نعتمد سياسة التراكم لإسقاط حكومة ميقاتي

مقابلات مكتوبة 14 نوفمبر 2012 0

وصف نهاد المشنوق، النائب في البرلمان اللبناني عن قوى 14 آذار، الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بـ”المتوتر والذي لا يعبّر إلا عن العناد”، مشيرًا إلى أن قوى 14 آذار لا تعتمد سياسة الضربة القاضية لإسقاط الحكومة، بل تتبع سياسة التراكم.

وفي حوار خاص مع مراسل وكالة الأناضول للأنباء، قال المشنوق إن نصر الله في كل خطاباته “لا يجيد إلا توجيه الاتهامات لقوى 14 آذار وهذه سياسة تقليدية يتبعها منذ فترة طويلة”.
وأشار إلى أن “القراءة السياسية الأولية لخطاب الأمين العام لحزب الله تضعه في خانة إعلان الحرب في لبنان”.
واشترط نصر الله، في خطاب ألقاه بمناسبة يوم “الشهيد”، للبحث في وضع الحكومة الحالية التي تطالب المعارضة بتغييرها، العودة إلى الحوار، رافضًا الاعتراف بوجود أي شيء يسمى حكومة حيادية أو حكومة تكنوقراط، مؤكدًا أن “الحكومة تقوم بعملها”.
وتوجّه لقوى 14 آذار، قائلا: “في الحقيقة نحن من كرم أخلاقنا وترفعنا نجلس معكم إلى طاولة الحوار، ونقبل بمناقشة الاستراتيجية الدفاعية معكم”.
و”الاستراتيجية الدفاعية” مصطلح يتم تداوله بين القوى السياسية في لبنان، ويشير إلى أن يكون السلاح في الدولة ملكية حصرية للدولة، عدا في أوقات الاحتلال حتى يتم الانتهاء من تقوية الجيش، على أن يكون سلاح المقاومة “حزب الله” خلال الاحتلال تحت تصرّف الجيش، وألا يتم استخدامه في نزاعات داخلية، وأن يتم التشاور مع الجيش قبل استخدامه مع العدو.
ويعد امتلاك حزب الله لأسلحة، بعضها متقدم ويستخدم في الحروب، أحد أبرز نقاط الخلاف بينه وبين قوى 14 آذار.
وحول الاشتباكات التي وقعت في مدينة صيدا (جنوبي لبنان) بين أنصار حزب الله وأنصار الشيخ أحمد الأسير، قال المشنوق “هذه الأحداث الأليمة هي تعبير عن احتقان قديم بدأ في 7 أيار/مايو 2007”.
يذكر أنه في 7 مايو/أيار وقعت مواجهات مسلحة بين حزب الله وعناصر تابعة لقوى 14 آذار في بيروت وبعض مناطق جبل لبنان.
ورأى المشنوق أن “هذه الأحداث تتكرر في العديد من المناطق اللبنانية بين الحين والآخر والسبب الرئيسي هو وجود سلاح حزب الله”.
واتهم النائب اللبناني حزب الله وحلفاءه بـ “السير باتجاه واحد يكمن بعدم الاعتراف بالآخر في لبنان، واتهام أكثر من 60 % من اللبنانيين بالعمالة والخيانة”.
وفي موضوع السعي لإسقاط الحكومة اللبنانية الحالية من قبل قوى 14 آذار، شدد المشنوق على أن “14 آذار لا تعتمد سياسة الضربة القاضية في هذه النقطة، بل تتبع سياسة التراكم”، مشيرا إلى “تقدم ملحوظ بالموقف العربي لجهة إسقاط الحكومة اللبنانية وتشكيل حكومة إنقاذية، إضافة إلى التقدم بمواقف عدد من القوى السياسية اللبنانية لتغيير هذه الحكومة كموقفي رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وآخرين”.
وأكد المشنوق استمرار الاعتصامات التي تنظّمها 14 آذار لحين إسقاط الحكومة وتشكيل أخرى.
وفي معرض رده على سؤال عن فرص حضور قوى 14 آذار طاولة الحوار التي قد يدعو إليها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أكد المشنوق “أنه لا حوار أبدا قبل استقالة الحكومة”، مشيرا إلى “وجود حوار ثنائي ودائم بين قوى 14 آذار ورئيس الجمهورية فقط.” وتساءل المشنوق: “ماذا حقق الحوار منذ العام 2006؟”، مجيبا بأنه “لم يساهم في الحد الأدنى في تخفيف الاحتقان الحاصل في لبنان، ولم يمنع حزب الله من استخدام سلاحه في الداخل البناني”.
وحول خطوة توحّد المعارضة السورية في الائتلاف الجديد، أكد المشنوق “أن هذه الخطوة جيدة جدًا وتبشّر بالخير وتسرّع بحصول الشعب السوري على حريته وكرامته وحقه بنظام ديمقراطي”. وأضاف “أن خطوة الاعتراف العربي والدولي بهذا الائتلاف كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري لها أهمية كبرى في تسهيل عمله لصالح سوريا وشعبها”.
واتهم المشنوق الحكومة اللبنانية بالعمل الدؤوب لحماية النظام السوري عبر كثير من خطواتها التي كان آخرها خروج لبنان من الإجماع العربي بدعم الشعب السوري.
وشدد المشنوق، في سياق حديثه، على أن الخيار الوحيد لحلفاء النظام السوري في لبنان هو الاستسلام للنظام اللبناني، وإلا ستكون خياراتهم الأخرى (العسكرية) كـ “شيك بلا رصيد”، واصفا إياها بـ “العمل الجنوني”.
وحول الموقف التركي في المنطقة ولبنان، أكد المشنوق “أنه موقف صادق وداعم للقضايا المحقة، معربًا عن ثقته في أن سياسات الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان “ستصل إلى نتائج ناجحة”.
وأشاد المشنوق بالتحالفات الجديدة بين تركيا ومصر التي تعتبر هي المدخل الصحيح للعالم العربي بالتعاون مع السعودية.
وختم المشنوق بالقول بأنه “سيكون لتركيا دور مهم جدًا ورائد ومقرر في المنطقة بعد أن تتخلص من النظام السوري المجرم”.