من يرفع العلم التجاري لنهضة بيروت؟

الأخبار 16 أغسطس 2005 0

33 سنة من “الحضور” في غرفة تجارة بيروت وجبل لبنان. الأغنى على الأراضي اللبنانية ومصدر المال الحقيقي بيعاً وشراء. فيها كل القطاعات وكل أنواع التجارة وكل أشكال السياسة. أليست الغرفة في بيروت وفوقها جبل لبنان مصايفَ ومجمّعات تجارية وصناعية وسياحية؟
تفرّق عشاق التجارة الموحّدة في الحرب. أنشأ كل منهم فرعاً على حسابه، واحداً على البحر في المنطقة الشرقية “جونية”، والثاني على البحر نفسه في المنطقة الغربية.
دخلت الحرب إلى غرفة التجارة إلى حدّ تعرّضها للتهشيم الفعلي.
كل هذا لم ينفع. بقي عدنان القصّار رئيساً لغرفة تجارة بيروت، يمسك بالشرعية وبالتجارة ويترك “للشباب” أن يتسلّوا.
هو من عائلة تجارية دينية منذ مئات السنين في بيروت.
ترك والده مهامه القضائية رئيساً لمجلس الشورى، وعين سفيراً في باكستان في العام 1949، تعويضاً عن ظلم أوقعه به الرئيس بشارة الخوري لأسباب طائفية،
ثم سفيراً في تركيا. استقال من السلك الدبلوماسي وعاد إلى لبنان ليؤسس كلية الحقوق ويسلّمها إلى الدكتور ادمون نعيم.
لم يترك “الريّس عدنان” باباً إلا وطرقه حتى وصل إلى الصين كما اللبنانيون الأوائل الذين لا يردّهم عائق دون الوصول إلى غايتهم. بدأ العمل في السابعة عشرة من عمره.
حقّق غايته وأكمل على الطريق نفسه محققاً مع شقيقه عادل ما حققه قلائل جداً من الثروة والانتشار في كثير من القطاعات أهمها القطاع المصرفي.
بدأ “الريّس عدنان” العمل على حسابه في السابعة عشرة من عمره.
لا يُناديه أحد باسمه. للمسلمين “الريّس” عدنان وللمسيحيين “البريزيدان”.
تسلّم وزارة في الحكومة الكرامية الأخيرة لكن بقي لقبه السابق هو الأفضل.
هو الوحيد الذي لو كُلّف برئاسة الحكومة لكان وفرّ لقباً على المواطنين، هو “الريّس” أصلاً.
جعل من غرفة التجارة وزارة خارجية، وزارة اقتصاد، وزارة سياحة عند الحاجة.
جعلها قبل كل ذلك مركزاً يليق ببيروت. كل وفد رسمي يزور لبنان يذهب إلى الغرفة ليستمع ويناقش ويرتاح إلى رقيّ “الريّس” وسعة معرفته، بصرف النظر عن النتائج المادية التي تنتج عن هذه الاجتماعات.
ترأس غرفة التجارة الدولية. حصل على قرار بأن تكون بيروت مركز غرفة التجارة العربية. فرح الرئيس الحريري بالقرار وأصدرت الحكومة اللبنانية قراراً بمنح المركز قطعة أرض في بئر حسن. تبرّع الريّس بالبناء وكلفته تسعة ملايين دولار.
لا ينفعل في المسائل العامة، عنده دائماً حلول معتدلة.
يزور الرسميين الكبار متابعاً إصدار قوانين اقتصادية تهم قطاع ناخبيه. نادراً ما عاداه أحد من الكبار بسبب عمله العام، و لو حصل الخلاف فهو حول أمور مصرفية تفاصيلها عنده فقط.
هو واحد من ثلاثة يُشيعون جواً من الاستقرار الاقتصادي في البلد حتى في أصعب الظروف. الآخران فؤاد السنيورة رئيس الوزراء الحالي ورياض سلامة حاكم البنك المركزي.
يتصرف دائماً على انه دائم الاستعداد لترك رئاسة الغرفة لغيره. أصبحت أصغر من تأثيره وانتشاره. لكنّه يعرف المثل اللبناني الذي يقول “الحجر بمطرحو قنطار”.
“مطرحو” هنا هو بيروت وليس من مدينة أعزّ عليه منها.
كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري يستلطفه ويخرج من الجلسة معه دائماً وهو يضحك. ما عدا عواصف عكّرت الأجواء مرّات قليلة. كان “الريّس” يعرف كيف يتجاوزها بأقل قدر ممكن من الخسائر، هذا اختصاصه أصلاً. وهو من القلائل الذين خاضوا معركة الدفاع عن “سوليدير” منذ البداية.
راقبته خلال رحلات متعددة رافق فيها الرئيس الحريري. اسطنبول، ألمانيا، روسيا، البرازيل، وأخرى لا أتذكّرها.
هو في الصدارة دائماً. ليس على الجانب اللبناني فقط بل من الجهات الأخرى التي نزورها. ليس هناك من رئيس غرفة تجارة لا يعرفه. وكل منهم يُقدّره ويُكرّمه. يعرف أسماءهم وأسماء زوجاتهم وأولادهم ومواعيد إجازاتهم. يتنقّل بينهم كالواثق بقَدَرِ بيروت وقدرتها.
رأيته في غرفة التجارة في باريس في بداية التسعينات وكنت برفقة الرئيس الحريري. كان “الريّس” يحاضر في غرفة باريس شارحاً فكرة سوليدير التي كانت جنيناً في حينها.
أنا لا أعرف الفرنسية، ولكنني رأيت أمامي مُحاضراً يستطيع جذب انتباه المستمعين حتى انتهاء محاضرته.
في الكوكتيل الذي أعقب المحاضرة تحلّق حوله الفرنسيون يسألون ويُجيب. كانت الساعة بلغت العاشرة صباحاً. من أين هذا النشاط لرجل في…. مِن عمره.
لا هو يقول ولا أحد يسأله عن مسائل “حسّاسة” من هذا النوع.
يمتلئ حيويّة وتنظيماً. برنامجه اليومي والأسبوعي والشهري مُقرّر منذ بداية السنة. ينافس الساعة في الدقّة وفي الحركة أيضاً. تدخل إلى مكتبه. تلتفت يميناً فتجد مكاتبَ أكبر من مكتبه تعجّ بالحركة. تتذكر أن من هذه المكاتب المجاورة خرجت سيّدات أعمال ناجحات ومديرات. ربُاهنّ على يديه. أليس كذلك؟
أنجحهن رنده بدير ترافقك بطاقتها المصرفية أينما ذهبت في العالم. كذلك كفاءتها سبعة أيام في الأسبوع لو “تمرّدت” البطاقة عن الدفع.
ريم شعبان. تدرّبت. تعلّمت. استقالت. أصبحت سيدة اعمال. تجاوزت الخطر على أرقام رصيدها في المصرف. فوق ذلك ازدادت جمالاً. يكفيه الريّس ما ذكرتُ من أسماء أم يريد أكثر؟
عدنا مرة من رحلة طويلة بالطائرة إلى بيروت مع الرئيس الحريري، رحمه الله. الريّس هو الوحيد المستعجل على سلّم الطائرة. لماذا؟ سيارته تنتظره يصعد إليها وينطلق بسرعة. ما القصة؟ الريّس عنده غذاء في فقرا ويريد الوصول على الموعد. كنت في الخامسة والثلاثين من عمري وأبعد مكان أريد الوصول إليه هو منزلي على بعد عشر دقائق من الطائرة.
ما شاء الله. تعلَّمت يومها أن النجاح طريقة وأسلوب وقدرة. وليس صدفة أو ضربة حظ.
حريص في المال. هذا حال المصرفيين فكيف إذا كانوا في التجارة قبل ذلك؟
هذه القدرات كلّها خارجة من غرفة التجارة. هذه سُنَّة الحياة وسُنَّة الديمقراطية المتأخرة.
لا يخلو المجتمع البيروتي من قدرات. والخبرة تُكتَسب مع الوقت. لكن سنوات طويلة ستمرّ قبل أن يتذكّر أحد غرفة تجارة بيروت إلا ومعها الريّس عدنان القصّار.
رافقه طوال السنوات الأخيرة الماضية روبير دبّاس نائباً له.
الدبّاس إبن الأشرفية البيروتي العتيق. هادئ الحضور، دمِث الأخلاق، يعمل بصمت. يريد أيضاً الخروج من دائرة الضوء. يُريد للشباب أن يتقدّموا.
مَن الآتي إلى واجهة بيروت التجارية بعد الرّيس؟
سليم دياب سحب ترشيحه. ليته لم يفعل.
هو ابن عائلة بيروتية عريقة. والدته من آل العظم الدمشقيين وخان العظم المَعْلَم الأثري المهم في دمشق هو دار أهلها. اسمها منقوش على باب إحدى غرفه. “شفيقة”.
والده من كبار التجار البيارته وأرفعهم ذوقاً. بنى لنفسه قصراً فرنسي الطابع في بيروت
وآخر لبنانياً في ضهور الشوير، قبل انتقال عائلته بعد وفاته إلى سوق الغرب.
رافق سليم آل سلام لسنوات طويلة. أُعجب بصائب بك، رحمه الله، ووثَّق علاقات الصبا مع تمّام وفيصل سلام الذي توفى في حادث سيارة في السعودية وهو شاب منذ عشر سنوات.
ترأّس لسنوات “نادي الأنصار” الرياضي، حقق النادي خلالها انتصارات متكررة. أصبح في ذاكرة اللبنانيين الأول دائماً مع انه الأول بين متساويين، الثاني هو “النجمة” منعاً للانحياز.
قصر آل دياب مواجه لدارة رفيق الحريري في قريطم.
انسحب من دارة آل سلام في المصيطبة في منتصف التسعينات بسبب خلاف عائلي. ودخل بهدوء إلى المربّع الصغير الذي ينتصف صالونات قريطم.
يصل في الثامنة صباحاً. يستمع أكثر مما يُناقش. يتفرّس في الوجوه ويختار من يتقرّب منه.
اختار الشخص المناسب وبدأ يتوسّع في الحديث عن ضرورة تغيير إدارة جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت.
وجد الرئيس الحريري هوىً في نفسه في هذا الاتجاه. لكن معارضتي وغيري لهذا الموضوع جعلته يتمهّل. بقيت التساؤلات حول تركة آل سلام بعد عشرات السنوات من العِشرة، دون جواب. وهذا ما زاد في الحيرة. التقيته يُعزّي بفيصل رفيق عمره. بكى من قلبه وبقي لدقائق وغادر دارة آل سلام، مع وصول الرئيس الحريري. لا “البك” بقي و لا أحد أمسك به. حشود المعزّين حالت دون ذلك؟
انتُخب تمّام سلام نائباً في العام 1996 برعاية ورغبة الرئيس الحريري. سبّب هذا الأمر اشتباكاً سياسياً مع دمشق تولاّه نائب الرئيس عبد الحليم خدّام.
ملفيّ الأحمر السوري أُخرج فوراً من الدرج. “عميل” تجب إزاحته حفظاً على الأمن القومي. وكذلك سليم بك. أخذ عليه الامن السوري علاقاته مع آل الجميل وآل شمعون القديمة.
استمرّت المناوشات بين الاثنين، تمّام بك وسليم بك. لم يعرف تمّام كيف يدخل إلى عقل الرئيس الحريري. مضت سنوات دون أن يجد المفتاح.
لم يقبل بالحدّ الأدنى. يريد شيئاً من حجم والده. وقع في فخ الرئاستين في دمشق وبيروت في العام 2000 وهُزم في الانتخابات النيابية الأشهَر لبيروت و لرفيق الحريري.
واحد ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض. فالبك صياد. والثاني تملأ نفسه عزّة صائب بك. “ما بيحطها واطية”كما يقول البيارته.
قدّمت الجانب المصري من سليم بك إلى الرئيس الحريري. زوجته سيدة مصرية صابرة من عائلة “عسكرية” والدها ضابط كبير وجدّها أيضاً، والوصف لمولانا الدكتور رضوان السيد. يملك “البك” أعمالاً في مصر وله شركاء من أقاربه. لديه شابّان تشتهي ضحكتهما وثالث صغير لا أعرفه جيّداً.
تردّد الرئيس الحريري بداية ثم قَبِل بعد إلحاح أن يضمّه إلى الوفد الرسمي الذاهب إلى القاهرة في ذلك الوقت.
بدأت بالتنسيق معه في إنعاش جمعيات لبنانية مصرية تقوية للعلاقات المصرية اللبنانية التي كانت دخلت إلى البرّاد منذ بداية الحرب اللبنانية وذهاب الرئيس أنور السادات إلى القدس المحتلة.
تمنّع سليم بك عن رئاسة غرفة التجارة في بيروت في العام 1995، وكذلك النيابة في العام 2000، بعد أن قبلها بإلحاح من الحريري في العام 1996حرصت فيها أن أتغدى يومياً معه في دارة أهله نتشاور وننسّق. في المسألة الأولى اقترح أن يبقى الرئيس عدنان القصار ووافق الرئيس الحريري وفي المسألة الثانية فضّل أن يتولى الماكينة الانتخابية للائحة الرئيس الحريري.
لا يريد أن ينهك نفسه بالعمل لأسباب صحيّة. فضّل الحفاظ على “شبوبيته”. أسس غطاءً دائماً للماكينة الانتخابية سمّاه “جمعية بيروت للتنمية” أتى لإدارتها بشباب عملوا في المقاصد ونجحوا في مهامهم.
ينام باكراً ويستيقظ باكراً. لا يحمل هاتفاً خليوياً. “بك”. يأتي إلى مكتبه الملاصق لمحلاّت الأدوات الصحّية. جعل المحلاّت واجهة لقصر أهله. هذا منذ زمن. الآن لا تعرف أين هو لأسباب أمنيّة.
استشهد الرئيس الحريري. عملت ماكينته في بيروت والمناطق. نجحت في مناطق وزلّت بها القدم في مواقع أخرى.
سعد الحريري يساند شخصياً حيث لا تكفي الماكينة. فعل سعد ذلك بنجاح كبير.
المهم أن سليم بك اليوم لا يكتفي بما يقوم به من صالحات وأخطاء. يريد حيث لا يكون أن يسمّى. هذا حق للقوة السياسية التي “يُمثّلها” البك.
قاضي القضاة استشهد، والآخرون يعرفون الناس بما فيهم وليس بما يريدون أو يُراد لهم أن يكونوا. المقياس هو مدى ولائهم وليس طبيعة مقدرتهم على القيام بأدوارهم الجديدة.
في انتخابات بلدية بيروت في العام 1998 كلّفني الرئيس الحريري بالإدارة السياسية لهذه الانتخابات بناءً على إصرار من الوزير السابق فؤاد بطرس.
رشّح سليم بك غازي قريطم وهو رئيس سابق لشركة T.M.A المُتخصصة في النقل الجوي. والتي عانت وتُعاني الكثير من المشاكل المادّية. كاد أن يصبح رئيساً للبلدية في المدينة الأهم في العالم العربي، إلا أن زميلاً لنا رشّح المهندس عبد المنعم العريس لهذا المنصب، فاعتمده الرئيس الشهيد، وهو يمارس مهامه حتى الآن.
سليم بك انتظر عشر سنوات لكي يُعوّض غازي قريطم عن خسارته رئاسة البلدية
ورئاسة T.M.A. بترؤّس غرفة التجارة.
من هو غازي قريطم؟
ابن عائلة بيروتية قديمة سُمّيت باسمها المنطقة التي يقع فيها القصران، دارة الرئيس الحريري ودارة آل دياب. عمل في وظائف مُتعددة أهمّها رئاسة مجلس إدارة T.M.A.، وآخرها المدير العام لمعمل زجاج يملكه ابن عمّته رجل الأعمال عزّت قدورّة.
من يعرفه عن قرب يقول إنه إداري مالي ناجح. درس في الجامعة الأميركية في بيروت.
لا شيء شخصياً عن غازي قريطم إلا التقدير لتهذيبه الذي عرفته به خلال لقاءاتنا القليلة والاحترام لخبرته حيث عمِل سابقاً.
هل هذا تصنيف سليم بك لغرفة تجارة بيروت. أم أننا نشهد مرحلة جديدة من انحدار التمثيل العام للمؤسسات البيروتية؟
غرفة التجارة تحتاج إلى من يعرف بيروت نهضة وانفتاحاً وعروبة وقدرة على التواصل الدولي.
هذا هو تاريخ المدينة وقدرها. تعتزّ بنجاحات أبنائها في مواقعهم المتقدمة وتقدّم كل عقد من الزمن جيلاً جديداً من هذه النجاحات.
بيروت مدينة عاشت مئات السنين على تجارتها. عرفت الانفتاح قبل أن يعرفه أحد في الشرق الأوسط. تُريد لغرفة تجارتها من يمتلك تاريخها. يختزنه ويرفعه إلى الأعلى. ليس عالماً به فقط.
باختصار موظف ناجح لا يترأّس تجارة بيروت وجبل لبنان. وإذا كان “العدد” سيجعل من هذا الأمر حقيقة. فهذا يعني كتابة جديدة ورديئة لتاريخ المدينة.
هل يقبل سعد الحريري؟ هل يعلم؟
المدينة تريد من يرفع علمها التجاري. التجارة روح مغامِرة. ورائدة. مقتحمة.
وتطلب مَن يتقدّمها في غرفة تجارتها أن يحمل علمها. وليس رئاسة مبنى الغرفة.
سأفتري على بعض الأسماء وأرشّحها. سمير ريّس. رباح ادريس، أحد الإخوان طبارة، علي غندور هل عند سليم بك ما لا يُؤهّل أحدهم للرئاسة؟
نأتي إلى جمعية رجال الأعمال المصريين اللبنانيين التي مضى سنوات على غياب متابعتي لنشاطها.
أقرأ في الصحيفة أن الجمعية انتخبت السيد رفيق زنتوت رئيساً لها. رفيق صديق أعرفه منذ زمن طويل هو واثنان من أشقّائه: الكبير خليل رجل أعمال محترم مارس دوراً تأسيسياً في وجود شركة سوليدير وله في المجال العام خدمات كثيرة. وكان قريباً من الرئيس الحريري لسنوات طويلة في السعوديّة قبل لبنان. الثاني وفيق كان يعيش في لندن إلى أن اختاره النائب نسيب لحّود عضواً مؤسساً في حركته التنظيمية.
إذاً رفيق من عائلة صيداويّة تجارية تعمل في النقل ومُقرّب من سليم بك، لكن أعماله كلها خارج لبنان وخارج مصر. فكيف يترأّس جمعية اختصاصها مصري لبناني؟
هو قدير في العلاقات العامة وله نشاطات متعددة اجتماعياً.
جعلته شاهداً على ذاكرة مُتعَبة. قلت في مقال عن المقاصد إن اجتماعاً لدعم سوليدير عُقِدَ في منزل أمين الداعوق، والحقيقة أنه عّقِد في منزل خالد سلام صهر أمين بك.
الأعضاء مُمارسون جدّيون للتجارة والعمل في لبنان وفي مصر، على الأقل معظمهم.
الجواب عند سليم بك أو عند سعد الحريري؟
أتمنّى أن يتفهّم الأصدقاء أن ما أقوله لا ينتقص من رفيق الشخص ولا رجل الأعمال. إنما المسألة تتعلّق بصوابية الاختيار لمنصب من هذا النوع.
مصر دولة ليست مُتطلّبة ومجتمع رجال أعمالها المتّصلين بلبنان لا يهتمّون لهذا الجانب، ولكن أنا أتحدّث في الأصول وليس في التفاصيل. إلا إذا كان العمل الشعبي للبك واحتكاكه لضرورات العمل بالمرحلة الماضية الأمنية جعلته يُفضُل الولاء على الكفاءة. نسينا همومه الأمنية!!
الأصول، الأصول، الأصول. يا إبن مدينة الأصول.
هل هناك من يُفرِّق بين العصب والعصبة؟
العصب يُدافع عن أهله وهم الجميع
العصبة تدافع عن نفسها فقط. وهي قلّه مهما ضمت من عدد.
بيروت تريد عصباً وليس عصبةً.
هل من يُفرّق بين الشهامة والشراهة؟
الشهامة تفترض بك وبتيّارك السياسي أن تأتي بأصدقاء لك تثق بهم إلى مناصب عامّة معنيَّة برفعة مدينة بيروت ومستقبلها، شرط أن يكونوا مُؤهّلين طبيعياً لتسلّم هذه المراكز.
الشراهة هي أن تأتي بأصدقائك أيضاً، ولكن إلى المناصب التي تستطيع الوصول إليها بسبب “العدد”، فتخسر بذلك المدينة رِفعتها ويتأثّر مستقبلها او نوعيّة ممثليها في القطاعات العامة.
المطلوب ببساطة أن تختار من أصدقائك مَن يناسب الموقع الذي ترشحه له. فتنتهي الشراهة وتتحقق الشهامة.
الكلام ليس لي بل لفخامة “الأستاذ جان عبيد” وقد قاله الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وقت مختلف ومرشحين مختلفين.
الكلام بين جدران أربعة لم يخدم فكرة “فخامته” ولا مُرشحيه. تأخر الوقت.
هل العَلن هذه المرة يفيد المواطنين أمثالنا؟ ويرفع من تخصّص ممثلي مدينتهم.
من يُساعدني بإقناع “البك” أن ما كتبته دعوة إلى الأصول تحميه و مدينته فقط لا غير؟؟ دخلت الى قريطم ذات صباح وجدت الرئيس الحريري، رحمه الله، يمسك بذراع سليم بك. بادرني الرئيس الشهيد بالقول يقال عن الشاعر عمر ابن أبي ربيعة إنه فتنة بين النساء. وسليم كذلك. ما رأيك؟
أجبته مستغرباً ماذا تعني كلمة نساء. مَن يعمل معك ينساها وينسى معناها.
لماذا نقل الفتنة من النساء إلى الرجال هذه المرة؟
رميتُ حجراً في بركة غرفة التجارة. الباقي عند تجار المدينة و أهلها. لِيُنادوا هُم سعد الحريري زعيمهم. أنا لن أفعل.