لا عودة للنظام السوري أياً كانت التصريحات الروسية والايرانية أو الابتكارات العراقية

مقابلات مكتوبة 13 أبريل 2012 0

المشنوق لل”اسبوع العربي”: “سعد الياس- بيروت

أعلن عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق ” أن محاولة الاغتيال التي تعرّض لها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أكدت مدى جدية المخاطر الامنية التي تحيط بالرئيس سعد الحريري “، لكنه لفت الى ” أن الرئيس الحريري سيكون في خلال اسابيع في لبنان عندما يسمح تطور وضعه الصحي بصرف النظر عن طبيعة المخاطر الامنية”.وأوضح أن اتهامه التحالف الاقليمي الذي يضم ايران وسوريا وقوى محلية بمحاولة الاغتيال هو ” اتهام بالمعنى السياسي، وعندما تحدث محاولة اغتيال من هذا النوع لا يمكن أن يكون المستفيد منها إلا جهة رافضة لفكرة قيام الدولة ولفكرة عروبة المسيحيين “.وشدّد على اهمية داتا الاتصالات ” من اجل التعقب المبكّر للعمليات الارهابية”، قائلاً ” إن وزير الاتصالات لا يمكنه أن يعمل تقييماً أمنياً ، وهناك آلية يجب أن تمشي إذا كانت المجموعة السياسية وخصوصاً مجموعة التيار الوطني الحر الموجودة في وزارة الاتصالات منذ سنوات حريصة على البلد، إلا إذا كانوا حريصين فقط على تحالفهم مع حزب الله وليسوا حريصين على باقي البلد”.وقال ” من غير الطبيعي أن تعيش هذه الحكومة وتكمل سنتها الاولى، ومن يعِش فليتذكّر؟”.وأكد ” أن النظام السوري إنتهى وبات من الماضي ولا عودة له أياً كانت الجهة التي تدعم سواء التصريحات الروسية أو الايرانية أو مؤخراً الابتكارات العراقية على لسان رئيس الحكومة نوري المالكي”.
وفي ما يلي وقائع الحوار الذي أجرته مجلة ” الاسبوع العربي ” مع النائب نهاد المشنوق:

* كيف نظرت الى محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع ومن المتهم والمستفيد برأيك ؟
– هناك شقان أمني وسياسي: في الشق الامني من الواضح أن التقنية المستعملة تدل على حرفية عالية وغير مسبوقة في لبنان بطريقة المراقبة وموقع اطلاق النار ونوع السلاح النادر الوجود الذي يؤمن ذهاب الطلقة في اتجاهها لأكثر من كيلومتر وتبقى على نفس الارتفاع والاندفاع، فهذه مسألة خطيرة…
* من يمتلك مثل هذا السلاح ؟
– لا أعرف ، ولا يمكنني استباق الامور إنما أعرف أن هذا السلاح غير متوافر بسهولة لا عند أفراد ولا تجار وحتى الدولة اللبنانية والجيش اللبناني كان لديه مشكلة في نهر البارد في عدم امتلاك هذا السلاح.
* أنت إتهمت التحالف الاقليمي الذي يضم سوريا وايران ومجموعة قوى محلية بإمكان تنفيذ هذه المحاولة لماذا؟
– هذا اتهام بالمعنى السياسي ولا يستند الى معلومات، وهي ستظهر مع الوقت.وهذا الامر مرتبط بالتحوّل الكلي لتنظيم القوات اللبنانية معني بإنشاء دولة وقيام وطن حقيقي متفاهم عليه مع اللبنانيين.فمن كان يصدّق أن الدكتور جعجع يقف ويتحدث عن وثيقة الازهر وعن وثيقة الاخوان المسلمين وعن التيارات الاسلامية بإعتبارها جزءاً طبيعياً من الجسم العربي ،وأن التعامل معها لا يكون بالطريقة التي يتعامل معها مدّعو الخوف على المسيحيين.وعندما تحدث محاولة اغتيال من هذا النوع لا يمكن أن يكون المستفيد منها إلا جهة سياسية رافضة لكل هذا الفكر من أولّه الى آخره، ورافضة لفكرة قيام الدولة ولفكرة عروبة المسيحيين ووطنية التنظيم الذي اصبح سياسياً مئة في المئة الذي هو القوات اللبنانية.
* كيف نظرت الى محاولة بعض الاعلام والسياسيين تسخيف محاولة الاغتيال؟
– قرأت أن الاجهزة مختلفة بالتقويم وأن البعض يعتبر الامر مسرحية…وعملياً هذا يؤكد أكثر وأكثر في ظل الوضع السياسي اللبناني والازمة السياسية الاقليمية عدم قدرة القضاء اللبناني وحتى بعض الاجهزة اللبنانية على القيام بتحقيقات جدية والوصول الى نتائج.
* هذا الاستهزاء من قبل البعض بلغ الرئيس سعد الحريري من حيث التقليل من المخاوف الامنية وكأن هناك استدراجاً له للعودة الى لبنان كما حصل مع النائب جبران تويني؟
– لا أحب الاجتهاد بالمسألة الامنية والقول إن هذا صح أو غلط.الرئيس الحريري عندما يسمح وضعه الصحي خلال اسابيع سيكون في لبنان بصرف النظر عن طبيعة المخاطر الامنية التي كانت موجودة والتي أكدت محاولة الاغتيال بالامس مدى جديتها، وإذا كنا سنضع هذا المعيار لوجود الرئيس الحريري في لبنان نكون بصدد الدخول في متاهات ليست منطقية.الرئيس الحريري يجب أن يكون موجوداً في لبنان وما يحدد عودته بشكل جدي هو مسألة تطور الوضع الصحي بعد الحادث الذي تعرض اليه.
* حصل سجال بينكم وبين وزير الاتصالات نقولا صحناوي حول موضوع داتا الاتصالات لماذا تتهمون الوزير الذي يلتزم القانون حسب قوله؟
– كانوا يتهمون قوى الامن الداخلي بأنها تريد الحصول على داتا الاتصالات لاسباب تتعلق بمتابعتهم لاشخاص أو لاحداث معينة.دعني أخبرك أنه في آخر اجتماع لمجلس الدفاع الاعلى قال قائد الجيش ومدير المخابرات لرئيسي الجمهورية والحكومة إننا عميان من دون الداتا ونحن نريد الداتا لأنها الطريقة الوحيدة أو إحدى الوسائل لمنع حدوث عمليات ارهابية وبالتعقب المبكّر للعمليات وليس بالتعقّب اللاحق،وتبيّن أن الداتا ضرورية وليس المقصود منها الحصول على معلومات عن اللبنانيين، لأن هناك من يخلط بين الداتا وبين التنصت، فالداتا هي طبيعة الاتصالات بين الناس والتي تساعد على المتابعة المسبقة.وعملياً هذا الجيش لديه نفس المطالب التي لدى قوى الامن الداخلي، وهي مطالب منطقية تتعلق بأمن المواطنين فلماذا لم نرَ اعتراضاً ومبالغة؟ ثم إن وزير الاتصالات لا يمكنه أن يعمل تقييماً أمنياً ، فهناك آلية متفق عليها بين القضاء ورئاسة الحكومة والوزير المعني ووزير الداخلية وهذه الآلية يجب أن تمشي إذا كانت المجموعة السياسية وخصوصاً مجموعة التيار الوطني الحر الموجودة في وزارة الاتصالات منذ سنوات حريصة على البلد، إلا إذا كانوا حريصين فقط على تحالفهم مع حزب الله وليسوا حريصين على باقي البلد.
* ماذاعن تقويم وزير الطاقة لموضوع الكهرباء ولاستئجار البواخر؟
– رأيي أن كل ما يحدث هو جزء من الانهيار السياسي ، فليس هذا كهرباء ولا اتصالات ولا أمن …هذه الحكومة هي صورة واضحة عن الانهيار السياسي وباتت متخصصة بالفضائح ومتخصصة بالاتهامات والتلزيمات التي لا تستند لا قانون ولا الى ديوان محاسبة ولا الى منطق طبيعي من الاسس المتعلقة بالدولة.
* ولكن ماذا عن اتهام تكتل التغيير والاصلاح للرئيس فؤاد السنيورة بأن لديه حسابات مالية مشكوكاً بها؟
– أولاً ثبت كما يقال بالوجه الشرعي أن كل كلامهم عن فترة الحسابات هو غير صحيح لأنهم يطالبون بنفس الطريقة للصرف في الحكومة الحالية بسبب الظروف الاستثنائية غير المتوافرة كما يقولون والتي منعتهم من إعداد الموازنة، بينما في الفترة السابقة كانت الموازنة تذهب الى مجلس النواب الذي كان مقفلاً، فعملياً كانت هناك حالة طوارىء تبرّر ما حدث في السابق أما الآن فما هو مبرّر عدم اقرار موازنة ؟ المبرر الوحيد والحقيقي هو الانهيار السياسي الذي يُعبّر عنه بكل وسائل التصرف داخل الحكومة.وأنا لأول مرة أسمع رئيس حكومة يتهم وزيرين بسمسرات، وأول مرة اسمع وزيراً يتهم رئيس حكومة بمغالطات مالية ، فكيف يمكن أن تكون هذه الحكومة طبيعية؟ فمن غير الطبيعي أن تعيش هذه الحكومة وتكمل سنتها الاولى، ومن يعِش فليتذكّر؟.
* ولكن السيد حسن نصرالله يؤكد أن الحكومة لن تسقط ؟
– هذا رأيه، وإن شاء الله يستطيع حماية رأيه، وأعتقد أن التركيبة اللبنانية أقوى من رأيي وأقوى من رأيه، وهذه الحكومة مخالفة لكل الطبيعة الوطنية اللبنانية.نحن نمرّ في وقت نشهد فيه أزمة كبرى سياسية في لبنان والمنطقة والحل الوحيد والمنسجم مع طبيعة النظام اللبناني هو حكومة تكنوقراط انتقالية الى حين حصول الانتخابات النيابية والاشراف عليها من غير المرشحين.
* طالبت السيد نصرالله بإعتذار عن جرح بيروت فأتتك الردود بأنك تتلقى أوامر خارجية لاحداث فتنة سنية شيعية، بماذا تردّ ؟
– هذه مسألة لا تتعلق بالفتنة ولا تتعلق لا بالسنة ولا بالشيعة، إنما تتعلق بمدينة بيروت وسبق وقلت إن ما حصل في 7 ايار مازال جرحاً مفتوحاً في العلاقات بين بيروت التي تضم كل الطوائف والمذاهب وبين بيروت السنية وبين حزب الله.والاعتذار حق لاهالي بيروت وهو تصرف حضاري وليست المطالبة به إعتداء.
* ما كانت ردة فعلك على حذف عبارات لك اعتبرت فيها الرابية مرجعية عمالة وتحدثت عن تحوّل حوزات علمية الى معامل لانتاج المخدرات؟
– أنا اسأل من اعطى الوكالة الوطنية هذا الحق بالحذف، فالرقابة السياسية مخالفة للقوانين ولمسألة حرية التعبير، وعهدها انتهى في العالم أجمع.وقد إتصلت بوزير الاعلام الذي لم يكن على علم بما جرى ووعدني بأنه سيتحرّك. والمسألة تتعلق فقط بالحريات، اذ لا اجتهاد في النصّ السياسي، ولا يحق للوكالة او لأي احد القيام برقابة سياسية على التصاريح التي يدلي بها المسؤولون والتي تعبر عن وجة نظرهم وآرائهم.
* لماذا هذا التباعد بينكم وبين قوى 8 آذار ؟
– هناك مجموعة سياسية ماشية في خط إسمه الانتقام من رفيق الحريري وليس من فؤاد السنيورة ولا من سعد الحريري، بمعنى أنهم يريدون الثأر من رفيق الحريري ويلحقونه الى القبر.ولذلك لن يصلوا الى نتيجة وسيصلوا الى مزيد من الخراب لأنهم لا يقدمون أي بديل عملي ناجح.
* كيف نظرت الى رفض اقتراح وزير الشؤون الاجتماعية إعطاءه سلفة لمساعدة النازحين السوريين؟
– هذه عنصرية وتصرف مجنون تجاه مسألة انسانية، الوزير وائل ابو غاعور معه حق وهو أكثر وزير مؤهل للتعامل مع هذا الموضوع ، وهو شخص عاقل وموزون أما هم مجموعة من القتلة الذين يفكرون في كيفية حماية المزيد من القتل في سوريا أكثر مما يفكّرون في كيفية حماية لاجئين من حقهم الانساني أن يتصرف لبنان تجاههم بطريقة طبيعية.وأنا أقول لك ستحصل ضغوط وسيتراجعون لأن كل المجتمع الدولي مستنفر للمسألة الانسانية.
* متى ستدق ساعة النظام السوري برأيك وهل سيرتاح لبنان قبل سقوط هذا النظام ورأينا اطلاق النار على الحدود واستشهاد مصوّر صحافي؟
– مناعة لبنان جدية، ووطنية اللبنانيين قادرة على حماية نفسها، ولكن في ظل حكومة لا يكون عنوانها الرئيسي الانهيار السياسي.نحن مصلحتنا ورغبتنا هما تغيير النظام السوري لأننا أمضينا كل السنوات السابقة وفشلنا في اقامة علاقات طبيعية ، فهذا نظام يعتمد الكبير على الصغير، والقوي على الضعيف، والمعتدي على الضحية، والجلاد على المظلوم.
* هذا النظام أجبرك على مغادرة لبنان في السابق أليس كذلك؟
– صحيح 5 سنوات، إنما الحمد الله في الآخر هم رحلوا من لبنان ونحن بقينا.وهذا النظام السوري واضح أنه إنتهى والبحث هو في مسألة الاخراج والشكليات ومصالح الدول والضمانات وأي نظام سيأتي بعده، إنما الأكيد أن هذا النظام الموجود حالياً في سوريا إنتهى ولا عودة له أياً كانت الجهة التي تدعم سواء التصريحات الروسية أو الايرانية أو مؤخراً الابتكارات العراقية على لسان رئيس الحكومة نوري المالكي.أنما كل هذا الكلام صار من الماضي كما هو النظام.
* كيف تنظر الى موقف النائب وليد جنبلاط الذي أعلن رغبته في إنهاء حياته بالقطيعة مع النظام السوري؟
– لست من دعاة الاحتفالية بكل تصريح يقوم به النائب جنبلاط وكأنه حدث عظيم، هذا سياق طبيعي لتطور في المنطقة، هو إعترف به وذهب به الى حيث يجب أن يكون منذ اللحظة الاولى.وأعتبر أن موقعه الطبيعي هو حيث هو الآن لاسباب كثيرة سياسية وتاريخية وجغرافية ووطنية.ولست متفاجئاً بهذا الموقف.
* أين أنتم من طرح النسبية في قانون الانتخاب علماً أن النائب جنبلاط يعارض هذا الطرح ايضاً؟
– هو ليس وحده في هذا الموقف، ونحن كمجموعة نيابية في المستقبل لدينا موقف واضح ومحدد من هذه المسألة، لأن النسبية هي التي توفر حماية الى حد ما للاقليات وللمستقلين.ولكن كيف يمكن أن توفّر مثل هذه الحماية في ظل وجود السلاح؟ هل قانون الانتخاب وحده كاف لهذه الحماية التي عنوانها النسبية؟ أم أن السلاح هو فعلاً الكافي في مناطق محددة وواسعة لمنع شخص حتى من فكرة الترشح،ورأينا ما كانت النتيجة في الجنوب وبعلبك عندما فكّر اشخاص في العام 2009 بالترشح.فهل النسبية تحمي فعلاً هؤلاء الناس بوجود السلاح؟فماذا سيبقى من النسبية في ظل وهج السلاح؟لا يبقى شيء.فالنسبية عملياً موجودة لنظام مدني تحمل فيه الدولة وحدها السلاح وتكون هي الوحيدة التي تفرض القانون وليس مجموعات حزبية ولا مجموعات مسلحة.