مقدمة للأستاذ قاسم قصير في حوار مع نهاد المشنوق عن الإعلام والسياسة

قالـوا عنه 07 أغسطس 2009 0

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية نشكر النائب الأستاذ نهاد المشنوق على استضافتنا لعقد هذا اللقاء الحواري ونتقدم منه بتهنئة في موقعه الجديد على امل ان يحقق فيه ما طرحه من شعارات ومواقف تحت عنوان “اهل الحوار” او “جسور اللقاء” خصوصاً انه ترشح على قاعدة الوفاق والأتفاق في الدوحة في الدائرة الثانية من بيروت.

الأخوة الكرام

قد يكون من الصعب اختصار مسيرة النائب والإعلامي والسياسي نهاد المشنوق في كلمات قليلة، لكنني سأحاول ان اقدم في هذا اللقاء “نقاط – مفاتيح” تقدم لنا صورة مختصرة عن سيرة المشنوق الإعلامية والسياسية كي تكون مدخلاً لحوارنا الصريح اليوم.

فالمشنوق الذي عرف بصراحته ووضوحه ينحدر من عائلة بيروتية أصيلة وقد عاش هموم السياسة البيروتية منذ بداياته الإعلامية في العديد من المؤسسات الإعلامية، وإن كانت هذه البدايات تميزت بعلاقته المميزة مع رئيس الوزراء والزعيم اللبناني تقي الدين الصلح وكذلك مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، إضافة لشبكة واسعة من العلاقات اللبنانية والعربية، والتي اصطدمت في يوم من الأيام بالفيتو السوري مما اضطره لمغادرة لبنان في نفيه الأول الى باريس، لكنه عاد لاحقاً الى جانب رئيس الوزراء رفيق الحريري ليكون أحد مستشاريه السياسيين والإعلاميين لسنوات عديدة الى أن اصطدم مرة اخرى بالفيتو السوري ليغادر لبنان في نفيه الثاني الى باريس، ليعود لاحقاً الى بيروت بعد سحب الفيتو ومن خلال جهد خاص بذله السيد طه ميقاتي، حيث عاد الى موقعه الإعلامي بعيداً عن العمل السياسي المباشر واطل عبر سلسلة مقالات هامة في صحيفتي النهار والسفير، ورغم رغبة الرئيس رفيق الحريري بالتعاون معه مجدداً لكنه قصد الابتعاد قليلاً ليحتفظ بمساحة خاصة عن العمل السياسي والاكتفاء بالأدوار غير المباشرة اضافة الى اطلالاته الإعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة.

لكن استشهاد الرئيس رفيق الحريري دفعه مجدداً للعمل السياسي وإن كان في البداية لم يتقرب كثيراً من نجله سعد لكنه كان ينشط عبر العواصم اضافة لتحركاته المحلية وان عاد لاحقاً ليكون من الشخصيات القريبة من سعد الحريري دون ان يتولى مهمة محددة. الى ان طرح اسمه لتولي احد الوزارات في حكومة الرئيس السنيورة الأخيرة، لكن (وعلى ذمة جريدة السفير) ادى تحفظ السنيورة على حرمانه من هذا الموقع وبقائه في اطار العمل الإعلامي والإستشاري غير الرسمي.

لكن نظراً لحجم علاقاته السياسية المحلية والعربية ولحضوره البارز في الواقع السياسي والإعلامي عاد المنصب إليه مجدداً وإن كان من خلال النيابة بداية (مع احتمال التوزير مرة اخرى) في الحكومة الجديدة.

وهكذا كان نهاد المشنوق أحد العلامات البارزة في الواقع السياسي والإعلامي اللبناني والعربي طيلة الثلاثين سنة الماضية وعرف عنه صراحته ووضوحه رغم قسوة هذه الصراحة احياناً وهو الذي سمى الطائفة الشيعية في يوم من الأيام “بالطائفة النووية” وكتب مراراً عن “السجادة الإيرانية” التي تنسج على مساحة المنطقة كلها دون ان ينسى الدور التركي وهموم السعودية ومصر وفلسطين في مواجهة التحديات المختلفة.

هذا بعض من نهاد المشنوق الذي نلتقيه اليوم في هذا الحوار الصريح في ظل اوضاع سياسية شديدة الدقة بعد انتهاء الانتخابات النيابية وفوز قوى 14 أذار وفي ظل اضطراب الوضع الإيراني وعودة التواصل السعودي – السوري، رغم الفيتو المصري والأميركي على ما ينتج عن هذا التواصل احياناً. وفي ظل استراتيجية اميركية جديدة ينفذها الرئيس الأميركي باراك اوباما والقائمة على سياسة الاحتواء والتهدئة تمهيداً للعودة لخيار التهديد والضغط.

وكلنا أمل ان نستفيد من هذا اللقاء الحواري لنطّلع على ما في جعبة الأستاذ نهاد من معطيات ومعلومات حول الأوضاع التي يتجه إليها لبنان والمنطقة.