مخيم اعتصام المعارضة في وسط بيروت: ميقاتي منتحل صفة رئيس الوزراء

كلمات 15 نوفمبر 2012 0

” أنت تعرف ان الحج يسقط كل الذنوب إلا الدماء وما من ضامن لك الا أداؤك وإيمانك بالله، عزّ وجل، فهو الضامن وهو القادر مع راحة الضمير وطاعة الله عزّ وجل. ماذا حققت الوعود والضمانات لرفيق الحريري يا دولة الرئيس ميقاتي.
إن ما أنت عليه الآن موجع لأهلك أكثر من اغتيال رفيق الحريري”.
الكلام للسيدة المناضلة بهية الحريري ولتسمح لي بأن أضيف أن ما هو عليه اليوم موجع للوطن وللمواطنين.
أبدأ الكلام عن صيدا عاصمة المقاومة الصادقة الحقيقية المعبرّة عن كل اللبنانيين ولأعزي أهلها، كل أهلها بشهدائهم.
إن مشهد الصبر الذي قدمته مدينة صيدا خلال الايام القليلة الماضية من جميع ابنائها دون إستثناء، رغم العدوان والقتل والاستكبار. إن هذا المشهد الصابر الرافض للإخضاع، والنائي بنفسه عن منطق الحرب الاهلية، هو مشهد أيوب الفعلي الذي يرفع راس الأمة وهو مشهد ايوب الحقيقي الذي ما زال يراهن على الأمل الباقي في المدينة التي كانت وستظل مدينة للحياة، ومدينة للأمل..
إن مشهد الصبر الذي قدمته مدينة صيدا هو قرار أهلها ونخبها ونائبيها وشيوخها وخاصة الشيخ أحمد الاسير برفض الاعتداء على ذاكرة المدينة التي إنطلقت دعوات المقاومة من مساجدها وكنائسها وشوارعها، عسى أن يخجل من يحاول اليوم بإسم المقاومة احتلالها كإمتداد لما يعتقد أنه احتلال نجح به في مناطق أخرى…
لكن حتى للصبر حدود..
إننا في اللحظة التي نؤكد فيها أننا كنا وسنظل ابناء مشروع السلم الاهلي، نقول باسم الشهداء أننا اخترنا بأن لا نستمر في تمثيلية ركيكة تدعي أننا جزء حياة سياسية طبيعية أو جزء من حياة وطنية سليمة والا نكون كمن يستحل دمه بنفسه ويستدعي القاتل الى المزيد من القتل.
إن الدستور الجديد المسلّح بسيط ولا يحتاج الى خبراء وقواعده هي التالية :
الشعب اللبناني ينتخب. رئيس الجمهورية يجري استشارات نيابية. والسلاح الايراني بعيداً عن الانتخابات والاستشارات هو الذي يقرر الحكومة ورئيسها.
ان الفرض المسلّح للرأي السياسي والحكومي والدستوري، والإمعان في إهانة معظم اللبنانيين يريد من قوى 14 آذار أن تذهب الى يأس السلاح ويأس العنف. لكنكم بصمودكم هنا وفي طرابلس وفي صيدا تقولون أن الموقف هو السلاح وأن الرأي العام هو القرار وأن صناديق الاقتراع هي الفيصل والحكم.
إن الشجاعة السياسية والوطنية والاخلاقية تفرض علينا أن نمارس كل اشكال الاحتجاج السلمي والديموقراطي من أجل تحويل رفضنا لمنطق نظام السلاح، من منطق الرفض السلبي والمنكفىء، الى منطق الرفض الثائر في وجه واقع السلاح حتى إسقاط هذه الحالة الشاذة وإبطال هيمنتها وتسلطها على حاضر لبنان ومستقبله. ونحن مستمرون في رفضنا الثائر حتى إعلان العصيان المدني شاء من شاء وأبى من أبى.
نحن على مقربة من مبنى رئاسة مجلس الوزراء، وأقول المبنى لأن عنوان رئاسة مجلس الوزراء هو المسؤولية الوطنية التي انتقلت من هنا الى قصر رئاسة الجمهورية في بعبدا حيث الشجاعة والمثابرة والتوازن والاحترام.
أخذوا عليكم اندفاعكم الوطني نحو المبنى الفارغ من مسؤوليته الوطنية.
أرادوا ان يقولوا لكم أن اللواء الشهيد وسام الحسن لم يستشهد من أجل وطنيته، بل صادف مروره أمام سيارة مفخخة انفجرت بسبب العوامل المناخيّة وان عليكم أن تتقبلوا العزاء يومين أو ثلاثة واذا احببتم اسبوعاً وتذهبون الى بيوتكم بشرط ان لا تنسوا كل صباح أن تتركوا كرامتكم وسيادتكم وحريتكم في البيت قبل أن تخرجوا الى عملكم. هذا اذا تركت لكم حكومة القتل عملاً تذهبون اليه.
بوجودكم هنا كل يوم تقولون لهم. فشروا. فشروا. فشروا.

ايها الشباب
ان وجودكم في ساحة رياض الصلح في ساحة شهيد الاستقلال الأول، هو وجود في ساحة هذه الخامة من الرجالات التي صنعت مجد لبنان ودفعت حياتها ثمناً حين تجرأت على ان تحلم بوطن سيد حرّ مستقل كما حلم شهيد الاستقلال الثاني رفيق الحريري.
أنتم في ساحة الصواب وفي جادة الحق. وغيركم خاطئ وباطل.
أنتم البوصلة الحقيقة لضمير 14 آذار الذي يرفض اي صيغة من صيغ التعايش مع آلة القتل والالغاء بتهمة النجاح أو بتهمة الشجاعة..
أنتم البوصلة الحقيقية لضمير 14 آذار الذي يرفض وسيظل يرفض أن يكون شاهد زور على عملية سياسية وديموقراطية ساقطة عسكرياً بقوة القمصان السود والقلوب السود التي إما أن تجهّل القاتل او تبرّر القتل أو تعقلن الجريمة.
أنتم هنا ليس لأن منتحل الصفة الوطنية يمعن في المكابرة والعناد فقط، هارباً من صفة الجثة السياسية الهامدة، بل لأنكم ترفضون أن ينجح منتحل الصفة بإيهام أحد في هذا العالم انه ليس نتيجة شرعية لعدوان السلاح على كرامة اللبنانيين وأمنهم وأصواتهم وحريتهم وخياراتهم وكرامتهم.
وجودكم هنا هو عنوان الرفض الأكيد والسلمي لهذا الدستور المسلّح.
بين 14 شباط و 14 آذار 2005 كانت أعداد قليلة من الشباب تخيّم وتعتصم في ساحة الحرّية. اولئك كانوا خميرة انتفاضة الاستقلال. أنتم اليوم خميرة المرحلة. نواة التحول القريب جداً.

ما دام عنوانكم هو14 آذار الاكبر من كل الاحزاب
فالنصر قادم. قادم. قادم في لبنان وفي سوريا

.