مَن يفجّر الصاعق المسيحي؟

مقالات 20 فبراير 2006 0

لم يكن سهلاً على لبناني مقيم في المنطقة الغربية من بيروت أن يذهب ليلاً الى بعبدا حيث يقيم في قصر الرئاسة دولة الرئيس العماد ميشال عون المشكوك في دستورية رئاسته للحكومة في ذلك الحين 1988- 1989.
ترك رئيس جمهورية تلك الأيام الرئاسة مكلِّفاً قائد الجيش العماد عون رئاسة الحكومة وترك البلد “متوازناً غير موزون” على حد تعبيره بالفرنسية للرئيس الشهيد رفيق الحريري في أول لقاء بينهما في باريس بعد خروج أمين الجميل من لبنان.
كان واضحاً أن الجميل بتكليفه عون رئاسة الحكومة ترك البلد والوضع المسيحي خاصة بين مشروعين سياسيين لكل منهما غطاؤه الشعبي والعسكري.
العماد عون يستند الى تاريخه العسكري. يخاطب اللبنانيين. يعتمد ما بقي من الجيش اللبناني لحماية مواقعه. يتقدم خطوة خطوة لاسترجاع مرافق عامة كانت تسيطر عليها القوات اللبنانية. يستمع ليلاً ويتمتع أيضاً بهتافات مناصريه في ساحة بعبدا التي شهدت حماسة فعلية من جمهور لم يكن مرة من المؤيدين للقابعين في القصر الرئاسي.
صار الاعتكاف في بعبدا “موضة” ليس للشبان فقط الذين يبرّر لهم عمرهم هذه الحماسة، بل لطبقة اجتماعية متوسطة وما فوق أرادت أن تعبّر عن رأيها السياسي علناً وفي ساحة عامة للمرة الأولى في حياتها.
أخذته النشوة بما يرى أمامه الى حيث يذهب المغامرون البدائيون. حدد السياسة الأميركية عدواً لجمهوره. وكلف الجيش اللبناني بالقصف على مواقع الجيش السوري لتحرير لبنان من “احتلاله”، فإذا بالقذائف تقع على مناطق الأونيسكو وعائشة بكار حيث دار الافتاء، ويقع القتلى والجرحى بالعشرات.
رغم كل محاولات التفسير التقنية لهذه الأخطاء بدا أن صورة الجنرال المحرِّر لوطنه صعبة الانتشار بين اللبنانيين المؤمنين بوحدة بلدهم.
المشروع الآخر يستند إلى القوات اللبنانية الخارجة من رحم الكتائب اللبنانية ومؤسسها الشيخ بيار الجميل.
كان الطبيب الذي لم يكمل اختصاصه بسبب الحرب، سمير جعجع، يمسك بقيادة القوات اللبنانية محاطاً بوقائع مختلفة.
* الواقع الأول “مؤامرات”إيلي حبيقة، القائد السابق للقوات، الذي انتقل الى الضفة الغربية من نهر السياسة اللبنانية وعقد صلحاً مع سوريا فتح له الطريق أمنياً وسياسياً لمدة عشرين سنة قبل اغتياله. كان واضحاً أن وسائل الاتصال بين العماد عون وحبيقة غير مقطوعة، وأن العماد عون يحصل على معلومات عسكرية وأمنية لم تكن لتتوفر له لولا دعم حبيقة.
* الواقع الثاني انتشار الأفخاخ العائلية من آل الجميل وأنسبائهم أكثر مما يحتمل الصراع مع عون.
صحيح أنه مضى 6 سنوات على اغتيال الرئيس بشير الجميل. لكن الأنسباء الذين تنقلوا في مناصب مختلفة من قيادات القوات اللبنانية لا يزالون على تعارض مع قيادة جعجع الآتية من خارج نادي “بكفيا للكفاح المسلح”.
* الواقع الثالث أنه شمالي وعصبيته تقليدياً آتية معه من هناك، ما يثير الحساسيات لدى القادمين من مناطق أخرى “لتحرير وطنهم”، ما أضفى على المناطقية حساسية لا تخدم المعركة المقبلة، فضلاً عن تراث حرب الجبل التي خاضها جعجع وسبّبت أكبر الخسائر في الجسم المسيحي. يروي وليد جنبلاط أن السؤال الأول الذي وجهه الى جعجع في لقائهما الأول في منزل جنبلاط في بيروت: لماذا صعدت الى الجبل؟ جاءه الجواب: كنت أمام تحد تاريخي أمام القيادة التقليدية للحزب فحملت قرارها ونفذته.
* الواقع الرابع أن العماد عون يقود جيشاً مدرباً نظامياً لا خلاف على شرعيته ولا على مشروعية عناوينه السياسية، ما أحاطه بالتفاف شعبي غير معهود في مواجهة ميليشيا حملت طويلاً علم تحرير لبنان من الاحتلال لكنها أيضاً مصابة بالكثير من العثرات في شعبيتها من خلال تعاملها مع المدنيين.
رأى أمين الجميل في هذه الصورة خير انتقام له من الاثنين ومن المسيحيين أيضاً الذين لم يجدوا فيه “فضائل” عائلته.
كان العماد عون يأخذ الأسلحة من العراق ولا يقطع الصلة مع سوريا على حد قول عدد من الشهود بينهم فايز قزي وألبير منصور ومحسن دلول الذين ظهروا في الشريط الوثائقي المميز الذي يعرضه الزميل جورج غانم على L.B.C. مساء كل أربعاء.
نعود الى اللبناني المقيم في الضفة الغربية من نهر لبنان السياسي. كنت قريباً من “اللقاء الإسلامي” في ذلك الحين الذي يرفع شعار الاختلاف عن سوريا من دون التآمر عليها. وجدت واثنين من أعضاء اللقاء رحمهما الله، أنه لا بد من محاولة حوار سياسي على طريق بعبدا.
كلّفاني الحوار. ذهبت الى القصر الرئاسي ذات ليلة. دخلت باسم مستعار يسجل على سجل الزائرين. الاسم لصاحب صيدلية في فرن الشباك من المناصرين لعون.
القصف على أشده. الجنرال في ملجأ القصر يتناول عشاءه من الخضار المسلوق. يبدأ الحديث ولا ينتهي إلا بعد جلسات عدة.
كانت بساطة اللذين كلفاني ومعهما أنا، تفترض أن مصلحة الوطن تقتضي تشكيل حكومة برلمانية أو مختلطة لاستكمال “التحرير”.
النائبان في “اللقاء الإسلامي” كانا على استعداد للمغامرة بحياتيهما وعائلتيهما والقبول بالانضمام الى حكومة مدنية يشكلها العماد عون.
عرّفني العماد عون الى مرافقه الضابط المسلم البيروتي لتأكيد وطنيته. ولكنه كان الأول والأخير إلا إذا احتسبنا الطباخ الذي كان العماد عون يفاخر بأنه يأتمنه على حياته.
كان واضحا أن الفوضى العاطفية المحيطة بالعماد عون لا تسمح برؤية سياسية سليمة ورصينة.
سقطت فكرة الحكومة المدنية. وقامت حكومة عسكرية استقال بعض أعضائها عند الإعلان عن أسمائهم. وتبيّن أن العماد عون يسعى للسيطرة على المنطقة الشرقية من بيروت قبل التحرك نحو أي اتجاه آخر حتى لو كان سياسياً.
تسبّب في حرب الإلغاء كما سُميت، في دمار المناطق الشرقية من بيروت أكثر، ما سبب صعود القوات اللبنانية الى الجبل.
شجعته سوريا عبر قنوات الاتصال السرية والمعلنة على القيام بما قام به تحت شعار أنه المرشح الأفضل لرئاسة الجمهورية. لذلك كان لا بد من إلغاء الحاجز المسيحي الآخر الذي يمكن أن يقف حائلاً دونه والإقامة في بعبدا، خاصة أنه جرّبها وعرف معنى القيادة منها.
يروي الوسيط الدائم المحامي فايز القزي أنه التقى الشيخ رفيق الحريري في دمشق في الثاني من آذار العام 1988 بعد لقاء للثاني مع الرئيس حافظ الأسد دام 4 ساعات. رافقه في السيارة الى مطار دمشق ليسمع منه أن الرئيس الأسد تحدت بإيجابية وتقدير عن العماد عون كمرشح لرئاسة الجمهورية وأنه استأذنه بنقل هذا الكلام فوافق.
الخبر الآخر الذي قاله الحريري من دون أن ينسبه الى الأسد، أن الجيش سيطوّق ثكنات القوات اللبنانية في الثالث عشر من شهر آذار.
حمل القزي الأخبار الى بعبدا حيث التقى عون. لم يمنعه ما حمله المحامي القزي من إكمال هجومه العسكري، بل، ربما، شجعته الأخبار عليه.
في زيارة لاحقة ومتأخرة للمحامي القزي الى دمشق التقى النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام. استقبله ضاحكاً بالقول: لقد نفذنا اقتراحك. قلت بضرورة التفاهم مع الأميركيين. كان ريتشارد مورفي مساعد وزير الخارجية الأميركية هنا واتفقنا معه على مخايل الضاهر رئيساً للجمهورية.
لم يبتسم القزي لرواية خدام فهو يعلم أن هذا الاتفاق فخ آخر لمزيد من الحروب.
تدمرت كل البنية الاقتصادية والعسكرية والنفسية لمناطق بيروت الكبرى شرقاً وإلى حد ما غرباً. غير أن هذا لم يمنع الجنرال المولود في العام 1933 والقادم من عائلة متواضعة في حارة حريك، من مواجهة اتفاق الطائف الذي بدأ الإعداد له بكل ما أوتي من قوة.
لم يلاحظ أنه أزاح من دربه جزئياً قرار القوات اللبنانية ولكنه في الوقت نفسه حسم من قوته جزءاً كبيراً من القدرة على المواجهة.
العنصر الأهم الذي فقده أنه لم تعد لديه صورة السياسي اللبناني المقبول من كل الطوائف اللبنانية. تجمّدت صورته في ساحة بعبدا ولم تعد تتحرك في كل الاتجاهات كما كانت في البداية.
زادت معارضته للطائف من عزلته. الإدارة الأميركية تقاطعه. الفرنسيون يتحمسون لسلامته مبدئياً. دمشق حققت عن طريقه ما تريد من تدمير البنية التحتية المعارضة لها.
اكتمل الطائف. انضمت القوات السورية إلى القوات الأميركية المشتركة المقاتلة لإخراج الجيش العراقي من الكويت. صار العماد عون لاجئاً في فرنسا في عهد فرنسوا ميتران.
الحدث الأبرز في منفاه الذي دام ستة عشر عاماً كان قيام طوني حداد أحد مناصريه وبإشرافه على استصدار قانون من الكونغرس الأميركي بمحاسبة سوريا.
حداد المتخصص منذ 14 سنة في القضية اللبنانية ومواجهة سوريا، نجح بالتنسيق مع إليوت إنغل عضو الكونغرس الذي يتفاخر بأنه عضو استشاري في مجلس أمناء دعم إسرائيل، ومع إيليانا روس العضوة الوحيدة من أصل كوبي في الكونغرس الأميركي التي تحمست للمشروع تحت شعار مكافحة الإرهاب. نجح في استصدار القانون بعد زيارة للعماد عون الى واشنطن حيث أدلى بشهادته أمام اللجنة المتخصصة في مجلس الشيوخ.
هذا القانون لم يمنع سوريا من تسهيل عودته الى لبنان.
يروي المحامي القزي أنه التقى العميد رستم غزالة مرتين منذ نهاية العام 2004 في مناسبتين اجتماعيتين.
كان الحديث في المرة الأولى يتناول ضرورة عودة العماد عون. أما في المرة الثانية فقد أبلغه العميد غزالة أنه لا مانع لديهم من عودته وأنه يتحدث باسم قيادته.
سمع المحامي القزي من دمشق أصداء ترحيب بعودة العماد عون أيضاً، الى أن فاجأه العميد غزالة باقتراح زيارة العماد الرئيس لحود والتباحث معه في الموضوع.
ذهب القزي الى الرئيس لحود الذي بدا متجهماً من الموضوع. استمع له وطلب منه زيارة وزير الدفاع عبد الرحيم مراد.
بدا هنا أن هناك تردداً أو نقاشاً غير مكتمل لمسألة العودة بين دمشق وبيروت.
الوسيط الدائم للعماد عون لم يتخل عن مهمته. ذهب الى الوزير مراد الذي أرسل له بالفاكس ورقة تحدّد مهام وموجبات “الضابط الفار”، العماد ميشال عون. عند مراجعته قال الوزير مراد إن هذه الورقة أتته من قيادة الجيش.
أسقط في يد الوسيط الى أن أعلن أن كريم بقرادوني وإميل لحود الابن ذهبا الى باريس وقابلا العماد عون، فانتهت كل الإشكالات القضائية ما عدا التعويضات المتوجبة له في ذمة الجيش.
عندها فهم المحامي القزي أن الرئيس لحود يريد أن يقطف هو ثمار عودة العماد عون لا غيره. وهكذا كان، عاد العماد عون. قطف هو ثمرة عودته في الانتخابات النيابية.
اعتبر المسيحيون أن في انتخابهم اللوائح التي يدعمها عون، استعادة لدور زعامة ضائعة قادرة على الوقوف بجانب الطوائف الأخرى الكبرى. حتى لو ضمّت هذه اللوائح اسماء معروفة بصلتها الوثيقة بدمشق سياسياً.
ما هو الاتفاق الذي حمله بقرادوني ولحود الابن الى باريس ليعود عون ويصل الى ما وصل إليه؟ ولماذا غيّرت سوريا موقفها منه؟
لا أحد يستطيع الجزم بمضمون الاتفاق الذي عقد بين الأطراف الثلاثة. إذ إن الطرف الغائب الحاضر في الاجتماع هو سوريا. لكن المتداول أن العماد عون تعهد بالتخلي عن تسمية سوريا بالعدو ما دام أنها على طريق الانسحاب، واعتبارها خصماً سياسياً.
التفسير الأبسط والواقعي للتغيير في الموقف السوري، هو رهان دمشق الأكيد أن العماد عون لن يكون في صف التحالف بين وليد جنبلاط والرئيس الشهيد رفيق الحريري. وبالتالي هذا يخفف من حدة “الطغيان” الحريري الجنبلاطي. وهو في حد ذاته أمر مهم جداً للسياسة السورية تجاه لبنان، خاصة بعد ظهور الفراق بين الحريري وجنبلاط من جهة ودمشق من جهة أخرى.
لم يخيّب العماد عون أمل دمشق منه. فبعد أن كان يقول إنه على خلاف مع النظام السوري الذي هو من مخلفات الستالينية على الأرض، بات لا يأتي على ذكر سوريا حتى من باب الخصومة السياسية ويطلب من جمهور رفيق الحريري التحقق قبل تبني ما جاء في تقرير لجنة التحقيق الدولية من اتهام لسوريا باغتياله.
دولياً عاد إلى ما كان عليه قبل المنفى. ذهب إليه مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد وولش يقترح عليه التفاهم مع قوى 14 آذار، فلم يستجب تحت شعارات متعددة. وحين حدثه عن سلاح المقاومة رد عليه بأن هذا الأمر يحتاج الى حوار، وإلا فليرجع الجيش السوري أو فليأت الجيش الأميركي. منذ سنة كان العماد عون يقول إنه لا يستطيع تحمّل نتائج السياسة التي يتبعها حزب الله وارتباطاته الخارجية.
على الجانب الفرنسي لا تظهر نتائج استضافته عليه. فهو يحمل على الرئيس جاك شيراك في مجالسه الخاصة ثم يتهم الرئيس الحريري بإساءة العلاقة بينه وبين شيراك. عربياً لا أحد يحاوره حتى الآن، إلا دمشق سواء بالواسطة أو مباشرة.
العنوان الوحيد الذي عاد به من باريس بعد أن أخذه معه من بعبدا هو ترشيحه لرئاسة الجمهورية. تحت هذا العنوان تندرج كل المحرّمات.
تغيير واحد أساسي قام به العماد عون مختلفاً عن حقبته السياسية الأولى هو التفاهم الذي عقد بين التيار الوطني الحر وحزب الله، الحليف الأساسي لدمشق في التركيبة السياسية اللبنانية الحالية.
لم يتذكر أنه قال “إنه لا يستطيع محاورة الحزب وهو يحمل البندقية، فليضع البندقية جانبا، عندها نجلس معا ونتحاور”
أعطاه الحزب الكثير مما تطلبه المعارضة للسياسة السورية في لبنان. تثبيت لبنانية مزارع شبعا. ترسيم الحدود. لكنه أخذ منه أو شاركه في عناوين اشتباكية بين القوى السياسية اللبنانية.
الأمر الأول والأساسي والثابت هو تجاهل اتفاق الطائف الذي تحوّل الى دستور وتقوم عليه البنية السياسية الأساسية للنظام اللبناني.
لا يخفي العماد عون اعتبار “الطائف” مدمّراً للبنان، فضلاً عن المسائل التنظيمية المتعلقة بصلاحيات رئيس الجمهورية وتحويلها الى مجلس الوزراء ما يثير رضا جمهوره المسيحي.
النقطة الثانية هي الديموقراطية التوافقية التي تعطي حين تشاء قلة تمثل طائفة معينة، منع إقرار أي مسألة في مجلس الوزراء بالتصويت تحت شعار التوافق.
ثالثاً: السلاح الفلسطيني ينتظر مرجعية موحدة. مَن أعطى الموقعين على التفاهم صلاحية تحديد سلطة فلسطينية غير المعترف بها دولياً.
رابعاً: سلاح حزب الله. لا ضرورة للعودة الى تأكيد أن هذا الموضوع يندرج تحت عنوان الحوار اللبناني.
مهما كانت النقاط السلبية أو الإيجابية في هذا التفاهم فإنه يأتي في سياق مواجه للمجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي. وبهذا ينضم العماد عون الى تحالف له طابع الأقلية السياسية الذي يبدأ في دمشق ويمتد الى طهران عبر بغداد.
صحيح أن السيد حسن نصر الله رسم خريطة هذا الحلف بعد أن نفى وجوده، لكن دخول عون إليه يجعله يدخل نفقاً لا يعرفه لبنانيوه.
في الحقبة الأولى من عمله السياسي فجّر العماد عون الصاعق المسيحي بحثاً عن رئاسة جمهورية. حصل على المنفى. هذه المرة يعمل على تفجير صاعق لبنان تحقيقاً لنفس الهدف. فهل ينجح؟
قراءة الخرائط السياسية علم مختلف عن قراءة الخرائط العسكرية. لا يبدو أن العماد عون اجتهد في القراءة الأولى في منفاه.