كلمة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق حوار مع قطاع المهن الحرة في تيار المستقبل

كلمات 20 أكتوبر 2017 0

السيدات والسادة،
أوّلا وقبل البدء بالحديث، أريد القول إنّ المقدمة التي أدلى بها الأستاذ النويري تدلّ على أنذ ذاكرته البيروتية جدية إلى درجة أنّها مرتبطة باسمه، فنحن ترعرعنا في في منطقة النويري في بيروت، وقراءته للوضع في المنطقة جدية، وأشكر الحضور واريد ان اقول انكم على مستوى معين من الاحتراف لكونكم من المهن الحرة وقراءتكم بأفق اوسع لما هو حاصل.
لقد ابرمنا تسوية من اربعة بنود على نحو واضح. البند الاول يتعلق برئاسة الجمهورية
بدل هذا الغبار السياسي الذي لا اعتبره خطأ بمجمله انما اعتبره غير دقيق، والبعض مسيء وخطأ لانه ليس معتمدا على الدقة والعلم وعلى المقاييس الدقيقة للبناني.
البند الاول ينص على انتخاب رئيس جمهورية لا يقرأ بغير كتابنا السياسي ونحن على خلاف طويل عريض معه لسنوات طويلة خلت، كان القرار بهذا البند بأن الخلاف والصراع داخل النظام افضل بكثير من الصراع على النظام نفسه، المنطقة تغلي بآلاف القتلى والجرحى والطيران والمدرعات من حولنا وعلى حدودنا المباشرة، لا مجال الا ان تكون اولويتنا المطلقة هي حفظ النظام في لبنان، يعني اكتمال النصاب الدستوري، لان النظام من دون اكتمال النصاب الدستوري معرض كل يوم لهزة، نعرف اولها ولا نعرف آخرها. وانا عشت تجربة الحكومة الماضية، وتلمست عذاب اليومي المتعلقة بالتوقيع وعدم التوقيع والاختلاف على كل المواضيع النازحين والسياسة الخارجية والداخلية وغيرها.. ولا ننجز الا الحفاظ على الاستقرار بشكل جزئي بتلك الفترة، والنجاح الوحيد الذي تحقق لاعطي الناس حقها هي حفظ الامن والقيام بالعمليات الامنية التي كانت لها غطاء محلي واقليمي ودولي، ونجحنا فيها بوزارة الداخلية مع قيادة الجيش والآخرين بوضع قواعد جديدة للعلاقة بين القوى الامنية ونجحت بحفظ البلد على نحو كبير وافضل من احسن الدول واغناها في العالم.
انتخبنا رئيس للجمهورية ويمكن ان نختلف معه، وهذا حقنا الدستوري والسياسي، لكن شهادة لا بد منها بعد ايام يكون مر سنة على انتخاب رئيس الجمهورية، شهادة اقولها ان موقف رئيس الجمهورية تطور بشكل كبير خلال هذه السنة الى مزيد من الانفتاح والتفهم مع كل الاطراف على كل الحاجات الضرورية للبلد، ومزيد من الاقبال السياسي على الافكار المختلفة عنه وعن كتابه. ولم يتعرض هذا البند الا الى هزات بسيطة امكن تجاوزها، وكل يوم يمر نرى اكثر واكثر ان رئيس الجمهورية يعترف بكل الآخرين، وملزم بالتعامل مع كل الآخرين سياسيا، وملزم بقبول اختلاف الآخرين عنه وانتقاد الآخرين له. واعتقد ان لي تجربتين بالاختلاف معه على وسائل الاعلام، ولم تنته امكانية التشاور والتفاهم، على العكس استمرت وتعززت وكان الباب مفتوح اكثر لمناقشة هذا الموضوع. وكل يوم يمر سنرى ان حقنا بالاختلاف السياسي بالرفض او بالقبول لم نتنازل عنه وانه حق لا غنى عنه ومستمرين فيه، وبصراحة نجحنا به، وبصراحة في بعض الاحيان كان لكم تحفظات وانا واحد من الناس الذين كان لهم تحفظات، لكن الشكل ليس اساس، كل انسان له اسلوبه، واخذت هذه الاشكال غير اللطيفة وغير الجميلة حيزا واسعا من النقاش اكثر من المضمون.
هل حدث جديا انه جرى تنازل من الصلاحيات بمعنى الورقي والدستوري والقانوني، لا، لم يحدث بل حدث ملاطفات وكلمات لا نحبها، تعابير لسنا معتادين عليها بالعلاقة بين رئيس الجمهورية رئيس الحكومة، اقولها بكل صراحة.
البند الثاني، هو تشكيل حكومة ائتلافية، وسط صراع واختلافات لسنوات طويلة من الصراع السياسي، هذه الحكومة الائتلافية وخلاف بين وزرائها، وانا واحد منهم، ادخل في المشكل الحق لارى من يتخلى عني ومن يبقى معي، بكل الاحوال، هذه الحكومة نجحت بملفات لم نكن نعتقد للحظة واحدة انها يمكن ان تنجح، مثل: قانون الانتخاب، الموازنة، بعد سنوات وسنوات، المجلس الاقتصادي والاجتماعي، التشكيلات القضائية، التشكيلات الديبلوماسية، نصفهم انا سجلت اعتراضي في محضر مجلس الوزراء عليها، وانا لا اقول الذي تم فعله شيء عظيم ولا يمكن فعل احسن منه، انما اقول انه بعد سنوات لم اكن اتوقع ان تتحقق هذه الملفات والخطوات في الحكومة لكنها تحققت فعلا. وهذا كله لم يتحقق فقط برغبة محلية او برغبة اقليمية جدية فقط، بل تحققت ايضا لان الرئيس سعد الحريري تحديدا كان مصرا ومتابعا ومثابرا بشكل لا سابق له لا بطبيعته ولا بتصرفه لانتاج هذه الملفات الخمسة، النقيب خالد وانا لدينا اعتراض على قانون الانتخاب، وليد وانا لدينا اعتراض على المجلس الاقتصادي والاجتماعي، توفيق وانا لدينا اعتراض على التشكيلات القضائية، طارق وانا لدينا اعتراض على التشكيلات الديبلوماسية، هذا ممكن، لكنها حصلت وهذه مسائل كبيرة جدا وليست بسيطة، ومعالجة مضمونها ممكن وليس مستحيلا لكن بعد سنة بعد سنتين وليس اليوم، ولم توضع امام حائط مسدود، لان القوى السياسية التي اجتمعت استطاعت ان تحقق مكاسب سياسية اكثر مما نحن نريد ان نعطي. وقد تتغير السياسات ويأخذ غيرهم اكثر مما يريدون واكثر مما يستأهلون. ومن هذه الجهات نحن ايضا. لكن حصل تطور كبير في اعادة اكمال السلطة بمفهومها الشامل.
بالنسبة لي اعتقد ان الوقت يلعب لصالحنا وليس عكس ذلك بهذا الامر.
البند الثالث يتعلق بربط النزاع واستعمال سلاح حزب الله خارج لبنان، نحن غير معنيين به، ونرجئ الخلاف حوله، وموقفنا ثابت ان ما يقرره الشعب السوري ديمقراطيا بانتخابات وبرقابة دولية، نحن نطلب للشعب السوري السلام والامان وممارسة حقوقه الديمقراطية بجو سليم ليعبر عن رأيه من دون اية ضغوط وهذا موقف مبدئي وثابت.
وكل هذه الملفات لا يمكن لها ان تتم من دون الرئيس عون ودفاعه عنها، ولا تتم من دون التزامه فيها وتشجيعه لها، لانها ماكينة، ولا اقول ان الآخرين ليس لهم دور، لكن الرئيسين لهما الدور الابرز وعنصرين مقررين وجديين.
البند الرابع يتعلق بالبيان الوزاري الذي صدر ويتحدث عن النأي بالنفس عن السياسات والمحاور في المنطقة. هذا الملف له فيه خلل خطير وصف خطير، وفيه خلل جدي بدأ مع قبولنا لاخراج غير صحيح لذهاب وزراء حركة امل وحزب الله الى سوريا رغم اننا رافضون ونعتبر ان هذا الامر يتعلق بزيارة شخصية غير رسمية، وكان بالامكان ان يكون موقفنا اصلب بذلك الحين، واقول هذا الكلام وانا اعتمد على وعي، وفي هذا الامر لا يتحمل شخص محدد وحده المسؤولية، كلنا مشاركون انا وغيري من الوزراء المعنيين، وكل القوى التي نعتبرها قوى حليفة داخل الحكومة، جاءت الزيارة الاخيرة واجتماع الوزيرين باسيل والمعلم ليؤكد ان الاخراج الذي اتبع في الاول تسبب بسياسة صدمة، كل واحد منا رفضه على طريقته وانا بدأت وغيري تحدث، وقال الرئيس الحريري انه غير موافق على الاجتماع. طبعا هذا الخلل يحتاج الى علاج، ويحتاج الى مناقشة على الطاولة لايجاد حل له، لان وضع عنوان النازحين السوريين سبب لانتاج هذه السياسة هو عنوان ليس صحيحا، نحن نريد عودة النازحين بخير وسلامة ولكن نريدها عودة بضمانات آمنة وحماية من القوانين الدولية التي تحمي المناطق التي سيتوجهون اليها، 80 بالمئة من النزوح السوري من النساء والاطفال، وهناك افتراض ان رجال هؤلاء النساء واباء الاطفال هم المقاتلون او ما تبقى من المقاتلين، هذه المسألة لا تعالج بسياسة منفردة ولا بدفاع غير مبرر، ولا بتصرف غير منطقي، اتفقنا الاسبوع المقبل سيكون هناك لجنة للنازحين لمعالجة هذا الموضوع للتوصل الى نتيجة بحيث يكون هناك ورقة عمل مشتركة من كل القوى السياسية نعتمدها، وسبق ان جربنا في الحكومة السابقة ومنذ اشهر اعتمدنا على مؤتمر بروكسل على ورقة عمل تقول بالمناطق الآمنة ولكن وفق القوانين الدولية. على كل حال، هذا مجال كبير للنقاش والحوار نحن لن نحمل ضميرنا ان نعيد الناس الى مناطق النظام المتخصص بقتل شعبه ولديه لائحة كبيرة من الجرائم تبدأ ولا تنتهي منذ خمس سنوات وحتى اليوم.
اتحدث عن البنود الاربعة لارى اين تحققت النجاحات واين حصل الاهتزازات والخلل، شائع بين تيارنا السياسي وجمهورنا واصدقائنا، اننا بدأنا خطأ ونكمل بالخطأ، اليس هذا ما تقرأونه على مواقع التواصل الاجتماعي وتسمعونه في بعض المجالس، هذا الكلام يقال، لكن انا انقل الامور الواقعية بحقيقتها، نحن لا ندعي بطولة ولا انتصار ولا تحرير لبنان، نحن ندعي الحفاظ على لبنان بنظامه الحالي من خلال اكتمال نظامه الدستوري حتى تقرير مصير المنطقة بين الروس والاميركان والايرانيين والاتراك وكل الدول التي تتدخل في المنطقة، من حدود كردستان الى تركيا والعراق وسوريا وايران، والخيار الثاني هو قلب الطاولة يعني لا نظام من دون استقرار يتطور الى صراع مذهبي، ماذا ينفعنا؟؟ .. اذا كان في مسألة رفع المعنويات اتحدث بكلام صريح، وانا غرامي ان تكون معنوياتي مرتفعة، لكن الى جانب ذلك النظام محفوظ والدولة محفوظة، لا خللا امنيا في السنتين الماضيتين، الخلاف الوحيد الامني هو قيام حزب الله بعملية عسكرية منفردة الى حد كبير في عرسال قبل تسلم الجيش مسألة جرود بعلبك، وانا قلت ان التقصير حصل من القيادات السياسية وليس من الجيش، لانها قالت ان هناك كلفة بشرية عالية هذا القرار والتردد فتح الباب امام حزب الله للقيام بعملية عسكرية، نحن بدأنا ومقبلين اكثر واكثر على حصار دولي واقليمي لا تسهل الحياة في البلد
الكلام الذي قيل عن حاكم مصرف لبنان هو كلام اقل ما يقال فيه انه كلام غير دقيق، الحاكم ضمانة مصرفية باعتراف كل دول العالم، من الدول العربية الى خارج الدول العربية، لقد حقق نجاحات لم يستطع احد تحقيقها ولو بكلفة عالية، نعم هذه الامور لا تحصل مجانا، لكن ما حصل من استقرار اعلى بكثير من الكلفة التي تسببت بها هذه السياسة.
هذه الصورة الشاملة هي التي نعيشها اليوم، والتي من خلالها نحاول ان ننجز الكثير، بأحسن ايام الاستقرار لم تنجز الميزانية والتشكيلات التي هي ليست قضية مقفلة.
اذا قلنا نريد ان نعيش سياسة اللحظة وتصيبا هذه الامور بالاحباط، لا نكون ثابتين وجديين صلبين وجادين بثوابتنا ومواقفنا وثقتنا بأنفسنا، لسنا بانتظار كلام فلان او فلان ليكون لديه الثقة بالنفس او القدرة للدفاع عن هذه الثقة، لنصبر ونتظر الوقت المناسب ولنتأكد من ثقتنا بأنفسنا التي هي السلاح الرئيسي، لا احد يستورد الثقة بالنفس.
استعملت في المرات الماضية مثلا، ايام الرئيس الحريري لم تخدم كل الناس، ولم يتم تنفيذ كل المشاريع في كل المناطق ولم تصل الحقوق الى كل الناس، ولقد عايشت هذا الامر عشر سنوات، كل الناس لديها الثقة نفسها لان كان حالة معنوية، حصل تقدم جدي في بيروت لان الرئيس الشهيد اصر على العمل في بيروت، هناك انفاق تفتح اليوم ملحوظة منذ ايامه، وهذا ما استطاع اليه، والمطار عندما اعيد تأهيله ليتسع الى 6 ملايين مسافر قامت الدنيا ولم تقعد، هذه السنة وصل العدد الى 7 ملايين مسافر، من دون سياحة جدية، اقول ان حالة الثقة بالنفس على قدر تجربتنا سنجرب وسنتابع التجربة.
حالة الثقة بالنفس على قدر ما جربنا لا احد يعيدها الى القها وقوتها الا الصناعة الذاتية هذه المرة، سنجرب جميعا، الرئيس الحريري يعمل 18 ساعة ويتحمل كل الكلام ومصر للتقدم الى الامام، لكن الظروف التي كان فيها الرئيس الشهيد مختلفة كليا وتماما عن الظروف التي يعيشها الرئيس سعد الحريري، من المال الى دعم المملكة وجاك شيراك كله غير موجود، لم يعد موجود منه شيء، صفر، نريد ان نعتمد ذاتيا باعادة الثقة لانفسنا، ان الثقة بالنفس ايمان لا يمكن التخلي عنها وتحت اي ظرف ولاي سبب من الاسباب.
من دونها نتعرى جميعا، لاننا بحاجة الى ثقتكم ومقتنعة بكلامكم وتشجعكم وتفتح لكم الابواب اكثر، نحن نريد اخذ الثقة منكم وتزيدنا عزما واصرارا وثقتكم بأنفسكم وطائفتكم ومنطقتكم وانكم الاساس ولا يبنى شيء دونكم هي التي تعيش وتبقى وتقاوم وتنتصر في النهاية، لا اقول الكلام من باب اعطاء الدروس، انا نفيت خمس سنوات كان عنواني هو هاتفي، قبل 5 تشرين الثاني 1998 كنت شاغل الدنيا وشاغل الناس في لبنان وسوريا، بقيت على ثقتي بنفسي، كان عندي ضعف واحد ان الحاجة الوالدة انني لم اكن استطيع ان اتحدث معها على الهاتف هي تتصلب اكثر وتقوى اكثر لكنني كنت اضعف امامها.
انا تحدثت من دون تلميع وتجميل للوقائع، وهذا ما يفترض منا صلابة اكثر ومواقف اكبر، لو فلو اردت الاعتماد على مزاج الناس لمكثت في بيتي، لن اغير ولن ابدل لانها قناعة، انا معني برئاسة الحكومة منذ زمن، ومعني بقضايا بيروت منذ زمن.
بدأت حياتي في الشارع مع حركة فتح في 17 من عمري تعلمت ان لا اتخلى عن قناعاتي، ونفيت اول مرة وثاني مرة وثالث مرة لكني لم اتخل عن قناعاتي، وعندما سنحت لي الفرصة لاكتب كتبت.
يجب ان لا ندخل في اليأس ويجب نقاتل اكثر واكثر، هناك مشكلة بالخدمات، نحاول معالجته، يجب ان نعرف ان هناك عهد قديم مضى وانقضى، الايام السابقة حتى 2010، لقد تغيرت والانظمة، واقول اخيرا ان بابي مفتوح للجميع، واختم بالتأكيد على نقطة واحدة ان ثقتنا كقيادة سياسية نأخذها منكم.