كلمة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق نهاد المشنوق في جمعية متخرجي المقاصد

كلمات 15 أكتوبر 2017 0

انها مناسبة كريمة ووجوه خيرة موجوده هنا، تجعل المرء  يتعمق اكثر في الكلام، ويرسم صورة شاملة للتطورات الحاصلة في المنطقة ولبنان.

نحن موجودون في مدينة عظيمة باعتراف كل الناس،  وبمركز لخريجي المقاصد  الذين هم اساسا جزء لا يتجزأ من بناء الدولة ومفهومها، وقراءة دور الدولة على مدى عشرات السنين من الاستقلال حتى اليوم.

لم يتسلم مقاصدي مسؤولية ان كان في مستوى الفئة الاولى او غير هذه الفئة الا وكان على قدر المسؤولية  وكانت خبرته لا يستغنى عنها في المجالات التي تخصص بها او عمل عليها.

–    نحن كمجموعة سياسية ابرمنا تسوية من اربعة بنود، البند الاول ينص على انتخاب رئيس الجمهورية  ليس من جونا السياسي ولا من قراءتنا ولا من مفهومنا للمسار السياسي في لبنان، هذا لا يمنع اننا نتعامل معه كرئيس للجمهورية ونكن له كل الاحترام والتقدير وكل سعي ونقاش معه لتأكيد دور الدولة ودوره كحكم بين كل اللبنانيين.
اما البند الثاني فهو يتعلق بالحكومة الائتلافية التي تضم كل الاطراف المختلفة وقراءاتها بكتب مختلفة، للوضع اللبناني وللوضع في المنطقة حتى في قراءتهم للادارة وللمسار الامور اليومية في البلد.
اما البند الثالث يتعلق بما سمي بربط النزاع حول دور سلاح حزب الله خارج لبنان.

–    البند الرابع يتعلق بسياسة النأي بالنفس حول كل الصراعات التي تجري في المنطقة والمطابق للبيان الوزاري الذي صدر في عهد الرئيس تمام سلام، الطيب الذكر بكل ما قام به. هذه التسوية كان يقصد بها اهداف عدة: الاول ما يتعلق منها بانتخاب الرئاسة حيث ان الجو القائم في المنطقة والخطر المحدق بالواقع والنظام اللبناني كبير جدا، والخطر ان تعم الفوضى كان اكبر، ولا ننسى المشاكل التي تعرضنا لها كل يوم في حكومة الرئيس تمام سلام، كنا امام خيارين: الاول ان نستمر بالنزاع اليومي ولا ضوابط  للدولة ولا مرجعية للدولة، بحيث يتحول الصراع على النظام وليس الخلاف داخل النظام. انا من المنظرين انا النزاع داخل النظام مقدور عليه وافضل بمئات المرات من النزاع على النظام نفسه بوجه التغييرات التي تحصل في المنطقة، وهذا ما حصل عمليا.

–    الامر الثاني المتعلق بالحكومة الائتلافية التي تعمل، ولا يمكنني القول ان النتائج ممتازة لان النزاع القائم ومشاكلها كثيرة، لكن هناك امكانية لاستصدار او اقرار مشاريع لبيروت او لبنان ككل، بطريقة معقولة وبامكاننا تحويله الى التنفيذ وليس للكلام، هنااك كلام كثيرعن  الفساد والصفقات، انا لا اقول اننا دولة قديسين، لكن اقول ان الكلام اكبر بكثير من الوقائع. انا صاحب تجربة بهذا المجال، كل ما وضع شيء على الطاولة بهذا الموضوع تحول الى فضيحة، ايا كان العنوان وايا كانت المناقصة او طبيعة الموضوع الذي يبحث، والحقيقة هناك نسبة كبيرة من الظلم، ولكن الخيار كان امامنا في الحكومتين السابقة والحالية، اما التفرغ  للردود ام للانجازات، ما هو الخيار؟ نستمر بالمشوار، وندافع عن انفسنا قدر المستطاع ام لا؟ الخيار الثاني ان توقف كل المشاريع، لان لا طريقة ثانية لانجاز كل المشاريع.

–    البند الثالث المتعلق بربط النزاع حول دور حزب الله في الصراع خارج الحدود، بصراحة هذه المسألة اثمرت، لانه عندما يرى المرء الوضع في سوريا والعراق والخرائط الجديدة، ونسبة القتل العالية ، والتداخل الدولي الذي لا حدود له، واذا اردت تحييد منطقة طولها وعرضها 5 كيلومترات تحتاج لتدخل روسي ودولي بهذا المجال، فكان الافضل لنا ان ننسحب من هذا الموضوع ونقول اننا رابطون نزاع به، رغم معرفة وعاطفة الجميع، ونحن نقول دوما اننا مع الخيار الذي يقرره الشعب السوري مهما كان هذا الخيار. نحن داعمون للشعب السوري بالجغرافيا والتاريخ والديمقراطية والانتخاب، لكن ليس من الضروري ان نكون جزءا من هذه المعركة التي لا يعرف اولها من آخرها، لقد وصلت الى وقت لا اتابع بالقراءة الوضع السوري لانني لم اعد افهمه ولم اعد اعرف ان احدد المناطق التي يتحدثون عنها، لدرجة انني احضرت خريطة وصدقت، ومع ذلك وقعت في الضياع، على كل، لقد ضيعنا في الخريطة لكننا لم نضيع بالعاطفة وبثوابتنا وبمواقفنا.

–    الامر الرابع المتعلق بالنأي  بالنفس، بصراحة هذه التجربة عاشت لفترة طويلة ولكنها تعرضت في الفترة الاخيرة لضربات قاسية، الضربة الاولى هي عند ذهاب وزراء من الحكومة الى سوريا معتبرين انه اخراج الذهاب الى سوريا واحتفالهم مع النظام السوري في افتتاح معرض دمشق الدولي، اخرج الموضوع عن ان هؤلاء الوزراء توجهوا الى سوريا بصفة شخصية لا رسمية، واريد ان اعترف امامكم اننا اخطأنا بهذا الاخراج، لان بذلك تم فتح الباب على تجاوزات اخرى في السياسة الخارجية.
هناك شرود في السياسة الخارجية في لبنان، فعندما حصل اجتماع نيويورك حددنا موقفنا منه بشكل علني وصريح، واعتبرناه تجاوزاً لضرورة احترام تشاور الوزراء خصوصا بالسياسة الخارجية مع رئيس الوزراء وربما مع رئيس الجمهورية، وهذا لم يحصل.

-لقد قرأنا في جريدة اللواء الغراء، انا لبنان صوّت في الاونيسكو ضد المرشح المصري،  لدينا فعلا مشكلة بالتضامن الحكومي بقراءة السياسة الخارجية، لان مصر دولة موزونة، هادئة، موضوعية، دورها في لبنان وفي غير لبنان حفظ الاستقرار وفي لبنان خاصة كان لهم دور في دعم الانتخاب وصلتهم بكل اللبنانيين صلة ممتازة، لماذا التصويب دون وصول مرشحة مصر الى مديرة عامة للانيسكو.؟ ولماذا ادخل في خلاف مع مصر او اواجهها ومع العالم العربي، الا اذا كنت اعتبر انه كسياسة خارجية بامكاني ان انفذ ما اريد ومن لم يعجبه فليبلط البحر، بصراحة اقول نحن لن نبلط البحر بل سنفعل اكثر.. اولاً اريد القول انني بما امثل ومن امثل أعتذر من الشعب المصري ومن الحكومة المصرية على هذا الموقف.

–    الامر الثاني، ان هذا التمادي في هذا الاتجاه السياسي سوف يعرض التضامن الحكومي الى التهديد الفعلي، لا اقول هذا الكلام للتشهير والتناول، لكن هذا التضامن الحكومي لا يمكن ان يستمر ويعيش ويبقى بسياسة الصدمة وسياسة الارغام وسياسة الالزام، ونحن لا نسير لا بسياسة الصدمة ولا بسياسة الارغام ولا الالزام، فيجربوننا وسيرون، انا افرق بين رئيس الجمهورية مع احترامي وتقديري له وفي لقاءاتي معه هناك مواقف متبادلة معه وبين سياسة وزارة الخارجية المتجاهلة كل  الاعراف والقيود التي تتحكم بمسار علاقة الوزراء مع رئيس الحكومة خصوصا في السياسة الخارجية وان غدا لناظره قريب.
نحن لسنا في احسن الظروف، لكن لم ولن نتنازل عن الثوابت، ولا عن المواقف، وعلى عن الصمود، لا يجوز تشييع جو الاحباط والعجز وعدم القدرة، الاحساس بوجودكم حولنا يصمد اكثر ويواجه اكثر ويحقق نتائج افضل، لا اقول ان النتائج التي تحققت هي ممتازة، لكن هل  نواجهها بالاحباط اوالصوت العالي،  بل نواجهها من خلال احتضان المجتمع الذي يحمي امكانية وقدرات المسؤول في المواجهة.
المرة الاولى بتاريخ لبنان هناك شراكة جدية بين عمل الاجهزة الامنية في لبنان، وهو ما عكس هذا الامان الذي نعيشه معا،

–    بالعودة الى التفاصل، لا اوافق ابدا الاخ مازن في موضوع النفايات، انا عايش في بيروت، المتعهد يعمل كالسابق، البلدية اقرت مع متعهد جديد يبدأ في 1-1-2018 والامور تسير على نحو طبيعي، المشكلة الحقيقية في عاليه والشوف التي لم تجد حلا في هذا الموضوع حتى اليوم، مطمر بيروت موجود في برج حمود وفي الكوستابرافا ونحن دفعنا ثمنه من بلدية بيروت، هذا اولا، ثانيا هناك مشروع كبير حول موضوع معالجة النفايات اقر مبدئيا في المجلس البلدي وخلال 3 اشهر يوقع العقد بالشراكة مع القطاع الخاص، لا مشكلة نفايات في بيروت .

–    موضوع الكهرباء انا اؤكد واجزم انه خلال 4 اشهر كحد اقصى تعطى بيروت 18 ساعة كهرباء في اليوم، وستة اشهر كحد اقصى بدءا من 1-11 تكون الكهرباء 24 ساعة في بيروت من خلال محطات ثابتة وبواخر. جرت المناقصة منذ يومين تبين ان هناك بعض الاشكالات، لكن الجدية والتأهيل خلال 6 اشهر لان  الشركة المعنية ستعمل على الارض، ولديها من الخبرة في تنفيذ المشاريع اكثر من عشر مرات من لبنان. والحقيقة أن هذا الأمر ما كان ليتحقّق لولا اصرار والحاح الرئيس سعد الحريري الذي  تجاوز كل الحواجز  للوصول الى اضاءة  لبنان 24 ساعة .

–    موضوع المياه: المياه تحتاج الى سنتين، الحل الوحيد للمدينة هو مشروع الليطاني – بسري ويكمل الى بيروت، هو ماشي، تحتاج الى سنتين،.
موضوع الوظائف، المشكلة ليست في الفئة الاولى، بل في الطبقات تحت الفئة الاولى، عندما فتحنا باب التطوع الى الاطفائية اكتشفنا ان هناك 980 طلبا من بيروت، 20 منهم فقط تحصيلهم عال، والباقون تحصيلهم العلمي لا يسمح لهم بشغل اي مركز عال سوى المعروض عليهم، عمليا تم اخذ 120 من بيروت، اثنان منهم فقط ليسا من بيروت، لان هذه من الشروط الى الاطفائية، وان شاء الله خلال فترة ستة اشهر سنأخذ كل الناجحين وعددهم 450 مرشحا سواء بالحرس البلدي او اي وظائف اخرى، وخلال 2018 سنجدول كل الشباب والبنات من بيروت لحل مشكلتهم بشكل لائق ليعيشوا بحياة كريمة.
الجانب الفرح من الموضوع، تعيين خمسة بيارتة في الفئة الاولى، آخرهم كان هاني شيمطلي امين عام وزارة الخارجية، عمليا حصتنا 11 من اصل 30، يجب التفاؤل بهم سواء عماد كريدية في اوجيرو واو منير مخللاتي في المخابرات، اما عن الفئة الثالثة والرابعة، يجب معالجة هذه المعضلة، وبامكاننا المعالجة، لانه في آخر اختبار في مجلس الخدمة من اصل مائو وخمس وعشرين نجح 2 بيارتة فقط، يعني ان هناك مشكلة يجب معالجتها، لقد وقعت على جمعية اسسها الرئيس السنيورة والرئيس سلام وربما بعض الاخوة الآخرين مهمتها اعداد الشباب السنة الذين يريدون الدخول الى الادارة، وهذا الامر كان موجودا في تيار المستقبل بالمراحل الماضية اي منذ التسعينات، ومسؤول عنه الحاج عدنان فاكهاني، هذه مسألة مقدور عليها، قادرون على كل شيء، لدينا مشاكل صحيح، لدينا مشكلة سياسية صحيح، لكن لا يجب ان يصاب المجتمع بالاحباط، لانه يستطيع ان تبث الثقة بالنفس، وتناقل الكلام من الى، لا يمكن ان يتحقق شيئا.

انا لدي اعتراض على المجلس الاقتصادي الاجتماعي، اجرينا نقاشا موضوعيا تبين انه من اصل 15 بينهم 8 بيارتة، هناك حاجز عند الناس التي لا ترغب بأن يصلها الخبرالايجابي، ولا اعتقد ان هناك ازمة تواصل، هناك احساس لدى البعض ان الدنيا اصبحت على الآخر، ويرددون انه مهما حصل لن نرضى وبدنا اكثر. لا، يجب ان نحسن التفكير والتعاطي، وفتح باب النقاش، وكنت افضل ان يكون من ضمن الثمانية بعض المعارضين للمشاركة الفعلية والتفاعل اكثر.
اقول ان كل الحاضرين لديهم القدرة على الصمود وعلى بث الثقة بالنفس، بذلك نكون نشبه بيروت النوارة التي اعطت وبعدها قادرة على العطاء.