لقاء مع نساء تيار المستقبل- بيروت: لماذا نبيه بري؟

كلمات 21 مايو 2009 0

كنت أميل للإعتقاد إن سيدات المستقبل أقوى من رجالهم، اليوم تأكدت من هذا الأمر. في لقاء الماضي معكم وعدت بثلاثة أمور:
أولا: بأنه إذا كان هناك ضرورة للكوتا بانتخاب السيدات ، فأنا سأقاتل من أجل هذا الأمر، مع العلم ان الكويت التي لا تسبقنا في الديموقراطية انتخبت أربع سيدات بدون كوتا، وبعد أربع سنوات فقط من إعطاء النساء حق الإنتخاب . وأنا أرى ان الناس قرروا إنتخاب هؤلاء السيدات لأنهن ناجحات في عملهن، وإذا قرأنا سيرتهن الذاتية ، أعتقد لو كن مرشحات عندنا لكنا صّوتنا لهم.

على كل حال ، أعتقد ان عندنا مثلهن وأحسن ، وبالتالي لا يوجد قرار سياسي يمكن ان يقف بوجه إرادة وعزيمة وقرار وحق، لأن السيدات في هذه المسألة أصحاب حق، وليس أصحاب رغبة، يستطيع شخص أو أكثر من شخص ومن مئات الأشخاص من الوقوف في وجههم.

الأمر الثاني الذي وعدت فيه، هو اننا مهما حصل بالسياسة لن نستسلم أيا كانت الظروف، نحن لن نتخلى عن فكرة الدولة، أيا كان الثمن ، نحن لن نتخلى عن فكرة السلم الأهلي، أيا كان الثمن، لأن السلم أغلى بكثير من الحرب ، والهدوء أصعب بكثير بكثير من الفوضى، لأن تحقيق الفوضى والكلام الكبير الفارغ من المضمون أسهل، ويعطي للناس قدرة أكثر لكي تصفق وتفرح ، ولكن هذه الفرحة ليست حقيقية ولا تستمر، لأن الفرحة التي تستمر هي فرحة السلم الأهلي، وفرحة الدولة وفرحة قدرتنا وصلابتنا.

أنا أسمع منذ فترة ان هناك شيئا من الإحباط والتراجع في نفسيتنا، لكن أريد أن أقول لكم ان كل ما قالوه هو لتأكيد هذا الإحباط، ولكن هذه ليست الحقيقة، لأن الحقيقة هي اننا إنتصرنا بأمر لم يحدث في تاريخ المنطقة، وهو إنشاء المحكمة الدولية من أجل إغتيال فردي وكل ما حصل هو لكي تنسوا هذا الإنتصار، وان تشعروا ان هذا الإنتصار لم يكتمل، ولكن هذا الكلام غير صحيح، لأن هذا الإنتصار إكتمل بما فيه الكفاية، ومن لا يصدّق ما عليه إلا الإنتظار حتى آخر العام، لنرى من ربح ومن خسر، والمهم أن نقول اننا لا نتخلى عن الدولة ولا نتخلى عن السلم، ولا يمكن أن ننجر الى ملعب وسخ ليس ملعبنا.

الأمر الثالث الذي تحدثت عنه المرة الماضية، يتعلق بالغبار الذي شاهدتموه كثيرا خلال الاسبوعين الماضيين، والصور على التلفزيون والكلام الكبير. أنا لن أدخل في نقاش حول مضمون الكلام ، ولكن أريد أن اطلب منكم أن تتعوّدوا أن تقولوا كلاما مختلفا عن السابق، كلام على قدر الإنتصار وأن لا نتعوّد أن نقول كلاما لا نستطيع حمايته. هذا الكلام الكبير يجلب التصفيق والشعبية ولكن ايضا يسبب خسارة، لأن من يريد أن يقول أي كلام، يجب أن يكون عنده القدرة على حمايته وعلى تنفيذه، وليس رمي الكلام الكبير.

نحن نسمع كلاما كبيرا في هذه الأيام ، ولكن نحن ايضا في فترة من الفترات قلنا كلاما كبيرا، ولكن هذا الكلام الكبير لم يكن بمعظمه صحيحا ، فقد كان هناك كلاما إنفعاليا وكلاما حقيقيا.

الكلام الحقيقي هو صمودكم ، الكلام الحقيقي هو عندما تنزلون كل 14 شباط وكل 14 آذار الى الحقيقة، دون أن يجركم أحد ودون أن يخطب فيكم أحد. الكلام الحقيقي هو ان يقول كل واحد الكلام الذي يقدر عليه. أنا أطلب منكم أن تتعوّدوا علي ، أنا لا أقول أي كلام سوى الكلام الذي أقدر عليه, وأنا ولا مرة قلت كلاما لا أقدر عليه.

لقد نفاني السوريون خمس سنوات، ولكن ولا مرة تخليت عن عروبتي ، ولا مرة تخليت عن عروبة سوريا.

أنا أعرف ان كلامي هذا لم تتعوّدوا أن تسمعوا مثله من قبل. أنا أريد أن أقول ان لبنانيتنا ليست مختلفة مع عروبتنا، ولا يجب إضاعة البوصلة، فعروبتنا صادقة وهي جذورنا وأصولنا التي يجب أن ندافع عنها ومسؤوليتنا لبنانية، لا يجوز أن نبقى متفرجين على الذين يأخذون إعلامنا وأصولنا وجذورنا لتقاتل بواسطتها ، ونحن نتنحى جانبا ونقول ان الأمر لا يعنينا.

أنا أقول ان كل موضوع يتعلق بلبنان وبضمان عروبته وبضمان جذوره وأصوله، مسؤوليتنا هي الدفاع عنه بكل الوسائل السلمية المتاحة، وهذه هي وصية رفيق الحريري، ومن يعتقد ان رفيق الحريري قُتل واخذ عروبتنا معه مخطيء. رفيق الحريري رحمه الله، لم يتخلّ ولا لحظة رغم كل الصعاب، وكل المشاكل، وكل السهام التي وُجهّت اليه، وكل القتال الذي أثير في وجهه، لم يتخلّ لا عن عروبته ولا عن إسلامه.

نحن أضعنا البوصلة في فترة من الفترات، وأنا واحد من الناس الذين أضاعوا البوصلة، ولكن الآن حان الوقت بوجود هذا الإنتصار الكبير الذي اسمه المحكمة الدولية، الرجوع الى أصولنا وجذورنا وأن نتمسك بها.

لا يجوز أن يأتي فلان من الناس ويرفع صوته علينا لأنه يعتقد انه حارب إسرائيل ، نحن حاربنا إسرائيل منذ العام 1948 ، وأنا أمضيت نصف عمري أحمل هذا العلم الفلسطيني، وكان هذا الأمر في وقت من الأوقات على حساب بلدي وكان أمرا خطأ. ولكن إذا أردنا عدم تكرار الخطأ ، فهذا لا يعني ان نضعف أمام أيا يكن يدّعي بأنه حمل العلم وأصبح ملكه.

مسؤوليتنا هي المحافظة على أصولنا وعلى جذورنا وعلى هويتنا، وإذا كنا قد ضعنا في وقت من الأوقات، فقد حان الوقت لكي نسترد ثباتنا وصلابتنا وقدرتنا التي لا يمكن التعبير عنها، إلا بمزيد من التمسك بهويتنا وبعروبتنا وبمسؤوليتنا اللبنانية، لا تدعوا أحدا يقنعكم بأن هذه العناوين مختلفة في ما بينها، ولا تدعوا أحدا يقول لكم من الأول لبنان أو العروبة، فلبنان وطن والعروبة هوية، فأنت تستطيع أن تعيش في فرنسا وأنت عربي ، وفي انكلترا وأنت عربي، وتستطيع العيش في كل مكان في العالم، ولكن أن تكون مسؤوليتك عربية وإحساسك عربي وقوميتك مازالت مقيمة، لأن كل هذا الكلام والصوت العالي الذي نسمعه صادر عن ناس يعتقدون بأننا تخلينا عن هذه العناوين. ولكن نحن لم نتخل عن هذه العناوين ولا عن هذا العلم ، نحن أم فلسطين وأبوها وأخوها وابن عمها، فلا يزايدن علينا أحد أبداً، ولا يزايدن علينا أحد بأنه يحمل البندقية منذ عشر سنوات، نحن حملنا البندقية قبله بعشرين سنة، وحملوها الذين كانوا قبلنا والذين سبقوا من كانوا قبلنا، هذا حقنا لن نتخلى عنه.

في وقت من الأوقات، يمكن أن نقول نحن قمنا بواجبنا لأنه في وقت من الأوقات دفع بلدنا ثمنا كبيرا، لكننا لم ندفعه رغما عنا، ولكن الآن حان الوقت أن نقول اننا ربحنا لبنانيتنا وإنتصرنا بالمحكمة، ونحن متمسكون بعروبتنا ومسؤولون عنها ولن نتخلى عنها أبدا.

أعود وأقول لكم لا تستمعوا الى الكلام الكبير ، ولا تدعوا هذا الكلام يخدعكم، أنا عندما أسمع هذا الكلام أضحك منه، خاصة عندما أسمع المعارضة تعترض على أحد الضباط أصحابي، وأتساءل هل هذا الضابط مع الـ”سي.اي.اي” او حتى عندما أسمع كلاما عن ان سياسيا ما يريد إحضار القوات الدولية الى البلد، هذا الكلام لا يجوز ، وهل بالسهولة يتم طلب قوات دولية، هذا الكلام يقصد منه أمرين:
1- أن يقولوا لجماعتهم بأن هناك مؤامرة تحاك عليهم.
2- أن يقولو لنا بأننا متآمرين لكي نشعر بالإحباط.

هذا كلام فارغ من أي مضمون، لأن أي تلميذ سنة أولى بالعلوم السياسية، يعرف ان القوات الدولية يلزمها ستة أشهر نقاش في مجلس الأمن، وإننا أصغر بكثير من ان نستطيع طلب قوات دولية، ومن يتحدث عن إحضار القوات الدولية، يبدو انه نسي بأن القوات الدولية في الجنوب، جاءت بعد إجتياح إسرائيلي حصل، حتى استطعنا إحضارها، والأمر ليس بالسهولة أن نطلب قوات دولية بواسطة الهاتف.

أيضا سمعت كلاما بأن الرئيس الحريري رحمه الله، كان يريد الثلث المعطّل هذا صحيح، ولكن الرئيس الحريري كان يريد الثلث المعطّل لبنانية بوجه ثلثين للأمن السوري ، ولكن الكلام الذي قيل حق يُراد به باطل.

إذا كنا نريد أن ندخل في نقاش كل يوم، أعتقد إننا نمضي الوقت في إضاعة الهدف الأساسي. ان هدفنا الأساسي هو البحث عن عناوين وفاق وليس إشتباك، وهدفنا الأساسي حماية السلم الاهلي ودعم فكرة الدولة، رغم ان ذلك يكلفنا الكثير من التعب والجهد, وربما نتعرض لأسى ولخيبة أمل من تصّرف عسكري هنا أو هناك. ولكن أعود وأقول انه يُقصد من كل هذا الكلام الكبير، أن تكفروا بالدولة وبالسلم الأهلي وأن تكفروا بلبنانية غيركم.

لقد كنت في لقاء قبل مجييء الى هنا مع سيدات أخوات وصديقات وصل كلامهن الى أبشع الأوصاف، ولكن أريد أن أقول ان هذا الكلام ليس كلامنا، وهذه الأوصاف ليست أوصافنا، وهذه القدرة ليست قدرتنا، لأنه رغم كل هذه الضجة التي نسمعها، أنا أستطيع أن أقول لكم أنه بمجرد وجود رئيس جمهورية ووجود حكومة ووجود إنتخابات، فهذا يعني ان كل فكرتنا ستنتصر يوما بعد يوم بالسلم وبصندوق الإقتراع، وبتشكيل الحكومة وبالسلم الأهلي الذي نؤيده جميعنا.

قد يمر يوم في السنة نتعب أو نتعرض أو نخطيء هذا صحيح، ولكن هذا ليس كل التاريخ ولا يجوز أن يبدأ تاريخنا في 7 أيار وينتهي في 8 ، ان تاريخنا وتاريخ أفكارنا لا يمكن ان يتوقف ، قد تكون كلفة ذلك اليوم عالية هذا صحيح، وقد نشعر اننا ظلمنا أيضا هذا صحيح، ولكن هذا الكلام في اللحظة التي تتقدّم فيها فكرة الدولة ولو سنتيمترا واحدا، يصبح وراءنا لأن هذا لا يؤسس لشيء ، أن ما يؤسس هو الإنتخاب والسلم الاهلي والدولة والنظام العام والأمن والإستقرار ، وهذا الذي يبقى . أما الفوضى فترحل ولا يبقى منها شيئا، قد يكون بقي منها شيء في السياسة هذه المرة، ولكن أعود وأقول هذه أول مرة وأخر مرة ولن تتكرر في السياسة.

من يخطيء مرة تصعب علاقته مع الآخر، ومن يخطيء مرتين تصبح أصعب وأصعب، ومن يخطيء مرة ثالثة لن يجد جارا يتحدث اليه.

يجب أن تعرفوا ان ثمن الكلام معكم غالٍ جدا، وثمن معرفتكم أغلى ومسؤوليتكم أغلى ، هذا كلام الكثير من الناس يسعون اليه، ولا تعتقدوا انه بسيط وبمتناول يد الجميع، وأيضا لا يمكن لأي كان الوصول اليه إلا برضانا، هذا الأمر لا يتم رغما عنا.

أعود وأقول حصل مرة بسبب حادث أو لسبب ما، ولكن الأمر لن يتكرر، هذه السنوات الأربع من الصلابة التي حمت الوصول الى المحكمة بالنضال السلمي والصوت العالي بالحق، هذه السنوات ليست صعبة علينا فحسب، إنما هي أصعب بكثير.. بكثير على خصومنا,

لا تعتقدوا ان ما قمتم به شيء بسيط، بل انكم قمتم بعمل كبير وكبير جدا ، وعندما تقدّرونه جيدا ستعرفون ان هذه الأيام الصعبة مرّت وذهبت ولم تبق، لأن ما حصلنا عليه أكبر بكثير من يوم صعب أو من يومين أو ثلاثة.

أعود وأقول لكم لا تتخلوا أبداً عن ثقتكم بأنفسكم، وعندما نقتنع بأنه باستطاعتنا حماية هذه العناوين، نكون قد انتصرنا والآخرين خسروا.

أسئلة وأجوبة

س- كيف ترى مشهد البلد في حال فازت المعارضة لا قدّر الله بالإنتخابات؟ وهل فعلا لن تشارك قوى 14 آذار في الحكومة؟
ج- سيقدّر الله أن لا تربح المعارضة أولاً، وثانيا لو افترضنا اننا تعرّضنا ، وهذه كلمة لا أحب أن أستعملها في الإنتخابات ، ولا أنتم أيضا تحبون سماعها، ولذلك لن أقولها.

ولكن على كل حال، نحن كما اعتمدنا السلم في حركتنا منذ اربع سنوات حتى اليوم، سنتعامل مع الوضع الجديد لا سمح الله، بكل الوسائل الديموقراطية التي تحمي حقنا وتحمي دولتنا، لأن دولتنا ليست معارضة أو موالاة، دولتنا هي جميع اللبنانيين. هذا الكلام يبدو الآن باردا، ولكن بعد الإنتخابات سنقوله بصوت أعلى، لأنكم ستكونون منتصرين إن شاء الله.

س- الأفكار التي يطرحها خصومنا، هل هي قابلة للتنفيذ ؟ وما صحة ما قاله نواف الموسوي عن إتصالات جرت معه من قبل 14 آذار؟
ج- هذه كوابيس لغيرنا وليست لنا، حتى لو كانت كوابيس لغيرنا فأعتقد ان هذا الكلام غير واقعي وغير مؤكد وغير طبيعي، هذه أوهام تحدث عنها بعض الناس وأجبنا عليها في وقت من الأوقات، وأعتقد كلما تحدثنا عنها ، كلما أعطيناها مصداقية، ولكنها ليست موجودة، ولا يجب أن نشعر بها أو نعتبرها أو نتصرّف عى أساسها، أنا متخصص بالنقاش مع السيد نواف، ولكن من يريد أن يقول ان قوى 14 آذار اتصلت به، عليه أن يقول أين وكيف ومتى حصل ذلك؟ أما أنا الآن فأستطيع أن اقول ان جمال عبدالناصر اتصل بي وقال لي كذا وكذا.

س- يحكى عن تقارب أميركي مع سوريا وصفقة على حساب لبنان لإبعاد دمشق عن طهران، وذلك كرد للجميل الأميركي-الصهيوني على عملية سماح النظام السوري للإستخبارات الصهيونية بقتل رجل إيران الأول في المنطقة عماد مغنية في دمشق ، ما تعليقك على هذا التحليل؟
ج-أولاً من يتابع الصحف كل يوم، يعرف جيدا ان سوريا وحلفائها قرروا انه كلما زار رجل أجنبي أو مسؤول أجنبي دمشق، أن يجعلوا منه عنوانا جديدا وانه تم الإتفاق وما شابه. لكن أنا أقول ان هذا الأمر غير صحيح، ليس هناك صفقة سورية -أميركية، والدليل آخر زيارة لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية كانت نتائجها سيئة الى دمشق.

سأعطيكم إشارة تعرفون من خلالها ما إذا كانت العلاقة السورية – الأميركية قد تحسّنت، وهي انه في اللحظة التي يصل فيها السفير الأميركي الى دمشق لا يعني ذلك صفقة، إنما يعني ان السوريين إعترفوا انهم لا يستطيعون إلا أن تكون علاقتهم جيدة مع لبنان، هذه الإشارة يجب النظر اليها بإمعان.

س- كيف تنظر الى إطلاق الضباط الأربعة؟
ج- نحن أخذنا قرار في اللحظة الأولى بقبول قرارات المحكمة أياً تكن ، ومن يدقق في الأمر يجد انه لم تتم تبرئة الضباط، بل أُطلق سراحهم ، لأن هناك فرق بين إطلاق السراح والبراءة، لأن القاضي والمدّعي العام قالا في النص وبالحرف الواحد “أطلقنا سراحهم لعدم وجود أدلّة لا يرقى اليها الشك” فهناك فرق بين إنتفاء الأدلّة بالبراءة وبين عدم وجود أدلّة كافية لا يرقى اليها الشك، وهذه الأدلّة الكافية هي مجال عمل مهم للجنة ، وممكن أن تثبت براءتهم أو لا. أنا هنا لست في مجال تبرئة الناس أو إدانتهم، ولكن ما أقوله هو ان ما شاهدناه هو فصل أول من حقيقة تهمنا كثيرا، بأن هذه المحكمة جلست وبدأت باتخاذ القرارات ، وبالتالي من المستحيل أن يكون القرار الظني القادم بعد ستة أو سبعة أشهر، إلا أن يكون لصالحنا ولصالح كل شيء فكرنا فيه.

س- هل معقول أن يصبح جميل السيد وزيرا؟
ج- إذا استطعت أنا أن أكون رئيسا لفرنسا قد يحصل هذا الأمر.

س- ماذا عن التحالف في الدائرة الثانية؟
ج- المرشّح الشيعي في الدائرة الثانية هاني قبيسي ، هو أحد أبطال قتال “حزب الله” في الجنوب لمدة ثلاث سنوات، المعروف بأبوحسن قبيسي هو نفسه.

ولكن أريد أن أقول اننا إلتزمنا باتفاق الدوحة، هذا الإلتزام له مترتبات ، وعندما لا نلتزم بهذا الإتفاق نكون وكأننا نعطي الآخرين الفرصة، لعدم الإلتزام بأي تفاهم أو اتفاق، هذه مسألة تتعلق بسمعتنا كطرف قادر على تنفيذ إلتزامه. ومن جهتنا نحن ملتزمون ولا عودة عن هذا الإلتزام تحت أي ظرف من الظروف.

س- ماذا لو حصلت أحداث أمنية يوم الإنتخاب؟
ج- هذا الموضوع مسؤولة عنه الدولة اللبنانية، والمسؤولة عنه أكثر ثقتنا بأننا نستطيع ممارسة حقنا بالتصويت، حتى لو حاولوا الإيحاء لنا بأن الوضع الأمني سيء.

لنفترض انه وقعت حادثة ما عند العاشرة صباحا ، وهذا قد يحصل بالسياسة، ولكن هذا يعني انهم يقولون لكم انه من الساعة العاشرة الى الساعة السابعة موعد إغلاق الصناديق ، لا تنزلوا الى التصويت، هذا بالسياسة قد يحصل، لذلك يجب أن تنتبهوا بأنه يجب أن تكونوا أول من يذهب الى التصويت ، وأكثر من ذلك لا تتركوا أحدا يعود الى منزله قبل أن يصوّت ، وأقصد أيضا الرجال وليس السيدات فقط.

س- لماذا ترشحت في الدائرة الثانية؟
ج- أنا اخترت هذه الدائرة لأني أعتقد انها جسر حوار ، ونحن لن نتراجع عن قرارنا بأن نكون دائما جسر حوار ومسؤولين عن السلم الأهلي، ولكن هذا الحوار وهذا السلم الأهلي يلزمه حمايتكم بورقتكم يوم 7 حزيران ، ومن يتأخر عن هذه الحماية لا يحق له أن يتساءل لماذا حصل كذا وحصل كذا.

أنتم عندما تحمون مرشّحكم بهذه الورقة، فكأنكم تقولون له انه مسؤولا عن حمايتكم وعن حماية أفكاركم عندما يصبح نائبا، ومسؤول أيضا عن قدرتكم المستمرة منذ أربع سنوات، التي أدت الى هذا الإنتصار الذي اسمه المحكمة الدولية، وبالتالي لا تدعوا أحد أن يسلب منه قطعة، لا وجود للإحباط لا في 7 ولا في 8 ولا في 9.

س- هل ستنتخب “كتلة المستقبل” نبيه بري رئيسا لمجلس النواب؟
ج- سمعت أن نظرتكم الى “تيار المستقبل” ستتغير إذا انتخبنا الرئيس بري، ولكن برأيي انه يجب أن تغيّروا نظرتكم الى التيار، ولكن للأحسن وليس للأسوأ.

نحن نلتزم بقرار الأكثرية، وبالتالي لا نستطيع أن نطلب قرار الأكثرية لصالحنا ، وان نرفض قرار الأكثرية عندما يكون لغيرنا، هذه من أصول اللعبة السياسية، ولا يوجد فيها انك تحب أو تكره. فإذا قبلنا ان ننتصر بالأكثرية لأنفسنا علينا قبول قرار الأكثرية لغيرنا، وبالتالي لماذا الإستعجال؟ بالأمس أجاب الشيخ سعد الحريري على هذا السؤال حين قال “حتى الآن لم أبلّغ طيفي إذا كنت سأنتخب بري أو غيره”.

أنا أعود وأقول يجب أن نتفق على العناوين ، ويكفي الدخول بتفاصيل لها علاقة بالعناوين. صحيح انه توجد هناك خلافات جدية سياسية بيننا وبين حركة “امل” و”حزب الله” و”التيار الوطني الحر” لكن قرارنا هو بأن هذه الخلافات يجب أن تتحول الى حوار، من أجل السلم الأهلي وليس الى اشتباك.

والحوار لا يعني اننا نستسلم لفكرة لا نريدها، ولا يعني اننا سنتنازل عن حقنا، ولا يعني القبول بالظلم الذي يقع علينا. الحوار هو قوة سلمية نحن نجيد استخدامها ، ونريد أن يكون السلم الأهلي هو عنوانها، وبالتالي من يقول ان هناك اتفاق يكون كاذبا، ومن يقول انه يريد القضاء على الآخرين يبالغ، ومن يقول انه يريد الغاء الآخرين يكون كمن يتكلم عن بلد آخر.

نحن في لبنان ملتزمون بقاعدة الحوار باعتباره سيد الأحكام، هناك إختلاف هذا صحيح، فنحن مختلفون على المحكمة، وعلى سلاح المقاومة وعلى آلية النظام والطائف .

فإذا كنا نختلف حول هذه النقاط، هل ندافع عنها بالحوار أو نرفضها ونجلس في بيوتنا؟ نحن ندافع عن وجهة نظرنا بالحوار، هناك نقاط خلاف، وبالتالي نحن نتصّرف على اننا أما مختلفين ونجلس في بيوتنا وإما ان الحوار خسارة لنا، وهذا غير صحيح، لأن الحوار هو ربح لنا، والحوار تثبيت لحقنا، وهو قدرتنا التي لا يجب أن نتخلى عنها، هناك فرق من أن يجرونا الى اشتباك بسبب العناوين أو أن نجرهم الى حوار بسبب هذه العناوين.

س- نحن في 7 أيار أمّنا للجيش وللأمن لحمايتنا ولكن ما حصل هو العكس؟
ج- 7 أيار غايته الأساسية كانت أن يجعلونا نشعر ان الجيش لن يحمينا، وان الدولة لن تقوم ، وان الأمن لن يحصل، وان السياسة ليست ملعبنا.

نحن لا نغيّر رأينا ولا ثوابتنا من أجل حالة. 7 أيار يوم عابر ويوم عار وليس يوما مجيدا، ولكن ليس عارا علينا، بل عار على من قام به. ولكنه يوم عابر للتاريخ لا يجب أن نتوقف عنده، ونجلس ونفكر بما سيحصل لنا في 7 أيار آخر.

س- حسن نصرالله قال انه قادر على حكم بلد أكبر من لبنان بعشر مرات، هل هو انقلاب على الشرعية اللبنانية والمؤسسات اللبنانية؟
ج- هو قال انه قادر على حكم، ولكن الحكم يحتاج الى تصويت والى أكثرية والى تشكيل حكومة ، والى أمور كثيرة تتعلق بآلية الدولة، فإذا كان باستطاعته نيل الأكثرية لأنكم لم تنزلوا للتصويت فباستطاعته الحكم بالسلم وليس بالسلاح. وبالنسبة لمقولة قادر أن يحكم بلد أكبر من لبنان مئة مرة، فأنا أفضّل ما قاله الرئيس الحريري رحمه الله “ماحدا أكبر من لبنان”.

س- دائما نسمع ان “تيار المستقبل” سبب الدين العام الذي نعاني منه، نرجو أن تشرح لنا سبب الدين العام؟
ج- الدين العام بدون فوائده نصف المبلغ أو أكثر بقليل، وهذا التراكم بالفوائد سببه، ان كل القوانين التي تخفّض الفوائد أو تخفّض أصل الدين لم تمر بمجلس النواب، فهناك “باريس-1 ” و”باريس-2″ و”باريس-3″ التي لوحدها تشكّل سبعة مليارات دولار.

هذا الدين لا يتحمل مسؤوليته “تيار المستقبل” فقط ، فلا يوجد أي قانون يتعلق بالدين إلا وتم التصويت عليه في مجلس النواب، وبالتالي كل القوى السياسية ما عدا “التيار الوطني الحر” لكي أكون صادقا في كلامي، شاركت بالتصويت على هذه القوانين ، وكل هذه القوى مسؤولة عن الدين.

أيضا أنا أسأل عن أي دين يتحدثون؟ فأنا أذكر ان الرئيس الحريري عندما أصدر في العام 2000 كُتيبا عن هذا الدين، سمّوه ثلاث خمسات: خمسة للرواتب، خمسة أصل الدين وخمسة فوائد.

نحن فكرتنا عن مشروع الدولة، وفكرتنا عن السلم الأهلي، وعن السلم السياسي، هو الذي يُحقق لنا إيفاء هذا الدين، وبالتالي لبنان بلد بإمكانه خلال سنتين إيفاء نصف الدين، ولكن أولاً دعونا نصل الى السلم. لبنان بلد صغير رغم ان صوته عالي وقدير، ولكنه بلد صغير ومشاكله محدودة رغم كل هذه الأرقام.

أريد أن أقول لكم أكثر، ففي سنة 2008 حوّل المغتربون اللبنانيون العظماء الذين نجحوا في كل مجال، حوّلوا الى أهاليهم سبعة مليار دولار، بينما مصر التي يبلغ تعداد سكانها 80 مليون حوّل المهاجرين أربع مليار، وفي سوريا التي تبلغ 25 مليون نسمة حوّلوا مليارين. ولذلك يجب أن تتأكدوا ان هناك قدرة كبيرة تساندنا، وقادرة على حل كل هذه المشاكل، وبالتالي لا يمكن أن نخاف على بلد مثل لبنان يحوّل اليه مغتربيه سبعة مليار دولار خلال سنة ، وكانت سنة صعبة، لا يُخاف عليه أن يفي دينه، ولكن شرط الوصول الى فكرة الدولة والسلم الأهلي.

ربما قلت لكم في المرة الماضية هذا الكلام، والآن سأكرره لبنان بلد فيه الكثير من المزايا ، نحن بلد ما زال الواحد منا يستطيع كل يوم أن يقول رأيه ويعبّر عن رأيه، بينما في سوريا أو العراق وقبلها في مصر، إذا اراد أحدهم أن يدعوا الى فرح أو وليمة يجب تمرير بطاقة الدعوة الى المخابرات لكي تسمح له بطبعها ثم توجيهها ، ولكن نحن الحمدلله مازلنا نستطيع أن نقول رأينا بحرية، واقتصادنا حر، ونحن نؤمن بأن هذا البلد سيقف على قدميه، ولا يجب للحظة أن يتأثر عقلنا بكل ما يُقال بأن هذا البلد في خطر.

يكون لبنان في خطر عندما نحن نتخلى عن فكرة الدولة، وليس عندما يعتدي الآخرون على الدولة، أنتم أساس فكرة الدولة، وطالما أنتم مؤمنون بها لا يستطيع أحد إلغائها أو القضاء عليها.

س- ما رأيكم بالذي حصل مع المرشّح الصحافي عقاب صقر، وما تداعيات هذا الإعتداء؟
ج- يُقال ان ذكاء الإنسان لا يُحسب له دائما إنما يُحسب عليه، وعقاب شاطر بالحق وبالسلم وبالكلمة الحقيقية وبالنص الأساسي، فكان خيار خصمه أن يقول كلاما مجنونا، والشائع هو ان من يريد أن يفعل شيء لا يقول. وبالتالي ان هذا الشاب الذي هدّده اعتقد انه فش خلقه في تلك الساعة، وإن شاء الله يستطيع عقاب ان يفش خلقه بالإنتخابات. والمهم أن ينصر إخواننا في البقاع الأوسط عقاب بالتصويت وليس فقط في رفع الدعوى بالمحاكم.

س- ما رأيك بما قاله جبران باسيل عن موضوع قطاع الإتصالات وان هناك من يريد أن يُفلس هذا القطاع لكي يستولي عليه؟
ج- من يريد الإستيلاء على هذا القطاع؟.

س- هو كان يقصد آل الحريري؟
ج- لقد استمروا بالقول ان الرئيس الحريري رحمه الله، يريد الميدل-ايست والهاتف والكهرباء، وبالتالي قُتل ولم يكن يريد لا هذا ولا ذاك، ولكن عندما يضطرون لملاحقته الى القبر في هذه الأمور، فهذا دليل انه ما زال وهو في قبره يقهرهم ويغيظهم.

الكلام عن قطاع الهاتف مستمر منذ أيام عصام نعمان ، كلام كبير كبير، ولكن لم يحصل شيء، وتبيّن ان كل هذه اتهامات فارغة.

وعلى كل حال، الخصخصة ليست عيبا، والفرق بين الخصخصة التي نقبل بها والخصخصة التي نرفضها، هي الخصخصة مع شفافية وليست خصخصة كيفمكان، لا نعرف كيف تمت وهذا الأمر يحصل بكل الدول المتمدنة، ولكي نصل الى هذا الأمر “فرج ورحمة”.

وأنا أعتقد ان كلامهم هذا هو الطريقة الوحيدة لإقناع ناخبيهم لأن يقولوا بأن الآخر عاطل، نحن لا نقول الآخر عاطل، نحن نريد جلب الآخر الى الدولة والى السلم الأهلي، نحن لا نشتم لكي نشجع الناس على محبتنا. نحن أهل بناء وأهل إعمار وأهل إيجابية، أنا أستطيع أن أتحدث ساعة عن جبران باسيل وعن سرقاته، هو لم يسرق وأنا لا أستطيع أن أتهمه ، ولا أملك معلومات، ولكن أستطيع أن أتحدث ساعة عن هذا الأمر، وبالتالي تصفقون لي ترون في ذلك شيئا عظيما بأنني شتمته، ولكن نحن لن نفعل ذلك.

ميشال عون مغتاظ لأن الضيوف الأجانب عندما يأتون الى لبنان، يزورون ضريح الرئيس الحريري، هل يُعقل أن يغتاظ الإنسان من ميت؟ هذا دليل ان الناس مضروبة بعقلها ، ولم تعد تجد طريقة لتشجيع الناس على سياستها غير أن تتناول حتى الشهداء.

الدواء الوحيد لمعالجة كل هذه العناوين هو ورقة الإقتراع ، فعندما تضعون هذه الورقة ستنصرون فكرتكم وكرامتكم السياسية وستؤكدون ان 7 أيار لن يتكرر.