ميرفت السيوفي كتبت في “الشرق”: “رئيس رأس السنة”

اخترت لكم 29 يوليو 2016 0
images
بدا كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق كطاقة نورٍ ضيقة جداً في أفقٍ مظلمٍ يقفل كلّ المشهد في لبنان والمنطقة بعد تصريحه أنّ «انتخاب رئيس للجمهورية بات قريباً جداً، وقبل رأس السنة» والغريق يتعلّق بقشّة، والعاشق يتعلّق بـ»حبال الهوا الدايبة»، فمسحة أمل خير من هذا السواد الذي يغمر المنطقة كلّها، ويدرك اللبنانيّون أنّه وسبق أن ضرب لهم أكثر من موعد لانتخاب رئيس للجمهوريّة، كان آخرها في آب المقبل، وقبل أن يأتي آب اللهاب على المنطقة بنيرانه على أمل أن يبقى لبنان بمنأى عنه، بات الرئيس «قريباً جداً» من موعد رأس السنة، «بركي بتحلّ علينا بركة الأعياد»…

توحي أجواء المنطقة بأنها ذاهبة إلى الجحيم، وأن الكباش العسكري سيستعر بعد إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنّ الحكومة السورية والجيش الروسي سيطلقان عملية «إنسانية» في مدينة حلب، وأنّها تجري بتفويض من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسمح ممرات في حلب لخروج المدنيين والمسلحين الراغبين في إلقاء السلاح، بالإضافة إلى ممر آمن لمسلحي الجيش الحر الذين مازلوا يحملون السلاح، وطبعاً اشرأبّ  فور الإعلان عن العمليّة رأس بشار الأسد الذي ولسخرية القدر مرسوم عفو عمّن حمل السلاح من العقوبة إذا بادر الى تسليم نفسه خلال 3 أشهر، مع أن جزّار الشام دفنت قريته القرداحة خلال شهر تموز الحالي 66 ضابطاً وجندياً من رجال ميليشياته!!

ليس بخافٍ أنَّ ثمة أجواء إحباط تخيّم على الذين يرقبون الوضع السوري، وأنّ ثمة من يشيع أن النظام السوري على وشك أن يربح المعركة الكبرى، وثمّة من يشيع أنّ الأمور ذاهبة باتجاه خسارة حلب ومعاركها، ولكن علينا هنا تذكير كثيرين بأنّ أجواء الخسارة الكبرى هذه سبق وتمّت إشاعتها عندما انضمّت روسيا إلى الحرب الدائرة في سوريا وكان أكبر المروّجين لهذه النظريّة أمين عام حزب الله حسن نصرالله، ومع هذا خاب فأل الرّجل بالرّغم من «شدّة الضهر» بالروسي حليف الإسرائيلي، وبالرّغم من مضيّ أشهر كثيرة لم يستطع النظام أن يستعيد شبراً من غوطة دمشق الغربيّة، وأنّ كل شبرٍ تقدّم فيه على محور حلب تمّت استعادته، وتلقّى حزب الله وميليشيات إيران وبشار توبيخاً شديد اللهجة من الروس الذي سيبقى مكتفياً بالقصف من الجوّ!!

هنا علينا أن نعيد تذكير القلقين ممّا يحدث في حلب، بإطلالة أمين عام حزب الله في حرب تموز والتي أعلن فيها أنّ حزب الله لا تهمّه خسارة الأرض بقدر ما يهمّه إلحاق أكبر ضرر بقوات الإحتلال، هذه المعادلة تنطبق على سوريا، الكلّ يعلم أن بشار الأسد يحارب بميليشيات مرتزقة، وأن هؤلاء وإن نجحوا في السيطرة على بقعة من سوريا فإنّه من الصعب جداً أن يفرضوا سيطرتهم علينا، لذا من المتوقّع أن يبقى الحال بين كرّ وفرّ، حتى التوصّل إلى حلّ شامل لن يبقى معه بشار الأسد في سوريا، مهما روّج حزب الله وجماعاته من أبواق الأسد.

علينا أن نطرح السؤال: هل سيكون للبنان رئيس سواءً مع رأس السنة أو في آب أو في أيلول، وحتى الساعة يبدو التفاؤل والأمل ضئيل جداً، شئنا أم أبينا ستبقى إيران قابضة على انتخابات رئاسة الجمهوريّة لأنّها لن تقبل أن يفرط الهلال الشيعي بين يديها وينهار مشروعها خصوصاً وأنّها تكشّر مجدداً عن أنيابها في العراق مع ضم حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي ميليشيا الحشد «الشيعي» إلى السلطة، وللتنبيه هذا لا يعني أنّ إيران سيطرت على العراق، فالمعادلة التي تنطبق على سوريا تنطبق على العراق، وما نجحت في تحقيقه في لبنان لن ينجح في العراق وسوريا، ولن تلبث منظومة قوّة إيران في إخضاع لبنان ليست ناجحة لسبب بسيط هو أن كلّ الذين يرفضون سلاح وسطوة حزب الله هم في نفس الوقت يرفضون الإنجرار إلى لعبة السلاح، ليس أكثر، والآتي على المنطقة دوامة عنف كبرى ما دام الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن المرشّحة الديموقراطية هيلاري كلينتون قادرة على القضاء على داعش، وهذا يوحي على الأقل أنّ «داعش» باقية إلى ما بعد انتخاب رئيس أميركا ـ لا رئيس لبنان ـ وتسلمه دفّة المنطقة!!

بدا كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق كطاقة نورٍ ضيقة جداً في أفقٍ مظلمٍ يقفل كلّ المشهد في لبنان والمنطقة بعد تصريحه أنّ «انتخاب رئيس للجمهورية بات قريباً جداً، وقبل رأس السنة» والغريق يتعلّق بقشّة، والعاشق يتعلّق بـ»حبال الهوا الدايبة»، فمسحة أمل خير من هذا السواد الذي يغمر المنطقة كلّها، ويدرك اللبنانيّون أنّه وسبق أن ضرب لهم أكثر من موعد لانتخاب رئيس للجمهوريّة، كان آخرها في آب المقبل، وقبل أن يأتي آب اللهاب على المنطقة بنيرانه على أمل أن يبقى لبنان بمنأى عنه، بات الرئيس «قريباً جداً» من موعد رأس السنة، «بركي بتحلّ علينا بركة الأعياد»…

توحي أجواء المنطقة بأنها ذاهبة إلى الجحيم، وأن الكباش العسكري سيستعر بعد إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنّ الحكومة السورية والجيش الروسي سيطلقان عملية «إنسانية» في مدينة حلب، وأنّها تجري بتفويض من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسمح ممرات في حلب لخروج المدنيين والمسلحين الراغبين في إلقاء السلاح، بالإضافة إلى ممر آمن لمسلحي الجيش الحر الذين مازلوا يحملون السلاح، وطبعاً اشرأبّ  فور الإعلان عن العمليّة رأس بشار الأسد الذي ولسخرية القدر مرسوم عفو عمّن حمل السلاح من العقوبة إذا بادر الى تسليم نفسه خلال 3 أشهر، مع أن جزّار الشام دفنت قريته القرداحة خلال شهر تموز الحالي 66 ضابطاً وجندياً من رجال ميليشياته!!

ليس بخافٍ أنَّ ثمة أجواء إحباط تخيّم على الذين يرقبون الوضع السوري، وأنّ ثمة من يشيع أن النظام السوري على وشك أن يربح المعركة الكبرى، وثمّة من يشيع أنّ الأمور ذاهبة باتجاه خسارة حلب ومعاركها، ولكن علينا هنا تذكير كثيرين بأنّ أجواء الخسارة الكبرى هذه سبق وتمّت إشاعتها عندما انضمّت روسيا إلى الحرب الدائرة في سوريا وكان أكبر المروّجين لهذه النظريّة أمين عام حزب الله حسن نصرالله، ومع هذا خاب فأل الرّجل بالرّغم من «شدّة الضهر» بالروسي حليف الإسرائيلي، وبالرّغم من مضيّ أشهر كثيرة لم يستطع النظام أن يستعيد شبراً من غوطة دمشق الغربيّة، وأنّ كل شبرٍ تقدّم فيه على محور حلب تمّت استعادته، وتلقّى حزب الله وميليشيات إيران وبشار توبيخاً شديد اللهجة من الروس الذي سيبقى مكتفياً بالقصف من الجوّ!!هنا علينا أن نعيد تذكير القلقين ممّا يحدث في حلب، بإطلالة أمين عام حزب الله في حرب تموز والتي أعلن فيها أنّ حزب الله لا تهمّه خسارة الأرض بقدر ما يهمّه إلحاق أكبر ضرر بقوات الإحتلال، هذه المعادلة تنطبق على سوريا، الكلّ يعلم أن بشار الأسد يحارب بميليشيات مرتزقة، وأن هؤلاء وإن نجحوا في السيطرة على بقعة من سوريا فإنّه من الصعب جداً أن يفرضوا سيطرتهم علينا، لذا من المتوقّع أن يبقى الحال بين كرّ وفرّ، حتى التوصّل إلى حلّ شامل لن يبقى معه بشار الأسد في سوريا، مهما روّج حزب الله وجماعاته من أبواق الأسد.

علينا أن نطرح السؤال: هل سيكون للبنان رئيس سواءً مع رأس السنة أو في آب أو في أيلول، وحتى الساعة يبدو التفاؤل والأمل ضئيل جداً، شئنا أم أبينا ستبقى إيران قابضة على انتخابات رئاسة الجمهوريّة لأنّها لن تقبل أن يفرط الهلال الشيعي بين يديها وينهار مشروعها خصوصاً وأنّها تكشّر مجدداً عن أنيابها في العراق مع ضم حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي ميليشيا الحشد «الشيعي» إلى السلطة، وللتنبيه هذا لا يعني أنّ إيران سيطرت على العراق، فالمعادلة التي تنطبق على سوريا تنطبق على العراق، وما نجحت في تحقيقه في لبنان لن ينجح في العراق وسوريا، ولن تلبث منظومة قوّة إيران في إخضاع لبنان ليست ناجحة لسبب بسيط هو أن كلّ الذين يرفضون سلاح وسطوة حزب الله هم في نفس الوقت يرفضون الإنجرار إلى لعبة السلاح، ليس أكثر، والآتي على المنطقة دوامة عنف كبرى ما دام الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن المرشّحة الديموقراطية هيلاري كلينتون قادرة على القضاء على داعش، وهذا يوحي على الأقل أنّ «داعش» باقية إلى ما بعد انتخاب رئيس أميركا ـ لا رئيس لبنان ـ وتسلمه دفّة المنطقة!!