مناقشة وثيقة “تيار المستقبل”- منسقية بيروت: الاستقرار الظالم

كلمات 11 مارس 2013 0

رأى عضو كتلة المستقبل النيابية النائب نهاد المشنوق ان الحالة اللبنانية المناهضة للديكتاتوريات العربية والداعمة للثورة السورية بخير، وكل كلام آخر هو كلام غير دقيق وغير صحيح ويراد منه التشويش على الواقع الايجابي القائم، ويهدف الى ان نكون بوضع قلق عما سيحدث في المستقبل.
وقال في المنبر الشهري الذي تنظمه منسقية بيروت في تيار المستقبل: “نحن اكبر مجموعة سياسية ليبرالية مدنية منتخبة في العالم العربي الآن، لافتا الى انها صفة تشعرنا بالامان والاطمئنان الديمقراطي، وان الخير الآتي سيكون معمم على كل اللبنانيين.
ورفض المشنوق حالة “الاستقرار الظالم” التي فرضتها معادلة الدكتاتوريات العربية. وقال: “لقد تعودنا على ما اسميناه “الاستقرار الظالم”، يعني ممنوع ابداء الرأي او المطالبة بتداول سلمي للسلطة، لقاء ان يعيش الفرد العربي باستقرار، هذا ما كان سائدا في العالم العربي.
وفنّد بالتفصيل الوثيقة التي صدرت عن تيار المستقبل فأوضح “لقد صدرت وثيقة عن تيار المستقبل وآفاق الربيع العربي، نحن كمجموعة سياسية قلنا منذ الاسابيع الاولى للثورات العربية اننا مع التغيير في كل “الجمهوريات الملكية”، لانه لا يمكن ان نكون مع الحرية في بلدنا ونكون ضدها في دولة عربية اخرى يتصرف رؤساؤها على قاعدة البقاء في السلطة وتوريثها لابنائهم”. لقد انتهى هذا الامر في تونس ومصر وليبيا وان شاء الله ينتهي قريبا في سوريا لان الشعب السوري اخذ خياره ومستمر بالثورة من دون تردد، ودفع الدم الغالي، كما دفع ابناؤنا واهلنا الدم كي يحصلوا على حريتهم وحقهم في التعبير، ويضمنون ان يبقى النظام في لبنان نظاما ديمقراطيا.
وتابع: “لقد حان الوقت ان لا نتردد بعملية التغيير، عبر نزع الخوف والتردد. وهناك ثمن للحرية خصوصا ان كان هناك انظمة ديكتاتورية”.
وتناول المسألة الوطنية الواردة في الوثيقة، فرأى “ان هذه المسألة مرت بخضات كبيرة منذ نشوء لبنان في العام 1943، والاشكالية التي سادت كانت في العلاقات اللبنانية – السورية. مشيرا الى انه منذ العام 2000 وحتى اليوم كانت هذه العلاقات مسببة للازمات والمشاكل سواء بالعلاقة بين البلدين ام في علاقة اللبنانيين فيما بينهم”. موضحا “ان القاعدة المتبعة كانت القوي على الضعيف، الكبير على الصغير، المعتدي على الضحية.

لم يكن للعلاقات صفة طبيعية وكنت ارفض مقولة العلاقات الممتازة انما كنت اطالب بالعلاقات الطبيعية التي قد تتطور الى ممتازة”.

واكد “ان الجزء الاساسي من الاستقرار الآتي هو قيام علاقات لبنانية – سورية طبيعية لا غلبة فيها لاحد ولا انتصار ولا اعتداء لاحد على احد. علينا الصمود ونحن على الطريق”.

وقال: “لقد تناولت الوثيقة العلاقات السنية- الشيعية في لبنان، لافتا الى ان الذاكرة اللبنانية لم تشر الى ازمة سنية – شيعية قبل 7 ايار 2008، مؤكدا انه لا يجب ان نحول 7 ايار الى “واقعة كربلاء”، نحن لا ندعو الى تجاوز نتائج 7 ايار او القبول بها، بل نطالب بثبات ومثابرة سلمية وفق الآليات الدستورية برفض نتائج 7 ايار، وما نتج عن الدوحة واشكال الحكومات التي شكلت بعد الدوحة بالثلث المعطل وغيرها ورفض حكومة الحزب الواحد”.

وتابع: “لقد اعترف الرئيس سعد الحريري بخطابه في 14 شباط بمسؤوليته عن القاعدة التي شكلت عليها هذه الحكومة”. وقال: “انا اخطأت في هذا الموضوع لذلك لن نكرر اية خطوة سياسية تحت اي ظرف من الظروف تؤدي الى تكرار ما حدث في اتفاق الدوحة، مؤكدا ان ما تبع اتفاق الدوحة من تشكيل حكومات مخالف للدستور وللبنية الاساسية بالتركيبة اللبنانية”.
واشار الى “ان اللبنانيين الذين يطالبون بمشروع الدولة هم متساوون بالحقوق والواجبات، وقال: هناك دستور يحكم هذا البلد، فأية مخالفة لهذا الدستور هي باب من ابواب الاشتباك بين اللبنانيين ايا كانت طوائفهم”.
واعتبر ان موضوع الخلاف الثاني هو السلاح، وقال: لقد مر السلاح على الجميع في لبنان، مر على السنة وكان عنوانه القضية الفلسطينية، ومر على المسيحيين وكان عنوانه الحفاظ على المكتسبات، ماذا حقق السلاح السني والمسيحي غير الازمات والحروب والمشاكل، فلماذا يعتقد سلاح حزب الله انه يستطيع ان يحقق غير الازمات والمشاكل والحروب؟
وقال: “يجب ان نتذكر ان السلاح مر على كل الطوائف ولم يسبب الا الخراب”، معربا علن امله ان يعي البعض الى ان هذا السلاح لن يحقق لهم اية مكاسب، مؤكدا ان ما يحقق لهم المكسب هو التضامن مع كل اللبنانيين والتفاهم على مفهوم موحد للمقاومة وليس على مفهوم موحد لسلاح خارج الدولة”.
ورأى ان “من عجائب الدوحة الحديث عن الجيش والشعب والمقاومة، اي ايجاد ثلاثة كيانات وهذا شيء مرفوض، مؤكدا ان هذه الكيانات الثلاثة يجب ان تكون تحت عنوان الدولة والدولة فقط.
واشار الى انه يجب ان تكون التأثيرات للمتغيرات الاقليمية التي تحصل في المنطقة حافزا لنا ولغيرنا على مزيد من التفاهم، رافضا ان تكون حافزا لنا على الانتصار وحافز لغيرنا على الاحساس بالهزيمة. وقال: من هنا اصر الرئيس الحريري على صدور هذه الوثيقة في هذا التوقيت بالذات.
وقال: ان النظام السوري يتهاوى من هنا يجب وضع اسس وقواعد للتفاهم بين اللبنانيين لا تعتمد على انتصار احد ولا على هزيمة احد.

وتحدث عن ما تناولته الوثيقة في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، فرأى ان الفضل في ديمقراطية هذا البلد تعود للمسيحيين وليس للمسلمين، واوضح انه لو قدر للبنان منذ نشوئه ان تكون الاغلبية العظمى من سكانه لطرف واحد لكان دولة ديكتاتورية كباقي الدول العربية المجاورة، لافتا الى ان التنوع القائم في لبنان هو الذي حمى الديمقراطية فيه. فالمسلم اللبناني تأثر بشعارات عربية مثل الوحدة وغيرها، لكن التنوع كان العائق نحو هذه الوحدة المستنبطة من الديكتاتورية العربية السائدة، لان الوحدة ليست قائمة بين انظمة ديمقراطية لتأخذ مداها الايجابي. هذا الفضل لا ننكره للمسيحيين، ونؤكد عليه كل يوم.

وسأل كيف يمكن لنا ان نفاوض في تعديل الدستور وهناك من يطرح المسائل بطريقة عنصرية على المستوى المسيحي، فضلا عن اربعين الف صاروخ تطرح للتذكير على المنابر كل اسبوع، فمن المستحيل ان نصل لنتيجة ايجابية وسط عقلية عنصرية ووسط السلاح. معتبرا “ان الخيار الوحيد هو خيار تنفيذ الدستور بنصه وبروحه، وعندما تتغير كل المعطيات المطروحة يمكن ان نناقش كل شيء وليس هناك من مسائل مقفلة. ولا يمكن ان نناقش في ظل معادلة الاعتداء فيها على الدولة له طبيعة صاروخية وليس طبيعة مسلحة فقط”.
وردا على سؤال عن احتمال تأجيل الانتخابات النيابية قال النائب المشنوق انها المرة الاولى التي يسمع فيها هذا الكلام وهي رغبة من ينتظر الهزيمة لكنها لن تتحقق لاننا قادرين على اجراء الانتخابات في موعدها رغم الاشكالات التي تعترض قانون الانتخاب.