كلمة عيد الاستقلال من ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري: الاستقلال معركة إيمان بلبنان نخوضها كل يوم

كلمات 21 نوفمبر 2014 0

شرفتني الجمهورية اللبنانية ، وبإسم الرئيس تمام سلام ؛ بأن أضع إكليلاً من الورد على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهو العنوان الأوضح في الحياة الوطنية اللبنانية الذي يختصر قيم الحق والحقيقة والعدل والعدالة والوطن،
انه ضريح “الجندي المعلوم” الذي سقط في وضح النهار وهو يخوض معركة النهوض بلبنان وافتتح باستشهاده معركة الاستقلال الثاني للجمهورية اللبنانية، التي دفع لبنان في سياقها خيرة شباب لبنان وبعضهم، من الأحب الى قلبي وعقلي، يرقدون بجانبه، في موتهم كما في حياتهم.
أعود اليوم الى الشهيد رفيق الحريري، الى هذه الحقيقة المستمرة في سيرة لبنان،
أعود اليه اليوم تحديدا، في عيد استقلال لبنان البلا رأس، مؤمنا انه ما كان ليهدأ او يتأخر عن قيادة معركة حماية الرئاسة، قيمةً ومقاماً، تماماً كما يفعل الرئيس سعد الحريري اليوم رافعاً، ومعه كل الأحرار، معركة انتخاب رئيس للبلاد فوق اي اعتبار سياسي او مصلحي او اي معركة جانبية،
أعود الى رفيق الحريري كحالة استقلال بحد ذاتها وهو الذي طالما أدرك ومارس الاستقلال ليس كحالة سياسية لكيان او شعب فقط، بل بوصفه ممارسة فردية أولاً تكون في الاستقلال عن الذات وانانيتها وأمراضها،
الاستقلال عن ثقافة التقوقع والانغلاق والتشاؤم ورفض الاخر،
الاستقلال عن ثقافة اللاحوار واللاتسوية وان كان دائماً بعنوان العدل والعدالة والمساواة لكل اللبنانيين.
أعود الى الذي كانت حياته حياة استثنائية بكل تفاصيلها وكان موته حياة ثانية لشعبه ووطنه. عشت مع رفيق الحريري لحظات صعبة في سيرة الوطن وكنت أراه كيف يتغلب عليها بالإيمان الثابت بلبنان وربما هذا درسه الأعظم، ان نؤمن بهذا البلد رغم كل ما لا يشجع على ذلك وان نؤمن بان قدر الاستقلال في أوطان كاوطاننا هو ان يكون معركة مستمرة نخوضها كل يوم بعنوان مختلف،

رحم الله شهيد الاستقلال الثاني رفيق الحريري ورحم كل الشهداء
عشتم وعاش لبنان