لقاء عرمون- “تيار المستقبل”: الدروز سنّة احتياط

كلمات 08 مايو 2009 0

نحن لن ننسى الماضي، ولكن في النهاية نحن مجموعة تعمل بالسياسة، هناك الكثير ممن اعتقدوا انهم في 7 أيار الماضي، استباحوا بيروت واحتلوها، وهذا الأمر صحيح ولكن ماذا استطاعوا ان يأخذوا منا . صحيح انه حصلت تجاوزات كبيرة، ولكن هذا الأمر لن يدفعنا أبداً لكي ننتقل من الحوار الى حمل السلاح وسأوضح لكم لماذا ؟

يعتقد الكثيرون ان بيروت مدينة سهلة، وانهم يستطيعون دخولها والخروج منها متى شاؤوا، وان يطلقوا النار وان يحتلوا الشوارع واحتجاز الناس، وهم فعلوا ذلك مرة او مرتين في السابق ، ولكن ما أريد أن أقوله ماذا حققوا بالسياسة؟

هم يستطيعون السيطرة على الطرقات ومداخل البنايات، واذا أرادوا يسيطرون على كل البنايات، ولكن أهم شيء بالنسبة لنا، ماذا يعني هذا الأمر بالسياسة؟ هل يستطيعون الدخول الى قرارنا او الدخول الى عقولنا او الى قلوبنا؟ واذا أرادوا أخذ الطرقات والشوارع والبنايات فنحن سوف نقدّمها لهم، ولكن قرارنا يبقى لنا، وبالتالي لن نسلم قرارنا لأن هناك قلة من الأوباش الذين نزلوا الى الشارع وقرروا إذلال الناس والدخول الى بيوتهم .

هم يعرفون قيمة السياسة اكثر منا لأنهم لم ينحشروا مرة في السياسة او بالعسكر او في الجنوب او في نيويورك او في واشنطن او حتى في بيروت، إلا وركضوا من أجل سطرين في البيان الوزاري . كل هذا “الهيلمان” الذي قاموا به متوقف على سطرين في البيان الوزاري، وان لهم الحق بموجب البيان الوزاري ان يفعلوا كذا وكذا ..

أنا لا أقول انه لم تحصل تجاوزات، كما قال أخونا العزيز ولكن أقول حصل أكثر من ذلك، ولكن من يعتقد ان بيروت قد تستسلم مخطئ جداً، فهذه مدينة مرّت عليها الصعاب أكثر بكثير من اليوم، وهي مدينة بقي الجيش السوري فيها 30 سنة وخرج خلال يومين، ولم يعد موجودا حتى في عقول الناس ولم يعد موجودا في القرار ولا بالتأثير، ولكن ايضا لم يعد موجوداَ بالحقد ، فنحن لا نحقد ، فنحن أهل الأمة، وأهل الأمة هم الناس الذين يخدمون غيرهم والذين يكونون في النهاية على حق، فليس من المهم للحظة او ليوم او ليومين او ثلاثة ان تكون هناك مشكلة فنحن ليس لدينا مشكلة وجود كالآخرين، ولا مشكلة مصير كالآخرين، نحن موجودون في هذه الارض منذ مئات السنين، وموجودون في كل الأرض العربية من المغرب حتى آخر الصحراء في الجزيرة العربية، ولم نكن ولا مرة منقطعين عن مدننا وعن جماعتنا وعن بيئتنا وعن محيطنا ، ولكن اذا كنا قد اخترنا الحوار السياسي كمسيرة لنا فانما اخترناه لأننا لا نستطيع العيش الا بالسلم الأهلي، ولا نستطيع العيش الا ضمن الدولة، ونحن لا نعرف أصلاً غير الدولة منذ 1400 سنة نعيش في كنف الدولة أياً تكن هذه الدولة وأياً يكن حاكمها وأياً يكن نظامها، ولكن لم نكن مرة خارج الدولة .

هذه المجموعة تعتقد انها بسلاحها تستطيع الدخول على الدولة، ممكن نلاحظ انهم حاولوا ذلك منذ عشرين سنة واستطاعوا ان يدخلوا بحصتهم، ولم يستطيعوا ان يتجاوزوا الزاروب الذي يعيشون فيه ، ولا مرة استطاعوا بالسياسة ان يصلوا الى عقل غيرهم، ولا مرة استطاعوا بأخلاقهم الوصول الى قلوب غيرهم ، هذا التصرّف قد يبدو للحظة عند الموجوع انها ارباح ولكنها ليس ارباحاً .

لقد نُفيت خمس سنوات الى الخارج، وأذكر انني أتيت مرة الى بيروت لكي أقدم التعازي للرئيس الحريري بوفاة والده، فكان ان اتصل بي احدهم قائلاً ” هل تعتقد انك أتيت من الحج حتى يزورك كل هؤلاء الناس” وبعدها استمريت لثلاث سنوات أعيش بين بيروت والخارج، وبالتالي أنا أعرف ماذا يعني هذا التصرّف، ولكنني لم أشعر لمرة انهم استطاعوا ان يأخذوا قطعة ولو صغيرة من قراري السياسي .

أهم أمر هو ان نعرف ان القوة هي كلمة الحق لا “الزعرنة”، وأهم أمر ان نعرف ان الدولة هي هدفنا وليس المحكمة ، نحن نريد من المحكمة العدالة ولا نريد الثأر ، نحن نريد من المحكمة الحق وليس الانتقام .

كل ما نحاول ان نقوله ان هذه الصورة التي شاهدناها منذ عدّة ايام، قد يعتقد البعض انهم قاموا باحتفال كبير اسمه إطلاق سراح الضباط . هذا الأمر صحيح ولكن هناك صورة اخرى لم نتكلم عنها، وبالتأكيد لم يتحدثوا عنها ايضاً، هي انه لأول مرة في تاريخ الشرق الاوسط تُعقد محكمة دولية، فيها قاض ومدّعٍ عام ودفاع بسبب اغتيال سياسي بدأ بالرئيس الشهيد رفيق الحريري وبالكثير من الأخوة الشهداء .

الصورة الحقيقية والبراءة الحقيقية هي للمحكمة، التي إتهمت بكل الإتهامات، ولكن فجأة قرروا ان المحكمة جيدة لانها أصدرت قراراً بالبراءة، ولكن هي لم تصدر قرار براءة، ولا أريد هنا ان أدخل في المجال القانوني، ولكن هم أُخلي سبيلهم بانتظار صدور القرار الظني الذي يلزمه سبعة أو ثمانية أشهر لكي يصدر، وبالتالي لا بد ان نصبر حتى صدوره .

أنا أقول مهما كانت الحقيقة نحن غير مُلزمين بحقيقة مكتوبة على جبيننا ولا يمكننا تغييرها، لذلك كل ما يقوله القرار الظني نحن نسلّم به ، لأننا اذا كنا لا نعتبر ان المحكمة الدولية هي المرجعية، فليس لدينا مرجعية أخرى، نحن لا نستطيع ان نكون قضاة ولا نستطيع أن نحكم وندين او نبرئ. نحن نستطيع توجيه الإتهام بالسياسة كما قال الشيخ سعد بالأمس فضلاً عن الإتهام السياسي هذا لم يأت من فراغ ، فهناك تقرير لرئيس لجنة التحقيق الدولية قال فيه او سمّى فيه مسؤولين سوريين ثم عاد وسُحب من تداول مجلس الأمن، إذاً نحن لم نتبرع بهذا الإتهام بل هناك بين يدينا مستندات ، ورغم ذلك اعتبرناها اتهاماً سياسياً لأننا لا يمكننا إتهام الناس جنائياً دون ان تكون بين يدينا أدلّة مؤكدة .

لقد رأينا كيف فرحوا وشمتوا وقد ظهرت هذه الشماتة خلال ساعتين من إطلاق الضباط، ولكن بعد ساعة اكتشفوا انهم أخطأوا خلال برنامج كلام الناس على شاشة “ال.بي.سي” اتصل احدهم ليقول لي انه لا يثق بالمحكمة ، وانهم يتعاطون مع المحكمة حسب كل قرار يصدر عنها، أي كل قرار على حده بالمفرق، فالقرار الذي يعجبنا نثق به والقرار الذي لا يعجبنا نعترض عليه .

وأعتقد ان الكثيرين اعتقدوا ان هذا الكلام كبير ودليل قوة . لكن باعتقادي انه يستطيع ان يقول كل ما يريده، ولكن لمن يقول هذا الكلام هل يقوله لنا ؟ وبالتالي ماذا سيستفيد من ذلك حتى لو قلنا له معك حق ولكن هذا لن يغيّر اي شيء .

أنا أقول هذا كلام ضعف، وهو كلام صادر عن شخص غير مستحق والموجه اليه لا يملك شيئا يعطيه إياه .

المحكمة موجودة في هولندا وليس في بيروت، وفيها قضاة من جنسيات أخرى، وبالتالي هو يخاطب المحكمة من هنا، لكي يقول انه لا يوافق على قراراتها اذا لم تعجبه ولكنني لا أرى أين القوة في هذا الكلام، نحن إذا صدر القرار الظني وقال:” فلان من الناس مطلوب بهذه القضية” فلا يهمنا ماذا يحصل بعد ذلك ، لأن كل ما يهمنا هو انه اذا وصلنا للإدانة ولا نريد أي شيء آخر.

نحن أهل دولة وأهل حق وأهل عدالة ولسنا أهل ثأر ، فلو كنا نريد اخذ الثأر لما توجهنا بلحظة باتجاه آخر . نحن ذهبنا باتجاه المنطق والدولة والحق، وباعتقادي هذه الجماعة لا تعرف لا المنطق ولا الدولة ولا الحق، ولذلك يمكن ان يقفوا ويقولوا نقبل هذا ونرفض هذا، وانا اسأل من طلب منهم ان يقبلوا او لا يقبلوا بالاصل .

أنا لم أعرف ان أحداً طلب منه أو من غيره أو من أي واحد من القياديين في “حزب الله” ان يقبل او لا يقبل، وبالتالي هو يرفض أمراً مسبقاً لانه يعرف إننا سنصل الى الحقيقة في يوم من الأيام، ولن تكون هذه الحقيقة لصالح المنطق الذي يتحدث فيه، وأنا أعتقد انه ما من مرة رفض أحدهم شيئاً لم يطلب منه إلا وكان ذلك دليل ضعف وليس دليل قوة، إنما هذه قوة عابرة تشبه التنفس الإصطناعي الذي يعطى للمريض، والذي قد يخدمه لساعات أو لأيام أو لأسابيع، ولكن في النهاية لن يستطيع الإستمرار في الحياة دون تنفس طبيعي.

أنا أقول ان كل هذا الكلام اصطناعي، وسيتضح في يوم من الأيام انه مفتعل وانه دليل ضعف وليس دليل قوة ابداً. لذلك أهم شيء هو ان نعترف بيننا وبين أنفسنا، وان نكون واثقين وان نكون مقتنعين بيننا وبين أنفسنا قبل ان نقول لغيرنا اننا نحن الحق وغيرنا هو الظالم، ونحن لسنا مظلومين نحن أكبر من أن نكون مظلومين .

هذه المدينة وأهلها مهما حصل ومهما حلّ بأهلها وبيوتها لن تسلّم قرارها، ولن تسلّم قيادتها إلا لمن تقتنع به، والتي تعتقد انه حقها الذي تدافع عنه بكلمة الحق، وبأننا أبناء هذه المدينة وطالما قررنا ان ندافع عن قرارنا والا نتخلى عن حقنا وعن مدينتنا، فلن يستطيع أحد ان يفعل شيئا معنا، وكل السلاح لا يستطيع ان يفعل شيئا .

لقد حصلت في الدوحة أمور جيدة وأمور خاطئة، الأمر الجيد انه أصبح لدينا رئيس للجمهورية وتشكلت الحكومة، وانتقلنا الى مرحلة جديدة فيها مشكلة الثلث المعطّل.

أنا أريد ان أقول لكم ان السابع من كل شهر في كل السنوات، لن يرغمنا ان ندفع بالسياسة ولا مرة، ولا مرة، ولا مرة . شيء دفعناه بالدوحة مهما كان السلاح ومهما كانت النتائج وأياً كان من يستعمل هذا السلاح، نحن لن نوّقع على ورقة نتخلى فيها عن حقنا لا بادارة البلد ولا بقرارنا السياسي ولا بخيارنا الأساسي الذي هو الحوار للتفاهم حول المسلمات ، نحن لم نتخلّ عن عروبتنا ولا عن مسؤوليتنا الوطنية، ونحن دفعنا ثمناً غالياً لتحقيق هذه العناوين، ومدينة بيروت على الأخص دفعت ثمن هذه العناوين سنوات وسنوات من حياتها واستقرارها، ولكنها لم تتخل مرة أو تنكرت أو فقدت عروبتها، ولكن عروبتنا لا تتوقف عند باب دمشق، هي تمر بدمشق وتمتد الى كل مكان، ولن يستطيع أحد إيقافها لأنها هويتنا وليست سيارة أو شخصا .

اما في ماخص النقطة الثانية التي تحدث عنها الاستاذ هلال حول بقاء الجيش على الحياد، فهذا صحيح، هذا حصل أول مرة وثاني مرة وثالث مرة، ولكن يبقى خيارنا الوحيد هو الإصرار على الدولة وأداتها الأمنية الجيش، ولن نترك هذا العنوان، ولن نسلّم بالأمر الواقع، لأنه اذا سلّمنا ان هذا الأمر ليس بيدنا ولا نستطيع استعماله، فيجب ان نسلّم على طريقتهم وبان القضاء كله مدان وكل قراراته خاطئة، وسنسلّم ايضاً بأن المحكمة الدولية مشكوك بكل قراراتها، وسنسلّم ايضاَ بأننا لا نستطيع ان نتفاهم سياسياً الا بالثلث المعطّل، وبالتالي عندما نسلّم مرة واحدة بهذا المنطق المريض لا شك اننا سنسلّم في كل المرات .

أنا أستطيع ان أؤكد لكم ان هذا الأمر بعد 8 حزيران لن يحدث، وأقول ذلك ليس على مسؤوليتي فحسب، بل على مسؤولية سعد الحريري دون أن أسأله حتى لو دخلوا الى منزلي ومنزل الآخرين ، إذا كان لي حرف في هذا التوقيع السياسي لن أوقّع .

أما عن قول الأستاذ هلال عن التحالفات المستجدة فأنا لا أعرف ماذا قصد بذلك ؟

هلال: التحالف مع الجماعة الإسلامية؟
– هذه مسألة تتعلق برغبة الشيخ سعد بالإنفتاح على مجموعة من السياسيين كانوا دائماً بقربنا وبقرب عقلنا وتفكيرنا، وفي نفس الوقت ينفي القول انه أغلق بيوت الناس وفتح بيته فقط.

إذا فتح البيوت تجربة جديدة، وقال لهم: أهلا وسهلا تفضلوا ، واعملوا في السياسة لنرى ما مدى قدرتكم على حماية أهلنا وأهلكم ، وما مدى قدرتكم على الدفاع عن أهلنا وأهلكم، هناك الكثير ممن ترشحوا للانتخابات الآن، لم نسمع صوتهم في 7 أيار الماضي، ولكن ابتداء من 8 حزيران وصاعدا سيُحاسب كل واحد منهم على كل ما يقوله ، وكل ما يفعله وأنتم ستحاسبونه.

هذه تجربة يخوضها الشيخ سعد إيمانا منه بأن هذا الإنفتاح يحقق وحدة المسلمين أكثر وأكثر، ويحقق وحدة السُنة أكثر فأكثر ويحقق أكثر فأكثر قدرتهم على الدفاع عن مفاهيمهم وعن دولتهم وعن جيشهم ، وأهم شيء عن قدرتهم على حرية قرارهم.

ما أريد ان اقوله أن هناك الكثير من الإيجابيات في ما قمنا به وهناك ايضا سلبيات ، ولكن علينا دائما ان نقرر النظر الى النصف الملآن من الكوب، أو النصف الفارغ، فإذا قررنا النظر الى النصف الملآن أستطيع أن أحدثكم ساعة. أما إذا نظرنا الى النصف الفارغ أستطيع أن أحدثكم نصف ساعة، ولكن في النهاية عليكم أن تقرروا وتعرفوا ان لا خيار أمامنا سوى النصف الملآن ولا خيار أمامنا سوى ان نملأ هذا الكوب، لكي نستطيع الوصول الى كل العناوين التي نعتبرها، من حقنا ولا نتخلى عنها دون اللجوء الى استعمال السلاح، فمن السهل ان نستعمل السلاح ونتسبب بالدم اكثر فأكثر، ولكن بذلك نكون قد قضينا على فكرة الدولة التي نعيش عليها منذ فترة طويلة.

لا أعتقد اننا قاصرون عن شراء السلاح والتدرب على السلاح، لكن بهذه الطريقة نكون كمن يدّمر الهيكل الذي بنيناه. نحن بنينا هذه الدولة ولن نتخلى عنها مهما “تزعرنوا” لأن من لم يملك قلما ليوقّع كل هذه “الزعرنة”، لن تفيده بشيء ، لكن هل هذه الأمور مرتبطة الآن بأمر واحد، وهو ان عليكم وعلى كل واحد تعرفونه وترتبطون معه أكان شابا أم سيدة أم صبية أو رجلا عليه أن يستعمل حقه المدني السلمي السياسي الأساسي الذي لا يستطيع أحد ان ينتزعه منه، وهو أن يضع هذه الورقة يوم الإنتخاب في الصندوق وأي وسيلة أخرى تعني التخلي عن الحق، فمن سيبقى في منزله يتخلى عن حقه، ومن يدعو الآخرين لكي لا يصوّتوا أيضا يتخلى عن حقه ويكون كمن يقول للمجتمع الدولي ولأهلنا في كل مكان وللعرب، اننا لسنا مؤهلين للمدافعة عن حقنا بدم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نحن لا نريد الثأر نريد الإقتراع، ولأننا لا نريد الفراغ نريد الحوار، ولأننا لا نريد الميليشيات نريد الدولة، ولكن كل هذه العناوين مرتبطة ايضا بورقة الإنتخاب وبدونها كل ما سيحصل معنا في الأيام المقبلة مجرد خسائر، لأنهم بذلك يكونون قد استعملوا الوسيلة الخطأ ونحن تخلينا عن الوسيلة الصحيحة. والوسيلة الصحيحة التي تؤمن حقنا هي هذه الورقة التي تحفظ كرامتنا السياسية وتحفط حقنا في أن نقول رأينا مهما حصل، ونحفظ حقنا بأن ندافع عن كل شيء نؤمن به، وأهم شيء ان هذه مدينتنا لا نتخلى عنها ولا نتخلى عن قرارها ، وهذا القرار لا يُقرر إلا في صندوق الإقتراع.

أكرر مرة ثانية وثالثة وعاشرة، ولن أقول صوّتوا لي، ولكن صوّتوا. أهم شيء أن تصوّتوا، لأن هذا الحق هو الجواب الوحيد على كل هذا السلاح ، وهذا الحق هو السلاح الحقيقي الذي يعطينا القدرة على مواجهة كل العالم، لم يعد باستطاعة أحد أن يحتل شارعا ويستمع إليه أحد، ولم يعد باستطاعة أحد إحتلال بناية ويفعل ما يريد ولكن لمدة محدودة، إنما هذه الورقة تقرر لأربع سنوات كل مستقبلنا السياسي وكل قدرتنا بالدفاع عن حقوقنا وعن كرامتنا السياسية. أنا أشكركم على حضوركم وتحمّلكم الحر والبرد.

أسئلة وأجوبة

س- عندي سؤالين ، الأول عن الحسابات الإقليمية والدولية وسلاح “حزب الله” والثاني: العلاقة بين قريطم والمختارة. بتقديري المتواضع تعتمد على ثوابت ومرتكزات ثابتة واستراتيجية، هل بمتابعتك وعلاقاتك ومعلوماتك الخاصة يمكن أن تعطينا توصيف استراتيجي لسياسة جنبلاط أقله حاليا؟
ج- في موضوع سلاح “حزب الله” انا دائما أتصرف على ان المهمة الرئيسية لسلاح “حزب الله” هي مقاومة الإعتداء الإسرائيلي حتى هذه اللحظة.

صحيح لقد حدث تجاوز كبير في 7 أيار ولكنني ممن لا ينكرون دور المقاومة في العام 2000 بتحرير الأراضي المحتلة، ولم أقبل بانها من إفتعل الحرب في العام 2006 ، وبرأيي من اتخذ قرار هذه الحرب هم الأميركيون والإسرائيليون ، وشنوا هذه الحرب. اما القول فأن التوقيت غير مناسب وانها أدت الى اضرار كبيرة هذا صحيح، ولكن القرار اتى من مكان آخر، حتى ان وزيرة الخارجية الأميركية في وقت من الأوقات اعترفت بأنها مدّدت الحرب إعتقادا منها انها تستطيع أن تحصّل بالسياسة أكثر.
ما أريد أن أقوله انه طالما ان سلاح “حزب الله” موجّه بموضوع أي عدوان إسرائيلي، فنحن لا نستطيع أن نتخلى عنه ولا نقبل أن يُطلب نزعه أو تسليمه، أنا أتكلم الآن لكي لا أحرج أحد برأيي الشخصي، وهذا ما أقوله دائما وأكتبه ، فلا يمكن أمام إنتخابات اسرائيلية أنتجت مجانين أن أطلب سحب السلاح لصالح هذه السياسة، ولا يمكن أمام شخص عنصري يريد طرد كل العرب من فلسطين ولا يعترف للفلسطينيين بحقهم أن نقول مقابل ذلك، الآن في هذا الوقت يجب سحب هذا السلاح ويجب أن ترتاح إسرائيل، أنا لا أستطيع أن أقول ذلك ، وهذا ليس منطقيا أبدا.

أنا ما أقوله دائما لا بد من إبتكار صيغة تحفظ هذا السلاح ، تعطل دوره الداخلي نهائيا وتوفّره لمسألة المواجهة مع إسرائيل، ولكن في إطار الدولة، فلا يمكن لأي كان أن يعيش في نظام المقاومة . فالمقاومة ليست نظاما، والناس تعيش في إطار واحد يجمعها هو الدولة، المقاومة ليست إطارا جامعا، هي إطار إنشقاقي أكثر مما هي إطار جامع، إطار إنقسامي ، والمشكلة الأكبر انها تابعة لجهة رغم كل الظروف يجب أن نقول انها تابعة لجهة هي إيران التي تتصرّف على أنها دولة رعاية ، التي تهتم بمجموعات من الناس فقط، وبالتالي هذه المجموعات في كل دولة عربية تشعر ان حمايتها آتية من دولة أخرى بعيدة وليست منتظمة في إطار الدولة، لذلك فإن خطورة هذا الدور ليس في انه يقسّم الدول، بل أكثر من ذلك يقسّم مجتمعات ويقسّم المسلمين، ولكن رغم كل ذلك أنا لا أوافق سياسيا على هذا الموضوع، وقد كتبت مرات ومرات، وكان أول مرة كتبت عن المشروع الإيراني ، كان لي في شهر 8/2005 ولم يكن أحد من كبار المسؤولين العرب يعترف ان هناك مشروعا إيرانيا.

على كل حال، لا شيء يجمعنا غير إطار الدولة ، ومهما قلنا عنهم. هؤلاء لبنانيون، ونحن لا نسحب ولا نمنح جنسيات، هؤلاء لبنانيون، يمثلون شريحة كبيرة جدا من المجتمع اللبناني. وأنا كل ما عليّ أن أقوم به هو إبتكار صيغة تعطّل السلاح داخليا، وتعطّل أي تأثير سياسي لهذا السلاح ان كانت ثلثا معطّلا أو ثلاثة أثلاث أو أربعة أثلاث. وأنا قلت من على شاشة المنار ان كل الأثلاث لا تحمي السلاح، إنما من يحمي السلاح هو السلم الأهلي. لذلك أقول لا بد من إبتكار صيغة عنوانها الوحيد هو الحوار، قد يبدو في كل مرة ان الحوار لم يأت بنتيجة ، ولكن ليس أمامنا سوى خيار واحد هو الحوار الوحيد الذي يحفظ حقك وقدرتك، ويحفظ سلامة توجّهك، لأنه السلاح الوحيد الذي لدينا قدرة أكثرمن أي أحد لكي نربح بواسطته. ولا أعتقد ان هناك مواجهة سياسية خسرناها أو مناقشة سياسية خسرناها، وبالتالي دائما بالمنطق تكشف أوراق كل الناس، لأنه من المهم ألا يبدو انهم يريدون مقاتلة إسرائيل، وأنت لا تريد ذلك أو انهم متحمسون وأنت غير متحمس، نحن قاومنا قبلهم أنا والدكتور وغيرنا وغيرنا، أمضينا نصف عمرنا عن حق أو عن باطل نقاتل من اجل فلسطين، وبالتالي فلسطين لم تبدأ بالأمس، ولا من عشر سنوات، فلسطين موجودة من سنة 1948 وهناك لبنانيون في كل مكان منذ الـ48 ساهموا بالقتال في فترات مختلفة، وبالتالي أبناء جيلي كلهم كانوا في حضن فلسطين سواء في الجامعة أو في العمل أو في المطعم أو في التاكسي، ولكن كل هذا كان اندفاعا، فهل أصبح اليوم إندفاعنا مشكلة لنا وإندفاعهم حق لهم أبدا، نحن حقنا قبلهم، ودورنا قبلهم، وإيماننا قبلهم، وننحن بموضوع فلسطين لا يمكن أن نتخلى عن هذا الحق أبدا.

لم أطّلع على خطاب الشيخ سعد كاملا بالأمس، ولكن فرحت جدا عندما تحدث عن فلسطين ، وفرحت أكثر عندما تحدث عن العروبة، وفرحت أكثر وأكثر عندما تحدث عن المقاومة التي كرّس حقها الرئيس الشهيد رحمه الله في تفاهم نيسان. أنا أذكر اننا أمضينا الليالي دون نوم أثناء تفاهم نيسان، وأمضينا الوقت بين بيروت ودمشق، ودمشق –بيروت ولم نعد نعرف النهار من الليل ولا التاريخ ولا الوقت وبالطائرة من مكان الى مكان حتى استطعنا التوصل الى تفاهم نيسان.

بالأمس هناك ثلاث نقاط تسجّل للشيخ سعد في خطابه ، وهي نقاط استراتيجية واساسية: موضوع المقاومة، موضوع الإتهام السياسي لسوريا وموضوع عروبتنا المحسوم وغير الخاضع للنقاش.

أما في ما يتعلق بوليد بك ليكن واضحا، أنا عندي نقطة ضعف تجاه وليد بك لأنني من الناس الذين يعتقدون ان ما بين 14 شباط و14 آذار كان وليد جنبلاط هو المغامر الأول الذي استطاع تحقيق 14 آذار ولولا وليد جنبلاط لما كانت 14 آذار موجودة.

س- أيضا رأيناه في 21 آذار؟
ج- أنا رأيته في 14 شباط الساعة الثالثة بعد الظهر في قريطم عندما كان يجلس في غرفة الطعام على الطاولة وحوله كل الذين أصبحوا في ما بعد 14 آذار، كيف كان ينظّم ويحضّر من قبل أن يحصل الدفن. وأقول بدونه لما كانت 14 آذار موجودة. أنا قلت منذ عدّة أيام “يا بك أنت مسلّفنا، ولكن نحن إستثمرنا فيك كثيرا طوّل بالك علينا شو قصتك”.

على كل حال، المهم بيطلع أو بينزل أو يروح ويجيء. وليد جنبلاط واحد منا ، أنا من باب المبالغة أقول ان الدروز سُنة احتياط. وليد جنبلاط واحد منا وله علينا ، وليد جنبلاط ايضا نحن لنا عليه الكثير بالمحبة وبالود وبالتضامن، وأنا عندي ثقة كاملة انه مهما طلع ومهما نزل لا يحيد عن المسائل الاستراتيجية التي نؤمن بها. لقد اعتقد الجميع ان وليد بك إنقلب وتغيّر، ولكنني لم أصدّق هذا. وعندما سمعته بعد إطلاق الضباط يتحدث قلت لنفسي بأنني محق، بأن وليد بك رجع، وبالتالي إذا دست على رجله قليلا تأخذ منه كل ما تريد من مواقف.

س- المعروف ان هناك إشارة إلتقطها “حزب الله” على صعيد السياسة الخارجية ، جعلته يعمل براحة في 7 أيار الماضي وإقتحام بيروت بهذه الطريقة ، ما هي هذه الإشارة أولا؟ ثانيا: بالنسبة للإتفاق الذي يُحكى عنه حاليا بين أميركا وإيران هل القلق العربي في محله أم لا؟ وماذا عن سياسة تركيا في الشرق الأوسط؟ ثالثا : سقط لنا 57 شهيدا في بيروت، هل يُعقل أن ننظر الى سلاح “حزب الله” بأنه سلاح للمقاومة؟
ج- أنا قلت سلاح مقاومة معطّل في اتجاهين، بالإتجاه الداخلي وبالإتجاه السياسي. أنا لم أقل ان 7 أيار يشرّفهم أنا قلت هناك “اوباش” تصرّفوا بما تصرّفوا به في 7 أيار. وعل كل حال هذه “رذالات” يمكن توزيعها ولا يمكن حصرها بجهة واحدة وباعتقادي ان هناك أكثر من جهة شاركت في هذا الموضوع ، فالحزب القومي شارك ونفذ وغيره وغيره.

س- ما رأيك بالعلاقة بين قريطم والمختارة؟
ج- أنا قلت وليد بك واحد منا ، وأنا أتحدث هنا باسم قريطم وليس باسمي، وأعتقد ان الشيخ سعد تحدث عن وليد بك في البيال أحسن بكثير مما أتحدث أنا.

ما أريد أن أقوله اني لا أطلب أن ننسى 7 أيار، ولا أن نسامح 7 أيار، ولكن أمامنا طريقين، فهناك من يعتقد ان النجاح هو أن تأخذ بالثأر، ولكن أنا عندي رأي آخر وهو انه عندما تنجح فكرتك تكون بذلك قد أخذت بالثأر. أما أن تقول أريد ان أثأر شخصيا ومباشرة، فأنا لا أنتسب إلا الى فكرة الدولة وفكرة تحصيل كل حقوقك عبر الدولة ، لأنني عندما أطلب من المعارضة أن تطرح أي إعتراض لها عبر المؤسسات ، فالأولى أن أبدأ بنفسي قبل دعوة الآخرين الى هذا الموضوع.

أنا أقول لا يعتقدن أحد منكم أن في قلبه وجع أكبر من وجعي من 7 أيار، وأنا الوحيد الذي كتب: من يعتذر لبيروت؟ ولكن أنا أقول ايضا عن حق أو عن باطل ان النجاح هو الثأر ونجاح فكرتك هو ثأرك الأساسي، لأن الثأر المباشر ايضا قد يعيش لأيام وأسابيع ولكنه ينتهي، أما فكرتك تحيا دائما وحقك يبقى دائما، والأهم هو أن تستطيع حماية مكتسباتك وأن تحتفظ بآرائك.

أما في ما خص القرار الأميركي بشأن المفاوضات مع إيران، فمن المؤكد انهم لن يتخذوا قرارات قبل الإنتخابات الرئاسية في إيران لكي يبدأ الحوار بعد هذه الإنتخابات ، هناك الكثير من الإشاعات بأنهم إتفقوا وإنتهى كل شيء، هذا غير صحيح، بالأمس وصل وفد أميركي الى دمشق،ولكن كل الكلام يؤكد ليس فقط انه لا يوجد إتفاق ، بل اليوم جدّدوا العقوبات على سوريا، فكيف يكون هناك إتفاق وتجديد للعقوبات في نفس الوقت، وأيضا وضعوا إيران على لائحة الدول الداعمة للإرهاب منذ اسبوع، فكيف يكون هناك إتفاق وأدرجوها على قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وبالتالي كل هذا إشاعات ، الهدف منها أن يبيع النظام الإيراني والسوري الناس في الداخل، نجاح في السياسة الخارجية ولكنه نجاح فارغ لا مضمون له وغير صحيح ما يُقال عن حصول إتفاقات.

أما بالنسبة لقلق العرب من هذا الإتفاق الأميركي-الإيراني فأنا أرى انهم محقون في هذا القلق، ولكن لأول مرة يرفع العرب صوتهم بأنهم لا يقبلون بأي إتفاق على حسابهم.

أما الأمر الإيجابي برأيي فهو الدور التركي، وأنا راهنت على هذا الدور منذ العام 2006 ليس لأنني أحب الأتراك ، بل لأن الجغرافيا تفرض عليهم أن يلعبوا هذا الدور، فهناك حاجز بينهم وبين إيران اسمه كان اسمه العراق، وكان عندهم حدود مع العراق، وإيران اصبح اليوم عندهم حدود مع إيران وإيران، كون العراق اليوم يدور في الفلك السياسي الإيراني، وبالتالي لا يمكن إلا أن يكونوا جزءا من حركتنا ، ولا يمكن أن يكونوا إلا داعمين لنا ، والأتراك خلال ستة أشهر حققوا بالسياسة ما لم يستطع تحقيقه الإيراني خلال 20 سنة وحتى اليوم لم يستطع تحقيقه، لأنهم يملكون مشروعية من جهة ، وعندهم العلم الفلسطيني من جهة، وبالتالي هذان الأمران غير متوفرين في الدور الإيراني، وتركيا ليست دولة رعاية، فنراها تقوم بمناورات مشتركة على الحدود مع سوريا، وفي نفس الوقت تقول للإسرائيلي لا يحق لك أن تعترض، ولا أعتقد ان هناك دولة أخرى في المنطقة تستطيع أن تفعل ذلك، وبالتالي هذه فرصة أتمنى أن يستفيد منها من يستطيع لأن يقرر وأن يضيفها الى رصيدنا لكي نستطيع الوصول الى نتائج.

س- هناك تحاليل تقول ان إطلاق الضباط الأربعة هو محاولة لفصل إيران عن سوريا، وقد كتب ذلك حسن صبرا في الشراع مرتين؟
ج- أعتقد ان هذه مبالغات وحسن صديقي ولكن لا أستطيع البناء على آرائه ، أعتقد أن هذا غير صحيح، هذه مسألة أقل من ذلك بكثير لأن هذا إفتراض بأن المحكمة انتهى دورها ، فعندما تقول لي إنتهى دور المحكمة ممكن أن يُقال انهم باعوا المحكمة ، ولكن هذا الأمر لن يتم، هناك 300 شخص يعملون منذ سنوات في القرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة من بينهم 30 شخصا رئيسيا من مختلف الجنسيات والدول والعواصم، فمن هو هذا المجنون الذي يمكن أن يجمعهم في قاعة ويطلب منهم الصمت، أنا لا أرى ان هذا الأمر ممكن أبدا حتى لو كان هناك ولي من أولياء الله لا يستطيع ذلك.

س- أنت تقول ان 7 أيار لن يتكرر ولكن في حال تكرر ما هو وضعنا في البلد فأي مشكل يحصل في بيروت، الجيش لا يتدخل ، وإذا تدخل وألقى القبض على جماعة “امل” و”حزب الله” نراه يطلقهم بعد شهر أو شهرين ، هذا الأمر لم يعد باستطاعتنا أن نتحمله، شبابنا يتعرضون للضرب في الشوارع والجيش يعمل لصالحهم ، أنا موظف هربت من بيتي في 7 أيار وتركت عملي، هذا ما يحصل في بيروت، ونحن لم نعد نحتمل؟
ج- المطلوب مما حصل ان تقول ما قلته، المطلوب ان تيأس من الجيش ومن الحريري ومن كل شيء تفكّر به ، ومن كل شيء تقتنع به هذا هو المطلوب ، لذلك أنا أقول ان أهم شيء ان تدافع عن قناعتك لأن ما حصل ظرف ويمر ، أنا لا أقول انه جيد، بل هو أسوأ ما يمكن أن يحصل لإنسان ، ولكن هذا ظرف وسيمر وليس قاعدة ثابتة ونهائية.

صحيح المطلوب منك أن تفقد الأمل بالجيش وان تعتبر المخابرات عدّوة لك، وكل هذه التجاوزات مطلوب منها ان توصلك الى القناعات التي تتحدث عنها الآن، أنا لا أقول انه يجب أن نقبل بهذا الأمر وأن تنزل علينا كل هذه الأمور، وأنا لا أقول بأنه إذا رمقنا أحدهم يجب ألا نرد عليه، ولكن ما أقوله هو أن نبقي رهاننا على الجيش لكي نستطيع جلبه الى ما نفكر به، ونستمر بالمراهنة على الدولة لكي تنشأ دولة تحمينا وتحفظ حقنا وتحفظ كرامتنا.

س- انا ابن المسلخ – الكرنتنيا من “تيار المستقبل” من الطائفة السُنية من مدرسة الشهيد الرئيس رفيق الحريري، هذا اللقاء يسرنا جدا ونحن نتمنى دائما الإلتقاء بأمثالك، وهذه ثاني محاضرة نحضرها بجهد جبار من الاستاذ غسان جارودي بعد لقاء الأستاذ محمد سلام. نحن شباب وشابات الطائفة السُنية بحاجة لكثير من هذه الندوات؟
ج- ما تقوله طبيعي ومن حقك وواجب علينا أن نلتقي بكم ونتحدث معكم ونناقشكم ، وإذا حصل تقصير في الماضي ان شاء الله لن يحصل ذلك في المستقبل. أنا لا أحب أن أقول كلاما ثم أتراجع عنه لا بالسياسة ولا بالأمور الشخصية. هذا الأمر لن يتكرر وستكون هناك المزيد من اللقاءات والمزيد من الحوارات والمزيد من التواصل معكم حول الأفكار التي نؤمن بها، وحول السلم الأهلي وحول فكرة الدولة، وفي النهاية نحن سنربح طالما ان عنواننا هو الدولة والسلم الاهلي، وكل العناوين الأخرى ظرفية ستمر وستخرج. الجيش السوري تواجد في البلد 30 سنة ولكنه خرج كأنه لم يكن. لذلك دعنا لا نضخم الأمور وكأنها لن تنتهي ، نحن لن نخدمهم بالإنتقال الى الصدام المسلح ولن نخدمهم بالإنتقال الى الإنقسام المذهبي، أنا ما من مرة أتحدث وفي عقلي ان الشيعي لا يسمعني أو ما من مرة تحدثت دون أن أعتقد ان هناك شيعيا موجود في عقلي عندما أتحدث.

أعود وأقول السُنة هم أهل الأمة الذين يستطيعون إحتضان الآخرين ، وبالتالي لا أستطيع أن أطلب من فرق أن تحتضنني، يجب عليّ إحتضان الآخرين ، ربما يبدو في بداية الأمر ان هناك حالة تمرد أو حالة صعبة ، فلنعتبره مريضا نعالجه ونأخذ وقتنا.

س- أنت تاريخ عربي وإسلامي يذكّرنا بالرؤوس الكبيرة، أنت تمثل تاريخ بيروت وعنفوان بيروت وكرامة بيروت خاصة في مقابلتك مع “كلام الناس” عندما إتصل مسؤول “حزب الله” وواجهته بكل صراحة، أنت تمثل عنوان رفيق الحريري وصلابة رياض الصلح ورشيد كرامي، أنت كمرشح في الدائرة الثانية هل تقوم بزيارة الباشورة وتستطيع مقابلة الأهالي هناك وتنظم مثل هذه اللقاءات؟
ج- أولا، أريد أن أقول لك ان هناك 500 شيعي وجهوا لي دعوة على العشاء، هل تريد أكثر من ذلك، وهم من سكان الباشورة، وأعتقد انني أستطيع زيارة الباشورة.

س- ألا يفترض من التيار وإعلام التيار أن يدعمك أكثر وأكثر؟ وهل ان هذا السكون في الباشورة مردّه الى الإطمئنان للإئتلاف؟
ج- أنا لا أشكو من الإعلام وهو أعطاني حقي وزيادة، وأنا بحاجة لدعم كل شخص ولكن لا أشكو من إعلام التيار.

س- حضرتك تكلمت عن إبتكار صيغة السؤال ، وبحكم قربك من الرئيس الشهيد رفيق الحريري خلال تفاهم نيسان، هل هذه الصيغة هي بالعودة الى الصيغة القديمة والتفاهم السُني- الشيعي على أسس جديدة؟
ج- لا يوجد أمامنا خيار سوى الحوار، ولا يمكن ان نترك الشيعة حتى لو أرادوا تركنا، نحن أهل الأمة ونحن لن نترك الشيعة سواء قبلوا أم لم يقبلوا لا نتركهم ، هذه مسألة لا تتعلق بالسلاح ، نحن لن نترك لبنانيتهم ولا إسلامهم ، بالإذن من المشايخ، ولن نترك فكرة الدولة من أجلهم.