كلمة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اليوم العالمي للدفاع المدني

كلمات 12 مارس 2018 0

السيدات والسادة،

شرّفني فخامة الرئيس العماد ميشال عون بتمثيله في هذا الاحتفال وإلقاء كلمة نيابة عنه… لكنّني سأتوجه إلى فخامة الرئيس بكلمة، وهي أنّنا جميعاً له.

فخامة الرئيس،

في عهدكَ كثرت الاحتفالات في مناسبات للقوى الأمنية والعسكرية، من الجيش إلى قوى الأمن الداخلي إلى الدفاع المدني وغيرها من الأجهزة الأمنية التي تقوم بواجبها على أتمّ وجه.

لا يستطيع أحد أن يقول عن لبنان في عهدكم إلا أنّه لبنان الآمن، وسط عاصفة من الحرائق والاضطرابات من حولنا، ومن الاضطراب السياسي والاقتصادي الذي نعيشه يومياً… هناك استقرار أكيد ودائم ومستمرّ بفضل كل القوى العسكرية وبفضلكم أيضاً، وهو الاستقرار الأمني.

عهدكم يا فخامة الرئيس هو عهد لبنان الآمن ودائماً، طالما أنّكم تدعمون كل القوى العسكري والمدنية التي تقوم بواجبها تجاه اللبنانيين، وسيبقى هذا الاستقرار هو العهد الاساس في وجه الاضطراب السياسي والاقتصادي.

وعدتكم العام الماضي، وقبله، وأعلن اليوم أنني وفيتُ بوعدي.

فقبل أن أترك مكتبي اليوم وقّعت على المرسوم النهائي الذي سيفتح الباب لتثبيت المتطوّعين منكم، بعدما جاءني من مجلس شورى الدولة، ورفعته إلى مجلس الوزراء للموافقة عليه خلال أيام.

كما وعدتكم وفيتُ، وكنتُ أميناً على حقوقكم، بلا منّة من أحد، بلا وساطات سياسية ولا خلافات إدارية. لأنّ من واجب كلّ مسؤول أن يكون أميناً على حقوق الذين يسهرون على أمن اللبنانيين، ويقدّمون وقتهم وجهدهم وتعبهم، وأحياناً يخاطرون بحياتهم، من أجل مهنتهم وتطوّعهم. وأنتم قدمتم قبل عامين شهيدين لهم ولعائلاتهم كلّ العرفان والتقدير.

جهودكم طوال السنوات الماضية لم تذهب سدىً. أزهرت أماناً وراحةً في شوارع لبنان.

وجهوكم لن تذهب سدىً في المستقبل، لأنّها ستزهر أماناً في مسيرتكم المهنية والوظيفية.

وقريباً سننتهي من مشروع إدخال عناصر الدفاع المدني إلى جهاز إسكان العسكريين، كي تحصلوا على قروض سكنية ميسّرة، أسوة برفاقكم في بقية الأجهزة الامنية والعسكرية وهو ما سعى اليه دائما العميد ريمون خطار.

وكما قال مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار قبلي، فإنّ الخطة الخمسية التي طلبت منه البدء بتنفيذها العام الماضي باتت مشاريع واعدة وقد عدّدها، أهمّها وضع الدراسات لإنشاء مبنى مركزي للدفاع المدني ومراكز نموذجية، وعناصر مجهّزين بمعدّات متطوّرة، وتحسين القدرات البشرية من جهة، والتلاحم أكثر وأكثر مع الفعاليات المدنية والأجهزة العسكرية، لتحسين التواصل، وتسهيل العمل.

وأعرف أنّني أعلنت لكم العام الفائت عن دعم مصري وعن عروض تدريب أردنية، وهي ستتحقّق قريباً بعد توقيع الإتفاقات الثنائية. لكنّ الأكيد أنّه بات، وعلى مستوىً عالٍ، التنسيقُ بين الدفاع المدني اللبناني والأجهزة الرديفة له في أوروبا.

الواضح والمؤكد أنّ الدفاع المدني أصبح اليوم على جميع الأجندات الوطنية والعالمية.

والآن، بعدما ننتهي من تثبيتكم بما تستحقونكم، بعمل وأمان لكم ولعائلاتكم، ومن تدريبكم وفق أعلى المعايير الدولية، ومن تجهيزكم بكلّ ما تحتاجونه، فإنّنا نضع في عهدتكم الدفاع عن سلامة اللبنانيين.

فأنتم تمثلون واحدة من أهم القيم الإنسانية في زمننا هذا وفي كلّ زمن، وهي التطوّع لخدمة الآخرين، والتفاني من أجل من لا تعرفونهم. فأنتم تواجهون أسوأ أنواع الشرور، من غضب الطبيعة غير المتوقّع، إلى خطايا البشر المدمّرة، التي تنشب تارة حروباً هنا، وأحياناً كوارث بيئية أو عمرانية…

وفي يومكم العالمي، أجدّد التزامي أمامكم بالسعي الدائم والمستمرّ لتأخذوا كامل حقوقكم، بعد وأن أظلّ إلى جانبكم، مدافعاً مدنياً عن حقوقكم إلى حين الانتهاء من عملية تحديث الجهاز ورفعه إلى مستوى أجهزة الدفاع المدني الدولية لجهة تأمين أفضل الخدمات للمواطنين.

أنتم تستحقون كلّ تحية وكل جهد وكل وقوف إلى جانبكم.

من رآكم في إطفاء الحرائق وإنقاذ أرواح الناس ورفع الجثث من تحت التراب والأنقاض يعرف تماماً أنّكم جزءٌ من فخر اللبانيين في الإدارة والمسؤولية والإنسانية التي تجعلكم عأحد أعلام القدرة على خدمة كل موطن لبناني.

وكما قال السكرتير العام للمؤسسة الدفاع المدني الدولية، في رسالته السنوية، فإنّ العمل في السنوات المقبلة يجب أن يتمحور حول إنشاء منظومة كاملة للتجاوب مع الكوارث، من خلال تطوير القوانين وتحضير المواطنين، وبناء مركز تنسيق بين مختلف الأجهزة الامنية والعسكرية.

هذا عالم لا يتوقف عن التطوّر، ويجب أن نظلّ يقظين، لنتابع تحديثه لكي يظلّ الدفاع المدني على استعداد دائم لتنفيذ مهماته.

التطور الحقيقي الآن موجود في اندفاعة وإنسانية وقدرة كلّ واحد منكم على التحمّل لإنقاذ الآخرين والدفاع عن حياتهم وتخليصهم من مصائب البشر والطبيعة، وآخرها منذ أسابيع عندما احترق مصنع في المكلس، كنا نتابع بالصوت الصورة الجهود العظيمة التي قمتم بها والتي أدّت إلى إنهاء هذا الحريق دون إصابة أحد من جيرانه… هذا عمل لن ينساه اللبنانيون ونفتخر به جميعاً.

عشتم وعاش لبنان.