جراء علاقاته مع بعض المتنفذين الفاسدين في الدولة، وخصوصا في الاجهزة الامنية والقضاء ممن يماشون الاشرار في اعمالهم الاجرامية، ولهذا ترى هذه الدول في مواقف الرجل ما يمنع تلك الاعمال الاجرامية ويؤمن للخليجي عموما, والكويتي خصوصا, اقامة هادئة في لبنان.
ما حققه المشنوق في الاشهر الماضية من انجازات واصلاحات في المجالات الامنية المعنية بها وزارته تعود بالفائدة على لبنان واللبنانيين والخليجيين ايضا، ولذلك نتمنى ان يستمر الرجل على نهجه، والا يتعرض لما تعرض له الذين حاولوا التصدي للفساد وبذلوا جهودهم لتحقيق الاصلاح في لبنان الذي يحتاج اليوم الى رجال دولة من خامة نهاد المشنوق.