“مختصر مفيد” مع سعيد غريّب – المشكلة في النظام لا في الوطن

مقابلات تلفزيونية 15 يوليو 2009 0

ضيوف الحلقة : نهاد المشنوق والصحافية سكارليت حداد

العلاقات السورية – المصرية فيها مشاكل يحاول العاهل السعودي معالجتها.
العلاقات السورية- اللبنانية فيها مشاكل تحاول القيادة السعودية ان تضع لها جدول أعمال حلول.

العلاقات العربية – الإيرانية تحتاج الى توازن وأكثر دولة باستطاعتها القيام بهذا التوازن هي سوريا، وبطبيعة الحال البحث السوري – السعودي يتناول الدور السوري الذي اعتقدنا لفترة انه اختفى ثم ظهر فجأة، وهو قدرة سوريا على التوازن في العلاقات العربية – الإيرانية.

المسار الثاني المتعلق بالنقاش الداخلي حول شكل الحكومة، وما هو مُعلن من طلب لهذه الجهة أو لتلك الجهة أو شرط لهذه الجهة أو لتلك الجهة.

ما يجري الآن عنوانه الأهم هو وضع جدول أعمال جدي لزيارة رئيس الحكومة اللبنانية بعد التشكيل ، لأن الرئيس المكلّف ليس له صفة الإتفاق ، وهناك مواضيع جدية يجب بحثها ، وبالتالي يجب أن تكون هناك صفة تبحث فيها، وليس صفة فقط، إنما واجب رئيس الحكومة السهر على رعاية مصالح لبنان مع العالم العربي ومع الخارج وأقربها سوريا.

س- لكن الصلحة لا تتطلب كل هذا؟
ج- أنا لا أسميها صلحة ، أنا أسميها إستعادة لعلاقات طبيعية لها جدول أعمال، لأنه عندما نقول صلحة فلا لزوم لجدول أعمال، وعندما نقول علاقات طبيعية، لا يجب أن نبالغ بالإنتقال من أربع سنوات من العداوة الحادة الحادة الحادة، الى حالة عاطفية وتتحول الى صلحة.

س- لكن وليد بك فعل ذلك؟
ج- معلوم ان وليد بك منذ أكثر من سنة وهو يتدرج بالكلام حول الحوار مع سوريا، وهذا كلام قبل أيار الـ2005 وبعد أيار الـ2008 ، وهو مازال مستمر في ذلك حتى اليوم، وكأنه أراد أن يتدرج في تسويق هذا الموقف وتصويب وجهة نظر الناس منه.

س- هل ترضون كـ”كتلة مستقبل” على أداء وليد بك وهذا التدرج؟
ج- باعتقادي ان التدرج هو أسلم سياسة، وأنا لا أوافق على طبيعة السؤال لأن الحلف القائم بين الرئيس المكلّف وبين وليد بك أكبر من هذا السؤال وعميق أكثر من هذا السؤال.

اليوم سمعت حديث وليد بك لصحيفة “ايوان” وأنا إتصلت هاتفيا به واستغربت الكلام الذي قاله ولم أفهمه، وبالتالي لا يعقل لهذه الدرجة ، أما ان تحمل السيف كل النهار وإما تعانق كل النهار، هناك ما بين بين، هناك علاقات لها طابع رصين وفيها صلابة وتفاهم على مواقف ، وبالتالي ممكن أن تكون رصين ومتفق مع الجهة الأخرى، وبالتالي وليد بك يقصد من كلامه القمة الشهيرة في عرمون التي أنتجت التفاهم الإسلامي السني- الشيعي والدرزي بشكل أساسي بحيث ان شكّلوا موقفا متقاربا وجديا في كثير من المسائل، ولم يقصد بالحلف الرباعي الإنتخابات، حتى موضوع الحلف الرباعي هناك الكثيرين يظلمون الحلف الرباعي، حتى من جهات “حزب الله” التي تعتبر ان ما جرى في الحلف الرباعي خيانة أو تخلي ، أنا أعتقد ان الحلف الرباعي في ذلك الحين أدى غرضه، وهو انه جرت إنتخابات بين فريقين لهما وجهتا نظر مختلفة تماما في السياسة دون أن يحصل ضربة كف في البلد.

دعنا نحدد الوقائع الأساسية: العلاقات السورية – السعودية، قرار استرتيجي لا عودة عنه, الدورالسعودي في مسألة العلاقات اللبنانية – السورية الطبيعية التي تتدرج نحو الأفضل قرار استراتيجي لا عودة عنه، زيارة الرئيس الحريري الى سوريا هي نتيجة طبيعية للإتفاق على جدول الأعمال، زيارة العاهل السعودي الى دمشق ستتم لأسباب استراتيجية لا تتعلق بلبنان فقط، هذه وقائع وحقائق ستحدث إن شاء الله, النقاش اليوم يدور حول توقيتها ومتى ستحصل وكيف ستحصل؟ ولكن القرار الأساسي فيها بأنها ستحدث قد اتُخذ.

سكارليت حداد- ما الذي استجد حتى عاد القرار الاستراتيجي بالعلاقات السعودية -السورية؟
الاستاذ نهاد- أنا أعتقد ان القرار السعودي الاستراتيجي بمسألة إعادة العلاقات لها أسباب كثيرة، ولكن أهم أسبابها ان الوضع في المنطقة متقلب وخطير لدرجة في عدّة مواضيع:
في موضوع السلام هناك مشكة كبرى تواجه المنطقة، ليس فيها أي تقدّم.
في موضوع الفلسطيني هناك إنقسام كبير ايضا، موضوع علاجه لا يتقدّم.
في موضوع العراق هناك إنسحاب أميركي من المدن يصاحبه عمليات كبرى تقوم بها تنظيمات مثل القاعدة على الأرجح، وبالتالي النظام العراقي هو هم عربي.
في موضوع الدور المصري في المسألة الفلسطينية حصل اشتباك كبير بين مصر وبين سوريا وبين فصائل فلسطينية.
في موضوع إبران هناك وضع داخلي إيراني مقلق ينعكس على كل الدول المجاورة.

فإذا كانت كل هذه العوامل لا تدفع الى إتخاذ قرار استراتيجي بعلاقتك مع دولة لها صفة تاريخية بقدرتها على التوازن بالعلاقات الإيرانية، ممن ستتخذ هذا القرار؟.

سكارليت حداد- لو افترضنا ان السعودية تراجعت عن هذا القرار، هل نتراجع نحن ايضا عن قرارانا أو ان نغير رأينا؟
الاستاذ نهاد- أنا أعتقد انه لا يجب ان نغيّر رأينا بتاتا، يجب اتخاذ القرار وأن نتحمل مسؤوليته وأن نتصرف على أساسه، وأن نتعلم نحن والسوريين كيف يمكن إقامة علاقات من دولة الى دولة بشكل طبيعي وودي ومحترم. والدليل ان هناك خمسة وزراء زاروا منذ سنة حتى الآن دمشق ، وبعضهم قريب جدا من 14 آذار ، وهم وزير الثقافة، وزير الإعلام ، وزير الدفاع ، وزير الداخلية ووزير الخارجية، بطبيعة الحال، ولم يشعر أحد من اللبنانيين وخاصة الذين يُفترض ان لديهم خصومة منذ أربع سنوات مع سوريا، لم يشعروا بأن هذا الأمر ينتقص من رأيهم أو من حقهم، أوينتقص من كرامتهم ، بالعكس اعتبروا ان هذه علاقات طبيعية بين دولة ودولة.

حداد- لماذا لم يحصل هذا الأمر منذ أربع سنوات وما استجد؟
الاستاذ نهاد- كان واضحا انه منذ 14 شباط الـ2005 كان الجو السياسي في البلد والجو الشعبي بغالبيته العظمى، اتخذ موقفا يستند الى خلاف سياسي حاد بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبين القيادة السورية وتصرّف على أساسه بمنطق العداوة، فهذا سبب كافٍ.

حداد- لكن الدم مازال موجودا؟
الاستاذ نهاد- أبداً، الآن موضوع الإغتيال وغيره من مواضيع الإغتيالات أصبحت في عهدة المحكمة الدولية، وليس بعهدة الشعب اللبناني أو الحكومة اللبنانية، أو بعهدة الرفض أو القبول اللبناني، وبالتالي هناك تسليم نهائي سواءً من الرئيس المكلّف أو من كل حلفائه، بأن هذا الأمر أصبح في عهدة المحكمة ولا دور لنا فيه، وهذه المحكمة لكي تقوم كلّفت الكثير من الجهد والتعب والدم أيضا، والموضوع الآن أصبح عند المحكمة، وما علينا سوى إنتظار القرار الظني، وليس لنا أي دور ولا يجوز تعبئة الناس على هذه القاعدة، ولا يجوز الطلب من الناس الإستمرار بعداوة لا تستند الى وقائع بين يدينا.

حداد – لماذا هناك شعور عند بعض الأطراف اللبنانية، ان التغيير تم لأنه حصل تغيير بالسياسة الأميركية ولأن بوش ذهب وأتى باراك اوباما؟
الاستاذ نهاد- أمر طبيعي أن التغيير بهذا الحجم في الإدارة الأميركية، أن يكون له تأثير على المنطقة ، هذا أمر طبيعي وليس استثناء، هذه قاعدة، فقد كان هناك رئيساً مستعد يوميا إعلان الحرب باتجاه جهة في المنطقة ، والآن جاء رئيس يقول انه يريد التحاور مع الجميع.

أنا قلت ان انتخابات الـ2005 أخذت فيها الغالبية حماية دولية وعربية كبرى على قاعدة المواجهة مع سوريا. الأكثرية الحالية في الإنتخابات النيابية، عندها رعاية وحماية دولية وعربية كبرى على قاعدة الحوار مع سوريا، وليس على قاعدة الهجوم، وبالتالي يجب أن نعترف ان الظروف الدولية تتغيّر ونحن أيضا نتغيّر. وبالتالي ما حصل في الإدارة الأميركية هو تغيير إيجابي ، وهذا سبب أهم لأن تسير معه من أن تكون مُتهم بتنفيذ سياسة الرئيس السابق.

حداد- أنا أرى ان الأمور مازالت بطيئة، وهناك عدّة معطيات يجب أن تتم لكي تتسهل الحكومة في لبنان ، منها الدور المصري المعلّق، ويُقال ان المصريين لم يكونوا راضيين على التسرّع السعودي على الإنفتاح على سوريا؟
الأستاذ نهاد- أريد أن أعدّل كلمة واحدة بما تفضلّتِ به، عندما قلت ان هناك عتبا مصريا على الإنفتاح السعودي على سوريا. ما أريد أن أقوله ان قرار الإنفتاح مُتخذ الى حد كبير بمعرفة وبالتنسيق مع المصريين ، ولكن هناك فرق بين قرار بالإنفتاح وبين قرار بالإتفاق، ولا بأس هنا من العودة الى الوراء: زيارة الأمير عبد العزيز بن عبدالله ووزير الإعلام الدكتور خوجا الى سوريا مرتين ، وزيارة خوجة لبيروت مرتين، أعطت الإنطباع بأن هناك سرعة غير طبيعية للوصول الى نتائج ايضا سريعة، وهذا هو سبب الإنطباع الذي تتحدثين عنه، ولكن الحقيقة مخالفة، وهي ان هناك جدول أعمال لبناني- سوري لم ينتهِ وضعه بتفاصيله الجدية حتى الآن.

س- ما هي عناوينه؟
ج- عناوينه مُعلنة وهي متعلقة بترسيم الحدود بين البلدين، والعنوان المتعلق بمسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الذي تدعم سوريا جزء كبير منه، وهناك ايضا مسألة المجلس الأعلى السوري- اللبناني، ومن غير الطبيعي استمراره في ظل وجود سفارة وتبادل دبلوماسي. وباعتقادي ان جدول الأعمال أهم من الزيارة، وبالتالي هناك مسعى سعودي جدي لوضع جدول الأعمال هذا موضع التنفيذ هو وغيره، منه الجانب المصري والعلاقات المصرية- السورية، بمعنى الدور المصري في الحوار الفلسطيني، ولكن معلوماتي ان هذا الجانب تقدّم أيضا. ونحن لم ننتبه الى ان رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” ورئيس الحكومة المُقالة اسماعيل هنية أعلنا موافقتهما على إقامة دولة بحدود الرابع من حزيران، وألحقاها بالقدس عاصمة كاملة وبعودة اللاجئين، ولكن إذا قرأنا البند الأول نجد ان فيه اعتراف بحل الدولتين، وهذا اعتراف بوجود إسرائيل، وهذا تطوّر كبير ليس خارج الحوار السعودي – السوري أو خارج الحوار السعودي- المصري، يجب أن نعرف ان همّ المصريين الرئيسي في موضوع العلاقات مع سوريا هو الهم الفلسطيني.

س- لكن وليد بك انتقد التعاطي المصري مع الموضوع دون تسمية مصر؟
ج- أنا لم أقرأ هذا الكلام هو إنتقد ماذا؟.

س- انتقد بالقول ان هناك جهة عربية وجهة خارجية تقوم بتعطيل التقارب السوري-السعودي؟
ج- لا يوجد تعطيل مصري، هناك رغبة مصرية مثل رغبتنا بأن هذه المسائل المتعلقة بجدول الأعمال اللبناني- السوري، وجدول الأعمال المصري- الفلسطيني أن يكون لسوريا دور رئيسي، بسبب تحالفاتها وبسبب علاقاتها مع هذه المجموعة لمعالجة هذه المواضيع.

أنا أعتقد ان تطوراً مهماً طرأ على الجانب الفلسطيني، وهناك اجتماع بين الفصائل الفلسطينية في الخامس والعشرين من تموز، أرجّح انه سيصل الى نتائج إيجابية، لأنه لا يمكن الطلب من “حماس” أكثر من الإعتراف بإسرائيل، وباعتقادي أننا خلال أشهر سنشهد إنفتاح أوروبي وأميركي ربما بالعلاقات مع “حماس”.

إذاُ هناك تطور في الموضوع الفلسطيني يشجع المصري على القبول، وهناك تطوّر جدي بالعلاقات السعودية – السورية يسهّل بناء جدول أعمال لبناني- سوري جدي.

أنا أعتقد ان الرئيس بشار الأسد يستعيد دور والده في التوازن بالعلاقات العربية- الإيرانية.

سكارليت حداد- استاذ نهاد يريد جدول أعمال فيه ترسيم حدود، والسلاح الفلسطيني ، فإذا كنا سننتظر حصول هذه الأمور لن تشكّل الحكومة قبل خمس سنوات، وأنت تعرف ان السوريين أخذوا كل شيء ولم يعطوا أي شيء؟
الاستاذ نهاد- بما يتعلق بنا، أنا لا أرى ان السوريين أخذوا شيء أو أعطوا شيء، هناك مجموعة كانت على نزاع شديد مع سوريا، اتخذت القرار الآن بإقامة علاقات طبيعية وترك ملف اغتيال الرئيس الحريري للمحكمة الدولية. ما قاله وليد بك في موضوع المحكمة هو قلق طبيعي.

س- هو قال لسعد الحريري ان يكتفي بمعرفة الحقيقة؟
ج- من باب المبالغة أرى ان وليد بك يقول الأمور الصح، ولكن يرميها عليك دون أن يخبرك فيها أو يحضّرها تدريجيا.

س- هذا يعني انكم لا تنسقون معه؟
ج- دعنا لا نتحدث بالجملة، أنا اتصلت به اليوم وسألته عن هذا التصريح ، وهناك اتصالات دائمة وتنسيق مع وليد بك، ولكن هذه طبيعته ، وكل إنسان له أسلوبه ولوليد بك أسلوبه، بعض الناس تقبل به، والبعض لا يقبله، ولكن بالخط الإستراتيجي، هو لا يرتكب أخطاء.

س- هل إرتكب أخطاء في السنوات الأربع الماضية؟
ج- أنا أقصد انه لا تستطيع أن تنتقل فجأة من خلاف ما مع “حزب الله” يقارب حد أكبر كلام ممكن ان تسمعه في السياسة، للإقبال الحاد على العلاقة. هناك موافقة على الإقبال، وهناك ضرورة للإقبال، ولا أحد يستطيع إلغاء أحد و”حزب الله” قوة أساسية ورئيسية بالبلد يجب التعاطي معه ، وهناك نقاشات طويلة بيني وبين وليد بك وقديمة. إذا كان هناك من يعترض على ذلك فإنما الإعتراض على الأسلوب.

س- لكن نحن نتكلم عن استرايجية؟
ج- أنا أعتقد ان موقفه الإستراتيجي سليم.

س- هل كانت حساباته في الأربع سنوات الماضية صحيحة؟
ج- في السنوات الأربع الماضية، هذه الحرب السياسية وغير السياسية، قامت على اغتيالات كبيرة قامت في البلد، ولم تقم على فراغ وعلى مزاج أو على رغبة على الأقل، هناك 12 شهيد سياسي، أولهم الرئيس الحريري رحمه الله، وعدد من الوزراء والنواب والحزبيين الكبار، وبالتالي المسألة كانت أكبر بكثير من أن مزاج فلان هو الذي قرر الحرب، فقد كان هناك قرار علني وواضح في هذه المسألة ، والآن اتخذ قرار علني وواضح بأن هذه المسألة تقررها المحكمة، ويجب ان تعود العلاقات الطبيعية بين البلدين.

كذلك الرئيس السنيورة زار سوريا في ظروف أصعب مما نحن فيها الآن، وطلب موعد آخر بظروف أصعب ولم يُعطَ هذا الموعد، هناك جزءا من تقدّم العلاقات اللبنانية – السورية فام به الفرنسيين بمسعى مُعلن، أدى الى قيام علاقات دبلوماسية وتبادل السفراء.

إذاُ هناك مسائل مُعقدة بين البلدين، الفرنسي لعب دورا فيها ولا يزال يُعلن رغبته بمتابعة هذا الموضوع ، والسعودي لديه رغبة باستقرار المنطقة ، لأن المنطقة تشهد مشاكل لا حد لها وأولها الموضوع الفلسطيني والتسوية المسدودة، فعندما نسمع رئيس حكومة إسرائيل يقول انه لا يقبل بحل الدولتين وانه يريد دولة يهودية، ويريد إخراج العرب الفلسطينيين حتى حدود الـ48، ونسمع وزير خارجية إسرائيل يقول انه أقل ما يمكن أن يتحمله هو وجود ثلاثة فلسطينيين يعيشون في مناطق الـ48 فماذا ننتظر لكي نغيّر؟.

حداد: المطلوب الآن تهدئة وأن يبقى كل طرف في موقعه بأن تكون الأقلية قوية والأكثرية غير قوية ، هذه هي نتائج الإنتخابات ، وكما قال العماد عون الأقلية أقلية كبيرة والأكثرية أكثرية صغيرة؟
الاستاذ نهاد- هذه أوهام.

حداد- كلا ليست أوهام وكيف تقول أوهام؟
الاستاذ نهاد- لأن الأقلية أقلية والأكثرية أكثرية.

حداد: إذا كانت الأكثرية أكثرية ، والأقلية أقلية لماذا لا تشكلون حكومة؟
الاستاذ نهاد- هل أصبحت الرغبة بالوفاق اتهام؟.

حداد- ليست اتهاما، إنما الواقع ان الأكثرية لا تستطيع أن تحكم بمفردها؟
الاستاذ نهاد- أنا لا أوافقك، وبالتأكيد رأيي انه لا يجوز أن يحكموا بمفردهم ، هناك فرق بين أن تنظري الى الأمر على انهم غير قادرين، الأمور في الدول لا تُقرر ببساطة انك تقدر أو لا تقدر، الأمور في الدول تُقرر بمقدار ما يحقق تصرّفك السلم الأهلي.

حداد- أنا لا أتصوّر ان ما حصل خلال الأربع سنوات، كان هدفه الأخذ بعين الإعتبار السلم الأهلي؟
الاستاذ نهاد- هل يجوز أن نلومهم عندما بدأوا يفكرون صحّ؟.

حداد- هم لا يفكّرون، هناك من يفكّر عنهم؟
الاستاذ نهاد- أنا لا أوافقك.

س- تحدثت سكارليت عن ان هناك تسهيلا سوريا لأن تبقى المعارضة معارضة أو أقلية، وأن تبقى الصيغة على ما هي عليه ، ما رأيك؟
ج- أنا لا أوافق على ذلك، سوريا عندها قدرة وحيدة بالإنتخابات النيابية وقدرة حرية ، وهي القدرة على التعطيل، أما القدرة على الدعم فلا تملكها، هي لا تستطيع إلزام أي ناخب سواء من المعارضة أو من الموالاة أو الأكثرية أو الأقلية أن يصوّت بغير اتجاهه.

يجب أن لا نستخف بمسألة وجود الوطن أو عدم وجوده ، بالتأكيد لبنان وطن موجود لن يتغيّر، ولن يحصل له شيء ولن ينتقص منه شيء.

س- هل مازال الطائف صالحا؟
ج- مازال صالحا وزيادة، على كل حال ما أريد أن اقوله، هو ان مسألة الوطن شيء والإتفاق السياسي شيء آخر، لا يجب وضع الأمور بمساواة بعضها، لا يوجد أي خطر لا على وجود لبنان، ولا على مصيره، ولا على كيانه ولا على طبيعته، هناك خلاف سياسي موجود ونحن مررنا بظروف أصعب بعشرات المرات مما نعيشه اليوم.

س- ومازلنا في مكاننا وهناك تسوية؟
ج- أولاً التسوية قدرة وليست ضعفاً. ثانيا : هناك مشكل في البلد هذا صحيح لا أحد ينكر ذلك، ولكن لا يوجد مشكل في الوطن، فهناك فرقا بين الوطن وبين الحكومة. قد نستطيع ان نبقى سبعة أشهر بدون حكومة، ولكن لا يمكن أن نبقى يوما بلا وطن. الوطن موجود وهو وطن واحد رغم كل من يخطر على باله بأن يجعله أوطاناً، وهذا حصل كثيرا في العام 1976 ولكن تبين ان كل هذا هو أوهام. الوطن أمر جدي لا يمكن لكل طائفة تقرر أن تعمل وطن تستطيع ذلك، هي تقرر أن تقول انها تريد ان تعمل وطن، ولكن في النهاية لا تستطيع إلا ان تلجأ للوطن الذي هو للجميع. هناك مشكلة في النظام هذا صحيح، ولكن لا توجد مشكلة في الوطن.

س- وماذا عن الصيغة؟
ج- النظام هو الصيغة فهذه مسألة وتلك مسألة، النظام رغم الكلام الذي نسميه تسوية، ولكن هو طبيعة شجاعة أن تُنتج تسوية ، هناك تسوية تعطي الناس ما تستطيعه هذه الصيغة من اعطائهم، هذه الصيغة أعطت.

وبالعودة الى ما قالته الصديقة سكارليت، لا يجب المبالغة بأحجام الأمور التي تحصل من حولنا، سوريا دولة تتأثر بمحيطها، ومصر الدولة العظمى تتأثر بمحيطها، والسعودية الدولة الأغنى تتأثر بما حصل في العراق، وبالتالي نحن لسنا استثناءاً إذا تأثرنا بما حصل من حولنا، لأن هذا الأمر طبيعي. هناك إمكانية للتعامل مع هذا التأثير بكرامة وصلابة ورصانة، وهناك إمكانية للتعامل مع هذا التاثير باستسلام ، و”بالبهدلة” وبصورة بشعة، وأنا أرجّح أن ما سيحدث في العلاقات اللبنانية- السورية هو الإمكانية الأولى، ليس صحيحاً اننا لا نستطيع إقامة علاقات رصينة، أو أن نناقش بشكل رصين قضايا محقة لنا، وليس صحيحاً ان هناك من أعطى هدية في الإنتخابات، الهدية السورية هي عدم التعطيل، وبالتالي لا يمكن مقارنة عدم التعطيل بالتسهيل.

حداد- هناك إجماع لبناني كلامي على رفض التوطين، ولكن لم نلمس شيئا جديا ، هناك من يقول انه يريد وضعها في الدستور، فإذا وضعنا ذلك في الدستور هل يصبح ذلك ضمانة؟
الاستاذ نهاد- طبعا وإلا ما هي ضمانتنا؟ لو اننا لم نكن نعيش في بلد مازالت فيه بقايا دستور على الأقل.

حداد- عندما تقول بقايا دستور ، هذا يعني ان هناك جزءا كبيرا من الدستور لا يطبّق؟
الاستاذ نهاد- أنا أقول هناك أزمة سياسية جدية في البلد، لكنها ليست أزمة وجود ولا أزمة مصير، إنها أزمة سياسية مررنا بأصعب منها وتجاوزناها. رشيد كرامي رحمه الله، أمضى سبعة أشهر دون تشكيل حكومة ولم يذهب الوطن، بل بقي الوطن، حصل خربطة في الوضع السياسي هذا صحيح، ولكن الوطن بقي.

لقد قلتِ ان المعارضة لا تشارك في حكومة بدون ثلث معطّل ، أنا سأتجرأ وأقول انه لن تشكل حكومة إلا دون ثلث معطّل، ليس بالقوة بل بالرغبة والتوافق وبالتفاهم، هذه المسألة المتعلقة بإيجاد منطقة توازن عند رئيس الجمهورية هي التي ستتحكم في شكل الصيغة الحكومية المقبلة، لن يكون هناك ثلث معطّل لا ظاهر ، لا مباشر ولا مداور ولا نسبية. الأكثرية تقول تريد 17 والجنرال عون يطالب بالنسبية وآخرين بالثلث المعطّل، ولكن هذه ليست حقائق، هذه مطالبات، وعندما يتخلى الأطراف الثلاثة عن مطالباتهم، وعندما لا تكون هناك أكثرية لاغية أمر طبيعي جداُ أن لا يكون هناك ثلثاُ معطّلاَ.

حداد- لكن ستكون هناك أكثرية مُبطنة ، مثلا الوزير الياس المر من حصة مَن تعتبره؟
الاستاذ نهاد- أنا أعتبره من حصة رئيس الجمهورية.

حداد- ولكن هناك من يعتبره قريبا من 14 آذار؟
الاستاذ نهاد- أعتقد أنني أعرفه أكثر من غيري، هو شخص من حصة رئيس الجمهورية وإلتزم سياسيا بكل مواقف رئيس الجمهورية منذ اللحظة الأولى.

حداد- لكنه يحظى بثقة الموالاة ومقرّب منها؟
الاستاذ نهاد- ماذا تعني بالمقرّب؟.

حداد- يعني انه يتعاطف معهم؟
الاستاذ نهاد- أنا أعتقد انه يتعاطى معهم، لا يتعاطف معهم، وأنا أستطيع أن أتحدث عن تجربة شخصية أثبتت لي انه لا يتعاطف إلا مع موقف رئيس الجمهورية.

حداد- هل يمكن أن توضح لنا هذا الأمر؟
الاستاذ نهاد- لا أريد فتح ملفات، لكن بالتأكيد موقع الوزير الياس المر السياسي والتزامه السياسي هو عند رئيس الجمهورية ، له علاقات مع الآخرين هذا صحيح، وهو له علاقة مع آخرين في المعارضة ومع الموالاة.

حداد- أنا أعتقد ان الوديعة في الحكومة ستكون عند رئيس الجمهورية، أي أشخاص مقرّبين من هذا الطرف وذاك الطرف ، ولكن يلتزمون أما بالمعارضة وإما بالموالاة بالأمور المصيرية، ويلتزمون مع رئيس الجمهورية في كل القرارات العادية؟
الاستاذ نهاد- ياست سكارليت، ليس هناك من ودائع، ولو كانت موجود لكنا شكلنا الحكومة منذ 15 يوما، ليس هناك من ودائع عند أحد وليس هناك من ثلث معطّل مُخبأ ولا أكثرية مُخبأة.

حداد- ربما تكون أنت الوزير الملك الذي يُحكى عنه؟
الاستاذ نهاد- أنا ملتزم “كتلة المستقبل” علناً وصراحة ، وأنا لا أترشح للإنتخابات على لائحة ثم أغيّر موقفي.

حداد- هل تحضر اجتماعات الكتلة؟
الاستاذ نهاد- طبعا، عندما يكون هناك اجتماعا أحضره بالتأكيد، وأعتقد انك تسألين عن 14 آذار ، أنا لم أجتمع مع 14 آذار.

س- من بقي من 14 آذار؟
ج- الكل باقون، أنت تتحدث وكأن بقاءهم أو عدم بقائهم خيار ، هذا غير صحيح، لأن من مصلحتهم أن يستمروا في جسم سياسي كبير.

س- البعض يرى ان مصلحة وليد بك الإنسحاب من 14 آذار؟
ج- مصلحة وليد بك ان يبقى في 14 آذار، وسيبقى وليد بك في 14 آذار وسيتمثل في الحكومة كـ14 آذار، وسيمارس دوره السياسي في 14 آذار، وليد بك يريد جر 14 آذار الى التسوية، وليس الإنفصال عنها الى مكان آخر. وليد بك يريد جر 14 آذار الى مكان حيث الطرفان يتفاهمان وهو يقول ذلك علنا،ً ولا يجب أن نفهم ان حركته إنفصالية، هو يقول يجب ان نلتقي على نقاط وسط، هذه النقاط الوسط يجوز الإتفاق عليها أو عدم الإتفاق عليها، ولكن هذا لا يعني انه سيترك 14 آذار، لأن من مصلحة وليد بك البقاء في 14 آذار ومن مصلحة “الكتائب” و”القوات” البقاء في 14 آذار ومصلحة “المستقبل” البقاء في 14 آذار، هذه مسألة تتعلق بالمصالح وليس بالعواطف.

س- ما هي الصيغة المتداول بها الآن للحكومة؟
ج- لا يوجد سوى صيغة واحدة هي لا أكثرية لاغية ولا ثلث معطّل، لأنها الصيغة الطبيعية المنطقية، وبالتالي لا يوجد شيء مُضمر عند رئيس الجمهورية لصالح المعارضة أو لصالح الموالاة.

أنا أعدك من هنا على التلفزيون، أي حكومة فيها ثلث معطّل مُضمر أو علني سأكون مُعارضا لها.

حداد- على حد علمي ان الاستاذ نهاد يجتمع مع 14 آذار؟
الاستاذ نهاد- لم يحصل سوى اجتماع واحد منذ الإنتخابات حتى الآن، يعني بصفتي نائب لم يحصل سوى اجتماع واحد ، وللحقيقة لخطأ شخصي لم أحضره، وعلى كل الأحوال حتى لو لم أحضر أنا مُلتزم رأي الكتلة ، بصرف النظر عن حضوري أو عدم حضوري ، الموضوع ليس موضوع المكان لأني أفضل المكان أن يكون مجالاً للبحث وللتشاور، وأعتقد ان حجم الإجتماع الموسّع لا يسمح بالتشاور.

حداد- لكن لم نسمع انك تتشاور مع مسيحيي 14 آذار، إنما نسمع انك اتصلت بوليد بك وبـ”كتلة المستقبل”؟
الاستاذ نهاد- أنا معروف عني سابقا اني كنت من زوار الجنرال عون ومن زوار الدكتور جعجع، بمعنى اني كانت كاتبا سياسيا، وكان من الضروري وبطبيعة عملي أن أسمع رأيهم ، ولكن بعد الإنتخابات أنا لم أقابل أحد، ولكن أنا اتصلت بوليد بك بسبب تصريحه زائد ان الإنسان تكون له علاقات شخصية منفصلة عن التطور السياسي، وهذه العلاقة تبقى ولا تتغير. وإلا كانت علاقتي تغيّرت بالجنرال ، أنا لم أقبل أن تتغير في أصعب من هذه الظروف، لأن هذه مسألة لا تتعلق بموقفي السياسي أو موقفه السياسي، نستطيع أن نختلف بالسياسة ولكن نستطيع أن نتحدث مع بعضنا البعض.

س- أين المشلكة في تأليف الحكومة هل مع مسيحيي الأكثرية، أم مسيحيي الأقلية؟
ج- إذا نظرنا الى نتائج الإنتخابات بشكل واضح في كثير من الدوائر المختلطة أو التي يطبع عليها اللون الواحد، نجد ان هناك إنقساما مسيحيا حادا 48- 52 أو 49-51 أو 50-50 يرى البعض انه يعبّر عن مشكلة ، أنا برأيي ان هذا يعبّر عن ان هناك حرية حركة، وهناك ناس مع وناس صد يتصرفون استنادا الى هذه الحرية.

س- لماذا أنتم ضد النسبية التي يتحدث عنها العماد عون؟
ج- عندما نريد ان نشكّل حكومة على أساس النسبية، يجب أن نكون قد أجرينا الإنتخابات على أساس النسبية، لأنه لا يجوز أن تكون النسبية في مكان ومرفوضة في مكان آخر. وهذه الإنتخابات تمت على أساس قانون عجوز منذ العام 1960 لم تكن الناس تراه معبّرا عن طموحاتها فكيف الآن؟.

س- الجنرال عون يقصد بالنسبية 55 بالمئة و45 بالمئة نتيجة الإنتخابات؟
ج- ما يحصل الآن هو صيغة تسوية مركّّبة تقوم على ان الأكثرية لا تحصل على أكثرية لاغية، والأقلية لا تحصل على الثلث المعطّل. قد تقول ان الأكثرية لا تستطيع أن تحكم بمفردها، أنا أقول لك انه لا يجب أن تحكم بمفردها. وأنا أذكر في هذا الاستوديو قلت بضرورة أكثرية الثلثين في إنتخاب رئيس الجمهورية حتى لو كان الدستور لا يقول بذلك، لأنه لا يجوز أن يكون إنتخاب رئيس توافقي بعد الطائف ، إنتخاب حاد وإنقسامي على قاعدة النصف زائدا واحد بصرف النظر عن رأي كل القيادات في ذلك الحين.

س- ما هي حصة العماد عون في هذه الحالة؟
ج- أنا لم أفكر ولا مرة بالأعداد، فعندما نتفق على العنوان الرئيسي تصبح الحصص والأعداد تفاصيل، قد يختلفون على الحقائب، ولكن الأعداد تصبح تفاصيل.

هناك تركيبة قائمة على تأمين الإستقرار واستمرار الحوار بين الأقلية والأكثرية ، هذه التركيبة في جزء كبير منها بقرار لبناني وبجزء أكبر قرار عربي ودولي، ولكن هذا الأمر يبحث عن الإستقرار. لا أعتقد ان احدا يبحث عن عنوان اشتباك، بل البحث هو عن عنوان تفاهم لأسباب عربية ولضرورات لبنانية وضرورات دولية ، فأي رئيس حكومة يجب أن ينجح، عليه أن يبحث عن وسائل استقرار، وجزء من وسائل الإستقرار أن تكون علاقته بالمعارضة طبيعية، وأن يفكروا بالتوصل الى حلول للأزمات الكبيرة، وهناك ضرورة أن تكون العلاقة السورية- اللبنانية طبيعية تتدرج نحو الأحسن، لكن أن يذهب رئيس الحكومة الحائز على ثقة مجلس النواب بصفته ممثلاُ لجميع اللبنانيين وليس ممثلاً لجهة دون أخرى، وهذا هو الأمر الطبيعي.

حداد- نجد اليوم فجأة ان الجميع يحبون رئيس الجمهورية ويريدون اعطائه حصة في الحكومة ، فقد وعدته سابقا الموالاة بكتلة برلمانية ولم يحصل ذلك، أيضا وعدوه بإعطائه سبعة وزراء وقبل ذلك تحدثوا عن صيغة 10+10+10 وبعدها 7+13+10 لذلك لا يجب أن تبقى رئاسة الجمهورية تحت رحمة فئة من اللبنانيين؟
الاستاذ نهاد- أعتقد ان سكارليت ذهبت بعيدا بأرقام وبتفاصيل لا تقرر بمسألة رئاسة الجمهورية، وأنا لا أعرف من وعد رئيس الجمهورية بـ10+10+10 أو 13+7+10 أنا قرأت ذلك بالصحف ، لكني لم أعتبر ان هذا الكلام جديا.

حداد- ألم تعده الموالاة بكتلة برلمانية وسطية؟
الاستاذ نهاد- إذا دخلنا في التفاصيل، أنا أقول ان الرئيس بري هو الذي اقترح 10+10+10 لكن ليس هذا أساس الحوار، فأساس الحوار انه هل هناك قرار استراتيجي بأن يكون موقع رئاسة الجمهورية هو موقع توازن، وأن يكون في الأزمات السياسية عامل توازن وطمأنينة للبنانيين؟ نعم هذا هو القرار. كيف يتم تنفيذ هذا القرار؟ هناك عدّة صيغ مطروحة للبحث، هذا أولاً، ثانيا المقارنة بين الرئيس الحالي والرئيس السابق ظالمة للرجلين، الرئيس السابق كان في موقع اشتباك سياسي كبير مع قوى سياسية كبرى في البلد، أما الرئيس الحالي فقد انتخب بظروف شبه طبيعية، وهو رئيس يعطي الإنطباع منذ اليوم الأول، ويحاول معظم الأحيان أن ينجح وفي بعض الأحيان لا ينجح، بأنه رئيس وفاقي بين مختلف الأطراف المختلفة في ما بينها.

س- ماذا تعني رئيس وفاقي، فإذا وصلوا الى حائط مسدود ما هو دور رئيس الجمهورية في هكذا حالة؟
ج- دور رئيس الجمهورية بكل التعديلات الدستورية المطروحة، عندما تصل الأمور الى الحائظ المسدود ، ايضا لا يستطيع القيام بأي شيء. رئيس الجمهورية قبل الطائف كان عنده كل الصلاحيات ، ولكن لم يستعملها لأنه يعرف التوازنات في البلد.

س- ما هو المطلوب كي يتمكن أن يمارس دور الحكم؟
ج- أولاُ الصيغة المطروحة بأن تضع عنده الكتلة الوزارية التي تقرر، سواء باتجاه رأي المعارضة أو باتجاه رأي الموالاة.

س- بالنص؟
ج- أنا أتحدث عن تشكيل الحكومة، هذا لا يمكن أن يكون في النص، لأن النص شيء آخر. أنا في حديث مع سكارليت قلت أنني من دعاة وسأعمل على دراسة جدية وعميقة لمسألة صلاحيات رئيس الجمهورية.

رئيس الجمهورية بعد الطائف هو رئيس وفاقي بطبيعة انتخابه وبطبيعة دوره، وبالتالي ليس محسوبا على جهة دون جهة أخرى. الرئيس السابق كان مشكلة ولم يكن وفاقيا، أما الرئيس الحالي فحتى الآن يحاول أن يكون وفاقيا.

أنا أعتقد ان هناك قرارا مُتخذاً عند معظم الناس المعنيين بالقرار، بأن الكتلة الوازنة تكون عند رئيس الجمهورية، وقد تصوّت هذه الكتلة في مشروع ما الى جانب رأي الأكثرية وفي مشروع آخر تصوّت الى جانب رأي الأقلية.

س- هل سيكون ذلك بالعرف او بالنص؟
ج- هذا أولاً لا يمكن وضعه في النص، ولكن لماذا علينا أخذ هذه النقطة فقط. أنا شخصيا من دعاة دراسة معمقة وجدية لتعزيز صلاحيات رئاسة الجمهورية، باعتبارها الموقع الذي يستطيع أن يكون منطقة توازن واستقرار، عندما يكون هناك حدّة بالإنقسام السياسي، وبذات الوقت هذا التوازن والإستقرار جزء منه طمأنة المسيحيين.

نحن متفقون على الهدف، ولكن نناقش الأسلوب، وهذا الأسلوب غير موجود الآن، لذلك دعنا نقول أولاُ هل هناك توافق استراتيجي ومبدئي على أنه يجب تعزيز صلاحيات الرئيس؟ الجواب نعم، فكل الأزمات التي مررنا بها منذ العام 1990 حتى الآن أثبتت انه يجب أن يكون هناك ضرورة مُلزمة بأن يكون التوازن عند رئاسة الجمهورية.

س- برأيك هل سيحصل إجماع على ذلك؟
ج- بتقديري ان هناك جزءا كبيرا من العقل السياسي المقرر في البلد، ذاهب في هذا الإتجاه.

حداد- أنا أخاف من ان يكون هذا الإكتشاف المفاجيء لهذه الضرورة موجّه ضد ميشال عون، بمعنى ان لا يكون هناك زعيما مسيحيا قويا، وان نضع بالمقابل رئيس الجمهورية المسيحي القوي؟
الاستاذ نهاد- أنا أتحدث عن نص رئاسة الجمهورية باقية وكل الأشخاص زائلون سواء أنا أو غيري أو الجنرال أو فلان، أنا أتحدث عن موضع ثابت ودائم وليس عن أفراد، مثلا بعد خمس سنوات أو أقل الجنرال سليمان سيرجع الى بيته ولن يحمل معه تعزيز الصلاحيات التي ستبقى للرئيس الذي سيخلفه.

حداد- أنت تفترض أن تعزيز صلاحيات الرئيس سيتم؟
الاستاذ نهاد- أنا أتحدث عن قراءاتي لهذا الأمر. هناك خوف صحيح ويحق لكِ أن تقلقي ولكن لا يحق لكِ اعتبار المسعى مقصود فيه الجنرال عون.

دعيني أقول لكِ لماذا الجنرال عون ليس هو المقصود، فإذا كان الجنرال عون هو المقصود في هذا الموضوع، كان يجب أن يكون ذلك بعد انتخابات الـ2005 عندما حصل على 70 بالمئة من أصوات المسيحيين. أما الآن عندما ننظر الى نتائج الإنتخابات ونجد ان الأصوات المسيحية مقسومة نصف بنصف في 90 بالمئة من الدوائر، فهذا لا يعني ان المسعى هو ضد فلان أو فلان، لذلك يجب أن لا نبالغ ، فالزعامات والإنتخابات تحصل كل أربع سنوات حسب النص الدستوري، أما رئاسة الجمهورية فتبقى حيث هي.

لقد عشنا منذ سنة 1990 حتى العام 2005 على ترجمة سورية للطائف لم تكن متوازنة، ولم تكن عادلة ولم تكن على الأقل سبب لاستقرار الحياة السياسية.

حداد- يا استاذ نهاد أيضا لا يمكن إغفال كل الحقائق، سنة 2005 ربح ما يسمى تسونامي ميشال عون في المناطق المسيحية 70 بالمئة، ولكن بدأت الحرب عليه منذ ذلك الوقت ووصلنا الى العام 2009 في الإنتخابات وحصلت ضده حرب كونية كما يقول؟
الاستاذ نهاد- ألا نعترف أنا وأنتِ بنتائج الإنتخابات؟.

حداد- إذا كنا نعترف بها فهذا لا يمنع ان نحللها؟
الاستاذ نهاد- عندما كانوا مختلفين معهم ومازالوا، ولكن عندما وصل الخلاف الى حده الأقصى لم يتكلم أحد عن تعزيز صلاحيات الرئيس.

حداد- لأنه في ذلك الوقت كان هناك رئيس جمهورية آخر، ولم يكن أحد يهتم بتعزيز صلاحياته؟
الاستاذ نهاد- الرئيس يأتي ويذهب أما الرئاسة فتبقى، نحن نتحدث عن ثوابت وليس عن أفراد. الرئيس سليمان اخلتفت الأكثرية معه في عدّة محطات ومنها 7 أيار ، ولكن هذا لم يمنع ان يقولوا ان هناك ضرورة لتعزيز صلاحيات الرئيس، لإيجاد توازن عندما يحدث إنقسام سياسي حاد في البلد كالذي نعيشه اليوم.

حداد- تعزيز الصلاحيات الرئاسية مطلب العماد عون، ولكن الموالاة تعتقد انها بهذه الطريقة تقوي الرئيس سليمان على حساب الجنرال عون، وأقصد بالموالاة “كتلة الأكثرية”؟
الاستاذ نهاد- أتمنى عليكِ مخاطبتي بصفتي، لأن هذه مسألة تحدث عنها شخصان فقط حتى الآن، وليد جنبلاط مع حفظ الالقاب وأنا، فلا يعقل ان نقول ان هناك مؤامرة لتعزيز صلاحيات الرئاسة بمواجهة الجنرال عون، ماذا سيفعل بتعزيز صلاحيات الرئاسة للمواجهة؟ هل سينتظر الإنتخابات القادمة بعدما يكون قد ترك الرئاسة؟.

حداد- في الإنتخابات القادمة يكون مازال في الحكم؟
الاستاذ نهاد- ولكن كم يوم يتبقى له ، يجب ان نتحدث وقائع.

حداد- يكون يحضّر لخليفته؟
الاستاذ نهاد- هذا لا يعقل هذه ليست سياسة ، هذا كلام نكايات، وهذه النكايات موجودة ، ولكن لا تغيّر الأساس .

بعد مداخلة لسكارليت حداد حول مسألة التوطين.

الاستاذ نهاد يقول- أنا أعتبر اننا ناس طبيعيين لدينا دستور نلتزم به، وممكن إتخاذ أي إجراء دستوري آخر، سواء الذي تحدث عنه الرئيس المكلّف زائد أريد أن أضيف ان الرئيس رفيق الحريري هو شخصيا الذي وافق على مشروع أنا أسميه عنصري بعدم تملّك الفلسطيني، لأن التوطين له عنوان واحد وهو التجنيس، وما دون الجنسية لا يوجد شيء اسمه توطين، وقرار التجنيس يتم عبر المؤسسات الدستورية، لذلك أنا أعتبر ان الكلام عن التوطين يحقق غايتين:
أولاً: إثارة موضوع يتفق حوله اللبنانيون، وبالتالي لماذا التأكيد يوميا اننا ضد التوطين.
ثانيا: هناك إهانة للفلسطينيين الذين يقولون قبلنا انهم يريدون حق العودة ، فلماذا القول كل يوم ان هناك مؤامرة تهدف الى التوطين.

س- وإذا حصلت تسوية؟
ج- لا يوجد شيء اسمه “إذا” أنت عندك مؤسسة حتى إشعار آخر منذ الإستقلال حتى اليوم هي التي تقرر بالسياسة.

س- لكن إسرائيل لا تقبل؟
ج- ليست هي المرة الأولى التي لا تقبل فيها إسرائيل بشيء، وليست المرة الأولى التي يحصل فيها أمر بغير رضاها، لذلك دعنا لا نبالغ بالقول ان إسرائيل تريد هذا الشيء، فهذا يعني انه سيحدث.

س- هذا يعني ان السلاح هو رادع؟
ج- السلاح ضرورة وواجب وسيبقى موجودا طالما هو سلاح موجّه ضد إسرائيل، فبالتأكيد هو في ميزان القوى اضافة للوضع اللبناني، فإذا كان هناك بعض الناس اعتقدوا من أربع سنوات حتى اليوم انهم يستطيعون تغيير هذه المعادلة ، فهذا لا يعني ان المعادلة غير صحيحة، هناك مبالغات بأن الضمانات الكلامية لا تكفي، نحن دولة قائمة على تصويت مجلس النواب، على بيان وزاري، ولا توجد ضمانات أعلى من البيان الوزاري، لأن هذا مُلزم لمجلس النواب الذي صوّت عليه، وللحكومة التي تنفذه. إذاً هذا أعلى مستوى طبيعي من الضمانات.

أيضا هناك ضمانات عربية وأوروبية جدية بأن لا يتعرض أحد لهذا السلاح لا من قريب ولا من بعيد، لأنهم يعرفون انه إذا تعرّض هذا السلاح لأي شيء، فهذا يعني تعريض استقرار البلد لمشكلة كبيرة، لذلك يجب أن نرى الأمور كما هي. فمن هي هذه القوى الدولية التي ستأخذ قرارا بالتوطين ويجتمع مجلس النواب اللبناني بكامل أعضائه ويصوّت بالأكثرية على تعديل الدستور لصالح التوطين، وأن يكون هناك حكومة تنفّذ؟ وبالتالي نحن نفترض أمور لم تحدث سابقا بموازين قوى مختلفة، ولن تحدث طالما هناك نصا دستوريا يمنع.

نحن نعيش في الحرب منذ أربعين سنة منها 20 بعد الطائف تم تعديل الدستور خلالها مرة واحدة لصالح التمديد لرئاسة الجمهورية، وأعتبر ذلك جريمة كبرى، فهل يعقل تعديله لصالح التوطين؟ لذلك لا يجب المبالغة بهذا الموضوع، صحيح هو خطر، ولكن تماسك اللبنانيين بوجهه الرسمي والشعبي أكيد. فنحن لا نوافق عى التوطين، والفلسطينيين لا يوافقون والعرب كذلك.

س- والسلاح باقي؟
ج- السلاح باقِ بحكم وظيفته الموجهة ضد إسرائيل، لنكن واضحين، مهمة سلاح المقاومة الرئيسية هي مواجهة إسرائيل في حال إعتدائها على لبنان، أو بموازين القوى التي تمنع فرض التوطين.

س- لكن مسيحيي 14 آذار لا يتكلمون كما تتكلم الآن؟
ج- أنا أعتقد انه عندما توصلوا في الحوار الى نتيجة عنوانها الاستراتيجية الدفاعية ، هذا يعني انهم وافقوا على المبدأ والبحث يتم الآن في التفاصيل. لذلك دعنا من كلام الإنتخابات ولا ننسى ان كل ما نسمعه منذ سنة حتى اليوم هو كلام إنتخابات من كل الناس.

س- لكن الحملة التي قمتم بها كانت كبيرة مثل “لن يرجعوا والسما زرقا” الى غيره من الشعارات؟
ج- هل هذه وقائع، هذه سياسة انتخابية ، وغيرهم قال أكثر مما قالوه ، دعنا لا نبالغ.

حداد- ولكن هذا الأمر غير مسموح لهذه الدرجة ، فلو كانت هذه سياسة انتخابية فقط فمن المفترض وجود حس وطني يمنع ذلك؟
الاستاذ نهاد- أنا مستعد للمساءلة القانونية وليس للمساءلة الشخصية، فإذا كان هناك من عنده مساءلة قانونية حول هذا الموضوع فليتفضل ، لأن هذه مسألة ليست للتشهير ، هذه مسألة للمساءلة ، فإذا كان هناك مخالفة أنا كمواطن لبناني أستطيع التقدّم بشكوى لوزارة الدخلية ، وأنا عندي ثقة بأن وزير الداخلية الحالي أو أي وزير داخلية آخر مُلزم بسبب حرية الرأي في لبنان، أن يأخذ هذه الشكوى بعين الإعتبار.

سلاح المقاومة تم التوافق عليه تحت عنوان الإستراتيجية الدفاعية ، والبحث الآن هو في كيفية تطبيقه وليس بنزع السلاح، أنا لم أعد أسمع كلمة نزع السلاح من أحد.

س- لكن الشعارات على البانويات كانت تتحدث عن الشرعية والدولة الواحدة، وليس الدولتين ، والآن الخطاب تغيّر؟
ج- بالتأكيد الخطاب تغيّر بعد الإنتخابات، ليس عندنا فقط بل عند الآخرين.

س- لكن هذا التغيير كان يجب أن يتم قبل الإنتخابات؟
ج- هذا رأيك ورأيي ورأي سكارليت، ولكن الذين يعملون الإنتخابات لا يفكرون مثلك.

حداد- لكن الناس انتخبت على أساس هذه الشعارات؟
الاستاذ نهاد- ليس في هذه الشعارات نص واحد يتعلق بسلاح المقاومة، ولا يوجد نص يتعارض مع سلاح المقاومة أو يطالب بنزع سلاح المقاومة أو يدين سلاح المقاومة.

لذلك دعنا نبقى في مكاننا الأساسي، التوافق على عنوان الإستراتيجية الدفاعية يُلزم الجميع بالتنسيق حول بقاء السلاح وأي صيغة تبقيه، فليس من الطبيعي أن يكون السلاح أما لاغيا للدولة وإما على الدولة، إنما ممكن أن يكون سلاح من أسلحة الدولة للتفاوض ، وممكن أن يكون سلاح من أسلحة الدولة بانتظار الأمور، ولا يعقل أما أن نأخذ السلاح الى المكان الخطأ أو أن نكون ضده. نحن نريد السلاح من ضمن تفاهم، لأن الناس لا تعيش بنظام المقاومة، بل في نظام اسمه الدولة، لذلك كل البحث الذي يتم الآن هو كيف يكون هذا السلاح جزء من حاجة الدولة، ومن أدوات الدولة، أو جزء من أدوات التفاوض عند الضرورة، ولكن هذا لا يعني ان السلاح دولة والدولة لها دولة أخرى.

حداد- أنتم وصلتم الى النيابة على أساس هذه الشعارات؟
الاستاذ نهاد- لا أعتقد ان الشعارات هي التي عملت الإنتخابات.

س- ولكن لماذا هذه الملايين من الدولارات التي صُرفت؟
ج- أنا لست من هذا الرأي ، وعلى كلٍ أنا مرشح في الدائرة الثانية وكل الناس تعرفني.

س- لكن أنت نجحت بالتزكية؟
ج- كلا ليس بالتزكية.

س- تقريبا بالتزكية؟
ج- ولا تقريبا، وأنا لا أريد العودة الى هذا الأمر, ولكن أنا لم أنجح لا بالتزكية ولا بشبه تزكية ولا بملايين الدولارات.

حداد- لم تفز بالتزكية صحيح ، ولكن بمعركة غير متوازنة؟
الاستاذ نهاد- هذه هي طبيعة الناس، ومن قال انها غير متوازنة، هل تعرفين نسبة الأصوات في الدائرة؟ لو كنت تعرفين لما قلتِ غير متوازنة.

سكارليت- كلا لا أعرفهم ولكن أنت تعرف؟
الاستاذ نهاد- النسبة كانت كالتالي 29 ألف صوت سني، 25 ألف صوت شيعي، 13 ألف صوت مسيحي، 33 ألف صوت أرمني، وبالتالي الإنتخابات كانت متوازنة وزيادة.

حداد- أنا أتحدث بالتوازن السياسي كان هناك توازنا سياسيا؟
الاستاذ نهاد- برأيي ان التوازن السياسي في الدائرة الثانية كان غير متوفر وغير موجود، وما حصل انتخابات طبيعية ربح فيها ناس وخسر فيها ناس.

س- ماذا تقصد ببيروت آمنة ، هل بيروت منزوعة السلاح؟
ج- بيروت آمنة، يعني مدينة فيها كل الناس يريدون أن يعيشوا حياة آمنة. ما قصدته ببيروت آمنة، هو أن تكون بيروت بداية لمنطقة لا يكون فيها غير السلاح الشرعي، وسلاح المقاومة في وجه إسرائيل غير المرئي، وأن يأخذ الجيش دوره الطبيعي.

س- هل تقصد بيروت الإدارية؟
ج- نستطيع أن نبدأ بيروت الإدارية أو بيروت الكبرى. أنا أتحدث عن بيروت آمنة لكل الناس وليس لناس دون ناس، وأنا أتحدث عن سلاح محدّد ، سلاح الشرعية وسلاح المقاومة في وجه إسرائيل، أما أي سلاح آخر فلا يجب أن يكون موجودا، ولا أعتبره شرعيا ولا شريف حتى.

حداد- سلاح كل الأطراف؟
الاستاذ نهاد- طبعا من كل الاطراف ، وأنا أقول إذا كان لـ”تيار المستقبل” سلاحا فإنه أول سلاح مطلوب أن يُسحب.

بيروت آمنة خيّرة ومُحبة، فيها فرص لكل الناس وتعليم لكل الناس وطبابة لكل الناس، فهل كثير عليها أن نقول بيروت آمنة بدون أن نقول منزوعة السلاح، أنا لا أقول منزوعة السلاح، يبقى سلاح المقاومة في وجه إسرائيل الذي بطبيعة الحال لن يقيم حاجزا على الطريق أو يقف تحت البناية، وأنا أطلب أن يسترد الجيش دوره الطبيعي بحماية المواطنين من الإعتداء عليهم.

حداد- هل ستكون وزيرا للإعلام في الحكومة المقبلة أم لا؟
الاستاذ نهاد- أولاً أنا لا أقرر، وثانيا لم يتكلم معي أحد بهذا الموضوع، ولم أطلب من أحد، وبالتالي لماذا هذه الإفتراضات؟ أنا أريد أن أقول ان مسألة تشكيل الحكومة مُعقدة بما فيه الكفاية لكي نبدأ البحث بالأسماء او الحقائب، لذلك دعنا ننتهي أولاً من الصيغ.