لا للمظلومية السنيّة، تنسيقية “تيار المستقبل”، صيدا أهل المدى والمدد

محاضرات 07 مارس 2013 0

كشف عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق “ان كل الكلام الذي قلناه عن الرئيس نجيب ميقاتي وحكومته كان في مكانه ومعناه، خصوصا بعد مواقف وزير الخارجية اللبناني، ، لافتا الى “انه كان حري بميقاتي الطلب من مجلس الوزراء اصدار بيان يعبر عن موقفه والا فالاستقالة. لقد بدأ شريكاً وانتهى رهينة.

ووصف المشنوق الحكومة الحالية بأنها “حكومة اللعي بالنفس” وليس النأي بالنفس، مشيرا الى ان مسألة النأي هي كذبة لدعم نظام مجرم قاتل في سوريا، سجل حتى اليوم 80 الف شهيد و160 الف معتقل و170 الف مفقود، فضلا عن مليون نازح في الخارج ومليونين في الداخل”.

واعرب عن استغرابه من تصرف الرئيس ميقاتي بعدم الاستقالة من كل الاحداث التي مرت على لبنان خصوصا بعد اغتيال صديقه اللواء وسام الحسن وكرامة طائفته والظلم اللاحق بالشعبين اللبناني والسوري ومن يمثلهم.

واعتبر المشنوق الكلام الصادر من صيدا بحق بعض القضاة ومن بينهم القاضي صقر صقر بأنه غير مقبول ، مشيرا الى انه لا يجوز تناول قاض من المؤسسين للمحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، ومن طلب الاعدام لميشال سماحة وعلي المملوك، وطلب الاشغال الشاقة المؤبدة للمتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب.
وقال: الكل يعترف ان هناك خطأ بكيفية معالجة مقتل المهندسين الشابين لبنان العزي وعلي سمهون في صيدا ويجب ان نعمل على تصحيحه .

وحذر من الضرر اللاحق بكل اللبنانيين في الخارج وخصوصا في الخليج العربي نتيجة مواقف التي يطلقها دوريا وزير الخارجية وخطابات نصر الله والنعوت التي يطلقها عون عن البحرين وغير ذلك، مؤكدا ان المملكة العربية السعودية تاج استقرارنا ودولة الامارات العربية هي خزان الخير ومملكة البحرين هي رمز كرامتنا، لافتا الى اننا مررنا بصعوبات كبيرة ونعيش اليوم بظروف اصعب من الماضي”.

كلام المشنوق جاء في الندوة السياسية التي نظمها تيار المستقبل- جنوب لبنان في مقر تيار المستقبل في صيدا، وحضرها منسق عام الجنوب في تيار المستقبل الدكتور ناصر حمود وممثل الرئيس فؤاد السنيورة مدير مكتبه في صيدا طارق بعاصيري وممثل راعي ابرشية صديا ودير القمر لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك الاب الياس صليبا وممثل الحزب التقدمي الاشتراكي في الجنوب محمود النميري ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي وممثلو الاحزاب والفصائل الفلسطينية وممثلو مكاتب وقطاعات تيا المستقبل في الجنوب وحشد كبير من ابناء المدينة فاق 500 شخص.

استهل المشنوق بكلمة وجدانية عن صيدا والرئيس الشهيد رفيق الحريري فقال: “هذه هي المرة الاولى التي اتحدث فيها من صيدا، صحيح انني لست صيداويا لكنني استطيع القول انني اعرفها بالتفصيل الممل، جغرافيا وسياسيا وانمائيا مثل ابنائها، لقد عشت معها عشر سنوات من حياتي كاملة، من يعش مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله يصبح صيداويا بالفطرة، ومن يعرف الست بهية صاحبة العقل المنفتح والباب المفتوح واليد المنبسطة وحاملة هم الجميع بما فيهم انا من دون استثناء، من يعرفها مثلي يصبح صيداويا بالرغبة.

اضاف: سكنته صيدا لرفيق الحريري، وان كان لم يسكنها الا في شبابه المبكر، فيها اصدقاؤه ومحيطه الاقرب، ذكرياته التي لا تنتهي وعاداته التي لم يتركها. لم يمر عليه يوم طوال العشر السنوات التي عشتها معه من دون ان يتذكر الحجة ام رفيق رحمها الله، في حياته كان يذكرها دائما ويوميا، وبعد رحيلها صار يذكرها ويتذكرها اكثر واكثر.
واشار الى انه بعد ثماني سنوات من اغتياله لا يزال في ضريحة الحد الفاصل بين الحق والباطل، بين الدولة والفوضى، بين البناء والهدم.

وسأل مستغربا هل صيدا التي اراها اليوم هي صيدا التي عرفتها مع الرئيس الشهيد؟ وقال: ما اسمعه منذ اشهر لا يشبه المدينة التي عرفتها لا يشبه صيدا وتاريخها. لافتا الى ان هناك من يحاول ان يصور لنا ان صيدا مدينة خائفة ومربكة، وهي بالتأكيد ليست صيدا رفيق الحريري الذي جسد في تجربته انتصار الحلم على كل معطيات الواقع، انتصار الامل بالغد على الخوف من اليوم المأزوم وانتصار المستقبل الناجح على كل الشروط المانعة له.

وقال: تحضر اكثر ما تحضر هذه المعاني لتجربة الرئيس رفيق الحريري في صيدا اليوم التي يراد لها ان تنضم مع مدن ومناطق اخرى وضعها عقل الفتنة على لائحة المناطق اللبنانية المتهمة في اصالتها ووطنتيتها وعروبتها ويراد لها ان تدفع دفعا الى دائرة الخطر والشك والتوتر وفقدان البصيرة.
اضاف: يفعل ذلك من يعتقد ان باستطاعة ان يفبرك للمدينة مضبطة اتهام لها هو من بات في كل تجربته لا يحترف الا حماية المتهمين ورعاية المتهمين وتهريب المتهمين. معربا عن ايمانه ان اهل صيدا تمارس عليهم اليوم اشد حملات الترهيب والتهديد يعرفون ان هذا الكلام وهذه المحاولات لن توصل الى اية نتيجة.

وقال المشنوق: تاريخ صيدا لم يبدأ منذ اشهر او اسابيع او سنوات، اهل صيدا لا ينتظرون من يعرفهم على انفسهم ، لافتا الى ان من يعرف تاريخ المدينة جيدا يعرف انها مدينة المقاومة الحقة الصحيحة الشجاعة، مشيرا الى ان الجميع يذكر اعلان المقاومة من مسجد الزعتري بحضور مفتي صيدا والجنوب الراحل سليم جلال الدين والمطران الحلو المفتي الحالي الشيخ سليم سوسان والشيخ راغب حرب ومصطفى سعد الذي افقده الاحتلال بصره ولكن لم يفقده بصيرته.

واشار الى انه يخطىء من يتعامل مع صيدا على اعتبارها مدينة يمكن السيطرة على قرارها ، لا عبر ما يسمى ب”سرايا المقاومة” التي هي سرايا “الفتنة” التي تمتد من طرابلس الى بيروت الى عرمون الى الدوحة الى كل مكان ولا عبر غيرها، مؤكدا ان اهل المدينة ثابتين على مواقفهم لانهم اهل الامة الذين يملكون العزيمة والقدرة على احتضان الآخرين من دون يبدلوا من قناعاتهم.

ولفت الى ان اهل الامة هم التاريخ والجغرافيا والعروبة والعيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين والعيش الواحد قبل كل ذلك وبعده بين كل المسلمين، لافتا الى ان كل الاحداث هي عابرة لن تغير من وجه المدينة وقناعاتها واطباعها.

ورفض المشنوق كلام البعض عن “المظلومية السنية”، مؤكدا ان لا مظلومية عند اهل السنة، لاننا التاريخ والجغرافيا والعدد والمدى، مشيرا الى ان خيارنا الوحيد والثابت هو الدولة اللبنانية، لاننا اهل الدولة ولسنا اهل الفوضى والاستعراضات والاعتداء على الناس. مؤكدا اننا نقاتل بالموقف والسياسة والسلم لنصل الى حقوقنا وليس بالسلاح.

واعتبر ان السلاح هو سمة الضعيف وليس القوي، خصوصا اذا شهر ضد اللبنانيين، لافتا الى انه لنا في لبنان تجارب كبيرة مع السلاح منذ الثورة الفلسطينية حتى اليوم. وكل هذه التجارب باءت بالفشل.
ورأى ان القيادات العليا لحزب الله مقتنعة بانها تستطيع كتابة تاريخ لبنان والمنطقة، مؤكدا ان هذه ليست بحقيقة ولن تصبح حقيقة، ومن يعتقد غير ذلك فليراجع التاريخ ويرى.

واشار الى انه لا يمكن لنا ان نغيب عن حقيقتين تاريخيتين ان سلاح المقاومة استطاع ان يحرر لبنان من العدو الاسرائيلي من دون اتفاقية سلام او التزامات معينة ، لكنه استطرد الى انه بعد العام الفين فرض السلاح تحت عناوين كثيرة آخرها ” ما تجربونا” ، متسائلا من يعتدي على من ومن يجرب من ؟

واكد المشنوق ان الجيش اللبناني هو خيارنا وثوابتنا، مشيرا الى انه الجيش هو المؤسسة الوطنية المسؤولة عن امن كل اللبنانيين، مؤكدا سعيه الدؤوب في كل اتصالاته وفي كل كلامه على ان يكون هذا الجيش في خدمة كل اللبنانيين ومسؤول عن امنهم. مشيرا الى انه لا يجب ان التخلي عن قناعتنا بالمؤسسة العسكرية في حال حصل خطأ في اي مرحلة من المراحل.

واشار الى اننا لسنا بحاجة الى شعار المظلومية السنية او استحضار شعارات كربلائية لتحقيق مطالبنا او الحصول على حقوقنا، مؤكدا ان حقنا يكون بالنضال السلمي والسياسي حيث ان هذه الحركة السياسية وهذا النضال السلمي استطاع اخراج الجيش السوري من لبنان من دون ان نحمل السلاح.

واوضح اننا منسجمون مع انفسنا نحن نرفض السلاح ونرفض ان نعتبره وسيلة لتحقيق مطالبنا مؤكدا انه لم يأت الا بالخراب على الجميع خصوصا على حامله.
واوضح ان تيار المستقبل هو تيار مدني ليبرالي منتخب من الناس ويعبر عن خياراتهم ، ولا نقبل “ولاية فقيه” لا شيعية ولا سنية ولا حتى مسيحية، نحن منتخبون الى ان ينتخب غيرنا ونحترم ارادة الناس.

وتناول موضوع 14 آذار، فرأى ان بعض القوى السياسية أظهرت ضعف ايمان مؤقت بتحالف 14 آذار، مؤكدا اننا نتفهم هواجس القوى السياسية المسيحية في لبنان خصوصا بعد ما حصل في المنطقة من مصر الى العراق الى سوريا واوضاع المسيحيين فيها، لكن العلاج لا يكون بتحويل لبنان الى شركة مساهمة .
وكشف ان 14 آذار بدأت استعادة قدرتها على التماسك والقدرة لان مصلحتنا كبلد ان تحصل الانتخابات والتداول السلمي للسلطة هو جزء من ثروة لبنان.

وقال: وصلنا في قوى14 آذار الى نهاية النفق، و”تجاوزنا القطوع” خصوصا وان مبادرة تظهر بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي عبر صياغة قانون انتخابي توافقي مشترك بين النسبي والاكثري. لافتا الى ان في 14 آذار بدأت من الناس وليس من القيادات واستمرت من الناس في 2005 و2009 عبر محطتي الانتخابات، معربا عن اعتقاده ان القيادات اخطأت في 14 آذار لكن القاعدة لم تخطىء وكانت متقدمة على قياداتها.

وتناول المشنوق الوضع السوري فرأى انه مهما طال الزمن فان بشار الاسد هو رئيس سابق لسوريا ولن يكون رئيسا لسوريا الدولة بعد اليوم مهما كانت الظروف، متمنيا ان تصل الازمة الى حل سياسي، مستدركا ان هذا طبيعة هذا النظام لا تسمح له ان يكون نظام تصالحي او قدرة التفاهم مع شعبه.

واعتبر ان تغيير النظام في سوريا هو مصلحة لبنانية ايضا وليس سورية فقط ، لان لبنان عانى 30 سنة من العلاقة مع النظام السوري لانه غير قابل للاصلاح، وهو لا يمكن ان يتصالح مع شعبه .