كلمة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق نهاد المشنوق في “اليوم العالمي للحدّ من مخاطر الكوارث”

كلمات 16 أكتوبر 2017 0

كلمة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري
ممثلاً بوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق المحترم
“اليوم العالمي للحدّ من مخاطر الكوارث”
السراي الحكومي – 16 تشرين الأول 2017

السيدات والسادة،
بدايةً أريد تهنئة منظمي هذا الاحتفال على اختيارهم شعار “بيتنا الآمن” وهو عنوان موفّق، ذلك أنّنا نعيش في عالم متغيّر وصعب ونواجه إرهاباً من نوع جديد. وفي هذا الإطار لا بدّ لي من التنويه بالشراكة الجديّة القائمة بين مختلف الأجهزة الأمنية. فقد عملت، منذ تولّيت وزارة الداخلية والبلديات، على تعزيز التنسيق والتعاون التقني والعملاني والاستراتيجي بين مختلف هذه الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية، وبينها وبين الجيش اللبناني والأمن العام والدفاع المدني والأمن الداخلي، وقد أسفر هذا التنسيق عن نجاح القوى الامنية بالقيام بعمليات امنية إستباقية وتوقيف العديد من الإرهابين وتفكيك الخلايا الإرهابية النائمة. وقد نعم لبنان وبيروت بالأمن والأمان بسبب هذه العمليات التي أصبحت من بين الدول والعواصم الأكثر أمناً في المنطقة والعالم.
كما أنشأت وزارة الداخلية غرفة عمليات مشتركة بين الجيش اللبناني والأمن العام والامن الداخلي بالإضافة إلى جهاز أمن المطار والدفاع المدني وتحتوي على أفضل وسائل الإتصال والتواصل الحديثة من أجل تعزيز التواصل والتنسيق وخصوصاً خلال الأزمات، وذلك بفضل مساعدة ودعم السفارة البريطانية في لبنان. وقد أطلقنا على هذه غرفة العمليات إسم “غرفة العمليات المركزية – قاعة اللواء الشهيد وسام الحسن الذي يصادف ذكرى اغتياله في مثل هذه الأيام.
لقد أصبح اليوم العالمي للحد من مخاطر موعداً سنوياً على المستوى الدولي للتذكير بضرورة التحضر والتأهب في وجه مخاطر الكوارث الطبيعية والتي هي من صنع الإنسان.
إنّ شعار هذا العام لليوم العالمي يتمحور حول الوقاية والحماية والحد من عدد الأشخاص المتضررين من الكوارث. وهو هدف نسعى إلى تحقيقه عبر تفعيل عملية التنسيق بين الأجهزة المختلفة المعنية بإدارة مخاطر الكوارث على كافة المستويات.
لقد قامت الحكومة اللبنانية في العام 2009 بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإطلاق مشروع “تعزيز قدرات إدارة مخاطر الكوارث في لبنان”. تكمن أهمية هذا المشروع في التحضر والاستعداد للعوامل الطبيعية التي قد تؤدي إلى إحداث أضرار على المستوى خسارة الأرواح والممتلكات. وذلك عبر القيام بدراسات لتقييم المخاطر وتحديد نقاط الضعف والعمل على معالجتها ان كان على مستوى البنية التحتية أو تأمين الخدمات الحيوية مثل الكهرباء والماء والطبابة ووسائل التواصل وغير ذلك أيضاً.
وقد أنجز هذا المشروع مراحل مهمة إلا أن أهمها يكمن في جمع الأجهزة المعنية بالاستجابة حول طاولة مستديرة وحثّها على التنسيق في ما بينها وتحديد الأدوار.
كما نجح مشروع إدارة مخاطر الكوارث في لبنان في خلق لغة موحدة هي لغة الحد من مخاطر الكوارث ترتكز على أربع عناصر الوقاية، الاستعداد، الاستجابة الفعالة، والتعافي وإعادة التأهيل والإعمار.
ان الدولة اللبنانية ممثلة برئاسة مجلس الوزراء تولي مشروع إدارة الكوارث أهمية كبيرة. فان الحدّ من مخاطر الكوارث والاستعداد لها هو ضمن أوليات الدولة اللبنانية.
لقد أنجز لبنان الكثير على صعيد الاستعداد والاستجابة لمخاطر الكوارث ولا زال هناك الكثير من العمل نأمل بتحقيقه وخاصة على صعيد كيفية “النهوض المبكر” Recovery بعد حدوث الكارثة.
إنّ إلتزام الدولة بإدارة الكوارث يتُرجم أيضاً عبر إلتزام لبنان بالمعاهدات الدولية المعنية بالحد من مخاطر الكوارث. فإن لبنان هو من أوائل الدول العربية التي قدمت تقارير حول التقدم المحرز في إطار عمل هيوغو وإننا ملتزمون بالاستمرار على هذا النهج ضمن إطار عمل سنداي للحد من مخاطر الكوارث لفترة 2015-2030.
وفي هذا الإطار أود أن أشكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDPالذي نعتبره شريكنا الاستراتيجي في هذه الإنجازات. آملين أن تستمر هذه الشراكة المثمرة في الأعوام المقبلة بغية تحقيق المزيد من التقدم على صعيد إدارة الكوارث بشكل خاص وعلى مختلف الصعد بشكل عام  لتحقيق الإنماء المتوازن والتنمية المستدامة.
كما أودّ أن أخصّ بالشكر سفارة سويسرا في لبنان لدعمها المستمر منذ إطلاق مشروع إدارة مخاطر الكوارث ولمشاركتها الكبير في إنجاح هذا المؤتمر.
كما اود أن أحيي الدول الصديقة التي تقف إلى جانب لبنان وتقدم الدعم السخي لتطوير قدرات الدولة اللبنانية وتحصينها من مخاطر الكوارث. وأخص بالشكر الاتحاد الأوروبي وسفارة هولندا في لبنان ودولة الكويت. متمنيين أن يستمر هذا الدعم وهذه الشراكة في المستقبل لما فيه خير لبنان.
وأخيراً وليس آخراً أتوجه بالشكر والامتنان لمنظمي هذا المؤتمر والمشاركين والحاضرين آملين أن يتمكن بلدنا لبنان، بفضل جهودنا جميعاً، من التصدي بفعالية لكافة أنواع الكوارث التي قد تصيبه لا سمح الله والحد من الخسائر والأضرار.