لقاء مع جوزيف عيساوي – رفيق الحريري، والمفتي حسن خالد: حكايات من الذاكرة

س- هل أعاد إغتيال الرئيس رفيق الحريري الى ذهنك حادثة إغتيال صديقك النائب ناظم القادري وزميلك في التجمع الإسلامي او اللقاء الإسلامي؟
ج- الأستاذ ناظم رحمه الله، أستاذي وليس زميلي، فقد كان محاميا كبيرا من الشخصيات السياسية الظريفة، المتواضعة بعلمها وبمعرفتها وبحركتها، ولكن هناك فارق كبير بطريقة التفكير، وبالحجم وبالظروف وبوضع لبنان بين الإثنين، والصورة مختلفة تماما.

س- أنا أقصد البعد الإنساني من الحادثتين المفجعتين، هناك من يقول انك مسؤول عن دفع الأستاذ ناظم الى دائرة جعلته مثارا للشبهات وأدت الى إغتياله؟
ج- لم يقم المرحوم ناظم بك، ابوزياد، بأي دور خارج المتعارف والمتفاهم عليه بين اعضاء اللقاء الإسلامي، وبالتالي لا لزوم لدفعه الى أي مكان.

س- أنت تعرف ان رئيس اللقاء الإسلامي المفتي حسن خالد لم يلبث أن إستشهد ايضا؟
ج- سماحة المفتي رحمه الله، إستشهد قبل الأستاذ ناظم، وأيضا الرئيس تقي الدين الصلح توفي في باريس قبل إغتيال الأستاذ ناظم.

س- يعني توفي منفيا، الرئيس تقي الدين الصلح؟
ج- أذكر ان الرئيس تقي الدين الصلح تلقى تهديدا مباشرا في منزله، وأنا كنت يومها موجودا ، وجاء التهديد من أشخاص محدّدين وإنتقل الى باريس.

س- ممن كان التهديد؟
ج- من مجموعة سياسية لبنانية، لا أعتقد ان الوقت قد حان لتسميتها، وغادر الى باريس حيث توفي هناك، وقد زاره الأستاذ ناظم في باريس للإطمئنان عنه، وليس للقيام بأي دور. ولكن التقارير وعبقرية الأمنيين، أنشأت حوله روايات وحكايات وأدوار وإتصالات بحزب البعث العراقي، وهذا كله غير صحيح.

س- هل ناقشت الأمر مع مسؤولين أمنيين وسوريين؟
ج- طبعا تمت مناقشة الموضوع في وقت لاحق ، مع اللواء غازي كنعان ومع غيره من المسؤولين الأمنيين.

س- ماذا قلت له؟
ج- ناقشنا الموضوع وبان كل ما قيل عنه ظلم وغير صحيح وغير واقعي. معروف أن الأستاذ ناظم كان له صلة ود بأهل منطقته وأصدقائه، أمثال نقولا والياس الفرزلي ، وهما بعثيان عراقيان يعيشان في باريس منذ سنوات طويلة، والآن أعتقد أنهما عادا الى لبنان، فإذا كان هؤلاء يمثلون حزب البعث العراقي، صحيح هو إتصل بهم لأنهم من أهل منطقته من البقاع، وأعتقد أنهم دعوه الى الغداء ، ولكن بعد مغادرتي انا باريس الى قبرص، عندما قُتل الاستاذ ناظم كنت موجودا في قبرص ولم أكن في بيروت ، وإستغربت عودته الى بيروت رغم سماعه بالإشاعات والأوهام المبالغ فيها.

س- هل كنت منفيا في ذلك الوقت؟
ج- نعم الى حد ما، ولكن لم يطلب مني أحد أن أترك لبنان في ذلك الوقت، ولكن كنت أعتبر ان حادثة إغتيال سماحة المفتي رحمه الله، ومن ثم تهديد الرئيس تقي الدين الصلح ووفاته في الخارج، إنذاران كافيان لكي أتخذ إحتياط.

س- من قِبل من تتخذ الإحتياط ؟ السوريين مثلا؟
ج- أيا تكن الجهة المنفذة، ولكن انا لم أتلق أي شيء من السوريين، ولكن أنا أعرف تماما ان اللقاء الإسلامي لم يكن من الجهات السياسية المرضى عنها في سوريا، ولم نكن من الجهات السياسية التي هي على إتصال بالسوريين.

س- قلت لي أنك حادثت اللواء غازي كنعان المسؤول الأمني السوري السابق في لبنان عن مقتل ناظم القادري، كيف حاولت إقناعه بأن القادري لم يكن على صلة بحزب البعث وغير ذلك؟
ج- أنا لم أحاول إقناعه ولا هو ألح على موقفه.

س- هل حدثته عن أموال القادري وأنت رويت لي ذلك؟
ج- هناك رواية مضخمة جدا عن الأموال التي طلبها المرحوم ناظم القادري من حزب البعث العربي العراقي، وهي روايات غير صحيحة على الإطلاق، وأنا كنت الى حدٍ ما كأحد أبنائه في ذلك الحين، وأعرف كل أموره وكل التفاصيل ، واليوم زوجته موجودة وأولاده موجودين ، يعرفون حجم الثروة التي تركها.

س- لقد قلت لي ان حصر الإرث لا يكذب؟
ج- طبعا، وهو يحدّد تماما كم هو حجمه المالي، الذي تبيّن انه أقل بكثير من القبض من حزب البعث السوري، وليس من حزب البعث العراقي.

س- قيل أن زيارتي المفتي الشهيد حسن خالد الى الكويت والسعودية كانتا سببا لإغتياله، ما رأيك بذلك؟
ج- أعتقد ان هاتين الزيارتين هما النقطة التي ملأت الكأس، وليستا السبب المباشر للإغتيال .

س- لماذا ، هل لأنه قال كلاما واضحا هناك؟
ج- قال كلاما يبدو أكثر من واضح، وأذكر أنني سألته حين كنت أزوره في منزله بعد عودتي من باريس، فطلبني لكي يطمئن على الرئيس الصلح الذي كان في المستشفى في باريس، وخلال الحديث سألته ما هي حكاية كلامك في السعودية والكويت، فقال لي “أنني أدعو الله في كل ليلة قبل أن أنام أن أنسى ما قلت”، ورن جرس الهاتف ، فإذا بالمتصل من باريس يبلغنا بوفاة الرئيس تقي الدين الصلح.

س- بماذا تعتقد كان المفتي يفكر سياسيا في تلك الفترة؟
ج- ليس في تلك الفترة، المفتي حسن خالد أحد الإستقلاليين الأوائل بعد بدايات الحرب اللبنانية، كان دائما من دعاة الإستقلال، ومن دعاة التمسّك بلبنان وبوطنبته وبوحدته، ولم يترك هذه المبادىء في لحظة من اللحظات، وحققت شعبية كبيرة في ذلك الحين، في كل المناطق، وأقيم له مهرجان شعبي كبير لا زلت أذكره حتى الآن في الملعب البلدي في أول أيام العيد.

س- كانت له في ذلك اليوم جملة مشهورة، ان بيروت الغربية تقصف من بيروت الغربية وليس من بيروت الشرقية؟
ج- قال أكثر من ذلك بكثير، وهذه الجملة تنفع لأنها جميلة، ولكن قال أكثر من ذلك بكثيربالمعنى السياسي، وقاتل من أجل أفكاره بكل الوسائل الممكنة، إن كان عبر رجال الدين أو السياسيين أو عبر إتصالاته العربية.

س- هل كان بصراحة غير راضٍ عن الوجود السوري في لبنان؟
ج- لم يكن هناك وجود سوري في لبنان في ذلك الحين، فقد كان هناك ما يسمى فريق المراقبين .

س- أقول في أواخر الثمانينات؟
ج- لم يكن في ذلك الوقت وجود سوري في لبنان، كما هو الآن، هم خرجوا وعادوا.

س- هم خرجوا من بيروت وعادوا، ولكنهم كانوا في لبنان؟
ج- المفتي خالد لم يكن يفرّق بين مسألة وجودهم في بيروت أو في لبنان، كأن بيروت في ضفة ولبنان في ضفة أخرى، كان يتعاطى مع الموضوع من الزاوية الوطنية البحتة، وكان رجلا من كبار الرجالات الذين يدعون الى الوحدة الوطنية والى الإستقلال وبصدق وبحدّة. أذكره الآن بجبّته البيضاء في الملعب البلدي ، في أول أيام العيد، وكأنني أتذكر واحدا من الشخصيات التاريخية التي عرفت كيف تخاطب الناس وكيف تستقطبهم.

س- تقول أنك لم تفهم كيف قبِل النظام السوري بالرئيس الحريري على رأس حكومة لبنان، نظرا الى حجمه وإتصالاته وقدراته، لماذا تهمل حقيقة ان الرئيس الحريري كان في مفاصل رئيسة، بمثابة وزير خارجية لسوريا ساعدها مرارا على فك عزلتها؟
ج- وأيضا كان في كل المفاصل الرئيسية، ليس هوالرافض ، بل هو المرفوض، هناك فرق بين أن ترفض أو ان تُرفض، هو كان مرفوضا بهذا الدور، يعني حتى عندما كان يكلّف بدور سياسي كبير، ويبدو انه وزير خارجية سوريا، كان هذا الأمر يأخذ أياما قليلة فقط من الرضا، ثم تعود الغضبة من جديد، والإحتجاج من جديد والشكوى من جديد.

س- لماذا لطالما رضيت سوريا بأن يدخل الرئيس الحريري نادي رؤساء الحكومات في لبنان؟
ج- أولا، هذه كانت نكتة بيني وبينه، عندما كنت أقول له أنا لا أفهم كيف قبلوا بك رئيسا للحكومة، وفعلا لم أكن أستطيع أن أفهم هذا الأمر، لأنني أعرف ان طبيعته كانت مختلفة تماما عن طبيعة النظام السوري، وطبيعة لبنان مختلفة، يعني لا تستطيع أن تنقل هذه التجربة وهذه العقلية الى لبنان، وإذا نقلتها لا تؤسس لشيء، بمعنى أنك تستطيع أن تقوم بها بالقهر والقوة، ولكنك لا تؤسس . فأهمية الفكرة هي أن الوقت يخلف لها جذورا في الأرض، وأن تصبح منتشرة وقوية ومتماسكة.

س- هل كنت مع الرئيس الحريري عندما ساهم بتوصّل الميليشيات الثلاث في لبنان: “امل” و”الحزب الإشتراكي” و”القوات اللبنانية” بقيادة ايلي حبيقة، الى الإتفاق الثلاثي لإنهاء الحرب في لبنان؟
ج- كلا، فقد كنت في هذه المسألة على خلاف معه، ولم أكن أعمل معه.

س- هل عندك فكرة ما إذا كان الرئيس الحريري ، لا بل هو قال أنه إضطر لدفع أموال للميليشيات الثلاث لكي توقّع هذا الإتفاق؟
ج- أنا لم أكن موجودا، ولكن لا أستغرب ذلك.

س- لماذا لا تستغرب ذلك؟
ج- أولا، الأستاذ وليد جنبلاط أعلن عدة مرات بأن الرئيس الحريري ساهم في تمويل حرب الجبل. فمن هذه الزاوية لا أستغرب هذه الفكرة، وأنا أعرف أو قرأت لإيلي حبيقة عدّة مقالات بعد خروجه من لبنان وذهابه الى اليونان، ومقابلته للرئيس الحريري هناك، ومن ثم الى باريس، حيث إجتمعا سويا، أنه كان بحاجة الى تمويل لحركته. وأعتقد انه في البداية ان من موّل حركته دولة نائب رئيس الوزراء ميشال المر، ومن ثم في فترات البدايات الرئيس الحريري.

س- كيف تفهم ان يموّل الحريري فرقاء متخاصمين في الحرب اللبنانية، فهو موّل جنبلاط ودفع لحبيقة، وموّل الجيش اللبناني وغير ذلك؟
ج- هو دفع لحبيقة في مسألة حماية الإتفاق الثلاثي، ودفع للجيش من مساعدات وأدوية وبعض المساعدات المالية للمساهمة في إبقاء الجيش على إنضباطه، وعلى حضوره في الثكنات، وعدم إنفراطه ، فهو كان يرى الأمور في هذه الطريقة ، أنا لم أكن إلى جانبه في ذلك الحين، ولكن أعرف طريقة تفكيره في هذه المسائل.

س- فكرة أن يكون حاضرا من خلال المال طبعا، هذه الفكرة أُخذت عليه ، لا سيما من قبل الرئيس سليم الحص الذي طالما تحدث عن المال السياسي في لبنان، وفي الإنتخابات، هل هذه الطريقة ، البعض يقول سعودية ، لكي يكون الحضور السياسي للرجل موجودا في لبنان؟
ج- أنا أحترم الرئيس الحص ولكن لا أعتقد ان سبب خسارته السياسية هو المال، أيا يكن هذا المال.
وأعتقد ان هناك مبالغات كثيرة بالكلام عن المال السياسي، كان للرئيس الحريري مبالغ مخصصة ومرصودة للمساعدات الإجتماعية والتعليمية.

س- هل حقا ان خلافه مع الرئيس لحود ، كان بسبب ان الرئيس الحريري أراد مواصلة مساعداته للجيش عند وصول العماد لحود للرئاسة ورفض ذلك؟
ج- أبدا، لا اعتقد اولا ان ذلك قد حدث. ثانيا الخلاف بين الرئيس الحريري والرئيس لحود خلاف سياسي، فضلا عن الخلاف الكامل بالطابع الشخصي، ولكن لا أعتقد أبدا ان مسألة المساعدات للجيش كانت سبب الخلاف ، والمساعدات توقفت منذ وقت طويل جدا قبل مجيء العماد لحود الى رئاسة الجمهورية، وبالتالي لم تكن جزءا من الخلاف.

س- ولكن قِيل وقتها ان الرئيس الحريري تبّرع لقائد الجيش، وطلب أن تعرض على مجلس الوزراء؟
ج- ما تقصده هو ان إستمرار المساعدات للجيش عند وصول العماد لحود لقيادة الجيش وليس لرئاسة الجمهورية، فقد أراد العماد لحود ان تأخذ الأمور شكلا موثقا عن طريق مجلس الوزراء، بمعنى قبول الهبة من الشخص الفلاني للمؤسسة الفلانية ، وهذا أمر طبيعي لا يحتمل منحه أكثر من حجمه.

س- هل هذا هو ما حصل؟
ج- أعتقد ذلك، ولكني لست مُطلعا على هذا الأمر، ولكن لا أعتبره أساسيا.

س- لماذا تمسّك الرئيس الحريري كرئيس حكومة في لبنان، برئيس الجمهورية الياس الهراوي، وحارب المرشح للرئاسة العماد اميل لحود قائد الجيش، وهل صحيح ان الرئيس الحريري أراد التمديد للهراوي، ونجح مع السوريين في ذلك لكي لا يصل العماد لحود؟
ج- بالتأكيد ، وهذا الأمر كان واضحا ولم يكن بحاجة لتوضيح.

س- إذن ، لماذا رفض التمديد للعماد لحود؟
ج- طبيعة الأمور هنا مختلفة، فهو كان مرتاحا بتعامله السياسي مع الرئيس الهراوي.

س- هل لأنه كان طوع بنانه؟
ج- لا يوجد أحد في لبنان طوع بنان لأحد، وحتى ان كان طوع بنانه يوم الإثنين، فمن المؤكد إن هذا الأمر لن يستمر ليوم الثلاثاء مثلا. ولكن فكرة ان يأتي عسكري الى السلطة كانت فكرة مرفوضة من الرئيس الحريري، ومرفوضة مني أنا، وأنا واحد من الذين مارسوا دورا أساسيا لكتابة خطابات في مسألة الدفاع عن النظام المدني وأهميته ، وماذا يحقق للناس وضرورة الإبتعاد عن العسكر في السلطة.

س- يروى ان الرئيس الهراوي كان ينفّذ في مجلس الوزراء، إن لم يكن كل ما يريده الرئيس الحريري، ولكن معظم ما يريده الرئيس الحريري؟
ج- لقد حصلت خلافات أكثر من جدية بين الرجلين.

س- كيف كانت تحل؟
ج- كانت تحل بالتراضي، إنما بالتدخل السوري.

س- ماذا عن الخلاف حول الزواج المدني؟
ج- الزواج المدني مسألة ظهرت للناس ، ولكن الخلافات بين الرئيس الهراوي والرئيس الحريري في كل المسائل الجدية لم تكن تظهر للناس، ولكن أذكر أننا كنا نسهر الليالي حتى الصباح لمناقشة مسائل تتعلق بجدول الأعمال، ورفضه إدراجها على جدول الأعمال، وتوسّط محمود عثمان مدير عام رئاسة الجمهورية وهشام الشعار امين عام رئاسة مجلس الوزراء.

س- يُقال انه في تلك الحقبة كانت للرئيس الهراوي مخصصات من خزنة مال الرئيس الحريري، على ذمة القائلين، وهي رواية أنقلها وغير مؤكدة؟
ج- لا أملك أي معلومات حول هذا الموضوع، وقد قرأت مرة انه كانت هناك مخصصات للمنزل الذي إنتقل اليه الرئيس الهراوي في الرملة البيضاء، وهو اليوم مقر جريدة المستقبل، والمنزل كان فيه عمال وما شابه، فكان هناك مبلغ مخصص لهذه الأمور.

س- كم يبلغ هذا المبلغ؟
ج- لا أعرف، وأنا قرأت ذلك في صحيفة، ولكن لا أذكر أني ناقشت هذا الأمر مع الرئيس الحريري أو سألته عنه.

س- يُقال ان الرئيس الهراوي كان يمرر للرئيس الحريري كل ما يريد ، ولكن في إحدى المرات تذّرع بوجع في ضرسه كي يغادر جلسة مجلس الوزراء، لأنه كان هناك تعيين مدراء عامين لا يريد الرئيس الهراوي تعيينهم، ومع ذلك بعد إنسحاب الرئيس الهراوي عيّن الرئيس الحريري هؤلاء المديرين؟
ج- كان هناك خلاف على تعيين شخص واحد في أول جلسة مجلس وزراء عُقدت، بعد تكليف الرئيس الحريري، هو الأستاذ مهيب عيتاني، وتم تعيينه مديرا عاما رغم مغادرة رئيس الجمهورية الهراوي الى غرفة نومه، عندما ترك القاعة متذرعا بوجع في رأسه وليس في ضرسه.
لكن أنا ما أريد تأكيده ان هذا الإنطباع، وهذا الوهم من أنه كان هناك دائما تواطؤ بين الرئيس الهراوي والرئيس الحريري، وقدرة على حلحلة كل الأمور غير صحيح.

س- إذن لماذا سعى للتمديد له؟
ج- قلت لك انه لا يريد عسكريا في السلطة.

س- فقط من اجل ذلك؟
ج- كلمة فقط بسيطة جدا.

س- ألا يعني ذلك لأن العلاقة كانت جيدة جدا مع الهراوي؟
ج- أبدا، فالرئيس الهراوي في مرة من المرات رفع سماعة الهاتف بسبب الخلاف بينه وبين الرئيس الحريري، وبدّل حسابه في البنك من الليرة الى الدولار لإبلاغ الجميع بأن هناك خطر على وضع الليرة اللبنانية، وأخذ يتصل بأصدقائه ويطلب منهم تبديل أموالهم، فليس هناك من توافق دائم.

س- ماذا فعل الرئيس الحريري لتحسين علاقته مع الرئيس الهراوي؟
ج- دائما كان السوريون يتوسطون أو الأصدقاء المشتركون بينهما، وكانوا يجدون حلولا.

س- هل تقول ان الرئيس الهراوي لم يكن يعبأ بالليرة اللبنانية وباللبنانيين، فكان يحوّل أمواله ويطلب من أصدقائه تحويل أموالهم الى دولار، حتى لو أدى ذلك الى إنهيار العملة الوطنية؟
ج- أنا لم اقل لم يكن يعبأ، أنا أقول انه من باب الخلاف مع الرئيس الحريري، وصلت الأمور الى درجة الحدة الشخصية، وأنا هنا أحاول الإجابة على الإفتراض بأن العلاقة بينهما كانت علاقة تآمر وتواطؤ ، هي كانت علاقة خلاف.
أنا أذكر أني قلت للرئيس الحريري منذ سنتين، أن الصحف تتحدث عن نفس عناوين الخلاف التي كانت بينه وبين الرئيس الهراوي، فما الفرق بين الهراوي ولحود، فكان جوابه ان الهراوي مدني ولحود عسكري، وأنا لا أستطيع التفاهم مع لحود.

س- شهرتك في بيروت انك سيد التسريبات الى الصحف ووسائل الإعلام، وهناك من يعيبون على من عملوا في الترويج الإعلامي لمشروع الحريري، أنهم افسدوا الإعلاميين والوسط الصحافي بجداول قبض، يعني رواتب شهرية، الى درجة أنه كل من دافع عن الرئيس الحريري، يُتهم بأنه على علاقة مع نهاد المشنوق؟
ج- سوف أجيب على هذا السؤال بطريقة مختلفة . أولا، أستاذ جوزف حتى لو كنت تقدّم برنامجا على التلفزيون لا يحق لك أن تتناول زملاءك بهذه الطريقة، إذا كان هناك من زملاء متهمين.

س- لكن أنا أطرح سؤال؟
ج- ايضا لا يحق لك أن تطرح سؤالا عن زملائك، لأن سبب السؤال هو تشكيك بأن يكون هذا حصل في وقت من الأوقات.

س- لكن، ألم تلعب دورا نقديا حتى على نفسك؟
ج- على نفسك شيء، وعلى زملائك شيء آخر، وأنا يصعب علي هذا الأمر، ولكن أريد أن أقول أولا، أنا لست سيد التسريبات، أنا صاحب موقف سياسي وجزء من مشروع سياسي مسؤول عنه الرئيس الحريري، فمن الطبيعي ان أدافع عن مشروعه، وعما أعتقد انه صحيح في مشروعه مع كل الزملاء الصحافيين الذين أقابلهم، وهذا جزء من عملي أن أقابلهم وأتناقش معهم وأقنعهم بالمشروع، ولكن كل الزملاء الذين كانوا من غلاة المعارضين، أنا كنت على إتصال مباشر معهم ، ودائما أناقشهم في كل الأمور ولم يكن للمال أي تأثير جدي.

س- هناك ظاهرة يرصدها قراء الصحف اللبنانيين ، بعض الصحف كانت عناوينها معارضة حتى الموت للرئيس الحريري ، فجأة وبين ليلة وضحاها كانت هذه الصحف تظهر بعناوين مؤيدة لمشاريع الرئيس الحريري ، كيف تفسّر ذلك؟
ج- هذا الأمر حصل في صحيفة واحدة ، وليس في عدّة صحف، وإستمرت موجة الصعود والنزول حتى الأمس، خاضعة لمزاج صاحب هذه الصحيفة.

س- هناك أكثر من صحيفة، وأنا مستعد تحت الهواء أن أسمي لك ثلاث صحف على الأقل تغير مزاجها؟
ج- من الصحف الأساسية صحيفة واحدة ، ونحن كنا نعتبرها في ذلك الوقت جزء من الخلاف السوري مع الرئيس الحريري.

س- فقط؟
ج- هي تبدأ كذلك وبعدها تتغير الأمور.

س- كيف تتغير الأمور؟
ج- عندما يتدخل المسؤولون السوريون كما يتدخلون في كل مجال.

س- ألم يجد الرئيس الحريري نفسه في مواجهة خصومه السياسيين المستشرسين في مواجهة الأمن السوري واللبناني، ألم يكن يجد نفسه أحيانا مضطرا الى إستخدام المال السياسي للدفاع عن مشاريعه التي كان مؤمنا بها، وأنها لمصلحة لبنان؟
ج- على كل حال، أنا لست من الناس الذين يمكن إقناعهم بأن المال السياسي يساعد على حل أي مشكلة من هذه المشاكل.

س- لماذا كان ضباط مخابرات لبنانيون يقولون، انه قبل إبعادك فترة عن الرئيس الحريري، أنهم لا يقدرون عليك، فكيف كنت تغلبهم، هل كنت تحاربهم بسلاحهم أم بالتسريبات؟
ج- رجعت الى التسريبات، وأنا أقول ان فكرة التسريبات غير موجودة عندي.

س- أنت كنت مسؤول الإعلام عند الرئيس الحريري وكان الصحافيون يتصلون بك وتتصل بهم لمعرفة جو الرئيس الحريري؟
ج- التسريبة تعطي إنطباع، وكأن المعلومة التي تتضمنها ليست دقيقة.

س- ليس بالضرورة، ولكن تريدون الا تظهر انها صادرة عنكم ؟
ج- أبدا، انا ولا مرة مارست هذا الامر، فقد كنت دائما أحرص على القول، ان هذا هو الرئيس الحريري، صحيح ليس عن لسانه، ولكن هذا جوه السياسي، منعا لاختلاط الأمر بين طريقة المخابرات وبين طريقتي في العمل .

س – اذاً لنسميها أجواء سياسية، كنت تعطي أجواء سياسية ؟
ج – نعم، وهذا عمل طبيعي .

س- هل ترى في لبنان صحافة حرة بعيدا عن لوثة المعلومات المستقاة اليوم من مصادر أمنية مثلا؟
ج – طبعا، هذا أمر طبيعي جدا ولكن ممكن أن السوق في لبنان لايتحمل هذا العدد من الصحف، ولكن لبنان أفضل مدرسة صحافية في العالم العربي، فكيف يمكن ان أتصور غير ذلك.

س- برأيك ان الإعلام اللبناني لايعاني من تأثير الأمن من جهة، والمال من جهة أخرى ؟
ج – هل تقصد يعاني أم عانى ؟.

س- أقصد يعاني وعانى ؟
ج- لا أعتقد الآن انه يعاني من أي من هاتين المشكلتين، ولكن المهم أن يحل مشكلة الإستمرارية وكيف سيستمر .

س- في ضوء خبرتك مع الإعلاميين في لبنان والسياسيين، ما رأيك بقول تشرشل انه ليس هناك انسان غير قابل لشرائه، ولكن السعر يختلف بين إنسان وآخر ؟
ج – أنا لم اخض التجربة في هذا الموضوع.

س- أنا اسألك من خارج تجربتك ؟
ج – لابد أن يكون تشرشل على حق، ولكن لم أخض تجربة من هذا النوع .

س- على حق في بريطانيا مثلا ؟
ج – على حق أينما كان لكن أنا لم أخضها .

س- بعد عودتك الى بيروت، كانت لك اتصالات مع السوريين، ودعوت رئيس جهاز أمنهم في لبنان رستم غزاله، الى غداء أو عشاء تكريمي، هل حاولت ان تلفتهم الى خطورة سياستهم، التي تجاهلت الإلتزام ببنود التفاهم الذي توصلوا إليه مع الاميركيين، لاسيما في لبنان ؟
ج – أولا، لم تكن دعوة غزالة بعد عودتي الى لبنان، إنما أنا دعوته على الغداء منذ حوالي سنة ونصف أو أقل، أي بعد فترة طويلة من عودتي، وكان مبرر الدعوة إنه إتصل بي ودعاني الى الغداء بعد فراق طويل، وإعتذر بشكل لطيف عن الإشكالات التي رافقت خروجي من لبنان، وقال انه لابد أن يزورني في منزلي ويعتذر مني .

س- قال لك إشكالات وهل تهمة التعامل مع إسرائيل إشكالات بسيطة ؟
ج – أنا أتحدث عن الشخص نفسه، وليس عن الإدارة الأمنية السورية، فرحبت بحضوره الى منزلي. وفعلا جاء وتناول الغداء عندي . ولكن أنا لا اعطي لنفسي لا وضعية ولا حق أني شرحت للسوريين مسار سياستهم الخارجية، ولكن أيضا لم يكن هناك تفاهم أميركي- سوري، بل كان هناك طلبات أميركية، وموافقة على واحدة او إثنين من الطلبات التي بلغت الثمانية .

س- تحدثت في خلال التحضير لهذه الحلقة عن إنعقاد أكثر من إجتماع سيء جدا بين السوريين والحريري، الذي تلقى بهدوء تعابير نابية ومضبطة إتهام في حقه، وكأنك أردت أن تقول ، وقد قلت ذلك للزميل حازم الأمين ، ان الحريري إغتالته سوريا سياسيا على الأقل، وطبعا ألمحت الى مسؤولية أمنية وإن بشكل مداور؟
ج- بالتأكيد أنا لم ألمح الى مسؤولية أمنية عن إغتياله، لأي جهة من الجهات لأنه يجب أن تملك معلومات لكي تتهم هذه الجهة أو تلك هذا أولا.
ثانيا: موضوع الإتصالات وسوء الإجتماعات التي حصلت ومضبطة الإتهامات التي حصلت في أواخر عام 2003 ، ومن ثم بعد ذلك عُقد إجتماع أو إثنين فقط حتى الآن ، وكانا ايضا سيئين بين الرئيس الأسد والرئيس الحريري.

س- لكن نحن نعرف الإجتماع الأخير الشهير؟
ج- هذا كان إجتماع التمديد، ولكن ايضا هناك إجتماع سيء حصل قبل ذلك.

س- هل لك أن تحدثنا عنه؟
ج- لا أملك معلومات عن مضمونه ، ولكن أعرف انهما إلتقيا، ولكن لا أملك معلومات عما دار في الإجتماع، وأنا أعرف عن إجتماع التمديد الذي تم في أواخر عام 2003، والذي تحدثت عنه مع الحياة مع الزميل حازم الأمين. وللحقيقة أنا قصدت بالمسؤولية السياسية هي ان سوريا أُغلقت سياسيا على الرئيس الحريري بعد إنتخابات العام 2000.

س- لماذا قلت إن إجتماع 2003 كان أسوأ من إجتماع الرئيس الحريري الأخير مع الرئيس الاسد؟
ج- لأنه كان أسوأ ، وأنا قلت انه تم التداول بالأمور بطريقة نابية، ولا أعتقد أن الرئيس الحريري كان متعوّدا على سماع هذه اللغة، وكان ذلك بحضور الضباط غازي كنعان ورستم غزالة ومسؤول أمن بيروت العميد مخلوف على ما أظن، وأنا لست متأكدا من الإسم.

س- من وجه كلاما نابيا الى الرئيس الحريري؟
ج- بالتحديد لا أستطيع أن اقول لك، ولكن بالتأكيد جزء منه من الضباط وجزء آخر من الرئيس الأسد، ولكن هذا لا يغيّر بطبيعة العلاقة السياسية، هذه تفاصيل في موضوع أساسي ، كلمة زيادة، كلمة ناقصة، لن تغيّر طبيعة العلاقة السياسية . وما أريد قوله انه أُغلقت دمشق سياسيا على الرئيس الحريري بعد إنتخابات العام 2000 وهي أُغلقت نهائيا.
صحيح انه حصلت إتصالات شخصية، وإتصالات يومية وضرورية، ولكن لم تعد القناة السياسية سارية المفعول بين دمشق وبين الرئيس الحريري.

س- هل لأن حجم الرئيس الحريري قد كبر دوليا وعربيا، أو لعدم وجود كيمياء بين الرئيس الحريري وبشار الأسد؟
ج- أعتقد لعدّة أسباب قد تكون الكيمياء ولكن ليس حجمه ، لأن حجمه ليس بجديد، فهو كان قبل سنة 2000 وهذا الحجم كبر داخل سنة الـ 2000 بسبب الإنتخابات، ولكن ليس حجمه العربي والدولي.
أعتقد ان المجموعة السياسية التي كان يتعاطى معها أصبحت على الرف، ولم يعد لها أي دور ، وكل الذين تسلموا مراكز قيادية سورية، سواء في الأمن أو الرئاسة أو الخارجية، أي المجموعة المقررة للسياسة في كل مجال، لم يكن للرئيس الحريري علاقة معهم.

س- تقول الذين خرجوا أمثال الشهابي وخدام وغيرهما، فلو بقي هؤلاء في السلطة هل كان ليكون خلاف بين الرئيس الحريري وسوريا ؟
ج- بالتأكيد أقل مما وصلت إليه الأمور.

س- قيل ان الرئيس الحريري لم يكن معارضا للقرار 1559 ما رأيك؟
ج- القرار 1559 لم يكن بحاجة لمن يعارضه أو من يوافق عليه، أنا أعتقد ان هذا القرار بالذات أكبر من الرئيس الحريري، وأكبر من كل قدرات الدولة اللبنانية، وبالتالي ليس بالضرورة أن يكون الرئيس الحريري يوافق عليه أو لا يوافق عليه، إنما هو تضايق منه وإعتبر انه لا يمكن لنا أن نستبدل الوصاية السورية بوصاية دولية.

س- أنت تعرف ان الزميلة رندة تقي الدين مراسلة الحياة في باريس، نشرت عن لسان السفير الإيراني قوله، ان الرئيس الحريري إتصل به وقال له إننا سنسحب سوريا من لبنان . وأنا أضمن الحرص على “حزب الله” والمقاومة، وأطلب نقل ذلك الى الحكومة الإيرانية؟
ج- أكيد كلام رندة تقي الدين صحيح، ولكن لا أعتقد انها إستعملت تعبير نحن سنسحب سوريا، فالقرار 1559 سيسحب سوريا ، ونحن لا نريد مشاكل مع “حزب الله” وكان هو يعمل على إجتماعات دائمة مع السيد حسن نصرالله لمدة سنة أو أكثر ، إجتماعات مكثفة معه ، وإحتمال مواجهة كل الظروف التي قد تطرأ بعد الإنسحاب السوري، وبعد تطبيق القرار 1559.

س- في حديثك الى الحياة كأنك تخلص الى ان عملية إغتيال الرئيس الحريري، هي عملية إغتيال شخصية سُنية كبيرة، وأنه غير مسموح للسُنة بأن تكون لهم زعامة بهذا الحجم الكبير ، لماذا تقرأ هذه الأمور مذهبيا ، في حين ان الرئيس الحريري كان يحاول أن يكون له مشروع على مستوى كل لبنان؟
ج- أولا، السُنة ليسوا مذهب هم أهل الأمة، وهم يعتقدون وفي أساس نصّهم أنهم هم المسؤولون عن الجميع، أهل الأمة بمعناها الشامل، وزعامة رفيق الحريري الحقيقية والفعلية الدائمة والتي ستستمر هي زعامته السُنية، يعني هذا هو رأسماله الأساسي، ولكن ليس زعامته السُنية اللبنانية ، بل زعامته السُنية العربية التي قلت انها تمتد من العراق مرورا بالأردن وسوريا ولبنان، والدليل على ذلك ان هناك ستة رؤساء حكومات منذ الإستقلال حتى الآن والمفتي الشيخ حسن خالد كونه زعيما كبيرا ، قُتلوا بطرق متشابهة وبأوقات متقاربة، من رياض الصلح الى رشيد كرامي ورفيق الحريري قتلا ، الى سليم الحص وتفجير سيارة صبيحة يوم العيد أثناء ذهابه لإصطحاب المفتي الى الصلاة وصولا الى تقي الدين الصلح الذي هُدّد ونُفي ومات في المستشفى بباريس وصائب سلام الذي بقي 15 سنة بعد الخلاف السوري – المصري في جنيف، وعاد لكي يموت في فراشه القديم فقط، فماذا تريد أكثر من ذلك، سبعة في خمسين سنة أو ستين سنة وكلهم من نفس الطائفة ونفس الدور ونفس التفكير.

س- هل الجهة نفسها وقفت وراء نفيهم أو قتلهم؟
ج- ليس بالضرورة.

س- أنت تقول ان رفيق الحريري كان زعيم السُنة في بلاد الشام؟
ج- أبعد من ذلك ايضا، وسأروي لك هذه القصة: لي صديق يملك فيلا على مدخل موناكو، وكان الرئيس الحريري خارج الحكم عام 1998، هذا الصديق كان يعمل لديه في الفيلا شخصان جزائريان ، وعندما ذهب الى الفيلا في صيف 98 فوجىء ان هذين الجزائريين غضبا وإنزعجا لأن الرئيس الحريري خرج من الحكم. تصوّر ان شخصين جزائريين في موناكو غضبا لأن الرئيس الحريري خرج من الحكم.

س- أنت دائما تحاول ان تقرأ مشروع رفيق الحريري قراءة سُنية؟
ج- ليس مشروعه بل زعامته.

س- لابأس فالزعامة تفرض المشروع؟
ج- كلا، الزعامة تفرض الجمهور ولا تفرض المشروع.

س- ألم يتحول مشروع الرئيس الحريري في فترة، من مشروع وطني الى مشروع ربما سُني بأبعاده في المنطقة؟
ج- أبدا، أبدا، لم يتخل لحظة واحدة عن مشروعه الوطني، وكان يتضايق من هذه الصبغة التي لبسته ولم يعد بإمكانه ان يرفعها عنه، والدليل أن كل مستشاريه كانوا من كل الأطياف ومن كل الألوان.

س- ولكن لم يعودوا يمارسوا سوى من خلال لونهم السياسي الأصلي ، بل إندمجوا كلهم في مشروعه؟
ج- أبدا، أبدا بالعكس كانوا يؤثرون بسبب لونهم السياسي الأصلي، وإلا لما كان لهم من ضرورة.

س- من مستشاريه من كان في “القوات اللبنانية” الى من كان في “فتح” الى من كان في “منظمة العمل الشيوعي”، هل بقوا كذلك عندما أصبحوا مع الرئيس الحريري؟
ج- طبعا، ولم يغيّر أي منهم وجهة نظره.
=======