“نقطة حوار” – الثورة السورية تعمّق الشرخ اللبناني

س- من يريد تفجير الوضع اللبناني؟
ج- أعتقد ان ما تفضّل به الأخ المُتحدّث قبلي كان مماثلاً تماماً أو مُطابقاً لما ورد في رسالة سفير النظام السوري في الأمم المتحدة، والتي وجهها الى مجلس الأمن حول اتهام السعودية وقطر و”تيار المستقبل” بدعم الثورة السورية عسكرياً والعمل لتفجير الأوضاع في لبنان، هذا كلام تقليدي من نظام مأزوم يجب الإعتراف بأن هناك ثورة في سوريا، ما يحدث في سوريا ليست أحداث بسيطة.

س- الحديث اليوم هو كيف ستؤثر الأحداث في سوريا على الوضع اللبناني، هناك من قال حتى الآن ان هناك أشخاص أفراد داخل لبنان، كما قال المُشارك، تريد تفجير الأوضاع في لبنان؟
ج- اسمح لي هو قال عدّة مغالطات، قال ان المشكلة تتعلق بمن يتولى الحكم، نحن أعلنّا منذ اللحظة الأولى ولا زلنا عند نفس الرأي تجاه هذه الحكومة، قلنا ان هذه الحكومة يجب أن تستقيل، وهذا صحيح، ولكن لتأليف حكومة مُحايدة وليس لتأليف حكومة بأكثرية من “المستقبل” أو “14 آذار”.
الثورة السورية تقع على حدود لبنان، وبالتالي وجود حكومة حادّة الإتجاه مماثلة للحكومة الآن الموجودة في لبنان، لا يمكن إلا أن تؤدي الى مزيد من النزاعات، ولو كنا نحن في الحكم، بمعنى الطرف الآخر لكان لوجودنا في الحكم نفس النتائج، ونفس المشكلة ونفس الأزمات.

س- يعني الإحتقان حاصل لا مُحالة، التأزم حاصل لا مُحالة؟
ج- بطبيعة الحال، لذلك قلنا دائماً بتشكيل حكومة حيادية على عكس ما يُقال، نحن لم نقل اننا نريد العودة الى الحكم، نحن قلنا اننا نريد حكومة مُحايدة في الفترة الإنتقالية منذ الآن وحتى عشرة أشهر أو أكثر بقليل، وهو موعد الإنتخابات النيابية المقبلة التي تحسم مسألة الأكثرية والأقلية.

س- استاذي الكريم لم تجب على السؤال الذي طرحه المُشارك، والذي طرحته أنا، وهو هل هناك من يريد تفجير الوضع اللبناني أما من الداخل أو من الخارج؟ هل هناك من يريد ذلك عمداً وليس فقط احتقان طائفي وسياسي؟
ج- صحيح، هذا الكلام الذي تتفضّل به صحيح، هناك نظام مأزوم في سوريا يريد تصدير الأزمة الى لبنان، وهذا الأمر واضح في رسالة السفير الجعفري الى رئيس مجلس الأمن، وطلب اعتبار هذه الرسالة وثيقة، هذا إعلان حرب، هذه ليست وثيقة، هذا قرار بإعلان الحرب ونقل صورة السلفيين والقاعدة بالمعنى السلبي التي يحاولون أن يقولوا ان ما يحدث في سوريا سببه القاعدة، وإن في لبنان أيضاً هناك قاعدة يجب على المجتمع الدولي أن ينتبه إليها ويواجهها ويتعامل معها، على اعتبار ان الساحة اللبنانية أيضاً مُتهمة ومُدانة بهذا الإتجاه السياسي.

س- من الذين يستمعون اليك استاذ نهاد إيمان الأطرش التي لديها تعليق على ما قلته؟
الأطرش- أريد أن أقول جملة صغيرة للأستاذ نهاد المشنوق: الطائفية سلاح الضعفاء، وهذه مشكلة عند “تيار المستقبل” نحن ليس لدينا مشكلة طائفية، كما قال الأخ حسان هم من يريدون تفجير الوضع في لبنان أو الوضع في الشمال مع أنهم رفضوا دخول الجيش اللبناني الى الشمال لكي يستمروا في تهريب السلاح، وهنا أنا أسأله عن هذه الثورة التي يتحدث عنها ما رأيه بخطف 12 شاباً الآن في حلب من قبل الجيش السوري الحر، فعن أي ثورة تتحدث وأي نظام هذا الذي تقول انه يريد زعزعة الأمن؟

المشنوق- أولاً أنا لم آتِ على ذكر الطائفية لا من قريب ولا من بعيد.

الأطرش- طبعاً أول شيء أنتم دائماً تحرضون طائفياً وتخيفون الناس من الموضوع الطائفي؟
المشنوق- ياسيدتي أنا ممنونك على اتهاماتك، ولكن أنا لم أذكر كلمة طائفية.

س- في الواقع لم أسمع الأستاذ نهاد يتحدث عن الطائفية؟
الأطرش- طبعاُ ولكن هذا هو الهدف من حديثهم، ومعروف هدفهم من كلامهم، وأنا أسأله عن الذي خرج اليوم من السجن أليس من تنظيم القاعدة وخربوا الدنيا ونزلوا الى الشارع من أجله، هذا واحد إرهابي؟

س- شادي المولوي الذي تم الإفراج عنه وإخلاء سبيله اليوم ماذا عنه؟
المشنوق- أولاً، أنا لا أستطيع الإحتكام لمعلومات إعلامية في هذا الموضوع، فهناك قضاء عسكري هو الذي أخذ قرار بالإفراج عنه، وهذا قرار يستند الى معلومات أنا لا أملكها، وبالتالي اتهامه بأنه قاعدة أو تبرئته هذا أمر لا أملكه أنا، هذا أمر يُقرره القاضي.

س- لكن هناك من انبرى للدفاع عن شادي المولوي؟
ج- بالتأكيد، ولكن هل هذا الأمر يدل على انه بريء أو مُدان؟.

س- ولكن يدل على محاولة الدفاع عن الأشخاص لمجرد أنهم ينتمون الى تيار ما؟
ج- ياسيدي أي شخص سلمياً يمكن أن يُدافع عن وجهة نظره في لبنان، الإشكال الذي حدث حول طريقة اختطافه وليس توقيفه، بمعنى استدراجه لمكتب وزير، وبمكتب الوزير يتم توقيفه وأخذه الى التحقيق، هناك أمران منفصلان:
الأمر الأول: الشكل والأسلوب الذي تم توقيفه فيه والذي هو طبيعته اختطاف أكثر مما هو توقيف.
الأمر الثاني: هل هو مُدان أو بريء، هذا الجواب للقضاء وليس لي أنا.

مداخلة من طوني نهرا: حول السؤال عن تأثير الوضع في سوريا على لبنان هو ان القضية بدأت في سوريا وحوّلوا إرهابيين في سوريا وأسموهم الجيش السوري الحر، وعندما لم يصمدوا في باب عمر وفي المناطق الحدودية مع شمال لبنان، هربوا الى شمال لبنان وأسسوا خلايا وأقاموا الخيم ويتدربون على الأراضي اللبنانية، وبدعم من خالد الضاهر زميل الشاب الذي معك على الهواء وبدعم من بعض الأصوليين الموجودين على الأرض اللبنانية، ومعروف وجود قاعدة في لبنان و”فتح الإسلام” هي أحد خلايا تنظيم القاعدة في لبنان.

س- أنت تعرف استاذ نهاد ان هناك لبنانيون يقولون هذا الكلام، وأنت تعرف ان طوني ليس الوحيد الذي يقول ذلك؟
المشنوق- أنا أحترم آراء كل الناس، لكن معظم ضيوفك يبدو انهم يصدرون أحكاماً قاطعة، يعني أسود أو أبيض.

س- المواطنون اللبنانيون كلهم يقومون بذلك؟
ج- هذا أمر غير منطقي وغير طبيعي، لا أحد يملك الحقيقة كاملة، ولا أحد يملك حق إصدار الأحكام، ممكن أن يكون لك رأيك، ولكن الأخ من بشري يقول ان هناك مخيمات تدريب، وان الزميل خالد الضاهر هو الذي يُشرف عليها، فبالإمكان أن يُقال كلام عكس ذلك تماماً، إنما ماذا يعني هذا الكلام؟ والكلام الذي صدر عن السيدة اطرش قبل ذلك يدل على حجم الأزمة، وليس على حجم المعلومات التي يملكانها، كلاهما صاحب رأي وليس صاحب حقيقة ومعلومات، وهذا يدل على مدى الإنقسام العميق الموجود في لبنان حول مسألة ما يحدث في سوريا، لماذا نهرب من هذا الأمر؟ هناك انقسام عميق وفعلي حول مسألة الثورة في سوريا، إذا كان هذا الأمر سمّيته ثورة، ولكن بالنتيجة أيضاً هناك أزمة، هذه الثورة لا بد أن تكون قد تسبّبت بأزمة كبيرة للنظام وللمواطنين السوريين، هذه وقائع، وبالتالي امتداداتها الى لبنان لأنها تقع على الحدود اللبنانية، وليست مثل الثورة الليبية أو الثورة المصرية او اليمنية أو أي مكان آخر. ولأنها تقع على الحدود مع لبنان، فهذا بالطبع تسبّب بانقسام بين اللبنايين بين داعم لنظام ديكتاتوري لا بد أن ينتهي قريباً أو بعيداً، وبين مجموعة لبنانية كبيرة أيضاً تقول بأن التغيير حتمي وتاريخي لكل هذه الأنظمة الدكتاتورية.

س- يسأل علي عز الدين من طرابلس عن تأثير الوضع السوري على لبنان والى ماذا سيؤدي؟
عزالدين- أشكر الأستاذ نهاد على توصيفه بأن هناك احتقان كبير في الشارع اللبناني، وهناك انقسام أكبر بين الناس من مختلف الطوائف ومختلف الآراء، وأنا أؤيده مئة بالمئة في هذا الموضوع، ولكن الأستاذ نهاد يقول بأن هناك من يصدر أحكاما قاطعة وهذه ليست معلومات، وأنا أريد أن أخالفه بهذه النقطة، ويجب أن يتوجه بهذه النقطة الى زملائه في “تيار المستقبل” وخاصة في عكار، في هذه الأيام عندما حصل الحادث المؤسف في الكويخات منذ يومين حيث بدأ جميع النواب الهجوم على الجيش وتهجم وشتائم، وقال خالد الضاهر تحديداً نريد محاكمة يجب أن تنتهي بإعدام، كيف يقولون ذلك وهم يدّعون بأنهم مشروع الدولة، ولكن عند التطبيق يعملون عكس ذلك. في هذه اللحظة أنا أُحيّد الرئيس سعد الحريري لأنه الوحيد في حديثه معتدل ويطالب بمشروع الدولة، ولكن مشكلته مع نوابه الذين يصدرون أحكاماً يريدون من الدولة تنفيذها، وبالتالي هم يدّعون منطق الدولة، ولكن هذا ليس منطق الدولة ولا مشروع الدولة، وأنا أطالب الأستاذ نهاد كما وصف بعض الأمور، والكلام بأنه ليس منطقياً، أن يوصّف أيضاً كلام النائب خالد الضاهر بأنه لا منطقي ولا طبيعي.

س- استاذ نهاد أنا أسألك أليس النائب خالد الضاهر الذي ساهم وقال ان عملية قتل الشيخ أحمد عبدالواحد هي عملية اغتيال، من أين له هذه الحقيقة؟
المشنوق- هو طالب بمحاكمة عادلة، هو لم يقل انه يريد تنفيذ الأحكام طالب بمحاكمة عادلة.

س- هل اسماها اغتيال؟
المشنوق- هناك 32 طلقة في جسد الشيخ عبدالواحد، وهذا أمر يدل على ان هذا ليس إيقاف لسيارة، هذه عملية قتل.

س- هل لديكم نتائج التحقيق ومن أين أتيت بـ32 طلقة في جسد الشيخ عبدالواحد؟
المشنوق- هذا كلام متداول وليس أسراراً، وهذا نتيجة الفحص الذي تمّ قبل دفن الشيخ عبدالواحد، وبالتالي لا تأخذ كلامي على أني بدأت بإصدار الأحكام، أنا أتحدث عن وقائع، هذا الأمر يجري التحقيق به الآن من قبل الجهات العسكرية.
هناك فرق بين أن تأخذ كلمة لا إله، وبين أن تقول كلمة لا إله إلا الله، هو قال بمحاكمة عادلة.

س- هل سماها عملية اغتيال؟
المشنوق- نعم و”كتلة المستقبل” بكاملها سمّتها عملية قتل نعم.

س- يعني أنتم حكمتم عليها قبل انتهاء التحقيق، حتى قبل إطلاق التحقيق حكمتم عليها بأنها ليست حادثاً وإنما عملية الإغتيال، وأنت الذي قلت دعونا لا نلقي الحقائق ونتصرّف وكأننا نعرف؟
المشنوق- ياسيدي نحن ننتظر نتائج التحقيق لكي نُقرر ماذا نفعل، ليس لكي نصف ماذا حدث، ما حدث واضح لا يحتاج الى شهادات وتبريرات، أما كيف حدث هذا الأمر ومن أصدر الأمر بإطلاق النار، ومن أطلق النار، فهذه مسألة لا أحد يملكها غير التحقيق، إنما ما جرى ليس حادثاً والواضح من الصور ومن حجم إطلاق النار، ومن الإصابات التي تسبب بها إطلاق النار، ان هذا ليس حادثاً لإيقاف سيارة، هذا أكبر من ذلك بكثير.