“كلام الناس” – بشار الاسد رجل اسرائيل في دمشق

س- نبدأ من كلام الرئيس السوري بشار الأسد، هناك عدّة نقاط وطبعاً أنت استمعت لجزء من هذا الحديث قبل دخول الأستوديو، ففي موضوع القصير يقول بشار الأسد “بعد الخطاب الأخير للسيد نصرالله طُرح في الإعلام بأن مقاتلي “حزب الله” يدافعون عن الدولة السورية، إذا كان الحزب يريد المدافعة عن سوريا سيُرسل عدداً من المقاتلين كم ألف، ألفين، نتحدث عن معركة فيها مئة ألف مقاتل”، ويقول “لماذا لم نرَ “حزب الله” في حلب ودمشق وحمص؟ لا علاقة لكل العناوين التي طُرحت بموضوع “حزب الله”، هذا كله مربوط بعملية خنق المقاومة”، مادام الأمر مربوط بخنق المقاومة لماذا موقفكم هذا؟

ج- أولاً كل كلامه غير صحيح، من حيث الوصف ومن حيث المعلومات.

س- هل تملك معلومات أكثر من رئيس الدولة عمّا يجري في دولته؟

ج- هناك إعلام المقاومة والإعلام السوري والإعلام الصديق لسوريا، واضح ان مقاتلي “حزب الله” موجودين وليسوا بمفردهم. اليوم قرأنا عن وجود الحوثيين وعصائب الحق ومجموعات عراقية شيعية – آسف للتعبير- تُقاتل. المُعلن بأن قوات “حزب الله” موجودة في داريا وفي ريف دمشق وفي إبل وكل الناس الذين يذهبون الى سوريا، وهناك مراسلين كُثُر زاروا سوريا رأوا المقاتلين في مواقع مختلفة لا علاقة لها بالحدود اللبنانية ولا علاقة لها بطبيعة عمل المقاومة، وبالتالي الموضوع المُتعلق بأنهم موجودين بأعداد قليلة وفي منطقة واحدة غير صحيح، لأن المُعلن من القصير بأن طريق حمص وليس طريق الهرمل فقط، لذا فإن هناك مُبالغة وعدم دقة، وواضح إنه أراد أن يُخفف قدر الإمكان من حاجته أو من إعلان حاجة جيشه لمساعدة من “حزب الله” أو غيره حفاظاً على معنويات الجيش وقتاله. أنا سمعت جزء من الحديث، وللحقيقة المذيعة التي أجرت المقابلة السيدة بتول ايوب كانت أسئلتها واضحة وصريحة في ما يتعلق بالجولان، وفي ما يتعلق بالقصير، وفي ما يتعلق بكل مكان، وبالتالي كلامه غير صحيح على الإطلاق. فإذا سألت أي خبير عسكري مع خريطة يُوضح لك أين تتواجد قوات “حزب الله” وأين تُقاتل.

ثانياً: إذا كانت المقاومة تختنق عن طريق الحدود اللبنانية- السورية، فكل المناطق الباقية لا علاقة لها بالحدود اللبنانية- السورية.

س- لكن هو يقول لا يوجد مقاتلين لا في حلب ولا في دمشق؟

ج- هو يقول ذلك، ولكن كل الإعلام والصور والمراسلين الذين يزورون العسكريين أجانب ولبنانيين، وأنا سمعت منذ مدة الأستاذ فداء عيتاني الذي كان موجوداً في سوريا، وتحدث عن عدّة مواقع موجود فيها قوات لـ”حزب الله” لا علاقة لها بالحدود ولا بخنق المقاومة.

النقطة الأولى: إذاً هو يريد المحافظة على معنويات جيشه بالقول أنه لا يحتاج الى مساعدة أحد، وهؤلاء أتوا لخدمة أنفسهم وليس لخدمة النظام ولا الجيش السوري.

النقطة الثانية: تحدث عن انتشار الجهل بين الشعب السوري الذي عبروا عنه بالثورة المستمرة منذ سنتين وشهرين حتى الآن,

النقطة الثالثة: تحدث عن موضوع الجولان بطريقة مُتردّدة جداً.

س- هو تحدث عن أن الخطوة هي فتح جبهة الجولان؟

ج- هو قال هذا قرار شعبي .

س- وتحدث عن شعوب عربية تأتي للمشاركة في جبهة الجولان؟

ج- أيضاً هذا كلام مُبالغ فيه وغير صحيح، والشعب السوري لا يمكن الآن تحت ضربات النظام والقتل والذبح والجرائم التي تُرتكب أن يذهب ويتطوّع من أجل تحرير الجولان. نحن نسمع الكثير عن موضوع الجولان والأسلحة الكاسرة للتوازن.

س- هو قال هذه الأسلحة هي ضمن اتفاق؟

ج- إتفاق مع مَن؟ كاسرة للتوازن بالإتفاق مع مَن؟ ومن هو مصدر السلاح؟ مصدر السلاح الاستراتيجي بهذا الموضوع هو روسيا، هل روسيا تريد تعريض أمن إسرائيل للخطر؟ كذب، هذا الكلام غير صحيح، روسيا مُلتزمة بأمن إسرائيل بموجب القرار 1701 وبموجب اتفاقية فك الإشتباك في الجولان أكثر من الأميركيين.

س- هذه مسألة أخرى، فالقرار 1701 لاعلاقة له بما يجري في سوريا؟

ج- مورّد السلاح ومصدر السلاح هو روسيا، والحديث عن ان روسيا مُستعدة لإعطاء سوريا أو تُشجع على عمل في الجولان، أو تُعطي أسلحة كاسرة للتوازن عبر سوريا الى لبنان، هو كذب بكذب بكذب، لأن الحرص الروسي على أمن إسرائيل مُماثل للحرص الأميركي والتزامهم بالقرارات الدولية التي صوّتوا عليها في مجلس الأمن، مُماثل للموقف الأميركي. فهذا كله كذب يبيعونه للناس لمحاولة رفع المعنويات لا يستند الى أي حقيقة وأي منطق وأي واقع.

س- لكنه يقول الظرف الذي يسمح باستخدام سلاح مُعيّن واستخدام أل أس300 بالنسبة لروسيا، العقود غير مُرتبطة بالأزمة؟

ج- أنا أتحدث عن طبيعة السلاح وعن طبيعة استعماله، هو قال ان روسيا مُلتزمة بالعقود والإتفاقات، سلّمت جزء من هذه الأسلحة وهناك جزء آخر، أنا سمعت كلامه.

س- تقصد ان روسيا لن تسمح له باستخدام هذا السلاح؟

ج- أبداً لا هو ولا “حزب الله” ولا أي جهة أخرى، هم مُلتزمون بأمن إسرائيل، لذلك أنا أضحك عندما أسمع هذا الكلام.

س- إذاً لماذا سلموا هذا السلاح اليوم؟ ولماذا الروس يتحدثون عن هذا السلاح؟

ج- نحن نسمع عن هذا الموضوع، منذ يومين أنا اتصلت بجنرال مصري اختصاصي بسلاح الصواريخ كي لا أدّعي بأني أعرف بالمسألة العسكرية، ولكن أتمنى أن يكون هناك خبراء عسكريين يتحدثون عن هذا الأمر، ال أس 300 لو سُلّم البارحة يلزمه سنتين أولاً لكي يعمل، وبحاجة الى شبكة إنذار طويلة عريضة، وعلى أي أراضي ستُنصب، وبالتالي نحن نتحدث عن سلاح إذا سُلّم البارحة بحاجة الى سنتين لاستعماله، وبالتالي الحديث عن تاثيره بتغيير مسار أي اعتداء إسرائيلي على سوريا أو لبنان، هو كلام وهمي يتعلق بالسنوات المقبلة التي لن يكون فيها النظام موجود، وبالتالي نحن نتحدث عن وهم بأن هناك سلاح موجود فلنستعمل وهجه الى ان نستطيع استعماله بعد سنتين.

س- مسألة بقاء النظام أو عدمه أمر آخر؟

ج- لكن أنا أتحدث عن الوهم الذي يتم ضخّه منذ أيام حول مسائل عسكرية يفترض الناس لا تفهم فيها وتعتقد أن هناك انقلاب كبير بالموقف الروسي لصالح تزويد سوريا بأسلحة استراتيجية من هذا النوع، وان سوريا حُرّة بأن تُسلّم أسلحة كاسرة للتوازن واستراتيجية لـ”حزب الله” في لبنان فلا الأول صحيح ولا الثاني صحيح، لأن روسيا تلتزم القرارات الدولية المتعلقة بأمن إسرائيل وهي حريصة على أمن إسرائيل، واللوبي الإسرائيلي في موسكو لا يقل قوة عن وجوده في واشنطن، وكل هذا الكلام هو وهم سياسي لإخافة الناس وتهديدها وسط هذا الجو الدولي الذي يشهد تغييرات سواءً باتجاه سوريا او باتجاه “حزب الله”.

س- يقول بشار الأسد عن التدخل اللبناني في سوريا “لبنان يُساهم بشكل سلبي بالأزمة السورية” طرابلس، الضاحية عن أي نأي بالنفس نتحدث؟ نأي لبنان شيء ونأي الحكومة شيء آخر، الحكومة اللبنانية تنأى بنفسها عن الشعب، لا يمكن أن نقول ان النأي بالنفس ممكن؟

ج- هذا يعني انه يعتقد ان الشعب اللبناني يتوجه بكل قواه المدنية والعسكرية والإجتماعية لدعم النظام السوري.

س- ليس لدعم النظام السوري؟

ج- أنت تقول ذلك.

س- يقول مُساهم بشكل سلبي بالأزمة السورية؟

ج- جيد الحكومة أم الشعب هو يقول الشعب وجهة نظره مختلفة بالنأي بالنفس، بمعنى ان الشعب يدعم النظام.

س- سأراجع التسجيل؟

ج- لكن على طريقته بالكلام أكيد يقصد ان الشعب يُدعم النظام، لأن هناك الكثير من الأوهام، وهناك تردّد في مسألة المقاومة، وهناك نصف كلام بموضوع التسليح، وهناك إهاانة للشعب السوري بانتشار الجهل فيه، وهناك الحديث عن 7 أيار حيث لم يجد شيئا يتهم فيه.

س- هو تحدث عن عملاء لإسرائيل في لبنان وتحدث عن شبكة اتصالات المقاومة؟

ج- هو تحدث عن عملاء لإسرائيل في لبنان وسوريا، على كلٍ 7 ايار لا تُشرّف أحد من الذين قاموا بها، وعملاء إسرائيل الذين تحدث عنهم، هذا لأنه لا شيء آخر عنده يتحدث عنه. ولكن على كل حال، رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق أجاب في مقال لصحيفة “الفورين أفيرز” وهي أهم مجلة استراتيجية في العالم، بأن بشار الأسد هو رجل إسرائيل في سوريا ولسنا نحن عملاء إسرائيل، ولا الأحرار في سوريا عملاء إسرائيل.

س- هلق طُلع معك ان بشار الأسد رجل إسرائيل؟

ج- هذا ما قاله رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق في مقال يمكن العودة اليه بكل بساطة، وعلى كلٍ صدرت مقالات كثيرة في إسرائيل حول هذا الموضوع، ولكن أهمها وأكثرها دقة هو ما قاله رئيس المخابرات السابق في أهم مجلة استراتيجية في العالم بأن بشار الأسد هو رجلنا في سوريا. وعلى كل حال التُهمة جاهزة لكل معارض لهم بأن هذا الشخص إسرائيلي، وكل الناس عندها تجربة بالإتهام بالعمالة لإسرائيل وأولهم أنا. على كل حال لاشيء عندهم يمكن أن يقدّموه للناس بالعقل بل عندهم ما يُقدّمونه بالظلم وبالقهر وبالإتهام بالعمالة.

س- الأسد أدان دور تركيا والسعودية وقطر وحملّها مسؤولية دعم المجموعات المسلحة وتمويلها، ويقول “ان العرب تناسوا ان العدو هو إسرائيل ويجب تذكير الشعوب العربية بذلك”؟

ج- سأقول كلاماً من فوق السطوح، الشعوب العربية لم تنسَ، ولكن الأنظمة الدكتاتورية مثل النظام السوري أنسى الشعب السوري بأن إسرائيل هي العدو، والقهر والظلم يُنسي الناس كل شيء، واتهام تركيا وقطر والسعودية ليس جديداً ولا هم يخجلون بما يقومون به، ودعمهم لحرية الشعب السوري دعم أكيد ودائم ولا شيء جديد، وبالتالي هذه مقاربة تقليدية لأزمة غير تقليدية، أولاً: التصرّف بأن القصير هي ستالينغراد هذا كلام غير منطقي، وكانت قبل ذلك منطقة باب عمرو في قلب حمص ستالينغراد، وبعدها تبيّن ان حمص لم تستردها كتائب الأسد ولا جيش النظام، وتبيّن ان القصير ممكن تسقط غداً وممكن تسقط بعد شهر واثنين وثلاثة.

س- قال وليد المعلم لسامي كليب بـ”الميادين” أمس “أُبشّركم بأن القصير لن تستغرق أكثر من ايام”؟

ج- ليست المرة الأولى التي يُعلنون فيها هذا الأمر.

س- لكن واضح ان هناك تقدّماً على الأرض؟

ج- أنا لست عسكرياً، ولكن لنفترض ذلك حدث بعد أسابيع وليس بعد أيام، هل هناك ما يمنع إن المعارضة والثوار تعود وتسترد القصير أو أي منطقة أخرى؟ هو ميزان القوى الذي يُحدّد عملياً، هناك الكثير من المناطق التي فيها كر وفر، حمص دخلوها وخرجوا منها وكذلك حلب وحماه، كل المناطق التي تعرّضت دخل إليها ناس وخرجوا.

س- لكن لم يكن الأمر كذلك من قبل، فأنتم منذ سنة قلتم ان معركة دمشق على الأبواب وحُسم الأمر، والمسألة مسألة أسابيع، والوضع حتى اليوم مستمر منذ أكثر من سنتين ماذا فعلتم؟

ج- أولاً: ليس نحن من يعمل أنت تتحدث وكأننا المعنيين.

س- أنتم كمناصرين للثورة السورية وكمعارضين لهذا النظام، كل اسبوع تتوقعون وتقولون بأن الأمور صارت على خواتيمها، وتبيّن ان الرجل يستعيد زمام الامور على الأرض؟

ج- أن يستعيد زمام الأمور لا أعرف مدى دقة هذا الكلام، ولكن دعنا نقول بأن هذه الحرب هي حرب كر وفر، ناس تدخل وناس تخرج في كل المناطق، وقد حدث ذلك في كل المناطق. إذا راجعنا الأمور منذ سنتين، نرى ان هناك الكثير من المناطق دخلوا إليها وخرجوا سواء جيش النظام أو الثوار ويتبادلون السيطرة وهذه ليست مفاجأة في الحرب،على اعتبار القصير ستالينغراد سببه إنها المرة الأولى التي يتم فيها إعلان سياسي بهذا الحجم عن قتال جهات غير سورية، لبنانية، عراقية، ويمنية، الآن الحوثيين يدعمون جيش النظام بوجه الشعب السوري، هذا موضوع أخذ طابع مختلف بالإعلام.

س- لكن السيد نصرالله والليلة أكمل بشار الأسد ليقول “ان سوريا ظهرنا وسندنا ولا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي”، هل أنتم قادرون على منع هذه الحرب؟ انت تحدثت عن دخول الحوثيين والعراقيين الشيعة، إنها مسألة وجود وهو عمق استراتيجي لهذه المقاومة، إذا سقطت سوريا سقطت المقاومة ودخلت إسرائيل، هل تريدون عودة انتصار إسرائيل على”حزب الله”؟

ج- أولاً هذا كلام مُبالغ فيه جداً جداً جداً ويحتاج الى مناقشة دقيقة ماذا يعني ان الظهر السوري هو داعم للمقاومة؟ أولاً من دعم المقاومة وحتى دفع ثمن السلاح؟ ومن ساعد المقاومة طوال السنوات الماضية هو الشعب السوري وليس النظام السوري فقط، والنظام السوري لم يكن يُقدّم المال ولا السلاح من حسابه الخاص، بل من حساب الشعب السوري، وكان الشعب السوري مُقتنع بأن هذا واجبه ويجب القيام به، ولم نسمع أي اعتراض ولا مرة من الشعب السوري طوال السنوات الماضية، ربما حتى 7 أيار على دعم سوريا لـ”حزب الله” في لبنان بالسلاح.

الآن اختلفت الصورة كلياً، يجب الإعتراف بأن الصورة تغيّرت وهناك عناصر جديدة كثيرة دخلت على الموضوع، وهي عناصر جدّية وانقلب الصراع وصار له طبيعة مختلفة، والوضع السوري صار له طبيعة مختلفة، وصار هناك قراءة لكل الشعوب العربية، لن أتحدث عن الأنظمة فقط بل كل الشعوب العربية تؤيد الشعب السوري في ثورته ولا يوجد شعب عربي يؤيد النظام بما يقوم به، ولا يوجد أي مواطن عاقل في أي منطقة في العالم العربي وغيرالعربي يمكن أن يقول انه يؤيد نظام يقتل شعبه.

س- عظيم، هذه مسألة مقاومة شعب، لكن في نفس الوقت هناك ناس في القصير وناس في هذه المنطقة من لبنان، تقول جزء من هذه المقاومة ندافع ونحمي فيها عن خطنا السياسي وعن مشروعنا السياسي ضد إسرائيل لأنها ستدخل علينا؟

ج- أولاً هذه إسرائيل المتنقلة من السيدة زينب الى داريا وريف دمشق وإبل وحمص والى القصير، هذه كذبة موصوفة ويجب أن نُحدّد أين إسرائيل وأين العمل من خلالها؟ أنت تدعم نظام تقول بأنه يدعمك، هذا نظام لم يعد باستطاعته أن يدعم أحد، ويجب ان يكون أي عاقل وأي مُفكر وأي باحث استراتيجي يعرف ان هذا النظام صار من الماضي، وان الحديث عن إنك تستند اليه بعملك المقبل هو كلام وهمي، يُقصد فيه إعطاء الناس جرعة أوهام.

السيد نصرالله تحدث عن ثلاثة مواضيع: موضوع لبنان، موضوع سوريا والنظام وموضوع إسرائيل. بالنسبة لموضوع لبنان، عندما يقول انه يدافع عن لبنان والعرب والعالم وفلسطين بوجه إسرائيل، فمن يُمثّل هو في لبنان دعنا نحدّد، “14” آذار حكما ضد دوره في سوريا والعماد عون ضد والرئيس بري لم يتحدث، ولرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة موقف معارض، ولا يوحد أي مرجعية شيعية صدر عنها كلام يدعم ما يقوم به “حزب الله” وبالتالي عن أي لبنان يُدافع وكيف يمكن أن يُمثل لبنان بهذه الطريقة؟ أليس هؤلاء لبنانيين ويُمثلون شرائح من المجتمع اللبناني؟ وبالتالي هو يستطيع أن يقول إنه يُمثل حزبه وجمهور حزبه فقط لا غير، ولا يستطيع ان يقول إنه يُمثل فلسطين أو إنه يعمل من أجل فلسطين.

س- لماذا؟

ج- لأن فلسطين لها شعبها وأهلها، هناك “حماس” والسلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله الإثنان ضد دوره في سوريا فهل يعرف مصلحتهم أكثر منه.

س- لكن هؤلاء أصبحوا في فلك آخر، اليوم تركوا هذا الفلك السوري واصبحوا في الفلك الثاني؟

ج- إذاً من يقول ان الفلك السوري هو الفلك الذي يُقرر مصير الشعب الفلسطيني؟.

س- هو فلك الممانعة، فلك المقاومة، فلك الصمود.

ج- لا يا أستاذ مارسيل هذا كلام من الماضي، الشعب الفلسطيني هو الأولى بالدفاع عن أرضه وتحرير ارضه وقراره السياسي، هو لا يلتزم بالنظام السوري ولا يلتزم بتحالف “حزب الله” مع النظام السوري، وبالتأكيد معارض معارضة شرسة وعنيفة لقتال “حزب الله” داخل سوريا الى جانب النظام.

س- زينة قانصو عبر “الفايسبوك” تسألك لماذا “تيار المستقبل” لا يقف مع “حزب الله” وقفة ضد جبهة النصرة والإرهاب بدل الطعن بالظهر، للأمانة نريد إجابة؟

ج- لا أبداً نحن ضد اي تطرّف ديني من كل الناس في كل مكان في لبنان، وسوريا ومصر والعراق، هذه مسالة موقفنا فيها مُعلن وأكيد ونهائي، والرئيس الحريري تحدث عنها وبيانات الكتلة تؤكد على ذلك.

س- هم يقولون معطيات الحزب بأن مجموعات مُتشددّة كانت تتجه نحو إقامة شريط حدودي سوري يكون خاضع لسيطرتها التامة، وبالتالي يدافعون عن سعد الحريري؟

ج- أنا قرأت مقالاً للصديق عماد مرمل عن الدفاع عن الحريري. أنا أسأل إذا كان التكفيريين مرفوضين ألم يُفاخر السيد نصرالله بإخراج الرئيس الحريري من الحكومة ومنعه من أن يكون رئيس حكومة مرة أخرى، وباستقالة الوزراء الذين كانوا وعدوا الحزب وكل “8 آذار” في الدوحة إنهم لن يستعملوا الوزير الملك ولن يستقيلوا، ولم يُشرّفوا توقيعهم؟

س- ولكن هذه مسألة أخرى، ففي وقتها كان وزير الخارجية القطري ووزير الخارجية التركي موجودين في لبنان وأبلغاه، لكن المسألة تتعلق بموضوع آخر يتعلق بآراء سعد الحريري وبموضوع المحكمة الدولية وغيرها؟

ج- أنت تقول هذا دفاع عن سعد الحريري وانا أجاوب.

س- في وجه التكفيريين وأنه يدافع عن مستقبل سعد الحريري؟

ج- أولاً المستقبل ليس بحاجة لمن يُدافع عنه ولا الرئيس الحريري، ولكن أنا أسأل سؤالاً منطقياً فإذا كان التكفيريين مرفوضين والرئيس الحريري مُدان من أين نأتي له بسني، وبالتالي إذا كان هذين الإثنين مرفوضين فمن هو المقبول؟ هل نخترع أو نطبع له ناس؟ أليس هو من أخرج سعد الحريري وتفاخر بذلك وقال “أنا ردّيت على وزيري خارجية قطر وتركيا وقال لهما بأنه لا يقبل بسعد الحريري”، وبشار الأسد كررها في لقائه مع ما يُسمّى بالقوى الوطنية اللبنانية. إذاً من هو هذا السُني الذي يُعجب خاطره حتى نأتي به ما دام الإثنين مرفوضين؟. ودعنا نقول ان سعد الحريري يُمثّل السنة بنسبة 90 بالمئة وعشرة بالمئة تكفيريين وهو لا يقبل بالإثنين فماذا نفعل؟ هل يمكن أن نأتي بنسبة أعلى من مئة بالمئة؟ وها هي تجربة الحكومة المُفتعلة التي غيّروا فيها الأكثرية وانقلبوا وأتوا بالرئيس ميقاتي فمن من السُنة استطاع الرئيس ميقاتي أن يأتي به؟ واين هي هذه التجربة الناجحة التي يُدافع عنها، فما هذا الكلام إذا كان هذا مرفوض وهذا مُدان؟. إذاً من المقبول الذي يُمثّل الناس، هو يُمثل والرئيس بري يُمثل الشيعة والرئيس الحريري حتى إشعار آخر يُمثّل غالبية السنة العظمى، وفوق ذلك يتفاخرون بأنهم أخرجوه من الحكم والتكفيريين مُدانين، ونحن مع إدانة التكفيريين في سوريا ولبنان، ولكن ما هو عدد التكفيريين؟ كل المعلومات اليوم تقول إنهم بين 7 و10 بالمئة من أصل مئة ألف.

س- ماكين يقول إنه ضمن مئة ألف هناك سبعة آلاف مقاتل مُتشدّد؟

ج- لنفترض إن ذلك صحيح، مع إن الأسد يقول 300 ألف، إذاً ما هي النتيجة؟ هل يمكن إتهام كل الشعب السوري بأنه تكفيري؟.

س- ماهر سليمان يسألك لماذا حلال مع محوركم أن تأتوا بمقاتلين من كافة أنحاء العالم تحت شعارات طائفية وحرام على “حزب الله” أن يُدافع عن جيرانه وحلفائه في سوريا؟

ج- أولاً لا تنظيمنا ولا تيارنا ولا قيادتنا ولا دولتنا معنية بأن تأخذ أي سلاح الى أي مكان في سوريا أو غير سوريا.

س- لكن هناك بيئة حاضنة في عرسال وطرابلس وعكار؟

ج- جيد بسيطة يوجد حل.

س- ما هو؟

ج- إذا كان كل هؤلاء الناس من خارج الدولة ومن خارج التنظيم السياسي ومن خارج تمثيل المستقبل، فليخرج “حزب الله” من الدولة ويذهب كمجموعات مسلحة يفعل كما يفعل الآخرون بالقتال في سوريا ألم يقل السيد نصرالله “نحن نقاتل وأنتم تقاتلون في سوريا، دعونا نتقاتل في سوريا ونحيّد لبنان” لكن ألا يوجد أطفال ونساء وعجزة في القصير؟ فما هو الإعلان العظيم بأنه ذاهب ليُقاتل إذا كان هناك مجموعات مسلحة من الطرف الآخر ويبدو اني سأقول كلاماً لا أحب قوله.

س- ما هو هذا الكلام؟

ج- كلام مذهبي.

س- عليك أن تقوله؟

ج- لكن إذا كان هذا الكلام صحيح، فليخرجوا من الدولة ويستقيل الوزراء والنواب ويستمروا في القتال باعتبارهم مجموعة مسلحة لأنه لا يمكن أن تأخذ جزء من الدولة اللبنانية معك بأني أنا أُمثّل اللبنانيين وأنا مُمثّل بالدولة اللبنانية وانا أقاتل في سوريا.

س- تطلب من “حزب الله” أن يخرج من الدولة إذا استمر بالقتال في القصير؟

ج- طبعاً ولكي يساووا أنفسهم بالآخرين كما يفعلون دائماً، الآخرين غير مُمثلين بالدولة وليس لهم وزراء ولا نواب، ولا يوجد تنظيم من التنظيمات الإسلامية مُمثل غير نائب للجماعة الإسلامية، هذا إذا افترضنا ذلك.

لكن أعود وأقول، إذا استمرت هذه الحرب في سوريا سنة أخرى، كل الناس ستُصبح جبهة النصرة، فالدم يؤدي الى توتر والى العنف والجنون.

س- لكن أنتم أيضاً لا تجلسون “عاقلين” المناطق الحدودية في الشمال والبقاع تحوّلت الى معابر الى سوريا؟

ج- من تقصد بكلمة أنتم، أنا أريد أن تأتي بنص واحد عن “تيار المستقبل” أو “كتلة المستقبل” أو أي كان في “المستقبل” يدعم ذهاب مسلحين الى سوريا، حتى الذين ذهبوا من طرابلس من تلقاء أنفسهم وقُتل منهم من قُتل واعتقل الباقون، كل الناس استنكرت واعتبرت ان هذا تهوّر من مجموعة غير مُدّربة.

س- قلت كلاماً خطيراً تطلب فيه خروج “حزب الله” من الدولة؟

ج- لكي يُصبح هناك مساواة، لأنهم يساوون أنفسهم بالآخرين.

س- تقصد خروجهم من الحكومة أو أن لا يُمثلوا في الحكومة، ومعروف ان نيتكم أن لا يكونوا في الحكومة وأن لا يعودوا في مجلس النواب، ماذا تقصد؟

ج- هم يساوون أنفسهم بين قتالهم وقتال المجموعات الآخرى الذين يفترضونها تخرج من لبنان أو من غير لبنان، هذه المجموعات لا تُمثّل الدولة ولا يتبناها أحد في الدولة ولا يهتم بها أحد من الدولة اللبنانية، فعملياً إذا كنت تريد مساواة نفسك بهم عليك أن تُكمل بالخروج من الدولة، اما أن تأخذ جزء من الدولة معك لتقاتل بها في سوريا، هذا كلام يصيب الدولة ويُخرّب النظام.

س- لكن هنا تقول كلام أكثر خطورة، فإذا كانت سوريا مازالت عملياً داعمة لهذه المقاومة وانتم لا تقبلون بهذه المقاومة ولا بدور لها في الداخل ولا في الخارج؟

ج- ماذا تقصد بدور لها في الداخل .

س- بمعنى أنكم تُضيّقون على “حزب الله” في الداخل؟

ج- هل نحن من يُضيّق عليه؟.

س- هذا الجو موجود أينما كان، معروف لا تريدون دوراً سياسياً للحزب ولا دوراً أمنياً ولا دوراً عسكرياً فإذا كانت سوريا مازالت تحت هذا النظام، فكيف إذا سقطت سوريا ماذا ستفعلون بالحزب وماذا ستفعلون بالشيعة؟

ج- لن نفعل شيء بالشيعة، الشيعة لبنانيون قبلنا وأكثر منا، ولن نفعل شيء بالحزب سوى ما يُقرره الناس في الإنتخابات، نحن لا نقوم بشيء سوى بالسياسة.

س- لكن بشار الأسد قال منذ لحظات في حديثه عملاء إسرائيل كانوا يتآمرون على المقاومة؟

ج- وقد أجاب عليه الرئيس السابق للمخابرات الإسرائيلية، وبالتالي هذا كلام سخيف وتبسيطي.

س- لكن الحزب يقول إنكم تتآمرون عليه؟

ج- أرجوك دعنا ننقل الأمور الى نقاش هادىء هم يساوون أنفسهم بالمقاتلين الآخرين، وبالتالي لا يمكن أن تساوي نفسك وانت عضو فاعل في كل الدولة اللبنانية، في مجلس النواب وفي مجلس الوزراء وفي أماكن ربما إدارية أخرى، بالمنطق العام إذا أردت أن تساوي نفسك بالمقاتل عليك أن تخرج من صفتك الرسمية أولاً.

ثانياً: نحن لم نُلغهم ولا نتآمر عليهم، هناك نقاط خلاف بيننا وبينهم معروفة ومُحدّدة ومُعلنة، وأضيف لها مؤخرا الخطيئة الكبرى التي هي القتال داخل سوريا.

أنا أسأل لو استمر هذا القتال شهر، شهرين، سنة أو سنتين وبعدها ماذا ستكون علاقة لبنان بالشعب السوري؟، أنا لن أتحدث عن علاقة “حزب الله” لأن ما يُصيب “حزب الله” وجمهوره يصيب كل لبناني، ولا يمكن أن نفصل بين الضرر الذي يقع عليهم والضرر الذي يقع عليّ، فماذا أفعل بالشعب السوري؟، الحزب يُعلن حرب جهادية ضد الشعب السوري دعماً للنظام باعتباره هو داعم للمقاومة، فكيف تصح هذه المعادلة؟ هذه معادلة إيرانية تحت نفس النظرية دعم المقاومة من طهران الى مارون الراس مروراً بسوريا وهذه القصير جزء من الطريق.

س- ما الذي يزعجك من هذه المقاومة من طهران الى مارون الراس، هل هي مسألة أي محور، هل محورالسعودية أم محور إيران؟ خاصة وان هناك كلام عن عودة الوصاية السعودية الى البلد وأنتم تأتون في هذا السياق؟

ج- ياريت هناك وصاية سعودية.

س- هناك من يسألك على”الفايسبوك” عن علاقتك بالأمير مقرن والأمير بندر بن سلطان؟

ج- أولاً أنا أعرفهم جميعاً وفخور بمعرفتهم، وماعندي أي إرباك ولكن ليس هذا السؤال، بل السؤال أين السياسة السعودية في لبنان التي تتحدث عنها؟ السياسة السعودية في لبنان قائمة على الإستقرار وعلى التوازن وعلى الحفاظ على الأمن وليست قائمة لا على المواجهة ولا معنية بالشان اللبناني، الأولويات السعودية في مكان آخر وليس في لبنان، هي في اليمن وسوريا وربما في الأردن ولبنان آخر اهتماماتها زائد ان نواياهم مُعلنة وواضحة وصريحة، نصّهم لا يخضع للمناقشة لانهم يريدون الأمن والإستقرار في لبنان، فلو كانوا يريدون فعلاً المواجهة كانوا تصرّفوا بمئة طريقة مختلفة، وانا أعتقد انه منذ معادلة السين-سين ليس هناك من حركة سعودية في لبنان سوى الحفاظ على الأمن والإستقرار، لا يريدون أن يحمّلوا الشعب اللبنانية مواجهة من أي نوع لا بالعسكر ولا بالأمن ولا بأي شيء يضر بالإستقرار، هذه دول عقلها خاضع لضرورة استقرار لبنان. لكن أنا أسأل سؤال آخر: عندما تقرر معاداة الشعب السوري بهذه الطريقة ومعاداة الشعوب العربية الأخرى المساندة للشعب السوري ولو بمنطق مذهبي سواءً العراقي أو اليمني أو الحوثي، وايضاً حتى داخل العراق أعلن السيد مقتدى الصدر انه لا يوافق على تدخّل “حزب الله” في سوريا، وبالتالي هذه مسألة سياسية بالدرجة الأولى.

هناك اجتماع يوم الأحد القادم لدول مجلس التعاون بناءً على طلب البحرين لوضع “حزب الله” على لائحة الإرهاب، وهناك اجتماعات في الإتحاد الأوروبي أيضاً ونقاش حول الجناح العسكري والمدني لـ”حزب الله” وستزداد الأصوات الداعمة لأن القرارات بالإجماع في الإتحاد الأوروبي للوصول الى وضع “حزب الله” على لائحة الإرهاب، فهل يمكن أن تقول لي ماذا يستفيد لبنان من هذا الأمر؟.

س- سيُمنع “حزب الله” من الدخول الى الحكومة؟

ج- جيد ولكن ماذا سيستفيد لبنان، هذا موضوع يهمنا نحن، ولكن الشعب اللبناني كله ماذا يستفيد؟ فكل هذا ضررعلى كل لبنان، هذا يُعرّض النظام اللبناني لعملية انتحارية تجري في سوريا مرة عنوانها االمقاومة، ومرة عنوانها فلسطين، ومرة عنوانها لبنان، ومرة عنوانها التكفيريين، فهل كل الثورة السورية قائمة على التكفيريين؟.

دعنا نرجع قليلاً الى الوراء لقد استمرت الثورة ثمانية أشهر في سوريا، ثورة سلمية وكان هناك عشرة آلاف قتيل على الأرض، وكانت المظاهرات تقول سلمية سلمية فماذا فعل النظام؟ استمر بالقتل وبالقتل والكلام عن الذهاب الى المفاوضات والقبول بالإصلاحات، كل هذا كلام متخصص فيه النظام السوري باعتباره يوحي بأنه يقبل بالحوار.

الآن ماذا يحصل في جنيف؟ ماذا يقول الأسد في مقابلته؟ يريدون حكومة انتقالية لا دور للرئيس فيها، في سوريا لا يرأس الرئيس حكومة، وهم يريدون حكومة بصلاحيات واسعة، تغيير صلاحيات الرئيس يخضع لتعديل الدستور، وهذا الموضوع يخضع لإرادة الشعب، لأن هذا الموضوع لا يستطيع الرئيس القيام به، يعني الوفد الذاهب الى جنيف لا يملك أي صلاحيات، وبالتالي لن يكون هناك مؤتمر جنيف قبل أن نصل الى موقف المعارضة.

س- أيضاً وليد المعلم قال بالأمس حتى لو عُقد جنيف ستخضع قراراته للإستفتاء؟

ج- جيد عال عال عال، لكن أين الشعب السوري الذي سيسألونه؟ هل هو في لبنان أو الأردن أو تركيا، ايضاً هو تحدث عن المفقودين والمخطوفين المُعلن 80 ألف هذا باستثناء المعتقلين بمئات الآلاف والمفقودين.

س- إذاً ترى ان لا جدوى من جنيف؟

ج- طبعاً لا جدوى من الحديث مع هذا النظام غير الخاضع للإصلاح وغير القادر على الإصلاح.

س- إذاً لا حل سياسي ولا إمكانية لحل عسكري في الأفق؟

ج- في الأفق لا يمكن لي أن أقرر ذلك، فهذه ثورة مستمرة وهذا الشعب العظيم سيستمر في القتال وهو يفعل ذلك منذ سنتين وشهرين وهي ثورة يتيمة، ليس لها أي راعي، ولها حتى الآن أكثر من عشرة آباء يختلفون في ما بينهم يومياً في اسطنبول واينما اجتمعوا، ولكنه شعب مستمر، لأن هذه مسألة يُراد منها حريته وعدالته وكرامته، ولم يعد باستطاعته أن يتراجع.

س- لماذا سرتم بالتمديد لمجلس النواب؟ هل هو استقرار؟ هل هو وضع أمني؟ هل هو العجز؟ أو هل هو لأن سعد الحريري لا يستطيع المجيء الى لبنان؟ أو هل لأنه ليس لديكم دعماً مادياً ومعنوياً كاملاً لإجراء الإنتخابات؟

ج- ليس لدينا أي مشكلة جدّية أولاُ بالإنتخابات، دعنا نكون واضحين، الناس لم تُغيّر خياراتها، الناس أحسن منا حافظت على موقفها وعلى صلابتها وعلى استمرارها بدعمنا على كل الخريطة اللبنانية من الحدود الى الحدود، لأنه هذا جمهور رفيق الحريري الذي لم يتوقف لا بالإخلاص ولا بالوفاء ولا بالصدق بدعم فكرة الدولة اللبنانية وقيام هذه الدولة.

س- لكن هناك تكفيريين وأصوليين أكلوا من صحنكم؟

ج- هذا الكلام يصدر في الصحف. أولاً وصف الناس بالتكفيريين أعتقد ان هذا عدد محدود جداً لاعلاقة له بالصفة التمثيلية، أما ان الحالة الإسلامية تتقدم فهذا أمر طبيعي موجود في كل الدول العربية ولا خلاف لنا معهم خاصة المدنيين، أقصد الذين هم من أهل الدولة وليس من أهل الفوضى والتدمير.

س- لا ننسى ان الأقليات هم من يقومون بالحرب أيضاً؟

ج- لا أنا أعتقد ان الغالبية العظمى من الناس مازالت عند خياراتها ومازالت عند فكرة الدولة، ومازالت عند خيار الدولة باعتباره الأول والأخير، وتصرّف الناس تجاه الدولة لم يتغير.

س- تقول ان لا مشكلة لديكم مع قاعدتكم الشعبية، فلماذا سرتم بالتمديد؟

ج- هناك رأي يقول منذ سنوات حتى الآن، منذ 7 أيار وقبل 7 أيار بأن العنوان الأهم والدائم والمستمر هو الإستقرار، وبكل صراحة هناك رأي آخر يقول بالمواجهة. فنحن مجموعة سياسية كبيرة، وبالتالي فيها تنوّع آراء، ولكن الإستقرار دائماً هو من ينتصر ويربح مع العلم ان الإستقرار لم يتحقق لا بعد 7 أيار ولا في حكومة الوحدة الوطنية ولا بإقالة سعد الحريري-مع حفظ الألقاب- ولا بتشكيل الحكومة بعد تغيير المعادلة. وعملياً حصلت ثلاث محاولات اغتيال واحدة منها نجحت باغتيال الشهيد وسام الحسن، رحمه الله، واثنتان فشلتا بمحاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع والشيخ بطرس حرب، ولكن أعود وأقول دائماً الإستقرار هو من يتغلب، يجب أن نتفق ان التمديد هو ضربة للنظام الديموقراطي البرلماني ولا يمكن أن يكون عملاً سوياً وإنه يدعم النظام الديموقراطي ويدعم تداول السلطة، ولا يمكن لأحد أن يُدافع عن التمديد بهذا المنطق. ولكن الدفاع عن التمديد هو الدفاع عن الإستقرار بأن الناس عندها رغبة بالإستقرار وليس كل الناس، ولكن أعود وأقول حزب الإستقرار هو دائماً من ينتصر والتمديد جزء من السعي نحو الإستقرار إن شاء الله ينجح، وعملياً التسليم بفكرة التمديد للأمن كانك أيضاً تُسلّم ورقة لمن باستطاعته تخريب الأمن كل ساعة، وهذه نقطة ضعفها.

س- من يُخرّب الأمن؟ واضح أن “حزب الله” يمتص الفتنة والدليل كيف تعامل مع مسألة الغراد الأحد الماضي؟ أول شخص آلان عون وبعده جبران باسيل واليوم قرأنا مقال جان عزيز، هناك اتهام لجماعة الإشتراكيين بهذا الموضوع؟

ج- أنا أعتقد ان الهدف الحقيقي من إطلاق الغراد هو ان كل الناس تستسلم للتمديد ونفس الصحف الذين تتحدث عنهم وربما نفس الكتاب هم من قالوا بأن التمديد هو الخيار الأول والمُطلق لـ”حزب الله” وحركة “امل”.

س- لكن أيضاً وليد جنبلاط يريد التمديد؟

ج- نعم، ولكن أنا أقول خيار أول ومُطلق، ومع ذلك دعنا تُحدّد نقاط ضعفه ونقاط قوته.

نقاط الضعف بأن هذا عمل مُخالف للنظام الديموقراطي ولتداول السلطة، وإنه محاولة لمسايرة أطراف التمديد اعتقاداً بأن هذه الأطراف ستُحافظ على الإستقرار.

أما نقاط القوة بأن طبائع الناس بغالبيتها هي الرغبة بالإستقرار والرغبة بالهدوء، وهذا التمديد يُفترض بأنه يُحقق هذا الغرض. لكن إذا تكلمنا بالسياسة فمن أوصلنا الى هذه المرحلة؟ كل هذه الفوضى التي حدثت وكل هذه النتيجة، من أوصلنا الى هنا؟ هو القانون الأرثوذوكسي وما دار حوله وما أخرجه.

س- لكن حلفاءكم هم من أصابوكم بالقانون الأرثوذوكسي؟

ج- كل الناس تورّطوا فيه، وأعتقد انه أخرج كمية من الأمراض للنظام اللبناني وعند اللبنانيين.

س- يعني تحمّل المسيحيين مسؤولية هذا التمديد؟

ج- أنا لا أقول المسيحيين بالتحديد، ولكن قلت ان هناك قانون طُرح تسبب بأزمة وطنية كبرى، وتسبب بخروج أمراض في المجتمع اللبناني وكلام كبير وقاسي بحق بعضهم، ولم يكن ممكناً أن يؤدي الى الإنتخابات. وبطبيعة الحال كان الخيار الوحيد للوصول الى مرحلة انتقالية هادئة بأن يحصل هذا التمديد. على كل حال تستطيع الناس محاسبة النواب الآن وبعد سنة وخمسة أشهر بذات الطريقة، وفي حينها الناس تُقرر إذا كان هؤلاء النواب فعلاً دافعوا عن مصالحهم أو عن موقفهم أو عن آرائهم أو لم يدافعوا. ولكن لا أعتقد ان التمديد أمر مُحبّب أو أمر منطقي، لكن للضرورة أحكام.

س- لكن أنتم لم تساهموا وحتى في المختلط كان العمل وكانه “قصقص ورق ساويهم ناس” يعني يقول جبران باسيل المختلط حرب جبل ثانية؟

ج- الأرثوذوكسي “بطن ولاّدة” أتت بكل المشاكل الإنتخابية التي أتت بعدها، أنا لم أدّع أبداً ان المختلط هو حل مثالي، المختلط بالعنوان العام هو حل، ولكن ربما هذا المختلط أيضاً يُناسب ناس ولا يُناسب آخرين، وسيُقال أقسى الكلام فيه. ولكن الأصعب من كل هذا ان هناك شيء يسير الى جانب العمل العسكري وهو ان كل شيء في لبنان فيه ضرب للنظام اللبناني ولقواعده الرئيسية، وهي إننا لا نُشكّل حكومة إلا بالتوافق، يعني إلغاء الأقلية والأكثرية، كذلك لا ننتخب رئيس جمهورية إلا بالتوافق، ولا ننجز قانون انتخابات إلا بالتوافق، ولا نقوم بأي عمل سياسي كبير إلا بالتوافق، وهذا من نتائج وجود السلاح في المجتمع اللبناني، وأولاً وتأسيساً بانتشاره بداية عن طريق “حزب الله” في كل المناطق اللبنانية، وبالتالي عندما يكون المطلوب التوافق على كل شيء، فهذا فيه ضرب للنظام القائم الذي هو نظام برلماني ديموقراطي قائم على الأكثرية والأقلية، من بعد 7 أيار أُلغي النظام، ولكن يتم قضمه على مراحل تحت عنوان التوافق.

س- لكن النظام كله نظام توافقي؟

ج- هذا غير صحيح، النظام أكثري وأقلي، ولكن عندما تحوّل عنوان كل شيء الى التوافق يعني إنك لن تتفق على شيء، وبالتالي ستُعطّل كل شيء. وفخامة الرئيس في حديثه بالأمس تحدث عن تعيينات كانت طبيعتها ممتازة وأشخاصها ممتازين لم يتم تعيينهم لأنه ليس من توافق عليهم، وصرنا التعيينات بالتوافق، الإنتخابات بالتوافق، الحكومة بالتوافق، قانون الإنتخابات بالتوافق، وبالتالي يجري تفريغ النظام منذ العام 2006 دون توقف على الطريقة الإسرائيلية بالقضم، وهذا أمر خطير جداً يجب أن ينتبه لها كل اللبنانيين وأن يعرفوا ان نظامهم مُعرّض للخطر، مُعرّض في القصير وفي لبنان، ومُعرّض بمنطق السلاح الذي يجب إيجاد حل حوله ضمن الدولة اللبنانية.أعود وأقول ضمن الدولة اللبنانية، السيد نصرالله تحدّث عن إن إسرائيل وزّعت على المستوطنات السلاح، هذا جيد، ولكن الدولة هي من وزّعت السلاح وليس الأفراد، وليس حزباً قام بذلك. وقال بإن إسرائيل قامت بواجباتها، وأنا أسأل هنا منذ الـ2006 ماذا فعل هو تجاه الدولة اللبنانية غير تعطيلها سواء بالإعتصام أو بـ7 أيار أو بإسقاط الحكومة أو بكل الإتفاقات السياسية التي هي ضرب للنظام في كل الوقت؟.

س- طارق الشريف يقول لك على “الفايسبوك” انا ناشط في قطاع شباب “تيار المستقبل” منسقية بيروت، أحب أن أقول للنائب الذي أحترم بأنني للمرة الأولى سأعارض “تيار المستقبل” على قرار سياسي إذا تم التمديد للمجلس، فلا يحق لكم التمديد مهما كانت الأسباب والنتائج، وهناك قانون نافذ والفلتان الأمني لن يتوقف بعد التمديد، فلماذا التمديد؟ من حق الشعب اللبناني أن يُحاسب نوابه كل أربع سنوات ولا يحق لأحد أن يسلبه هذا الحق؟

ج- أنا أحترم رأي الأخ طارق وأؤيده في ما قاله، وياريت كنت مكانه وهو كان مكاني لكان وضعي أسهل بكثير فن الحديث عن التمديد.

س- هناك جو يقول بأنك مُهمّش في هذه الفترة ومن يشارك في اللقاءات هو نادر الحريري ومحمد شطح وفؤاد السنيورة بالقرارات الأساسية، وهناك مشكلة كبيرة بينك وبين السنيورة، فهم من جماعة التوافقات وأنت من جماعة المواجهة، لماذا استبعدوك؟

ج- أعوذ بالله، أولاً أنا لست مُبعداً، ولا أعتقد ان أحد عنده رغبة أو له الحق بهذا الأمر، ولكن سأقول أكثر من ذلك، نحن مجموعة سياسية كبيرة فيها تعدّد آراء وفيها ناس رأيهم يمين ورأيهم شمال، ولكن بالنتيجة كلنا عندما نتفق على أمر نسير فيه زائد أنه لا مشكلة بيني وبين الرئيس السنيورة. دعني أقول هناك مشكلة كل يوم بيني وبين الرئيس السنيورة لاننا نتحادث كل يوم ونتواصل كل يوم أو نلتقي كل يوم، ولكن هو صدره رحب وقابل للمناقشة، وإذا وجد أن هناك موقف سليم يأخذ به، والكتلة أصلاً هي أحسن مكان سياسي للنقاش الحر بكل الآراء، وبالتالي لا يوجد مشكلة شخصية ولا مشكلة سياسية، هناك تنوّع آراء طبيعي، نُجري المناقشة حوله وفي النهاية الكل يوافق والرئيس السنيورة عنده خبرة ومعرفة بالدولة أكثر مني، وبالتالي هو حريص على الإستقرار أكثر مني.

س- سؤال من الناشط السوري كمال فياض الذي يسأل لماذا لاحظنا بعد صدور وثائق “ويكيليكس” وفيها كلام كبير من الرئيس سعد الحريري بحق النائب نهاد المشنوق ولاحظنا ان مواقفه تجاه سوريا صارت مختلفة جداً؟

ج- أولاً غير صحيح ما تفضّل به الأستاذ كمال، صحيح ما صدر في الـ”ويكيليكس” بالصوت والصورة على تلفزيون “الجديد” والرئيس الحريري اعتذر عن هذا الكلام، وقال ان هذه زلّة لسان ولم تؤثر أبداً على علاقتنا. وموقفي من سوريا منذ اللحظة الأولى للثورة هونفسه منذ 15 آذار هذا موقف مُعلن ولا علاقة له لا بكلام الرئيس الحريري ولا بكلام أي شخص آخر.

س- هل التمديد يفترض حكومة سياسية، يعني واضح انكم لم تحصلوا على أي شيء مقابل التمديد وذهبتم الى هذا التمديد رغم إنكم حاولتم تحسين الشروط؟

ج- موعودون بالإستقرار.

س- ما هذا الإستقرار الذي دفعكم للسير بالتمديد دون أن تحصلوا على أي شيء؟

ج- أولاً نحن فعلاً ذهبنا باتجاه الإستقرار بداية، ثانياً نحن نعتقد بأن هناك استحالة لتشكيل حكومة سياسية تحت أي ظرف من الظروف، هناك استحالة موضوعية ليس ضد أحد ولا مع أحد، عملياً لا يمكن تشكيل حكومة نصفها يُشارك في القتال بشكل رسمي في سوريا.

س- هذا كان شيء معروف ويُقال ان نجيب ميقاتي استقال لأنه كان يعرف ماذا سيحصل بوضعية الحزب وبأنه سيُطلب منكم دولياً عدم مشاركة “حزب الله” في هذه الحكومة؟

ج- أنا لا أعرف ما هي الظروف الحقيقية، هناك روايات مُتعدّدة لاستقالة الرئيس ميقاتي لن أدخل فيها الآن، ولكن واحدة من الروايات عندما قال له السيد حسن إعمل ما يُريحك، وكأنه يقول له “فل” ولكن هذه ليست رواية أكيدة، وهناك عدّة روايات في هذا الموضوع. ولكن تشكيل حكومة سياسية يُفترض التفاهم على الحد الأدنى من الموقف السياسي بين الأفرقاء الموجودين داخل هذه الحكومة .

س- لكن لن تستطيعوا تأمين هذا التوافق؟

ج- مستحيل فعلياً لا يمكن ذلك، فهذه طاولة دم فكيف يمكن أن نجلس عليها، هذه طاولة فيها دم الشعب السوري، وبالتالي لست مضطراً لأن تضعه على أكتافك، نحن منذ اللحظة الأولى وأنا أذكر، قلتها معك في الإستديو منذ 25/1/2011 منذ اليوم الأول لتكليف الرئيس ميقاتي، كان ندائي الدائم والاكيد حتى هذه اللحظة هو تشكيل حكومة غير سياسية تتولى شؤون البلد والناس.

س- ولكن لن يقبل “حزب الله” خاصة وإنكم أعطيتم التمديد دون الحصول على شيء، لن يقبل “حزب الله” يريد الثلث المعطّل وتشكيل حكومة سياسية؟

ج- لذلك، أنا لا أعتقد ان كل شيء يجب أن يتم بتفاهم كل الأطراف، وأعتقد ان الرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية مطلوب منهما القيام بمغامرة وطنية لتشكيل حكومة تأخذ بعين الإعتبار وجود ناس نسبياً لهم هوى سياسي، ولكن غير مُلتزمين ومحايدين ولا يكون فيها ثلث معطّل، هذا المنطق يجب أن يتوقف.

س- يعني حكومة أمر واقع ويُقال إنه عندما قابل وليد جنبلاط الأمير بندر بن سلطان في الرياض قيل له انتظروا ولا تعطوا حكومة الأمر الواقع قبل أن تحصل الإنتخابات؟

ج- لا أعتقد ان الأمير بندر دخل في هذه التفاصيل، واعتقد انه حريص على استقرار لبنان، وأعتقد ان كلامه مع وليد بك قائم على التوازن في لبنان وليس على كسر التوازن، لأنه حريص على الإستقرار، فهذه الحكومة هي التي تُحافظ على الإستقرار وأي حكومة سياسية ستكون حكومة اشتباك يومي وقتل ودم وسلاح، ولا يمكن أن تكون معنية بشؤون الناس ومشاكلها.

س- هل الأمور تفترض تغيير تمام سلام؟ ويُقال انه تسلّم رسالة من “تيار المستقبل” بأنه يمكنه تشكيل حكومة ما بعد التمديد، يعني ليس حكومة انتخابات، هل صحيح هذا الأمر؟

ج- أولاً هو يحتاج الى ما يمكن تسميته تكليف سياسي جديد وليس تكليفاً دستورياً، بمعنى ان الأطراف تُعبّر عن رغبتها باستمراره بتشكيل حكومة محايدة تأخذ بعين الإعتبار المصلحة الوطنية كما أسماها لحكومته، وأعتقد انه على هذه الطريق ينظر الى الأمور بنفس العين التي نتحدث فيها أو بنفس المنطق الذي نتكلم به.

س- يعني ممكن يرجع سعد الحريري رئيس حكومة 14 وزيراً؟

ج- الآن نحن نتحدث عن الرئيس سلام أم عن الرئيس الحريري؟

س- إذا تمام سلام لم يقبل بتكليف سياسي جديد؟

ج- كيف لن يقبل أنا أعتقد ان كل الناس عندها رغبة بتكليفه السياسي وليس الدستوري، ولكن الناس عندها رغبة أيضاً بالقيام بمغامرة وطنية، لأنه عملياُ هذه الحكومة ستكون مسؤولة عن الناس وليس عن القتال في القصير ولا عن السلاح في طرابلس، هذه الحكومة مسؤوليتها الإهتمام بشؤون الناس وبالإهتمام بأمرهم والتحضير لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة.

أما القول بالإتيان بحكومة وحدة وطنية الآن وفيها ثلث معطّل وفيها الثلاثية الذهبية “الشعب، الجيش والمقاومة” فبهذا يكون هناك قرار بتخريب البلد من ضمن الدولة، فيكفي خراب البلد من خارج الدولة، فهل أيضاً سيتم الخراب من ضمن الدولة؟، هذا أمر لا يمكن لأحد أن يُدافع عنه ولا يحميه.

س- هل بالإمكان أو هل من فرصة بعد لتحييد لبنان عن الأزمة السورية؟

ج- لا بد من أن نعمل جميعاً على هذا الأمر، فعندما نتحدث عن الجيش اللبناني نحن نسينا انه منذ العام 1990 كان يقع تحت الوصاية السورية.

س- ماذا تعني؟

ج- يعني لم يتم تسليحه كما يجب، ولم يتم دعمه كما يجب، وتمت خردقته وبعد الـ 2005 دخل في نزاعات البلد وتم تحميلها للجيش، هذا الجيش لكل اللبنانيين، حكومة الوحدة الوطنية لن تفعل شيء للجيش، ولكن من يُحقق شيء وتقدّم للجيش هو حكومة معنية بشؤون البلد ومعنية بمصلحة البلد، هذا الكلام بالإستمرار في هذا النزاع لن يُعرّض الشيعة بل سيُعرّض الشيعة والسُنة والمسيحيين لأكبر أخطار ممكنة، لأن هذه هي الفتنة وليس بالضرورة وصلنا الى الفتنة، نحن في قلب الفتنة، مهما حاولنا إذا لم يتم الإنسحاب من سوريا سيدفع كل لبنان ثمن هذا القتال.

س- سؤال من جواد زلزلي: كنائب عن الأمة التي عمادها وضمانتها الجيش اللبناني ماذا فعل تياره إزاء التنكيل بعناصر الجيش في عرسال؟ وإذا كان جوابه لسنا أصحاب سلطة في هذا المجال، نود ان يشرح لنا دوره كنائب في هذه الحلقة؟

ج- نحن دورنا سياسي منذ اللحظة الأولى منذ أيام نهر البارد ، في كل المفاصل نحن ندعم دور الجيش اللبناني بكل الأماكن، ونحن من دعا الجيش اللبناني للإنتشار على الحدود اللبنانية- السورية لمنع أي لبناني من الذهاب الى سوريا.

س- ولكن قادة المحاور وبعض منهم قريب منكم اللواء اشرف ريفي كان له كلاماً قاسياً الأسبوع الماضي ، بمعنى إنهم يريدون أن يُحدّدوا للجيش أماكن تواجده؟

ج- أبداً كلام اللواء ريفي في مكانه وزمانه، لأن هذه الطريقة لكي يدخل على أهله والإيحاء بأنه قادر على حمايتهم ومسؤول عنهم.

س- تقصد إنه كلام انتخابي؟

ج- كلام أهم من الإنتخاب، فعندما يسمع أهل طرابلس شخص يجلس في جبل محسن يضع صورة بشار الأسد والعلم السوري وراءه بأنه يريد تدمير طرابلس ويجعلها مثل حمص فماذا تنتظر من الناس؟ وأين ستذهب بعقل الناس؟، هؤلاء ناس يتصرفون على نفس ريتم الجنون سواءً في سوريا أو في طرابلس.

س- في هذه الحالة ماذا يُفترض بالجيش أن يفعل؟ هل أن يُراقب فقط؟

ج- كلا، نحن كمجموعة سياسية ندعم دور الجيش بتحقيق الأمن والإستقرار على كل الأراضي اللبنانية.

س- لكن في عرسال كن المطلوب اليوم بعدما تم إخراج الجيش أو تحييده أو تركه جانباً في طرابلس أيضاً إبعاده من عرسال، كيف تُفسر ما جرى في عرسال؟

ج- اليوم سمعت وانا في طريقي الى هنا إنه تم اعتقال ثلاثة أشخاص في موضوع الإعتداء على الجيش، ونحن في الكتلة والرئيس الحريري منذ اللحظة الأولى اتصل الرئيس الحريري بالعماد قهوجي وأعلن دعمه العلني لكل عمل يؤكد الإستقرار والأمن لكل اللبنانيين، وغير صحيح إنه لا يوجد غطاء سياسي، الصحيح ان هذا الغطاء السياسي يجب أن يأتي من الحكومة المعنية بكل اللبنانيين، وباعتقادي لا هذه الحكومة ولا التي سبقتها أو ما قبلها من بعد الدوحة لم تُشكّل حكومة معنية بشأن كل اللبنانيين ولا بأمنهم ولا باستقرارهم، لأنه كان مُسيطّر عليها أما بالثلث المعطّل واما بالسلاح، واما بالقمصان السود، وأما بالإلغاء الذي تمّ للسني في الحكومة الأخيرة وكفى لف ودوران، دعنا نذهب الى الموضوع مباشرة ولنخرج من النزاع لصالح حكومة تهتم بشؤون الناس لا نريد لـ”14 آذار” ولا لغيرنا حكومة.

س- يعني حكومة محايدة؟

ج- طبعاً محايدة، بمعنى غير ملتزمين.

س- ولكن نقولا ناصيف في مقال له اليوم، يقول ان الرئيس تمام سلام أنجز الحكومة ومن أصل 24 أصبح لديه 22 وزيراً وهناك مداورة، ويبدو ليس هناك من ثلث مُعطّل؟

ج- لاأملك أي معلومات، ولكن إذا حصل ذلك فهذا شيء ممتاز وسليم، ولكن لا خيار أمام اللبنانيين سوى المزيد من الدعم لفكرة الدولة، نحن دفعنا ثمن السلاح غير الشرعي بكل الأمكنة بما لا يستطيع لبنان ولا يستأهل اللبنانيون أن يتعرضوا له، المقاومة لا تكون لا في طرابلس ولا في عكار ولا في صيدا ولا في بيروت ولا في أي مكان، كل هذا أوهام تحت شعار مشروع إقليمي يراد للبنان أن يكون جزءاً منه يمتد من طهران الى العراق الى سوريا، ويريدون لبنان، وسنقاوم هذا المشروع سياسياً بكل الوسائل.

س- الرئيس بري يقول لـ”السفير” إنه بعد طي ملف الإنتخابات سيسعى جاهذاً الى عقد طاولة حوار إسلامي-إسلامي تضم حركة “أمل” و”حزب الله” و”تيار المستقبل” لمواجهة مشاريع الفتنة؟

ج- لا يمكن مواجهة مشاريع الفتنة وهي قائمة في سوريا، هذا الحاصل في سوريا هو في مواجهة كل العرب، فكيف يمكن مواجهة الفتنة على طاولة والحرب في سوريا قائمة وقتال الشعب السوري قائم؟.

س- علي عواض العسيري سفير السعودية في لبنان يقول للـ”الحياة” إنه يخشى انتقال الحرب الى لبنان بسبب عدم التمسك بسياسة النأي بالنفس؟

ج- طبعاً السفير السعودي في لبنان منذ أربع سنوات وأصبح يعرف لبنان جيداً وتقديره الدبلوماسي ممتاز، وهو ملأ فراغاً كبيراً في كل هذه السنوات التي عمل فيها في لبنان رغم انكفاء الدور السعودي استطاع أن يملأ الفراغ.

س- تقول انكفاء في وقت يُقال احتدام الدور السعودي؟

ج- هل علينا العودة الى هذه السيرة من أول وجديد؟.

س- الرئيس ميقاتي دعا الى طاولة حوار برعاية رئيس الجمهورية على شرط أن يحضر الجميع بدون أفكار وشروط مسبقة؟

ج- جيد وعندها نصبح في مسلخ بسبب كثرة الدم على هذه الطاولة، فكيف يمكن أن يُقال هذا الكلام وألا يُفكّر أحد بوضع حد أدنى من القاعدة السياسية للإجماع، فكيف يمكن أن نجتمع في وقت هناك رجل قائد كبير وقف أمام جميع الناس وأعلن إنه يُقاتل في سوريا تحت عناوين مختلف عليها عند اللبنانيين وعند العرب وعند المسلمين، ولا يستطيع أن يُقنع بها إلا جمهوره، وهذا فيه قتل وهؤلاء يمكن أن يقتلوا ويُقتلوا، هؤلاء الشباب الذين نشاهد صور تشييعهم تحت شعار حماية المشروع، كيف يمكن أن نجلس ونقول دعونا نبدأ من جديد ونترك سوريا جانباً ونترك موضوع الاستراتيجية الدفاعية جانباً وتعالوا نناقش كيف سنعيش بقية أيامنا، هذا ليس عملاً سياسياً بل يصبح عمل خيري.

س- في مثل هذه الأيام يكون الرئيس سليمان قد أمضى خمس سنوات في سُدّة الرئاسة لمن تُحمّل مسؤولية تحوّل عهده الى عهد تصريف أعمال؟

ج- نفس السياسة الإقليمية السورية- الإيرانية واللبنانية التي عطّلت الدولة اللبنانية طوال هذه الفترة تحت عناوين مختلفة، والتي عطّلت الجيش اللبناني تحت عناوين مختلفة، ولن نفتح الآن ملفات الإغتيال والقتل ، ولكن كل هذا أوصلنا الى هنا. وللحقيقة العماد سليمان استطاع الصمود بشكل جدي وأن يُعبّر بطريقة ممتازة عن رغبات الغالبية العظمى من اللبنانيين بحفاظه على الدستور، وبصلابته وباستمراره بموقفه، وبحفاظه على استقلال لبنان، وبكلامه الدقيق تجاه كل المواضيع سواءً تجاه موضوع السلاح أو قتال “حزب الله” في سوريا أو تجاه العلاقات اللبنانية- السورية، كلامه كان دائماً مسؤولاً ودقيق ورصين وجدّي.

س- نهاد المشنوق سأعلن نتائج التصويت على السؤال: هل أنت مع التمديد للمجلس النيابي أم مع انتخابات حسب الستين؟ النتيجة 70 بالمئة مع الإنتخابات حسب الستين و30 بالمئة مع التمديد، يعني أنتم سرتم مع 30 بالمئة من الشعب اللبناني؟

ج- أعتقد انه حتى الذين سرنا معهم أقل من 30 بالمئة.