نقطة بعد السطر، نهاد المشنوق

قالـوا عنه 08 مايو 2009 0

ليس من باب الدعاية الانتخابية، إنّما من باب التقدير القيمي والمهني والسياسي·· موفق اختيار النائب سعد الحريري للزميل نهاد المشنوق مُرشّحاً في الدائرة الثانية·· الرجل الذي بدأ حياته صحافياً ومناضلاً، ورافق رئيسي وزراء في موقع المستشار· صاحب اللغة السياسية المحترفة والقلم المهني الذكي والمترفّع، والإطلالة الإعلامية الرصينة، نتمنى أنْ يُضيف الى الحياة السياسية اللبنانية والندوة البرلمانية لمسة خاصة تحتاجها·
أسمعُ نهاد المشنوق يتكلّم في السياسة عبر التلفزيون، أحسب أنني أستمع الى كلام رجل سياسة وحنكة ودولة·· كلام ابن المدينة المثقّف والخبير·· ابن بيروت بما تمثّله من جاذبية سياسية وثقافية وتعدّد وتنوّر وغنى·
تجربة نهاد المشنوق الغنية ليست وحدها ما يستحق الثناء·· يختزل الرجل بشخصه الكثير من المعاني والمعطيات الرمزية والانسانية··
متعاطف مع الثورة الفلسطينية من غير القفز فوق الوطنية اللبنانية·· عروبي متنوّر من غير تهوّر وادّعاء وعصبية قاتلة·· مؤمن بمشروع الدولة وله فهمه الخاص للطائف والشراكة والعيش المشترك·
كان أوّل المتضرّرين من نظام الوصاية حين جرى نفيه خمس سنوات، لكنه لم يعُدْ حاقداً على سوريا، بل ظلّ على نهج رفيق الحريري في الرؤية للعلاقات اللبنانية – السورية المتوازنة المتكافئة·
أظنّه أكثر الخاسرين باغتيال الرئيس الحريري على المستوى الشخصي والوطني، ورغم ذلك لم نجده يوماً يُزايد بحمل قميص الرئيس الشهيد بشكل غير لائق، إذ له نظريته الفريدة في المعنى السياسي لهذا الاغتيال، وكيف أنّ بقاء مشروع رفيق الحريري هو التعويض الوحيد عن غيابه جسدياً·
يطول الكلام عن نهاد المشنوق بما يمثّله من قيمة وطنية بيروتية، والأرجح أنّ بيروت ستكون وفية لنفسها حين تقدّم إلينا أنموذجاً محصّناً وغنياً للرجل السياسي “الحداثوي” والخلاق·· للرجل الذي يقرأ أبعد من الجراح ويضمّدها بالسياسة والهدوء والتفكّر·