موقف شجاع لوزير الداخلية… والإرهاب يخطئ الحسابات وسيخسر

قالـوا عنه 20 فبراير 2014 0

 
لا يحتاج لبنان حالياً الى استراتيجية دفاعية بدأ البحث فيها منذ سنوات وتستطيع الانتظار وقتاً قد يطول أو يقصر… ولكن لبنان يحتاج اليوم، وبصورة عاجلة الى استراتيجية أمنية لدحر الارهاب تفرضها الظروف المستجدة في لبنان والمنطقة. ومهندس التفجير الانتحاري الجديد المزدوج في منطقة بئر حسن بيروت يتابع نهجه الأعمى بمراهقة اجرامية مدمرة، ويقع في خطأ حسابات قاتل سيرتد عليه من حيث لا يحتسب. والخطأ الأول الذي يرتكبه هو تجاهله لحقيقة ان حكومة الخواء السياسي والأمني للرئيس نجيب ميقاتي قد رحلت الى غير رجعة. والخطأ الثاني تجاهل أن حكومة جديدة بنَفَس جديد حلَّت محلها، وبرغم ما بين مكوناتها من تناقضات وخلافات سياسية عميقة، فإن ما يجمع بينها كوحدة متراصة هو اصرارها على الأمن والاستقرار في البلد، والوقوف ضد كل ما يهدد ذلك، وفي مقدمته الارهاب. والخطأ الثالث هو أن المهندس الارهابي لا ينتبه الى أن المربع الأمني في الحكومة الجديدة هو على قدر كبير وفاعل من القدرة والتصميم على قطع دابر الارهاب في لبنان، وهو مربع يضم وزارات الداخلية والدفاع والأمن والاتصالات. وقد عبّر وزير الداخلية الجديد في أول إطلالة واختبار له عن الموقف الشجاع الذي أعلنه الوزير نهاد المشنوق لمناسبة هذا التفجير الإجرامي المزدوج الجديد.
هذا الارهاب الضرير ضرب سابقاً الأيتام اللبنانيين من المسلمين الشيعة، وهو يضرب اليوم الأيتام اللبنانيين من المسلمين من أهل السنّة، حتى ولو أعلن أن هدفه غير ذلك، ولكن النتيجة واحدة. ولعل ضارة نافعة. وهي صدفة أليمة ومفجعة، ولكنها مفيدة في أنها تأتي في يوم انعقاد اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري الجديد. ولو كان ثمة أي تردد في تحديد الأولويات للحكومة الجديدة، فإن هذا التفجير المزدوج أزال هذا الاحتمال. وأولى الأولويات في البيان لا بد أن تكون صياغة استراتيجية أمنية لمواجهة الارهاب ودحره، في اطار برنامج علمي يعده خبراء اختصاصيون ويأخذ مداه في الزمان والمكان. وقد تختلف مكونات هذه الحكومة على أمور كثيرة، وقد تخفق في ملفات ما، ولكن تكوينها الأمني بهويته الراهنة يؤهلها للنجاح بصفة خاصة في هذا الملف قبل سواه. ولو أمعن المهندس الارهابي النظر في قيامة هذه الحكومة لاكتشف دون عناء أن العامل الذي قاد الى تدوير كل الزوايا السياسية وبذل التنازلات المتبادلة، هو اقتناع كل المكونات السياسية بأن أمن البلد هو فوق كل اعتبار، ومبرر لتشكيل هذه الحكومة بعد مخاض طويل هو مبرر أمني. وهذا وحده يكفي للقول إن معركة الارهاب هي الخاسرة من الآن وصاعداً.