لندع الرئيس المكلّف يعمل

قالـوا عنه 04 سبتمبر 2009 0

 

 

ما الحكمة من أن تبقى قضية التشكيلة الحكومية “الخبز اليومي” والمادة الوحيدة للكتابة اليومية؟

وما الجديد فيها كلَّ يوم؟

وإذا لم يكن هناك من جديد فهل يُعقَل أن تصير مادة للتكرار؟

وهل يجوز أن يصير التكرار هو المادة الوحيدة للكتابة؟

نقول هذا الكلام لأننا منذ شهرين وأسبوع ندور في حلقة مفرغة لجهة التعثُّر في تشكيل الحكومة وحين ستتشكَّل سيعرف بتشكيلها العالم كله والكرة الأرضية قاطبةً، ومن الآن وحتى تلك اللحظة على ماذا يجب أن يتمحور التركيز؟

إن أول شيء ينبغي القيام به هو الإقلاع عن “الإدمان” على الكتابة عن التشكيلة الحكومية لأن هذا التركيز اليومي بات يؤذي الرئيس المكلَّف من خلال تحوُّله إلى مادة ضاغطة عليه تعيقه في إدارة المفاوضات التي يتولاها لإنضاج التشكيلة، فالرئيس المكلَّف ومنذ لحظة تكليفه، سعى لأن تكون التشكيلة ثورةً على الواقع القائم من خلال أسماء شابة تنسجم معه مع تطلعاته وأفكاره الحديثة الخارجة عن التقليد، فما إن إنتهت الإنتخابات النيابية حتى رفع شعار “كلنا تحت سما لبنان” ليقول للجميع إن لبنان يستظل الجميع، وحين عقدت كتلة المستقبل النيابية أول إجتماع لها أطلقت على نفسها إسم “لبنان أولاً”، أي أنه يأتي قبل الجميع.

من وحي هذين الشعاريَن قرَّر رئيس الحكومة المكلَّف أن يخوض غمار تجربته الأولى في تشكيل الحكومة، محاطاً بفريق عملٍ يتمتع بالفضائل والخبرة والإخلاص والحِرَفية، فريق العمل هذا لم يكن عاطلاً عن العمل ووجد فرص عمل في قريطم، بل هو من جيلٍ نجح في المؤسسات التي عمل فيها، ونجاحه هذا لفت نظر الرئيس الشهيد أولاً، وبعده الرئيس المكلَّف، وعملُ هذا الفريق كان “فعلَ وفاءٍ”، يومي، لا تضليل فيه ولا توريط، ثم إن الحديث عن تضليل الرئيس المكلَّف فيه إساءة جسيمة له وللفريق المحيط به، فمَن هو المُضلِّل؟

هل هو نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي لو كان بمعية الشهيد، كما كان دائماً لالتحق بقافلة الشهداء؟

هل هو نادر الحريري كاتم أسرار الرئيس المكلَّف وظلّه في كل مكان وظرف؟

هل هو المستشار الإعلامي هاني حمود الذي يُكمِل رسالته التي بدأها مع الرئيس الشهيد بمواصلة “النضال” مع الرئيس المكلَّف؟

هل النائب نهاد المشنوق يضلّل الرئيس المكلف سعد الحريري؟

هل المطلوب ابعاده؟

لعل المشنوق هو الوحيد الذي “أفرح” الغيارى حين نجحوا مرة في تلفيق التهم ضدّه وأبعدوه عن الرئيس الشهيد، فهل يستعيدون الأمنية ذاتها؟

* * *

لماذا لا يَدَع “الغيارى”الرئيس المكلف وفريقه يعملون فحين يصلون إلى نتيجة يُعلنونها وقبل ذلك لا ينفع الإلحاح.

صحيح أن الرئيس المكلَّف هو المسؤول دستورياً عن تشكيل الحكومة، ولكن بالمعنى السياسي الجميع مسؤولون ولا سيما أولئك الذين يضعون العصي في الدواليب ويمارسون سياسة العرقلة، وعليه فإن الضغط يجب أن يُمارَس على هؤلاء المعرقِلين لا على الذي يتحمَّل الضغط مع فريقه.

* * *

قد تمتد العرقلة لأكثر من المدة التي إستغرقتها حتى الآن، والتركيز يجب أن ينصب على الكشف للرأي العام عن الأضرار المترتبة عن هذا التأخير، وعن الإمعان في تحويل لبنان إلى “جمهورية تضييع الفرص”.