ماذا يقول العاهل السعودي في طهران؟

مقالات 25 يونيو 2007 0

تهبط الطائرة الملكية في مطار مهراباد الدولي. تتقدّم ببطء نحو المكان المخصّص لوقوفها. يتحرّك باتجّاهها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد محاطا بوزير الخارجية منوشهر متكّي ومسؤول الامن القومي علي لاريجاني. لا يظهر من نوافذ الطائرة وجه يعرفه الايرانيون. لا الملك عبد الله بن عبد العزيز ولا وزير خارجيته الأمير سعود الفيصل ولا مسؤول الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان.
انها الزيارة الاولى لعاهل سعودي منذ قيام الثورة الاسلامية في ايران وسقوط نظام الشاه في العام .1979
تتسّع الابتسامة على وجه الرئيس نجاد وهو اصلا خبير في الابتسام خاصة حين يرى فلاشات المصوّرين تلمع في وجهه. فقد عاش ليرى ملك المملكة العربية السعودية الحليفة للنظام العراقي السابق في حربه ضد إيران، قادما ولو بصراحته المعهودة ضيفا على ايران الثورة. متّكي ولاريجاني يحافظان على هدوئهما بينما سلّم الطائرة يلتصق بباب الخروج منها. يطلّ الملك عبد الله بقامته المديدة، يتقدّمه على الدرج مدير المراسم السعودية محمد الطبيشي. يلحق بالعاهل السعودي الأميران سعود الفيصل وبندر بن سلطان وبقيّة أعضاء الوفد.
لم تكن الزيارة مدعاة سرور للرئيس الايراني فقط، بل هي ايضا تسبّبت بمفاجأة للرأي العام العربي، لم يفهم مغزاها ولا توقيتها حتى الآن. اذ لا يمكن حصر معنى الزيارة الملكية بأنها رد لزيارة الرئيس نجاد الى السعودية منذ اسابيع. ولا يمكن رؤية تغيرات في الموقف الايراني سواء في لبنان او العراق او فلسطين تبرّر مثل هذه الزيارة. خاصة ان العاهل السعودي كان قد قام بجولة اوروبية عربية في الاسبوعين الاخيرين فزار بعد المغرب، اسبانيا وفرنسا ومصر والاردن.
ولا أحد يعتقد انه سمع ما يشجّعه على القيام بزيارة طهران. ففي غزة الفلسطينية قام مقنّعو حركة حماس بتصدير صور الى الاعلام الخارجي عن إمكان قيام بعض التنظيمات الفلسطينية بأبشع ما يمكن القيام به تجاه البعض الآخر وتجاه الرمز الأصدق لهذا الشعب اي الزعيم ياسر عرفات والذي كانت تتهمّه اسرائيل بأنه يتبع سياسة الباب الدوّار تجاه معتقلي حماس ، فما ان يدخلوا من الجانب الأيمن للباب حتى يخرجهم من جانبه الأيسر.
حقّق مقنّعو حركة حماس وصف الروائي الشهير اوسكار وايلد القائل: أعط الرجل قناعا وسوف يقول لك الحقيقة .
هذا مع العلم ان المتداول من المعلومات في الأوساط الدبلوماسية العربية أن القيادة السعودية كانت على علم بمثل هذا التطوّر في غزة وتشاورت مع المصريين، فكانت النصيحة السعودية المصرية لقيادة فتح المتوسّطة هي مغادرة قطاع غزة.
كذلك في لبنان، حيث فشلت الوساطة العربية بتحقيق الحد الأدنى من مقوّمات الاستقرار الحكومي وضمان إجراء انتخابات رئاسية في موعدها الدستوري، بينما أصوات القذائف في شمال لبنان تصدع رأس العالم العربي، من كثرة تنوّع جنسيات المنتمين لحركة فتح الاسلام والمنتظرين دورهم في القتال الى جانبها في مباني مدينة طرابلس، التي باتت تتغلّب فيها رائحة البارود على رائحة زهر الليمون المشهورة بها عاصمة الشمال.
أما في العراق حيث قدّم مجلس النواب تنازلا كبيرا بعد جهد أميركي وضغوط متنوعة فقرّر تقليص إجازته الصيفية من شهرين إلى شهر واحد لبحث القوانين المتعلّقة بتوزيع عائدات النفط على المناطق العراقية حسب حاجتها وليس حسب عدد سكانها او مذهبهم الديني. الخطوة الاولى في القرار هي عودة الى ما سبق، فقد قرّر المجلس بأكثريته تخصيص 17 بالمئة من الدخل النفطي الى اقليم كردستان دون الاستناد الى دراسات عن الحاجات المطلوبة للاقليم ودون احصاء سكانّي يوضّح اسباب تخصيص مثل هذه النسبة. المهم انه بمثل هذه الخطوة تتشجّع المناطق او المحافظات الاخرى بحدودها الادارية على المطالبة بالمعاملة بالمثل مع اقليم كردستان. فضلا عن الاشتباكات والتفجيرات الامنية التي تزداد يوما بعد يوم، موقعة خسائر بشرية جسيمة في العراقيين وفي جنود الاحتلال الاميركي ايضا.
***
هذه الصورة الأمنية والسياسية عن الوضع في مناطق الاشتباك العربي كانت مدار بحث مطوّل بين العاهل السعودي ومعاونيه وعلى رأسهم الأمير سعود الفيصل. الا أن مسؤول الأمن القومي الأمير بندر بن سلطان اضاف الى الاجتماع بندين استراتيجيين، الاول ان هناك مواجهة فعلية بين اتجاهين في الادارة الاميركية.
الاتجاه الذي تتبناه وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس التي تدعو الى الاستمرار في سياسة احتواء الأزمة في العلاقات الإيرانية الاميركية، والتأكيد على اجماع الموقف الدولي من العقوبات التي تفرض تصاعديا على ايران ما دامت مستمرة في التخصيب النووي.
اما الاتجاه الثاني فهو ما يعلنه ويدعمه نائب الرئيس ديك تشيني، الذي يؤكّد انه ما لم تقم القوات الاميركية بضرب ايران عسكريا وإعادتها مئة سنة الى الوراء بسبب الأضرار التي سيتسبّب بها القصف للبنى التحتية النووية وغير النووية. ما لم يحدث ذلك فإن إيران ستصبح مع مرور الوقت الدولة المقرّرة على منابع النفط مهما كان حجم القواعد الأميركية في منطقة الخليج. وأن تحالفاتها مع حزب الله والنظام السوري ستجعلها أكثر قدرة على التأثير في الأمن الاسرائيلي برغم القرارات الدولية التي تتحكّم بالجبهتين السورية الاسرائيلية واللبنانية الاسرائيلية.
لكل من هذين الاتجاهين مؤيدون ومدافعون. الا ان النتيجة حتى الآن هي تأجيل الرئيس الاميركي لخطابه عن حال الاتحاد السنوي منعا لتأييده واحدا من هذين الاتجاهين. فضلا عن انه لا يريد الالتزام بقرارات اميركية محددة تجاه المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية. وهو التزام يساعد الاعتدال العربي في الدفاع عن موقفه، على حد رأي رايس.
البند الآخر الذي أضافه الأمير بندر الى جدول البحث هو ما صرّح به الدكتور محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة، من أن أحدا لا يستطيع قصف المعرفة النووية التي قطع الايرانيون شوطا بعيدا نحو استيعابها. وفي الوقت الذي كان فيه علي لاريجاني مسؤول المفاوضات النووية يجتمع الى خافيير سولانا ممثل الاتحاد الاوروبي في العاصمة البرتغالية في الاسبوع الماضي كانت الارقام تشير الى ان المفاعلات النووية الايرانية توصّلت الى تشغيل 1300 جهاز طرد مركزي، في حين ان انتاج قنبلة نووية يحتاج الى 3000 جهاز طرد من النوع نفسه. مما يوضح دون تردّد ان لا تراجع في حركة الخبراء النوويين الايرانيين في التخصيب.
الأمير بندر يعتبر هذه المؤشّرات وغيرها من تهديد ايراني بضرب القواعد الاميركية في الخليج المتكرر على لسان عدد من المسؤولين الحاليين والسابقين الايرانيين، مؤشرات على تغليب قرار الحرب على الرغبة في الاستيعاب لدى الادارة الاميركية.
البنود كثيرة. اما العنوان فهو واحد للدخول الى المنطقة العربية. فلسطين.
المفاوض الفلسطيني صائب عريقات عاتب نائب وزير الخارجية الايراني السابق محمد لاريجاني وهو شقيق المفاوض النووي علي لاريجاني في الأردن حيث شاركا في ندوة. عاتبه طالبا منه اضافة فلسطين على خريطة المنطقة بدلا من إزالة اسرائيل. وذلك ردا على تصريحات للرئيس الايراني عن ضرورة مسح إسرائيل عن الخريطة.
جرى كثير من العتب في الندوة الأردنية. لكن بدا ان ما قاله عريقات اختصار للخلاف بين النظرتين العربية الرسمية والايرانية الرسمية الى النزاع الرئيسي في المنطقة.
***
دارت كل هذه الافكار في رأس العاهل السعودي وهو ينزل على سلّم الطائرة. الا انها لم تزعج سريرته. فهو يقوم بهذه الزيارة المفاجئة والأولى من نوعها، للبحث في العلاقات بين البلدين بعد تحقيّق الكثير من التقدّم في هذا المجال. لكنه اتخذ قراره بالمواجهة السياسية مع القيادة الايرانية، ناصحا عند الضرورة. مبادرا بقدر ما يستطيع. صريحا بما يعرفه عنه الرئيس الايراني وعلي لاريجاني. مظهرا الحرص على السلامة الايرانية في محيطها العربي وفي حركتها الاسلامية، وفي مواجهتها الدولية.
يعرف العاهل السعودي انه اتخذ القرار الاصعب. إذ كان باستطاعته ترك التطورات تأخذ مداها على الجبهات الايرانية العربية، حتى تحين لحظة الخطر على المشروع الايراني فيأتيه صديقا ملتزما بما يطلب منه.
يستعرض الملك والرئيس حرس الشرف المكتمل العدد والعدة. تلف المحارم البيضاء أعناق جنوده مع مشية الأوزة التي يؤديها الضابط امامه. وهي مشية استعراضية قديمة العهد في إيران.
كان واضحا من طريقة استقبال الملك وكلمات الترحيب التي سمعها والاعلام السعودية المرفرفة على جوانب الطرقات، أن الجانب الايراني يعتبر الزيارة استثنائية ويتعامل معها على هذا الاساس.
الاجتماع الاول بحضور متكي والفيصل وبندر ولاريجاني. بدأ العاهل السعودي الحديث:
سوف ادخل مباشرة في الموضوع. نحن في السعودية نعتقد ان إصراركم على التخصيب النووي في هذا الوقت بالذات يعرّضكم لمخاطر جسيمة لا نريدها لكم. هناك اجماع دولي بدأت سلبياته تتبلور لمواجهة عسكرية معكم. ربما ليس الآن. لكنها على الطريق. لا أفهم لماذا لا تؤجلون التخصيب الى موعد آخر تكون ظروفه السياسية أفضل لنا ولكم. نحن في السعودية نرى فيكم عنصر استقرار في المنطقة. بينما التعبئة جارية على قدم وساق من الادارة الاميركية على عكس ذلك. لماذا لا تستغلون زيادة اسعار النفط لتنمية تحتاجها بلادكم، كما هي بلادنا ايضا. تتذكرون انني قلت في كلمتي التي ألقيتها في القمة العربية وسمعها وزير خارجيتكم إن العراق يعاني من احتلال قوات اجنبية لأرضه. بالتالي هناك نقاط التقاء متعددة بيننا وبينكم في العراق. فإذا بكم مع الاميركيين تدعمون رئيس الوزراء العراقي رغم معرفتكم بعجزه عن ضبط العنف المذهبي حتى لا اقول عنه غير ذلك.
انتم تعلمون ان الاستقرار الايراني مطلب اسلامي قبل ان يكون مطلبا عربيا وحاجة لدول الجوار ايضا. لذلك نحن نحرص على التنسيق معكم في كل ما يحقق استقراركم وأمنكم. اننا راغبون في العمل سويا على تحقيق استقرار عراقي وتفاهم مطمئن لأهل العراق، بصرف النظر عن المشروع الأميركي هناك. ولا أرى حاجة الى القول أن لا فائدة لأحد من انسحاب أميركي أو مفاجئ. فمثل هذا الانسحاب الآن مخالف لأمن العراق واستقرار أهله بعد كل ما اصابهم منذ اربع سنوات حتى الآن .
***
يستمع الرئيس الايراني ولا يقاطع. يكمل العاهل السعودي كلامه، لقد كان بيننا تنسيق سابق في لبنان والحمد لله انه منع الفتنة المذهبية عن المسلمين اللبنانيين. لكن بعد ذلك تجد ان مدنا في لبنان صارت ملجأ ومرتعا لشباب من جنسيات عربية مختلفة يعتمدون لبنان قاعدة لحركتهم في اتجاه العراق. وهم قادمون تهريبا من سوريا. أنا لا احمّلكم مسؤولية ذلك، لكننا نجد في تحالفكم مع سوريا مجالا لضبط هذا الوضع الشاذ. اذ اننا قطعنا الأمل من التفاهم مع سوريا على اي من بنود الاستقرار. نحن لا نريد مواجهة في لبنان ونريد ترك أهله يقرّرون مستقبلهم. لكن لا أحد يستطيع ان ينكر انكم تدعمون حزب الله في لبنان وهو يتصرّف في مسألة الصراع العربي الاسرائيلي وفق رزنامة لا نعرفها ولا نطّلع على بنودها. فلا تتوقّعوا منا قبول مفاجآت من هذا النوع.
نحن نلتزم تسمية الجيش الاميركي في العراق احتلالا ونعلن تعهّدنا بعدم السماح له باستعمال قواعد في أراضينا لضرب إيران. فإذا بفصيل حليف لكم في غزة يعلن انقلاباً على السلطة الوطنية الفلسطينية، التي وافقت على المبادرة العربية بحضور وزير خارجيتكم.
لقد انتهى الزمن الذي تشطب فيه دول من الخرائط. والحرب الشعبية التي تشجّعون عليها في لبنان وفلسطين تكلّف الشعوب هناك ما لا تستطيع تحمّله من مصائب وخسائر. اما اذا كان هناك قرار بمواجهة عسكرية مع اسرائيل فيغبطنا حينذاك ان نطلب منكم المشاركة بالوسائل التي ترونها مناسبة. ليس وحدكم بل كل الدول الاسلامية الراغبة في المساهمة في هذا الواجب.
إن استمرار الوضع على ما هو عليه سيتسبب عاجلا أم آجلا باشتباكات داخلية تطلّ برأسها من الآن في لبنان وفلسطين.
نحن أهل سلام لا استسلام. استقرار لا فوضى. تضامن لا فرقة. أمان لا خوف. إن تعريض القرار الدولي 1701 في جنوب لبنان، ودفع القوات الدولية الى الانسحاب، هو إعلان حرب على الدول المشاركة في القوات. وهي لن تنسحب. الا يكفي لبنان ما يتعرّض له اهله.
هناك من يقول إن ما يحدث في لبنان وفلسطين هو انقلاب على سياسة دول المنطقة. وأنتم متهمون بالمشاركة فيه. فلا تستغربوا ان تصبح المواجهة والتصعيد في وجه سياستكم هما عنوان المرحلة المقبلة. وهذا ما لا نريده. انني أقول هذا الكلام باسم بلادي وباسم دول مجلس التعاون الخليجي والكثير من الدول العربية والاسلامية الحريصة على التفاهم معكم لما فيه خيركم وخير هذه الدول .
***
أعاد الرئيس نجاد الابتسامة الى وجهه وأخذ دوره في الحديث:
نحن نقدّر صراحتكم وصدق مقصدكم والتزامكم الاسلامي الذي يجمعنا وإياكم. وبالطبع لا ننسى موقفكم المشرّف من الاحتلال الاميركي للعراق وحرصكم على استقرار الوضع العراقي لما فيه خيرنا وخيركم.
نحن نتفهّم موقفكم من رئيس الحكومة العراقية. لكن هل ترون ان الوقت مناسب لهذا التغيير حتى ولو كان ضروريا. سوف يأتي الوقت الذي تتغيّر فيه الحكومة دون ان يتسبّب ذلك بخضّات سياسية لا نضمن نتائجها الآن. ويهمني هنا ان اؤكد اننا نرحّب بالتعاون في ما بيننا في العراق وفي اي مكان آخر ترون انه مناسب لنا ولكم.
أما في موضوع السلام فنحن بالطبع طلاب سلام عادل لا نرى إمكانية تحقيقه الآن مع العدو الاسرائيلي للفارق في ميزان القوى الدولي. اسمح لي ان استعمل صراحتكم اسلوبا في الكلام عن هذا الموضوع.
نحن لا نجد أن التوقيت كان مناسبا لطرح المبادرة العربية التي اعلنتم عنها في قمة الرياض. لقد جعلت هذه المبادرة اسرائيل تعتقد ان التطورات تسير لصالحها وهذا غير صحيح. سمعت بالحساسية العربية التي عبّر عنها واحد من أمرائكم تركي الفيصل من ان الموضوع الفلسطيني هو شأن عربي. نحن نرى ان فلسطين عنوان اسلامي لنا كامل الحقوق فيها وعلينا كامل الواجبات تجاهها وتجاه أهلها.
نحن نتفهّم حرصكم على أن لا يكون هذا العنوان باباً للاشتباك الداخلي سواء في لبنان أو في فلسطين. لكننا في الحالتين نحن نتلقى السياسة ولا نقترحها. إذا كان هناك من قوى ممانعة بين البلدين تريد مقاومة العدو الاسرائيلي فنحن لا نستطيع ان نرفض لهم طلبا بالمساعدات عسكرية كانت او مالية.
فعلتم انتم ذلك لسنوات طوال حين كان للمقاومة قيادة مختلفة. نحن لا نرى في موقفنا من العدو الاسرائيلي الا انه دعم لحقوق العرب والمسلمين في أرضهم. هذا لا يعني اننا سنترك جهدا لا نبذله لمنع الخلاف حول هذا الموقف في الداخل العربي. أما بشأن حلفنا مع سوريا فهو لا يتخطّى الاتفاق على العدو المشترك. نعدكم ان نخفّف من الغلواء السورية في الموضوع اللبناني. لكننا نريد منكم مساعدتكم على وقف الحملات الدائمة من اصدقائكم في لبنان على القيادة السورية. فهذا لا يسبّب الا الخراب للبنان ولمحبيه وهم كثر اينما ذهبتم حتى في إيران. لقد استطاع المجاهدون في لبنان ان يرفعوا عاليا علم اسلامهم في وجه العدو الاسرائيلي وهو ما يجب علينا جميعا الاعتراف به وتقديره.
لسنا نحن من ذهب الى اميركا بل هم الذين اتوا الى حدودنا لفرض سياستهم علينا. ان موضوع التخصيب النووي هو بمثابة حياة او موت بالنسبة الينا. ولكننا لن نوقف المفاوضات الدولية لتأكيد سلمية تخصيبنا النووي.
***
فهم العاهل السعودي أنه لا مجال لمزيد من الحديث، فقد توسّع كلاهما الى أقصى ما يمكن أن يقال.
انفضّ الاجتماع، في الوقت الذي تولّى فيه الوزيران متكي والفيصل ومسؤولا الامن القومي لاريجاني وبندر تجميل ما جاء في الشرح الذي استمعوا اليه.
في اليوم التالي كان اللقاء مع المرجع علي خامنئي. التكريم على حاله وأكثر. الابتسامات أمام الكاميرا. انما الحديث لا يتجاوز الوحدة الاسلامية بين خادم الحرمين الشريفين وحامل اختام ولاية الفقيه في ايران.
عاد العاهل السعودي الى الرياض عاصمة بلاده وهو يقول:
اللهم اشهد اني بلّغت .
سيناريو افتراضي