لماذا انشق “الوحش السياسي”؟

مقالات 09 يناير 2006 0

لم يخلط السيد عبد الحليم خدام الأوراق في سوريا فقط حين ظهر على تلفزيون “العربية” من منزله في باريس متحدثا عن السياسة السورية كمنشق عن قيادتها. مؤكداً بعد يومين على التلفزيون الفرنسي مسؤولية الرئيس الأسد الابن عن انهيار النظام السوري وكذلك مسؤوليته عن مقتل الرئيس الحريري وفقا لما سمعه من الرئيس الأسد شخصيا عن أجواء وكلمات نابية سادت لقاء الأسد الحريري في نهاية العام 2003.
لم تكن الرواية جديدة. المقربون من الرئيس الحريري يعرفونها بالتفصيل. كيف تحدث كل من الضباط الحاضرين وهم اللواء غازي كنعان والعميد رستم غزالة والعميد محمد خلوف في الاجتماع. كيف تركهم متعمّدا الرئيس الأسد يتوغلون في التناول الشخصي والسياسي. كيف استمع اليهم الرئيس الأسد وتابع الهجوم الكلامي وفق مضبطة اتهام ليس فيها شيء من العقل. على عكس والده الرئيس حافظ الأسد الذي كان يترك لنائبه عبد الحليم خدام ابلاغه بالاعتراضات على سياسته. يذهب بعدها الرئيس الحريري الى الرئيس الأسد الأب ليجده حاضرا لاستيعاب نتائج رسالته بكل هدوء وتفهّم وتقدير للحلول المقترحة والخاضعة للمناقشة والتعديل.
الرسالة التي لم تكن خاضعة للتعديل والنقاش الا فيما ندر هي التي كان يبلغها العماد حكمت الشهابي للرئيس الحريري.
استقالة الشهابي بين الاب والابن
كان الرئيس الشهيد عندما يسمع كلمات العماد الشهابي يعتبر ان ما يسمعه هو قرار الرئيس الأسد الشخصي والنهائي لا اجتهاد فيه. لذلك كانت الرسائل التي يكلف العماد شهابي بنقلها للرئيس الحريري قليلة بالمقارنة مع الرسائل التي ينقلها خدام.
استقال الشهابي في العام 98 بإلحاح منه سبب له مشكلة جدية في العلاقة مع الرئيسين الأسد الأب والابن. كان واضحا ان الشهابي لا يريد أداء التحية العسكرية للرئيس الشاب الذي تولى الحكم بعد سنتين من استقالته. رفض عرضا بتشكيل الحكومة بدلا من التمديد له رئيسا للاركان لو أراد التغيير. قال للرئيس الأسد حان دور الشباب في الجيش وفي الحكومة بعد ان “قبضنا على أنفاسهم طويلا”.
قبل الرئيس الأسد الأب استقالة العماد الشهابي لكنه لم يقبل مبرراتها. أبدى تبرّمه أمام مساعديه مرة او مرتين. اعتبر الرئيس الأسد استقالة الشهابي رفضا لتولي ابنه الحكم بعده. غير انه لم يتخذ اي إجراء بحقه او بحق أولاده.
كان الشهابي من الضباط المشهود لهم بالرصانة والكفاءة العالية. وهو الذي تولى لفترة المفاوضات العسكرية السورية الإسرائيلية والمفاوضات الأميركية السورية. غير ان هذا لم يمنع القادة السوفيات في حينه من إبداء تقديرهم العالي له. فوق ذلك كان كبار الضباط في الجيش من قادة الفرق وقادة الاسلحة يكنون احتراما جديا لرئيس اركان جيشهم.
لذلك استنسب الرئيس السوري بحكمته المشهورة ان لا يتم التعرّض للشهابي بأي شكل من الاشكال حفظا لتاريخهما المشترك ومنعا لردود فعل محتملة لا ضرورة لها.
بقي العماد الشهابي يتنقل بين أولاده الثلاثة. اولهم في دمشق يعمل في صناعة النسيج والثاني في لندن يعمل في مجال الاستثمارات والثالث طبيب في لوس انجلوس يملك عيادة تعتبر من الأرقى في المدينة الاميركية.
في العام ألفين جاء الى بيروت للعلاج في مستشفى الجامعة الأميركية قبل عشرة ايام من وفاة الرئيس الأسد. صدر هجوم سوري مجهول معلوم المصدر على العماد الشهابي بوصفه جزءا من تحالف الفساد اللبناني السوري.
استشعر الرئيس الحريري بالخطر. لكنه لم يتخل عنه. استضافه في منزله في قريطم لفترة نقاهة لم يزره خلالها إلا القليل من معارفه وأصدقائه بعد ان كانوا ينتظرون بالصف على سلالم مكتبه المفروشة بالسجاد الأحمر. امتدت فترة النقاهة طويلا الى ان جاء اللواء غازي كنعان مسؤول الأمن السوري في لبنان آنذاك بإذن من الرئيس الأسد يسمح له بالسفر، وهكذا كان. رافقه اللواء كنعان من قريطم بكل احترام حتى الطائرة في مطار بيروت.
خدام يعمل كان شيئاً لم يكن
بتدقيق بسيط تبين ان اللواء بهجت سليمان الذي كان مقربا من الدكتور بشار قبل توليه الرئاسة هو وراء الهجوم على الشهابي في صحيفة الحياة.
كان واضحا ان حلف الفساد المذكور يضم الى الشهابي، عبد الحليم خدام وغازي كنعان يرعاهم من الجانب اللبناني الرئيس الحريري. عاد خدام الى عمله وكأن شيئا لم يحدث. كان يعلم انه خسر حليفه الأساسي في العام 98 حين استقال العماد الشهابي. وان عليه ان يتابع المعركة وحده. لن يترك 40 سنة من حياته في الحزب الحاكم وفي السلطة تذهب هباء.
شطب لبنان من جدول أعماله. بدأ في الانتشار بين القيادات الحزبية. يأتي بخبراء من لبنان يسألهم في مسائل الانفتاح الاقتصادي ووسائله وسبله. خاض معركة التشدد الحزبي في وجه المنتديات السياسية التي انتشرت في المدن السورية. استعمل مثل الجزائر ويوغسلافيا للتحذير من استمرار الفلتان السياسي.
رد على النائب السجين رياض سيف. تناول في كلامه الاستاذ الكبير انطوان مقدسي الذي دعا في لقاء مع “الحياة” الى ضرورة وجود ديموقراطية ومؤسسات مدنية.
لم يفعل هذا من اجل الرئيس الأسد. بل من اجل تاريخه سواء أكان مصيبا ام مخطئا. هكذا كان يقول. إلا ان الرئيس الأسد وجد فيه طاقة حزبية لا يستطيع الاستغناء عنها.
تناسى كلاهما ما فعلاه ببعضهما البعض في فترة تسلم الأسد للرئاسة وللأمانة العامة للحزب خلفا لوالده. ولهذه الموقعة رواية طويلا ما كانت تنتهي على خير لولا تدخل العماد طلاس مع الرئيس الشاب.
صار الرئيس الأسد يستقبله بشكل دوري. يطلب منه ترشيح اسماء للوزارات المنوي تشكيلها. ثم اعاد تسليمه ملف الاتصالات مع القيادات العراقية السنية للدخول الى اللعبة العراقية بشكل فعّال. عقد خدام عشرة اجتماعات في فندق ايبلا الشام. لم تنجح خطته. خرج اياد علاوي من السلطة. نشطت المقاومة للاحتلال الأميركي. لا جيش. لا حزب، لم يعد هناك من تُسلّمه سياسيا الى الأميركيين لاثبات الفعالية السورية وحسن النية.
لماذا اختار “الوحش” هذا التوقيت؟
فعل أبو جمال ما لم يقدر عليه العماد الشهابي. فهو رفيق الرئيس الأسد الأب في الصفوف الثانوية. وهو رفيقه في حزب البعث منذ الأسابيع الأولى لانتسابهما. ومع ذلك فإنه يضع نفسه بتصرف الرئيس الجديد معترفا وقابلا.
كيف؟ لماذا؟ ما الذي جعله يسكت طوال سبع سنوات منذ ان تخلى عن الملف اللبناني بغير رضاه طبعا ويفتح فجأة ملف سوريا أمام العالم كله من باريس؟
لا أحد يعرف السبب تماما. البعض يقول ان السيد خدام تلقى انذارا بعدم العودة الى سوريا ووضعت اليد على أملاكه في بانياس. قبل ان يصدر القرار من وزارة المالية السورية بمصادرة أملاكه وأملاك أولاده كاملة في سوريا.
آخر يقول ان اغتيال الرئيس الحريري صديقه وعشيره منذ اكثر من 20 سنة ومن دمشق جعله يخطط بهدوء لتنفيذ الخروج الجماعي مع أفراد عائلته.
انتحار غازي كنعان زاوية المثلث في الملف اللبناني على أيامه يضم الى ملف الأسباب. إذ نُقل عن احد افراد عائلة كنعان وصفه بأنه اهم ساموراي ياباني في العالم اذ انه انتحر بعشر رصاصات ويداه مكتفتان الى الخلف”الساموراي هو المقاتل الياباني التاريخي الذي ينتحر بسيفه فداء الامبراطور”.
ربما الاهانة التي شعر بها خدام من صغار الأمنيين الحزبيين خلال المؤتمر الأخير للحزب، واحساسه بفقدان الأمل من رسم صورة جديدة له ولحزبه بعد كل هذه السنوات من العمل في اصعب الملفات يحصد منها الاخطاء وينسب الحسن الى غيره.
كل واحد من هذه الاسباب كاف للانشقاق او للاعتكاف على الأقل. فكيف اذا اجتمعت كلها على حزبي منذ خمسين سنة يحمل صفة نائب رئيس الجمهورية العربية السورية لمدة 28 سنة.
المعروف عن السيد خدام انه “وحش سياسي” لا يتورع عن شيء لتحقيق النجاح في الملف الذي يتسلمه.
هكذا فعل مع رفعت الأسد في عزّه. حمل على لسانه كل الخلافات العربية مع سوريا. تعرّض للاغتيال أربع مرات ولم يتراجع عن استعمال مفردات تبرر الاغتيال مجددا.
حمل الملف اللبناني منذ العام 1976 حتى العام 1998. لم يسلم أحد من وحشيته السياسية حتى الذين يتحمسون له اليوم. لذلك بدا على تلفزيون “العربية” محيّرا وهو يستعمل روايات ومفردات واسماء لبنانية وسورية فعدت لا تعرف عن اي بلد يتكلم عن لبنان او عن سوريا او انه يتناولهما باعتبارهما بلدا واحدا.
كل خطيئة فيها لبناني وسوري. كل مصيبة فيها دمشقي وبيروتي. كل خلاف فيه واحد من الجبل هناك وآخر من الجبل هنا.
المهم ان الأمور اختلطت لدرجة لم يعد باستطاعتك ان تختار من تنصر فيه، الحديث عن لبنان او الدعوة لتحرير سوريا من رئيسها.
يعود السؤال ما الذي جعل هذا الوحش السياسي يعتمد سياسة الخلايا النائمة لمدة سبع سنوات؟
هل كان ينتظر دوره. فرصته. توقيته. تراكم اخطاء الآخرين للوصول الى ما يعتقد انه حقه اي رئاسة الدولة؟
السيد خدام يعرف أكثر من أي شخص آخر مواقع النفوذ في الجيش. مفاتيح الاجهزة الامنية. القدرة الحزبية على الحركة. ويعرف ايضا القدرة الدموية المتراكمة للنظام بالدفاع عن نفسه. فعلى من يستند في كلامه الباريسي؟ اذا كان يهدف الى خروج الناس من منازلها الى الشارع فليس لديه من تنظيم غير الاخوان المسلمين الذين حاربهم طويلا. رغم ذلك اعلن الامين العام للاخوان من لندن استعدادهم للتعاون معه، ماذا عن رفاقه الأقرب؟
العماد الشهابي المقيم في باريس لن ينضم الى هذه الحركة لأسباب عدة اولها وضعه الصحي الذي يلزمه بالدخول الى المستشفى مرتين في الشهر.
اللواء علي دوبا رئيس المخابرات العسكرية السابق يهتم بأمور مختلفة تماما عن السياسة، واذا كان له من دور فسيلعبه من داخل سوريا وليس من خارجها.
اهتمام اقليمي بالحفاظ على الاسد
قبل كل ذلك وبعده، هناك قرار دولي واضح ومحدد بعدم اسقاط النظام السوري. أكثر من ذلك هناك اهتمام جدي بالحفاظ على الرئيس الأسد شخصيا حتى نهاية ولايته في منتصف العام 2007.
تتبنى هذه المقولة علنا ثلاث دول كبرى هي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا والدولتان العربيتان الكبريان السعودية ومصر والدولتان الاسلاميتان الكبريان ايران وتركيا. واسرائيل؟.
لماذا؟
لا بد من الاعتراف بأن الرئيس المصري حسني مبارك نجح في اختراق النظرية التي تقول ان سوريا لم تعد دولة حليفة لايران بل انها دولة تابعة تدور في فلكها، بالتالي يجب قطع هذا الخط في سوريا وانقاذ لبنان من براثنه.
تحرك الرئيس مبارك في الأيام الأولى للأزمة اللبنانية السورية تحت شعار ان الأمور يجب ان تحلّ بالحوار. لأن سقوط النظام السوري يعرّض النظام العربي الواحد الى ارتدادات أمنية وإرهابية لا قدرة لأحد عليها.
بدأ في السعودية كما هي عادته. اكمل الى باريس مستعينا بالرئيس شيراك على الرئيس بوش.
يقول الرواة الثقات ان الرئيس شيراك اوقف بالحوار حتى الآن قرارين اميركيين بهجوم عسكري أميركي جوي على سوريا لضرب كل المنشآت الرئيسية والعسكرية في سوريا. بينما الرئيس الأسد لا يساعد نفسه بأي قرار منطقي إلا التسريب بأنه ينتظر ذهاب شيراك من الرئاسة وكذلك بوش لكي يتحرر من الضغط. ثم يذهب نحو مزيد من الاغتيالات في لبنان. ولا يساعد في تنفيذ القرار 1559 مع حلفائه. ماذا تريدني ان افعل؟
مبارك يطلب اعطاء فرصة جديدة للنظام
طلب الرئيس المصري اعطاء فرصة اخرى لتسوية عن طريق السعودية ومصر. وقال الرئيس مبارك انه ابلغ الرئيس الأسد خلال زيارته الأخيرة الى القاهرة انه يتحمل مسؤولية أي عملية اغتيال تحصل في لبنان من الآن فصاعدا. وانه ألحّ على الملك عبد الله في زيارته القصيرة الى جدة قبل باريس تهدئة الأجواء مع سوريا وتحديد موعد لاستقبال الرئيس الأسد بطريقة كريمة ومنفتحة بعد الكلام الذي صدر عن العاهل السعودي في صحيفتي “الحياة” و”الشرق الأوسط” وظهور خدام على تلفزيون “العربية” المملوك من آل الابراهيم السعوديين. حصل ذلك فعلا بالأمس بعد ترتيبات بروتوكولية اقتضت زيارة سرية لنائب وزير الخارجية وليد المعلم الى جدة وتمنيه على الملك عبد الله بلباقته الدبلوماسية الاتصال بالرئيس الأسد ودعوته الى زيارة المملكة.
وافق الرئيس الفرنسي على الاستمرار في مسعاه اوروبيا وفي واشنطن لطمأنة الرئيس السوري ان لا خطة لاسقاطه.
النسخة الفرنسية من صحيفة “فايننشال تايمز” أكدت دور شيراك وتحدثت عن شركة فرنسية دون تسمية غير “توتال” ترغب في الحصول على اتفاق مع سوريا للتنقيب عن النفط. المناقصة ستجري بعد ثلاثة اشهر من الآن.
إذا، خرج الرئيس شيراك من فرقة الثأريين من سوريا الى دور الوساطة.
الموقف الإسرائيلي اوضح من ذلك، فهي لا ترتاح لقواعد اللعبة المعتمدة بين سوريا واسرائيل فقط. بل ان مستشار وزير الدفاع الاسرائيلي وهو نجل الرئيس الاسرائيلي الاسبق حاييم هرتزوغ قال لدبلوماسي اردني التقاه في واشنطن ان حكومته لا ترى في الانسحاب السوري من لبنان عنصرا ايجابيا. وانه يخجل من القول انهم لا يؤيدون القرار 1559 الذي حرمهم من الضمانة السورية في وجه العمليات الإرهابية او حل مشكلة سلاح “حزب الله” عندما يحين الوقت.
ماذا فعل الرئيس الأسد في موازاة حركة الرئيس مبارك؟
أولا: قال لصحيفة مصرية انه قد تمت محاسبة مرتكبي الاخطاء الذين تحدث عنهم في خطابه أمام مجلس الشعب. كيف؟ من؟ لا احد يعلم.
ثانيا: اتهم دون ان يسمي في الحديث نفسه الرئيس السنيورة. وليد بك جنبلاط. السيد سعد الحريري باستغلال الأوضاع الراهنة لأخذها باتجاهات طائفية على غرار ما يحدث في العراق.
ثالثا: رفض طلب مقابلة لجنة التحقيق الدولية له. والموافقة ثم الرفض للاستماع الى وزير الخارجية فاروق الشرع.
لم يأخذ في الاعتبار ان الرئيس المصري يعمل على صيغة توفيقية تتم على مراحل في علاقات سوريا مع محيطها والأقرب لبنان.
تجاهل ان الرئيس مبارك والملك عبد الله والرئيس شيراك يرفضون رفضا قاطعا ربط أي تقدم سياسي بعمل لجنة التحقيق الدولية. وان على سوريا ان تتعاون بشكل واضح ومطلق مع اللجنة الدولية. وإلا فإن الرئيس الأسد سيعرّض بلاده بعد أشهر قليلة الى مواجهة مختلفة عن السابق مع مجلس الأمن الدولي. السفير المصري في بيروت حسين ضرار استغرب الكلام عن تسوية، تقف عند اللواء آصف شوكت كمشتبه به يعمل عليها الرئيس مبارك.
هل ستنجح المحاولة الجديدة؟
كل هذا يفترض ان الرئيس مبارك سمع من الرئيس الأسد اعترافا بمسؤولية سوريا عن اغتيال الرئيس الحريري. هذا لم يحدث وان حدث سيتحول الرئيس مبارك الى شاهد لدى لجنة التحقيق الدولية.
هل سمع الرئيس الأسد مثل هذا الكلام واكثر من العاهل السعودي. اوساط الديوان الملكي تقول لقد تدخلت السعودية ثلاث مرات في مسائل سوريا بطلب من الرئيس حافظ الأسد. كان دقيقا في كلامه ووعده وتنفيذه، تدخلنا مع الرئيس الشاب الذي يحرص عليه الملك عبد الله عشرات المرات وفي كل مرة تنقطع الصلة لخطأ من الجانب السوري.
هل ستؤدي المحاولة الجديدة الى التغيير المطلوب؟
الخطة المصرية تقترح التالي:
أولا: استتباب الوضع الأمني اللبناني.
ثانيا: حل الأزمة السياسية من خلال القوى التي تؤثر عليها سوريا.
ثالثا: التعاون دون عرقلة مفتعلة مع لجنة التحقيق الدولية.
رابعا: محادثات لتحسين العلاقات اللبنانية السورية.
خامسا: تحسين العلاقات مع فرنسا.
لا يمكن الاجابة من الآن على أي من هذه البنود. لكن من الواضح ان لجنة التحقيق لديها شاهد جديد له صفة نائب رئيس الجمهورية السورية حتى اسابيع مضت ويستطيع ان ينقل عن الرئيس الأسد مباشرة كلامه ووقائعه مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري. رواية اجتماع الثاني من كانون الأول ديسمبر 2003 خير دليل. شاهدنا ملك، شاهدكم حلاق على حد تعبير الزميل داوود شريان.
يقول الرواة الثقات ان لدى اللجنة ايضا واقعة سقوط “الحلاق” هسام هسام في فخ التصوير صدفة في اضاءة الشموع عن روح جورج حاوي. ثم اكتشاف صفته كمريض يعالج ضعف نظره عند الدكتورة سوسي مادويان زوجة الشهيد حاوي.
يضاف الى ذلك ظهور شاهد سوري آخر هو ابراهيم جرجورة. يملك معلومات جدية ومفصّلة. أدلة حسيّة أربعة تحضّر للظهور خلال الأيام القليلة المقبلة.
هل كل هذا سيغير في السلوك السوري؟
لا أحد يتحمل مسؤولية الاجابة.