“نزلاء في سجن لبناني يمثّلون مسرحية في إطار مشروع للعلاج بالدراما”

اخترت لكم 21 مايو 2016 0

Lebanese Zeina Daccache (R), an inmate of Lebanon's Roumieh main prison (C) and an assistant rehearse for a play dubbed "Johar...Up in the air" at the prison theatre on May 5, 2016, West of the capital Beirut. The theatre play by Lebanese actress and director Zeina Daccache is part of the framework "The Untold Story of Forgotten Behind Bars", a project implemented by the Lebanese NGO Catharsis and funded by the European Union. The project objective revolves around the improvement of mental health in Lebanese prisons and a suitable legislation for mentally ill inmates and inmates sentenced to life. / AFP / Catharsis / PATRICK BAZ (Photo credit should read PATRICK BAZ/AFP/Getty Images)

المسرحية بدعم من الاتحاد الأوروبي وبدعم من وزارة الداخلية اللبنانية

وراء جدران سجن رومية بلبنان يقضي نزلاء فترة من عقوبتهم على خشبة المسرح؛ حيث يشاركون بالتمثيل في مسرحية بعنوان “جوهر في مهب الريح”، التي ينتجها مركز كتارسيس، وهو منظمة غير حكومية توفر خدمة العلاج بالدراما.

ترسم المسرحية صورة للحالة النفسية للسجناء وتلقي الضوء على المحتجزين الذين يعانون أمراضا نفسية لاسيما المحكوم عليهم بالمؤبد أو الإعدام.

وقالت مؤسسة مركز كتارسيس ومخرجة المسرحية زينة دكاش إن إشراك السجناء في عمل مسرحي يترك أثرا إيجابيا عليهم، وأضافت: “الحبس خصوصًا في لبنان بحاجة لنشاطات يقدر السجين يتأهل من خلالها. يطلع إنسانا أفضل لبرا. يطلع ما يرجع يصير فيه تكرار لجرائم وهيك. ففعلاً كان خياري في 2006 نقدم مشروعا للدولة اللبنانية ومن وقتها نحنا هونا..هي مسرحية نتمرن عليها من عام ونصف العام داخل  السجن. هي منتوج جلسات علاجية بالدراما صارت مع نحو 40 سجينا، منهم عندهم أمراض نفسية، ومنهم محكومون بمؤبد وإعدام”.

وقالت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان كريستينا لاسن إن المسرحية تركز على قضية حقوق السجناء الهامة:  “القضية المحددة التي نركز عليها هنا اليوم هي موضوع المرض النفسي للسجناء وهو ما تلقي المسرحية الضوء عليه. وبالنسبة لنا هي مسألة تتعلق بحقوق الإنسان أو نهج مرتبط بحقوق الإنسان لهذه النوعية من القضايا.
نود أن نتيقن من أن حقوق السجناء تلقى احتراما وأننا نوفر أفضل الظروف الممكنة لنزلاء السجن”.

وينص قانون العقوبات اللبناني على أن السجين الذي يعاني مرضا عقليا يتعين احتجازه في منشأة خاصة بالطب النفسي إلى أن تقرر المحكمة المختصة إنهاء ذلك بموجب دليل على أنه شُفي من مرضه.

وفي سجن رومية يُحتجز السجناء الذين يعانون مرضا عقليا ونفسيا في مكان يسمى “البيت الأزرق”.

وقال سجين مشارك في المسرحية إنه أراد من مشاركته في العمل المسرحي تغيير مفهوم الناس بالنسبة للسجناء لاسيما من يعانون من مشكلات متصلة بالصحة العقلية.

أضاف السجين “إحنا عم نقدم عملا مسرحيا كرما للجماعة اللي بالبيت الأزرق وللإعدام وللمؤبد اللي ما إلهم رقم. هدول الإعدام ياللي بيحكموهم بيظلوا مدى الحياة بسجن رومية. بيظلوا بأوضة يمكن الرطوبة بتاكلهم ما حدا بيهتم فيهم. تبع البيت الأزرق. اللي بيقولوا عنهم معتوه ومجانين. كثير غلطانين هم. بيقولوا لهم لحين الشفا. لحين الشفا. يعني ما فيه حدا عم يعالجهم لحتى يتشافوا من مرضهم”.

وقال سجين آخر مشارك في المسرحية أيضا إنه شارك لدعم السجناء الذين يعانون اضطرابات نفسية.
وأضاف: “اليوم بدي أقول لهم إنه نحن فيه عندنا رسالة كثير كبيرة لنقول لإخوتنا بسجن البيت الأزرق المحكومين لحين الشفا والقانون ما عم بينصفهم انه نحن معكم متضامنين معكم ما نسيانينكم. نحن مش بمعركة نحن عم نطالب”.

تأتي المسرحية ضمن مشروع (قصة منسيين خلف القضبان) المنفذ من قبل مركز كتارسيس بدعم من الاتحاد الأوروبي وبالتعاون مع وزارتي الداخلية والعمل وهو مشروع يهدف إلى تحسين الوضع النفسي والقانوني للسجناء ذوي الأمراض النفسية والسجناء المحكوم عليهم بالمؤبد.

قُدم العرض الأول للمسرحية في سجن رومية يوم 12 مايو. ومن المقرر إقامة عروض أخرى أيام 18 و19 و25 مايو.