لبنان في عين العاصفة الإيرانية..

مقالات 22 مايو 2006 0

لعواصف الصحراء عيون. يعرفها متعقبو الآثار في الرمال حيث القدرة تحتاج الى موهبة وفراسة لا الى علم. هذا ما يعرفه أهل الصحراء ويراه أهل المدن في الافلام فيغمض الصغار منهم أعينهم عن رؤية عين العاصفة تأكل البشر وتخفيهم من الوجود.
عين العاصفة لمن لا يتذكر مجموعة من الدوائر الرملية تصعد من الأرض بسرعة رهيبة وتختزن في داخلها كل ما يقف في طريقها. لذلك تقاس مهارة متعقبي آثار الصحراء بقدرتهم على توقع هبوب عين العاصفة والابتعاد عنها فينجون ورفاقهم منها.
لبنان يعود مرة اخرى الى الوقوع في عين العاصفة لا في أطرافها فهل من إمكانية لسحبه منها وكيف؟
من حيث المبدأ تصرف القيّمون على قوى الرابع عشر من آذار الذين انتفضوا ثأراً لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ثم أمسكوا بشعارات تحرير لبنان من الوجود العسكري السوري وعودة الحرية والسيادة والاستقلال الى بلدهم. تصرفوا على أنهم على الدرب السوي لإخراج لبنان من الصراع الدائر في المنطقة والذي تمثل سوريا أحد أطرافه الاساسيين. فإذا بنا بعد 14 شهراً من هذه الحركة السياسية الشعبية بامتياز نعود الى عين العاصفة بعد أن كنا على أطرافها.
نجحت ايران في تلاعبها في المفاوضات مع واشنطن بواسطة الاوروبيين الى حد بدا فيه وكأن الخيار الوحيد أمام الغرب هو الاستسلام لمطالب الايرانيين النووية والسياسية. إذ انه دون الخيار الآخر وهو العسكري صعوبات عديدة تزداد يوماً بعد يوم. وبعد أن كانت روسيا تتردد في خياراتها أمام مجلس الأمن الدولي حين يكون البحث ايرانياً. صارت تحسم مسبقا موقفها باستعمال حق الفيتو داخل وخارج مجلس الأمن في وجه أي تفكير أو اقتراح باستعمال القوة العسكرية لمواجهة الاصرار الايراني على التخصيب النووي السلمي.
كذلك فعلت الصين التي تخلّت عن ارتباكها السياسي الى حد التصويت سلباً على القرارات المتعلقة بسوريا وليس بإيران فقط. فاتني حين كتبت عن المشروع الايراني الذي يمثله انتخاب الرئيس أحمدي نجاد السياسي والعسكري وصفاً صححه لي السيد حسن نصر الله. حين وضع إصبعيه الإبهام والاوسط على الطاولة واصفاً قدرة الايرانيين على المفاوضات بأنهم يتقدمون خطوتين ويتراجعون خطوة واحدة. مما يجعلهم في موقع الكاسب للتقدم خطوة مما كانوا عليه عند نهاية كل مرحلة من مراحل التفاوض.
اتبع الاسرائيليون الاسلوب نفسه مع الفلسطينيين في مفاوضات اوسلو. بقي البحث يدور حول المستوطنات لسنوات فإذا ب250 ألف مستوطن جديد يستوطنون الأراضي العربية المفترض انسحابهم منها في نهاية المفاوضات.
سوريا تتصرف على انها خرجت الآن من مستنقع الانسحاب العسكري من لبنان وتتوجه داخلياً ولبنانياً على انها نفضت غبار الانقلاب الذي كاد أن يحدثه الانسحاب من لبنان. تعتبر القيادة السياسية السورية أن فترة الارتباك انتهت الى غير رجعة وأن باستطاعتها اعتقال اثني عشر مثقفاً تجرأوا على تناول مسألة العلاقات اللبنانية السورية. رغم معرفة هذه القيادة بالضجة العربية والدولية التي يمكن أن تثيرها اعتقالات من هذا النوع، خاصة أن تناول المعتقلين لمسألة العلاقات مع لبنان لم يحمل في لغته أو في مضمونه ما يمكن اعتباره انتهاكاً ولو بسيطاً للأمن السياسي السوري. غير ان القيادة السورية لم تأخذ كل هذه العناصر في الاعتبار حين قررت اعتقال المثقفين. أرادت أن تبلغ الجميع ان فترة اللعب السياسي قد انتهت وان على الجميع العودة الى الخط المستقيم للنظام. خاصة بعد ان تبيّن ان حركة نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام المقيم في باريس منقطعة عن العالم وانها لا تحظى بأي دعم عربي أو دولي. حتى الاعلان عن اتفاق سياسي بين خدام والامين العام للاخوان المسلمين في سوريا بقي في لوكسمبورغ حيث تم الاتفاق، ولم يتخط في تأثيره وأهميته اليوم الاول من التوقيع. تغلّب هنا الطابع الثأري لدى القيادة السورية حين جعلت من منزل نائب الرئيس السابق مكتبا مخصصا لأحد كبار المسؤولين السوريين.
لا تظهر القيادة السورية اهتماماً علنياً بالعزلة العربية والدولية التي تعيشها. فعلى الرغم من المساعي الحثيثة التي يبذلها وزير الخارجية السوري وليد المعلم لدى بعض الدول العربية وعلى الأخص مصر والكويت، فإنه لم ينجح في كسر قرار خيبة الأمل العربية من التحالف السوري مع ايران.
الزائر الشهري الذي لا ينقطع عن دمشق هو الايراني. وفق الاحصائيات فإن مسؤولاً ايرانيا يقابل الرئيس الأسد مرة في الشهر. هذا على تنوع المسؤولين الايرانيين طبعا. فضلا عن ان الزيارة الاولى للرئيس أحمدي نجاد خارج بلده كانت الى سوريا.
هل تقوم العلاقات الايرانية السورية مقام العلاقات العربية والدولية لدمشق؟
لا ترتبك دمشق على انها جزء من المشروع الفارسي على حد تعبير وليد جنبلاط. وهي تتصرف على ان هذا المشروع هو المستقبل في المنطقة. وليس أي مشروع آخر، هذا إذا كان هناك من مشروع خارج الوجود الاميركي في العراق الذي تتعثر خطواته يوماً بعد يوم.
إن نظرة موضوعية الى الخريطة السياسية للصراع الاميركي الايراني في الشرق الأوسط تظهر بوضوح أن هناك نظامين شابين عقائديين في ايران وسوريا يواجهان أنظمة هرمة عجوزة لا هم لها إلا الحفاظ على وجودها في السلطة. فقدت هذه الانظمة القدرة على المبادرة السياسية أو حتى الأمنية. اعتقدت ان باستطاعتها حماية نفسها عبر إجراءات حدودية للدول المجاورة وعبر تصريحات سياسية لقادة الدول البعيدة.
المشكلة الاكبر في سياسة هذه الدول انها لا توافق على عمل عسكري أميركي ضد ايران خوفا من انفلاش الحالات المتطرفة في كل دول المنطقة والمرتبطة بشكل أو بآخر بالحالة الايرانية. كما حدث في المنتجعات المصرية بعد تصريحات الرئيس مبارك عن ولاء الشيعة العرب لإيران. وانها لا تزال تعتقد ان بإمكانها سحب سوريا من المحور الايراني. مصر والسعودية أبلغتا طهران بأنها لا توافق على ضربة عسكرية أميركية ولن تقدّم أي تسهيلات عسكرية على أراضيها لمثل هذا الهجوم لو وقع.
الدولتان العربيتان الاكبر حاولتا مرات ومرات من خلال الحوار مع القيادة السورية الوصول الى معادلة تسهّل الانفتاح السوري على العالم بدلا من الانغلاق على السياسة الايرانية. المسؤولان في البلدين لا يعتقدان بنجاحهما في هذا المسعى. بل يبدو ان اليأس أصاب قدرتهما على المسعى. الملك عبد الله بن عبد العزيز أحاط وليد جنبلاط بالكثير من الانفتاح الحميم في زيارته الاخيرة، بعد ان كان التحفظ يغلب على الحوار في لقائهما الاول منذ اشهر.
وصف العاهل السعودي وليد بك بالصاروخ ثم بالحصان شاداً بيده موحياً بأنه يحتاج الى لجم بعض الاحيان.
لم يحتج وليد بك الى تشجيع لوصف طبيعة الصراع الدائر في المنطقة والذي يسميه هذه الايام بالصراع الفارسي العربي تجنبا للمذهبية، لكنه لم يستطع القول ان الصراع يبدأ في لبنان وينتهي في دمشق. وان لهذا الصراع خريطة طريق غير متوفرة عند أحد.
كل ما استطاع الحصول عليه تطمينات من مسؤولين سعوديين كبار، بينهم الامير مقرن بن عبد العزيز رئيس المخابرات، غير الملك، بأن الحوار الايراني السعودي يسير على الطريق الصحيح مع الجهات الايرانية القادرة على الالتزام، بعد إضاعة وقت طويل مع وزير الخارجية السابق ولايتي والمستشار في مكتب الإمام خامنئي دون نتيجة.
رئيس الدولة العربية الأكبر حسني مبارك لا يخفي حدته تجاه السياسة السورية ولا خيبة أمله من قيادتها. ولا يقصر في الاوصاف السلبية تجاه المشروع الايراني الذي بدأ يتحرك داخل مصر حسب التقارير التي ترد إليه من أجهزته الاستخباراتية، لكنه يبدي اطمئنانه بأن القرارات الدولية بشأن لبنان ستنفذ عاجلا أم آجلا وان كل المحاولات، سورية كانت ام لبنانية، لن تنجح في منع تنفيذ هذه القرارات، ثم ينصرف الى مشاكله الداخلية التي توتر علاقات بلاده مع الادارة الاميركية خاصة بعد الصدام غير المبرر وغير الحكيم مع القضاء المصري.
إذا كانت هذه هي السياسة السعودية وهذا هو حال مصر، الدولتان العربيتان الأكبر في المنطقة، فماذا يفعل لبنان البلد المغلوب على جغرافيته؟
لبنان كعادته يتحول الى ساحة حين يكون الصراع محتدماً في المنطقة. هذا هو تاريخه وجغرافيته وطبيعة أهله. فبدلاً من أن يتحقق الحد الادنى من التضامن الاهلي على تصوّر وطني يخفف الاضرار والاعباء، يزداد الانقسام حول القضايا المطروحة الى حد الانقسام نصفين على حد تعبير السفير في الاسبوع الماضي.
حملت في ذهني سؤالاً عن إمكانية فصل العلاقات اللبنانية السورية عن الصراع في المنطقة ودرت أوجهه الى كبار القادة في التاريخين المنفصلين فعلا لا قولا أي 8 آذار والرابع عشر من الشهر نفسه.
وليد بك المشتاق الى بيروت وبيته فيها تعوّد على المختارة سكناً. في كل مرة أذهب إليه أجد إجراء أمنياً مضافاً الى ما سبق أن عرفته. ربما تعطيه المختارة مدى لحدته السياسية لا يتوفر في مكان آخر. يرتاح البك الى إحياء صلاته العربية. أليس هو الزعيم العربي السّني ولو بالاعارة؟
لا يوافق البك على إمكانية الفصل. ليس لأسباب لبنانية بل لان السياسة السورية قائمة اليوم على الثأر. ويتوقع أن تظهر مزيداً من العلامات الثأرية في الاشهر المقبلة حتى لو تلقّى تطمينات من زعماء عرب بأن موجة الاغتيالات قد توقفت. لا يظهر البك يأسه من الاداء السياسي للقوى التي ينتمي إليها بل يؤكد أن مجال اللملمة والانضباط مفتوح أكثر من ذي قبل بعد أن أزحنا عن الطاولة ملف الرئاسة الذي يفتح شهية الجميع على الرئاسة وعلى خصوماتها ايضا.
لا يتردد في القول انه أخطأ في التعبير بينما غيره أخطأ في الحسابات. هو يصر على ان الخيار الوحيد المتاح أمامه والقوى المتحالف معها هو الصمود الى حين جلاء الصورة في المنطقة.
لا ينكر أهمية ما تحقق في الحوار ولو تأجل التنفيذ ولا يعتقد بإمكانية المقايضة مع القيادة السورية. ولا يخفي عاطفته تجاه الرئيس نبيه بري على قلة عادته في إظهار العواطف.
ولكن لا يمكن أن نراوح مكاننا. لا بد في وجه الانقسام من جهة محايدة. ربما حكومة محايدة جديدة تؤمن استمرارية الحياة السياسية بين متخاصمين الى حد الانقسام؟
ليس هناك من حياد في لبنان. وإذا كنت تقصد تجربة الرئيس نجيب ميقاتي، فلا بد من إعطائه حقه. لقد قام بتجربة ناجحة محايدة لوقت قصير ولكن برعاية دولية. الظروف اختلفت الآن ولا بد من دعم فؤاد السنيورة. لقد نجح بتقديم نفسه كرجل دولة في الغرب. ومشاكله الداخلية جزء من مشاكلنا وليس العكس. لا بد من دعمه.
أنت تعتبر أن الوضع الحالي سياسيا قابل للحياة. بينما على طاولة الحوار استراتيجية دفاعية تطرحها جهة سياسية تملك 16 ألف صاروخ وتتحدث عن الجنوب كأنه قطعة منفصلة عن القرار اللبناني.
تحتاج الاستراتيجية الدفاعية الى دراسة معمقة. لا أحد منا يدّعي الخبرة العسكرية اللازمة. الجنوب جزء لا ينفصل عن لبنان وما ظهر في هذا الموضوع خلال الحوار هو حدة لطبيعة الحديث لا أكثر ولا أقل. أي حركة سياسية حكومية كانت أم انتخابات مبكرة ستدخلنا في صراعات لا نحتاج اليها هذه الايام. لو أراد السوريون تقديم تسهيلات لمقررات الحوار فلن يفعلوا لا مع السنيورة ولا مع غيره. سيقدمون هذه التسهيلات من ضمن حوار مقطوع الآن مع الادارة الاميركية.
الرئيس بري يعتقد حذراً بإمكانية الفصل بين العلاقات اللبنانية السورية وبين الصراع في المنطقة. حين كان في ايران منذ أسابيع قليلة ناقش هذا الامر مع أحد المستشارين المقربين من الرئيس أحمدي نجاد. ثم قابل الرئيس بشار الأسد. الانطباعات المحايدة التي عاد بها توحي بإمكانية الحصول على تقدم ما غير محدّد الشكل حتى الآن. لذلك بدا ملحاً وحريصاً على عدم تورط الحكومة اللبنانية برئاسة السنيورة في اشتباك كلامي أو عسكري مع جماعة فتح الانتفاضة على الحدود اللبنانية السورية رغم استشهاد عسكري من الجيش اللبناني على يد الجماعة نفسها، ورغم دخول خمس شاحنات أسلحة من سوريا لتعزيز القوة العسكرية لفتح الانتفاضة.
ثم أعلن في خطاب جريء له عن اننا في دمشق وفي بيروت كمن يلحس المبرد.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكثر حماسةً من الآخرين للهدوء في العلاقات اللبنانية السورية وأكثر تفاؤلا بإمكانية التقدم على هذا الصعيد. إذ ان استراتيجيته الدفاعية تحتاج الى هدوء يسهّل المناقشة.
في الرابية حيث يقيم العماد عون لا تحتاج الى أن تسأل عن العنوان، فبمجرد وقوف سيارتك الى جانب أي من المارة، يأتيك الجواب قبل أن تسأل. سواء أكان المنزل الى اليمين أو الى اليسار. الاجراءات الأمنية ليست عادية وانما منظمة ومنضبطة.
يستقبلك الجنرال والى جانبه المحامي طوني نصر الله بضحكته الواسعة المندفعة.
لا يزال الجنرال على ما هو عليه في العام 1989 على حد قوله انما ما تغير هو نظرته الى الامور.
هادئ. مطلّع. مدقق. يحيط بجواره إحاطة العارف المكتسب من نفيه وقتا طويلا للقراءة والبحث.
تكتشف من الحوار معه أن توتره التلفزيوني حين يقصف عشوائياً يكون بقرار، وان هدوءه السياسي في مقابلة اخرى يظهر فيها بقرار ايضا.
واحدة للتعبئة واخرى للتفاهم.
لا شك بأن الجنرال عون استطاع بمناوراته السياسية منذ الانتخابات النيابية حتى الآن أن يتحول الى الرقم الصعب في المعادلة اللبنانية والرئاسية تحديداً. بصرف النظر عما اذا كانت هذه المناورات مشابهة لاستقامة طروحاته السياسية القديمة الخالية من أي التزام إلا خيار جمهوره.
يعترف الجنرال بأن وليد جنبلاط استطاع جرّه الى اشتباكات كلامية بعد الانتخابات النيابية أفقدته صفة المرشح التوافقي للبنانيين. ولكن ما كان باستطاعته تحمّل الإهانة والسكوت كما تصور جنبلاط. يعود الى حديث الانتخابات المبكرة على انها التحدي للجميع. من صدق جمهوره سيعيد انتخابه ومن لم يفعل سيتحمل النتيجة فلماذا الارتباك.
كان سعد الحريري يعلن بعد لقائه البطريرك صفير في باريس عن ترحيبه بقانون انتخابات جديد على مستوى القضاء. اعتبر الجنرال هذا الاقتراح استجابة لفريق من اللبنانيين يشعر بالغبن الانتخابي. ولكنه قال ان النسبية تطور لا بد ان نصل إليه.
ماذا عن فصل العلاقات بين دمشق وبيروت عن صراع المنطقة؟
يجيب الجنرال بوصف طريقة عمل الادارة الاميركية. يأتي وفد من المخابرات الاميركية. ثم يأتي وفد آخر من المخابرات العسكرية الاميركية ثم وفد من الخارجية الاميركية وقبل ذلك وبعده وفد من مجلس الشيوخ الاميركي. كلهم يقابلون المسؤول نفسه في أوقات متفاوتة. ثم يجتمعون للمقارنة بين النصوص التي بين أيديهم. فإذا وجدوا نقطة غامضة ينتدبون مسؤولا سابقا يترأس مؤسسة دراسات سياسية لجلاء هذا الغموض. بعدها يخططون لما يجب فعله. هذا لا يحدث في لبنان. زيارة الشخص نفسه تقرر استمرار العلاقات أو قطعها بالمعنى المجازي للكلمة. لذلك لا أرى في الاسلوب الحالي للعمل السياسي إمكانية تحسين العلاقات اللبنانية السورية بعيداً عن صراع المنطقة.
الانتظار هو خيارنا الوحيد. مع أنني أؤمن بقدراتنا الداخلية على تحقيق كثير من الامور بما فيها الاتفاق على رئاسة الجمهورية. بعدها نذهب الى الآخرين لمناقشتهم. أنا لا أؤمن بفائدة الزيارات الاستعراضية لبعض المسؤولين اللبنانيين الى واشنطن أو غيرها من عواصم الغرب. ما دمنا لا نملك الاتفاق الداخلي على القضايا الاستراتيجية تسبب هذه الزيارات من الضرر أكثر من النفع للبلد.
أنا الآن أتحدث كعسكري. لا أعتقد أن المشكلة في الضربة الاميركية العسكرية لإيران بل بنتائج ما بعد الضربة التي يفترض أنه يجري فيها التدقيق هذه الايام والتي لا تشجع على إتمامها.
يعتبر الجنرال أن تحالفه مع حزب الله ساعد في إزالة التوتر الاسلامي. إذ لم يعد حزب الله في موقع المستفرد داخليا مما ينعكس إيجابا لدى الجميع.
وأنت تودّع دولة الرئيس الجنرال ترى في عينيه أن رئاسة الجمهورية ليست في قبضة يده هذه الايام. ولكنه متأكد أن القرار لاحقا سيكون له.
هل يتحمل لبنان الانتظار بدل قرار الفصل بين المنطقة والعلاقات مع دمشق؟
يقول هنري كيسنجر وزير الخارجية الاميركي الاشهر ان الكرامة والمهانة مفردتان غير معترف بهما في المفاوضات السياسية. ولكن من أين نأتي بكسينجر للعلاقات اللبنانية السورية؟