“كلام الناس” – مشروع المحور السوري- الايراني في المنطقة

مقابلات تلفزيونية 19 يوليو 2006 0

س- وليد جنبلاط كان أول من حذر من مشروع المحور السوري- الإيراني، ولكن نهاد المشنوق كان أول من كتب حول المشروع السياسي الإيراني في المنطقة، هل يمكن القول اليوم من خلال هذه العملية العسكرية ان هذا المشروع بدأ يشق طريقه نحو التنفيذ؟

ج- السؤال بشكل أدق هو، هل أصبح مشروعا تنفيذيا، لأن المشروع أصبح عمليا منذ فترة طويلة.

تحالفات المشروع الإيراني في المنطقة تحالفات جدية وقائمة، وهو بالعكس حقق تقدّما في أهم أقضية في العقل والذهن الإسلامي ، والذاكرة الإسلامية في العالم هي ، قضية فلسطين.

س- كيف حقق تقدما في القضية الفلسطينية؟

ج- أولا من خلال دعم “حماس”، وثانيا من خلال سوء إدارة العرب، والمشروع الآخر غير متوفر.

س- ما هو هذا المشروع؟

ج- المشروع المصري- السعودي- الأردني حيث أصدرت هذه الدول الثلاث منذ فترة، بيانا عبّرت فيه عن رأيها بمسألة العدوان الإسرائيلي على لبنان، ورأيها بالمجموعات التي قامت بهذه الأعمال سواء في لبنان، أو في غزة، ووصفها لهذه المجموعات بـ”الزمر والمغامرات غير المحسوبة”، فهذه أوصاف أولا ليست سياسية، هذه أوصاف لناس لا يعملون في السياسة، إنما يدخلون في خلافات شخصية أو بخلافات بالقراءة السياسية. أنا أعتقد أنه يجب مراجعة المسألة منذ بدايتها ، بمعنى انه متى بدأ المشروع الإيراني؟ والى أين وصل؟.

المشروع الإيراني بدأ منذ 25 سنة ، ولم يبدأ بالأمس، فالرئيس حافظ الأسد تحالف مع الثورة الإيرانية منذ اليوم الأول لحدوثها، وبالتالي هذا ليس مشروعا جديدا، وقد تقدّم في لبنان عبر “حزب الله” وفي العراق، وفي فلسطين عبر “حماس”.

س- لماذا تحالف الرئيس حافظ الأسد مع الثورة الإيرانية؟

ج- النظرية المعلنة ، والتي قالها الرئيس حافظ الأسد في ذلك الحين لكثير من الناس ، ان خروج مصر من ميزان الصراع العربي-الإسرائيلي أوقع فراغا كبيرا ، فكان لا بد من سد هذا الفراغ، بالتحالف مع الثورة الإيرانية.

س- هل أقنعتك هذه النظرية؟

ج- أعتقد أنها نظرية عملية. أريد أن أقول انه عندما كتبت عن المشروع الإيراني ، اعترض كثير من أصدقائي، وإعتبروا إنني أبالغ، والوحيد الذي تفهّم هذا الموضوع هو وليد بك، وأنا ناقشته في هذا الموضوع بعد أيام قليلة من كتابة المقال، وكان عنده تحضيرات عديدة حول أبحاث ودراسات صدرت بالموضوع الإيراني، في ذلك الحين كل الناس بإستثناء وليد بك يتصرفون باللامبالاة إستنادا الى حسابات سياسية غير دقيقة، تتعلق بموقف سوريا وبإمكانية ضبط “حزب الله” في لبنان، وبعدم وصول “حماس” الى السلطة بواسطة إنتخابات ديموقراطية ، فتبين ان كل هذه الحسابات خاطئة.

س- هل هذا نتيجة عدم قراءة دقيقة أم وقعوا في فخ معلومات معينة؟

ج- أنا لا أحب كلمة الفخ، ولا المؤامرة، أعتقد ان ذلك نتيجة عدم قراءة دقيقة. وأنا ذهبت الى مصر في ذلك الحين، وقابلت عددا من المسؤولين، وكان من الواضح انهم تنبهوا مؤخرا الى ان هناك مشروعا إيرانيا.

على كل حال، هناك مشروع إيراني، هل ممكن التفاهم معه اساسا؟ هل يمكن موازاته في الأماكن الموجود فيها؟ عمليا لكي تؤسس مشروعا سياسيا آخر وتبدأ بالعمل عليه لكي ينتشر، يجب أن يكون عندك أيديولوجيا أولا، هذا مشروع أيديولوجي مثل المال والسلاح ، هناك ايديولوجيا موجودة، وبالتالي يجب أن يكون عندك ايديولوجيا تعرف ماذا تريد؟ وتستطيع إقناع الآخرين ، وعندك وسائل المساعدة للآخرين، ووسائل دعم ووسائل تفاهم بينك وبينهم.

بالعودة الى ما تفضّل به وليد بك حول ما تراه قوى 14 آذار من النتائج التي وصلوا اليها في لبنان، ومن المثلث الذي سماه لحود- نجاد- بشار، هذا أمر طبيعي وليس غريبا أن يكون عندهم هذا المشروع، ولكن السؤال ماذا فعل الآخرون، وليس لماذا فعل هذا المثلث ذلك؟.

س- تقصد قوى 14 آذار؟

ج- قوى 14 آذار والقوى الحليفة لها، فهذه القوى لها خيار سياسي كبير، متعلق بكونهم جزء من وضع سلمي في المنطقة، وهذا ليس فقط رأيهم، وربما لا يكون رأيهم، ولكن هذه تحالفاتهم الطبيعية مع السعودية، فرنسا، مصر، المجموعة الأوروبية وواشنطن، فالأكيد ان كل هذه القوى لم تكن تقول لمجموعة 14 آذار يجب أن تذهبوا الى الموجهة، بل كانت تقول لهم تفضلوا هناك مشروع سلمي في المنطقة، يجب أن تدعموه وتؤيدوه وأن توصلوه الى نتائج.

س- يُقال ان سعد الحريري بعدم المواجهة ، كان يسعى في كل إتصالاته ومواقفه الى تجنب فتنة داخلية في البلد، وكان هناك خشية على الوضع الداخلي في لبنان، وكان يحاول إستيعاب أي نزاع داخلي؟

ج- ولقد نجح في ذلك، ولكن ليس هذا الموضوع، فالموضوع ان هناك مشروعا في المنطقة لا علاقة له لا بالأمن اللبناني، لا بالفتنة السُنية – الشيعية ولا بالفتنة المسيحية- الإسلامية.

أكرر هؤلاء الناس ايديولوجيون عندهم أفكارهم الخاصة المختلفة عما نفكّر به ، وعن الطريقة التي تفكّر فيها ، وعن الأهداف التي نريد الوصول اليها، وهؤلاء عندهم أهداف محدّدة وواضحة ومعلنة وليست سرية، فلماذا نفاجأ بها؟.

هل نحن بحاجة لنعرف ان سوريا لن توافق على تسهيل مهمة الحكومة اللبنانية عبر ترسيم الحدود، أو الأمر الثاني المتعلق بالعلاقات الدبلوماسية، فهذا أمر طبيعي من جانب الإدارة السياسية السورية، سؤالي المتكرر ماذا فعلنا نحن؟ ماذا قدّم لنا حلفاؤنا ؟ وأقصد14 آذار، ماذ فعلوا؟ ماذا قّدّم لهم حلفاؤهم منذ سنة ونصف ؟.

س- من تقصد بحلفائهم؟

ج- كل هذا الإتجاه العربي- الغربي، فرنسا، المجموعة الأوروبية، الدول العربية المعتدلة التي إجتمعت مؤخرا، وأصدرت هذا البيان، الذي أعتبره غير واقعي على الأقل في العمل السياسي، كي لا أقول تعبيرا أقسى.

س- ماذا كان يُنتظر من هؤلاء الحلفاء؟

ج- كان ينتظر أن يكونوا هم مشروعا كبيرا، وهو قوى 14 آذار وغيرها من القوى النيرة الليبرالية الديموقراطية في لبنان، هم جزء من هذا المشروع ، ليس هناك من مشروع، 14 آذار جزء منهم.

أنا سمعت ما قاله وليد بك لوزيرة الخارجية الأميركية وللمسؤولين الأميركيين عن رأيهم وتشجيعه لهم على الإعتراف بـ”حماس” والتعاطي معها بإيجابية، ولكنهم لم يتعاطوا مع ذلك بإيجابية، فكيف يمكن له أن يتحمّل هذا الموضوع؟

المسألة ليست أن تكون مقتنعا وصادقا وعروبيا وليبراليا ومتفهما لقوى التغيير في المنطقة، وأن يكون المشروع الكبير في المنطقة متفهّما لوجهة النظر هذه ومتقبلا لها، ولكن المشروع الكبير غير متقبل له، وهو يتعاطى مع الأمور، وكأنه يتعاطى مع زمر أو كما أسماهم البيان السعودي مغامرين. فأنا لا أعتقد ان هذه أوصاف دقيقة، ولا أعتقد انها أوصاف مناسبة ولا تعبّر بالفعل عن واقع الحال.

أنا أعتقد ان هذا كلام إنفعالي ، وأستغرب أن يصدر عن دولة رصينة محترمة تاريخيا مثل السعودية، لأنهم يتعاطون مع قوى منتخبة لها أيديولوجيا وقوى تغيير، وبالتالي لا يستطيعون وصفهم بهذه الصفات.

بالعودة الى موضوع “حماس” هي منتخبة والحكومة برئاستها ووزرائها موجودون ولها نصف النواب، فهل يُعقل أن يتكلم مجلس الوزراء السعودي عن “حماس” وكأنها عصابة، هذا لا يجوز. لـ”حماس” مشروعية لدى شعبها الذي إنتخبها وأوصلها الى السلطة ، وسمح لها بالأكثرية في المجلس التشريعي، وبالتالي “حماس” لا تأخذ مشروعيتها من السعودية. ومع ذلك أريد تكرار كلام قلته سابقا، ان خالد مشعل لجأ الى السعودية لطلب مساعدات ، ولكن السعودية لم تلبِ بناءا على طلب الأميركيين، فكانت النتيجة إنه ذهب الى طهران ودفعوا له أو وعدوه على الأقل بـ 100 مليون دولار. إذاً فلننظر الى هذا وذاك ولنقارن ونقرر أين الصح وأين الخطأ؟.

س- ماذا يحمل “حزب الله”؟

ج- “حزب الله” يحمل علم فلسطين وليس علم مقاطعة في الجنوب ، وبالتالي أنت تتخلى عن علم ليأخذوه هم، وهنا لا تقع المسؤولية عليهم لأنك تتخلى عنهم.

س- تعتقد إنه لو لم يقصّر العرب لما أتى الفرس؟

ج- أنا أعتقد إنه لو كان هناك مشروع عربي قوي وواقعي، يعترف بالأطراف الموجودة على الأرض ويتعاطى معها، ويقدّم ويؤخر ويمانع ويرحّب، كان المشروع الإيراني بطبيعة الحال الى تراجع.

س- ما هو المشروع الإيراني؟

ج- خيار سياسي ، المشروع الإيراني ايديولوجيا وهذا صحيح ، وكل الأوصاف التي قلتها أيضا صحيحة، ولكن أهم ما فيه إنه خيار سياسي ، ماذا يقول هذا الخيار: انه لا أمل من السلام الأميركي في المنطقة ، ماذا يقول أيضا هذا الخيار: لا أمل على الإطلاق من سلام مع إسرائيل التي تريد أن تسحق الشعب الفلسطيني، والذي بموجب خطوة أرييل شارون الإنطوائية يبقى من الضفة الغربية 13 بالمئة، فكيف تريدون أن يقبل الشعب الفلسطيني؟ ماذا قدّمت من خيارات لهذا الشعب؟ هذا الشعب لا خيار أمامه سوى الرفض، وبالتالي بإختياره لـ”حماس” عبّر عن رفضه لهذه السياسة . السؤال الآن من إستفاد من هذ الموضوع؟ الإيراني الذي يشكل خيارهم السياسي.

س- لكن هذا الخيار السياسي الى متى سيبقى في حالة تصاعد، فالبعض يعتبر إنه في مرحلة تصاعد الملف النووي الإيراني ، ومع وجوده على طاولة مجلس الأمن قد يُفتح النقاش أو قد يُفتح الحوار أو باب التفاوض بين الإيرانيين والأميركيين، يمكن من خلاله الدخول مجدّدا للإيرانيين أو للقوى الشيعية الى الملف اللبناني من الباب العريض من جديد، ويُعطى لبشار الأسد دور إقليمي جديد في المنطقة وفي لبنان؟

ج- أنا لا وافق على ذلك، أولا ، لأنها نظرية غير واقعية، فعمليا الإدارة الأميركية ، وفي السنة الأخيرة من ولايتها، لن تتخذ خيار التفاوض مع إيران. لماذا تقول القوى الشيعية أو تعبير القوى الشيعية، أنت تتكلم عن النظام اللبناني، فلا مشكلة عند الشيعة في النظام اللبناني حتى يلزم ذلك تفاهم مع أميركا لإصلاح الوضع الشيعي في النظام اللبناني، لأن الوضع الشيعي في النظام اللبناني وضع ممتاز وطبيعي، وهم واحدة من الطوائف الثلاث الكبيرة في لبنان وحقوقهم محفوظة في كل المجالات، فلا يمكن تصوير المسألة وكأنها ستنعكس على عدد الوظائف والنواب والوزراء.

س- هذه نظرية وأنا أتحدث عن سيناريو لجهة منتصرة؟

ج- طبعا ، هناك جهة منتصرة سياسيا، ولكن هذا لا يعني إن الصيغة ستتغيّر، أنا أسأل عندما شكّل الرئيس فؤاد السنيورة حكومته ، ألم تكن قوى 14 آذار منتشية بالنصر في ذلك الوقت؟ فقد كان الأميركيون يعتبرون علنا بأن الرئيس السنيورة هو المكلّف بإدارة الوضع اللبناني ككل، لأسباب تتعلق بطائفته ولأسباب تتعلق بشخصيته ، والآن أين أصبحت هذه القوة؟

إذا كررت القوة الشيعية الصاعدة كما سميتها، وهذا ليس من رأيي، إذا كررت الخطأ نفسه ، ستقع في نفس النتيجة التي وقع فيها الطرف الآخر.

س- تحدثت عن مشروع عربي بموازاة هذا المشروع الإيراني المتقدّم، ما الذي يمنع اليوم قيام مشروع عربي مواجه أو موازٍ أو ممانع؟

ج- أنا أعتقد ان هذه المسألة يلزمها وقت طويل، ويلزمها تأسيس ولا يمكن إيجاد ذلك بين ليلة وضحاها. يحق لوليد بك أن يعبّر عن مدى ألمه من تراجع المشروع الذي راهنّا عليه جميعا وهو المشروع العربي. ولكن الواضح ان هذا المشروع يحتاج الى إدارة سياسية شاملة وقادرة ومنطلقة الى الأمام، ومقاتلة فكريا ومقاتلة سياسيا، هل تعتقد إذا نظرت الآن الى الإدارة السياسية السعودية أو الإدارة المصرية سترى هذه الصورة؟

هناك زيارة كل شهر لمسؤول إيراني الى سوريا، وفي بعض الأحيان يحضر مسؤولان، فمنذ إسبوع فقط زار مسؤول الملف الإيراني النووي لاريجاني سوريا، وبعد 48 ساعة زارها أيضا وزير الخارجية منوشهر متكي، فأين هذه الماكينة العربية التي تستطيع القيام بنفس الجهد وبنفس الإندفاع وبنفس الرغبة وبنفس القوة؟.

س- ممكن أن نقول أنهم إستسلموا؟

ج- أنا لا أعتقد إنهم إستسلموا، بل أنهم إنتبهوا في وقت متأخر جدا لمدى جدية المشروع الآخر. أنا مقتنع بأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وكتبت عنه ذلك، إنه عروبي صادق وشجاع ونزيه وعنده إحساس الرعاية، والأب لكل العرب قبل كل اللبنانيين. ولكن أنا ما أراه الآن من تعابير في بيانات وزارية من مصدر سعودي وأفكار من هذا النوع، أنا لا أرى صورة الملك عبدالله في كل هذا الكلام ، وأعتقد ان هناك خللا لا أعرف الى أين سيؤدي ، الى صياغات خاطئة غير عملية، غير واقعية، غير قادرة، غير شابة ، غير فتية ولا تملك أي حيوية.

مثلا اليوم، السفير السعودي عبدالعزيز خوجه هو من إنجح السفراء الذين أتوا الى لبنان، هو منتشر وموجود ومطلوب من كل الناس، ومرغوب من كل السياسيين، وقادر على التعاطي معهم بنجاح، ولكن لا يملك إمكانيات.

س- هناك سبب لموقف المملكة العربية السعودية، عبّر عنه وورد في كلام الأستاذ سعد الحريري، إن كان في موقفه لصحيفة عكاظ السعودية أو اليوم في حديثة للعربية؟

ج- بالنسبة لما قاله بأن هذه حرب إقليمية صحيح، وبعد قليل ستصبح عالمية، ولكن من قام بالحرب ؟ وأنا أرى في الأمر تبسيطا كبيرا عندما يُقال ان عملية اسر الجنديين الإسرائيليين تسببت بكل هذا الإعتداء الإسرائيلي، وهناك مبالغة في هذا الأمر.

س- تعتقد أنها ليست مسألة توقيت ومسألة خطف؟

ج- توقيت إسرائيلي، ليس لبنانيا ولا توقيتا لـ”حزب الله”.

س- قلت ان التوقيت هو توقيت إسرائيلي، في وقت يتمحور كل السجال اليوم وكل المسألة وفي الداخل ، حول السؤال عن سبب توقيت حزب الله للعملية؟

ج- أنا سمعت كل هذا الكلام، وسمعت عن فشل المحادثات بين مسؤول الملف النووي الإيراني لاريجاني وخافيير سولانا، وتوقيت العملية، لنفترض ان كل هذا صحيح، أنا أتحدث عن العدوان الإسرائيلي ، هل ما نراه من إعتداء إسرائيلي بهذا الحجم الممتد من النهر الكبير الى الناقورة هو بسبب خطف هذين الجنديين؟.

س- ما هو السبب؟

ج- السبب هو ان إسرائيل إتخذت قرارا واضحا وصريحا ولن يكون نهائيا لأسباب كثيرة بأنهم يريدون إقامة منطقة عازلة ومعزولة من السلاح ، مداها 25 كلم، والجيش اللبناني خلفها، والأمم المتحدة قبلها، هناك عدّة صياغات مطروحة ، وهذا يذكرنا باجتياح عام 1982 تحت حجة إبعاد المدفعية الفلسطينية 40 كلم ، وبالتالي هناك مشروع إسرائيلي واضح ومحدّد يعملون عليه يوما بيوم، ولم تكن الإنطلاقة عملية الخطف.

س- لكن الإنطلاقة كانت إعطاء الذريعة بالخطف الذي حصل ، هل تعتقد ان إسرائيل كانت ستقوم بذلك لولا عملية الخطف؟

ج- ربما إسرائيل كانت تريد عملية من هذا النوع لتنفّذ مخططها، ولكن من المؤكد أنهم لم يضعوا هذا المخطط خلال الـ24 ساعة التي تلت عملية الخطف، هذا مخطط أخرجوه من الكومبيوتر ونفذوه ، برأيي هذا مشروع موجود في مكان ما أُخرج وأُخذت الموافقة عليه وتم تنفيذه.

س- إنطلاقا من فكرة وليد جنبلاط الذي قال هناك تطبيق لأجندة ، إلا يمكن أن تقول ان هذا المشروع الذي يطبّق، أجندة إلتقى مع المشروع الذي تم سحبه من الكومبيوتر؟

ج- ما أقوله ليس من المفيد القول بفشل محادثات لاريجاني النووية وزيارته الى سوريا، وان هناك إرتباطا بين العملية وبين فشل المحادثات، ويستطيع الإيرانيون القول بوقت من الأوقات بأن ذراعا من أذرعتنا تستطيع أن تطال أغلى أرض اميركية في المنطقة، التي هي إسرائيل لخطف جنديين. هذا الكلام من غير المفيد تكراره، لأنه أمر واضح ومعلن ومعروف. ولكن تجاه عملية الخطف هناك ردّ فعل محسوبا ودقيقا، بحدود العملية أو أكبر بقليل، ولكن ما نراه الآن هو خطة مركّزة ومبرمجة ومحضّرة ولها تابع سياسي أو ملحق سياسي وأمني.

س- ما هو هذا الملحق السياسي والأمني؟

ج- لقد أعلن هذا الأمر عدّة مرات.

س- هل هو تنفيذ لقرار 1559 وتجريد “حزب الله” من سلاحه؟

ج- لم تصل الى حد تجريد الحزب من سلاحه ، هم يقولون تدريجيا في الخطوة الأولى يريدون 40 كلم فيها الجيش اللبناني وقوات دولية، وبالتالي هم حدّدوا الصيغة التي يريدونها ، وهذا المشروع جاء لتطبيق هذه الصيغة.

س- هل هذه الخطة الإسرائيلية قابلة للتنفيذ اليوم؟

ج- هذه خطة موجودة ومشروع موجود ، ولكنه عمليا غير قابل للتنفيذ لأن إسرائيل لا تعرف التعاطي مع كيانات، هي تعرف التعاطي مع دول تشن حربا عليها، تتفق معها، ولكن مع كيانات هي لا تستطيع ذلك. “حزب الله” ليس فلسطين ولا يمكن وضعه على الباخرة ونفيهم الى أي مكان، هؤلاء اناس جديون مقتنعون بما يقومون به ومدربون ، ومسلّحون ، وبرمجوا كل حركتهم على الأخذ بعين الإعتبار القتال والتضحية لمنع تنفيذ هذا المشروع.

أنا أقول شيئاً، نحن نسمع منذ أسبوع لليوم عن مقاتلين للحزب إستشهدوا، فوجدنا انه عدد محدود جدا. أيضا البنية التحتية لـ”حزب لله”، أنا أسأل هل تم تدميرها؟ أنا شاهدت مبنى تلفزيون المنار وقد تم تدميره تدميرا كاملا، ولكن لم يسقط جريح واحد، أليس هذا دليلا على إنهم كانوا يحتاطون لهذا الأمر؟ هم إحتاطوا من عملية مخطط لها وموجودة عند الإسرائيليين، إختار الإسرائيليون توقيتها وليس “حزب الله”.

س- البعض يقول ان “حزب الله” إختار هذا التوقيت؟

ج- أنا لا أوافق هذا الرأي ، وأعتقد ان إسرائيل إختارت التوقيت.

يا استاذ مارسيل منذ ثلاث سنوات مع الإحتلال الأميركي للعراق وإسرائيل واقفة تتفرّج على المشروع الأميركي في العراق وبغير العراق، فوجدت ان المشروع المعادي لها يتقدّم والمشروع الأميركي يتراجع، وبالتالي هي أخذت الضوء الأخضر من أميركا للقيام بالعملية، هل تصدّق ان إسرائيل تقوم بعملية من هذا النوع دون أخذ الضوء الأخضر من الأميركيين؟ ولذلك قررت إسرائيل معالجة قضاياها بنفسها، وربما مع الوقت ستقول إسرائيل انا من سيعالج الملف النووي الإيراني.

س- في المسار الميداني للمعركة ، البعض يتوقع أن تكون هذه المعركة مفتوحة والمواجهة قد تتحول الى مواجهة برية وصولا الى قول البعض ان هذه المعركة ستستمر 18 شهرا، هل أنت مع هذا الرأي؟

ج- لا أعتقد ان المجتمع الإسرائيلي يستطيع تحمّل كل هذا الوقت الطويل في أي نوع من أنواع المعارك. فإسرائيل تعوّدت على المعارك التي تُحسم بسرعة وتحصل من خلالها على نتائج لصالحها، وأنا لا أرى في هذه المعركة ان إسرائيل قادرة على الوصول الى هذه النتيجة. وسيتبيّن في نهاية هذا القصف اليومي البحري والجوي والبري أنها لن تستطيع تنفيذ مشروعها، هي تستطيع أن تدمر أكثر فأكثر وأكثر، ولكن لن تستطيع أن تنفذ مشروعها السياسي بخلق منطقة عازلة بعمق 40 كلم يجلس فيها الجيش اللبناني والقوات الدولية وهذا لن يحدث. هذا الأمر يفترض إجماعا لبنانيا وموافقة لبنانية على قرار دولي بهذا المعنى وهذا غير متوفر.

س- يعني كان هناك خجل عند “حزب الله” بالموافقة على قرار الحكومة اللبنانية، بسط سيادة الدولة على جميع أراضيها؟

ج- هذا موجود في البيان الوزاري، والحكومة لم تغيّر البيان الوزاري، وإلا لماذا تم طرح الإستراتيجية الدفاعية؟ وبالتالي سلطة الدولة شيء وخلق منطقة عازلة بناءا على طلب إسرائيل شيء آخر، وهذا الطلب أكيد هو أمر مختلف تماما عن بسط سلطة الدولة.

أنا أرى أننا مازلنا نتعاطى مع كل ما نراه بعقلنا وبتعابيرنا وبتجاربنا القديمة، ما نراه اليوم أمامنا جديد مئة بالمئة بالتعبير وبطريقة التحرك ،وبالقتال وبالتحالفات السياسية وبقراءة المشروع ، وبالأيدبولوجية كل هذا مختلف تماما عما تعودّنا عليه.

سؤال من مشاهد: أنا أقترح أمرا لا أعرف إذا كان هناك إمكانية لتنفيذه، وهو تحرير الطائفة الشيعية من “حزب الله” الذي خطف الطائفة الشيعية والوطن بكامله من خلالها؟

ج- أعتقد انه لا يحق له ان يقول كلمة تحرير الطائفة من الحزب، لأنه موجود في دولة، الإنتخابات فيها قاعدة أساسية ، فهؤلاء اناس مُنتخبون ، وطالما هو منتخب فهو صاحب حق بالتمثيل السياسي دون جدال.

س- تحدثت منذ اسبوعين من على هذا المنبر، عن مشروعية النظام السوري وإمكانية فتح جبهة الجولان ليجد هذا النظام مشروعيته، اليوم هل يمكن أن تدخل سوريا في هذه الحرب؟

ج- من المبكر القول الآن ان كان ذلك ممكنا ، ولكن أنا قرأت اليوم في الجريدة أن هناك جبهة أُنشئت لتحرير الجولان في سوريا، ربما يكون لها دعاية شبه رسمية، ولكن هذه الجبهة فتحت باب التطوّع ، وهذا أمر جديد في سياسة الإدارة السياسية السورية ، إلى أين سيصل أنا لا أعرف، ولكن أنا مازلت عند رأيي بأن هذه المشروعية لا يمكن إيجادها إلا عن طريق فتح جبهة الجولان.

أنا هنا أريد العودة الى كلام الشيخ سعد الحريري، لأقول ان النقطة الأولى التي تحدث عنها النائب الحريري، هي التي تتعلق بتأييده للموقف السعودي ، وهذا أمر طبيعي ووفاء أقدّره فيه.

النقطة الثانية التي قالها بأنه لا يمكننا أن نكون الجبهة الوحيدة المفتوحة في المنطقة، وهذا أيضا أوافقه عليه.

أما ما لا أوافق عليه في البيان السعودي وبكلام الشيخ سعد ، هو الكلام المتعلق بمحاسبة “المغامرين” التي إستعملها البيان السعودي والشيخ سعد.

أقول ان هذا الكلام ليس كلام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولا رأي الرئيس الشهيد رفيق الحريري بمسألة من هذا النوع، أو بأزمة من هذا النوع، وقد مررنا بأزمات مماثلة في 1993و1996 ، وغير صحيح ما يُقال، ان الرئيس الحريري في ذلك الحين، كان له موقف من إسرائيل بسبب الضغط السوري عليه، بعدم الإعتراض على القوة الداخلية التي تقوم بعمليات. هذا غير صحيح، هذا كان موقفه هو، فرفيق الحريري هو إبن حركة القوميين العرب وحمل على أكتافه الناس وهرّبهم بين لبنان وسوريا ، وكانوا مطلوبين من سوريا.

إذاً فلا يجوز أن تنتهي الأمور بأن نقول كلاما، بسبب تبني الموقف السعودي، بأن هؤلاء مغامرون وسنحاسبهم ، أنا أفهم أن يحاسبهم على طاولة الحوار، وليس في الصحف والإعلام.

س- هل تعتقد ان هناك طاولة حوار بعد؟

ج- نعم، وأنا متأكد أن هناك طاولة حوار.

س- لكي يقولوا ماذا؟

ج- لكي يناقشوا كل الموضوع، وهناك بند سياسي لا يزال مطروحا على الطاولة، وهو الإستراتيجية الدفاعية.

س- لكن الحرب أطاحت بهذه الإستراتيجية؟

ج- غير صحيح، ولكن أنا أرى ان هذه الحرب أطاحت بتوازن الردع لأنه تبيّن حقيقة إنه لا يوجد ردع صحيح . تستطيع منع الآخر من ان يربح المعركة، ولكن لا تستطيع منعه من تدمير البلد. توازن الردع الآن يقوم على الهيبة ، على الخوف، على إحساس الآخر بالخوف.

س- هل تعتبر ان “حزب الله أخاف شمال إسرائيل؟

ج- هو ضربها هناك، ثمة فرق بين أن تمنع الردع وبين أن تسبب لهم الخوف، فما حدث ان الحزب سبّب الخوف والأذى، وهذا حقه بعد الضرب الذي طال كل الأراضي اللبنانية، ولكن سقطت فكرة توازن الردع التي هي فكرة معنوية وليست فكرة تنفيذية.

س- هل تعتبر انه بإمكان الحكومة اللبنانية وحدها أن تقود المفاوضات نحو الحل أو نحو التسوية؟

ج- أنا أرى ان هناك ميزان قوى دوليا وعربيا ومحليا، يكفي لحماية حق الحكومة بالتفاوض.

س- الى أي مدى؟

ج- الى المدى الذي تصل فيه الى أتفاق مقبول وممكن تنفيذه، ولا أعتقد ان المطروح الآن هو مفاوضات إيرانية-أميركية، نحن اليوم أمام صراع متصل بصراع أميركي- إيراني وفي صراع مستحدث إيراني- عربي.

ج- ردا على أحد المتصلين: أعتقد ان ليس رعد1 ورعد 2 دمّرت لبنان، ما دمّر لبنان هي صواريخ إسرائيل، فلا يجوز طرح المواضيع بهذا الشكل، في وقت ينهمر الضرب الإسرائيلي على لبنان من كل مكان. هذا كلام مثل البيان السعودي الذي تحدث عن المغامرات. لماذا لم يقل هذا الكلام منذ سنة أو من سنتين أو عشر سنوات؟ ما الذي كان يمنعه من ذلك؟ لماذا الآن في وقت تقصف إسرائيل فوق رأسنا تضرب وتقصف وتدمّر فيصدر هكذا بيان، يصف هؤلاء الناس بالزمرة وبالمغامرين. ممكن أن أصفهم بوصف أقسى من هذا بكثير قبل خمس سنوات أو عشر سنوات، ولكن ليس الآن ، في وقت تقوم فيه إسرائيل بتدمير البلد.

هذا إعتداء إسرائيلي على لبنان، هؤلاء اناس لبنانيون مؤمنون بما يفعلونه، ويستشهدون في سبيل ما يؤمنون به.

س- السيد حسن نصرالله قال إنها معركة الأمة ، ومن هنا كان الإعتراض السعودي؟

ج- ياسيدي، الأمة هي التي نزلت على الطريق في مصر، هل يخطر ببال السعودية ان مصر الدولة العربية الأكبر أو الدولة السُنية الأكبر في العالم ، تسير مظاهرة ترفع صور حسن نصرالله، ومن يصدق إنه في فلسطين تسير مظاهرات تحمل صور السيد حسن نصرالله؟ هل تذكّر الآن السعوديون ان هناك مشكلا ما مع “حزب لله” ؟

دعنا نراجع السياسة السعودية في الدول الإسلامية ، بكل بساطة أسأل ماذا حصل في إفغانستان ؟ وماذا فعلت الإدارة السعودية سوى أنها سلّمت سُنة أفغانستان لأسامة بن لادن. وماذا فعلت السعودية في العراق سوى تأييد المشروع الأميركي وتسليم العراق لأبومصعب الزرقاوي. أيضا ماذا فعلت السياسة السعودية لسُنة فلسطين ؟ سلمتهم لإيران وأيضا ماذا فعلت لسُنة لبنان؟ لقد إغتيل الرئيس الحريري في لبنان. يجب أن نعترف أن هناك نقطة فراغ كبيرة حدثت ، ما هي الإجرءات التي قامت بها السعودية ، لكي لا نصل الى هذه النتيجة؟.

س- هل تعتقد ان التماسك الداخلي اليوم طبيعي وحقيقي؟

ج- أنا أعتقد انه طبيعي وحقيقي وموجود، ويجب صيانته وحمايته، وأنا أعتقد ان الكثير من القيادات الموجودة على طاولة الحوار، عندهم رغبة جدية بضبط الوضع وتخفيف الأضرار ويسمحوا بالتفاهم بين الناس بشكل أو بآخر.

س- مسؤول فلسطيني يقول لرويتر اليوم “نحن مجرّد متفرجين الآن سواء أردنا أو لم نرد، سيتقرر مصيرنا بنتيجة حرب إسرائيل في لبنان والصراع بين القوى الإقليمية والدولية”؟.

ج- هذا صحيح، ولكن هم ليسوا متفرجين، بل عنصر من عناصر القرار .

س- أين؟

ج- في فلسطين ووضعهم ممتاز، وأنا أعتقد أيضا انه رغم كل الدمار الذي أصابنا لكننا إستطعنا أن نسجّل للتاريخ إننا لم نُهزم أمام إسرائيل ، هذا الدمار سيكلفنا ثمنا كبير جدا من وقتنا ومن حياتنا ومن الديون التي ستزداد، إضافة الى دماء الشهداء ، ولكن إذا فُرضت عليّ معركة، أحاول أن آخذ منها أفضل شيء.

س- كيف تقيّم موقف الرئيس السنيورة؟

ج- موقف ممتاز، وأنا قدّرته كثيرا في الفترة الأخيرة على تصرّفه وتعاليه عن الصغائر والتحمل والصبر ، وما يقوم به عمل صعب جدا.

س- هل تعتقد ان الحكومة لا تملك تصورا لسياسة خارجية يمكن أن تقدّمها؟

ج- أولا لمن سنقدّم هذا التصوّر؟ فهناك معلومات غير مؤكدة ربما أن وزيرة الخارجية الأميركية رايس ، أعطت نفسها مهلة قبل آخر الشهر لكي تأتي الى المنطقة حيث يُفترض من وجهة نظرها ان تكون الأمور قد إستوت، فهذا التصوّر سنقدّمه لها. أولا هي ستأتي بوجهة نظر قريبة لوجهة نظر إسرائيل.

س- هل سوريا موجودة في وجهة النظر هذه؟

ج- الموضوع السوري يجب أن تسأل عنه الإسرائيليين، هل قرروا ضرب السوري نعم أم لا؟.

س- لكن إسرائل قالت انها لا تريد توريط الجيش السوري في الحرب؟

ج- هي قالت ذلك، وقالت غير ذلك، لكن السوري أعلن حالة إستنفار وهو يتصرّف على أساس ان المعركة قادمة. أنا أقول ان إسرائيل لن تستطيع ان تستمر في الحرب لتحقيق وقائع لن تتحقق.

س- ما هي المقترحات الممكنة للحل ؟ فإذا كنا في عام 1996 وصلنا الى تفاهم نيسان، اليوم هل الظروف هي نفسها لإنجاز إتفاق مماثل؟

ج- هذا الأمر يلزمه إبتكار مماثل لابتكار إتفاق نيسان، وأنا لا أدّعي اني أستطيع إبتكار إتفاق من هذا النوع، ولكن هناك أفكار كثيرة ممكن الوصول من خلالها الى نتيجة، ولكن هذه الأفكار لن توصل الى نزع سلاح “حزب الله” ولن توصل الى تحقيق الأمن الإسرائيلي المجاني، أي مجانا.

إسرائيل تريد 40 كلم منطقة عازلة، ولكن ماذا ستقدّم مقابل ذلك؟ هل القصف والطيران؟ إذا كنت تقول ان هناك إتفاقا ما يتم إعداده، أنا رأيي لا يوجد مثل هذا الإتفاق، وهذا الإتفاق أيا كانت صورته لن يكون لصالح إسرائيل.

س- ممكن شرح هذه الفكرة؟

ج- أنا قلت ان هناك مشروعين في المنطقة وإنهيارا لعملية السلام الأميركية ككل في المنطقة، ما هي تبعات هذا الإنهيار؟ تبعاته ان هناك مجتمعات ستقرر انها ليست ضمن مشروع زائل، ومن هذه المجموعات “حزب الله” وسوريا، و”حماس” وفلسطين، وبالتالي ستستمر في القتال لتحسين شروطهم في إي أتفاق مقبل بكل بساطة.

س- إذا كان هذا مشروع طويل كما تقول ، لو توقف إطلاق النار، هل سيترافق مع هذا المشروع الطويل أم قد ندخل إلى هدنة مؤقتة؟

ج- أنا أدعي أنه سيتم وقف لإطلاق النار ربما في نهاية الشهر.

س- ما رأيك بتصريح الشيخ سعد الحريري عن السياسة الأميركية؟

ج- أنا أُعجبت بتصريح الشيخ سعد عن موضوع السياسة الأميركية وهو صحيح، كيف تدعمنا السياسة الأميركية وتدعم 14 آذار ، وفي نفس الوقت توافق أو تعطي الضوء الأخضر لعدوان لن يوصل إلا الى تدمير اللبنانيين وإقتصادهم، وآخر من سيصاب هو “حزب الله” كتنظيم وليس كجمهور.

س- على أي أساس تعتبر في مقالة لك في السفير يوم الإثنين ان من يربح هذه المعركة سيصبح شريكا مقررا في سياسة المنطقة؟

ج- بناءا على ما قلناه سابقا، وهو عندما تتبنى كل القوى الدولية في العالم وأهم ثلاث دول عربية ، تتبنى الموقف الأميركي بشكل أو بآخر، بما فيهم أيضا قداسة البابا، وأنا فوجئت اليوم بصدور بيان عن قداسته يؤيد فيه ما جاء في قمة الثمانية.

على كل حال من سيربح هذه الحرب، ستصبح كل الجهات حاضرة للتفاوض معه والإعتراف به وتقدير جهوده وقوته وأعماله.

س- عملية ترحيل الرعايا الأجانب من لبنان توحي بأن هذه الحرب ستستمر أسابيع وربما أشهرا، كيف يمكن للبنانيين أن يصمدوا وسط هذه المنطقة؟

ج- أنا أعتقد ان لدى اللبنانيين قدرة أكبر من غيرهم على الصمود، استنادا إلى تاريخهم، ولا أعتقد انهم سيفقدون اليوم فجأة هذا التاريخ.

أما في موضوع ترحيل الرعايا الأجانب، فأنا لا أملك معلومات عن هذا الموضوع، ولكن من الممكن أن يكون إجراءا روتينيا يتم في أي بلد فيه مخاطر حربية.